شعار الموقع

شرح كتاب الجمعة من صحيح ابن خزيمة_13

00:00
00:00
تحميل
49

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين.

قال الإمام ابن خزيمة -رحمه الله تعالى- في صحيحه:

جُمَّاعُ أَبْوَابِ الْأَذَانِ وَالْخُطْبَةِ فِي الْجُمُعَةِ، وَمَا يَجِبُ عَلَى الْمَأْمُومِينَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ مِنَ الِاسْتِمَاعِ لِلْخُطْبَةِ، وَالْإِنْصَاتِ لَهَا، وَمَا أُبِيحَ لَهُمْ مِنَ الْأَفْعَالِ، وَمَا نُهُوا عَنْهُ

بَابُ ذِكْرِ الْأَذَانِ الَّذِي كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا بِالسَّعْيِ إِلَى الْجُمُعَةِ إِذَا نُودِيَ بِهِ، وَالْوَقْتِ الَّذِي كَانَ يُنَادَى بِهِ،

يعني في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾[الجمعة:9]، الأذان الذي يؤذن بعد مجيء الخطيب، هذا هو النداء الذي مضمون في الآية، أما النداء الأول هذا أحدثه عثمان -رضي الله عنه- لما كثر الناس في المدينة، أمر المؤذن ينادي على الزوراء لتنبيه الناس،  [00:01:33] سنة الخليفة الراشد، فأخذ بها المسلمون.

وَذِكْرِ مَنْ أَحْدَثَ النِّدَاءَ الْأَوَّلَ قَبْلَ خُرُوجِ الْإِمَامِ

نعم، وهو عثمان، الخليفة الراشد -رضي الله عنه-، والصحابة -رضي الله عنهم- كلهم أقروه على ذلك، وعليه عمل المسلمين، وهو داخلٌ في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي».

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ وَهُوَ ابْنُ يَزِيدَ قَالَ: «كَانَ النِّدَاءُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ، وَإِذَا قَامَتِ الصَّلَاةُ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، حَتَّى كَانَ عُثْمَانُ،

وصدرًا من خلافة عثمان، [00:02:31] على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، [00:02:33] أبو بكر وعمر وصدر خلافة عثمان لا يوجد إلا أذان واحد، إذا خرج الإمام، وهو المذكور في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ﴾[الجمعة:9]، وبه يحرُم البيع، تحرم الصناعات كلها، ويحرم السفر بعده حتى يؤدي الجمعة، إذا أذَّن المؤذن بعد خروج الإمام.

حَتَّى كَانَ عُثْمَانُ، فَكَثُرَ النَّاسُ، فَأَمَرَ بِالنِّدَاءِ الثَّالِثِ عَلَى الزَّوْرَاءِ،

مكان، يعني ليس في المسجد، خارج.

فَثَبَتَ حَتَّى السَّاعَةِ».

(فَثَبَتَ حَتَّى السَّاعَةِ) استمر عليه المسلمين، عليه عمل المسلمين.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي قَوْلِهِ وَإِذَا قَامَتِ الصَّلَاةُ: يُرِيدُ النِّدَاءَ الثَّانِيَ الْإِقَامَةَ، وَالْأَذَانُ وَالْإِقَامَةُ يُقَالُ لَهُمَا: أَذَانَانِ، أَلَمْ تَسْمَعِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ»!

يعني مقصد المؤلف أن لإقامة تسمى أذان، الأذان إعلامٌ بدخول الوقت، والإقامة إعلامٌ بإقامة الصلاة، كل منهما فيه إعلام.

قال أبو بكر ...

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي قَوْلِهِ وَإِذَا قَامَتِ الصَّلَاةُ: يُرِيدُ النِّدَاءَ الثَّانِيَ الْإِقَامَةَ، وَالْأَذَانُ وَالْإِقَامَةُ يُقَالُ لَهُمَا: أَذَانَانِ،

أعد الحديث.

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ وَهُوَ ابْنُ يَزِيدَ قَالَ: «كَانَ النِّدَاءُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ، وَإِذَا قَامَتِ الصَّلَاةُ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، حَتَّى كَانَ عُثْمَانُ، حَتَّى كَانَ عُثْمَانُ، فَكَثُرَ النَّاسُ، فَأَمَرَ بِالنِّدَاءِ الثَّالِثِ عَلَى الزَّوْرَاءِ، فَثَبَتَ حَتَّى السَّاعَةِ».

 قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي قَوْلِهِ وَإِذَا قَامَتِ الصَّلَاةُ: يُرِيدُ النِّدَاءَ الثَّانِيَ الْإِقَامَةَ، وَالْأَذَانُ وَالْإِقَامَةُ يُقَالُ لَهُمَا: أَذَانَانِ، أَلَمْ تَسْمَعِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ»!

ما بين الأذان والإقامة، يسمى تغليب، هذا أذان وهذا أذان، هذا إعلامٌ بدخول الوقت -الأذان-، والثاني إعلامٌ بإقامة الصلاة، الإقامة إعلامٌ بإقامة الصلاة، والأذان إعلامٌ بدخول الوقت.

وَإِنَّمَا أَرَادَ: بَيْنَ كُلِّ أَذَانٍ وَإِقَامَةٍ. وَالْعَرَبُ قَدْ تُسَمِّي الشَّيْئَيْنِ بِاسْمِ الْوَاحِدِ إِذَا قَرَنَتْ بَيْنَهُمَا،

كالعمرين، والشمس والقمر، العمرين أبو بكر وعمر، والقمرين الشمس والقمر، والأذانين.

قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ﴾[النساء: 11]،

كذلك الأبوين: الأب والأم، تغليب، ويقال العمرين لأبو بكر وعمر، ويقال القمرين للشمس والقمر، والأبوين للأب والأم، والأذانين للأذان والإقامة.

وَقَالَ تعالى: ﴿وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ﴾[النساء: 11]، وَإِنَّمَا هُمَا أَبٌ وَأُمٌّ، فَسَمَّاهُمَا اللَّهُ أَبَوَيْنِ، وَمِنْ هَذَا الْجِنْسِ خَبَرُ عَائِشَةَ: "كَانَ طَعَامُنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرَ وَالْمَاءَ".

تغليب، كل هذا تغليب.

وَإِنَّمَا السَّوَادُ لِلتَّمْرِ خَاصَّةً دُونَ الْمَاءِ، فَسَمَّتْهُمَا عَائِشَةُ: الْأَسْوَدَيْنِ، لَمَّا قَرَنَتْ بَيْنَهُمَا،

قال: "فما طعامكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء".

وَإِنَّمَا السَّوَادُ لِلتَّمْرِ خَاصَّةً دُونَ الْمَاءِ، فَسَمَّتْهُمَا عَائِشَةُ: الْأَسْوَدَيْنِ، لَمَّا قَرَنَتْ بَيْنَهُمَا. وَمِنْ هَذَا الْجِنْسِ قِيلَ: سُنَّةُ الْعُمَرَيْنِ، وَإِنَّمَا أُرِيدَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، لَا كَمَا تَوَهَّمَ مَنْ ظَنَّ أَنَّهُ أُرِيدَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ،

الصواب أنهما أبو بكر وعمر، أما عمر بن عبد العزيز فهو متأخر.

وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ أَرَادَ بِقَوْلِهِ: وَإِذَا قَامَتِ الصَّلَاةُ: النِّدَاءَ الثَّانِيَ الْمُسَمَّى إِقَامَةً.

أَنَّ سَلْمَ بْنَ جُنَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: «كَانَ الْأَذَانُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ أَذَانَيْنِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، حَتَّى كَانَ زَمَنُ عُثْمَانَ، فَكَثُرَ النَّاسُ، فَأَمَرَ بِالْأَذَانِ الْأَوَّلِ بِالزَّوْرَاءِ».

يعني الأذانين: الأذان والإقامة، وهذا الثالث، سمي ثالثًا، يسمى ثالث وهو الأول، للتنبيه.

كلام الـ ...

طالب: هذا الحديث، قال: صحيح، أخرجه الشافعي وابن أبي شيبة وأحمد والبخاري، وأبو داود وابن ماجه والترمذي والنسائي وفي الكبرى له، وابن الجارود وابن حبان والطبراني في الكبير، والبيهقي والبغوي من طريق الزهري عن السائب به. إسناده صحيح.

طالب: [00:08:58]

الشيخ: نعم، وهو ثابت معروف في الأحاديث.

بَابُ فَضْلِ إِنْصَاتِ الْمَأْمُومِ عِنْدَ خُرُوجِ الْإِمَامِ قَبْلَ الِابْتِدَاءِ فِي الْخُطْبَةِ ...

بركة.

س: [00:09:21]

الشيخ: الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها»، والحاجة دعت إلى هذا في زمن عثمان، كثر الناس في زمن عثمان -رضي الله عنه-، في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي زمن أبي بكر وعمر ما كثروا، لما كثروا صاروا يحتاجون إلى التنبيه، فكان يؤذن على الزوراء -مكان قريب من الناس في الأسواق- صاروا يحتاجوا لهذا، ما في عندهم مكبر صوت ولا ساعات ولا شيء، فكان المؤذن ينبههم، يصعد ويؤذن على الزوراء للتنبيه حتى يستعدوا ويتهيؤوا.

الحاجة دعت إلى هذا، وأجمع عليها الصحابة.

طالب: أذان من مسجد واحد يكفي عن المساجد الأخرى؟

الشيخ: لا يوجد إلا مسجد واحد، لا يوجد إلا مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم-، لا مساجد.

س: حاليًا، بعضهم [00:10:31] للمؤذن أو ما يأتي ...

الشيخ: المسجد الجامع نعم، ما دامت تقام فيه الجمعة يؤذن الأول للتنبيه.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد