شعار الموقع

شرح كتاب الجمعة من صحيح ابن خزيمة_17

00:00
00:00
تحميل
58

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين.

قال الإمام ابن خزيمة -رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنانه- في كتاب الصحيح:

جُمَّاعُ أَبْوَابِ الْأَذَانِ وَالْخُطْبَةِ فِي الْجُمُعَةِ

بَابُ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فِي الْخُطْبَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْنٍ، عَنِ ابْنَةِ الْحَارِثَةِ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَتْ: «مَا حَفِظْتُ ق إِلَّا مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُقْرَأُ بِهَا فِي كُلِّ جُمُعَةٍ، وَكَانَ تَنُّورُنَا وَتَنُّورُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاحِدًا».

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: "ابْنَةُ الْحَارِثَةِ هَذِهِ هِيَ أُمُّ هِشَامٍ بِنْتُ حَارِثَةَ".

في الصحيح قالت أم هشام: "ما حفظت ﴿ق وَالقُرآنِ المَجيدِ﴾[ق:1] إلا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقرأها كل جمعة على المنبر"، هناك سماها "أم هشام"، كناها، هنا قال: ابنة الحارثة.

ماذا قال عليه؟

طالب: قال: "صحيح، أخرجه أحمد ومسلم وأبو داود، والحاكم والبيهقي".

الشيخ: الترجمة باب ماذا؟

بَابُ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فِي الْخُطْبَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ

لا شك أن قراءة القرآن في يوم الجمعة هذا هو الأصل، قراءة القرآن والاستدلال بالقرآن وبالسنة، هنا قراءة القرآن، لكن أم هشام ذكرت أنه جعلها خطبة، سورة ق جعلها خطبة، وهذا لا بأس، جعْلها خطبة يعني قبلها يحمد الله ويصلي على نبيه، ويأمر بتقوى الله، ثم يقرأ الآيات من سورة ق، ويقرأها بتؤدة وترتيل، يعني يقرأها حتى يتأملها ويتأملها الناس، وإذا علق عليها شيئًا، ثم يختم بعد ذلك الخطبة.

طالب: يوجد تعليق للنووي -رحمه الله-، قال النووي في شرح مسلم -رحمه الله-: "قَوْلُهَا: وَكَانَ تَنُّورُنَا وَتَنُّورُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاحِدًا إِشَارَةً إِلَى حِفْظِهَا وَمَعْرِفَتِهَا بِأَحْوَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُرْبِهَا مِنْ مَنْزِلِهِ".

وقال أيضًا عن سبب اختيار سورة ق: "قَالَ الْعُلَمَاءُ سَبَبُ اخْتِيَارِ ق أَنَّهَا مُشْتَمِلَةٌ عَلَى الْبَعْثِ وَالْمَوْتِ وَالْمَوَاعِظِ الشَّدِيدَةِ وَالزَّوَاجِرِ الْأَكِيدَةِ".

الشيخ: نعم، سورة الجنة والنار، سورة المتقين: ﴿مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33)﴾[ق:33].

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أُمِّ هِشَامِ بِنْتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَتْ: «قَرَأْتُ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقْرَؤُهَا كُلَّ جُمُعَةٍ عَلَى الْمِنْبَرِ إِذَا خَطَبَ النَّاسَ».

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ هَذَا هُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ، نَسَبَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ».

فيه عنعنة ابن إسحاق، لكن الحديث صحيح في مسلم، ماذا قال عليه؟

طالب: قال: "صحيح، أخرجه مسلم وأحمد والنسائي وفي الكبرى له، والطبراني في الكبير من طريق يحيى بن عبد الله عن ابنة الحارثة".

الشيخ: قال المؤلف هنا "يحيى بن عبد الله"، هو من؟

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ هَذَا هُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ، نَسَبَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ».

هنا فيه عنعنة ابن إسحاق، لكن [00:05:45] صرح بالسماع، [00:05:47] الحديث في مسلم.

بَابُ الرُّخْصَةِ فِي الِاسْتِسْقَاءِ فِي خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ إِذَا قَحَطَ النَّاسُ، وَخِيفَ مِنَ الْقَحْطِ هَلَاكُ الْأَمْوَالِ، وَانْقِطَاعِ السُّبُلِ إِنْ لَمْ يُغِثِ اللَّهُ بِمَنِّهِ وَطَوْلِهِ

س: كان يقرأها كل جمعة؟

الشيخ: يعني في الغالب، المراد يعني كثيرًا، ليس المراد ... لأن ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خطب الناس بغيرها كثيرًا، هنا تطلق على الأغلب وعلى الأكثر أو على الكثير، وليس المراد أنه لا يخطب بغيرها.

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنْ بَابٍ كَانَ نَحْوَ بَابِ الْقَضَاءِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الْأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُغِيثَنَا. قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا»، قَالَ أَنَسٌ: وَلَا وَاللَّهِ مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ وَلَا قَزْعَةٍ، وَلَا مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ مِنْ بَيْتٍ وَلَا دَارٍ، فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ، فَلَمَّا تَوَسَّطَتْ -يَعْنِي السَّمَاءَ- انْتَشَرَتْ، ثُمَّ أَمْطَرَتْ، قَالَ أَنَسٌ: فَلَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سَبْعًا، ...

سبعًا أم ستًا؟ الصحيح [00:08:27] ما رأينا الشمس سبعًا، يقول في الصحيح: ستًا، يُراجع في الصحيح، ستة أيام بعدها.

قَالَ أَنَسٌ: فَلَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سَبْعًا، قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكِ الْبَابِ فِي الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَتِ الْأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهُ أَنْ يُمْسِكَهَا عَنَّا. قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، وَلَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الْآكَامِ وَالظِّرَابِ، وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ»، قَالَ: فَأَقْلَعَتْ وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ. قَالَ شَرِيكٌ: فَسَأَلْتُ أَنَسًا: أَهُوَ الرَّجُلُ الْأَوَّلُ؟ فَقَالَ: لَا أَدْرِي.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: "السَّلْعُ: جَبَلٌ".

شريك بن عبد الله بن نمر هذا ضعيف، لكن الحديث في الصحيحين، والحديث صحيح.

س: ستًا في البخاري ...

الشيخ: ستًا، نعم، هنا سبعًا عندك؟

طالب: نعم.

الشيخ: في الرواية الأخرى [00:09:55] ستًا ورواية سبتًا، ستة أيام، سبتًا من السبت إلى السبت، أسبوع، ستًا كذلك، يعني بعد هذا اليوم ستة أيام، والمقصود سبعة، من الجمعة إلى الجمعة.

وفي الحديث مشروعية الاستسقاء في خطبة الجمعة.

والاستسقاء ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في ثلاثة أحوال:

الحالة الأولى: أن يستسقي في خطبة الجمعة كما في الحديث.

والحالة الثانية: أن يعد الناس يومًا فيخرجون إلى الصحراء، فيصلي ركعتين، ثم يخطب خطبة الاستسقاء.

والحالة الثالثة: أنه دعا دعاء من دون صلاة، ومن دون خطبة، دعا عند [00:10:45] واستسقى.

وفي هذا الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- استجاب الله دعاءه مرتين: الأولى في الاستسقاء، وفي الاستصحاء، في الاستسقاء لما ذهب الرجل وقال ...

وفيه مشروعية الاستسقاء عند القحط، وقلة المطر، والحاجة، وفيه أن هذا الرجل دخل وقال له: (يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الْأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُغِيثَنَا).

وفيه دليل على جواز تكلم الإنسان مع الخطيب في صلاة الجمعة، أما غيره فلا يجوز، هذا مستثنى، تكلم مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكذلك من يكلمه الخطيب، فلا بأس، كما كلم النبي -صلى الله عليه وسلم- الغطفاني وقال له لما دخل متأخرًا: «أصليت ركعتين؟» قال: لا. قال: «قم فاركع ركعتين وتجوز فيهما»، دل على أن من دخل المسجد ينبغي أن يصلي ركعتي تحية المسجد ولو كان الإمام يخطب، لكن يخففهما، ولو كان الإمام في الجمعة، لكن يخففهما.

فالنبي -صلى الله عليه وسلم- رفع يديه، فدل أيضًا على أن الإمام إذا استسقى في خطبة الجمعة يرفع يديه، ويرفع المأمومون أيديهم، أما في الدعاء غير الاستسقاء فلا يرفع، ولا يرفعون، في الدعاء، إذا دعا الإمام في خطبة الجمعة لا يرفع يديه، وكذلك المأمومون لا يرفعون، يؤمنون سبعًا، إلا إذا استسقى، فإذا استسقى رفع يديه ورفع الناس أيديهم، ولهذا رفع النبي يديه وقال: «اللهم اسقنا، اللهم اسقنا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا»، فاستجاب الله دعاءه في الحال.

قال أنس: (ما فِي السَّمَاءِ مِنْ قَزْعَةٍ، حتى جاءت سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ) أتت من جهة جبل سلع، حتى توسطت فأمطرت، واستمر المطر سبعة أيام، ولا رأوا الشمس، ستة أيام ما رأوا الشمس، سبعة أيام، حتى جاءت الجمعة الأخرى، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- لما كان يخطب، جاء رجل ودخل من ذلك الباب، وقال: (يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلَكَتِ الْأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ)، من كثرة الأمطار، (فَادْعُ اللَّهُ أَنْ يُمْسِكَهَا عَنَّا)، فرفع النبي يديه وقال: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، وَلَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الْآكَامِ وَالظِّرَابِ، وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ»، فانقشعت السماء، وتفرقت السحب، وخرجت الشمس.

وفي رواية للحديث أنه صارت المدينة كالجوبة، يعني كالدائرة، صحو وما حولها يمطر، قال: "كالجوبة"، يعني دائرة حول المدينة ما فيها مطر، وما حولها يمطر، استجاب الله دعاء نبيِّه في الحال في المرتين، في الأولى في الاستسقاء، والثانية في الاستصحاء.

وهذا الرجل قيل إنه هو الرجل ... هل هو الرجل الأول الذي جاء في الخطبة، هو رجل واحد أو رجلان؟

قال: (لَا أَدْرِي)، قد يكون هو وقد يكون غيره.

بَابُ الدُّعَاءِ بِحَبْسِ الْمَطَرِ عَنِ الْبُيُوتِ وَالْمَنَازِلِ إِذَا خِيفَ الضَّرَرُ مِنْ كَثْرَةِ الْأَمْطَارِ وَهَدْمِ الْمَنَازِلِ، وَمَسْأَلَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ تَحْوِيلِ الْأَمْطَارِ إِلَى الْجِبَالِ وَالْأَوْدِيَةِ حَيْثُ لَا يُخَافُ الضَّرَرُ فِي خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، وَحَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الدِّرْهَمِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا خَالِدٌ وَهُوَ ابْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ: هَلْ كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ؟ قَالَ: قِيلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَحَطَ الْمَطَرُ، وَأَجْدَبَتِ الْأَرْضُ، وَهَلَكَ الْمَالُ، قَالَ: فَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ، فَاسْتَسْقَى وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ سَحَابَةً، ...

رأى بياض إبطيه دليل على أنه عليه رداء، إزار ورداء، ما عليه قميص، لو كان عليه قميص ما رؤي بياض، فلما رفع وعليه الرداء مثل المحرم، إزار ورداء، ظهر بياض إبطيه -صلى الله عليه وسلم-.

س: [00:15:46]

الشيخ: خطبة الجمعة ما فيها ضحك.

طالب: هنا (تبسم).

الشيخ: في الآخر، نعم.

فَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ، فَاسْتَسْقَى وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ سَحَابَةً، قَالَ: فَمَا قَضَيْنَا الصَّلَاةَ حَتَّى إِنَّ الشَّابَّ الْقَرِيبَ الْمَنْزِلِ لَيُهِمُّهُ الرُّجُوعُ إِلَى أَهْلِهِ مِنْ شِدَّةِ الْمَطَرِ، ...

الشاب القوي النشيط يهمه متى يصل إلى بيته من كثرة الأمطار والوحل والزلق.

فَدَامَتْ جُمُعَةً، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ، وَاحْتُبِسَتِ الرُّكْبَانُ، ...

القادمين للبلد احتبسوا، ما استطاعوا أن يصلوا البلد من كثرة الأمطار.

وَاحْتُبِسَتِ الرُّكْبَانُ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ بِيَدِهِ: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، وَلَا عَلَيْنَا»، فَكُشِطَتْ عَنِ الْمَدِينَةِ.

هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ، غَيْرَ أَنَّ أَبَا مُوسَى قَالَ: قَحَطَ الْمَطَرُ.

الشيخ: قال: فضحك؟

طالب: نعم، قال: (وَاحْتُبِسَتِ الرُّكْبَانُ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ بِيَدِهِ: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، وَلَا عَلَيْنَا»، فَكُشِطَتْ عَنِ الْمَدِينَةِ.)

بَابُ الرُّخْصَةِ فِي تَبَسُّمِ الْإِمَامِ فِي الْخُطْبَةِ

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي خَبَرِ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ: «فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».

الشيخ: لإسناد السابق عن حميد عن أنس؟

طالب: نعم.

«فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».

بَابُ صِفَةِ رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي الِاسْتِسْقَاءِ فِي خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ

بركة.

س: [00:18:25]

الشيخ: يعني تعجب من حال الناس، يعني في الخطبة الأولى قالوا: يا رسول الله، قحط المطر، وقحط الناس، وانقطع ... ودعا يستسقون ويطلبون ويقولون: الأرض مغبرة الآن، والناس بحاجة، والأنعام هلكت، فلما جاء الأسبوع الثاني ما بينه إلا ستة أيام، قالوا: تهدمت المنازل، و [00:18:54] فادعُ الله يمسكها عنا. فضحك النبي -صلى الله عليه وسلم-، تبسم من سرعة أحوال الناس، وتقلباتهم، وضعف ابن آدم.

الإنسان ضعيف، في الجمعة الأولى يطلبون الاستسقاء، وفي الجمعة الثانية يطلبون الاستصحاء، فقال: لما اشتملت الآية من ذكر المعاني والجنة والنار، والتذكير بخلق آدم والساعة والقيامة.

يعني حتى تبسم النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا فيه العبرة والعظة، ليس تبسم لأمرٍ دنيوي، إنما فيه تعجب من حال الإنسان وضعفه، الإنسان ضعيف، وشدة حاجته إلى ربه -عز وجل-، وسرعة التقلبات والتحولات، أسبوع واحد تتغير أحوال الناس وتبين فيه ضعفهم وحاجتهم إلى ربهم -عز وجل-، فلهذا النبي -صلى الله عليه وسلم- تبسم تعجبًا.

هذا فيه يتعلق بأمرٍ أخروي، ليس يتعلق بأمرٍ دنيوي، لأن كون الإنسان الآن يضحك في الصلاة لأمرٍ دنيوي هذا لا ينبغي، ولكن ذكر العلماء أن التبسم لا يبطل الصلاة، ولكن الذي يبطل الصلاة القهقهة، إذا قهقه وضحك: (هه هه) ظهر حرفان، بطلت الصلاة، وعند الأحناف تبطل الصلاة والوضوء، عند الحنابلة من يقهقه في الصلاة بطلت صلاته ووضوءه، وهذا ضعيف، ليس من نواقض الوضوء، لكن الأحناف عندهم من نواقض الوضوء، إذا قهقه في الصلاة بطلت صلاته ووضوءه، يعيد الوضوء والصلاة.

س: [00:21:05]

الشيخ: نعم، هذا عند الأحناف، وأما الجمهور تبطل الصلاة فقط، لأنه تكلم بحرفان، إذا بان حرفان من غير ... إذا تكلم بحرفين متعمدًا بطلت الصلاة، [00:21:23] من كلام الناس، (قهقه) فيها حرفين: القاف والهاء، قهقهة، وأما التبسم فلا يبطل الصلاة.

س: [00:21:37]

الشيخ: العلماء ذكروا حتى ولو حرفان، إذا تبين حرفان بطلت.

طالب: [00:21:50]

الشيخ: في غير الصلاة مكروه كثرة الضحك، "كثرة الضحك تميت القلب".

س: هل يُصلى للاستصحاء؟

الشيخ: لا، النبي -صلى الله عليه وسلم- في خطبة الجمعة، هذا حصل في خطبة الجمعة، أما صلى له [00:22:15]، إنما يُصلى للاستسقاء، هذا ما ورد، و [00:22:22] في خطبة الجمعة، الاستصحاء حصلت في خطبة الجمعة.

س: والإنسان يدعو يقول: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، وَلَا عَلَيْنَا»؟

الشيخ: نعم، الدعاء في كل وقت، من غير أن يكون هناك صلاة، مثلما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- في الاستسقاء أيضًا، دعا [00:22:45] بدون صلاة وبدون خطبة، هذا الدعاء مشروع، الاستسقاء والاستصحاء في أي وقت، لكن هل يُصلى له مثل الاستسقاء؟

ما ورد، الذي ورد أن الاستصحاء في خطبة الجمعة.

س: [00:23:03]

الشيخ: [00:23:05] ما يظهر لي.

س: [00:23:09]

الشيخ: لا بأس، والممنوع إذا كان تكلم الإمام، أما إذا سكت الإمام فلا بأس من الكلام، ولا بأس من الدعاء، الدعاء لأنه جاء في الحديث أن ساعة الاستجابة فيها أقوال كثيرة، لكن من أرجحها قولان، أحدها من دخول الخطيب حتى تقضى الصلاة، هذا محل دعاء، قالوا: كيف يدعو؟

قالوا: يدعو مثلا قبل أن يتكلم الخطيب إذا سلم، ويدعو بين الخطبتين، ويدعو في الصلاة، ويدعو بعد أن تنتهي الخطبة قبل أن تقام الصلاة، كل هذا وقت دعاء، لكن هل يرفع يديه؟

محل نظر، إن رفع فلا حرج، وإن ترك فلا حرج، المقصود أنه لو دعا بين الخطبتين فلا بأس، لكن إذا تكلم الإمام فلا يتكلم، يسكت، في الخطبة عليه أن يسكت وينصت.

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد