الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين.
قال الإمام ابن خزيمة -رحمه الله تعالى- في صحيحه:
جُمَّاعُ أَبْوَابِ الأَذَانِ وَالْخُطْبَةِ فِي الْجُمُعَةِ.
بَابُ النَّهْيِ عَنْ تَخَطِّي النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ، وَإِبَاحَةِ زَجْرِ الإِمَامِ عَنْ ذَلِكَ فِي خُطْبَتِهِ.
أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، يَعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، وَهُوَ ابْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ -رضي الله عنه- يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَمَا زَالَ يُحَدِّثُنَا حَتَّى خَرَجَ الإِمَامُ، فَجَاءَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ، فَقَالَ لِي: جَاءَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ وَرَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ، فَقَالَ: «اجْلِسْ، فَقَدْ آذَيْتَ وَآنَيْتَ».
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي الْخُطْبَةِ أَيْضًا أَبْوَابٌ قَدْ كُنْتُ خَرَّجْتُهَا فِي كِتَابِ الْعِيدَيْنِ.
الشيخ: (فَقَالَ لَهُ: «اجْلِسْ، فَقَدْ آذَيْتَ»)، يعني آذيت بتخطي الرقاب، «وَآنَيْتَ»، يعني تأخرت عن المجيء إلى الجمعة، يعني جمعت بين سيئتين، تأخرت عن الجمعة، وتخطيت رقاب الناس، آذيتهم.
الناس لا يبالون بهذا، الآن تخطي رقاب الناس عندنا في الجنائز، الظهر والعصر ما يبالون بتخطي... يؤذون الناس أذية بالغة، بتخطي رقاب الناس، ولا أحد يسمعنا، ولأنهم يتغيرون، يختلفون، الذي يأتي في الظهر غير الذي يأتي في العصر، مهما بلَّغت ما يسمع، لأن يأتي غيره، وحتى الموجودين الآن لا يسمعون الكلام، ما فيه داعي لتخطي رقاب الناس، التعزية أمرها واسع [00:02:50] خلال الصفوف وتخطي رقاب الناس.
طالب: [00:02:58]
الشيخ: تخطي رقاب الناس أذية، لكن هذا أشد في الجمعة؛ لأنه الجمعة في الغالب اجتماع الناس وكثرتهم، واحد أظنه بعد [00:03:14] قال: لو جُعل لهم مكان خاص يكونون فيه، نقول: أين المكان الخاص؟ المُعزِّي يريد أن يكون في الصف، ما يريد أن يُجعل لهم مكان خاص يكون التعزية فيها، هذا ما يمكن لأن أهل الميت يريدون أن يكونوا في الصف، لكن لو جُعل في مؤخر الصفوف، ممكن، قد يكون أخف.
تخطي رقاب الناس ليس بالأمر الهيّن، ولاسيما عند اجتماع الناس، اجتماع الناس وكثرتهم، وتأذيهم، وخُصت الجمعة لما فيها من اجتماع الناس.
طالب: عندي: فقد آذيت وأوذيت.
طالب: قال عندنا في الحاشية: في الأصل: وأوذيت، وما أثبتته من نسخة (م)، ومصادر التخريج، ومعناه: تأخرت.
الشيخ: المعروف وآنيت.
طالب: في مسلم.
الشيخ: نعم، وآنيت، ما أدري عن... (وأوذيت) تكلم عليها؟
طالب: ولو راجع المخطوط لعرف أن رواية ابن خزيمة: وأوذيت، وأما آنيت، فهو من تصرف [00:04:51]
الشيخ: من هذا الذي يقول؟
طالب: هذا صالح اللحام.
الشيخ: يقول: الموجود وأوذيت؟
طالب: نعم، قال: ولو راجع المخطوط لعرف أن رواية ابن خزيمة: وأوذيت، وأما آنيت، فهو من تصرف محقق الصحيح.
طالب: يقصد الفحل.
الشيخ: [00:05:12]
طالب: وذكر أنه في الأصل: (وأوذيت)، يبدو أنه صوبها من مسلم،
الشيخ: آذيت وأوذيت بمعنى واحد، والأصل التأسيس، إذا قلت آذيت وأوذيت صار تأكيد، والأصل التأسيس؛ لأن التأسيس يدل على معنى جديد، معنيين، هذه لها معنى وهذه لها معنى، والتأكيد ليس له إلا معنى واحد، لا يمنع، قد يكون إنها... إن كان ثبت أنها وآنيت هكذا، تبقى على ما هي.
هو ذكر قال: في مسلم؟ أخرجه مسلم؟
طالب: لا، المخطوطة (م).
الشيخ: تخريج الحديث؟
طالب: قال: "أخرجه أحمد، وأبو داود، والنسائي، وفي [الكبرى] له، وابن الجارود، والطحاوي في [معاني شرح الآثار]، وابن حبان، والحاكم، والبيهقي".
الشيخ: قال: أخرجه مسلم؟
طالب: قال: إسناده صحيح.
طالب: أول قال: من (م)، لكن في الظاهر أنه إشارة لمخطوطة معينة.
الشيخ: الحديث صحيح، وهو دليل على تحريم تخطي رقاب الناس، والنبي -صلى الله عليه وسلم- زجره، زجر من يفعل ذلك، زجره وقال: «اجْلِسْ، فَقَدْ آذَيْتَ وَآنَيْتَ»، في الجمعة، وخاصة في مجامع الناس الكبار، العلة واحدة، تخصيص الجمعة لكثرة الجمع.
س: هل للمأموم إذا كان يخطب الإمام أن يقول: اجلس [00:07:25]
الشيخ: المأموم لا، الإمام هو الذي يتكلم، لو الإمام يخطب، الإمام، وأما المأموم ما يتكلم في وقت الخطبة، لكن يشير بيده.
بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّفْرِيقِ بَيْنَ النَّاسِ فِي الْجُمُعَةِ، وَفَضِيلَةِ اجْتِنَابِ ذَلِكَ.
أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى، يَعْنِي بْنَ سَعِيدٍ، قال: حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلاَنَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَدِيعَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَحْسَنَ الْغُسْلَ، أَوْ تَطَهَّرَ فَأَحْسَنَ الطُّهُورَ فَلَبِسَ مِنْ خَيْرِ ثِيَابِهِ، وَمَسَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ طِيبًا، أَوْ دُهْنِ أَهْلِهِ، وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ، إِلاَّ غُفِرَ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى».
قَالَ بُنْدَارٌ: أَحْفَظُهُ مِنْ فِيهِ: عَنْ أَبِيهِ.
مِن فيه يعني من فمه.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: لاَ أَعْلَمُ أَحَدًا تَابَعَ بُنْدَارًا فِي هَذَا، وَالْجَوَادُ قَدْ يعثر فِي بَعْضِ الأَوْقَاتِ.
طالب: إشارة إلى بندار.
الشيخ: لكل جواد كبوة، يعني ما تابعه عليه أحد، وفيه فضيلة عدم التفرقة بين اثنين، وفيه أن هذه من أسباب المغفرة، التبكير للجمعة، والغسل، والتطيب، وعدم التفريق بين اثنين، وهذا هو الشاهد، أنه لا يفرق بين اثنين إلا بإذنهما.
بَابُ طَبَقَاتِ مَنْ يَحْضُرُ الْجُمُعَةَ.
الشيخ: طبقات أقسام، نقف على هذا، بركة.
وفق الله الجميع لطاعته.