شعار الموقع

شرح كتاب الجمعة من صحيح ابن خزيمة_24

00:00
00:00
تحميل
48

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين وللمستمعين.

قال الإمام الحافظ ابن خزيمة -رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنانه- في كتابه [الصحيح]:

جِمَاعُ أَبْوَابِ الْأَذَانِ وَالْخُطْبَةِ فِي الْجُمُعَةِ

بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْحِلَقِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ

أَخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: أخبرنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: أخبرنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، قال: أخبرنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الشِّرَاءِ وَالْبَيْعِ فِي الْمَسَاجِدِ، وَأَنْ تُنْشَدَ فِيهَا الْأَشْعَارُ، وَأَنْ يُنْشَدَ فِيهَا الضَّالَّةُ، وَعَنِ الْحِلَقِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ".

هذا فيه ابن عجلان وفيه عمرو بن شعيب، إن لم يكن فيه أحد مُتكلَّم فيه يكون حديثًا حسنًا، ماذا قال عليه؟

طالب: قال: "سبق تخريجه عند الحديث وانظر حديث رقم"، يعني عزاه.

الشيخ: في هذا الجزء ولا جزء سابق؟

طالب: في الجزء السابق؛ لأن الآن في (1700)، وهذا (1300).

الشيخ: [00:01:54] عمرو بن شعيب وابن عجلان، فيه النهي عن البيع والشراء في المساجد، وإنشاد الأشعار، وإنشاد الضالة، والتحلُّق يوم الجمعة، فهي أربعة أشياء: البيع والشراء ... قال في الآخر: «من رأيتموه يبيع في المسجد فقولوا لا أربح الله تجارتك، ومن رأيتموه ينشد ضالة قولوا لا ردها الله عليك»، معاملةً له بنقيض قصده، وذلك لأن المساجد لم تبنَ لهذا، فلا يجوز البيع والشراء في المساجد، ولا إنشاد الأشعار.

والمراد الأشعار التي فيها محذور، أما الشعر الذي لا محذور فيه كان حسان -رضي الله عنه- ينشد الشعر في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم، ولما لاحظه عمر قال: "قد كنت أنشده عند من هو خيرٌ منك"؛ يعني رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فسكت عمر، والنبي قال لحسان: «اهجهم؛ وروح القدس يؤيدك»، إنشاد الأشعار الذي ليس فيه محذور، والنظم لا يسمى شعرًا، النظم الذي فيه نظم للعلم والفقه ما يدخل فيه هذا.

كذلك التحلق يوم الجمعة، وكأن الحكمة والله أعلم من النهي عن التحلق يوم الجمعة أنه قد يؤدي عن التأخير يوم الجمعة؛ لأن مطلوب التقدم في الجمعة، فالتحلق قد يؤدي إلى التأخر، وكان شيخنا سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- يرى صحة هذا الحديث ويعمل به، وليس له دروس في يوم الجمعة ولا حلقات، وإذا تكلم أحد بعد الفجر، قال: "كلٌ على مكانه"، كلمة بدون تحلُّق، "كلٌ على مكانه في الصف".

طالب: لكن معناه صحيح؟

الشيخ: نعم، إذا لم يكن فيه أحدٌ متكَلم فيه كما ذكروا حسن من أجل ابن عجلان وابن شعيب.

طالب: الأعظمي.

بَابُ فَضْلِ تَرْكِ الْجَهْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنْ حِينِ يَأْتِي الْمَرْءُ الْجُمُعَةَ إِلَى انْقِضَاءِ الصَّلَاةِ

أَخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: أخبرنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ الْقَطَوَانِيُّ، قال: حدثنَا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ هِشَامٍ قال: حدثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا تَطَهَّرَ الرَّجُلُ فَأَحْسَنَ الطُّهُورَ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ، فَلَمْ يَلْغُ، وَلَمْ يَجْهَلْ حَتَّى يَنْصَرِفَ الْإِمَامُ، كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ».

طالب: تكلم عن الإسناد.

الشيخ: ماذا قال؟ الترجمة باب؟

بَابُ فَضْلِ تَرْكِ الْجَهْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنْ حِينِ يَأْتِي الْمَرْءُ الْجُمُعَةَ إِلَى انْقِضَاءِ الصَّلَاةِ

الشيخ: السند؟

أَخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: أخبرنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ الْقَطَوَانِيُّ، قال: حدثنَا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ هِشَامٍ قال: حدثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ.

الشيخ: فيه عطية بن سعيد العوفي، ضعيف، وفيه القطواني يمكن، كلام، ماذا قال عليه؟

طالب: قال: "إسناده ضعيف لضعف وتدليس عطية العوفي، وقد نقل ابن حجرٍ -رحمه الله- في [إتحاف المهرة] عن ابن خزيمة قال: في القلب من عطية، إلا أن للحديث شواهد، وأخرجه أحمد وعبد بن حميد والطبراني في الأوسط".

الشيخ: يعني الحديث الذي [00:06:58] ما أذكر فيها كلمة (في الجهل)، الترجمة فيها (لم يلغ)، و(لم يفرق بين اثنين)، هنا فيه: (ولا يجهل)، والجهل عام، ماذا قال عليه؟

طالب: [00:07:12]

الشيخ: إسناده ضعيف؟ يعني متن الحديث، الحديث صحيح في النهي عن اللهو، لكن الجهل، الجهل عام، قال: (وَلَمْ يَجْهَلْ)، هذا في الصيام، لا يجهل، الجهل يعني ينافي العلم، عام، وإلا معناه صحيح، نقول السند ضعيف، لكن معناه صحيح.

وفيه أن المسلم يتقدم ويتطهر في [00:07:50] وتقدم ولم يلغُ يعني ما تكلم بكلام اللغو (كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ) وزيادة ثلاثة أيام؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها.

بَابُ الزَّجْرِ عَنْ مَسِّ الْحَصَى وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالْإِعْلَامِ بِأَنَّ مَسَّ الْحَصَى فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ لَغْوٌ

أخبرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: حدثنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، قال: حدثنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَحسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ، فَدَنَا وَأَنْصَتَ وَاسْتَمَعَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا».

وفي رواية «ومن مس الحصى فقد لغا، ومن لغا فلا جمعة له»، ماذا قال عليه؟

طالب: قال عند ثلاثة أيام: "معنى المغفرة له ما بين الجمعتين وثلاثة أيام أن الحسنة بعشر أمثالها".

الشيخ: ماذا قال على السند؟

طالب: قال: "تقدم تخريجه"، لكن الشرح من النووي الأصل قال: "في مسلم".

الشيخ: فيه اشتراط أن يتطهر ويحسن الطَهور، ويتقدم ويدنو من الإمام وينصت ولم يلغُ، هذا كفارة له (مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ).

(وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا) فيه أن مس الحصى من اللغو كما قال المؤلف في الترجمة، قال باب ماذا؟

الزَّجْرِ عَنْ مَسِّ الْحَصَى وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالْإِعْلَامِ بِأَنَّ مَسَّ الْحَصَى فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ لَغْوٌ.

الشيخ: الحصى كانت المساجد مفروشة بالحصباء، يأخذ الحصى يعبث، ومثلها الآن لو كان بأي شيء، يعبث بالفرش أو بالمناديل أو بغيرها، يكون من جنس هذا، ما ينشغل به وما يعبث بشيء، أو بالكتب، أو يفتح كتابًا، أو يأخذ هذا من أمام الناس، أو يأخذ المصاحف وينقلها من مكان إلى مكان، وما أشبه ذلك، هذا يُعتبر من العبث في هذا الوقت، كذلك السواك، ما يتسوك والإمام يخطب، مثل الصلاة، كما لا يتسوك في الصلاة فلا يتسوك في وقت الخطبة.

طالب: [00:11:01]

الشيخ: في الحديث الآخر: «من غسَّل واغتسل، وبكَّر وابتكر» ففيه أهمية أنه يتوضأ [00:11:10]، (غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ)؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، قال تعالى: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾[الأنعام:160]، وبالنسبة للحديث الذي قبله (وَلَمْ يَجْهَلْ) قال المحقق له شواهد، ما شواهد كلمة (وَلَمْ يَجْهَلْ)؟ هذه تُراجع كلمة (وَلَمْ يَجْهَلْ)، يعني لها شواهد في الحديث.

بَابُ اسْتِحْبَابِ تَحَوُّلِ النَّاعِسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَنْ مَوْضِعِهِ إِلَى غَيْرِهِ

بركة.

طالب: [00:11:51]

الشيخ: [00:11:55] يغسِّل لها أدلة، حديث «غسل الجمعة واجب على كل محتلم»، وهذا حديث صحيح، [00:12:05]:

  • الجمهور على أن الغسل مستحب.
  • والقول الثاني أنه واجب يأثم من تركه.
  • والقول الثالث: أنه واجب على أهل المهن أصحاب المهن الذين تخرج منهم الريح، العمال وأشباههم.

ثلاثة أقوال: أنه واجب على كل أحد، كل من جاء الجمعة لحديث: «غسل الجمعة واجب على كل محتلم»، عبادة.

والقول الثاني: أنه مستحب لحديث: «من توضأ يوم الجمعة بها ونعمت»، وتأولوا قوله واجب يعني متأكد، كقول العرب: "حقق عليَّ واجب".

والجمهور على أنه مستحب، والقول الثاني أنه واجب، والقول الثالث أنه واجب على أهل المهن.

طالب: [00:12:57]

الشيخ: المغفرة، يُغفر له (مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ) عشرة أيام؛ لأن الحسنة بعشرة أمثالها، لقوله تعالى: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾[الأنعام:160].

طالب: [00:13:10]

الشيخ: هو هذا التعليل، يقول هذا تُلتمس الحكمة، إذا ثبت النهي ... وهل يُحمل على التحريم أو على التنزيه؟ محل خلاف، لكن ظاهر الحديث والحديث حسن أن النهي أنه لا ينبغي التحلُّق.

طالب: [00:13:38]

الشيخ: من هو الذي كان يتحلَّق؟

طالب: [00:13:43]

الشيخ: لا، ظاهر التحلق، ما جُعل التحلق إلا التحلق للعلم، يسمعون، يعني يسمعون وينشغلون عن التقدم، وهذا هو الظاهر، وليس فيه أنهم يتحلقون إذا جاءوا إلى الجمعة، معروف أنه إذا جاءوا إلى الجمعة لا يتحلقون، إذا جاءوا الجمعة يصفُّون، من جاء الجمعة لا يتحلق، يصف إلى الصف.

طالب: [00:14:24]

الشيخ: ومن غسَّل زوجته واغتسل.

طالب: سؤال ورد من إخواننا في روسيا: بأن عندهم في هذين اليومين [00:14:38]

الشيخ: الفتوى لأهل الفتوى، يرسلونها إلى المفتي ويفتيه.

 

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد