شعار الموقع

شرح كتاب الزكاة من صحيح ابن خزيمة_1

00:00
00:00
تحميل
74

 

القارئ:

بسمِ الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ومشايخه، ولنا ولوالدينا وللمستمعين والمسلمين يا رب العالمين.

اللهم علِّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علَّمتنا، وزدنا علمًا وعملًا يا كريم.

قال الإمام/ ابن خزيمة -رحمه الله تعالى- في (صحيحه):

"كِتَابُ الزَّكَاةِ الْمُخْتَصَرُ مِنَ الْمُخْتَصَرِ مِنَ الْمُسْنَدِ عَلَى الشَّرِيطَةِ الَّتِي ذَكَرْتُهَا فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ"

الشيخ:

الْمُخْتَصَرُ مِنَ الْمُخْتَصَرِ؟

القارئ:

 نعم.

"بَابُ الْبَيَانِ أَنَّ إِيتَاءَ الزَّكَاةِ مِنَ الْإِسْلَامِ بِحُكْمِ الْأَمِينَيْنِ: أَمِينِ السَّمَاءِ جِبْرِيلَ عَلَيهِ الصَلاة والسَّلام، وَأَمِينِ الْأَرْضِ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا"

 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، ح وَحَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، ح وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْرُوقِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، ح وَحَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قال: حَدَّثَنِي أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمًا بَارِزًا لِلنَّاسِ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ يَمْشِي، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكِتَابِهِ وَلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ الْآخِرِ».

قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ لَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ». قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْإِحْسَانُ قَالَ: «الْإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ». قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكَ عَنِ أَشْرَاطِهَا إِذَا وَلَدَتِ الْأَمَةُ رَبَّهَا» - يَعْنِي السَّرَارِيَّ - فَقَالَ: «فَذَلِكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاءُ الْبَهْمِ فِي الْبُنْيَانِ...........

الشيخ:

 رُعاء؟

القارئ:

 رِعاء بالكسر.

الشيخ:

رِعاء. ﴿حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ﴾ [القصص:23].

القارئ:

وَإِذَا تَطَاوَلَ رِعَاءُ الْبَهْمِ فِي الْبُنْيَانِ، فَذَلِكَ أَشْرَاطُهَا، وَإِذَا صَارَ الْعُرَاةُ الْحُفَاةُ رُءُوسَ النَّاسِ، فَذَلِكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ» ، ثُمَّ تَلَا ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾ [لقمان: 34]- إِلَى آخِرِ السُّورَةِ - ثُمَّ أَدْبَرَ الرَّجُلُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا جِبْرِيلُ يُعَلِّمُ النَّاسَ دِينَهُمْ». هَذَا حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «أَبُو حَيَّانَ هَذَا اسْمُهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ حَيَّانَ التَّيْمِيُّ تَيْمُ الرَّبَابِ».

الشيخ:

وهذا الحديث صحيح، رواه الشيخان، وهذا أفضل سياق، سياق مسلم رحمه الله، باختلاف بين الألفاظ، ماذا قال عليه؟

القارئ:

 قال: "صحيح أخرجه أحمد والبخاري ومسلم وابن ماجه والطحاوي في (شرح المُشكل) وابن حبان وابن مندة في الإيمان والبيهقي في (الاعتقاد له)".

الشيخ:

 ما ذكر اللفظة هذه لمن؟

توافق أظن عند مسلم.

القارئ:

 أحسن الله عملُك.

الشيخ:

 الترجمة الأولى باب.

القارئ:

 "بَابُ الْبَيَانِ أَنَّ إِيتَاءَ الزَّكَاةِ مِنَ الْإِسْلَامِ بِحُكْمِ الْأَمِينَيْنِ: أَمِينِ السَّمَاءِ جِبْرِيلَ عَلَيهِ الصَلاة والسَّلام، وَأَمِينِ الْأَرْضِ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا"

الشيخ:

 يعني لما سأل عن الإسلام قال: "الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلَّا الله وأن محمدًا رسول الله، وأن تقسم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وحكم الأمينين: الأمين الأول: جبريل لأنه نزل به من عند الله، الأمين الثاني: محمد -عَلَيهِ الصَلاة والسَّلام- أمين أهل الأرض، بلَّغه للناس.

بابُ.

القارئ:

 الثاني أحسن الله إليك.

الشيخ:

 نعم.

القارئ:

"بَابُ الْبَيَانِ أَنَّ إِيتَاءَ الزَّكَاةِ مِنَ الْإِيمَانِ، إِذِ الْإِيمَانُ وَالْإِسْلَامُ اسْمَانِ لِمَعْنًى وَاحِدٍ"

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعَتُهُ يَقُولُ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذَا الْحَيَّ مِنْ رَبِيعَةَ، وَقَدْ حَالَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كُفَّارُ مُضَرَ، وَلَسْنَا نَخْلُصُ إِلَّا فِي شَهْرِ الْحَرَامِ، فَمُرْنَا بِشَيْءٍ نَأْخُذُهُ وَنَدْعُو إِلَيْهِ مَنْ وَرَاءَنَا...........

الشيخ:

 وفي لفظ: "فَمُرْنَا بأمرٍ فصل نأخذ به".

القارئ:

 أحسن الله إليك.

قَالَ: «آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ، آمُرُكُمْ بِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ، وَشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَأَنْ تُؤَدُّوا خُمْسَ مَا غَنِمْتُمْ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْمُزَفَّتِ».

 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، أَخْبَرَنَا عَبَّادٌ يَعْنِي ابْنَ عَبَّادٍ الْمَهْبَلِيَّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَمْرَةَ الضُّبَعِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ، وَقَالَ: «الْإِيمَانُ بِاللَّهِ ثُمَّ فَسَّرَهَا لَهُمْ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ» فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.

الشيخ:

 وهذا الشاهد الثاني: الإيمان بالله وذكر آمُرُكُمْ بِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ، وَشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَأَنْ تُؤَدُّوا خُمْسَ مَا غَنِمْتُمْ» فجعل هذه الأعمال من الإيمان، دل على دخولها في الإيمان وفيه رد على المُرجئة الذين يقولون إن الأعمال لا تدخل في مسمى الإيمان، (08:40) الإيمان بهذه الأعمال: الشهادتان والصلاة والزكاة وأداء الخُمس فهذه الأعمال، فالزكاة من الإيمان وهي من الإسلام.

 الفريق الأول أنه من الإسلام، لما سأل عن الإسلام قال: الإسلام الشهادتان والصلاة والزكاة، جعلها من الإسلام، هنا الترجمة الثانية من الإيمان، الحافظ بن خزيمة -رحمه الله- يقول: "إن الإيمان والإسلام شيء واحد" فالزكاة من الإسلام في الحديث الأول ، ومن الإيمان في الحديث الثاني؛ لأن الإسلام والإيمان شيء واحد، وهذا ما ذهب إليه البخاري في صحيحه، الإسلام والإيمان شيء واحد، ولهذا ذهب بعض العلماء وهو قول الخوارج والمعتزلة أيضًا أن الإسلام والإيمان.....

والقول الثاني لأهل العلم الجمهور: أن الإسلام والإيمان يختلفا بالاجتماع والافتراق وأن الإسلام إذا أُطلق دخل في الإيمان، كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ [آل عمران:19]، وقال: ﴿آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ﴾ [آل عمران:179].

وإذا أُطلق الإيمان دخل فيه الإسلام، فإذا أطلق الإسلام دخل فيه الإيمان، وإذا اجتمعا فُسر الإسلام بالأعمال الظاهرة، والإيمان بالأعمال الباطنة كما في حديث جبريل، في الحديث الأول لما سأل عن الإسلام فسره بالأعمال الظاهرة: الشهادتين والصلاة والزكاة والصوم والحج.

 ولما سأل عن الإيمان فسَّره بالأعمال الباطنة: قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله؛ فدل على أن الإيمان والإسلام إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا، فإذا أُطلق أحدهما دخل فيه الآخر، إذا أطلق الإسلام: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ [آل عمران:19].

 وكذلك مثل الدين والهدى والبر والتقوى إذا أطلق دخل فيه الأعمال الباطنة والظاهرة، البر والتقوى إذا أطلق البر دخل فيه أداءه للواجبات وتركه المحرمات، وكذلك التقوى، وإذا اجتمعا فُسِّر البر بفعل الواجبات والتقوى وترك المنهيات، وكذلك الإسلام والإيمان إذا اجتمعا فُسر الإسلام بالأعمال الباطنة والإيمان بالأعمال الظاهرة، وإذا افترقا أتى وحده شمل الدين كله، وهذا هو الصواب الذي عليه المحققون من أهل العلم وأقره شيخ الإسلام ابن تَيْمِيَّةَ رحمه الله.

خلافًا للبخاري وابن خزيمة رحمهما الله القول الثاني أن الإيمان والإسلام شيء واحد مطلقًا، بل هذا يختلف باختلاف الافتراق والاجتماع.

القارئ:

 أحسن الله إليك.

"جُمَّاعُ أَبْوَابِ التَّغْلِيظِ فِي مَنْعِ الزَّكَاةِ"

الشيخ:

 بارك الله فيك. وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع بالعلم النافع والعمل الصالح، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهدُ أن لا إله إلَّا الله، أستغفرك وأتوب إليك.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد