شعار الموقع

كتاب صفة القيامة والجنة والنار (02) تتمة باب سؤال اليهود النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح – إلى باب جزاء المؤمن بحسناته في الدنيا والاخرة

00:00
00:00
تحميل
140

(المتن)
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى:

حدثتا أبو بكر بن أبي شيبة وعبد الله بن سعيد الأشج واللفظ لعبد الله قالا حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن خبار قال : كان لي على العاص بن وائل دين فأتيته أتقاضاه ، فقال لي: لن أقضيك حتى تكفر بمحمد ، قال : فقلت له :إني لن أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث، قال: وإني لمبعوث من بعد الموت فسوف أقضيك إذا رجعت إلى مال وولد ، قال وكيع كذا قال الأعمش، قال فنزلت هذه الآية أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا إلى قوله وَيَأْتِينَا فَرْدًا.حدثنا أبو كريب قال حدثنا أبو معاوية حاء وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي حاء وحدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا جرير حاء وحدثنا ابن أبي عمر قال حدثنا سفيان كلهم عن الأعمش بهذا الإسناد نحو حديث وكيع، وفي حديث جرير قال كنت قيناً في الجاهلية فعملت للعاص بن وائل عملاً فأتيته أتقاضاه. حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري.

(الشرح)
بسم الله والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد / هذه الآية الكريمة فيه دليل على أنها نزلت في العاص بن وائل أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا ۝ أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا والعاص بن وائل رجل كافر وهو والد عمرو بن العاص كما أن الوليد بن المغيرة كافر وهو والد خالد بن الوليد ، والقين هو الحداد ، كان خبار بن الأرق كان حداداً عَمِل عَمَل عند العاص بن وائل ، اشتغل عنده وعمل عمل يتعلق بالحدادة ثم جاء يتقاضاه فصرفه امتنع، قال حتى تكفر بمحمد ﷺ فقال إنك ستبعث ، فقال إذا بعثت لأوتين مالا وولدا ، من باب الإنكار والسخرية ، سخرية وإنكار للبعث وسخرية هذا إنكار ابن العاص إنكار للبعث هذا من كفره وضلاله نعوذ بالله ، قال إذا بعثت فسوف أقضيكَ سوف أرجع إلى مال وولد وسوف أقضيك من باب الإنكار والسخرية بالبعث نعوذ بالله ، نعم ، ومن أنكر البعث فهو كافر بإجماع المسلمين، هذا كفر، كفر والعياذ بالله، كفر وإنكار وسخرية بالبعث، والبعث الإيمان باليوم الآخر أصل من أصول الإيمان وركن من أركان الإيمان بإجماع المسلمين وبنص القرآن والسنة وإجماع المسلمين من أنكر البعث فهو كافر بإجماع المسلمين نعوذ بالله ، نعم .


(المتن)

حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة عن عبد الحميد الزيادي أنه سمع أنس، أنه سمع أنس بن مالك يقول: قال أبو جهل: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، فنزلت وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلى آخر الآية.

(الشرح)
نعوذ بالله من الشقاء نعوذ بالله من الشقاء هذا أبو جهل يقول إن كان هذا هو الحق من عندك الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم نعوذ بالله من الشقاء لو هداه الله لقال اللهم إن كان هذا الحق من عندك فاهدنا له لكن الشقاء نعوذ بالله غلبه، غلبه الشقاء اللهم إن كان هذا الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء هذا يدل على العتو والعناد والكبر وتأصل الكفر ورسوخه في قلبه نعوذ بالله ولو وفق لقال اللهم إن كان هذا الحق من عندك فاهدنا له ووفقنا له نسأل الله السلامة والعافية. نعم.


(المتن)

حدثنا عبيد الله بن معاذ ومحمد بن عبد الأعلى القيسي قال حدثنا معتمر عن أبيه قال حدثني نعيم بن أبي هند عن أبيه حاء

الشيخ..
( فيه دليل على أن وجود النبي ﷺ بين الصحابة بين الناس أمنة من العذاب ولهذا قال الله وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ يعني هم يتوبون والاستغفار التوبة فالتوبة مانعة من نزول العذاب وكذلك وجود النبي بين أظهرهم مانع من العذاب وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ سبق الحديث أن، أن النبي ﷺ قال إني أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتاهم ما يوعدون وإن أصحابي أمنة لمن بعدهم من التابعين فإذا ذهب أصحابي أتاهم ما يوعدون وإن أصحاب أصحابي أمنة لمن بعدهم فإذا ذهبوا أتاهم ما يوعدون نعم.


المتن..

حدثنا عبيد الله بن معاذ ومحمد بن عبد الأعلى القيسي قال حدثنا معتمر عن أبيه قال حدثني نعيم بن أبي هند عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال أبو جهل: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم قال فقيل نعم قال واللات والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته أو لأعفرن وجهه في التراب قال فأتى رسول الله ﷺ وهو يصلي زعم ليطأ على رقبته قال فما فجئتم قال فما (فجِئَهم) فجئهم منه إلا وهو ينكس على عقبيه ويتقي بيديه قال فقيل له مالك ؟ فقال إن بيني وبينه لخندقا من نار وهؤلاء وأجنحة (وهولا) أحسن الله إليك وهولا وأجنحة فقال رسول الله ﷺ: لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا ،عضوا قال فأنزل الله عز وجل لا ندري في حديث أبي هريرة أو شيء بلغه كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى ۝ أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ۝ إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى ۝ أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى ۝ عَبْدًا إِذَا صَلَّى ۝ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى ۝ أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى ۝ أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ۝ يعني أبا جهل أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ۝ كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ۝ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ۝ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ ۝ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ۝ كَلَّا لَا تُطِعْهُ زاد عبيد الله في حديثه قال وأمره بما أمره به وزاد ابن عبد الأعلى فليدع ناديه يعني قومه.

(الشرح)
وهذا فيه دليل على حماية الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام من أبي جهل من خبثه وشدة عداوته قال هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ يعني كيف يترك ساجد يسجد وآمن ثم حلف ليطأن على رقبته إن وجده ساجدا أو يعفر وجهه بالتراب فلما قرب منه ما فجئهم إلا وهو ينكص على عقبيه ويتق بيديه بغتة فجأة رجع بسرعة وهو يتق بيديه هكذا وينكص على عقبيه يرجع القهقرا من القفا ويتق بيديه يعني يتق شيئا يتق بيديه ويرجع قهقرا قالوا مالك؟ قال رأيت أجنحة وهولا وخندقا من نار بيني وبينه خندق من نار وهولا أمور هائلة وأجنحة فقال النبي ﷺ لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا وهذا من حماية الله تعالى لنبيه وقد يسلط الكفار أحيانا على النبي ﷺ كما سُلطوا عليه يوم أُحد كسرت رباعيته وشج وجهه ﷺ وسال الدم سقط في حفرة وكما قتل بعض الأنبياء كما قال الله تعالى فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ابتلاء وامتحان ليعلم الناس أن الأنبياء بشر يصيبهم ما يصيب الناس من الأمراض والمصائب والأكدار والهزيمة فهم بشر لا يصحون للعبادة والله تعالى له حكمة بالغة الله تعالى جعلهم ينالون ما ينالون من النبي ﷺ وغيره من الأنبياء ابتلاء واختبار ليكونوا أسوة قدوة للناس ولعيظم الله لهم الأجور كما قال النبي ﷺ في الحديث الصحيح أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على قدر دينه فإن كان في دينه صلابة شدد عليه وإن كان في دينه رقة خفف عنه فقد يعصمه الله أحيانا ويحميه وقد ينالون منه أحيانا لحكمة بالغة ابتلاء وامتحان ليعظم الله منه أجره وليكن أسوة لغيره وليرفع الله الدرجات ولما له في ذلك من الحكم ليعلم العباد أن الأنبياء ليسوا آلهة ولكنهم بشر  اختصهم الله بالرسالة والعبودية الخاصة نعم.


(المتن)

حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا جرير عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق قال كنا عند عبد الله عند عبد الله جلوسا وهو مضطجع بيننا فأتاه رجل فقال يا أبا عبد الرحمن إن قاصا عند أبواب كندة يقص ويزعم أن آية الدخان تجيء (ويزعم) ويزعم أن آية الدخان تجيء فتأخذ بأنفاس الكفار ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام فقال عبد الله وجلس وهو غضبان يا أيها الناس اتقوا الله من علم منكم شيئا فليقل بما يعلم ومن لم يعلم فليقل الله أعلم فإنه أعلم فإنه أعلم (فإنه يعني الرب أعلم نعم) فإنه أعلم لأحدكم أن (ها فإن إيه نعم فإن) فليقل الله أعلم فإنه أعلم لأحدكم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم فإن الله عز وجل قال لنبيه ﷺ قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ إن رسول الله ﷺ لما رأى من الناس إدبارا فقال اللهم سبع كسبع يوسف قال فأخذتهم سنة حصت كل شيء حتى أكلوا الجلود والميتة من الجوع وينظر إلى السماء أحدهم فيرى كهيئة الدخان فأتاه أبو سفيان وقال يا محمد إنك جئت تأمر بطاعة الله وبصلة الرحم وإن قومك قد هلكوا فأدعوا الله لهم قال الله عز وجل فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ إلى قوله إِنَّكُمْ عَائِدُونَ قال أفيكشف عذاب الآخرة يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ فالبطشة يوم بدر وقد مضت آية الدخان وقد مضت آية الدخان والبطشة ( فالبطشة ) فالبطشة يوم بدر وقد مضت وقد مضت آية الدخان ( المقصود فيه يوم بدر انتهى الكلام وقد مضت آية الدخان) فالبطشة يوم بدر وقد مضت آية الدخان والبطشة واللزام وآية الروم

(الشرح)
هذا كلام عبد الله بن مسعود كلام عظيم وذلك أن قاصا وهو الواعظ يحدث عند باب كندة اللي في الكوفة لأن عبد الله بن مسعود سكن الكوفة والصحابة انتقلوا من المدينة إلى الأمصار ليعلمون الناس وينشرون دين الله عمرو بن العاص في مصر وعبد الله بن مسعود في الكوفة فقيل لعبد الله بن مسعود إن قاصا واعظ يعني واعظ عند باب كندة يحدث الناس يقول إن إنه سيأتي دخان يأخذ بأنفاس الناس بأنفاس الكفار ويصيب المؤمنين كهيئة الزكام فأنكر عليه عبد الله وغضب وقال يا أيها الناس إن من علم شيئا فليقل به ومن لا يعلم شيئا فليقل الله أعلم فإن من العلم أن تقول لما لا تعلم الله أعلم فإن الله قال لنبيه قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ يعني لا يتكلف الإنسان بل يقول بما يعلم وإذا كان لا يعلم يقول الله أعلم أو يقول لا أدري قال عبد الله بن مسعود فإن من العلم أن تقول لما لا أعلم لا أعلم هذا من العلم ولهذا قال قيل ،قيل قال بعضهم إن لا أدري نصف العلم نصف العلم لأن الأشياء قسمان قسم تعلمه وقسم لا تعلمه فالذي تعلمه هذا هو النصف والنصف الثاني الذي لا تعلمه فصار نصف العلم فهذا من العلم فينبغي للإنسان أن يقول الله أعلم ولا يتكلف لأن الله قال لنبيه قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ قال بعضهم إذا أخطأ العالم قال لا أدري فقد أصيبت مقاتله فلا يجوز للإنسان أن يتكلم بغير علم يتكلم عن بصيرة فإذا كان لا يعلم فيقول لا أعلم الله أعلم أو يتوقف أو يقول أمهلني أراجع أو أسأل أهل العلم أو أبحث في كتب أهل العلم أما أن يتكلم بغير بصيرة فلا ولهذا غضب عبد الله مسعود على هذا القاص قال كيف يتكلم وأنكر عليه قوله إن الدخان يأتي في آخر الزمان دخان يأخذ بأنفاس الكفار ويصيبهم كهيئة الزكام وفسر عبد الله بن مسعود قال إن الدخان مضى ليس دخان يأتي ولكنه دخان مضى على عهد النبي ﷺ وذلك أن النبي ﷺ لقي من المشركين إدبارا وآذوه فدعا عليهم وقال اللهم اجعل عليهم سنين كسني يوسف دعا عليهم بأن يصيبهم سنين كسني يوسف والسنين التي أصابت الناس في زمن يوسف كما قال الله تعالى سنين جدب قحط ثم أتى بعدها سنين خصب لما رأى الملك الرؤيا قال وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ ۖ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ فسرها يوسف قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ ۝ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تُحْصِنُونَ سبع قحط جدب فالنبي ﷺ دعا عليهم يقول عبد الله بن مسعود أن النبي ﷺ دعا على المشركين قال اللهم اجعل عليهم السنين كسنيي يوسف دعا عليهم بأن يأتيهم الجدب والقحط كما حصل سبع السنين التي حصل فيها الجدب والقحط في زمن يوسف فاستجاب الله دعاءه فاستجاب الله دعاء نبيه فأصابهم سنة حصت كل شيء صار جدب حصت استأصلت كل شيء حتى أكلوا العظام والجلود وأكلوا الميتة من شدة الجوع فصار أحدهم يرى ما بينه وبين السماء كهيئة الدخان من شدة الجوع فهذا هو الدخان يقول عبد الله بن مسعود هذا هو الدخان الدخان أنه أصابهم الجوع فيرى الإنسان ما بينه وبين السماء من شدة الجوع كهيئة الدخان هذا هو الدخان الذي قال الله تعالى (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ) وقد مضى يقول عبد الله بن مسعود وقد مضى الدخان وقال إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ أفيكشف العذاب يعني يوم القيامة هذا يدل على العذاب في الدنيا يقول النبي ينكر عليه يقول أفيكشف العذاب يوم القيامة إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ في يوم القيامة لا يكشف والآية فيها أن يكشف ولهذا قال أفيكشف العذاب قد مضى الدخان يقول عبد الله بن مسعود مضى الدخان ليس دخان يأتي ولكنه دخان مضى وهو ما أصاب قريشا من الجوع حتى أن أحدهم يرى ما بينه وبين السماء كهيئة الدخان من الجوع وقد مضت أيضا البطشة وهي ما أصابهم يوم بدر وقد مضى اللزام وهو لزوم العذاب لهم وما أصابهم من القتل والأسر ومضى الروم وغلبت الروم الفرس يقول الله تعالى آلـم ۝ غُلِبَتِ الرُّومُ. فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ۝ فِي بِضْعِ سِنِينَ فهذه الأربع كلها مضت يقول عبد الله بن مسعود مضت الدخان وهو الجوع الذي أصابهم ومضت البطشة وهو ما أصابهم يوم بدر ومضى اللزام وهو لزوم العذاب لهم لزوم القتل والأسر يوم بدر ومضى الروم نعم وهو غلبة الروم لهم هذه أربعة قد مضت إيش؟

المتن..
آية الدخان والبطشة واللزام وآية الروم
الشيخ..
الدخان والبطشة واللزام أربعة أشياء كلها مضت وهذا الذي قاله عبد الله بن مسعود صحيح الدخان مضى ولكن خفي عليه ما دلت عليه النصوص من أن هناك دخان آخر يأتي في آخر الزمان وهو من أشراط الساعة الكبار وهو دخان من أشراط الساعة الكبار يأتي دخان يأخذ بأنفاس الكفار ويصيب المؤمن كهيئة الزكام هذا دلت عليه النصوص أنه يأتي في آخر الزمان قد خفي هذا على عبد الله بن مسعود لقد أنكره أنكر والعالم قد يخفى عليه بعض العلم وإن كان كبيرا خفي على عبد الله بن مسعود الدخان فهما دخانان دخان مضى وهو ما أصاب قريش من شدة الجوع يرى ما بينه وبين السماء كهيئة الدخان ودخان سيأتي في آخر الزمان وهو دخان يملأ الجو يصيب المؤمن كهيئة الزكام ويأخذ بأنفاس الكفار كما دلت على ذلك الأحاديث لأن أشراط الساعة الكبار كخروج المهدي والدجال ونزول عيسى ويأجوج و مأجوج تتابع أشراط الساعة ومنها الدخان ومنها هدم الكعبة فهذا دخان يأتي آخر الزمان غير الدخان الذي مضى وخفي هذا على عبد الله بن مسعود ظن أنه ليس هناك إلا دخان واحد ولهذا أنكر على هذا القاص نعم نعم هذا ما ذكره صحيح يأتي في آخر الزمان هذا وهو غير الدخان الأول لكن خفي على عبد الله بن مسعود ولهذا أنكر عليه قال ليس هناك إلا دخان نعم.


(المتن)

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو معاوية ووكيع حاء وحدثني أبو سعيد الأشج قال أخبرنا وكيع حاء وحدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير كلهم عن الأعمش حاء وحدثنا يحيى بن يحيى وأبو كريب واللفظ ليحيى قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق قال جاء إلى عبد الله رجل فقال تركت في المسجد رجلا يفسر القرآن برأيه يفسر هذه الآية يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ قال يأتي الناس يوم القيامة دخان فيأخذ بأنفاسهم حتى يأخذهم منه كهيئة الزكام وقال عبد الله من علم علما

الشيخ..
(يوم القيامة هذا يقول إنه يوم القيامة الصواب إنه مو بيوم القيامة قبل يوم القيامة من أشراط الساعة هذا فيه أن هذا القاص قال يوم القيامة نعم قال رجل يفسر القرآن برأيه نعم )

(سؤال)
(22:01)
(الجواب)
نعم نعم هذا مو بيوم القيامة قبل يوم القيامة من أشراط الساعة قبل القيامة نعم.


المتن..

فقال تركت في المسجد رجلا يفسر القرآن برأيه يفسر هذه الآية يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ قال يأتي الناس يوم القيامة دخان فيأخذ بأنفاسهم حتى يأخذهم منه كهيئة الزكام وقال عبد الله من علم علما فليقل به ومن لم يعلم فليقل الله أعلم فإن من فقه الرجل أن يقول لما لا علم له به الله أعلم.

(الشرح)
نعم هذا من فقه الرجل هذا يعتبر فقيه الذي يقول الشيء الذي لا أدري هذا فقيه يدل على فقهه ويدل على ورعه أيضا والذي يجيب عن كل شيء يعلمه والذي لا يعلمه هذا يدل على قلة ورعه ورقة دينه وعدم فقهه أيضا الإمام مالك رحمه الله إمام دار الهجرة جاءه سائل وسأله عن أربعين مسألة قال ما ،ما معنى كذا قال لا أدري قال ما معنى كذا قال لا أدري قال ما معنى كذا لا أدري وعد ست وثلاثين مسألة ويقول لا أدري وأجابه عن أربع مسائل أجابه أربع مسائل من أربعين مسألة فانزعج الرجل قال أنا جئتك ضربت أكباد الإبل من بلاد بعيدة وكيف تقول لا أدري لا أدري ماذا أقول للناس ماذا أقول للناس أنا جاي من بعيد ومعي أربعين مسألة ما أجبت إلا على أربع مسائل قال قل يقول مالك لا أدري ورفع صوته قل يقول مالك لا أدري واعتبر هذا من فضائل الإمام مالك اعتبرت هذه من فضائله عده العلماء من فضائله ومناقبه نعم.


المتن..

ومن لم يعلم فليقل الله أعلم فإن من فقه الرجل أن يقول لما لا علم له به الله أعلم. إنما كان هذا أن قريشا لما استعصت على النبي ﷺ دعا عليهم بسنين كسني يوسف فأصابهم قحط وجهد حتى جعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد وحتى أكلوا العظام فأتى النبي ﷺ رجل فقال يا رسول الله استغفر الله لمضر فإنهم قد هلكوا فقال لمضر؟ إنك لجريء قال فدعا الله لهم فأنزل الله عز وجل إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ قال فمطروا فلما أصابتهم الرفاهية قال عادوا إلى ما كانوا عليه قال فأنزل الله عز وجل فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ، يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ قال يعني يوم بدر .

(الشرح)
يعني ابن مسعود فسرها بهذا فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ، يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ۝ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ فذكر الدخان الذي أصابهم بالجوع ثم ذكر البطشة وهو ما أصابهم يوم بدر من القتل والأسر فدل على أنها هذا الدخان في الدنيا وأن هذا الدخان في مضى هكذا فهم ابن مسعود وخفي عليه ما جاء دلت عليه النصوص من الدخان الآخر الذي يأتي في آخر الزمان نعم جريء كيف أدعي عليهم وهو قوم مع كفرهم وضلالهم إنك لجريء في قولك ادع الله لهم هذه جرأة منك نعم


(المتن)

حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله قال خمس قد مضين الدخان واللزام والروم والبطشة والقمر.

(الشرح)
نعم الدخان الجوع الذي أصابهم والبطشة ما أصابهم يوم بدر واللزام لزوم العذاب لهم يوم بدر وبطشه والروم غلبت الروم الفرس والقمر انشقاق القمر انشق ،انشق القمر معجزة من معجزات نبينا ﷺ من علامات النبوة نعم لنشق شقين كل شق صار في جهة.


(المتن)

حدثنا أبو سعيد الأشج قال حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش بهذا الإسناد مثله حدثنا محمد المثنى ومحمد بن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة حاء وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة واللفظ له قال حدثنا غندر عن شعبة عن قتادة عن عروة عن عزرة عن الحسن العرني عن يحيى بن الجزار عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب في قول الله عز وجل وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ قال مصائب الدنيا والروم والبطشة أو الدخان شعبة الشاك في البطشة أو الدخان
حدثنا عمرو الناقد وزهير بن حرب قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله قال: انشق القمر على عهد رسول الله ﷺ لشقتين فقال رسول الله ﷺ اشهدوا 
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن أبي معاوية حاء وحدثنا عمر بن حفص بن غياث قال حدثنا أبي كلاهما عن الأعمش حاء وحدثنا منجاب بن الحارث التميمي واللفظ له قال أخبرنا ابن مسهر عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود قال بينما نحن مع رسول الله ﷺ بمنى إذ انفلق القمر فلقتين فكانت فلقة وراء الجبل وفلقة دونه وقال لنا رسول الله ﷺ اشهدوا
حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري قال حدثني أبي قال حدثنا شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود قال انشق القمر على عهد رسول الله ﷺ فلقتين فستر الجبل فستر الجبل فلقة وكانت فلقة فوق الجبل فقال رسول الله ﷺ اللهم اشهد  
حدثنا عبيد الله بن معاذ قال حدثني أبي قال حدثنا شعبة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ مثل ذلك
وحدثني بشر بن خالد قال أخبرنا محمد بن جعفر قال حاء وحدثنا محمد بن بشار قال حدثني بن أبي عدي كلاهما عن شعبة بإسناد ابن معاذ عن شعبة نحو حديثه غير أن في حديث ابن أبي عدي فقال اشهدوا اشهدوا.
حدثنا زهير بن حرب وعبد بن حميد قالا حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا شيبان قال حدثنا قتادة عن أنس أن أهل مكة سألوا رسول الله ﷺ أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر مرتين.
وحدثني محمد بن رافع قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس بمعنى حديث شيبان
وحدثنا محمد المثنى قال حدثنا محمد بن جعفر وأبو داوود حاء وحدثنا ابن بشار قالا حدثنا يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر وأبو داوود كلهم عن شعبة عن قتادة عن أنس قال انشق القمر فلقتين وفي حديث أبي داوود انشق القمر على عهد رسول الله ﷺ.

(الشرح)
نعم وهو من معجزات ومن دلائل نبوة نبينا محمد ﷺ ومن علامة نبوته انشقاق القمروقد سأل كفار قريش النبي أنهم يطلبون انشقاق القمر آية فانشق القمر صار فلقتين فلقة وراء الجبل وفلقة فوق الجبل يقول إن هذا من أعظم المعجزات من أعظم معجزات النبي انشقاق القمر وقال إن بعض أهل الإلحاد أنكر انشقاق القمر ولا عبرة بإنكاره قالوا أنه لا بد أن يكون متواتر ولم يكن متواتر والجواب أنه لا يلزم أن يكون انشقاق القمر متواتر يكفي نقل الآحاد له وثانيا أنه نقله عدد من الصحابة وهم ثقات عدول يكفي هذا  وثالثا أن الله ذكر ذلك في القرآن الكريم أخبرنا بذلك في القرآن الكريم في قوله اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ والقرآن متواتر إذا يكون متواترا ورابعا أن قولهم أن لم يره إلا أهل مكة غير صحيح بل رآه السفار وهي في الهند وأرخ وقال ليلة انشقاق القمر معروف ومتواتر هذا نعم.


(المتن)

حدثنا موسى بن قريش التميمي قال حدثنا إسحاق بن بكر بن مضر قال حدثني أبي قال حدثنا جعفر بن ربيعة عن عراك بن مالك عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس قال إن القمر انشق على زمان رسول الله ﷺ .حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو معاوية وأبو أسامة عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي موسى قال :قال رسول الله ﷺ لا أحد أصبر على أذى يسمعه من الله عز وجل إنه يشرك به ويجعل له الولد ثم هو يعافيهم ويرزقهم 
حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وأبو سعيد الأشج قال حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش قال حدثنا سعيد بن جبير عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي موسى عن النبي ﷺ بمثله إلا قوله ويجعل له الولد فإنه لم يذكره.وحدثني عبيد الله بن سعيد قال حدثنا أبو أسامةعن الأعمش قال حدثنا سعيد بن جبير عن أبي عبد الرحمن السلمي قال :قال عبد الله بن قيس قال رسول الله ﷺ ما أحد أصبر على أذى يسمعه من الله تعالى إنهم يجعلون له ندا ويجعلون له ولد وهو مع ذلك يرزقهم ويعافيهم ويعطيهم.

(الشرح)
هذا يدل على الخلق ما أحد يسلم منهم الكفرة الرب خلقهم ووجدهم من العدم ومع ذلك يجعلون له ند ويجعلون له ولد والله يرزقهم ويعافيهم لا أحد أصبر من الله وهو الحليم لا يعاجل بالعقوبة قال القاضي إن من أسمائه الصبور من أسمائه الصبور ومن أسمائه الحليم لا شك في هذا والصبور فيه كلام جزم القاضي بأنه من أسماء الله وهو الصبور الذي يصبر على الأذى أذى المشركين كما في هذا الحديث لا أحد أصبر على أذى يسمعه من الله إنه يجعلون له الند والولد ويرزقهم ويعافيهم نعم
(سؤال)
(33:49)
(الجواب)
نعم رواه هذا القاضي جزم ،جزم بهذا جزم بعضهم ذكر في الأحاديث التسعة والتسعين نعم
(سؤال)
عفا الله عنك قال المازري حقيقة الصبر منع النفس من الانتقام أو ويله (34:05)
(الجواب)
نعم اسم مخلوق نعم والصبور الذي فسره الحديث أنه لا أحد أصبر من الله لأنه يعافيهم يجعلون له ند وهو يعافيهم ويرزقهم نعم


(المتن)

حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة عن أبي عمران الجوني عن أنس بن مالك عن النبي ﷺ قال يقول الله تبارك وتعالى لأهون أهل النار عذابا لو كانت لك الدنيا وما فيها أكنت مفتديا بها؟ فيقول نعم فيقول قد أردت منك أهون من هذا وأنت في صلب آدم ألا تشرك أحسبه قال ولا أدخلك النار فأبيت إلا الشرك.
حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد يعني ابن الجعفر قال حدثنا شعبة بن عمران قال سمعت أنس بن مالك يحدث عن النبي ﷺ بمثله إلا قوله ولأدخلك النار فإنه لم يذكره.
حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري وإسحاق بن إبراهيم ومحمد بن مثنى وابن بشار قال إسحاق أخبرنا وقال الآخرون حدثنا معاذ بن هشام قال حدثنا أبي عن قتادة قال حدثنا أنس بن مالك أن النبي ﷺ قال يقال للكافر يوم القيامة أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهبا أكنت تفتدي به فيقول نعم فيقال له قد سئلت أيسر من ذلك.
وحدثنا عبد بن حميد قال حدثنا روح بن عبادة حاء وحدثني عمرو بن زرارة قال أخبرنا عبد الوهاب يعني ابن عطا كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس عن النبي ﷺ بمثله غير أنه قال فيقال له كذبت قد سئلت ما هو أيسر من ذلك.

(الشرح)
وهذا الحديث فيه إثبات القول لله عز وجل والكلام وفيه إثبات أن الله يقول لأنه قال إن الله يقول قال الله ويقول الله لا بأس فيه إثبات القول لله وإثبات الكلام لله وإثبات وفيه أنه الجواز قول يقول الله تعالى أو قال الله تعالى وقوله قد أردت منك أهون من ذلك هذه الإرادة الدينية الشرعية وفيه أن هذا يقال لأهون أهل النار عذابا يقول الله تعالى لأهون أهل النار عذابا أرأيت لو كان لك مثل الأرض ذهبا أكنت مفتديا به قال نعم لكن ما ينفعه ما دام مات على الشرك إلى حينه كما أخبر الله تعالى في كتابه العظيم إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فيقول الله قد أردت منك أهون من ذلك قال الإمام مالك قد أردت الإرادة الدينية الشرعية يعني قد أحببت منك ورضيت منك والإرادة الدينية الشرعية المرادفة للمحبة والرضا ولو كانت الإرادة الكونية لما لما تخلف المراد فالإرادة هي الإرادة الإرادة الكونية قدرية لا يتخلف مرادها وهذه عامة للمؤمن والكافر ومثله الإرادة الدينية الشرعية قد يتخلف مرادها وهي خاصة بالمؤمن وش قال النووي عليه؟.


(المتن)

قوله ﷺ يقول الله تعالى لأهون أهل النار عذابا  لو كانت لك الدنيا وما فيها الحديث وفي رواية فيقال قد سئلت أيسر من ذلك وفي رواية فيقال كذبت قال قد سئلت أيسر من ذلك المراد أردت في الرواية الأولى طلبت منك وأمرتك وقد أوضحه في الروايتين الأخيرتين في قوله قد سئلت أيسر فيتعين تأويل أردت على ذلك جمعا بين الروايات لأنه يستحيل عند أهل الحق أن يريد الله تعالى شيئا فلا يقع ومذهب أهل الحق أن الله تعالى مريد لجميع الكائنات خيرها وشرها ومنها الإيمان والكفر وهو مريد لإيمان المؤمن ومريد لكفر الكافر خلاف المعتزلة في قولهم إنه أراد إيمان الكافر ولم يرد كفره تعالى الله عن قولهم الباطل.

(الشرح)
هذا أقول لا حاجة لهذا (38:46)مذهب الأشاعرة أنه لا يوجد مستحيل على الله لأن الأشاعرة ما عندهم إلا إرادة كونية فقط ينكرون الإرادة الدينية الشرعية والمعتزلة ما عندهم إلا الإرادة الدينية الشرعية وينكرون الإرادة الكونية فضلوا هذا مما لا شك ضلال للمعتزلة والأشاعرة أنهم ما أثبتوا الإرادة إلا إرادة واحدة الأشاعرة أثبتوا الإرادة الكونية وأنكروا الإرادة الدينية والمعتزلة أثبتوا الإرادة الدينية وأنكروا الإرادة الكونية وأهل السنة والجماعة هداهم الله فأثبتوا الإرادتين فقول النووي مستحيل على الله أن يريد من العبد شيئا ولا يقع لأنه على مذهب الأشاعرة الذين ينكرون الإرادة الدينية ما في إلا الإرادة الكونية لا يوجد حاجة إلى هذا ولكن والصواب أن الإرادة إرادتان إرادة كونية لا يتخلف مرادها وهي تقع من المؤمن ومن الكافر وإرادة دينية شرعية خاص بالمؤمنين الإرادة الكونية هذه مرادفه للمشيئة وإرادة دينية مرادفة للمحبة والرضا فينبغي لطالب العلم أن يتنبه وأن يحذر وقوله يستحيل أن يريد الله شيئا لأن (40:03)الإرادة الكونية لكن الإرادة الدينية نعم قد ما يستحيل يأمر الله (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى) المؤمن استجاب والكافر أو الفاسق قد لا يستجيب ما يستجيب فكيف يستحيل الله تعالى أمر قال أقيموا الصلاة هل يستحيل أن يحصل الأمر هذا؟ ويفسرونه يعني ما يفسرونه بالإرادة يفسرونه بشيء آخر نعم مثل ما فسر يقول سئلت نعم نعم إيش رأيكم نوقف الآن.


(المتن)

حدثني زهير بن حرب وعبد بن حميد واللفظ لزهير قال حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا شيبان عن قتادة قال حدثنا أنس بن مالك أن رجلا قال يا رسول الله كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامةبارك الله فيك سم.

  
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد
قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى:

حدثني زهير بن حرب وعبد بن حميد واللفظ لزهير قال حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا شيبان عن قتادة قال حدثنا أنس بن مالك أن رجلا قال يا رسول الله كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال أليس الذي أمشاه على رجليه في الدنيا قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة؟ قال قتادة بلى وعزة ربنا حدثنا عمرو الناقد قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال (النص أليس الذي أمشاه) أليس الذي أمشاه على رجليه في الدنيا قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة؟ قال قتادة بلى وعزة ربنا
حدثنا عمرو الناقد قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ثم يقال يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول لا والله يا رب. ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول لا والله لا والله يا رب ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط.

(الشرح)
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبدالله ورسوله نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: -
الحديث الأول فيه دليل على قدرة الله وأن الله على كل شيء قدير فإن الكافر يحشر على وجهه كما قال الله تعالى الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا قيل يا رسول الله كيف يحشر الكافر على وجهه؟ قال أليس الذي أمشاه على رجليه قادر على أن يمشيه على وجهه؟ بلى فقال قتادة بلى وعزة ربنا فيه الحلف بعزة الله فيه دليل على أنه لا بأس في صفة من صفات الله بلى وعزة ربنا كما جاء في الحديث الرجل الذي هو آخر أهل النار خروجا منها قال لا وعزتك كما قال الله عن إبليس قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ فالحلف بغير الصفات أو الاستعاذة بالصفات مثل أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق اللهم إني أعوذ بك من رضاك من سخطك لا بأس وفيه أن الإنسان في يوم القيامة إذا دخل الجنة (44:17) ينسى ما كان في الدنيا فيؤتى بأنعم أهل النار أنعم أهل الدنيا يعني أكثرهم نعيما من الملوك والأثرياء وغيرهم الذين تترفوا كان عندهم ترف ونعيم في الدنيا فيصبغ في النار صبغة يعني يغمس فيها غمسة فيقال هل رأيت نعيما قط؟هل مر بك نعم قط؟ فيقول لا والله ما مر نسي، نسي الترف، ونسي النعيم، نسي ما هو فيه من الأبهة والعظمة والكبرياء والرفاهية إذا غمس في النار غمسة نسي ذلك كله، ويؤتى بأبأس أهل الدنيا أشدهم بؤسا وفقرا وحاجة وتعاسة فيصبغ في الجنة صبغة يعني يغمس فيها غمسة فيقال هل رأيت شدة قط؟ هل مر بك بؤسا قط؟ فيقول لا والله ينسى نسي البؤس والشدة والتعب والفقر والحاجة لما غمس في النار غمس في الجنة غمسة صبغ فيها صبغة نسي كل ذلك نعم.


(المتن)

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب واللفظ لزهير قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا همام بن يحيى عن قتادة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ إن الله لا يظلم مؤمنا حسنة يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا حتى إذا أفضى إلى لآخرة لم تكن له حسنة يجزى بها (إن الله لا يظلم)
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ إن الله لا يظلم مؤمنا حسنة يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا حتى إذا أفضى إلى لآخرة لم تكن له حسنة يجزى بها
حدثنا عاصم بن ناظر التيمي قال حدثنا معتمر قال سمعت أبي قال حدثنا قتادة عن أنس بن مالك أنه حدث عن رسول الله ﷺ إن الكافر إذا عمل حسنة أطعم بها طعمة من الدنيا وأما المؤمن فإن الله يدخر له حسناته في الآخرة ويعقبه في الدنيا رزقا على طاعته.
حدثنا محمد بن عبد الله الرجزي قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد عن قتادة عن أنس عن النبي ﷺ بمعنى حديثهما.

(الشرح)
وفيه فضل الله وإحسانه على المؤمن فالمؤمن يجازى بحسناته في الدنيا والآخرة يعطيه في الدنيا ويعقبه رزقا ويدخر حسناته في الآخرة وأما الكافر فإنه يطعم بها طعمة إذا عمل الحسنة في الدنيا من صلة الرحم والصدقة والإحسان ونصر المظلوم يطعم بها في الدنيا طعمة يعني يجازى بها في الدنيا يعطى بها في الدنيا صحة في بدنه ومالا وولدا ثم يصير في الآخرة ولا حسنة له نعوذ بالله وأما المؤمن فإن الله تعالى يدخر له حسناته في الآخرة ويعقبه رزقا وخيرا في الدنيا وهذا من فضل الله تعالى وإحسانه وفيه نفي الظلم عن الله تعالى والله تعالى نفى عن نفسه الظلم وقال إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا كما قال الله تعالى لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ  وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا قال الله سبحانه إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا نعم
(سؤال)
(48:31)
(الجواب)
نعم إذا أسلم الكافر فإنه يحرز حسناته التي كان يعملها قبل إسلامه نعم
(سؤال)
(48:43)
(الجواب)
ها ، ما سمعت؟ مثل صلة الرحم ومثل الصدقة ومثل نصر المظلوم ومثل بر الوالدين وغيره هذه نعم ما تنفع هذه إلا مع الإيمان في الآخرة ما تنفع لكن يجازى بها في الدنيا نعم وش قال النووي عن قوله إن الله لا يظلم؟.
(المتن)
وأما الكافر. 
 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد