شعار الموقع

شرح كتاب الزكاة من صحيح ابن خزيمة_3

00:00
00:00
تحميل
72

القارئ:

 قال الحافظ: أبو بكر بن خزيمة رحمه الله تعالى:

"بَابُ ذِكْرِ لَعْنِ لَاوِي الصَّدَقَةِ الْمُمْتَنِعِ مِنْ أَدَائِهَا"

مناقشة:

ابن خزيمة أحسن الله عملُك. (00:45).

الشيخ:

 الترجمة التي قبل ماذا؟

القارئ:

"بَابُ ذِكْرِ إِدْخَالِ مَانِعِ الزَّكَاةِ النَّارَ مَعَ أَوَائِلِ مَنْ يَدْخُلُهَا، بِاللَّهِ نَتَعَوَّذُ مِنَ النَّارِ"

الشيخ:

 والذي قبلها؟

القارئ:

"بَابُ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ دَمَ الْمَرْءِ وَمَالَهَ إِنَّمَا يَحْرُمَانِ بَعْدَ الشَّهَادَةِ بِإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ إِذَا وَجَبَتْ «إِذِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَهُمْ إِخْوَانَ الْمُسْلِمِينَ بَعْدَ التَّوْبَةِ مِنَ الشِّرْكِ وَبَعْدَ إِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ إِذَا وَجَبَتَا»"

الشيخ:

 هذا قرأناه، لكن اقرأه.

القارئ:

"بَابُ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ دَمَ الْمَرْءِ وَمَالَهَ إِنَّمَا يَحْرُمَانِ بَعْدَ الشَّهَادَةِ بِإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ إِذَا وَجَبَتْ «إِذِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَهُمْ إِخْوَانَ الْمُسْلِمِينَ بَعْدَ التَّوْبَةِ مِنَ الشِّرْكِ وَبَعْدَ إِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ إِذَا وَجَبَتَا»"

الشيخ:

 يعني مثل قول الله تعالى: ﴿فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ﴾ [التوبة:11].

القارئ:

 أحسن الله إليك.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَنْبَسِ سَعِيدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ، حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، ثُمَّ حُرِّمَتْ عَلَيَّ دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ».

الشيخ:

 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «آكِلُ الرِّبَا، وَمُوكِلُهُ، وَشَاهِدَاهُ إِذَا عَلِمَاهُ، وَالْوَاشِمَةُ وَالْمُوتَشِمَةُ وَلَاوِي الصَّدَقَةِ، وَالْمُرْتَدُّ أَعْرَابِيًّا بَعْدَ الْهِجْرَةِ مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

الشيخ:

 وهذا واضح من الآية. والحديث: «أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ».

ماذا قال عليه؟

القارئ:

أحسن الله إليك. قال: "صحيح، أخرجه الشافعي في (الْمُسْنَد)، وأحمد، وإسحاق بن راهويه، والبخاري، وفي (التاريخ الكبير) له، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه، والترمذي، والمروزي في (تعظيم قدر الصلاة)، وابن حِبَّان، والدارقطني، والحاكم".

الشيخ:

 ويشهد له الأحاديث الكثيرة، والآية كذلك واضحة في هذا، ﴿فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ﴾ [التوبة:11].

﴿فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ﴾ [سورة التوبة: 5].

نعم.

القارئ:

"بَابُ ذِكْرِ إِدْخَالِ مَانِعِ الزَّكَاةِ النَّارَ مَعَ أَوَائِلِ مَنْ يَدْخُلُهَا، بِاللَّهِ نَتَعَوَّذُ مِنَ النَّارِ"

حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي عَامِرُ الْعُقَيْلِيُّ، أَنَّ أَبَاهُ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عُرِضَ عَلَيَّ أَوَّلُ ثُلَّةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، وَأَوَّلُ ثُلَّةٍ يَدْخُلُونَ النَّارَ، فَأَمَّا أَوَّلُ ثُلَّةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: فَالشَّهِيدُ، وَعَبْدٌ مَمْلُوكٌ أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ، وَنَصَحَ لِسَيِّدِهِ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ، وَأَمَّا أَوَّلُ ثُلَّةٍ يَدْخُلُونَ النَّارَ: فَأَمِيرٌ مُسَلَّطٌ، وَذُو ثَرْوَةٍ مِنْ مَالٍ لَا يُؤَدِّي حَقَّ اللَّهِ فِي مَالِهِ، وَفَقِيرٌ فَخُورٌ».

الشيخ:

تخريجه؟

القارئ:

"إسناده ضعيف؛ لجهالة عَامِرُ الْعُقَيْلِيُّ، وأبيه، وأخرجه الطيالسي، وابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حميد، والترمذي، وابن حِبَّان، والحاكم، وأبو نُعيم في صفة الجنة، والبيهقي".

 الشيخ:

 مانع الزكاة جاء فيه الحديث الصحيح، وجاءت الآية: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ﴾ [التوبة: 34-35].

وكذلك الحديث الصحيح: «مَا مِنْ صاحِبِ ذهَبٍ، وَلا فِضَّةٍ، لا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلاَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفائِحُ مِنْ نَارِ، فَيُكْوَى بهَا جنبُهُ، وجبِينُهُ، وظَهْرُهُ، في يوْمٍ كَانَ مِقْدَارُه خمْسِينَ أَلْف سنَةٍ، كُلَّما برَدتْ أُعيدتْ عليه، حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ فَيُرَى سبِيلُهُ، إِمَّا إِلى الجنَّةِ وإِما إِلى النَّارِ».

«وَلاَ صاحبِ إِبِلٍ لا يؤَدِّي مِنهَا حقَّهَا، إِلا إِذَا كَانَ يَومُ القيامَة بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ فتَطؤُهُ بأَخْفَافِها، وتَعَضُّهُ بِأَفْواهِها، كُلَّما مَرَّ عليْهِ أَولاها، ردَّ عليْهِ أُخْراها، في يومٍ كانَ مِقْداره خَمْسِينَ أَلْفَ سَنةٍ، حتَّى يُقْضَي بَيْنَ العِبَاد، فَيُرَى سبِيلُه، إِمَّا إِلى الجنَّةِ وإِمَّا إِلى النارِ».

وكذلك: «وَلاَ صاحِبِ بقرٍ لاَ يُؤَدِّي مِنْهَا حقَّهَا، وَكذلك صاحب الغَنمٍ»، وهكذا، فتَعَضُّهُ بِأَفْواهِها، وتَطؤُهُ بأَخْفَافِها، كُلَّما مَرَّ عليْهِ أَولاها، ردَّ عليْهِ أُخْراها، في يومٍ كانَ مِقْداره خَمْسِينَ أَلْفَ سَنةٍ، حتَّى يُقْضَي بَيْنَ العِبَاد، فَيُرَى سبِيلُه، إِمَّا إِلى الجنَّةِ وإِمَّا إِلى النارِ».

هذا وعيد شديد، وهذا فيه دليل على أن مانع الزكاة إذا لم يجحد وجوبها لا يكون كافرًا؛ لأنه لو كان كافرًا لما كان له سبيلٌ إلى الجنة، حتى يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار.

 أما إذا جحد وجوبها كفر بالإجماع.

وقال بعض أهل العلم: أنه يكفر إذا ترك الزكاة وإذا ترك الصيام، لكن الصواب أنه لا يكفر إلَّا إذا جحدها بخلاف الصلاة؛ لأن الصلاة أمرها عظيم وخطرها جسيم، جاء فيه من الأدلة ما ليس لغيرها.

 أما الزكاة والصوم والحج ذهب بعض العلماء أنه إذا تركها تكاسلًا أو بخلًا أو تهاونًا كفر.

والقول الثاني: أنه لا يكفر إلَّا إذا جحد وجوبها.

ما في تخريج على الحديث السابق؟

نسخة واحدة؟

القارئ:

 أي نعم.

الطالب: ضعيف في (الترغيب) أحسن الله إليك، وكذلك لابن حِبَّان.

قوله في الترجمة من أوائل من يدخلوا النار.

القارئ:

 نعم أحسن الله إليك.

"بَابُ ذِكْرِ إِدْخَالِ مَانِعِ الزَّكَاةِ النَّارَ مَعَ أَوَائِلِ مَنْ يَدْخُلُهَا، بِاللَّهِ نَتَعَوَّذُ مِنَ النَّارِ"

الشيخ:

 أعد الحديث.

القارئ:

 أحسن الله إليك.

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عُرِضَ عَلَيَّ أَوَّلُ ثُلَّةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، وَأَوَّلُ ثُلَّةٍ يَدْخُلُونَ النَّارَ، فَأَمَّا أَوَّلُ ثُلَّةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: فَالشَّهِيدُ، وَعَبْدٌ مَمْلُوكٌ أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ، وَنَصَحَ لِسَيِّدِهِ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ، وَأَمَّا أَوَّلُ ثُلَّةٍ يَدْخُلُونَ النَّارَ: فَأَمِيرٌ مُسَلَّطٌ، وَذُو ثَرْوَةٍ مِنْ مَالٍ لَا يُؤَدِّي حَقَّ اللَّهِ فِي مَالِهِ، وَفَقِيرٌ فَخُورٌ».

الشيخ:

المؤلف أخطأ لما قال: "أول من يدخل النار".

أن مانع الزكاة من أول ماذا؟

القارئ:

"من أَوَائِلِ مَنْ يَدْخُلُهَا"

الشيخ:

 هذا على فرض على صحة الحديث، والحديث لا يصحُّ، وعلى هذا تكون الترجمة كونه من أوائل فيه نظر، لكن متوعد بالنار، مرتكب للكبيرة والجريمة، أما الأولين في هذا الحديث فيها ضعف.

الطالب:

في مسلم أحسن الله إليك يقول: "عزاه الحافظ في الإتحاف قال: "أخرجه مسلم من طريق علي بن أبي المبارك على يحيى وله شاهد من حديث عبد الله بن مُرة عن مسروق عن عبد الله".

الشيخ:

 من الذي ذكره؟

الطالب:

 قال -أحسن الله إليك- صالح اللحام يقول: "عزاه الحافظ في الإتحاف قال: "أخرجه مسلم من طريق علي بن المبارك على يحيى".

الشيخ:

 ذكر بالأولية أول من يدخل النار؟

الطالب:

 الحديث نفسه.

الشيخ:

 يراجع الحديث نفسه.

الطالب:

 لكن -أحسن الله إليك- قول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تُحمله النار فيكوى بها حتى يقضي بين العباد ما يكون هو أول من يعذب أحسن الله إليك حتى يقضي الله -سبحانه وتعالى- بين العباد؟

الشيخ:

 لا، يقول أول من يدخل النار، وهذا في موقف القيامة يُعذب. قال: «فَيُرَى سبِيلُهُ، إِمَّا إِلى الجنَّةِ وإِما إِلى النَّارِ». هذا العذاب قبل دخول النار. أسأل الله السلامة والعافية.

مناقشة:

يا شيخ أحسن الله إليك، أول من يدخل النار المجاهد......

الشيخ:

 الجنة.

السائل: نعم. «أول من تُسَعَّرُ بِهِمُ النَّارُ المجاهد، والمتصدق، والقارئ». هذا نعم قد جاء فيه، لكن ليس فيهم مانع الزكاة.

نقف على الباب هذا إن شاء الله.

وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع بالعلم النافع والعمل الصالح، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهدُ أن لا إله إلَّا الله، أستغفرك وأتوب إليك.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد