شعار الموقع

شرح كتاب الزكاة من صحيح ابن خزيمة_25

00:00
00:00
تحميل
59

قال الإمام/ ابن خزيمة -رحمه الله تعالى- في (صحيحه):

"بَابُ الزَّجْرِ عَنِ اسْتِعْمَالِ مَوَالِي النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى الصَّدَقَةِ إِذَا طَلَبُوا الْعَمَالَةَ، إِذْ هُمْ مِمَّنْ لَا تَحِلُّ لَهُمُ الصَّدَقَةُ الْمَفْرُوضَةُ"

الشيخ:

آل النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قيل هم بنوا هاشم وبنو المطلب، وقيل: هم بنو هاشم، لا تحل لهم الصدقة حتى العَمالة من يصيرون عامل في الصدقة، يعني ما يُعطى من الصدقة من الزكاة حتى الموالي، مواليهم تبعٌ لهم، حتى الموالي الذين ينتسبون إليهم لا يُعطوا من الزكاة، ولا يكونوا فيها عُمَّالًا، وإن كان العامل يأخذ منها إلَّا أنهم لا يكونوا فيها عُمَّالًا.

 وسيذكر المؤلف الحديث في الصحيحين في قصة بعض شباب بني هاشم، حينما طلبوا العمالة، قالوا: "إنهم فقراء، وإنهم يريدون الزواج، وإنهم يقولون يا رسول الله وظفنا وظيفة نعمل حتى نُحصل مهر، فالنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما أجابهم بهذا، وإنما طلب من بعض بني هاشم أن يزوجوهم وأن يدفعوا لهم المهر، وأما العَمالة فمنعهم منها.

وعلي بن أبي طالب -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- لما جاءوا إليه كانوا يريدون منه الشفاعة عند النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قالوا: "نحن شباب الآن نريد أن تشفع لنا، وظفنا نعمل"، فعلي -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عارف الحكم فقال: لا الرسول ما يُطيعكم، قالوا: أنت حصل لك القرب من النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ونحن ما نحسدك على ما أنت عليه، لكن أيضًا اشفع لنا، فبيَّن لهم -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أن النبي لا يطيعهم وقال: «سأجلس في مكاني هذا حتى يأتيكم الخبر من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».

قال أبو الحسن في القصة (02:19) في الحديث الصحيح.

مناقشة:

إذا كان يستحق هذا؟

الشيخ:

 إذا كان ما يكفيه يعطى ما يسبب دينه، إذا كان من الغارمين.

القارئ:

أحسن الله إليك. هنا ضبطها بالشكل إذا طلبوا العُمالة بالضم.

الشيخ:

العُمالة، أو العِمالة، والظاهر بالضم العُمالة.

القارئ:

 قال العُمالة: الذي يأخذه العامل من الأُجرة.

الشيخ:

 عُمَالة بالضم، وجه واحد؟

القارئ:

 ضبطها بالشكل فقط، بالحركات.

الشيخ:

 هذا في أي قاموس؟

القارئ:

 قال: "من النهاية".

الشيخ:

 فقط. ما ضبطها بالحروف.

القارئ:

 لأ.
الشيخ:

 لعلها تضبط في موضع آخر.

القارئ:

 قال: حَدَّثَنَا عِيسى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغَافِقِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ الْهَاشِمِيِّ، أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ بْنَ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَا: لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَ: ائْتِيَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُولَا لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ بَلَغْنَا مَا تَرَى مِنَ السِّنِّ، وَأَحْبَبْنَا أَنْ نَتَزَوَّجَ، وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبَّرُّ الناسِ وَأَوْصَلُهُمْ.

الشيخ:

هاشميًا من الشباب.

 يعني ما عندنا مهر، الشباب يريدون الزواج، وظَّفْنا على الصدقة حتى نحصل على المهر، نكون عُمال في الصدقة، دليل لهم إنها ما تحصل لآل هاشم حتى العمالة.

القارئ:

 وَلَيْسَ عِنْدَ أَبَوَيْنَا مَا يُصْدِقَانِ عَنَّا فَاسْتَعْمِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَى الصَّدَقَاتِ، فَلْنُؤَدِّ إِلَيْكَ كَمَا يُؤَدِّي إِلَيْكَ الْعُمَّالُ، وَلِنُصِيبَ مِنْهَا مَا كَانَ فِيهَا مِنْ مَرْفَقٍ قَالَ: فَأَتَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَنَحْنُ فِي تِلْكَ الْحَالِ، فَقَالَ لَنَا: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ لَا وَاللَّهِ لَا يَسْتَعْمِلُ أَحَدًا مِنْكُمْ عَلَى الصَّدَقَةِ".

الشيخ:

 نعم. لستم أهلًا لها حتى ولو عُمالًا، قالوا أيضًا يجب أن تساعدنا أنت حصلت على مَزية عند النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ونحن لا نحسدك ولكن أيضًا ساعدنا.

القارئ:

 فَقَالَ لَهُ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ: هَذَا مِنْ حَسَدِكَ، وَقَدْ نِلْتَ خَيْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ نَحْسُدْكَ عَلَيْهِ.

الشيخ:

صرت صهرًا للنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وزوجًا لابنته وابن عم ما نحسدك على هذا الخير لكن أيضًا نحن نريد.

القارئ:

 فَأَلْقَى رِدَاءَهُ، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَنَا أَبُو حَسَنِ الْقَوْمِ، وَاللَّهِ لَا أَرِيمُ مَكَانِي هُنَا حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْكُمَا ابْنَاكُمَا بِحُورِ مَا بَعَثْتُمَا بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

الشيخ

بِحُورِ بالراء: بالرجوع حتى يأتي.

﴿إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ﴾ [الانشقاق: 14].

وهل تكلم على القوم؟

القارئ:

 قال أحسن الله إليك في تعليق في النسخة الثانية قال: "القوم، كذا في الأصل القوم، وستأتي كذلك في حديث أحمد بن عبد الرحمن عن عمه، ووقع عند أبي نعيم في معرفة الصحابة وغيره اليوم، وهذا الحديث رواه مسلم وأبو داوود، فعلق القاضي عياض في (مشارق الأنوار) على الذي في مسلم فقال: القرم كذا رويناه بالراء.

 وكذا رواية السجسي على النعت، والقرن: السيد. وأصله فحل الإبل، وكذا ذكر الحديث غير واحدٍ، وكذا رواه الخطابي ورواه عامة رواة عن مسلم، "أنا أبو حسن القوم". بالواو وخفض الميم على الإضافة: أي رجل الجماعة وذو رأيها، وكان أبو بحرٍ يرفع الميم ويجعل القوم مبتدأ لما بعده.

 وعلق الخطابي في (معالم السنن) على الذي في أبي داوود فقال: "هو في أكثر الروايات القوم، وكذلك رواه لنا ابن داسة بالواو وهذا لا معنى له وإنما هو القرم.

الشيخ:

 يعني يقول أنا السيد كذا، والله لا أتحور عن مكاني حتى ترجعوني بالخبر، ترجعوني أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما أجابكم لما طلبتم؛ لأنه عارف الحكم الشرعي، علي يعرف الحكم الشرعي، وهؤلاء شباب صغار يجهلون الحكم الشرعي.

مناقشة:

(07:16) حتى آباءهم.

الشيخ:

 حتى آباءهم خفي عليهم ظنوا أنهم يجوز لهم أن يتولوا العِمالة. هم يقولون: "ما عند آباءنا شيئًا يساعدونا لو عندهم ساعدونا" معروفة وهو من النفقة، إذا كان الأب يستطيع عليه أن يزوج ابنه.

س: يكون واجب عليه؟

ج: نعم. هذا من النفقة، وإذا كان لا يستطيع، يعطى من الزكاة إذا كان محتاج للزواج يسدد الدين، المهر، والبيت.

القارئ:

 أحسن الله إليك. قوله بحور قال النووي في شرحه: "قوله بِحَور هو بفتح الحاء المهملة أي بزوال ذلك قال الهروي في تفسيره يقال كلمته فما رد علي حورًا ولا حويرا أي: جوابًا.

الشيخ:

 حور بالراء أي بالرجوع، ﴿إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ﴾ [الانشقاق: 14]. يعني يرجع إلى ربه.

القارئ:

 قال: "ويجوز أن يكون معناه الخيبة أي يرجع بالخيبة وأصل الحور الرجوع إلى النقص.

الشيخ:

 الأقرب الأول.

القارئ:

 أحسن الله إليك.

قَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَالْفَضْلُ، حَتَّى تَوَافَقَ صَلَاةُ الظُّهْرِ قَدْ قَامَتْ.

الشيخ:

 نوافق؟

القارئ:

 عندي توافق أحسن الله إليك.

الشيخ:

 توافق الإثنين يعني. عبد المطلب والفضل.

القارئ:

 لكن ما فيها ألف بعد القاف.

الشيخ:

نعم.

القارئ:

 حَتَّى تَوَافَقَ صَلَاةُ الظُّهْرِ قَدْ قَامَتْ. فَصَلَّيْنَا مَعَ النَّاسِ، ثُمَّ أَسْرَعْتُ أَنَا، وَالْفَضْلُ إِلَى بَابِ حُجْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، فَقُمْنَا بِالْبَابِ حَتَّى أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَ بِأُذُنِي وَأُذُنِ الْفَضْلِ، ثُمَّ قَالَ: «أَخْرِجَا مَا تُصَرِّرَانِ».

الشيخ:

 يعني أخرجا ما تخفيان عندكم، ما الذي عندكم؟ يعني ما جاءوا إلَّا لخبر، شباب قال أخرجا ما تخفيان، يعني ما الخبر الذي عندكم، ما الأمر الذي جئتم إليه، تكلموا.

القارئ:

 ثُمَّ دَخَلَ فَأَذِنَ لِي وَالْفَضْلَ، فَدَخَلْنَا فَتَوَاكَلْنَا الْكَلَامَ قَلِيلًا، ثُمَّ كَلَّمْتُهُ أَوْ كَلَّمَهُ الْفَضْلُ - قَدْ شَكَّ فِي ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ - قَالَ: فَلَمَّا كَلَّمْنَاهُ بِالَّذِي أَمَرَنَا بِهِ أَبَوَانَا، فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَاعَةً، وَرَفَعَ بَصَرَهُ قِبَلَ سَقْفِ الْبَيْتِ حَتَّى طَالَ عَلَيْنَا أَنَّهُ لَا يَرْجِعُ شَيْئًا حَتَّى رَأَيْنَا زَيْنَبَ تُلْمِعُ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ بِيَديِهَا أَلَّا نَعْجَلَ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ فِي أَمْرِنَا، ثُمَّ خَفَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ، فَقَالَ لَنَا: «إِنَّ هَذِهِ الصَّدَقَةَ إِنَّمَا هِيَ أَوْسَاخُ النَّاسِ، وَلَا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ وَلَا لِآلِ مُحَمَّدٍ.

الشيخ:

 يعني ما أنتم منها، وهو من آل محمد، بني هاشم، وكأن والداهما أرسلاهما لم يعلما الحكم الشرعي، يظنان أن الصدقة ما تحل لكن إذا كانت عمالة أو وظيفة ما في مانع، والنبي بيَّن لهم حتى الوظيفة في الصدقة ممنوعة بنو هاشم وبنو عبد المطلب، العَمالة يكون موظف يجمع الزكاة أو كذا ما يكون أن يُعطى منها.

القارئ:

 اُدْعُ لِي نَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ» ، فَدَعَى نَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ فَقَالَ: «يَا نَوْفَلُ أَنْكِحْ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ فَأَنْكَحَنِي» ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اُدْعُ مَحْمِيَةَ بْنَ جَزْءٍ» وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُبَيْدٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْأَخْمَاسِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَحْمِيَةَ: «أَنْكِحِ الْفَضْلَ فَأَنْكَحَهُ مَحْمِيَةُ بْنُ جَزْءٍ».

الشيخ:

يعني زوجه.

القارئ:

 ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُمْ فَأَصْدِقْ عَنْهُمَا مِنَ الْخُمُسِ كَذَا وَكَذَا».

الشيخ:

 يعني ادفع الصداق، المهر.

القارئ:

 - لَمْ يُسَمِّهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ لَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:" الْحَوْرُ: الْجَوَابُ " [ص:56].

الشيخ:

 الحور، علي -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قال سأجلس هنا حتى تأتيني بالحور يعني بالجواب.

القارئ:

قال: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عُزِيزٍ الْأَيْلِيِّ.

الشيخ:

 عُزيز ولا عَزيز؟

أحد الحضور:

(12:19)

القارئ:

 في طبعة ضبطها بضم العين، وفي الأخرى بالفتح.

الشيخ:

 هي محتمل الشكل يُخطي ويصيب.

القارئ:

فَأَخْبَرَنِي ابْنُ سَلَامَةَ، حَدَّثَهُمْ، عَنْ عُقَيْلٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ الْهَاشِمِيُّ بِمِثْلِهِ، وَقَالَ: لَيْسَ عِنْدَ أَبَوَيْنَا مَا يُصْدِقَانِ عَنَّا، وَزَادَ قَالَ: فَرَجَعْنَا وَعَلِيٌّ مَكَانَهُ فَقَالَ: أَخْبِرَانَا مَا جِئْتُمَا بِهِ قَالَا: وَجَدْنَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبَّرَ النَّاسِ وَأَوْصَلَهُمْ قَالَ: هَلِ اسْتَعْمَلَكُمَا عَلَى شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الصَّدَقَةِ؟ قَالَا: لَا، بَلْ صَنَعَ بِنَا خَيْرًا مِنْ ذَلِكِ أَنْكَحَنَا، وَأَصْدَقَ عَنَّا، فَقَالَ: أَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَلَمْ أَكُنْ أَخْبَرْتُكُمَا أَنَّهُ لَنْ يَسْتَعْمِلَكُمَا عَلَى شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الصَّدَقَةِ.

الشيخ:

 لأنه يعرف الحكم الشرعي، هو جلس مكانه حتى رد الخبر أنه ما يستعملهم، لكن أمر أن يصدق عنهم، أمر فلان أن ينكح فلان، وفلان ينكح فلان، ادفع عنهم الصداق -المهر- من غير الصدقة.

القارئ:

 قَالَ أَبُو بَكْرٍ: "هَذِهِ اللَّفْظَةُ أَنْكَحَنَا مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي أَقُولُ: إِنَّ الْعَرَبَ تُضِيفُ الْفَضْلَ إِلَى الْأَمْرِ كَمَا تُضِيفُهُ إِلَى الْفَاعِلِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا أَمَرَ بِإِنْكَاحِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَالْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، فَفُعِلَ ذَلِكَ بِأَمْرِهِ، فَأُضِيفَ الْإِنْكَاحُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ هُوَ الْآمِرُ بِهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ هُوَ مُتَوَلِّيًا عَقْدَ النِّكَاحِ ".

الشيخ:

 ظاهره أنه أنكحنا أنه عقد لنا، وهذا لم يحصل، إنما أمر بإنكاحهما هذا ما أظنه إضافة الفعل إلى الآمر، وإلا أضاف يا فلان أنكح فلان ويا فلان أنكح فلان، وادفع يا فلان عنه الصدقة، فلما ذهبا إليه قالوا: "أنكحنا رسول الله" هل الرسول هو الذي تولى العقد؟ ما تولى، وإنما هو الآمر، فأضيفت لأنه هو الآمر، أمر بإنكاحهما.

القارئ:

 أحسن الله إليك، في الخلاصة قال: "محمد بن عُزيز" بضم أوله وزايين معجمتين".

الشيخ:

 هذا في الخلاصة؟

القارئ:

 نعم.

الشيخ:

 في التصغير، مُصغر، ضبط هذا.

القارئ:

 قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَمِّي بِالْحَدِيثِ بِطُولِهِ. وَقَالَ: أَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْقَرْمِ قَالَ لَنَا أَحْمَدُ: الْقَرْمُ الْجُلَّةُ: الرَّأْسُ مِنَ الْقَوْمِ قَالَ لَنَا فِي قَوْلِهِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْكُمَا اِبْنَاكُمَا وَبِحُورِ مَا بَعَثْتُمَا بِهِ قَالَ: الْحُورُ: الْجَوَابُ.

الشيخ:

 ورجعوا وأخبروه أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما استعملهما على الصدقة، وهذا فيه دليل على أن الصدقة لا تحل لبني هاشم ولا بني عبد المطلب حتى ولو كانت عَمالة، لا يكونا موظفين في الصدقة في جبايتها وفي حفظها وفي رعايتها ويأخذون مُرتب، لأ، بنوا هاشم ممنوعون من ذلك.

مناقشة:

إذا وضعت للمسلمين ماء سبيل صدقة هل يجوز لبني هاشم الشُرب منها؟

الشيخ:

يعني ما موقوف؟

السائل:

مثل المياه التي تكون في المساجد تكون وقف لعموم المسلمين.

الشيخ:

 هذا وقف، محل نظر.

س/ أحسن الله إليك. (17:05)؟

ج/ يعطوه من بيت المال، أما إذا لم يحصل له، ولم يكن له في بيته شيء، يعطوه من بيت المال، ولا يعطوه من الصدقة، قال بعض العلماء: "إذا اشتدت الحاجة واضطروا إلى ذلك ولم يجدوا شيئًا يعطوه من الزكاة للضرورة، لكن الأقرب إنه مهما كانت الحال إنهم يعطوه من بيت المال أو من الخُمس في الغنيمة في الجهاد، وإذا لم يجد خمس ولا شيئًا من بيت المال، واضطروا للضرورة والضرورات لها حُكم؛ جاز أن يأخذوا ما يدفعون بهم ضرورتهم إذا ضاقت بهم الحيل، هذا قول لبعض أهل العلم.

القارئ:

"بَابُ الزَّجْرِ عَنِ اسْتِعْمَالِ مَوَالِي النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّدَقَةِ إِذَا طَلَبُوا الْعُمَالَةَ عَلَى السِّعَايَةِ، إِذِ الْمَوَالِي مِنْ أَنْفُسِ الْقَوْمِ، وَالصَّدَقَةُ تَحْرُمُ عَلَيْهِمْ كَتَحْرِيمِهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَدَقَةُ الْفَرْضِ دُونَ صَدَقَةِ التَّطَوُّعِ"

الشيخ:

 موالي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟

القارئ:

 نعم أحسن الله إليك.

الشيخ:

 معناه ما في موالي هنا، هذا إنما في بني هاشم من الصُلب فهم موالي. والباب الثاني الذي فيه الموالي، كأن المؤلف أراد أن يُبين أن العُمالة لا تحل لبني هاشم وبني المطلب، وفي الباب الثاني بين أنها تحل لمواليهم.

نعم باب الزجر؟

القارئ:

"بَابُ الزَّجْرِ عَنِ اسْتِعْمَالِ مَوَالِي النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّدَقَةِ إِذَا طَلَبُوا الْعُمَالَةَ عَلَى السِّعَايَةِ، إِذِ الْمَوَالِي مِنْ أَنْفُسِ الْقَوْمِ....

الشيخ:

 تبعٌ لهم، مواليهم من العبيد والأرقة الذين ينتسبون إليهم حكمهم حكمهم، مواليهم يمنعون مما يمنع منه أسيادهم.

القارئ:

"وَالصَّدَقَةُ تَحْرُمُ عَلَيْهِمْ كَتَحْرِيمِهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَدَقَةُ الْفَرْضِ دُونَ صَدَقَةِ التَّطَوُّعِ"

الشيخ:

 السِعاية: العمل.

موالي القوم: من أنفسهم. يعني هم تبعٌ لهم، أنفس القوم ومواليهم من أنفسهم.

صدقة التطوع أمرها أسهل.

القارئ:

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، مَوَالِي النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

الشيخ:

 مولى؟

القارئ:

 عندي موالي.

الشيخ:

 مولى هذا أقرب.

القارئ:

 عَنْ أَبِيهِ، مَولي النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَقَالَ لِي: اصْحَبْنِي، فَقُلْتُ: لَا حَتَّى آتِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْأَلُهُ قَالَ: فَأَتَاهُ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: «إِنَّا لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ، وَإِنَّ مَوَالِيَ الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ».

الشيخ:

 يعني منهم، الموالي مثل الأسياد من أنفسهم.

تخريجه؟

القارئ:

أحسن الله إليك. قال: "صحيح، أخرجه الطيالسي وأحمد وأبو داوود والترمذي والنسائي والحاكم والبيهقي".

الشيخ:

 النسخة الثانية؟

الطالب:

قال الأعظمي: "إسناده صحيح".

القارئ:

 بَابُ صَلَاةِ الْإِمَامِ عَلَى الْمَأْخُوذِ مِنْهُ الصَّدَقَةُ إِتْبَاعًا لِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجِلَّ بِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ﴾ [التوبة: 103].

الشيخ:

المراد بالصلاة: الدعاء. يعني يُدعى له، فيدعى لمن دفع الزكاة، النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لما جاء بآل أبي أوفى بصدقة، قال: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى».

القارئ:

 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَيَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَنْبَأَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوَفِي يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَصَدَّقَ إِلَيْهِ أَهْلُ بَيْتٍ بِصَدَقَةٍ صَلَّى عَلَيْهِمْ فَتَصَدَّقَ أَبِي بِصَدَقَةٍ إِلَيْهِ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى».

الشيخ:

 معنى تصدق إليه: يعني دفع له الصدقة، آداها إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دعا له.

تخريجه؟

القارئ:

 قال: "أخرجه البخاري ومسلم".

الشيخ:

 أعد الحديث.

القارئ:

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَيَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَنْبَأَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوَفِي يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَصَدَّقَ إِلَيْهِ أَهْلُ بَيْتٍ بِصَدَقَةٍ صَلَّى عَلَيْهِمْ فَتَصَدَّقَ أَبِي بِصَدَقَةٍ إِلَيْهِ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى».

الشيخ:

 يعني دعا لهم، الصلاة في اللغة يعني الدعاء. فيشرع لمن دفع الزكاة أن يُدعى له، خلف الله لك، بارك الله لك، خلف الله عليك بالبركة، زادك الله، وما أشبه ذلك، امتثالًا لأمر الله تعالى، واقتداءً بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

جماع ماذا؟

القارئ:

"جُمَّاعُ أَبْوَابِ قَسْمِ الْمُصَّدِّقَاتِ، وَذِكْرِ أَهْلِ سُهْمَانِهَا"

الشيخ:

 بارك الله فيك. وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع بالعلم النافع والعمل الصالح، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهدُ أن لا إله إلَّا الله، أستغفرك وأتوب إليك.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد