شعار الموقع

شرح كتاب الزكاة من صحيح ابن خزيمة_30

00:00
00:00
تحميل
51

قال ابن خزيمة -رحمه الله تعالى - في (صحيحه):

"بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْعَامِلَ عَلَى الصَّدَقَةِ إِنْ عَمِلَ عَلَيْهَا مُتَطَوِّعًا بِالْعَمَلِ بِغَيْرِ إِرَادَةٍ وَنِيَّةٍ لِأَخْذِ عُمَالَةٍ عَلَى عَمَلِهِ فَأَعْطَاهُ الْإِمَامُ لِعُمَالَتِهِ رِزْقًا مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةِ وَلَا إِشْرَافٍ، فَجَائِزٌ لَهُ أَخْذُهُ"

الشيخ:

 رَزْقًا.

عُمَاَلة: يعني أُجرة على عمله.

قرأنا هذا الباب؟

أحد الطلاب:

الدليل الثاني. ما بعده؟

القارئ:

 أحسن الله إليك.

"بَابُ ذِكْرِ إِعْطَاءِ الْعَامِلِ عَلَى الصَّدَقَةِ عُمَالَةً مِنَ الصَّدَقَةِ وَإِنْ كَانَ غَنِيًّا"

الشيخ:

 اقرأه.

القارئ:

حَدَّثَنَا أَبُو زُهَيْرٍ عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ يَعْنِي ابْنَ يَحْيَى التُّجِيبِيُّ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ هِشَامٍ وَهُوَ ابْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ أَسْلَمَ، أَنَّهُ لَمَّا كَانَ عَامُ الرَّمَدَاتِ، وَأَجْدَبَتْ بِبِلَادٍ الْأَرْضُ، كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، إِلَى الْعَاصِ بْنِ الْعَاصِ لَعَمْرِي مَا تُبَالِي إِذَا سَمِنْتَ، وَمَنْ قِبَلَكَ أَنْ أَعْجَفَ أَنَا وَمَنْ قِبَلِي، وَيَا غَوْثَاهُ». فَكَتَبَ عَمْرٌو: "سَلَامٌ، أَمَّا بَعْدُ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ أَتَتْكَ عِيرٌ أَوَّلُهَا عِنْدَكَ، وَآخِرُهَا عِنْدِي، مَعَ أَنِّي أَرْجُو أَنْ أَجِدَ سَبِيلًا أَنْ أَحْمِلَ فِي الْبَحْرِ، فَلَمَّا قَدِمَتْ أَوَّلُ عِيرٍ دَعَا الزُّبَيْرَ، فَقَالَ: اخْرُجْ فِي أَوَّلِ هَذِهِ الْعِيرِ، فَاسْتَقْبِلْ بِهَا نَجْدًا، فَاحْمِلْ إِلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ قَدَرْتَ عَلَى أَنْ تُحَمِّلَهُمُ، وَإِلَى مَنْ لَمْ تَسْتَطِعْ حَمْلَهُ فَمُرْ لِكُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ بِبَعِيرٍ بِمَا عَلَيْهِ، وَمُرْهُمْ فَلْيَلْبَسُوا كِيَاسَ الَّذِينَ فِيهِمُ الْحِنْطَةُ، وَلْيَنْحَرُوا الْبَعِيرَ، فَلْيَجْمُلُوا شَحْمَهُ، وَلْيَقْدُوا لَحْمَهُ، وَلْيَأْخُذُوا جِلْدَهُ، ثُمَّ لِيَأْخُذُوا كَمِّيَّةً مِنْ قَدِيدٍ، وَكَمِّيَّةً مِنْ شَحْمٍ، وَحِفْنَةً مِنْ دَقِيقٍ، فَيَطْبُخُوا، فَيَأْكُلُوا حَتَّى يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ بِرِزْقٍ، فَأَبَى الزُّبَيْرُ أَنْ يَخْرُجَ، فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَا تَجِدُ مِثْلَهَا حَتَّى تَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا، ثُمَّ دَعَا آخَرَ أَظُنُّهُ طَلْحَةَ، فَأَبَى، ثُمَّ دَعَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ، فَخَرَجَ فِي ذَلِكَ فَلَمَّا رَجَعَ بَعَثَ إِلَيْهِ بِأَلْفِ دِينَارٍ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: إِنِّي لَمْ أَعْمَلْ لَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، إِنَّمَا عَمِلْتُ لِلَّهِ، وَلَسْتُ آخُذُ فِي ذَلِكَ شَيْئًا.

الشيخ:

 وهذا هو الشاهد أمره بالعِمالة فقال: أنا متطوع، عملت متطوعًا لا أريد أجرة.

القارئ:

 فَقَالَ عُمَرُ: قَدْ أَعْطَانَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي أَشْيَاءَ بَعَثَنَا لَهَا فَكَرِهْنَا، فَأَبَى ذَلِكَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاقْبَلْهَا أَيُّهَا الرَّجُلُ فَاسْتَعِنْ بِهَا عَلَى دُنْيَاكَ وَدِينِكَ فَقَبِلَهَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ.

الشيخ:

 الترجمة التي قبلها؟

القارئ:

"بَابُ إِعْطَاءِ الْعَامِلِ عَلَى الصَّدَقَةِ مِنْهَا رِزْقًا لِعَمَلِهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا﴾ [التوبة: 60] الْآيَةَ"

الشيخ:

 طيب أعد الترجمة.

القارئ:

"بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْعَامِلَ عَلَى الصَّدَقَةِ إِنْ عَمِلَ عَلَيْهَا مُتَطَوِّعًا بِالْعَمَلِ بِغَيْرِ إِرَادَةٍ وَنِيَّةٍ لِأَخْذِ عُمَالَةٍ عَلَى عَمَلِهِ فَأَعْطَاهُ الْإِمَامُ لِعُمَالَتِهِ رِزْقًا مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةِ وَلَا إِشْرَافٍ، فَجَائِزٌ لَهُ أَخْذُهُ"

الشيخ:

 نعم. يعني ولو كان متطوعًا، من هو المشرف ولا سائل يأخذه يستزيد به، يتصدق به، يأكل منه، يَتمون. (05:55).

اقرأ حدثنا من أوله.

القارئ:

 حَدَّثَنَا أَبُو زُهَيْرٍ عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ يَعْنِي ابْنَ يَحْيَى التُّجِيبِيُّ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ هِشَامٍ وَهُوَ ابْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ أَسْلَمَ، أَنَّهُ لَمَّا كَانَ عَامُ الرَّمَدَاتِ، وَأَجْدَبَتْ بِبِلَادٍ الْأَرْضُ، كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ....

الشيخ:

 وكان عمرو بن العاص أميرًا لمصر، واليًا لعمر بمصر.

لما ماذا؟

القارئ:

 أحسن الله إليكم.

أَنَّهُ لَمَّا كَانَ عَامُ الرَّمَدَاتِ...

الشيخ:

الرَّمَدَاتِ كذا؟ أم الرمادة.

القارئ:

 بالجمع أحسن الله إليك.

الشيخ:

 عليه تعليق.

القارئ:

 ذكر كانت هذه السَّنَة سنة جدبٍ وقحطت، وسُميت بهذا الاسم؛ لأن الناس لما أجدَّبوا صارت ألوانهم كلون الرماد. (النهاية).

الشيخ:

كالرماد من شدة الجدب، يقال عام الرماد، وعام الرَّمَدَاتِ.

ذكر عام كام؟

القارئ:

 كانت هذه السَّنَة سنة جدبٍ وقحطت. لم يذكر أحسن الله إليك.

الشيخ:

 سنة جدبٍ وقحط، قلت الأمطار، لما أجدَّبوا واستسقى بالعباس هو يدعو وهم يُأمنون، واستسقى كذلك معاوية في زمانه بيزيد الجُرشي وهو يدعو وهو يُأمِّن، هذا الاستسقاء بدعاء الحي الحاضر، أما الميت فلا. فالحي الحاضر يدعو وهم يُأمنون.

قال لمَّا كان؟

مناقشة:

عام الرَمادة عام سبعة عشر.

الشيخ:

قريب من سبعة عشر من الهجرة، وكذلك أيضًا في أيام معاوية أصابهم أيضًا عام يسمى عام الرمادة، عام سبعة عشر من الهجرة.

القارئ:

أَنَّهُ لَمَّا كَانَ عَامُ الرَّمَدَاتِ، وَأَجْدَبَتْ بِبِلَادٍ الْأَرْضُ، كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما....

الشيخ:

عمرو بن العاص هو والي من قِبل عمر -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- على مصر.

القارئ:

 «مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ....

الشيخ:

 عبد الله وصف كل مسلم هو عبد الله، عبد الله عمر، اسمه عمر، عبد الله هذا وصف عام.

القارئ:

  «مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْعَاصِ بْنِ الْعَاصِ لَعَمْرِي مَا تُبَالِي إِذَا سَمِنْتَ، وَمَنْ قِبَلَكَ أَنْ أَعْجَفَ.....

الشيخ:

 أَعْجَفَ: أصابه بالعجف، وهزلت البهائم من العَجف، لصقت بطونها بظهورها من العَجف، من شدة القحط، عدم وجود شيء في الأرض تأكله الدَّواب، فأجدَّبت الأرض، فعجفت البهائم، العجفاء: هي الدابة التي لا تجد شيئًا في الأرض تأكله فتلصق بطنها بظهرها من شدة الجدب.

عمر -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يكتب إلى عمرو بن العاص يقول له: "أنتم عندكم شيء؟ ونحن أجدبت الأرض وعجفت الدَّواب، وليس عندنا شيء، كأنه يطلب إليه أن يرسل إليه شيئا مما عندهم من الأكل؛ ولهذا قال: "لبيك لبيك" كما سبق.

القارئ:

لَعَمْرِي مَا تُبَالِي إِذَا سَمِنْتَ، وَمَنْ قِبَلَكَ أَنْ أَعْجَفَ أَنَا وَمَنْ قِبَلِي، وَيَا غَوْثَاهُ». فَكَتَبَ عَمْرٌو: "سَلَامٌ....

الشيخ:

 سلامٌ يعني عليكم السلام، يعني رد السلام، قال من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص، قال عمرو بن العاص كذا؟

الشيخ:

 العاص أحسن الله إليك.

القارئ:

 ثم قال: "أَمَّا بَعْدُ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ أَتَتْكَ عِيرٌ أَوَّلُهَا عِنْدَكَ، وَآخِرُهَا عِنْدِي،....

الشيخ:

 يعني يرسل له عير من هناك من مصر، أولها عندي وآخرها عندك، يعني تلبية لطلبه قال: "لبيك" يعني سأرسل لك ما عندي يخفف ما عندكم من القحط والجدب كأنهم هناك في مصر عندهم نوع من الرخاء بخلاف المدينة والحجاز (11:19) فإنها أصابهم الجدب والقحط.

القارئ:

  "أَمَّا بَعْدُ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ أَتَتْكَ عِيرٌ أَوَّلُهَا عِنْدَكَ، وَآخِرُهَا عِنْدِي،....

الشيخ:

 أَتَتْكَ: يعني ستأتيك، أخبر عنها بصفة الماضي لتحقق وقوعها. ﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوه﴾ [سورة النحل: 1] يعني ستأتيك قريبًا.

القارئ:

  "أَتَتْكَ عِيرٌ أَوَّلُهَا عِنْدَكَ، وَآخِرُهَا عِنْدِي،...."

الشيخ:

 متصلة يعني لبيان سرعة تلبية الطلب.

القارئ:

 مَعَ أَنِّي أَرْجُو أَنْ أَجِدَ سَبِيلًا أَنْ أَحْمِلَ فِي الْبَحْرِ.

الشيخ:

أن أحمل في البحر: تكون أسرع يعني من البَّر.

القارئ:

مَعَ أَنِّي أَرْجُو أَنْ أَجِدَ سَبِيلًا أَنْ أَحْمِلَ فِي الْبَحْرِ. فَلَمَّا قَدِمَتْ أَوَّلُ عِيرٍ دَعَا الزُّبَيْرَ..

الشيخ:

 فلما قدمت: وصلت إلى المدينة.

القارئ:

 فَقَالَ: اخْرُجْ فِي أَوَّلِ هَذِهِ الْعِيرِ، فَاسْتَقْبِلْ بِهَا نَجْدًا، فَاحْمِلْ إِلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ قَدَرْتَ عَلَى أَنْ تُحَمِّلَهُمُ، وَإِلَى مَنْ لَمْ تَسْتَطِعْ حَمْلَهُ فَمُرْ لِكُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ بِبَعِيرٍ بِمَا عَلَيْهِ، وَمُرْهُمْ فَلْيَلْبَسُوا كِيَاسَ الَّذِينَ فِيهِمُ الْحِنْطَةُ، وَلْيَنْحَرُوا الْبَعِيرَ، فَلْيَجْمُلُوا شَحْمَهُ، وَلْيَقْدُوا لَحْمَهُ، وَلْيَأْخُذُوا جِلْدَهُ، ثُمَّ لِيَأْخُذُوا كَمِّيَّةً مِنْ قَدِيدٍ، وَكَمِّيَّةً مِنْ شَحْمٍ، وَحِفْنَةً مِنْ دَقِيقٍ، فَيَطْبُخُوا، فَيَأْكُلُوا حَتَّى يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ بِرِزْقٍ.

الشيخ:

 هذا فيه ما أصابهم من الشِدة، يعني الكساء للحنطة يأخذونه يلبسونه، والبَعير يذبحونه ويُجملون شحمه، يذيبونه، حتى (14:23)، ويُقددون اللحم: يكون قديد، مجفف يأكلوا منه مُدَّة، حتى يأتيهم الله برزق، فيه بيان الشدة التي أصابتهم، حتى إنهم وصلوا إلى أنهم ينحرون البعير ويذيبون شحمه، ويقددوا لحمه يجعلونه قَديد مجفف، كان الناس هكذا قبل أن توجد ثلاجات، يجفف اللحم، يعني يجعل اللحم شرائح ويجعل فيه مِلح حتى لا يَخيس (15:08)،.

 وهذا كان يوجد بعض الحُجاج الوافدين من بعض البلدان في الحج، هكذا يُشَرِّحون اللحم، وينشرونه على الجبال ويأخذونه معهم كما تعودوا في بلادهم. هكذا كان الناس في الأضاحي وفي غيرها يُقددون اللحم، يجعلونه قديد يكون يابس، يُشَرِّحُونه، ويجعلون فيه المِلح حتى لا يخيس، يجففونه، ثم يجلس مُدة، يُقطعون منه ويَغسلونه بالماء الحار ويجعلونه مع الطعام، يكون لحم قديد، المُجفف، قبل أن توجد الثلاجات.

قد ينشرون اللحم في مكان، وقد يُشَرحونه ويجعلونه على حبل، ويجعلون الحبل المربوط في غرفة أو في أي مكان، ويجعلون اللحم شرائح يُعلقونه على حبل فيه المِلح، فإذا جف؛ صار اللحم قديد، يأخذون منه، يبقى مُدة، يُقطعون منه، ويجعلونه في الطعام في كل يوم يجعلون قطعة، كل يوم قطعة وهكذا، يبقى مُدة، هذا اللحم القديد، اللحم المجفف.

قال فإذا قدمت أول عير ماذا؟

القارئ:

قال: فَلَمَّا قَدِمَتْ أَوَّلُ عِيرٍ دَعَا الزُّبَيْرَ فَقَالَ: اخْرُجْ فِي أَوَّلِ هَذِهِ الْعِيرِ، فَاسْتَقْبِلْ بِهَا نَجْدًا، فَاحْمِلْ إِلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ قَدَرْتَ عَلَى أَنْ تُحَمِّلَهُمُ، وَإِلَى مَنْ لَمْ تَسْتَطِعْ حَمْلَهُ فَمُرْ لِكُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ بِبَعِيرٍ بِمَا عَلَيْهِ، وَمُرْهُمْ فَلْيَلْبَسُوا كِيَاسَ الَّذِينَ فِيهِمُ الْحِنْطَةُ.

الشيخ:

 كأنه أرسل له إبل عليها الحنطة ليأخذوا الحنطة يخرجوها، وكساؤها يلبسونها ما عندهم شيء، البعير يذبحونها ويذيبون الشحم يبيعونه، يكون شحم مُدك، يُقدمون به الطعام، ويأكلون من اللحم ويقددونه، ويقام (17:58) إذا أصابهم جوع وشدة وقحط.

القارئ:

 أحسن الله إليكم/

 وَلْيَنْحَرُوا الْبَعِيرَ، فَلْيَجْمُلُوا شَحْمَهُ، وَلْيَقْدُوا لَحْمَهُ، وليحتدوا جِلْدَه.

الشيخ:

 وليحتدوا؟

القارئ:

 نعم. أحسن الله إليك.

الشيخ:

هنا قال وليحتدوا جلده؟

القارئ:

 أحسن الله إليكم. في الأصل وليحدوا لجلده.

الطالب:

وَلْيَأْخُذُوا لجِلده.

الشيخ:

 وليأخذوا جلده ما بعده؟

القارئ:

 ثم قال: "والمثبت من المستدرك، واحتذى أي انتعل". فقط أحسن الله إليك.

الشيخ:

 انتهى. يعني يأخذوه يحتذوه يعني يجعلونه حذاء يُقطعونه، أو يأخذون جلده: يعني يستعمل الجلد في الأسقية، ويكون في استخراج الماء من البئر على طهور الإبل أو الدواب قبل أن تجر إلى المكائن، يجعلون من جلد البعير يكون قوي، ويجعلون منه الحذاء ومن غيره، يعني ينتفعوا بالجلد، وينتفعوا باللحم، وينتفعوا بالشحم يذيبونه، واللحم يأكلونه ويقددونه، والجلد يسلخونه ويجعلون منه الحذاء ومنه الأسقية.

ويسمى عند بعض العلماء: الغرب، الغرب الذي ينزلونه إلى الماء ويستخرجون به الماء على ظهور الدواب كالإبل وغيرها.

فكانت تكون على ظهرها الحبل متصلة بالب(20:07) ثم تسمى..... يمشي من مكان إلى مكان فإذا وصلت إلى قريب هنا نزل الجلد الذي يسمى (الغرب) متصلة بالحبال ينزل البئر ثم يمتلئ ثم تذهب (20:23) إلى الآخر فيخرج الماء ويُصب قرب القليب، وهكذا باستمرار ساعات، ثم الماء له سواقي يمشي، ويسقي النخيل وغيرها، ويكون هناك بِركة تجتمع فيها الماء، ويستخرج الماء عن طريق الدواب قبل أن تنزل إلى المكائن، وصُورت هذه وروي بعض صور لكيفية كان الناس يستخرجون الماء عن طريق بعض الإبل وغيرها من الدواب.

مناقشة:

السواقي؟

الشيخ:

 نعم. السواقي صُورت رأيناها كانت إلى عهدٍ قريب.

القارئ:

 أحسن الله إليكم.

ثُمَّ لِيَأْخُذُوا كَمِّيَّةً مِنْ قَدِيدٍ، وَكَمِّيَّةً مِنْ شَحْمٍ، وَحِفْنَةً مِنْ دَقِيقٍ، فَيَطْبُخُوا، فَيَأْكُلُوا حَتَّى يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ بِرِزْقٍ.

الشيخ:

 نعم. كانوا يريد الزبير أن يجعل عليها عامل أمر أنه يأخذوا حفنة من الشحم وحفنة من القديد وحفنة من الدقيق، الحنطة التي جاءت، الحنطة يطحنونها ويخبزون منها، واللحم يقددونه ويأكلون منه، والشحم، فإذا أرادوا الطبخ هكذا: حفنة من الحنطة، وقطعة من اللحم، وقطعة من الشحم، حتى يأتيهم الله بالرزق، يعني هذا شيء مُعجل يبدؤون به حتى يزول ما بهم من الشدة، حتى يأتيهم الله برزق من عنده.

كَمِّيَّةً مِنْ قَدِيدٍ: اللحم المجفف.

وَكَمِّيَّةً مِنْ شَحْمٍ: الشحم الذي أذابوه، الشحم يذيبونه ويجعلونه بمثابة السمن أو الودق يُجعل في الطعام.

الدقيق: هو دقيق الحنطة، الحنطة يطحنوها فتكون دقيقًا، ثم يأخذوا شيء من الشحم وشيء من اللحم القديد ويطبخوه يكون هذا طعام.

القارئ:

ثُمَّ لِيَأْخُذُوا كَمِّيَّةً مِنْ قَدِيدٍ، وَكَمِّيَّةً مِنْ شَحْمٍ، وَحِفْنَةً مِنْ دَقِيقٍ، فَيَطْبُخُوا، فَيَأْكُلُوا حَتَّى يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ بِرِزْقٍ.

فَأَبَى الزُّبَيْرُ أَنْ يَخْرُجَ، فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَا تَجِدُ مِثْلَهَا حَتَّى تَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا، ثُمَّ دَعَا آخَرَ أَظُنُّهُ طَلْحَةَ، فَأَبَى، ثُمَّ دَعَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ، فَخَرَجَ فِي ذَلِكَ فَلَمَّا رَجَعَ بَعَثَ إِلَيْهِ بِأَلْفِ دِينَارٍ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: إِنِّي لَمْ أَعْمَلْ لَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، إِنَّمَا عَمِلْتُ لِلَّهِ، وَلَسْتُ آخُذُ فِي ذَلِكَ شَيْئًا.

فَقَالَ عُمَرُ: قَدْ أَعْطَانَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي أَشْيَاءَ بَعَثَنَا لَهَا فَكَرِهْنَا، فَأَبَى ذَلِكَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاقْبَلْهَا أَيُّهَا الرَّجُلُ فَاسْتَعِنْ بِهَا عَلَى دُنْيَاكَ وَدِينِكَ فَقَبِلَهَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ.

الشيخ:

 تخريجه؟

القارئ:

 أحسن الله إليكم.

قال: "صحيح، وقد توبع عبد المجيد بن إبراهيم المصري، أخرجه الحاكم" فقط أحسن الله إليك.

الشيخ:

 هذا الفحل؟

ماذا يقول؟

القارئ:

قال: "صحيح، وقد توبع عبد المجيد بن إبراهيم المصري، أخرجه الحاكم" فقط أحسن الله إليك.

الشيخ:

 يعني كان الزبير ما قبل -هذه وظيفة- كان ما يريد أن يكون عامل على الصدقة، وكذلك الآخر؛ لأنها عَمالة على الصدقة، قال تعالى: ﴿وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا﴾ [التوبة:60]، الذين يعملون في الصدقات، فكأن الزبير ما يريد العمل، وكذا كان الآخر ما يريد العمل، ثم عرض على أبو عبيدة فقبِل.

تكلم عليه؟

القارئ:

 لم يتكلم أحسن الله إليك.

مناقشة:

(25:42)

قال: "إسناده حسن إن ثبتت عدالة عبد المجيد فإني إلى الآن لم أجد له ترجمة"

الشيخ:

 الزبير معروف، قال عرضها على الزبير ثم عرضها على طلحة عندك؟

القارئ:

 نعم أحسن الله إليك.

الزبير وطلحة وأبو عبيدة.

الشيخ:

 قال ماذا؟

القارئ:

 فَأَبَى الزُّبَيْرُ أَنْ يَخْرُجَ، فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَا تَجِدُ مِثْلَهَا حَتَّى تَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا، ثُمَّ دَعَا آخَرَ أَظُنُّهُ طَلْحَةَ، فَأَبَى، ثُمَّ دَعَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ، فَخَرَجَ فِي ذَلِكَ.

الشيخ:

 خرج متطوعًا، يعني كأن الزبير يقول لا أريد العمالة، ما أريد الوظيفة، وكذلك طلحة، وكذلك آخر، ثم خرج أبو عُبيدة متطوعًا، لا أريد الأُجرة، فأعطاه عمر، فقال: أنا متطوع لا أريد"، قال: "خذها ما جعل لك من هذا المال وأنت لم تطلب شيء فخذه، وذكر عمر -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أنه كان عامل على عهد النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأنه قال له مثل ما قال أبو عبيدة، قال: "ما جاءك من هذا المال خذه".

فكأن الزبير وطلحة ورجلٌ آخر ليس لهم رغبة في العمل، هذه كوظيفة يعني ﴿وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا﴾ [التوبة:60] العامل على الصدقة: جُبَاتُها وحُفَّاظُها وكُتَّابُها، يُعطون من الزكاة على قدر عَمالتهم، وأبو عُبيدة قَبل متطوع لا يريد مرتب ولا يريد أُجرة، ولهذا لمَّا أراد عمر أن يعطيه أُجرة قال له: "أنا متطوع ما أريد أُجرة" متطوع لله، فقال له عمر: "خذ ما جاءك من هذا المال وأنت (27:39) فخذه، فأخذه".

لكن في صحة عبد المجيد هذا تكلم عليه؟

في التقريب تكلم عليه؟

القارئ:

عندي ما تكلم؟

ليس عندي أحسن الله إليكم.

الطالب:

بعد الحديث الذي بعده، الباب الذي يليه.

الشيخ:

 نعم.

القارئ:

"بَابُ ذِكْرِ إِعْطَاءِ الْعَامِلِ عَلَى الصَّدَقَةِ عُمَالَةً مِنَ الصَّدَقَةِ وَإِنْ كَانَ غَنِيًّا"

الشيخ:

 على قدر عِمالته، يعمل في الصدقات يعني الزكاة جمعها وهم كُتابُها وجُباتُها وحُسابها كلهم هؤلاء يُعطون من العَمالة على قدر عملهم ولو كان غنيًا، الفقير يُعطى لفقره، والمسكين يعطى لمسكنته، والعامل يُعطى على قدر عمالته، أجرة ولو كان غنيًا.

ولهذا لما تطوع أبو عبيدة قال له عمر: "خذه وتمون" وأخبر عمر -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أنه قال ذلك للنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقال له مثل ما قال له.

باب ماذا؟

القارئ:

"بَابُ ذِكْرِ إِعْطَاءِ الْعَامِلِ عَلَى الصَّدَقَةِ عُمَالَةً مِنَ الصَّدَقَةِ وَإِنْ كَانَ غَنِيًّا"

 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرِ بْنِ رِبْعِيٍّ الْقَيْسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عِمْرَانَ هُوَ الْبَارِقِيُّ، عَنْ عَطِيَّةَ، مَعَ بَرَاءَتِي مِنْ عُهْدَتِهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ إِلَّا لِخَمْسَةٍ: الْعَامِلِ عَلَيْهَا، أَوْ غَارِمٍ، أَوْ مُشْتَرِيهَا، أَوْ عَامِلٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ جَارٍ فَقِيرٍ يَتَصَدَّقُ عَلَيْهِ، أَوْ أَهْدَى لَهُ».

قال أبو بكر: "في القلبِ من عطية بن سعد العوفي إلَّا أن هذا الخبر قد رواه زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد قد خَرجته في موضعٍ آخر".

الشيخ:

 عطية بن سعيد العوفي فيه ضعف.

ماذا قال عليه؟

القارئ:

 التخريج: "قال صحيح من غير هذا الطريق، أخرجه الطيالسي وأحمد وعبدُ بن حُميد وأبو داوود وأبو يعلى والطحاوي في شرح المعاني، والبيهقي".

ثم قال المُحَشِّي: "كلام أبي بكر جاء في الأصل قبل حديث عطية العوفي ومن غير المعقول أن يُعلق على رجل في إسناد حديث لم يذكر بابه على الأقل بدليل أن الحديث الذي قبله ليس فيه ذكر عطية العوفي، وكذلك طريقة ابن خزيمة أن يُعلق على الأحاديث بعد أن يسردها؛ لذا جعلته بعد ذكر حديث عطية وهو أقرب للصواب، والله أعلم".

الشيخ:

 النسخة الثانية؟

نعم. صار التعليق على الثاني....

بعده؟

القارئ:

"بَابُ فَرْضِ الْإِمَامِ لِلْعَامِلِ عَلَى الصَّدَقَةِ رِزْقًا مَعْلُومًا"

الشيخ:

 يحتاج لإعادة الباب السابق إن شاء الله.

وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع بالعلم النافع والعمل الصالح، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهدُ أن لا إله إلَّا الله، أستغفرك وأتوب إليك.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد