شعار الموقع

شرح كتاب الزكاة من صحيح ابن خزيمة_36

00:00
00:00
تحميل
81

 قال الإمام/ ابن خزيمة -رحمه الله تعالى- في (صحيحه):

"بَابُ فَضْلِ الصَّدَقَةِ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الْكَاشِحِ"

أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الصابوني قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو الطاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحق بن خزيمة، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن إسحق خزيمة، قال: أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومِ بِنْتِ عُقْبَةَ - قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَتْ قَدْ صَلَّتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَتَيْنِ - قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الْكَاشِحِ».

الشيخ:

 كان السند الآن تلاميذ المؤلف محمد بن إسحاق بن خزيمة.

والكاشح: يعني المُعادي، إذا كان من الرحم وهو مُعادي، وتصدق عليه، الصدقة هذه تكون سبب في إزالة ما في نفسه من العداوة، يعني يتعاهد عليه بالصدقة مرة بعد مرة فالصدقة تُزيل ما في نفسه من العداوة، وكذلك غير القريب كذلك العدو إذا أحسنت إليه بالكلام والمال؛ انقلبت عداوته صداقة كما قال الله تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت:34].

وتتأكد أيضًا على ذي الرحم؛ لأن هذه الصدقة تزيل ما في نفسه مما يجده من النُفرة على قريبه، والبُعد.

تخريجه؟

القارئ:

 قال: "صحيح، أخرجه الحُميدي".

الشيخ:

 الفحل؟

القارئ:

 نعم. أحسن الله إليك.

الشيخ:

 النسخة الثانية؟

الطالب:

إسناده صحيح.

الشيخ:

 إذًا تكون الصدقة لها مَزية على ذي الرحم الكاشح؛ لأنها تزيل ما في نفسه من العداوة، مخالفة لأهواء النفس، النفس تميل إلى أنه ما عاداك تُعاديه.

س: لو غير مستحق؟

ج/ تكون هدية، وصدقة تطوع، وقد تكون من الصلة، وصدقة النافلة، غير صدقة الفريضة.

القارئ:

"بَابُ ذِكْرِ تَحْرِيمِ الصَّدَقَةِ عَلَى الْأَصِحَّاءِ الْأَقْوِيَاءِ عَلَى الْكَسْبِ، وَالْأَغْنِيَاءِ بِكَسْبِهِمْ عَنِ الصَّدَقَاتِ، وَإِنْ لَمْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ بِمَالٍ يَمْلِكُونَهُ، بِذِكْرِ خَبَرٍ مُجْمَلٍ غَيْرِ مُفَسَّرٍ".

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ: «لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَلَا ذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ»

الشيخ:

 لأن الصحيح القوي ولو لم يكن له مال لا يُعطى من الزكاة، قصة الرجلين الجلدين الذين جاءا إلى النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يسألا عن الصدقة، فرآها جلدين -يعني نشيطين- قال: «إن شئتما أعطيتكما ولا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب» إذا كان الإنسان له مال يكفيه ما يُعطى ولو كان يتيم، ولو كان عاجز، ولو كان ما يستطيع الكسب، هذا غني بماله، وإذ لم يكن له مال ولكنه قوي يستطيع الكسب ويجد عمل يعمل كذلك لا يُعطى، يؤمر بالعمل، «لا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب».

القارئ:

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ: «لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَلَا ذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ»

الشيخ:

 مِرة: يعني قوة يستطيع الكسب.

ماذا قال عليه؟

القارئ:

 قال: "صحيح، أخرجه ابن أبي شيبة والحاكم".

الشيخ:

 «لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ»: مطلقًا سواء كان يتيمًا أو غير يتيم ما دام عنده ما يكفيه، فلا يطلب.

«وَلَا ذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ»: هذا قوي مكتسب.

الطالب:

أحسن الله إليك. هنا ذكر: "الكاشح كأنه (06:19) قال النبي القاطع المُعرض، كأنه يصرف عنك كشحه بإعراضه، وفي النهاية: هو العدو الذي يضمر عداوته ويطوي عليها كشحه أي باطنه، والكشح: هو الخَصر".

الشيخ:

 بالراء.

الطالب:

 نعم.

الشيخ:

 يُبدي كشحه، يعني أو يعرض بكشحه عن الإنسان، بينه وبينه خلاف أو نزاع أو شقاق، فالصدقة تزيل ما في نفسه، ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت:34].

حتى البعيد، الإحسان إليه والصدقة إليه تجعله صديقًا.

وكذلك المعاملة الحسنة والإحسان إلى العدو يجعله صديقًا.

شيخ الإسلام ابن تَيْمِيَّةَ -رَحِمهُ اللهُ – أجيب له معاملة مع أجيبه، يقول: "بعضهم هناك رجل يؤذي شيخ الإسلام معاديًا له، معاداة شديدة، فمات، قال: فجئت فبشَّرته، فغضب علي وانتهرني واسترجع وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، وذهب إلى أهله وعزاهم وقال: "أنا مكانه، أي شيء تحتاجونه أنا أقوم به". من يستطيع أن يفعل هذا؟!

س: الحيوانات نحسن إليها (08:10).

ج/ الإحسان إليها، نعم تستأنس بدل ما كانت مفترسة، الإحسان يجب على الإنسان.

يقول الشاعر:

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
 

***

فطالما استعبد الإنسان إحسان
 

 

 

القارئ:

"بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا أَرَادَ بِهَذِهِ الصَّدَقَةِ - الَّتِي أَعْلَمَ أَنَّهَا لَا تَحِلُّ لِلْغَنِيِّ وَلَا لِلسَّوِيِّ - صَدَقَةَ الْفَرِيضَةِ دُونَ صَدَقَةِ التَّطَوُّعِ"

الشيخ:

«لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَلَا ذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ».

يعني صدقة الفريضة، أما النافلة أمرها واسع، النافلة تعطى للغني والفقير، وتكون صَلة، وتعطى للعدو والصديق، وتعطى للمؤمن والكافر أيضًا، صدقة النافلة، إنما هنا صدقة الفريضة التي يُمنع منها الغني، الزكاة.

القارئ:

 قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ بَيَّنْتُ هَذَا فِي عَقِبِ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ».

الشيخ:

 يعني صدقة الفريضة.

القارئ:

"بَابُ الرُّخْصَةِ فِي إِعْطَاءِ الْإِمَامِ مِنَ الصَّدَقَةِ مَنْ يَذْكُرُ حَاجَةً وَفَاقَةً لَا يَعْلَمُ الْإِمَامُ مِنْهُ خلَافَهُ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ عَنْ حَالِهِ، أَهُوَ فَقِيرٌ مُحْتَاجٌ أُمْ لَا؟

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «خَبَرُ سَلَمَةَ بْنِ صَخْرٍ فِي ذِكْرِهِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُمْ يَأْتُونَ وَحْشًا لَيْسَ لَهُمْ عَشَاءٌ، وَبِعْثَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهُ إِلَى صَاحِبِ صَدَقَةِ بَنِي زُرَيْقٍ لِيَقْبِضَ صَدَقَتَهُمْ، وَلَيْسَ فِي الْخَبَرِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَ غَيْرَهُ، وَفِي الْخَبَرِ أَيْضًا دِلَالَةٌ عَلَى إِبَاحَةِ دَفْعِ صَدَقَةِ قَبِيلَةٍ إِلَى وَاحِدٍ، لَا أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى الْإِمَامِ تَفْرِقَةُ صَدَقَةِ كُلِّ امْرِئٍ، وَصَدَقَةِ كُلِّ يَوْمٍ عَلَى جَمِيعِ الْأَصْنَافِ الْمَوْجُودِينَ مِنْ أَهْلِ سُهْمَانِ الصَّدَقَةِ، إِذِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَمَرَ سَلَمَةَ بْنَ صَخْرٍ بِقَبْضِ صَدَقَاتِ بَنِي زُرَيْقٍ مِنْ مُصَدِّقِهِمْ».

الشيخ:

سلمة بن صخر لما ذهب إلى قومه وقال: "اذهبوا معي إلى النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لما حصل ما حصل رفضوا وامتنعوا وجاء إلى النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأخبره وقال: امض في حكم الله، قال إن ما عنده شيء يدفع، قال: اذهب إلى قومك يعطونك صدقتهم، فذهب إليهم فقال وجدت عنده السعة والسهولة، ووجدت عندكم الضيق والحرج، أمرني بأن تدفعوا لي صدقة، الشاهد: إنه ما سأله، ولا سأل عنه هل هو محتاج؟

استدل به المؤلف.

أعد.

القارئ:

 "بَابُ الرُّخْصَةِ فِي إِعْطَاءِ الْإِمَامِ مِنَ الصَّدَقَةِ مَنْ يَذْكُرُ حَاجَةً وَفَاقَةً لَا يَعْلَمُ الْإِمَامُ مِنْهُ خلَافَهُ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ عَنْ حَالِهِ، أَهُوَ فَقِيرٌ مُحْتَاجٌ أُمْ لَا؟

الشيخ:

 المراد بالصدقة هنا الزكاة.

القارئ:

 قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «خَبَرُ سَلَمَةَ بْنِ صَخْرٍ فِي ذِكْرِهِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُمْ يَأْتُونَ وَحْشًا لَيْسَ لَهُمْ عَشَاءٌ، وَبِعْثَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهُ إِلَى صَاحِبِ صَدَقَةِ بَنِي زُرَيْقٍ لِيَقْبِضَ صَدَقَتَهُمْ، وَلَيْسَ فِي الْخَبَرِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَأَلَ غَيْرَهُ، وَفِي الْخَبَرِ أَيْضًا دِلَالَةٌ عَلَى إِبَاحَةِ دَفْعِ صَدَقَةِ قَبِيلَةٍ إِلَى وَاحِدٍ، لَا أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى الْإِمَامِ تَفْرِقَةُ صَدَقَةِ كُلِّ امْرِئٍ، وَصَدَقَةِ كُلِّ يَوْمٍ عَلَى جَمِيعِ الْأَصْنَافِ الْمَوْجُودِينَ مِنْ أَهْلِ سُهْمَانِ الصَّدَقَةِ.

الشيخ:

 الأصناف التي تدفع للزكاة ثمانية:

الفقراء، المساكين، العاملين عليها، والمؤلفة قلوبهم، وفي الرِقاب، والغارمين، وفي سبيل الله، وقد يظن بعض الناس أنه يجب تفريق الزكاة على الثمانية كلهم إذا كان عندك ألف ريال توزعها، تعطي للفقير، والمسكين، وتعطي العامل، والمؤلفة، وتعطي ابن السبيل، لا ما يجب هذا، إذا دفعها إلى واحد كفى، إذا دفعها إلى واحد أو إلى اثنين، إذا دفع زكاة القبيلة إلى واحد محتاج؛ يكفي.

س: (13:20) أدرس......

ج/ لا بد من التحري، لكن هنا المؤلف قَيِّده، قال: "إذا جاء وسأل الإمام ولم يتحرى"، هذا هو الظاهر، يعني صلوات الرسول، والرسول هو الإمام، ولا سأل عنه.

القارئ:

لَا أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى الْإِمَامِ تَفْرِقَةُ صَدَقَةِ كُلِّ امْرِئٍ، وَصَدَقَةِ كُلِّ يَوْمٍ عَلَى جَمِيعِ الْأَصْنَافِ الْمَوْجُودِينَ مِنْ أَهْلِ سُهْمَانِ الصَّدَقَةِ. إِذِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَمَرَ سَلَمَةَ بْنَ صَخْرٍ بِقَبْضِ صَدَقَاتِ بَنِي زُرَيْقٍ مِنْ مُصَدِّقِهِمْ.

"بَابُ اسْتِحْبَابِ الِاسْتِعْفَافِ عَنْ أَكْلِ الصَّدَقَةِ لِمَنْ يَجِدُ عَنْهَا إِعْفَاءً بِمَعْنًى مِنَ الْمَعَانِي....

الشيخ:

 إذا استعف وهو مستحق، لكن استعف وصبر أو جاهد نفسه على العمل حتى يستغني؛ فهو أفضل؛ لأنها أوساخ الناس؛ ولهذا حرمها الله على محمد وآل محمد.

باب...

القارئ:

"بَابُ اسْتِحْبَابِ الِاسْتِعْفَافِ عَنْ أَكْلِ الصَّدَقَةِ لِمَنْ يَجِدُ عَنْهَا إِعْفَاءً بِمَعْنًى مِنَ الْمَعَانِي وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِهَا.....

الشيخ:

 هذا من باب الاستحباب، لكن يجوز أن يأخذ منها؛ لأنه من أهلها.

س: يجوز له أن يسأل؟

الشيخ:

 ما عندك؟

القارئ:

 عندي غَناءً وفي طبعة غِناء.

الشيخ:

 غَناءً هذه لها معنى وهذه لها معنى متقارب.

غَناءً: يعني لمن يجد مخرجًا.

بابُ.....

القارئ:

"بَابُ اسْتِحْبَابِ الِاسْتِعْفَافِ عَنْ أَكْلِ الصَّدَقَةِ لِمَنْ يَجِدُ عَنْهَا إِعْفَاءً بِمَعْنًى مِنَ الْمَعَانِي، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِهَا إِذْ هِيَ غُسَالَةُ ذُنُوبِ النَّاسِ"

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قُلْتُ لِلْعَبَّاسِ: سَلِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَسْتَعْمِلُكَ عَلَى الصَّدَقَةِ قَالَ: «مَا كُنْتُ لِأَسْتَعْمِلُكَ عَلَى غُسَالَةِ ذُنُوبِ النَّاسِ».

مناقشة: (16:26)

الشيخ:

 لكن هذا الأصل أنه كلام الرسول، ظاهره هو الذي قال: «مَا كُنْتُ لِأَسْتَعْمِلُكَ» الذي يستعمل هو الرسول، العباس هو عم الرسول، كان في حذف وتقدير فجاء للنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال له: «مَا كُنْتُ لِأَسْتَعْمِلُكَ عَلَى غُسَالَةِ ذُنُوبِ النَّاسِ».

مناقشة:

يقول ضعيف.

الشيخ:

 لكن

ماذا قال عليه؟

القارئ:

 قال: "إسناده ضعيف؛ لجهالة عبد الله بن أبي رزين، فقد تفرد بالرواية عنه موسى بن أبي عائشة، أخرجه البزَّار والطحاوي والحاكم".

وقال الأباني: "قلتُ إسناده ضعيف؛ لجهالة عبد الله وهو ابن أبي رزين".

قال الذهبي: "لا يُدرى من هو".

وقوله: قلت للعباس: "سل النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يستعملك على الصدقة منكر؛ لأن مسلمًا روى بإسناده الصحيح عن علي أنه قال للعباس وغيره: «لا تفعلا فوالله ما هو بفاعل».

الشيخ:

 عكس هذا قول العباس، لا يصحُّ هذا يعني لأن النبي قال: «هي غُسَالَةُ الناس» يعني ما يثبت أنه قال إن الزكاة غُسَالَةُ.

لكن ثبت أن النبي قال: «لا تُصدقوا لمحمد ولا آل محمد إنما هي أوساخ الناس».

القارئ:

"بَابُ كَرَاهَةِ الْمَسْأَلَةِ مِنَ الصَّدَقَةِ إِذَا كَانَ سَائِلُهَا وَاجِدًا غَدَاءً أَوْ عَشَاءً يُشْبِعُهُ يَوْمًا وَلَيْلَةً وَإِنْ كَانَ أَخْذُهُ لِلصَّدَقَةِ - مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ – جَائِزًا"

الشيخ:

 يعني هو لا يسأل الزكاة، لكن إذا أُعطي وهو مُستحق؛ يأخذ، لكن لا يسأل الناس إذا كان عنده عشاء أو غداء إلَّا إذا اضطر وصار ما عنده غداء أو عشاء يسأل، لكن إذا كان عنده غداء أو عشاء ولكن ما يكفيه لمدة سنة؛ هذا من أهل الزكاة، يُعطى ما يكفيه لمدة سنة: نفقة وكسوة وتسديد إيجار، يجب على أصحاب الأموال يبحثوا عنه ويعطوه، فإذا أعطوه أخذ الزكاة، لكن هو ما يسأل، ما يقول أعطوني إلَّا في حالة الاضطرار أو أنه ما يكون عنده غداء أو عشاء فليسأل.

أعد.

القارئ:

 "بَابُ كَرَاهَةِ الْمَسْأَلَةِ مِنَ الصَّدَقَةِ إِذَا كَانَ سَائِلُهَا وَاجِدًا غَدَاءً أَوْ عَشَاءً يُشْبِعُهُ يَوْمًا وَلَيْلَةً، وَإِنْ كَانَ أَخْذُهُ لِلصَّدَقَةِ - مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ – جَائِزًا"

الشيخ:

 نعم. يأخذ الزكاة من غير مسألة، أما السؤال فلا يسأل إلَّا عند الضرورة.

القارئ:

 حدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا مِسْكِينٌ الْحَذَّاءُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّلُوِلِيِّ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَأَلَ مَسْأَلَةً، وَهُوَ يَجِدُ عَنْهَا غَنَاءً فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنَ النَّارِ» ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْغَنَاءُ الَّذِي لَا يَنْبَغِي مَعَهُ الْمَسْأَلَةُ قَالَ: «أَنْ يَكُونَ لَهُ شِبَعُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَوْ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ. وقَالَ أَبُو بَكْرٍ: «وَلِلْسُؤَالِ أَبْوَابٌ كَثِيرَةٌ خَرَّجْتُهَا فِي كِتَابِ الْجَامِعِ».

الشيخ:

تخريجه؟

القارئ:

 قال: "صحيح، أخرجه أحمد وأبو داود والطحاوي وابن حِبَّان والطبراني والبيهقي".

الشيخ:

 نعم.

القارئ:

"جُمَّاعُ أَبْوَابِ صَدَقَةِ الْفِطْرِ فِي رَمَضَانَ"

الشيخ:

 أعد.

القارئ:

"بَابُ كَرَاهَةِ الْمَسْأَلَةِ مِنَ الصَّدَقَةِ إِذَا كَانَ سَائِلُهَا وَاجِدًا غَدَاءً أَوْ عَشَاءً يُشْبِعُهُ يَوْمًا وَلَيْلَةً، وَإِنْ كَانَ أَخْذُهُ لِلصَّدَقَةِ - مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ – جَائِزًا"

حدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا مِسْكِينٌ الْحَذَّاءُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّلُوِلِيِّ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَأَلَ مَسْأَلَةً، وَهُوَ يَجِدُ عَنْهَا غَنَاءً فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنَ النَّارِ» ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْغَنَاءُ الَّذِي لَا يَنْبَغِي مَعَهُ الْمَسْأَلَةُ قَالَ: «أَنْ يَكُونَ لَهُ شِبَعُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَوْ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ. وقَالَ أَبُو بَكْرٍ: «وَلِلْسُؤَالِ أَبْوَابٌ كَثِيرَةٌ خَرَّجْتُهَا فِي كِتَابِ الْجَامِعِ».

"جُمَّاعُ أَبْوَابِ صَدَقَةِ الْفِطْرِ فِي رَمَضَانَ"

الشيخ:

 بارك الله فيك. وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع بالعلم النافع والعمل الصالح، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهدُ أن لا إله إلَّا الله، أستغفرك وأتوب إليك.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد