شعار الموقع

شرح كتاب الزكاة من صحيح ابن خزيمة_41

00:00
00:00
تحميل
47

يقول الإمام/ ابن خزيمة رحمه الله تعالى:

"جُمَّاعُ أَبْوَابِ صَدَقَةِ التَّطَوُّعِ"

"بَابُ فَضْلِ الصَّدَقَةِ وَقَبْضِ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ إِيَّاهَا لِيُرَبِّيَهَا لِصَاحِبِهَا وَالْبَيَانِ أَنَّهُ لَا يَقْبَلُ إِلَّا الطَّيِّبَ"

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، وَعُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي الْحُبَابِ هُوَ سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَتَصَدَّقُ بِصَدَقَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ إِلَّا اللَّهُ يَأْخُذُهَا بِيَمِينِهِ، فَيُرَبِّيهَا لَهُ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ، فَلُوَّهُ أَوْ قَالَ فَصِيلَهُ، حَتَّى تَبْلُغَ التَّمْرَةُ مِثْلَ أُحُد»، وَقَالَ عُتْبَةُ: فَلُوَّهُ قَلُوصَهُ وَلَمْ أَضْبَطْ عَنْ عُتْبَةَ «مِثْلَ أُحُدٍ»

الشيخ:

 ولا يقبل الله إلَّا الطيب.

ما في واو؟

القارئ:

يمكن نسخة آخر.

الشيخ:

 فَلُوَّهُ، فِلِوَهُ أو فِلْوَهُ، الفصيل أو الولد الفرس...

ماذا قال عليه؟

القارئ:

 قال: "صحيح، أخرجه الشافعي في (المُسند) بتحقيق، والحميدي، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وابن ماجه، والترمذي، والنسائي".

الشيخ:

 نعم. الحديث أصله في الصحيحين، «لا يتصدق العبد بكسبٍ طيب» فيه تقييد أنه يكون كسبٌ طيب، أما الكسب الخبيث فلا يقبل الله الخبيث. «لا يتصدق العبد بكسبٍ طيب» كسبه من حلال، أما الكسب الحرام فلا يقبله الله.

«لا يَتَصَدَّقُ العَبد مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ فيَأْخُذُه اللهُ بِيَمِينِهِ»: فيه إثبات اليمين لله عز وجل، إثبات اليد لله.

«فَيُرَبِّيهَا لِأَحَدُكُمْ، كما يُربي أحدكم فُلُوَّه أو فَلُوَّه أو فِلْوه».

ضبطها عندك؟

القارئ:

 ما ضبطها.

في كلام للحافظ عنها، قال الحافظ بن حجر -رَحِمهُ اللهُ تَعالى-: "فَلُوّه بفتح الفاء وضم اللام وتشديد الواو: وهو المُهر؛ لأنه يَفلي أن يفطم، وقيل: هو كل فطيم من ذات حافر، والجمع أفلاء كعدو وأعداء، وقال أبو زيد: إذا فُتحت الفاء شُددت الواو، وإذا كسرتها سكنت اللام.

الشيخ:

 يعني فَلَوّه، أو فِلْوه.

فَلُوه: المهر وهو ولد الفرس، وفي لفظ الفصيل، البقر فيها دليل على مضاعفة الصدقة وأن الله تعالى يضاعفها حتى تكون مثل الجبل في لفظ آخر حتى تكون مثل أُحد، وفيه فضل الصدقة وأن الله يُربيها يعني ينمي ثوابها حتى تكون مثل الجبل، لكن بشرط أن تكون من كسب طيب، أما الكسب الخبيث فلا يقبله الله، نسأل الله السلامة والعافية.

وفيه إثبات اليد لله تعالى وإثبات لليمين كما يليق بجلال الله وعظمته.

القارئ:

قال أبو زيد: "وضرب به المثل لأنه يزيد زيادة بيِّنة، ولأن الصدقة نتاج العمل وأحوج ما يكون النتاج إلى التربية إذا كان فطيمًا فإذا أحسن العناية به انتهى إلى حد الكمال، وكذلك عمل ابن آدم لا سيما الصدقة فإن العبد إذا تصدق من كسب طيب لا يزال نظر الله إليه يكسبها نعت الكمال حتى تنتهى بالتضعيف إلى نِصَّاب تقع المناسبة بينه وبين ما قدم نسبة ما بين التمرة إلى الجبل".

وقال هنا الفصيل: ولد الناقة إذا فصل من إرضاع من أمه.

الشيخ:

 يعني الله تعالى يُربي وينمي الثواب والأجر لهذا المتصدق التمرة تكون مثل الجبل بشرط أن تكون من كسب طيب، يربيها كما يربي ولد الفرس أو الفصيل أو ولد الناقة يربيها حتى ينتهي (07:29)، فكذلك الكسب القليل يربيه الله حتى يكون عظيمًا كبيرًا، فيكون أجره مثل أجر من تصدق بجبل، هذا فضلٌ عظيم، تصدق بتمرة فيكون أجره مثل من تصدق بجبل، وهذا بشرط أن يكون من كسبٍ طيب، أما الخبيث فلا يقبله الله.

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ [البقرة: 267].

بعض الناس يأخذون الرديء يتصدق به وإن أعطيه ما أخذه إلَّا على وجه المجاملة والإغماض، فلا تتصدق بشيء لا تقبله أنت.

القارئ:

 أحسن الله إليك.

قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي رَافِعٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا تَصَدَّقَ مِنْ طَيِّبٍ تَقَبَّلَهَا اللَّهُ مِنْهُ، وَأَخَذَهَا بِيَمِينِهِ، فَرَبَّاهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ مُهْرَهُ أَوْ فَصِيلَهُ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَصَدَّقُ بِاللُّقْمَةِ، فَتَرْبُو فِي يَدِ اللَّهِ أَوْ قَالَ: فِي كَفِّ اللَّهِ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ فَتَصَدَّقُوا».

الشيخ:

 تربوا: تزيد.

تخريجه في نفس الحديث السابق.

القارئ:

 قال: "صحيح أخرجه أحمد والحاكم وسيأتي عند الحديث الذي بعده".

 حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ح وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، ح وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقُطَعِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ جَعْفَرٌ: قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَقَالَ الْقُطَعِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّازِقِ، زَادَ جَعْفَرٌ فِي حَدِيثِهِ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ ﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ﴾ [البقرة: 276].

الشيخ:

يمحق الله الربا: يعني يبطله، ولا يقبله.

ويُربي الصدقات: يزيدُها ويُنميها.

القارئ:

"بَابُ الْأَمْرِ بِاتِّقَاءِ النَّارِ - نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا - بِالصَّدَقَةِ وَإِنْ قَلَّتْ"

الشيخ:

«اتقوا النار ولو بِشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة» اتقاء النار ولو بالقليل، شق تمرة: نصف تمرة، التمرة قد تقي الإنسان النار، يتصدق بنصف تمرة في وقت مجاعة، نصف التمرة في وقت المجاعات يكون لها تأثير، الصحابة في بعض الغزوات ما معهم إلَّا جراب من تمر، غزو، جيش، جراب من تمر، كان مع قائد الجيش، فكان قائد الجيش يوزع عليهم تمرة تمرة.

 قال بعض التابعين للصحابي: "كيف تفعل مائة تمرة -يتحدث الصحابي مع بعض التابعين- قال: "كنا غزونا وليس معنا إلَّا جرابٌ من تمر -جراب يعني: سقاء من الجلد فيه تمر- قال: كيف تفعلون أنتم جيش الآن كيف تفعلون؟ قالوا: يوزع علينا تمرة تمرة كل واحد يأخذ تمرة ثم نمصها كما يمص الصبي الطعام، يعني كأنها حلاوة يمصها، حلو ويشرب عليه الماء، يقولوا: ويضرب الخَبَط بعصِّينا: -يعني نبات الأرض- ونأكل حتى تجرحت شفاهنا -أصابها جرح- ثم بعد ذلك أقبلوا على البحر فرأوا مثل الجبل، إذا حوت جزر عنها البحر فأكلوا منها شهرًا وفي لفظ ثمانية عشرة يومًا حتى سمنوا، رزقهم الله. حديث صحيح.

 يعني تمرة لها تأثير، شق تمرة في المجاعات لها تأثير، فمن تصدق بشق تمرة، نصف تمرة في وقت المجاعة تكون له وقاية له من النار، فمن لم يجد ولا تمرة فبكلمة طيبة، يرد الفقير بكلام طيب، يقول: "إن شاء الله يأتي الله بالخير"، "تأتينا في وقت آخر"، "أبشر إن شاء الله سيأتي الله بالخير" ترده بكلام طيب. الكلمة الطيبة تقوم مقام الصدقة عند عدمها، «اتَّقُوا النَّارَ، وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ».

القارئ:

أحسن الله عملك.

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، وَعُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرَةَ بْنِ مُرَّةَ، أَنَّهُ سَمِعَ خَيْثَمَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أَنَّهُ ذَكَرَ النَّارَ، فَتَعَوَّذَ مِنْهَا، وَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ: اتَّقُوا النَّارَ، وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ».

حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بَحْرٍ الْبَكْرَاوِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: "هُوَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَنَا أَبْرَأُ مِنْ عُهْدَتِهِ».

الشيخ:

 ماذا قال عليه؟

القارئ:

 قال: "صحيح، أخرجه الطيالسي وأحمد والدارمي والبخاري والنسائي والطبراني وابن حِبَّان والبيهقي".

الشيخ:

 الراوي يبرأ من عهدته ما تكلم عليه؟

القارئ:

 ما تكلم.

الشيخ:

 من رواية من؟

القارئ:

 هنا تكرر الشرح.

قال ماذا؟ وأنا أبرأ من عهدته؟

القارئ:

قَالَ: "هُوَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَنَا أَبْرَأُ مِنْ عُهْدَتِهِ".

الشيخ:

 إسماعيل بن مسلم ما تكلم عليه الألباني في النسخة الثانية؟

الطالب:

(16:00).

الشيخ:

لكن على كل حال هذا السند لكن الحديث المتن صحيح، أعد الحديث.

القارئ:

 أحسن الله إليك.

قال: "حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، وَعُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرَةَ بْنِ مُرَّةَ، أَنَّهُ سَمِعَ خَيْثَمَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أَنَّهُ ذَكَرَ النَّارَ، فَتَعَوَّذَ مِنْهَا، وَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ: اتَّقُوا النَّارَ، وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ».

الشيخ:

 مع الحديث السابق.

القارئ:

 قال: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، ح وَحَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغَافِقِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ الْكِنْدِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «افْتَدُوا مِنَ النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ».

الشيخ:

افتدوا بالفاء: يعني تكون فداء لكم من النار، ولو بشق تمرة ولو بنصف تمرة، تفادون أنفسكم يعني تقوا أبدانكم وأنفسكم، فيه فضل الصدقة، فيه فضل الصدقة ولو بالقليل إذا لم يجد الإنسان غيرها، ولو بنصف تمرة.

القارئ:

 قال: "صحيح، أخرجه البزَّار كما في (كشف الأستار)، والطبراني في (الأوسط)".

الشيخ:

في زيادة؟

الطالب:

"إسناده حسن".

 القارئ:

"بَابُ إِظْلَالِ الصَّدَقَةِ صَاحِبَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى الْفَرَاغِ مِنَ الْحُكْمِ بَيْنَ الْعِبَادِ"

الشيخ:

 يعني الصدقة تظل صاحبها حتى يفرغ الله تعالى من الحساب، يعني الصدقة تظل صاحبها، تكون ظلًا له من الحر حتى يقضى بين العباد.

القارئ:

 حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، وَعُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ يُحَدِّثُ أَنَّ أَبَا الْخَيْرِ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ، أَوْ قَالَ: حَتَّى يُحْكَمَ بَيْنَ النَّاسِ قَالَ يَزِيدُ: فَكَانَ أَبُو الْخَيْرِ لَا يُخْطِئُهُ يَوْمٌ لَا يَتَصَدَّقُ مِنْهُ بِشَيْءٍ، وَلَوْ كَعْكَةً وَلَوْ بَصَلَةً».

الشيخ:

 يعني ولو شيئًا قليلًا حتى ينال هذا الأجر، أن الصدقة تظله يوم القيامة حتى يحكم الله بين العباد، فيه فضل الصدقة.

القارئ:

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيزَنِيِّ قَالَ: كَانَ أَوَّلُ أَهْلِ مِصْرَ يَرُوحُ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَمَا رَأَيْتُهُ دَاخِلًا الْمَسْجِدَ قَطُّ إِلَّا وَفِي كُمِّهِ صَدَقَةٌ، إِمَّا فُلُوسٌ، وَإِمَّا خُبْزٌ، وَإِمَّا قَمْحٌ حَتَّى رُبَّمَا رَأَيْتُ الْبَصَلَ يَحْمِلُهُ قَالَ: فَأَقُولُ: يَا أَبَا الْخَيْرِ، إِنَّ هَذَا يُنْتِنُ ثِيَابَكَ قَالَ: فَيَقُولُ: يَا ابْنَ حَبِيبٍ أَمَا إِنِّي لَمْ أَجِدْ فِي الْبَيْتِ شَيْئًا أَتَصَدَّقُ بِهِ غَيْرَهُ، إِنَّهُ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ظِلُّ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَدَقَتُهُ».

الشيخ:

 يُنْتِنُ ثِيَابَكَ: البصلة يصيبها النتن.

الطالب:

 الْمُزَنِيِّ.

الشيخ:

 عندك بالياء.

القارئ:

 نعم.

الشيخ:

 تكلم عليه؟

بالميم مرثد.

بعد مرثد في يزني؟

مناقشة:

(22:57).

القارئ:

 فقط أشار إليه قال: "انظر تهذيب الكمال".

الشيخ:

 قد يكون خطأ مطبعي.

أعد.

القارئ:

 كَانَ أَوَّلُ أَهْلِ مِصْرَ يَرُوحُ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَمَا رَأَيْتُهُ دَاخِلًا الْمَسْجِدَ قَطُّ إِلَّا وَفِي كُمِّهِ صَدَقَةٌ، إِمَّا فُلُوسٌ، وَإِمَّا خُبْزٌ، وَإِمَّا قَمْحٌ حَتَّى رُبَّمَا رَأَيْتُ الْبَصَلَ يَحْمِلُهُ قَالَ: فَأَقُولُ: يَا أَبَا الْخَيْرِ، إِنَّ هَذَا يُنْتِنُ ثِيَابَكَ قَالَ: فَيَقُولُ: يَا ابْنَ حَبِيبٍ أَمَا إِنِّي لَمْ أَجِدْ فِي الْبَيْتِ شَيْئًا أَتَصَدَّقُ بِهِ غَيْرَهُ، إِنَّهُ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ظِلُّ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَدَقَتُهُ».

الشيخ:

يعني تكون له ظلالًا تظله، تصدق فيحمل بصل فيقول له إنها تُنتن، النتن لها رائحة، لكن ما وجدت إلَّا هذا، ما وجدت إلَّا بصل.

القارئ:

 قال: "صحيح، وقد توبع محمد بن إسحاق هنا صرح بالسماع".

 الشيخ:

 صرَّح بالسماع هنا.

الألباني؟

القارئ:

" إسناده حسن صحيح".

الشيخ:

 يشهد له الحديث السابق.

ما بعده.

الطالب:

 في التقريب قال: "مرثد بن عبد الله اليَزَني بفتح التحتانية والزاي بعدها نون أبو الخير المصري ثقة فقيه".

الشيخ:

 وهذا هو أبو الخير؟

الطالب:

 نعم أبو الخير.

الشيخ:

هنا أبو مرثد عندك؟ ما عندك؟

القارئ:

 قال: "عن مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيزَنِيِّ".

الشيخ:

 مرثد أم أبي مرثد؟

 مرثد بن عبد الله اليزني.

الطالب:

 المَزني.

الشيخ:

 اليزني.

ما ذكر اليزني بعده أو قبله؟

الطالب:

 لا يا شيخ.

الشيخ:

 ما بعده؟

القارئ:

"بَابُ فَضْلِ الصَّدَقَةِ عَلَى غَيْرِهَا مِنَ الْأَعْمَالِ إِنْ صَحَّ الْخَبَرُ، فَإِنِّي لَا أَعْرِفُ أَبَا فَرْوَةَ بِعَدَالَةٍ وَلَا جَرْحٍ"

الشيخ:

 بارك الله فيك. وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع بالعلم النافع والعمل الصالح، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهدُ أن لا إله إلَّا الله، أستغفرك وأتوب إليك.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد