شعار الموقع

شرح كتاب الصيام من صحيح ابن خزيمة_1

00:00
00:00
تحميل
57

قال أبو بكر بن خزيمة رحمه الله تعالى في صحيحه:

"كتاب الصيام. المختصرُ من المختصرِ من المُسند عن النبي -صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم- على الشرط الذي ذكرنا بنقل العدلِ عن العدلِ موصولًا إليه -صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم- من غير قطع في الإسناد ولا جرح في ناقلي الأخبار إلا ما نذكر أن في القلب من بعض الأخبار شيئا، إما لشك في سماعٍ راوٍ من فوقه خبرًا أو راوٍ لا نعرفه بعدالة ولا جرح، فنبين أن في القلب من ذلك الخبر، فإنا لا نستحلُ التمويه على طلبة العلم بذكر خبرٍ غير صحيح لا نبين علته، فيغتر به من يسمعه فالله الموفق للصواب.

الشيخ:

لعله الأصل هذا يسمى الكتاب الصحيح، الأصل أنه ما يروي إلَّا الحديث الصحيح المتصل ليس فيه قطع، والراوي عدل، لكنه استثنى الذي يقول لا نعرفه، نُبين نقول أن هذا في القلب منه شيء، نقول نخشى أن فلان ما سمع من فلان؛ لئلا يكون في ذلك تمويه، يقول لا نستحل التمويه على طلبة العلم.

سؤال:

هذا مختصر من المختصر؟

الإجابة:

نعم، اختصر من المختصر، كتاب مختصر وكتاب مختصر من المختصر.

القارئ:

قال رحمه الله تعالى:

"باب ذكر البيان أن صوم شهر رمضان من الإيمان، قال أبو بكر: قد أمليت خبر حماد بن زيد وعبَّاد بن عباد المهلبي وشعبة بن الحجاج جميعًا عن أبي جمرة عن ابن عباس -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما- في كتاب الإيمان"

أخبرنا الأستاذ الإمام/ أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قال: أنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة قال: ثنا محمد بن بشار نا أبو عامر ثنا قرة عن أبي حمزة الضبعي قال: قلت لابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما: "إن لي جرة انتبذ لي فيها فأشرب منها، فإذا أطلت الجلوس مع القوم خشيت أن أفتضح من حلاوته" فقال: قدم وفد عبد القيس على رسول الله -صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم- فقال: «مرحبا بالوفد غير خزايا ولا ندامى» قالوا: يا رسول الله، إن بيننا وبينك المشركين من مُضر وإنا لا نصل إليك إلا في أشهر الحرم فحدثنا عملًا من الأمر إذا أخذنا به دخلنا به الجنة وندعو إليه من وراءنا.

قال: «آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع: الإيمان بالله وهل تدرون ما الإيمان بالله؟» قالوا: الله ورسوله أعلم قال: «شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وتعطوا الخمس من المغانم وأنهاكم عن النبيذ في الدُّباء والنقير والحَنتم والمُزفت».

الشيخ:

وهذا رواه الشيخان، إيش قال على تخريجه؟

القارئ:

أحسن الله إليك، قال: "سبق تخريجه".

الشيخ:

رواه الشيخان، وفيه أنه فسر الإيمان بالأعمال، قال: «آمركم الإيمان بالله وهل تدرون ما الإيمان بالله؟» «شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وأن يؤدوا خمس ما غنمتم». فسره بالإيمان، ففيه دلالة على دخول الأعمال في مسمى الإيمان وفيه رد على المُرجئة الذين لا يدخلون العمل في مُسمى الإيمان.

وأما قوله: «وأنهاكم عن أربع: عن الانتباذ في والحَنتم والدُّباء والنقير والمُزفت»: هذا الانتباذ هو أن يجعل الشراب من الأطعمة أومن الشعير أو من البُر يكون شراب ويشرب منه اليوم الأول والثاني في شدة الحر وفي اليوم الثالث يُخشى أن يتخمر فنهاهم أن ينتبذوا في هذه الظروف الصلبة.

الحَنتم والمُقير، والمقير الجزع ينقر.

 المُخير المطلي (07:24).

الحنتم كذلك: الطين المطبوخ.

هذه إذا وضع فيها الماء يتخمر ولا يدري؛ لأنها صلبة قال: "ولكن انتبذوا في الأسقية الجلد" إذا جعل الشراب في الجلد وتخمر شقق الجلد؛ فعرفوا إنها خمر، لكن في الأشياء الصلبة: النقير والمزفت و.... هذه ما يتبين، يتخمر ولا يتبين، وهذا في أول الإسلام، ثم بعد ذلك لما استقر الإسلام في قلوب الناس أمرهم النبي قال: «انتبذوا في كل وعاء، ولا تشربوا مُسركا».

أعد المتن.

القارئ:

«آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع: الإيمان بالله وهل تدرون ما الإيمان بالله؟» قالوا: الله ورسوله أعلم قال: «شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وتعطوا الخمس من المغانم، وأنهاكم عن النبيذ في الدُّباء والنقير والحَنتم والمُزفت».

الشيخ:

الدُّبّاء: القرع، يؤخذ اللُب الذي في وسطها ثم يُجعل فيها الشراب، صلبة الدباء.

النقير: الجذع يُنقر.

الحنتم: كذلك: الطين المطبوخ، مثل: الزير.

المُزفت: المطلي بالزفت.

والشاهد قوله: "جعل صوم رمضان من الإيمان، الترجمة باب صوم رمضان من الإيمان"، قال: «أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ «شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وأن تؤدوا خُمس ما غنمتم». فجعل صوم رمضان من الإيمان.

 الترجمة؟

القارئ:

"باب ذكر البيان أن صوم شهر رمضان من الإيمان".

الشيخ:

نعم، واضح الترجمة.

القارئ:

باب: ذكر البيان أن صوم شهر رمضان من الإسلام إذ الإيمان والإسلام اسمان لمسمى واحد، قال أبو بكر: خبر جبريل في مسألته النبي -صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم- عن الإسلام قد أمليته في كتاب الإيمان

حدثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن حنظلة الجُمحي عن عكرمة بن خالد المخزومي عن ابن عمر -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم شهر رمضان».

حدثنا أحمد بن المقدام العجلي ثنا بشر بن المفضل ثنا عاصم - يعني ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما- قال سمعت أبي يحدث عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله.

الشيخ:

أعد.

القارئ:

باب: ذكر البيان أن صوم شهر رمضان من الإسلام إذ الإيمان والإسلام اسمان لمسمى واحد.

الشيخ:

يعني هذا أحد الأقوال، أن الإسلام والإيمان شيء واحد، ذهب إليه المؤلف وهو اختيار البخاري والجماعة، وهو أيضًا وافقهم بعض أهل البدع الخوارج والمعتزلة، واستدلوا بقوله تعالى: ﴿فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الذاريات: 35-36]، فهذا بيت واحد وصفه بالإيمان ووصفه بالإسلام فدل على أنهما شيء واحد.

والقول الثاني لأهل العلم: أن الإيمان والإسلام يختلف باختلاف الاقتران والإفراد، فإذا أفرد الإسلام دخل فيه الإيمان، وإذا أفرد الإيمان دخل فيه الإسلام، وإذا اجتمعا فُسر الإسلام بالأعمال الظاهرة، والإيمان بالأعمال الباطنة كما في حديث جبريل، فإنه لما سأله فسر الإسلام بالشهادتين والصلاة والزكاة والصوم والحج، وفسر الإيمان: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.

أما إذا أُطلق الإيمان يشمل الإسلام، الإيمان وحده يشمل الإسلام والإيمان، الأعمال الظاهرة والباطنة، الإيمان، البر، التقوى، الهدى، كله إذا أطلق يشمل الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، لكن المؤلف اختار أنهما شيءٌ واحد.

أعد.

القارئ:

باب: ذكر البيان أن صوم شهر رمضان من الإسلام إذ الإيمان والإسلام اسمان لمسمى واحد.

الشيخ:

وهو اختيار البخاري.

 والصواب: أنهما يختلفان بالاقتران والإفراد، كما ذهب إليه شيخ الإسلام/ ابن تَيْمِيَّةَ والجمهور.

أكمل.

القارئ:

باب: ذكر البيان أن صوم شهر رمضان من الإسلام إذ الإيمان والإسلام اسمان لمسمى واحد، قال أبو بكر: خبر جبريل في مسألته النبي -صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم- عن الإسلام قد أمليته في كتاب الإيمان

حدثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن حنظلة الجُمحي عن عكرمة بن خالد المخزومي عن ابن عمر -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس: شهادةِ أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحجِّ البيت وصوم شهر رمضان».

حدثنا أحمد بن المقدام العجلي ثنا بشر بن المفضل ثنا عاصم - يعني ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما- قال سمعت أبي يحدث عن ابن عمر -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله.

الشيخ:

الحديث الأول قال: قال رسول الله؟

القارئ:

نعم.

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس...».

الشيخ:

ذكر الشهادتان، والصلاة، وصوم رمضان.

وفي الحديث الأول ذُكر صوم رمضان في الإيمان، والحديث الثاني: ذكر في الإسلام؛ فدل على أنهما شيء واحد، هذا اختياره.

ما بعده.

القارئ:

قال رحمه الله: "جماع أبواب فضائل شهر رمضان وصيامه".

الشيخ:

بارك الله فيك، وَفْقَ الله الجميع لطاعته، سبحانك اللهم وبحمدك.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد