شعار الموقع

كتاب الفتن وأشراط الساعة (02) باب نزول الفتن كمواقع القطر - إلى باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما

00:00
00:00
تحميل
154

(المتن)
الحمد لله و الصلاة و السلام على نبينا محمد قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى:

حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة و عمرو الناقد و إسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر واللفظ لابن أبي شيبة قال إسحاق أخبرنا وقال الآخرون حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن أسامة أن النبي ﷺ أشرف على أُطم من آطام المدينة ثم قال هل ترون ما أرى إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر وحدثنا عبد بن حميد قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري بهذا الإسناد نحوه.حدثنا عمرو الناقد و الحسن الحلواني وعبد بن حميد قال عبد أخبرني وقال الآخران حدثنا يعقوب وهو ابن إبراهيم بن سعد قال حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال حدثني ابن مسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال :قال رسول الله ﷺ ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي من تشرف لها تستشرفه ومن وجد فيها ملجأ فليعذ به.

(شرح)
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فهذه الأحاديث هي علم من أعلام النبوة وأن محمدا ﷺ رسول الله حقا حيث أخبر ووقع كما أخبر عليه الصلاة والسلام النبي ﷺ أشرف على أطم من آطام المدينة الأطم هو حصن وجمعه آطام وهو الحصن أشرف على حصن من حصون المدينة وهو مرتفع عن القصر القصر والحصن الآطام القصر والحصن أشرف عليها يعني كان فوقها أشرف عليها فكان فوقها علا عليها يعني علا على هذا الحصن فقال أترون ما أرى إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر شبه الفتن بالقطر للكثرة والعموم يعني إنها كثيرة وعامة لا تختص بطائفة دون طائفة وهذا علم من أعلام النبوة هذا في العصر الأول عصر الصحابة ووقع كما أخبر وهذه الفتن وقعت والفتن الحروب التي حصلت بين علي ومعاوية بين أهل الشام وأهل العراق كوقعة الجمل وصفين ومقتل عثمان ومقتل حسين وغيرها هذه الفتن وقعت كما أخبر بها النبي صلى الله عليه فيها علم من أعلام النبوة وأنه رسول الله حق قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الثاني ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي خير من الساعي للتحذير من الدخول في الفتن من وجد ملجأ فليعذ به يعني فلينء عن هذه الفتن ويبتعد عنها للتحذير من الدخول في الفتن والمشاركة فيها وأنه كلما ابتعد الإنسان عن الفتن كان أسلم لدينه , ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم لأن القائم متهيئ للدخول فيها والمشاركة فيها والماشي والقائم فيها خير من الماشي ،الماشي سعى إليها , والماشي خير من الساعي الماشي الذي يمشي رويدا خير من الساعي الذي يركض ركضا وكلما بعد الإنسان عن الفتن كان أسلم لدينه وهذا فيه من التحذير من الدخول فيها والمشاركة فيها ومن وجد ملجأ فليعذ به يعني فيلتجئ وليبتعد عن هذه الفتن ولينء عنها نعم.


(المتن)

حدثنا عمرو الناقد والحسن الحلواني وعبد بن حميد قال عبد أخبرني وقال الآخران حدثنا يعقوب قال حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن مطيع بن الأسود عن نوفل بن معاوية مثل حديث أبي هريرة هذا إلا أن أبا بكر يزيد من الصلاة صلاة من فاتته فكأنما وتر أهله وماله.حدثني إسحاق المنصور قال أخبرنا أبو داوود الطيالسي قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال :قال النبي ﷺ تكون فتنة النائم فيها خير من اليقظان واليقظان فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الساعي فمن وجد ملجأ أو معاذا فليستعذ.

(الشرح)
النائم خير من اليقظان يعني مثل الحديث السابق القاعد خير من القائم ،القائم يقظان والقاعد كأنه نائم . نعم .


 (المتن)

حدثي أبو كامل الجهدري فضيل بن حسين حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا عثمان الشحام قال انطلقت أنا و فرقد السبقي إلى مسلم ابن أبي بكرة وهو في أرضه فدخلنا عليه فقلنا هل سمعت أباك يحدث في الفتن حديثا؟ قال : نعم سمعت أبا بكرة يحدث قال :قال رسول الله ﷺ إنها ستكون فتن ألا ثم تكون فتنة القاعد فيها خير من الماشي فيها والماشي فيها خير من الساعي إليها ألا فإذا نزلت أو وقعت فمن كان له إبل فليلحق بإبله ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه  قال فقال رجل يا رسول الله أرأيت من لم يكن له إبل ولا غنم ولا أرض قال يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر ثم لينجو إن استطاع النجاة اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت قال فقال رجل يا رسول الله أرأيت إن أكرهت حتى ينطلق بي إلى أحد الصفين أو إحدى الفئتين فضربني رجل بسيفه أو يجيء سهم فيقتلني قال يبوء بإثمه وإثمك ويكون من أصحاب النار

الشيخ..
وهذا يدل على أن الفتن هنا القتال والحروب ولهذا قال عندما سأل النبي ﷺ أرأيت فمن لم يكن له إبل ولا غنم ولا أرض قال ليدق على حد سيفه والمراد به حقيقة كسر السيف حقيقة حتى لا يشارك في القتال وبعضهم تأوله وقال هذا مجاز والمراد به ترك القتال لكن هذا ضعيف ليس في كلام النبي ﷺ مجاز فكله حقيقة والمراد كسر سيفه حقيقة حتى لا يقاتل ولا يشارك في القتال نعم.)


(المتن)

وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة وأبو كريب قال حدثنا وكيع حاء و حدثني محمد وابن مثنى قال حدثنا ابن أبي عدي كلاهما عن عثمان الشحام بهذا الإسناد حديث ابن أبي عدي نحو حديث حماد إلى آخره وانتهى حديث وكيع عند قوله إن استطاع النجاة ولم يذكر ما بعده.حدثني أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن يونس عن الحسن عن الأحنف بن قيس قال: خرجت أنا أريد هذا الرجل فلقيني أبو بكرة فقال أين تريد يا أحنف قال قلت أريد نصر بن عم رسول الله ﷺ  يعني عليا قال فقال لي يا أحنف: ارجع فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول : إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قال فقلت أوَ قيل يا رسول الله هذا القاتل وقلت أوَ قيل يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول

(الشيخ)..
 أوَ قيل كذا؟أو قيل؟ تكلم عليه الشارح؟  
المتن..
أنتم ذكرتم أحسن الله إليكم أنها بالسكون
(الشيخ)..
أو قيل ما تكلم عليه الشارح؟ نعم كمل


المتن..

قال: إنه قد أراد قتل صاحبه. وحدثناه أحمد بن عبدة الضبي قال: حدثنا حماد عن أيوب ويونس والمعلى بن زياد عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن أبي بكرة قال :قال رسول الله ﷺ: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار. وحدثني حجاج بن الشاعر قال حدثنا عبد الرزاق من كتابه قال أخبرنا معمر عن أيوب بهذا الإسناد نحو حديث أبي كامل عن حماد إلى آخره.وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة قال حدثنا غندر عن شعبة حاء وحدثنا محمد المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن منصور عن ربعي بن حراش عن أبي بكرة عن النبي ﷺ قال: إذا المسلمان حمل أحدهما على أخيه السلاح فهما في جرف جهنم فإذا قتل أحدهما صاحبه دخلاها جميعا. وحدثنا محمد بن رافع قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله ﷺ فذكر أحاديث منها وقال قال رسول الله ﷺ: لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان وتكون بينهما مقتلة عظيمة ودعواهما واحدة

الشيخ..
(فيه علم من أعلام النبوة وقع كما أخبر والمراد بالفئتين فئة أهل الشام وفئة أهل العراق هما علي و معاوية لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان دعواهما واحدة كل يدعي الحق ويدعي أن الحق معه علي هو الخليفة الراشدي الذي بايعه أكثر أهل الحل والعقل ويدعي أنه المحق وأن أهل الشام بغاة. وأهل الشام يطالبون بدم عثمان ويدعون أنهم محقون.


(المتن)

حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا يعقوب يعني ابن عبد الرحمن عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة  أن رسول الله ﷺ قال: لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج قالوا : وما الهرج يا رسول الله قال : القتل ،القتل.

(الشرح)
نعم وهذا فيه علم من أعلام النبوة لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج وهذا حصل منذ أزمنة وفي هذا الزمن كثر الهرج قل أن تجد الآن إذا سمعت الأخبار لا تجد إلا في قتل قتال وهذا من علامات النبوة ومن أشراط الساعة لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج القتل في كل بلد قتل قتال و انفجارات قتال جماعي وفردي هذا من علامات النبوة.


(المتن)

حدثنا أبو الربيع العتكي و قتيبة بن سعيد كلاهما عن حماد بن زيد واللفظ لقتيبة قال حدثنا حماد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال:

(الشرح)
(وهذه الأحاديث هي التحذير من الدخول في الفتن ولاسيما فتن الحروب والقتال وأنه ينبغي للإنسان ألا يدخل فيها وأن يبتعد عنها ومن يجد ملاذا فليلذ به وقد اختلف العلماء في الدخول في الحروب  في الفتن ومن العلماء من أخذ بظاهر هذا الحديث وقال إنه لا يجوز للإنسان أن يدخل في الحروب التي تقع في الفتن ولا يشارك فيها حتى ولو دخلوا عليه بيته فإنه لا يدافع عن نفسه فليس له أن يدافع لأن(13:37) متعول فلا يدافع ولا يدافع عن نفسه جاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله وسلم سئل قال إن دخل علي بيتي قال كن خير بن آدم  قوله تعالى وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ۝ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ’ كن خير بن آدم وخير بن آدم استنكر القتل قتله أخوه ولم يدافع عن نفسه فقالوا إنه لا يجوز الدخول في الحروب حتى ولو أُكره حتى ولو دخل عليه بيته لا يقاتل ولا يدافع عن نفسه وهذا مذهب أبي بكرة صحابي جليل ومذهب عثمان فإن الثوار أحاطوا عليه ببيته وقتلوه ومنع الناس من الدفاع عنه ولم يدافع عن نفسه حتى عبيده يقال إن له عبيد عدد كثير يصل إلى أربع مئة عبد أخذوا السلاح يدافعوا عن أميرهم عثمان فقال لهم ألقوا السلاح فامتنعوا فقال من ألقى السلاح فهو حر فألقوا السلاح وذهبوا أحرارا وكان يرى عدم الدفاع أخذا بظاهر هذا الحديث والقول الثاني لأهل العلم  أنه لا يجوز الدخول في الحروب في الفتن ولكن إذا اعتدي عليه له أن يدافع عن نفسه وهذا مذهب بن عمر وعمران بن حسين وجماعة كما نقلها النووي له أن يدافع عن نفسه والقول الثاني لأهل العلم هو قول الجماهير وقول الصحابة أنه إذا عرف المحق من المبطل فإنه يجب الانضمام إلى المحق وقتال الباغي معه يجب الانضمام إلى المحق وقتال الباغي معه عملا بقول الله تعالى وهذا هو الصواب وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ولهذا انضم أكثر الصحابة وجماهير الصحابة مع علي عملا بهذه الآية ورأوا أنه محق لأنه الخليفة الراشد الذي بايعه أكثر أهل الحل والعقل وأنه يجب اخضاع أهل الشام حتى يبايعوه وأهل الشام ومعاوية بغاة لكن لا يعلم أنهم بغاة لأنهم متأولون مجتهدون يطالبون بدم عثمان ويقولون إن عثمان إمام وشهيد مظلوم مقتول فلا بد من الثأر له و الأخذ بدمه ونحن أولى الناس بالأخذ بدمه وعلي لا يمانع ولكنه قال لا يستطيع في ذلك الوقت وقت فتنة ولا يعرف من شارك في القتل وهناك من تنتصر له قبيلته فالمقام مقام فتنة يقول حتى تهدأ الأحوال ويثبت عليهم نأخذهم لكن معاوية قال لا ،لا بد من أخذهم الآن حصلت الحروب بينهم فعلي ومن معه هو المحق وهو المصيب فله أجران أجر الإصابة وأجر الاجتهاد ومعاوية وأهل الشام يجتهدون أيضا لهم أجر الاجتهاد وفاتهم أجر الصواب وليس قتالهم عن هوى ولا عن بغي ولا عن عصبية بل هو عن اجتهاد وتأويل لا يتناوله الوعيد الشديد الوعيد الذي جاء في القتال لا يتناول أهل الشام ولا يتناول أهل العراق لأنهم متأولون هذا قتال بتأويل والوعيد إنما يتناول القتال إذا كان لهوى وعصبية والدليل على أنه محق علي وأهل الشام بغاة قول النبي ﷺ في الحديث الصحيح لعمار تقتله الفئة الباغية فقتله أهل الشام فدل على أنهم بغاة لكن لا يعلمون أنهم بغاة هم مجتهدون لهم أجر الاجتهاد وفاتهم أجر الصواب وبما يدل أيضا قول النبي ﷺ تبرق بارقة على حين فرقة من المسلمين تقتلهم أدنى الطائفتين أو أولى الطائفتين بالحق فخرجت الخوارج فقتلهم علي فدل على أنه أولى بالحق من معاوية تبرق بارقة والحديث في الصحيحين تبرق بارقة على حين فرقة من الناس تقتلهم أدنى الطائفتين بالحق أو أولى الطائفتين بالحق فخرجت الخوارج فقتلهم علي فدل على  أنه أولى بالحق من معاوية وهذا هو الصواب والوعيد على القتال لا يتناول هؤلاء ولا هؤلاء إنه يتناول من كان قتاله عن هوى وعصبية وبغي أما من كان قتاله عن تأويل ،تأويل لأنهم تأولوا فهم ينتصرون لله ولدين الله وهذا هو رأي جماهير الصحابة انضموا إلى أميرهم وبعض الصحابة لم يتبين له الأمر اشتبه عليه الأمر كأبي بكرة وأسامة بن زيد وبن عمر وجماعة فاعتزلوا الفريقين لم يتبين لهم وأخذوا بظاهر الأحاديث التي تنهى عن الدخول في الفتن وكذلك سلمة بن الأكوع لما حصل القتال ذهب إلى البادية وتزوج فيها وقال إن النبي ﷺ أذن لي في البدو ولهذا لما جاء قال له حجاج يا بن الأكوع تعربت ارتددت قال لا ولكن النبي ﷺ أذن لي في البدو ذهب في وقت الفتن , فسلمة بن الأكوع و أسامة بن زيد كذلك لما قتل أسامة الرجل قال هل قتلت الرجل وقال لا إله إلا الله قال يا رسول الله قالها تعوذا قال كيف تفعل بلا إله إلا الله استفاد من النصيحة والتزم لذلك ما شارك أسامة بن زيد في القتال وسلمة بن الأكوع وابن عمر و أبو بكرة وجماعة أخذوا بظاهر الأحاديث السابقة النهي عن الدخول في الفتنة أنها ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم ومن وجد معاذا فليعذ به أخذوا بظاهر الأحاديث ولم يتبين لهم المحق من المصيب لكن الصواب مع جماهير الصحابة ومن ذلك أن أبا بكر لما رأى الأحنف بن قيس لما لقيه في هذا الحديث عندنا لما لقيه قال أين تريد قال أريد نصر ابن عم رسول الله قال اجلس لا تشارك فإني سمعت النبي ﷺ يقول إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار إذا تواجه المسلمان بسيفيهما هذا فهم أبي بكر ظن أن قتال علي ومعاوية يشمله الحديث وهذا لا يشمله لأن الحديث إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار هذا في قتال الهوى والبغي والعصبية أبو بكر لكن أبا بكرة ظن أن قتال علي ومعاوية يشمل هذا الحديث على حسب اجتهاده لأنه اعتزل الفريقين والصواب أن هذا الحديث لا يتناول الصحابة وإنما يتناول الحديث فيمن قاتل للهوى والعصبية والبغي ولأجل الدنيا أما من قتل لأجل تأويل نصرة لله ولدين الله فلا يشمله هذا فعلي ومعاوية ما قاتلوا لأجل الهوى ولا البغي ولا العصبية ولا للدنيا قاتلوا انتصارا لدين الله فعلي شرعا يرى أنه هو الخليفة الراشد يجب شرعا إخضاع الباغي ومعاوية أيضا ومن معه يرون أن الشهيد المظلوم قتل وأنه لا بد من المطالبة بدمه ولا يمكن يترك فقتلوا لله ونصرة لدين الله لا للهوى ولا للعصبية وقوله القاتل والمقتول في النار قيل يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال إنه كان حريصا على قتل صاحبه فهذا الذي كان حريصا على قتل صاحبه يعني المقتول حريص على قتل صاحبه وفعل الأسباب التي تمكنه لكن غلبه صاحبه فقتله فكان في النار فهذه السيئة عملها فالإنسان له أحوال في ترك السيئة إن تركها ترك السيئة من أجل الله فإنها تكتب له حسنة كما في الحديث فإن تركها فاكتبوها له حسنه فإنما تركها من جرائي يعني من أجلي أما إذا تركها عجزا عنها وفعل الأسباب التي تمكنه فإنها تكتب عليه سيئة كما في هذا الحديث القاتل والمقتول في النار قيل يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال إنه كان حريص على قتل صاحبه تركها عجزا عنها لا خوفا من الله تركها عجزا عنها وفعل الأسباب التي تمكنه لكن غلبه صاحبه فقتله و الحالة الثانية أن يترك السيئة لا عجزا ولا خوفا من الله إنما تركها إعراضا وانشغالا بغيرها فهذا لا تكتب له ولا عليه كلام النووي على هذا جيد شوف كلام النووي في هذا على حديث أبي بكرة وما قبله.


(المتن)

وهذا الحديث والأحاديث قبله وبعده مما يحتج به من لا يرى القتال في الفتنة بكل حال اختلف العلماء في قتال الفتنة فقالت طائفة لا يقاتل في فتن المسلمين وإن دخلوا عليه بيته وطلبوا قتله فلا يجوز له المدافعة عن نفسه لأن الطالب متأول وهذا مذهب أبي بكرة الصحابي وغيره. وقال بن عمر

(الشيخ)..
نعم وهو مذهب ابن عمر والجماعة نعم ومذهب أسامة نعم و سلمة نعم


المتن..

وقال ابن عمر وعمران بن حصين وغيرهما لا يدخل فيها لكن إن قصد أن يدافع عن نفسه دفعا عن نفسه فهذان المذهبان متفقان على ترك الدخول في جميع فتن المسلمين وقال معظم الصحابة والتابعين وعامة علماء الإسلام يجب نصر المحق في الفتن والقيام معه بمقاتلة الباغين كما قال تعالى: فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ وهذا هو الصحيح وتتأول الأحاديث على من لم يظهر له الحق أو على طائفتين ظالمتين لا تأويل

الشيخ..
(24:35) إذا لم يتبين المحق من المبطل إذا لم يتبين الصواب اشتبه الأمر تجتنب أما إذا تبين الصواب مع أحد الفريقين تأول إلى أن أحدهم محق فيجيب نصر المحق)


المتن..

أو على طائفتين ظالمتين لا تأويل لواحد منهما ولو كان كما قال الأولون لظهر الفساد واستطال أهل البغي المبطلون

الشيخ..
( صحيح لو تركوا القتال يترك قالوا نتركه استطال أهل الشر وأهل الفساد وصاروا يقاتلون ولا أحد يمنعهم)


المتن..

 قوله ﷺ إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار معنى تواجه ضرب كل واحد وجه صاحبه أي ذاته وجملته وأما كون القاتل والمقتول من أهل النار فمحمول على من لا تأويل له ويكون قتاله مع عصبية ونحوها

(الشيخ)..
هذا صحيح الكلام


المتن..

ثم قوله في النار معناه مستحق لها وقد يجازى بذلك

الشيخ..
(قوله في النار هذا من باب الوعيد ، لأنه مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب متوعد وهو تحت مشيئة الله إن شاء الله عفا عنه بتوحيده و إسلامه و إيمانه وإن شاء عذبه كسائر كبائر الذنوب)


المتن..

ثم كونه في النار معناه مستحق لها وقد يجازى بذلك وقد يعفو الله تعالى عنه هذا مذهب أهل الحق قد سبق تأويله مرات وعلى هذا يتأول ثم جاء من نظائره واعلم أن الدماء التي جرت بين الصحابة ليست بداخلة في هذا الوعيد ومذهب أهل السنة والحق إحسان الظن بهم و الإمساك عما شجر بينهم وتأويل قتالهم وأنهم مجتهدون متأولون لم يقصدوا المعصية ولا محض الدنيا بل اعتقد كل فريق أنه محق

(الشيخ).
.هذا الكلام جيد للنووي جيد هذا صحيح هذا الكلام)  


المتن..

ومخالفة باغي وجب عليه قتاله يرجع إلى أمر الله وكان بعضهم مصيبا وبعضهم مخطئا معذورا في الخطأ لأنه لا اجتهاد

(الشيخ)
..لأنه لاجتهاد نعم


المتن..

لأنه لاجتهاد والمجتهد إذا أخطأ لا إثم عليه وكان علي هو المحق المصيب في تلك الحروب ، هذا مذهب أهل السنة وكانت القضايا مشتبهة حتى إن جماعة من الصحابة تحيروا فيها فاعتزلوا الطائفتين ولم يقاتلوا ولم يتيقنوا الصواب ثم تأخروا عن مساعدته منهم قوله ورأيتني مكره 

(الشيخ..بركة قف على هذا سم)

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد