(المتن)
الحمد لله و الصلاة و السلام على نبينا محمد قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى:
(شرح)
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فهذه الأحاديث هي علم من أعلام النبوة وأن محمدا ﷺ رسول الله حقا حيث أخبر ووقع كما أخبر عليه الصلاة والسلام النبي ﷺ أشرف على أطم من آطام المدينة الأطم هو حصن وجمعه آطام وهو الحصن أشرف على حصن من حصون المدينة وهو مرتفع عن القصر القصر والحصن الآطام القصر والحصن أشرف عليها يعني كان فوقها أشرف عليها فكان فوقها علا عليها يعني علا على هذا الحصن فقال أترون ما أرى إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر شبه الفتن بالقطر للكثرة والعموم يعني إنها كثيرة وعامة لا تختص بطائفة دون طائفة وهذا علم من أعلام النبوة هذا في العصر الأول عصر الصحابة ووقع كما أخبر وهذه الفتن وقعت والفتن الحروب التي حصلت بين علي ومعاوية بين أهل الشام وأهل العراق كوقعة الجمل وصفين ومقتل عثمان ومقتل حسين وغيرها هذه الفتن وقعت كما أخبر بها النبي صلى الله عليه فيها علم من أعلام النبوة وأنه رسول الله حق قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الثاني ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي خير من الساعي للتحذير من الدخول في الفتن من وجد ملجأ فليعذ به يعني فلينء عن هذه الفتن ويبتعد عنها للتحذير من الدخول في الفتن والمشاركة فيها وأنه كلما ابتعد الإنسان عن الفتن كان أسلم لدينه , ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم لأن القائم متهيئ للدخول فيها والمشاركة فيها والماشي والقائم فيها خير من الماشي ،الماشي سعى إليها , والماشي خير من الساعي الماشي الذي يمشي رويدا خير من الساعي الذي يركض ركضا وكلما بعد الإنسان عن الفتن كان أسلم لدينه وهذا فيه من التحذير من الدخول فيها والمشاركة فيها ومن وجد ملجأ فليعذ به يعني فيلتجئ وليبتعد عن هذه الفتن ولينء عنها نعم.
(المتن)
(الشرح)
النائم خير من اليقظان يعني مثل الحديث السابق القاعد خير من القائم ،القائم يقظان والقاعد كأنه نائم . نعم .
(المتن)
الشيخ..
وهذا يدل على أن الفتن هنا القتال والحروب ولهذا قال عندما سأل النبي ﷺ أرأيت فمن لم يكن له إبل ولا غنم ولا أرض قال ليدق على حد سيفه والمراد به حقيقة كسر السيف حقيقة حتى لا يشارك في القتال وبعضهم تأوله وقال هذا مجاز والمراد به ترك القتال لكن هذا ضعيف ليس في كلام النبي ﷺ مجاز فكله حقيقة والمراد كسر سيفه حقيقة حتى لا يقاتل ولا يشارك في القتال نعم.)
(المتن)
(الشيخ)..
أوَ قيل كذا؟أو قيل؟ تكلم عليه الشارح؟
المتن..
أنتم ذكرتم أحسن الله إليكم أنها بالسكون
(الشيخ)..
أو قيل ما تكلم عليه الشارح؟ نعم كمل
المتن..
الشيخ..
(فيه علم من أعلام النبوة وقع كما أخبر والمراد بالفئتين فئة أهل الشام وفئة أهل العراق هما علي و معاوية لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان دعواهما واحدة كل يدعي الحق ويدعي أن الحق معه علي هو الخليفة الراشدي الذي بايعه أكثر أهل الحل والعقل ويدعي أنه المحق وأن أهل الشام بغاة. وأهل الشام يطالبون بدم عثمان ويدعون أنهم محقون.
(المتن)
(الشرح)
نعم وهذا فيه علم من أعلام النبوة لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج وهذا حصل منذ أزمنة وفي هذا الزمن كثر الهرج قل أن تجد الآن إذا سمعت الأخبار لا تجد إلا في قتل قتال وهذا من علامات النبوة ومن أشراط الساعة لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج القتل في كل بلد قتل قتال و انفجارات قتال جماعي وفردي هذا من علامات النبوة.
(المتن)
(الشرح)
(وهذه الأحاديث هي التحذير من الدخول في الفتن ولاسيما فتن الحروب والقتال وأنه ينبغي للإنسان ألا يدخل فيها وأن يبتعد عنها ومن يجد ملاذا فليلذ به وقد اختلف العلماء في الدخول في الحروب في الفتن ومن العلماء من أخذ بظاهر هذا الحديث وقال إنه لا يجوز للإنسان أن يدخل في الحروب التي تقع في الفتن ولا يشارك فيها حتى ولو دخلوا عليه بيته فإنه لا يدافع عن نفسه فليس له أن يدافع لأن(13:37) متعول فلا يدافع ولا يدافع عن نفسه جاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله وسلم سئل قال إن دخل علي بيتي قال كن خير بن آدم قوله تعالى وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ’ كن خير بن آدم وخير بن آدم استنكر القتل قتله أخوه ولم يدافع عن نفسه فقالوا إنه لا يجوز الدخول في الحروب حتى ولو أُكره حتى ولو دخل عليه بيته لا يقاتل ولا يدافع عن نفسه وهذا مذهب أبي بكرة صحابي جليل ومذهب عثمان فإن الثوار أحاطوا عليه ببيته وقتلوه ومنع الناس من الدفاع عنه ولم يدافع عن نفسه حتى عبيده يقال إن له عبيد عدد كثير يصل إلى أربع مئة عبد أخذوا السلاح يدافعوا عن أميرهم عثمان فقال لهم ألقوا السلاح فامتنعوا فقال من ألقى السلاح فهو حر فألقوا السلاح وذهبوا أحرارا وكان يرى عدم الدفاع أخذا بظاهر هذا الحديث والقول الثاني لأهل العلم أنه لا يجوز الدخول في الحروب في الفتن ولكن إذا اعتدي عليه له أن يدافع عن نفسه وهذا مذهب بن عمر وعمران بن حسين وجماعة كما نقلها النووي له أن يدافع عن نفسه والقول الثاني لأهل العلم هو قول الجماهير وقول الصحابة أنه إذا عرف المحق من المبطل فإنه يجب الانضمام إلى المحق وقتال الباغي معه يجب الانضمام إلى المحق وقتال الباغي معه عملا بقول الله تعالى وهذا هو الصواب وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ولهذا انضم أكثر الصحابة وجماهير الصحابة مع علي عملا بهذه الآية ورأوا أنه محق لأنه الخليفة الراشد الذي بايعه أكثر أهل الحل والعقل وأنه يجب اخضاع أهل الشام حتى يبايعوه وأهل الشام ومعاوية بغاة لكن لا يعلم أنهم بغاة لأنهم متأولون مجتهدون يطالبون بدم عثمان ويقولون إن عثمان إمام وشهيد مظلوم مقتول فلا بد من الثأر له و الأخذ بدمه ونحن أولى الناس بالأخذ بدمه وعلي لا يمانع ولكنه قال لا يستطيع في ذلك الوقت وقت فتنة ولا يعرف من شارك في القتل وهناك من تنتصر له قبيلته فالمقام مقام فتنة يقول حتى تهدأ الأحوال ويثبت عليهم نأخذهم لكن معاوية قال لا ،لا بد من أخذهم الآن حصلت الحروب بينهم فعلي ومن معه هو المحق وهو المصيب فله أجران أجر الإصابة وأجر الاجتهاد ومعاوية وأهل الشام يجتهدون أيضا لهم أجر الاجتهاد وفاتهم أجر الصواب وليس قتالهم عن هوى ولا عن بغي ولا عن عصبية بل هو عن اجتهاد وتأويل لا يتناوله الوعيد الشديد الوعيد الذي جاء في القتال لا يتناول أهل الشام ولا يتناول أهل العراق لأنهم متأولون هذا قتال بتأويل والوعيد إنما يتناول القتال إذا كان لهوى وعصبية والدليل على أنه محق علي وأهل الشام بغاة قول النبي ﷺ في الحديث الصحيح لعمار تقتله الفئة الباغية فقتله أهل الشام فدل على أنهم بغاة لكن لا يعلمون أنهم بغاة هم مجتهدون لهم أجر الاجتهاد وفاتهم أجر الصواب وبما يدل أيضا قول النبي ﷺ تبرق بارقة على حين فرقة من المسلمين تقتلهم أدنى الطائفتين أو أولى الطائفتين بالحق فخرجت الخوارج فقتلهم علي فدل على أنه أولى بالحق من معاوية تبرق بارقة والحديث في الصحيحين تبرق بارقة على حين فرقة من الناس تقتلهم أدنى الطائفتين بالحق أو أولى الطائفتين بالحق فخرجت الخوارج فقتلهم علي فدل على أنه أولى بالحق من معاوية وهذا هو الصواب والوعيد على القتال لا يتناول هؤلاء ولا هؤلاء إنه يتناول من كان قتاله عن هوى وعصبية وبغي أما من كان قتاله عن تأويل ،تأويل لأنهم تأولوا فهم ينتصرون لله ولدين الله وهذا هو رأي جماهير الصحابة انضموا إلى أميرهم وبعض الصحابة لم يتبين له الأمر اشتبه عليه الأمر كأبي بكرة وأسامة بن زيد وبن عمر وجماعة فاعتزلوا الفريقين لم يتبين لهم وأخذوا بظاهر الأحاديث التي تنهى عن الدخول في الفتن وكذلك سلمة بن الأكوع لما حصل القتال ذهب إلى البادية وتزوج فيها وقال إن النبي ﷺ أذن لي في البدو ولهذا لما جاء قال له حجاج يا بن الأكوع تعربت ارتددت قال لا ولكن النبي ﷺ أذن لي في البدو ذهب في وقت الفتن , فسلمة بن الأكوع و أسامة بن زيد كذلك لما قتل أسامة الرجل قال هل قتلت الرجل وقال لا إله إلا الله قال يا رسول الله قالها تعوذا قال كيف تفعل بلا إله إلا الله استفاد من النصيحة والتزم لذلك ما شارك أسامة بن زيد في القتال وسلمة بن الأكوع وابن عمر و أبو بكرة وجماعة أخذوا بظاهر الأحاديث السابقة النهي عن الدخول في الفتنة أنها ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم ومن وجد معاذا فليعذ به أخذوا بظاهر الأحاديث ولم يتبين لهم المحق من المصيب لكن الصواب مع جماهير الصحابة ومن ذلك أن أبا بكر لما رأى الأحنف بن قيس لما لقيه في هذا الحديث عندنا لما لقيه قال أين تريد قال أريد نصر ابن عم رسول الله قال اجلس لا تشارك فإني سمعت النبي ﷺ يقول إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار إذا تواجه المسلمان بسيفيهما هذا فهم أبي بكر ظن أن قتال علي ومعاوية يشمله الحديث وهذا لا يشمله لأن الحديث إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار هذا في قتال الهوى والبغي والعصبية أبو بكر لكن أبا بكرة ظن أن قتال علي ومعاوية يشمل هذا الحديث على حسب اجتهاده لأنه اعتزل الفريقين والصواب أن هذا الحديث لا يتناول الصحابة وإنما يتناول الحديث فيمن قاتل للهوى والعصبية والبغي ولأجل الدنيا أما من قتل لأجل تأويل نصرة لله ولدين الله فلا يشمله هذا فعلي ومعاوية ما قاتلوا لأجل الهوى ولا البغي ولا العصبية ولا للدنيا قاتلوا انتصارا لدين الله فعلي شرعا يرى أنه هو الخليفة الراشد يجب شرعا إخضاع الباغي ومعاوية أيضا ومن معه يرون أن الشهيد المظلوم قتل وأنه لا بد من المطالبة بدمه ولا يمكن يترك فقتلوا لله ونصرة لدين الله لا للهوى ولا للعصبية وقوله القاتل والمقتول في النار قيل يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال إنه كان حريصا على قتل صاحبه فهذا الذي كان حريصا على قتل صاحبه يعني المقتول حريص على قتل صاحبه وفعل الأسباب التي تمكنه لكن غلبه صاحبه فقتله فكان في النار فهذه السيئة عملها فالإنسان له أحوال في ترك السيئة إن تركها ترك السيئة من أجل الله فإنها تكتب له حسنة كما في الحديث فإن تركها فاكتبوها له حسنه فإنما تركها من جرائي يعني من أجلي أما إذا تركها عجزا عنها وفعل الأسباب التي تمكنه فإنها تكتب عليه سيئة كما في هذا الحديث القاتل والمقتول في النار قيل يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال إنه كان حريص على قتل صاحبه تركها عجزا عنها لا خوفا من الله تركها عجزا عنها وفعل الأسباب التي تمكنه لكن غلبه صاحبه فقتله و الحالة الثانية أن يترك السيئة لا عجزا ولا خوفا من الله إنما تركها إعراضا وانشغالا بغيرها فهذا لا تكتب له ولا عليه كلام النووي على هذا جيد شوف كلام النووي في هذا على حديث أبي بكرة وما قبله.
(المتن)
(الشيخ)..
نعم وهو مذهب ابن عمر والجماعة نعم ومذهب أسامة نعم و سلمة نعم
المتن..
الشيخ..
(24:35) إذا لم يتبين المحق من المبطل إذا لم يتبين الصواب اشتبه الأمر تجتنب أما إذا تبين الصواب مع أحد الفريقين تأول إلى أن أحدهم محق فيجيب نصر المحق)
المتن..
الشيخ..
( صحيح لو تركوا القتال يترك قالوا نتركه استطال أهل الشر وأهل الفساد وصاروا يقاتلون ولا أحد يمنعهم)
المتن..
(الشيخ)..
هذا صحيح الكلام
المتن..
الشيخ..
(قوله في النار هذا من باب الوعيد ، لأنه مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب متوعد وهو تحت مشيئة الله إن شاء الله عفا عنه بتوحيده و إسلامه و إيمانه وإن شاء عذبه كسائر كبائر الذنوب)
المتن..
(الشيخ).
.هذا الكلام جيد للنووي جيد هذا صحيح هذا الكلام)
المتن..
(الشيخ)
..لأنه لاجتهاد نعم
المتن..
(الشيخ..بركة قف على هذا سم)