شعار الموقع

شرح كتاب الصيام من صحيح ابن خزيمة_14

00:00
00:00
تحميل
65

قارئ المتن:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وذرياتنا والمسلمين.

 قال الإمام/ أبو بكر بن خزيمة رحمه الله تعالى في صحيحه:

"جماع أبواب الأهلة ووقت ابتداء صوم شهر رمضان"

باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها

أحد الحضور:

الذي بعده.

القارئ:

باب الدليل على أن صيام تسع وعشرين لرمضان كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من صيام ثلاثين خلاف ما يتوهم بعض الجُهَّال والرُعَاعِ أن الواجب أن يصام لكل رمضان ثلاثين يومًا كوامل.

حدثني أحمد بن منيع ثنا بن أبي زائدة وحدثنا علي بن مسلم نا ابن زائدة أخبرني عيسى بن دينار ح وحدثنا بندار نا أحمد وعثمان بن عمر قالا: ثنا عيسى بن دينار عن أبيه عن عمرو بن الحارث ابن أبي ضرار عن ابن مسعود -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قال: "لما صمت مع النبي -صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم- تسعًا وعشرين أكثر مما صمت معه ثلاثين".

يتحدث مع الحضور:

حدثنا أبو زائدة.

عندك أبو زائدة؟

القارئ:

بن أبي زائدة.

وقال علي بن مسلم: "عمرو بن الحارث بن المصطلق"، وقال بندار: عن ابن الحارث ولم يسمه".

إسناده ضعيف؛ لجهالة دينار الكوفي والد عيسى وأخرجه أبو داوود والترمذي وابن عبد البر في التمهيد من طريق أحمد بن منيعٍ به، وأخرجه أحمد من طرقٍ عن ابن أبي زائدة به، وأخرجه أحمد والبخاري في (التاريخ الكبير)، والطبراني في (الكبير) من طرقٍ عن عيسى بن دينار به، وأخرجه الطبراني في (الكبير، وفي الصغير له)، والدارقطنيُ من طرقٍ عن ابن مسعود.

انتهى.

الشيخ:

هذا فيه أن ابن عمر يقول: "لما صمت مع النبي -صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم- تسعًا وعشرين أكثر مما صمت معه ثلاثين". هذا لا يصحُّ، فيه ضعف، والأحاديث التي سبقت بين فيها النبي أن الشهر يكون تسعة وعشرين، ويكون ثلاثين.

 وفي السنَة التي واصل فيها النبي -صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم- والصحابة لما واصل الصوم كان -عَلَيهِ الصَلاة والسَّلام- يواصل يصوم الليل مع النهار، وأراد الصحابة أن يتأسوا به، فنهاهم -عَلَيهِ الصَلاة والسَّلام- وقال: «إنكم لا تستطيعون، عليكم مشقة».

 فقالوا: "يا رسول الله، نريد أن نعمل مثل ما تعمل"، فنكَّل بهم فواصل بهم لليوم الثامن والعشرين والتاسع والعشرين ما أكلوا في الليل ولا في النهار، ثم رأوا الهلال ليلة الثلاثين، فقال: «لو تأخر لزدتكم اليوم الثلاثين، وأواصل بكم اليوم الثلاثين»؛ ليبين لهم أنهم لا يستطيعون.

 وأما هو -عَلَيهِ الصَلاة والسَّلام- هذا من خصائصه المواصلة وقال: «إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني» يعني يفتح عليه الله تعالى من مواد أُنسه ونفحات قدسه ما يغنيه عن الطعام والشراب، وليس المراد أنه يؤتى بطعام ولا شراب كما قال بعضهم من الجنة، لو كان يؤتى بطعام وشراب ما صار صائمًا.

فهذا الشهر كان تسعٌ وعشرين فالشهر يكون تسعٌ وعشرين ويكون ثلاثين، أما من قال: "إنه يجب صوم رمضان ثلاثين كوامل" ما أدري لمن هذا الذي أشار إليه المؤلف، من قال بهذا أنه يجب أن من صام رمضان يُكمل ثلاثين.

الترجمة بابُ إيش؟

القارئ:

باب الدليل على أن صيام تسع وعشرين لرمضان كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.....

الشيخ:

نعم، كما في هذا الحديث، في حديث الوصال.

القارئ:

أكثر من صيام ثلاثين خلاف ما يتوهم بعض الجُهَّال والرُعَاعِ أن الواجب أن يصام لكل رمضان ثلاثين يومًا كوامل.

الشيخ:

قال بهذا بعض الجُهَّال والرُعَاع.

أحد الحضور:

بعض الجُهَّال؟

الشيخ:

بعض الجُهَّال والرُعاع حتى الجُهَّال تبعهم ما ينفردون بشيء.

الجُهَّال: الهمج.

هل هناك أحد يعتقد أنه واجب الصوم ثلاثين يومًا كوامل؟! الجُهَّال يصومون مع الناس ما ينفردون، يعني يعتقدون أنه يجب أن يُصام ثلاثين وأن يُكمل الشهر وهم يفطرون مع الناس يعني هذا أحد قال بهذا.

نعم.

وعمومًا الحديث لا يصحُّ، قول ابن عمر: "إني صُمت مع النبي -صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم- تسعًا وعشرين أكثر من ثلاثين" لا يصحُّ، وغالبًا الأشهر الهلالية لا تزيد عن ثلاثين ولا تنقص عن تسعٍ وعشرين.

الطالب:

يقول شعيب: "إسناده صحيح من طريق (07:57)".

الشيخ:

والتخريج الثاني إيش؟

القارئ:

إسناده ضعيف؛ لجهالة دينار الكوفي والد عيسى.

الطالب:

(08:13).

الشيخ:

من الذي قال؟

الطالب:

شُعيب.

الشيخ:

شُعيب متساهل.

والد دينار ما اسمه؟

القارئ:

دينار الكوفي والد عيسى.

الشيخ:

ما الكلام في دينار الكوفي؟

الطالب:

فيه ضعف.

الشيخ:

الكلام فيه سنده.

الطالب:

من طريق أحمد (08:43).

الشيخ:

وهذا طريق من؟

القارئ:

إسناده ضعيف؛ لجهالة دينار الكوفي والد عيسى وأخرجه أبو داوود والترمذي وابن عبد البر في التمهيد من طريق أحمد بن منيعٍ به، وأخرجه أحمد من طرقٍ عن ابن أبي زائدة به، وأخرجه أحمد والبخاري في (التاريخ الكبير)، والطبراني في (الكبير) من طرقٍ عن عيسى بن دينار به، وأخرجه الطبراني في (الكبير، وفي الصغير له)، والدارقطنيُ من طرقٍ عن ابن مسعود.

الشيخ:

يعني هذا فيه أن ابن عمر يقول: "لما صمت مع النبي -صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم- تسعًا وعشرين أكثر مما صمت معه ثلاثين". يعني السنوات التي صمتها مع النبي -صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم- فيها أن الشهر تسعًا وعشرين أكثر من كون الشهر ثلاثين، والأمر في هذا واسع.

على كل حال العبرة بالهلال إذا رؤي الهلال يجب الفطر سواء كان تسع وعشرين أو ثلاثين، وإذا لم يُرى يكون الشهر السابق.

الطالب:

دينار (09:58) مقبولًا.

الشيخ:

مقبولًا، يحتاج إلى متابعة، إذا وجد متابع صح.

القارئ:

أحسن الله إليك.

باب إجازة شهادة الشاهد الواحد على رؤية الهلال

نا محمد بن عثمان العجلي نا أبو أسامة ثنا زائدة نا سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أبصرت الهلال الليلة فقال: «أتشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله؟» قال: نعم قال: «قم يا فلان فأذن بالناس فليصوموا غدًا».

ثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي نا حسين بن علي الجعفي عن زائدة بهذا الاسناد ونحوه: وقال: "أمر بلالًا فأذَّن بالناس".

الشيخ:

تخريجه؟

 القارئ:

إسناده ضعيف؛ سِماك بن حرب روايته عن عكرمة خاصة مُضطربة، وقد اُختلف عليه في هذا الحديث فروي عنه مرسلًا والمرسل هو الصواب، والرواية في المُسند معلولة.

 قال الإمام الترمذي رحمه الله: "حديث ابن عباس في اختلاف".

 وروى سفيان الثوري وغيره عن سِماك عن عكرمة عن النبي -صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم- مرسلًا.

 وقال النسائي كما في تحفة الأشراف عن الرواية المرسلة: "هذا أولى بالصواب ولعل هذا الاختلاف بسبب ضعف رواية سماكٍ عن عكرمة".

وأخرجه ابن ماجه من طريق أبي أسامة عن زائدة عن سِماك به.

وأخرجه الترمذي والنسائي وفي (الكبرى) له، وابن الجارود والطحاوي في شرح (مُشكل الآثار)، والدارقطني والحاكم والبيهقي من طرقه عن سِماكٍ عن عكرمة به، وأخرجه عبد الرزاق، وأبو داوود والنسائي وفي (الكبرى) له، والطحاوي في شرح (المشكل)، والدارقطني من طريق سِماكٍ مرسلة.

الشيخ:

هذا كلام من؟

القارئ:

هذا كلام الدكتور ماهر الفحل.

الشيخ:

والعلماء أخذوا بهذا أنه في دخول الشهر يكفي واحد عدل لرؤيته، أما في خروج الشهر فلا بد من عدلين، لكن الحديث فيه كلام هنا.

الطالب:

(12:46) صحيح، وصححه ابن حبان.

الشيخ:

ما ذكر رواية سمِاك عن عكرمة، العلماء أخذوا بهذا أنه في دخول الشهر يكفي رؤية عدل واحد ثقة، أما خروج الشهر فلا بد من إثنين، لعله يعني الحديث سماك عن عكرمة فيه كلام، لكن ما تكلم الأعظمي عن سماك عن عكرمة؟

الطالب:

(13:30).

الشيخ:

الألباني تكلم عليه؟

القارئ:

ما تكلم عليه.

الطالب:

(13:41) كلامه غير مسموع.

القارئ:

باب ذكر البيان أن الله عز وجل أراد بقوله: ﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾ [البقرة:187]، بيان بياض النهار من الليل فوقع اسمًا لخيط على بياض النهار وعلى سواد الليل وهذا من الجنس الذي كنت أعلم أن العرب لم تكن تعرفها في معناها، وأن الله عز وجل إنما أنزل الكتاب بلغتهم لا بمعانيهم فالخيط لغتُهم وإيقاع هذا الاسم على بياض النهار وسواد الليل لم يكن من معانيهم التي يفهمونها حتى أعلمهم صلى الله عليه وسلم.

الشيخ:

الترجمة طويل، بارك الله لك.

وَفْقَ الله الجميع إلى طاعته، ورزق الله الجميع من واسع فضله، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهدُ أن لا إله إلَّا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد