({اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٣٥)}.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عباس: {اللَّهُ نُورُ السَّموَاتِ وَالأرْضِ} يقول: هادي أهل السماوات وَالْأَرْضِ.
وَقَالَ ابْنُ جُرَيْج: قَالَ مُجَاهِدٌ وَابْنُ عباس في قوله: {اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ} يُدْبِّرُ الْأَمْرَ فِيهِمَا، نُجُومِهِمَا وَشَمْسِهِمَا وَقَمَرِهِمَا.
وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنُ خَالِدٍ الرَقِّي، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ فَرْقَد، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: إِنَّ الله يَقُولُ: نُورِي هُدَايَ.
وَاخْتَارَ هَذَا الْقَوْلَ ابْنُ جَرِيرٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ).
الشيخ: في سنده فرقد
الطالب: نعم.
الشيخ: ما اسمه؟
الطالب: عن فرقد عن أنس.
الشيخ: ماذا قال عنه في التخريج؟
الطالب: قال: أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده ضعيف؛ لضعف وهب بن راشد، ويشهد له الرواية قبل السابقة، وابن راشد هو الذي روى عن فرقد.
الشيخ: في تعليق آخر عليه؟
(وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبيّ بْنِ كَعْبٍ في قول الله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ} قَالَ: هُوَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي جَعَلَ [اللَّهُ] الْإِيمَانَ وَالْقُرْآنَ فِي صَدْرِهِ، فَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلَهُ فقال: {اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ} فَبَدَأَ بِنُورِ نَفْسِهِ، ثُمَّ ذَكَرَ نُورَ الْمُؤْمِنُ فَقَالَ: مَثَلُ نُورِ مَنْ آمَنَ بِهِ. قَالَ: فَكَانَ أُبي بْنُ كَعْبٍ يَقْرَؤُهَا: "مَثَلُ نُورِ مَنْ آمَنَ بِهِ فَهُوَ الْمُؤْمِنُ جُعِلَ الْإِيمَانُ وَالْقُرْآنُ فِي صَدْرِهِ.
وَهَكَذَا قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبير، وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَرَأَهَا كَذَلِكَ: "نُورِ مَنْ آمَنَ بالله".
وقرأ بعضهم: "اللَّهُ نَوَّر السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ").
الشيخ: وقرأ بعضهم؟
الطالب: ما شكلها يا شيخنا، الله نور السماوات والأرض، وقرأ بعضهم: الله...
الشيخ: نوَّر السماوات، كذا عندكم؟
الطالب: [00:02:51]
الشيخ: نور ولا منور؟ الله منور، وقرأ بعضهم...
(وقرأ بعضهم: "اللَّهُ نَوَّر السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ"
وعن الضحاك: "اللَّهُ نَوَّر السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ").
الطالب: نفس القراءة، عطفها عليها.
الشيخ: كذا عندكم، وعن الضحاك منور.
الطالب: أحسن الله إليك، قال: وقرأ بعضهم، وجعلها بين معكوفتين، ولم يشكلها.
الطالب: تركها بدون تشكيل.
الشيخ: قرأ بعضهم ماذا؟ الله نور السماوات والأرض.
الطالب: ولعلها منور، حتى يكون هناك فرق بينها هي وقراءة الضحاك.
الشيخ: الضحاك بعدها؟
الطالب: لأن الضحاك قال: نوَّر، ووضع الشكل على الواو، فلعلها: وقرأ بعضهم: الله منور السماوات والأرض.
الشيخ: هكذا عندكم؟
الطالب: نعم.
الطالب: في بعض النسخ.
الشيخ: وعن الضحاك، الله نور السماوات والأرض.
(وقال السدي في قوله: {اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ}: فبنوره أضاءت السماوات وَالْأَرْضُ.
وَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي السِّيرَةِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي دُعَائِهِ يَوْمَ آذَاهُ أَهْلُ الطَّائِفِ: «أُعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ، وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، أَنْ يَحِلَّ بِيَ غَضبك أَوْ يَنْزِلَ بِي سَخَطُك، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بالله»).
الشيخ: ماذا قال في تخريجه؟
الطالب: قال: رواه ابن إسحاق بلاغًا وسنده ضعيف.
(وَفِي الصَّحِيحَيْنِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ سَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ قَيّم السماوات وَالْأَرْضِ وَمِنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ نُورُ السماوات وَالْأَرْضِ وَمِنْ فِيهِنَّ» الْحَدِيثَ).
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
{الله نور السماوات والأرض}، والحديث: «اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض»، موافق للآية، وهو سبحانه وتعالى نور السماوات والأرض، فليس للسماوات والأرض نور إلا من نوره سبحانه وتعالى، فلولا الله لكانت في ظلمة، ولكانت غير موجودة، فوجودها ونورها بالله سبحانه وتعالى، فنور السماوات والأرض بنوره سبحانه وتعالى، والنور وصف لله يليق بجلاله وعظمته، فالله سبحانه وتعالى من صفاته النور، وفي الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم يقول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الحديث الذي فيه أنه سبحانه وتعالى احتجب من خلقه قال: «حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه»، فالله تعالى احتجب عن خلقه بالنور، وهذا الحجاب الذي احتجب به من خلقه غير النور الذي هو وصفه سبحانه وتعالى، فالحجاب حجابه النور، والله سبحانه وتعالى لو كشف الحجاب لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه، فأنوار الشمس والقمر، وأنوار النجوم وغيرها، كل هذه أنوار مخلوقة.
وكذلك الحجاب، حجابه النور وهو مخلوق، وهو غير النور الذي هو وصف الله سبحانه وتعالى، وفي الحديث الذي في صحيح مسلم: «إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور»، وفي لفظ آخر: «حجابه النار، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه»، هذا الحجاب الذي من نور أو نار هذا حجاب مخلوق، أما نوره سبحانه الذي هو وصفه فهذا يليق بجلاله وعظمته، وصف قائم به سبحانه وتعالى، فهذه الأنوار التي في الدنيا، والشمس، والقمر، والنجوم، كلها أنوار مخلوقة، وكذلك النار، والنور الذي هو الحجاب، وكلها ليس لها نور إلا من نوره سبحانه وتعالى، فلولا الله لما كان لها نور، وما كان لها وجود، فالله سبحانه وتعالى وصفه النور، وفي هذا الحديث وإن كان الحديث فيه ضعف لكن له شواهد: «أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة»، أعوذ بنور وجهك، هذا النور الذي هو صفة من صفاته، وهو غير النور الذي هو الحجاب.
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن القيم أن الله تعالى وصفه النور، وحجابه النور، وأن الله تعالى وصفه النور، أن الله تعالى نور، ووصفه النور سبحانه وتعالى، واسمه النور أيضًا ذكر شيخ الإسلام ابن القيم، قال: اسمه النور، ووصفه النور، الله تعالى نور، ووصفه النور، واسمه النور، وذهب بعضهم إلى أن النور لا يسمى به إلا إذا أطلق على الله، ولم يأت إطلاق كامل، وإنما جاء {الله نور السماوات والأرض}، «أعوذ بنور وجهك»، بالإضافة، وذهب شيخ الإسلام ابن القيم وجماعة إلى أن النور اسم من أسمائه سبحانه.
(وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ عِنْدَهُ لَيْلٌ وَلَا نَهَارٌ، نُورُ الْعَرْشِ مِنْ نُورِ وَجْهِهِ).
الشيخ: تكلم على الأثر هذا؟
الطالب: لا، ما خرجه يا شيخ.
الشيخ: خرجه عندك في النسخة الأخرى؟ ما تكلم عليه؟ وعن ابن مسعود.
(وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ عِنْدَهُ لَيْلٌ وَلَا نَهَارٌ، نُورُ الْعَرْشِ مِنْ نُورِ وَجْهِهِ.
وَقَوْلُهُ: {مَثَلُ نُورِهِ} فِي هَذَا الضَّمِيرِ قَوْلَانِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ عَائِدٌ إِلَى اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، أَيْ: مَثَلُ هُدَاهُ فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ، قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ {كَمِشْكَاةٍ}.
وَالثَّانِي: أَنَّ الضَّمِيرَ عَائِدٌ إِلَى الْمُؤْمِنِ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ سِيَاقُ الْكَلَامِ: تَقْدِيرُهُ: مَثَلُ نُورِ الْمُؤْمِنِ الَّذِي فِي قَلْبِهِ، كَمِشْكَاةٍ. فَشَبَّهَ قَلْبَ الْمُؤْمِنِ وَمَا هُوَ مَفْطُورٌ عَلَيْهِ مِنَ الْهُدَى، وَمَا يَتَلَقَّاهُ مِنَ الْقُرْآنِ الْمُطَابِقِ لِمَا هُوَ مَفْطُورٌ عَلَيْهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} [هُودٍ: ١٧]، فَشَبَّهَ قَلْبَ الْمُؤْمِنِ فِي صَفَائِهِ فِي نَفْسِهِ بِالْقِنْدِيلِ مِنَ الزُّجَاجِ الشَّفَّافِ الْجَوْهَرِيِّ، وَمَا يَسْتَهْدِيهِ مِنَ الْقُرْآنِ وَالشَّرْعِ بِالزَّيْتِ الْجَيِّدِ الصَّافِي الْمُشْرِقِ الْمُعْتَدِلِ، الَّذِي لَا كَدَرَ فِيهِ وَلَا انْحِرَافَ).
مثل نوره، إما أن يعود الضمير إلى الله، مثل نوره، يعني هداه في قلب المؤمن كمشكاة، أو مثل نوره يعود إلى المؤمن الذي هداه الله، وجعل الإيمان في قلبه والقرآن مع الفطرة التي فطره الله عليها، شبه بالقنديل، ﴿مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ﴾ [النور:35].
(فَقَوْلُهُ: {كَمِشْكَاةٍ}: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَمُجَاهِدٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ: هُوَ مَوْضِعُ الْفَتِيلَةِ مِنَ الْقِنْدِيلِ. هَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ؛ وَلِهَذَا قَالَ بَعْدَهُ: {فِيهَا مِصْبَاحٌ}، وَهُوَ الذُّبالة الَّتِي تُضِيءُ.
وَقَالَ الْعَوْفِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [فِي] قَوْلِهِ: {اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ}: وَذَلِكَ أَنَّ الْيَهُودَ قَالُوا لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ يَخْلُصُ نُورُ اللَّهِ مَنْ دُونِ السَّمَاءِ؟ فَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلَ ذَلِكَ لِنُورِهِ، فَقَالَ: {اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ مَثَلُ نُورِهِ}. وَالْمِشْكَاةُ: كوَّة فِي الْبَيْتِ -قَالَ: وَهُوَ مَثَلٌ ضَرَبه اللَّهُ لِطَاعَتِهِ. فسمَّى اللَّهُ طاعَتَه نُورًا، ثُمَّ سَمَاها أَنْوَاعًا شَتَّى.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيح، عَنْ مُجَاهِدٍ: الْكُوَّةُ بلُغة الْحَبَشَةِ. وَزَادَ غَيْرُهُ فَقَالَ: الْمِشْكَاةُ: الْكُوَّةُ الَّتِي لَا مَنْفَذَ لَهَا. وَعَنْ مُجَاهِدٍ: الْمِشْكَاةُ: الْحَدَائِدُ الَّتِي يُعَلَّقُ بِهَا الْقِنْدِيلُ.
وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ أَوْلَى، وَهُوَ: أَنَّ الْمِشْكَاةَ هِيَ مَوْضِعُ الفَتيلة مِنَ الْقِنْدِيلِ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {فِيهَا مِصْبَاحٌ} وَهُوَ النور الذي في الذُّبالة.
قَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: الْمِصْبَاحُ: النُّورُ، وَهُوَ الْقُرْآنُ وَالْإِيمَانُ الَّذِي فِي صَدْرِهِ.
وَقَالَ السُّدِّي: هُوَ السِّرَاجُ.
{الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ} أَيْ: هَذَا الضَّوْءُ مُشْرِقٌ فِي زُجَاجَةٍ صَافِيَةٍ.
قَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ: وَهِيَ نَظِيرُ قَلْبِ الْمُؤْمِنِ. {الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ}: قَرَأَ بَعْضُهُمْ بِضَمِّ الدَّالِ مِنْ غَيْرِ هَمْزَةٍ، مِنَ الدُّرِّ، أَيْ: كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ مِنْ دُرّ.
وَقَرَأَ آخَرُونَ: "دِرّيء" وَ"دُرِّيء" بِكَسْرِ الدَّالِ وَضَمِّهَا مَعَ الْهَمْزِ، مِنَ الدَرْء وَهُوَ الدَّفْعُ؛ وَذَلِكَ أَنَّ النَّجْمَ إِذَا رُمي بِهِ يَكُونُ أَشَدُّ اسْتِنَارَةً مِنْ سَائِرِ الْأَحْوَالِ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي مَا لَا يُعْرَفُ مِنَ الْكَوَاكِبِ دَرَارِيَّ.
قَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: كَوْكَبٌ مُضِيءٌ. وَقَالَ قَتَادَةُ: مُضِيءٌ مُبِينٌ ضَخْمٌ. {يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ} أَيْ: يَسْتَمِدُّ مِنْ زَيْتِ زَيْتُونِ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ {زَيْتُونَةٍ} بَدَلٌ أَوْ عَطْفُ بَيَانٍ {لَا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ} أَيْ: لَيْسَتْ فِي شَرْقِيِّ بُقْعَتِهَا فَلَا تَصِلُ إِلَيْهَا الشَّمْسُ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، وَلَا فِي غَرْبِيِّهَا فَيَتَقَلَّصُ عَنْهَا الْفَيْءُ قَبْلَ الْغُرُوبِ، بَلْ هِيَ فِي مَكَانٍ وَسَطٍ، تَفْرَعه الشَّمْسُ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ إِلَى آخِرِهِ، فَيَجِيءُ زَيْتُهَا مُعْتَدِلًا صَافِيًا مُشْرِقًا.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ سِمَاك بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ} قَالَ: شَجَرَةٌ بِالصَّحْرَاءِ، لَا يُظِلُّهَا جَبَلٌ وَلَا شَجَرٌ وَلَا كَهْفٌ، وَلَا يُوَارِيهَا شَيْءٌ، وَهُوَ أَجْوَدُ لِزَيْتِهَا.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القَطَّان، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْر، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ: {لَا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ} قَالَ: هِيَ بِصَحْرَاءَ، وَذَلِكَ أَصْفَى لزيتهَا.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم، حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ فَرُّوخ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ -وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ: {زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ} قَالَ تِلْكَ [زَيْتُونَةٌ] بِأَرْضِ فَلَاةٍ، إِذَا أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ أَشْرَقَتْ عَلَيْهَا، وَإِذَا غَرُبَتْ غَرُبَتْ عَلَيْهَا فَذَاكَ أَصْفَى مَا يَكُونُ مِنَ الزَّيْتِ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ: {[زَيْتُونَةٍ] لَا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ} قَالَ: لَيْسَتْ بِشَرْقِيَّةٍ، لَا تُصِيبُهَا الشَّمْسُ إِذَا غَرُبَتْ، وَلَا غَرْبِيَّةٍ لَا تُصِيبُهَا الشَّمْسُ إِذَا طَلَعَتْ، [وَلَكِنَّهَا شَرْقِيَّةٌ وَغَرْبِيَّةٌ، تُصِيبُهَا إِذَا طَلَعَتْ] وَإِذَا غَرُبَتْ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْر فِي قَوْلِهِ {زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ} قَالَ: هُوَ أَجْوَدُ الزَّيْتِ. قَالَ: إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ أَصَابَتْهَا مِنْ صَوْبِ الْمَشْرِقِ، فَإِذَا أَخَذَتْ فِي الْغُرُوبِ أَصَابَتْهَا الشَّمْسُ، فَالشَّمْسُ تُصِيبُهَا بِالْغَدَاةِ والعَشِيّ، فَتِلْكَ لَا تُعَدُّ شَرْقِيَّةً وَلَا غَرْبِيَّةً.
وَقَالَ السُّدِّيُّ [فِي] قَوْلِهِ: {زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ} يَقُولُ: ليست بشرقية يحوزها الْمَشْرِقُ، وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَحُوزُهَا الْمَغْرِبُ دُونَ الْمَشْرِقِ، وَلَكِنَّهَا عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ، أَوْ فِي صَحْرَاءَ، تُصِيبُهَا الشَّمْسُ النهارَ كلَّه.
وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ: {زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ} أَنَّهَا فِي وَسَطِ الشَّجَرِ، وَلَيْسَتْ بَادِيَةً لِلْمَشْرِقِ وَلَا لِلْمَغْرِبِ.
وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبي بْنِ كَعْبٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ} قَالَ: فَهِيَ خَضْرَاءُ نَاعِمَةٌ، لَا تُصِيبُهَا الشَّمْسُ عَلَى أَيِّ حَالٍ كَانَتْ، لَا إِذَا طَلَعَتْ وَلَا إِذَا غَرُبَتْ).
هذا عكس ما سبق من الأقوال، الأقوال السابقة فيها أنها شرقية تغيب وتصيبها الشمس طول النهار، وهذا لا تصيبها لا في مشرق ولا في مغرب.
(لَا إِذَا طَلَعَتْ وَلَا إِذَا غَرُبَتْ، قَالَ: فَكَذَلِكَ هَذَا الْمُؤْمِنُ، قَدْ أُجِيرَ مِنْ أَنْ يُصِيبَهُ شَيْءٌ مِنَ الْفِتَنِ، وَقَدِ ابْتُلِيَ بِهَا فَيُثَبِّتُهُ اللَّهُ فِيهَا، فَهُوَ بَيْنَ أَرْبَعِ خِلَالٍ: إِنْ قَالَ صَدَق، وَإِنْ حَكَمَ عَدَلَ، وَإِنِ ابْتُلِيَ صَبَرَ، وَإِنْ أُعْطِيَ شَكَرَ، فَهُوَ فِي سَائِرِ النَّاسِ كَالرَّجُلِ الْحَيِّ يَمْشِي فِي قُبُورِ الْأَمْوَاتِ).
يعني هو حي والناس أموات؛ لأنه مستقيم، ومن حوله عندهم الفتن والشهوات، ماذا قال عليه؟
الطالب: قال: أخرجه الطبري، وأبو حاتم بسند جيد من طريق أبي جعفر به.
الشيخ: النسخة الثانية تكلم عليه؟
(وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا مُسَدَّد قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانة، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ: {زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ} قَالَ: هِيَ وَسَطَ الشَّجَرِ، لَا تُصِيبُهَا الشَّمْسُ شَرْقًا وَلَا غَرْبًا.
وَقَالَ عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ: {لَا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ} قَالَ: هِيَ شَجَرَةٌ فِي مَوْضِعٍ مِنَ الشَّجَرِ، يُرَى ظِلُّ ثَمَرِهَا فِي وَرَقِهَا، وَهَذِهِ مِنَ الشَّجَرِ لَا تَطْلُعُ عَلَيْهَا الشَّمْسُ وَلَا تَغْرُبُ).
العوفي يروي عن ابن عباس.
الطالب: قال: أخرجه ابن أبي حاتم بسند حسن من طريق عبد الله بن إدريس عن أبيه عن عطية العوفي.
(وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِي، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ} لَيْسَتْ شَرْقِيَّةً لَيْسَ فِيهَا غَرْبٌ، وَلَا غَرْبِيَّةً لَيْسَ فِيهَا شَرْقٌ، وَلَكِنَّهَا شَرْقِيَّةٌ غَرْبِيَّةٌ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ القُرَظي: {لَا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ} قَالَ: هِيَ القبْلية.
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: {لَا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ} قَالَ: الشَّامُ.
وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: لَوْ كَانَتْ هَذِهِ الشَّجَرَةُ فِي الْأَرْضِ لَكَانَتْ شَرْقِيَّةً أَوْ غَرْبِيَّةً، وَلَكِنَّهُ مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لِنُورِهِ.
وَقَالَ الضَّحَّاكُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {توقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ} قَالَ: رَجُلٌ صَالِحٌ {زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ} قَالَ: لَا يَهُودِيٍّ وَلَا نَصْرَانِيٍّ.
وَأَوْلَى هَذِهِ الْأَقْوَالِ القولُ الْأَوَّلُ، وَهُوَ أَنَّهَا فِي مُسْتَوًى مِنَ الْأَرْضِ، فِي مَكَانٍ فَسِيحٍ بَارِزٍ ظَاهِرٍ ضَاحٍ لِلشَّمْسِ، تَفْرعه مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ إِلَى آخِرِهِ، لِيَكُونَ ذَلِكَ أَصْفَى لِزيتِهَا وَأَلْطَفُ).
هذا هو الأقرب، الأقرب أنها بادية للشمس، بادية للشمس، تقرعه الشمس صباحًا ومساءً وظهرًا في جميع الأوقات، أما القول بأنها {لا شرقية ولا غربية} يعني خضراء لا تصيبها الشمس، هذا بعيد، سياق الآية يدل على أنها تصيبها الشمس، ﴿مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ﴾[النور:35]، وهذا مثل ضربه الله إما لنوره أو مثل للمؤمن، يودعه الله في قلب المؤمن الذي هداه الله، وأعطاه الإيمان والقرآن مع الفطرة التي فطره الله عليها، مثل هذا النور مثل نور الله، أو مثل نور المؤمن في قلب المؤمن كمشكاة، فيها مصباح، المشكاة يعني الفتيلة، كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة، المصباح الذي فيه الفتيلة يكون فيه زجاجة، هذه الزجاجة كأنها كوكب دري من صفائها، توقد من شجرة مباركة زيتونة، لا شرقية ولا غربية من شدة صفائها، يعني تصيبها الشمس صباحًا ومساءً وجميع الأوقات حتى يستمر صفاؤها، لو كانت شرقية أو غربية يضعف صفاؤها، فإذا كانت تصيبها في جميع الأوقات صار أصفى لزيتها، كما قال، الأولى أن تقرعه الشمس، أعد وأولى الأقوال...
(وَأَوْلَى هَذِهِ الْأَقْوَالِ القولُ الْأَوَّلُ، وَهُوَ أَنَّهَا فِي مُسْتَوًى مِنَ الْأَرْضِ، فِي مَكَانٍ فَسِيحٍ بَارِزٍ ظَاهِرٍ ضَاحٍ لِلشَّمْسِ، تَفْرعه مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ إِلَى آخِرِهِ، لِيَكُونَ ذَلِكَ أَصْفَى لِزيتِهَا وَأَلْطَفُ كَمَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِمَّنْ تَقَدَّمَ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ} قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: يَعْنِي: لِضَوْءِ إِشْرَاف الزَّيْتِ).
الطالب: عندنا كضوء إشراق الزيت.
الشيخ: ولهذا قال...
الطالب: (وَلِهَذَا قَالَ: {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ} قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: يَعْنِي: لِضَوْءِ إِشْرَاف الزَّيْتِ).
الطالب: وفي النسخة الثانية: كضوء إشراق الزيت.
الشيخ: أعد.
الطالب: (وَلِهَذَا قَالَ: {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ} قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: يَعْنِي: لِضَوْءِ إِشْرَاف الزَّيْتِ).
الشيخ: لضوء إشراق؟
الطالب: إشراف، عندي بالفاء.
الشيخ: لا، إشراق، بالقاف، عندكم كذا؟
الطالب: نعم.
الطالب: كضوء أو لضوء؟
الشيخ: لضوء.
الطالب: لضوء إشراق الزيت.
الشيخ: الأقرب لضوء، أعد، وقال من؟
الطالب: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: يَعْنِي: لِضَوْءِ إِشْرَاق الزَّيْتِ.
الشيخ: ﴿يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ﴾ [النور:35]؛ لضوءه، لضوء إشراقه، ولو لم تمسسه نور، ما هو كضوء، لشدة صفاءه يكاد يضيء ولو لم تمسسه نور، لضوءه، السياق يقتضي أنها باللام لا بالكاف.
(وَقَوْلُهُ: {نُورٌ عَلَى نُورٍ} قَالَ الْعَوْفِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: يَعْنِي بِذَلِكَ إِيمَانَ الْعَبْدِ وَعَمَلَهُ).
الإيمان نور والعمل نور، نور على نور.
(وَقَالَ مُجَاهِدٌ، وَالسُّدِّيُّ: يَعْنِي نُورَ النَّارِ وَنُورَ الزَّيْتِ.
وَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: {نُورٌ عَلَى نُورٍ} فَهُوَ يَتَقَلَّبُ فِي خَمْسَةٍ مِنَ النُّورِ، فَكَلَامُهُ نُورٌ، وَعَمَلُهُ نُورٌ، وَمَدْخَلُهُ نُورٌ، وَمَخْرَجُهُ نُورٌ، وَمَصِيرُهُ إِلَى النُّورِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى الْجَنَّةِ).
يعني المؤمن، وقال من؟
الطالب: (وَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: {نُورٌ عَلَى نُورٍ} فَهُوَ يَتَقَلَّبُ فِي خَمْسَةٍ مِنَ النُّورِ، فَكَلَامُهُ نُورٌ، وَعَمَلُهُ نُورٌ، وَمَدْخَلُهُ نُورٌ، وَمَخْرَجُهُ نُورٌ، وَمَصِيرُهُ إِلَى النُّورِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى الْجَنَّةِ).
يعني يرجع إلى القول الأول هذا، عمله نور، الإيمان نور، والعمل نور.
(وَقَالَ شِمْر بْنُ عَطية: جَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى كَعْبِ الْأَحْبَارِ فَقَالَ: حَدِّثْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ} قَالَ: يَكَادُ مُحَمَّدٌ يَبِين لِلنَّاسِ، وَلو لَمْ يَتَكَلَّمْ، أَنَّهُ نَبِيٌّ، كَمَا يَكَادُ ذَلِكَ الزَّيْتُ أَنْ يُضِيءَ).
يكاد يبين يعني يظهر، يظهر ويعرف أنه نبي بالعلامات، ولو لم يتكلم، فكيف إذا تكلم؟
(وَقَالَ السُّدِّي فِي قَوْلِهِ: {نُورٌ عَلَى نُورٍ} قَالَ: نُورُ النَّارِ وَنُورُ الزَّيْتِ، حِينَ اجْتَمَعَا أَضَاءَا، وَلَا يُضِيءُ وَاحِدٌ بِغَيْرِ صَاحِبِهِ [كَذَلِكَ نُورُ الْقُرْآنِ وَنُورُ الْإِيمَانِ حِينَ اجْتَمَعَا، فَلَا يَكُونُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا إِلَّا بِصَاحِبِهِ]).
ما رجح المؤلف قول: نور على نور، إذا قيل: مثل نوره يعني إذا كان الضمير يعود إلى الله -عَزَّ وَجَلَّ-، مثل نوره الذي قذفه في قلب المؤمن من الإيمان والعمل الصالح، نور على نور، العلم نور والعمل نور، نور على نور، كذلك المشكاة التي فيها المصباح، يكاد الزيت يضيء لصفائه، فإذا كان فيه النور صار نور آخر، نور الزيت إذا أشعل فيجتمع نوران: نور إشراق الزيت، وإشراق النار أو النور، يجتمعان، وكذلك المؤمن نور الله تعالى في قلبه، يقذف الله الهداية في قلبه والعلم، وهو الإيمان، ثم يثمر العمل الصالح، نور على نور.
(وَقَوْلُهُ: {يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ} أَيْ: يُرْشِدُ اللَّهُ إِلَى هِدَايَتِهِ مَنْ يَخْتَارُهُ، كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ:
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ خَلْقَهُ فِي ظُلْمَةٍ، ثُمَّ أَلْقَى عَلَيْهِمْ مِنْ نُورِهِ يَوْمَئِذٍ، فَمَنْ أَصَابَ يَوْمَئِذٍ مِنْ نُورِهِ اهْتَدَى، وَمَنْ أَخْطَأَهُ ضَلَّ. فَلِذَلِكَ أَقُولُ: جفَّ الْقَلَمُ عَلَى عِلْمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»).
الشيخ: تخريجه، ماذا قال عليه؟
الطالب: أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه، وصحح سنده محققوه.
الشيخ: النسخة الثانية؟
الطالب: [00:38:31]
الشيخ: يهدي الله من يشاء، أي: أن الله تعالى يهدي لنوره من يشاء ويصطفيه ويوفقه للهداية، مثل قوله تعالى في القرآن: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾[الشورى:52]، الإيمان والنور يهدي الله به من يصطفيه ويختاره، ليس كل أحد، ولكن جعلناه نورًا، القرآن روح، روح لتوقف الحياة الحقيقة عليه، وسمي نورًا؛ لتوقف الهداية عليه، ولكن ليس لكل أحد، بل لمن يوفقه الله ويختاره، ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا﴾[الشورى:52]، هنا قال: ﴿يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ﴾[النور:35]، يعني من اختار، والآية الأخرى تشهد لمعنى الحديث: أن الله تعالى خلق الخلق في ظلمة، ثم أقاده من نوره، فما أصابه من نوره اهتدى.
(طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْهُ: قَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْد، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو الشَّيباني).
الطالب: نهاد بن عثمان، نهاد بن عثمان قال: حدثنا أيوب بن سويد.
الشيخ: وماذا عندك؟
الطالب: قَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْد، عَنْ يَحْيَى.
الشيخ: قبلها إيهاب.
الطالب: قبل أيوب، هو شيخ البزار.
الشيخ: نهار؟
الطالب: نهاد.
الشيخ: نهاد بالهمزة.
الطالب: بالدال يا شيخ نهاد.
الشيخ: الأولى النون يعني نهاد.
الطالب: ابن عثمان.
الشيخ: نهاد بن عثمان، ماذا بعده؟
(حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْد، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السيباني، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ خَلْقَهُ فِي ظُلْمَةٍ، فَأَلْقَى عَلَيْهِمْ نُورًا مِنْ نُورِهِ، فَمَنْ أَصَابَهُ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ اهْتَدَى، وَمَنْ أَخْطَأَهُ ضَلَّ. [وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ، بِلَفْظِهِ وَحُرُوفِهِ]).
وهذه الطرق تقوي بعضها بعضًا، تفيد الحديث قوة، ومعناها صحيح تؤيده الأدلة.
الطالب: السند الأخير قال: أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه، وضعف سنده محققوه، وجود الحافظ ابن كثير سنده، والحق أنه ضعيف؛ لانقطاعه بين...
الشيخ: الثاني...
الطالب: لالا شيخنا، لا، معذرة، لالا، صحيح.
الطالب: هذا غيره.
الشيخ: هذا غيره.
(وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} لَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى هَذَا مَثَلًا لِنُورِ هُدَاهُ فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ، خَتَمَ الْآيَةَ بِقَوْلِهِ: {وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} أَيْ: هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ يَسْتَحِقُّ الْهِدَايَةَ مِمَّنْ يَسْتَحِقُّ الْإِضْلَالَ).
لأنه سبحانه وتعالى حكيم عليم، هو عليم بالذوات التي تصلح لغرس الهداية، ويوفقها، وعليم بالذوات التي لا تصلح لغرس الهداية فيخذلها، وله الحكمة البالغة سبحانه، يضل من يشاء، يهدي من يشاء برحمته وفضله، ويضل من يشاء بحكمته وعدله، {لا يسأل عما يفعل وهم يسألون}.
(قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ -يَعْنِي شَيْبَانَ -، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّة، عَنْ أَبِي البَخْتَري، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْقُلُوبُ أَرْبَعَةٌ: قَلْبٌ أَجْرَدُ فِيهِ مِثْلُ السِّرَاجِ يُزهرُ، وَقَلْبٌ أَغْلَفُ مَرْبُوطٌ عَلَى غِلَافِهِ، وَقَلْبٌ مَنْكُوسٌ، وَقَلْبٌ مُصْفَح: فَأَمَّا الْقَلْبُ الْأَجْرَدُ فَقَلْبُ الْمُؤْمِنِ، سِرَاجُهُ فِيهِ نُورُهُ. وَأَمَّا الْقَلْبُ الْأَغْلَفُ فَقَلْبُ الْكَافِرِ. وَأَمَّا الْقَلْبُ الْمَنْكُوسُ فَقَلْبُ [الْمُنَافِقِ] عَرَفَ ثُمَّ أَنْكَرَ. وَأَمَّا الْقَلْبُ المُصْفَح فَقَلْبٌ فِيهِ إِيمَانٌ وَنِفَاقٌ، وَمَثَلُ الْإِيمَانِ فِيهِ كَمَثَلِ الْبَقْلَةِ يَمُدّها الْمَاءُ الطَّيِّبُ، وَمَثَلُ النِّفَاقِ فِيهِ كَمَثَلِ القُرحة يَمُدَّها الْقَيْحُ وَالدَّمُ، فَأَيُّ الْمَدَّتَيْنِ غَلَبَتْ عَلَى الْأُخْرَى غَلَبَتْ عَلَيْهِ». إِسْنَادُهُ جيد ولم يخرجوه).
الشيخ: تكلم عليه عنده؟
الطالب: قال: أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه، وضعف سنده محققوه، وجود الحافظ ابن كثير سنده، والحق أنه ضعيف؛ لانقطاعه بين أبي البختري، وأبي سعيد رضي الله عنه.
الشيخ: كذا عندكم؟ النسخة الأخرى.
الطالب: النسخة هذه أحسن الله إليك قال: إسناده ضعيف لعلتين: الأولى: الإرسال، فإن أبا البختري لم يسمع من أبي سعيد، قاله أبو داود عقب إخراج حديثًا له عن أبي سعيد، وقال أحسن الله إليك: وأبو البختري لم يسمع من أبي سعيد، ونقله عنه ابن حجر في التهذيب، وأبو البختري اسمه سعيد بن فيروز بن عمران الطائي الكوفي، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه في المراسيل: لم يدرك أبا ذر، ولا أبا سعيد، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال سعيد بن فيروز: ويقال: سعيد بن عمران، وقيل: غير ذلك، وقال ابن سعد: كان كثير الحديث يرسل حديثه ويروي عن الصحابة ولم يسمع من كثير أحد، فما كان من حديثه سماعًا فهو حسن، وما كان غيره فهو ضعيف.
الشيخ: العلة الثانية؟
الطالب: قال: العلة الثانية: هي أنه من طريق ليث وهو ابن أبي سليم، واسم أبيه أيمن، وقيل: أنس، وقيل: غير ذلك، وهو صدوق اختلط جدًا، ولم يتميز حديثه فتُرك، قاله ابن حجر، وقال الذهبي: فيه ضعف يسير من سوء حفظه، كان ذا صلاة وصيام وعلم كثير، وبعضهم احتج به، روى له مسلم مقرونًا، وأما عمرو بن مرة فهو ثقة، والحديث أخرجه الطبراني في الصغير، وأبو نعيم في الحلية، وقال أبو نعيم: قد رواه جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن حذيفة مرسلًا.
الشيخ: العلة الأولى: الانقطاع، والعلة الثانية ماذا؟
الطالب: ليث.
الشيخ: ليث ابن أبي سليم، ضعف ليث، أعد الحديث.
(قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ -يَعْنِي شَيْبَانَ -، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّة، عَنْ أَبِي البَخْتَري، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْقُلُوبُ أَرْبَعَةٌ: قَلْبٌ أَجْرَدُ فِيهِ مِثْلُ السِّرَاجِ يُزهرُ، وَقَلْبٌ أَغْلَفُ مَرْبُوطٌ عَلَى غِلَافِهِ، وَقَلْبٌ مَنْكُوسٌ، وَقَلْبٌ مُصْفَح: فَأَمَّا الْقَلْبُ الْأَجْرَدُ فَقَلْبُ الْمُؤْمِنِ، سِرَاجُهُ فِيهِ نُورُهُ. وَأَمَّا الْقَلْبُ الْأَغْلَفُ فَقَلْبُ الْكَافِرِ. وَأَمَّا الْقَلْبُ الْمَنْكُوسُ فَقَلْبُ [الْمُنَافِقِ] عَرَفَ ثُمَّ أَنْكَرَ. وَأَمَّا الْقَلْبُ المُصْفَح فَقَلْبٌ فِيهِ إِيمَانٌ وَنِفَاقٌ، وَمَثَلُ الْإِيمَانِ فِيهِ كَمَثَلِ الْبَقْلَةِ يَمُدّها الْمَاءُ الطَّيِّبُ، وَمَثَلُ النِّفَاقِ فِيهِ كَمَثَلِ القُرحة يَمُدَّها الْقَيْحُ وَالدَّمُ، فَأَيُّ الْمَدَّتَيْنِ غَلَبَتْ عَلَى الْأُخْرَى غَلَبَتْ عَلَيْهِ». إِسْنَادُهُ جيد ولم يخرجوه).
الشيخ: القلب الأزهر هذا قلب المؤمن، والقلب الأغلف قلب الكافر، سواء كان وثني أو كان كتابيًا؛ لقوله تعالى عن اليهود أنهم قالوا: {قلوبنا غلف}، والقلب المنكوس قلب المنافق، والقلب المصفح قلب المؤمن العاصي، فيه مادتان: مادة الإيمان، ومادة المعصية، مادة الإيمان كالبقلة، والمادة الأخرى كالقرحة، أيهما غلب...
الطالب: يعلق عليه [00:50:51] مأخوذ من صفحة الوجه.
الشيخ: مصفح وصف بالشكل؟
الطالب: قال: نعم أحسن الله إليك، قال: الذي له وجهان، بتسكين الصاد وفتح الفاء.
الشيخ: مصفح، قد يقال: له شواهد هذا الحديث، له شواهد، اليهود قالوا: {قلوبنا غلف}، والأزهر تشهد له هذه الآية، والأحاديث الأخرى التي فيها أن قلب المؤمن كالأزهر، والقلب المنكوس قلب منافق، كل لها شواهد في الجملة.
الطالب: في صحيح مسلم أن القلوب على قلبين: قلب منكوس كالكوز مجخيًا.
الشيخ: وقلب لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض.
({فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (٣٦) {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ (٣٧) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (٣٨)}.
لَمَّا ضَرَبَ اللَّهُ تَعَالَى [مَثَلَ] قَلْبِ الْمُؤْمِنِ، وَمَا فِيهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ، بِالْمِصْبَاحِ فِي الزُّجَاجَةِ الصَّافِيَةِ الْمُتَوَقِّدِ مِنْ زَيْتٍ طَيِّبٍ، وَذَلِكَ كَالْقِنْدِيلِ).
بركة قف على {في بيوت أذن الله}.