القارئ:
قال الإمام/ الحافظُ ابن خزيمة -رحمه الله تعالى- في صحيحه:
"جماع أبواب الأهلة، ووقت ابتداء صوم شهر رمضان".
بَاب ذِكْر الْبَيَانِ أَنَّ اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- أَرَادَ بِقَوْلِهِ: ﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾ [البقرة: 187] بَيَانَ بَيَاضِ النَّهَارِ مِنَ اللَّيْلِ، فَوَقَعَ اسْمًا لِخَيْطٍ عَلَى بَيَاضِ النَّهَارِ، وَعَلَى سَوَادِ اللَّيْلِ، وَهَذَا مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ الْعَرَبَ لَمْ تَكُنْ تَعْرِفُهَا فِي مَعْنَاهَا".
الشيخ:
أَعْلَمُ أو أُعْلِمُ؛ محتمل.
القارئ:
"وَأَنَّ اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- إِنَّمَا أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِلُغَتِهُمْ، لَا بِمَعَانِيهِمْ.
فَالْخَيْطُ لُغَتُهُمْ، وَإِيقَاعُ هَذَا الِاسْمُ عَلَى بَيَاضِ النَّهَارِ وَسَوَادِ اللَّيْلِ لَمْ يَكُنْ مِنْ مَعَانِيهِمُ الَّتِي يَفْهَمُونَهَا حَتَّى أَعْلَمَهُمْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخبرنَا الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ أَبُو عُثْمَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْد الرَّحْمَن الصَّابُونِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَخْبَرَنا بِبَعْضِ الْأَحَادِيثِ أَبُو الْقَاسِمِ زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ، قال: أَخبرنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَا: أَخبرنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قال: حدثنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قال: حدثَنَا أَحْمَد بْنُ مَنِيعٍ".
الشيخ:
هذا كان من رواية تلاميذه عنه.
القارئ:
نعم، أحسن الله إليك.
قال: "حدثَنَا هُشَيْمٌ، قال: أَخْبَرَنا حُصَيْنٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قال: أَخْبَرَني عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: «لَمَّا نَزَلَتْ ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ﴾ [البقرة: 187] قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا ذَلكَ بَيَاضُ النَّهَارِ مِنْ سَوَادِ اللَّيْلِ».
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قال: حدثنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللَّه، مَا الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ؟ أَهُمَا الْخَيْطَانِ؟ قَالَ: إِنَّكَ لَعَرِيضُ الْقَفَا، أَرَأَيْتَ أَبْصَرْتَ الْخَيْطَيْنِ قَطُّ؟! ثُمَّ قَالَ: لَا، بَلْ هُوَ سَوَادُ اللَّيْلِ، وَبَيَاضُ النَّهَارِ»".
الشيخ:
جاء في حديث آخر أن عدي نفسه جعل تحت وسادته عقالين، أحدهما أبيض، والآخر أسود، وجعل يأكل حتى يتبين له، فلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّكَ لَعَرِيضُ الْقَفَا»؛ يعني عريض الوسادة، كأن الوسادة تسع بياض النهار، وسواد الليل؟! بيَّن له؛ لأنها ما أنزلت: ﴿مِنَ الْفَجْرِ﴾ [البقرة: 187]، ثم أنزل الله: ﴿مِنَ الْفَجْرِ﴾ [البقرة: 187]، فعلموا أن المراد بياض النهار، وسواد الليل، أنزل الله: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ﴾ [البقرة: 187]، ولم تنزل ﴿مِنَ الْفَجْرِ﴾ [البقرة: 187]، فجعل بعض الصحابة يظن أنه الخيط حتى نزلت ﴿مِنَ الْفَجْرِ﴾ [البقرة: 187]، فما ذكر هذا ابن خزيمة في حديثه أنه جعل عقالين تحت وسادته.
ماذا قال عليه؟
القارئ:
قال: الحديث الأول إسناده صحيح، أخرجه ابن حبان من طريق المصنف به، وأخرجه ابن أبي شيبة، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والطبري في (التفسير)، والطحاوي في (شرح معنى الآثار)، وأبو عوانة، وابن حبان، والطبراني، والبيهقي، والبغوي في (التفسير)، وأخرجه الحميدي، وأحمد، والترمذي، والطبري في (التفسير)، وأبو عوانة، والطبراني في (الكبير) من طرق عن الشعبي عن عدي به، وأخرجه الطحاوي في (شرح معنى الآثار) من طريق حصين، ومجالد عن الشعبي به.
الشيخ:
في مسلم.
القارئ:
أما الحديث الثاني: قال: أخرجه البخاري وغيره؛ النسائي.
الشيخ:
وفيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بيَّن لهم، بيَّن للصحابة أن المراد بالخيط الأبيض بياض النهار، والمراد بالخيط الأسود سواد الليل، أعد الترجمة.
القارئ:
"بَاب ذِكْر الْبَيَانِ أَنَّ اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- أَرَادَ بِقَوْلِهِ: ﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾ [البقرة: 187] بَيَانَ بَيَاضِ النَّهَارِ مِنَ اللَّيْلِ".
الشيخ:
الرسول -صلى الله عليه وسلم- بيَّن هذا في الحديث كما هو واضح.
القارئ:
"فَوَقَعَ اسْمًا لِخَيْطٍ عَلَى بَيَاضِ النَّهَارِ، وَعَلَى سَوَادِ اللَّيْلِ، وَهَذَا مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ الْعَرَبَ لَمْ تَكُنْ تَعْرِفُهَا فِي مَعْنَاهَا".
الشيخ:
ما كان العرب يعرفون أن الخيط الأبيض: بياض النهار، والخيط الأسود: سواد الليل، ما كانوا يعرفونه، فالنبي بيَّن هذا، قال: المراد به هكذا.
القارئ:
"وَأَنَّ اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- إِنَّمَا أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِلُغَتِهُمْ، لَا بِمَعَانِيهِمْ. فَالْخَيْطُ لُغَتُهُمْ".
الشيخ:
"فَالْخَيْطُ لُغَتُهُمْ"، لكن المعنى: ما كان العرب يطلقون الخيط الأبيض على بياض النهار، والخيط الأسود على سواد الليل، فأعلمهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمعنى، وإن كان اللفظ من لغتهم، الخيط من اللغة العربية، لكن المعنى إن الخيط الأبيض هو بياض النهار؛ ما كان هذا المعنى معروف. هذا أمر شرعي، جاء في الشرع، مثل: الصلاة، والزكاة، والصوم.
قبل الإسلام ما كانوا يعرفون الصلاة، الصلاة معروفة لغة: الدعاء، فجاء الإسلام، وبيَّن أن الصلاة هي هيئة العبادة المشتملة على الأذكار، والقراءة.
وكذلك الزكاة، وكذلك الصوم، وكذلك الحج، كل هذه ليست معلومة قبل الإسلام، فكذلك الخيط الأبيض والخيط الأسود ما كان معروف بأن الخيط الأبيض بياض النهار حتى بيَّن لهم النبي -صلى الله عليه وسلم-.
القارئ:
أحسن الله لك.
"وَإِيقَاعُ".
مناقشة: ما المراد بالأستاذ؟
الشيخ:
الأستاذ هو المعروف، الأستاذ، والمدرِّس، والمعلِّم، هذا كان معروفًا من قديم.
القارئ:
"وَإِيقَاعُ هَذَا الِاسْمُ عَلَى بَيَاضِ النَّهَارِ وَسَوَادِ اللَّيْلِ لَمْ يَكُنْ مِنْ مَعَانِيهِمُ الَّتِي يَفْهَمُونَهَا".
الشيخ:
العالم الجويني لما قرر نفي العلو، وكان يقرر على التلاميذ، يقول لهم: إن الله تعالى واجب الوجود، وهو على ما كان. يعني قصده أن ينفي العلو؛ ما فيه علو، ما فيه أن الله في العلو؛ يعني في كل مكان، وجعل يقرر هذا، فقام أحد التلاميذ، وقال: يا أستاذ. قديمًا يقولونها للإمام الجويني.
يا أستاذ، أنت تقرر، تقول: لا يوجد علو ولا كذا، أخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في أنفسنا، ما لنا إذا قال أحد: يا الله؛ إلا طلبه في العلو؟ كيف ندفع هذه الضرورة؟
فتحير، وقال: حيرني الهمداني، حيرني، حيرني. ولطم وجهه ورأسه، فقولهم: يا أستاذ؛ من قديم.
القارئ:
"وَإِيقَاعُ هَذَا الِاسْمُ عَلَى بَيَاضِ النَّهَارِ وَسَوَادِ اللَّيْلِ لَمْ يَكُنْ مِنْ مَعَانِيهِمُ الَّتِي يَفْهَمُونَهَا حَتَّى أَعْلَمَهُمْ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-".
الشيخ:
علَّمهم المعاني والأحكام -عليه الصلاة والسلام-.
القارئ:
"بَاب الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْفَجْرَ".
الشيخ:
من ذلك لما نزل قول الله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ [الأنعام:82] جثى الصحابة على الركب، وقالوا: يا رسول الله، أينا لم يظلم نفسه؟! ظنوا أن المراد بالظلم المعاصي، ما يوجد أحد يَسْلَم.
والله تعالى قال: "الأمن لمن لا يلبس إيمانه بظلم". كلنا نقع في المعاصي، فقال: «إنه ليس بالذي تعنون، ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [لقمان:13]؟»، فالمراد بالظلم هنا الشرك، وليس المعاصي، هذا من البيان الذي بيَّنه النبي صلى الله عليه وسلم، من الآيات التي فسَّرها النبي -صلى الله عليه وسلم-، فسر آية بآية، فسَّر الظلم الذي في سورة الأنعام بالظلم في سورة لقمان، ﴿وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [لقمان:13].
القارئ:
أحسن الله إليك.
"بَاب الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْفَجْرَ هُمَا فَجْرَانِ، وَأَنَّ طُلُوعَ الثَّانِي مِنْهُمَا هُوَ الْمُحَرِّمُ عَلَى الصَّائِمِ الْأَكْلَ وَالشُّرْبَ وَالْجِمَاعَ".
الشيخ:
فجران؛ صادق وكاذب.
فالفجر الكاذب يبيح الطعام، ويحرِّم صلاة الفجر؛ لأنه يخرج قبل الوقت، وهو يخرج مثل: ذنب السرحان في وسط السماء، ثم يظلم.
والفجر الثاني هو الفجر الصادق، وهو الذي ينتشر، يخرج من جهة المشرق، وينتشر، وهو يحرِّم الطعام على الصائم، ويبيح الصلاة.
الفجر الصادق، والفجر الكاذب؛ فجران، وقال عليه الصلاة والسلام: «إن بلالًا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم. وكان رجلًا أعمى، لا يؤذن حتى يقال له: أصبحت، أصبحت».
القارئ:
أحسن الله إليك.
"وَأَنَّ طُلُوعَ الثَّانِي مِنْهُمَا هُوَ الْمُحَرِّمُ عَلَى الصَّائِمِ الْأَكْلَ وَالشُّرْبَ وَالْجِمَاعَ، لَا الْأَوَّلُ، وَهَذَا مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي أَعْلَمْتُ أَنَّ اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- وَلَّى نَبِيّهُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- الْبَيَانَ عَنْهُ".
الشيخ:
بيَّن لهم حكم الفجر الصادق والكاذب. أعد.
القارئ:
"بَاب الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْفَجْرَ هُمَا فَجْرَانِ".
الشيخ:
صادق وكاذب.
القارئ:
"وَأَنَّ طُلُوعَ الثَّانِي مِنْهُمَا هُوَ الْمُحَرِّمُ عَلَى الصَّائِمِ الْأَكْلَ وَالشُّرْبَ وَالْجِمَاعَ، لَا الْأَوَّلُ، وَهَذَا مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي أَعْلَمْتُ أَنَّ اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- وَلَّى نَبِيّهُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- الْبَيَانَ عَنْهُ عَزَّ وَجَلَّ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِي بْنِ مُحْرِزٍ -أَصْلُهُ بَغْدَادِيٌّ، انْتَقَلَ إِلَى فُسْطَاطٍ-".
يعني مصر؟
الشيخ:
نعم.
القارئ:
"قال: حدثنَا أَبُو أَحْمَد الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ سُفْيَان، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْفَجْرُ فَجْرَانِ: فَأَمَّا الْأَوَّلُ فَإِنَّهُ لَا يُحَرِّمُ الطَّعَامَ، وَلَا يُحِلُّ الصَّلَاةَ»".
الشيخ:
يعني «لَا يُحَرِّمُ الطَّعَامَ»؛ يعني على الصائم؛ لأنه لا يزال في الليل، ولا يُبيح صلاة الفجر؛ ما دخل وقتها.
القارئ:
أحسن الله إليك.
"«وَأَمَّا الثَّانِي، فَإِنَّهُ يُحَرِّمُ الطَّعَامَ، وَيُحِلُّ الصَّلَاةَ»".
الشيخ:
«يُحَرِّمُ الطَّعَامَ» على الصائم، «وَيُحِلُّ الصَّلَاةَ»؛ صلاة الفجر دخل وقتها.
القارئ:
"قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذَا لَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ عَنْ أَبِي أَحْمَد إِلَّا ابْنُ مُحْرِزٍ هَذَا".
ثم قال المحقق: هذا الحديث سبق عند الحديث كذا. يعني صححه متقدم.
الشيخ:
في جزء غير الجزء هذا؟
القارئ:
نعم.
الشيخ:
ماذا قال في النسخة الأخرى؟
القارئ:
ليس موجودًا.
مناقشة غير مسموعة: (00:14:35).
الشيخ:
ماذا قال؟ أعد الحديث. الفجر ماذا؟
القارئ:
"«الْفَجْرُ فَجْرَانِ: فَأَمَّا الْأَوَّلُ فَإِنَّهُ لَا يُحَرِّمُ الطَّعَامَ، وَلَا يُحِلُّ الصَّلَاةَ، وَأَمَّا الثَّانِي، فَإِنَّهُ يُحَرِّمُ الطَّعَامَ، وَيُحِلُّ الصَّلَاةَ». قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذَا لَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ عَنْ أَبِي أَحْمَد إِلَّا ابْنُ مُحْرِزٍ هَذَا".
الشيخ:
يعني فيه كلام، «الْفَجْرُ فَجْرَانِ» بهذا اللفظ، ومعروف من الآية الكريمة، وكذلك من الأحاديث الأخرى، لكن بهذا اللفظ: «الْفَجْرُ فَجْرَانِ» في صحته نظر، يحتاج إلى مراجعة.
القارئ:
"بَاب صِفَةِ الْفَجْرِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ، وَهُوَ الْمُعْتَرِضُ لَا الْمُسْتَطِيلُ".
الشيخ:
بارك الله فيك، أحسنت.
مناقشة:
الوقت بين الأذان الأول والثاني؟
الشيخ:
ينبغي أن يكون قريبًا، ما يكون بعيدًا، حتى تحصل الفائدة منه، والنبي قال: «إن الفجر هذا يرُدُّ قائمكم»؛ الأذان الأول يرُدُّ القائم، يعني يُعلمه أن الوقت قريب، الذي يصلي في الليل.
الأذان الأول هذا يرُدُّ القائم، لا تطيل؛ ترى الفجر قريب.
أيضًا من فوائده: يوقظ النائم، «يرُدُّ قائمكم، ويوقظ نائمكم»، فالنائم يوقظه؛ بحيث يتوضأ، ويوتر ما قسم الله له. والذي يصلي بالليل يطيل؛ يردُّه، يقول له: لا تطيل؛ ترى الوقت قريب، لا تطيل. هذا من فوائده.
أما لو كان بعيدًا؛ ساعات؛ ما يحصل منه الفائدة، ما يحصل منه الفائدة إلا إذا كان قريبًا، ينبغي أن يكون قريبًا، مثلًا: ساعة، لا بأس.
مناقشة:
يعني في الأذان الأول أو الثاني؟
الشيخ:
نعم، الكلام في الأذان الأول، يسأل عنه، متي يكون؟ يكون قريب.
مناقشة: مثلًا: ساعة.
الشيخ:
نعم، أما لو كان ساعتين أو ثلاث؛ ما حصل منه المقصود؛ لأنه قد يشق على من يريد أن يستيقظ، ومتعب، لكن إذا كان قريب يقوم المتأخِّر، ويتوضأ، ويصلي ما قسم الله، والذي يطيل الصلاة يخبره بأن الوقت قريب؛ حتى يقدِّر صلاته ووتره قبل الفجر.
مناقشة غير مسموعة: (00:17:18).
الشيخ:
الفجر الكاذب لا أدري متى يخرج، لكن مثل الآن: قريب، مثلًا: ساعة مناسبة.