قارئ المتن:
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلى الله وسلمَ على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين.
قال الإمام/ الحافظ ابن خزيمة -رحمه الله تعالى- في كتابه الصحيح:
"جُمَّاعُ أَبْوَابِ الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ الْمَنْهِيَّةِ عَنْهَا فِي الصَّوْمِ مِنْ غَيْرِ إِيجَابِ فِطْرٍ"
"بَابُ النَّهْيِ عَنْ قَوْلِ الزُّورِ، وَالْعَمَلِ بِهِ، وَالْجَهْلِ فِي الصَّوْمِ، وَالتَّغْلِيظِ فِيهِ"
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، نا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، نا عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ بِأَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ» هَذَا حَدِيثُ بُنْدَارٍ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْمُبَارَكِ: «وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ» قال أبو بكر رحمه الله: "وَإِنَّمَا يُؤْخَذُ بِالْآخِرِ مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" هَذَا حَدِيثُ عَبْدِ الْجَبَّار.
الشيخ:
والزور: كل ما خالف الحق، قول الزور، والكذب، والغيبة، والنميمة، كلهم من قول الزور.
تخريجه.
القارئ:
أحسن الله إليك.
قال: "أخرجه الترمذي وابن ماجه والنسائي في الكبرى وابن حبان من طريق عبد الله مبارك عن ابن أبي ذئبٍ به، وأخرجه أحمد والبخاري وأبو داوود والنسائي في الكبرى من طريق عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
في أكثر الروايات: "حدثنا سعيد المقبوري عن أبيه ما عدا رواية النسائي وابن حبان فلم يقولا عن أبيه، والذي يظهر أن ابن أبي ذئب كان تارةً لا يقول عن أبيه، وفي أكثر الأحوال يقولها".
الشيخ:
وإذا فعل الزور وقول الزور فعليه بالتوبة والاستغفار والندم، (02:59) والرجوع إلى الله عز وجل، ولا يقضي الصوم، فالصوم صحيح يجزيه، لكن لا ثواب له إلَّا ما عقل من صيامه، كما أنه في الصلاة لا يُكتب إلَّا ما عقل منها، فكذلك الصوم وإن كان مجزئًا.
ففيه التغليظ على من قال الزور، إذا كنت مُصِّر على قول الزور فلا حاجة لك للصيام، لا حاجة لك إلى ترك الطعام والشراب، تكلف نفسك الطعام والشراب وأنت لا ثواب لك، فاتقِ الله، واحذر من قول الزور حتى يكون لك الثواب، وحتى تكون صلاتك مقبولة عند الله مثابٌ عليها، وصيامك مقبول عند الله ومثاب عليه.
القارئ:
"بَابُ النَّهْيِ عَنِ اللَّغْوِ فِي الصِّيَامِ «وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْإِمْسَاكَ عَنِ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ مِنْ تَمَامِ الصَّوْمِ، مَعَ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الِاسْمَ بِاسْمِ الْمَعْرِفَةِ بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ قَدْ يَقَعُ عَلَى بَعْضِ أَجْزَاءِ الْعَمَلِ ذِي الشُّعَبِ وَالْأَجْزَاءِ، عَلَى مَا بَيَّنْتُهُ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ»".
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنَّ ابْنَ وَهْبٍ أَخْبَرَهُمْ، وَأَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ، إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ أَوْ جَهِلَ عَلَيْكَ فَلْتَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ».
الشيخ:
تخريجه؟
القارئ:
قال أحسن الله إليك: "في إسناده مقال من أجل الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، فقد تكلم فيه بعض النُقاد؛ لذا قال عنه الحافظ بن حجر في (التقريب) صدوق يهم".
وفي قلبي من حديثه هذا، فإن في بعض ألفاظه ما لا يُشبه كلام النبوة.
الشيخ:
كلام مَن؟
القارئ:
المحقق.
الشيخ:
هذا من كلام ابن خزيمة يقول: وفي قلبي منه كذا وكذا.
وفي قلبي إيش؟
القارئ:
هذا المحقق أحسن الله إليك، قال: "في إسناده مقال من أجل الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، فقد تكلم فيه بعض النُقاد؛ لذا قال عنه الحافظ بن حجر في (التقريب) صدوق يهم".
وفي قلبي من حديثه هذا، فإن في بعض ألفاظه ما لا يُشبه كلام النبوة، وأخرجه الحاكم في المستدرك والبيهقي.
الطالب:
إسناده صحيح (07:10).
الشيخ:
عندك في السند الحارث عن عمه؟
القارئ:
نعم.
قال:
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنَّ ابْنَ وَهْبٍ أَخْبَرَهُمْ، وَأَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
الطالب:
(07:51) غير مسموع/ من طريق أنس صحيح على شرط مسلم، ووافقهم عليه الذهبي.
الشيخ:
الحديث الذي قبله؟
القارئ:
قبله أخرجه .....
الطالب:
إسناده صحيح.
القارئ:
قال: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ.....».
الشيخ:
نعم، «لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ، إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَث».
يعني ليس الصيام الحقيقي الشرعي إنما الصيام من هذا؛ لأن هذا أولى وإلا فصيامكم من الطعام والشراب ومن هذا.
لكن المعنى أنه إذا صام عن الطعام والشراب فمن باب أولى الصيام من اللغو والرفث.
القارئ:
قال:
"بَابُ نَفْيِ ثَوَابِ الصَّوْمِ عَنِ الْمُمْسِكِ عَنِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ مَعَ ارْتِكَابِهِ مَا زُجِرَ عَنْهُ غَيْرَ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ"
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو هُوَ ابْنُ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ».
الشيخ:
والمعنى أنه لا ثواب له وإن كان صومه مُجزئًا.
ماذا قال عليه؟
القارئ:
قال: "صحيح أخرجه عبد الله بن مبارك في مُسنده، وأحمد، والدارمي، وابن ماجه، والنسائي في الكبرى، وأبو يَعلى، وابن حبان، والحاكم، والقُضاعي في مُسند الشهاب، والبيهقي، وأخرجه النسائي في الكبرى عن أبي هريرة موقوفا.
الشيخ:
ماذا قال عليه؟
(10:23) غير مسموع.
أعد المتن.
القارئ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ».
الشيخ:
أي أنه لا ثواب له.
القارئ:
"جُمَّاعُ أَبْوَابِ الْأَفْعَالِ الْمُبَاحَةِ فِي الصِّيَامِ مِمَّا قَدِ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي إِبَاحَتِهَا"
الشيخ:
بارك الله لك.
سؤال:
(11:02).
الإجابة:
يقول إني صائم في رمضان وفي غيره، يعني لا أرد عليك وإن كنت أستطيع الرد عليك، حتى يقطع النزاع والخلاف بينه وبين الآخر.
سؤال:
(11:15).
الإجابة:
لأ، لأنه مضطر إلى هذا.