شعار الموقع

شرح كتاب الصيام من صحيح ابن خزيمة_29

00:00
00:00
تحميل
62

قارئ المتن:

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم، الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين.

قال الإمام الحافظ بن خُزيمة رحمه الله تعالى، وأسكنه فسيح جِنانه:

جماع أبواب الأفعال المباحة في الصيام مما قد اختلف العلماء في إباحتها

باب الرخصة في المباشرة التي هي دون الجماع للصائم.

الشيخ:

ما ذكر أحاديث للترجمة السابقة؟

القارئ:

لأ، هذا باب جديد. انتهينا من السابق.

الشيخ:

باب إيش؟

القارئ:

باب الرخصة في المباشرة التي هي دون الجماع للصائم.

الشيخ:

لأ، ما قبله.

القارئ:

الذي قبله أحسن الله إليك:

جماع أبواب الأفعال المباحة في الصيام مما قد اختلف العلماء في إباحتها.

القارئ:

باب الرخصة في المباشرة التي هي دون الجماع للصائم والدليل على أن اسم الواحد قد يقع على فعلين أحدهما مباح والآخر محظور إذ اسم المباشرة قد أوقعه الله في نص كتابه على الجماع، ودل الكتاب على أن الجماع في الصوم محظور، قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: «إن الجماع يفطر الصائم»، والنبي المصطفى -صلى الله عليه وسلم- قد دل بفعله على أن المباشرة التي هي دون الجماع مباحة في الصوم غير مكروهة».

ثم قال رحمه الله تعالى:

حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني قال حدثنا بشر - يعني ابن المفضل - حدثنا ابن عون عن إبراهيم عن الأسود قال: "انطلقت أنا ومسروق إلى أم المؤمنين نسألها عن المباشرة فاستحيينا قال: قلت: جئنا نسأل حاجة فاستحيينا" فقالت: ما هي؟ سلا عما بدا لكما قال قلنا: كان النبي صلى الله عليه وسلم يباشر وهو صائم؟ قالت: "قد كان يفعل، ولكنه كان أملك لإربه منكم".

الشيخ:

وفي البخاري: «كان النبي يُقَبِل وهو صائم ويباشر وهو صائم، وكان أملكَكُم لإربه»، هذا في رواية البخاري أصوب من هذا.

القارئ:

قال أبو بكر: "إنما خاطب الله جل ثناؤه نبيه -صلى الله عليه وسلم- وأمته بلغة العرب أوسع اللغات كلها التي لا يحيط بعلم جميعها أحد غير نبي، والعرب في لغاتها توقع اسم الواحد على شيئين وعلى أشياء ذوات عدد، وقد يسمى الشيء الواحد بأسماء، وقد يَزجر الله عن الشيء ويبيح شيئا آخر غير الشيء المزجور عنه ووقع اسم الواحد على الشيئين جميعًا على المباح وعلى المحظور.

 وكذلك قد يبيح الشيء المزجور عنه، ووقع اسم الواحد عليهما جميعا فيكون اسم الواحد واقعًا على الشيئين المختلفين أحدهما مباح، والآخر محظور واسمهما واحد فلم يفهم هذا مَن سفه لسان العرب وحملُ المعنى في ذلك على شيء واحد يوهم أن الأمرين متضادان إذ أبيح فعل مسمى باسم وحُظر فعل تسمى بذلك الاسم سواء، فمن كان هذا مبلغه من العلم لم يحل له تعاطي الفقه ولا الفُتيا، ووجب عليه التعلم أو السكت إلى أن يدرك من العلم ما يجور معه الفُتيا وتعاطى العلم، ومن فهم هذه الصناعة علم أن ما أبيح غير ما حظر وإن كان اسم الواحد قد يقع على المباح وعلى المحظور جميعًا.

 فمن الجنس الذي ذكرت أن الله عز وجل دل في كتابه أن مباشرة النساء في نهار الصوم غير جائز بقوله تبارك وتعالى: ﴿فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾ [البقرة:187].

فأباح الله عز وجل مباشرة النساء والأكل والشرب بالليل، ثم أمرنا بإتمام الصيام إلى الليل على أن المباشرة المباحة بالليل المقرونة إلى الأكل والشرب هي الجماع المفطر للصائم، وأباح الله بفعل النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم المباشرة التي هي دون الجماع في الصيام إذ كان يباشر وهو صائم، والمباشرة التي ذكر الله في كتابه أنها تفطر الصائم هي غير المباشرة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يباشرها في صيامه عليه الصلاة والسلام.

والمباشرة اسم واحد واقع على فعلين إحداهما مباحة في نهار الصوم والأخرى محظورة في نهار الصوم مفطرة للصائم.

و من هذا الجنس قوله عز وجل ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الجمعة:9]، فأمرنا ربنا جل وعلا بالسعي إلى الجمعة والنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أتيتم الصلاة فلا تأتوها وأنتم تَسْعَون، إيتوها تمشون وعليكم السكينة» فاسم السعي يقع على الهرولة وشدة المشي والمضي إلى الموضع، فالسعي الذي أمر به أن يسعى إلى الجمعة هو المضي إليها.

الشيخ:

هو المشي الذي ليس فيه شدة.

القارئ:

 والسعي الذي زجر النبي - صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم - عنه إتيان الصلاة هو الهرولة وسرعة المشي، فاسم السعي واقعٌ على فعلين أحدهما مأمور والآخر منهي عنه.

الشيخ:

﴿فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ [الجمعة:9]، والمنهي عنه: «آتوا المساجد وأنتم تمشون، ولا تأتوها وأنتم تَسْعَوْن».

كذلك المباشرة، تطلق على الجماع، وتطلق على المباشرة باليد.

القارئ:

أحسن الله إليك،

 وسُأبين إن شاء الله تعالى هذا الجنس في كتاب (معاني القرآن) إن وفق الله لذلك.

ثم قال رحمه الله: "باب: تمثيل النبي صلى الله عليه وسلم قبلة الصائم بالمضمضة منه بالماء.

الشيخ:

أعد الترجمة هذه السابقة.

القارئ:

طويلة يا شيخ ما شاء الله حوالي ثلاث صفحات.

الشيخ:

نعم، لكن مفيدة.

القارئ:

نعم،

جماع أبواب الأفعال المباحة في الصيام مما قد اختلف العلماء في إباحتها

باب الرخصة في المباشرة التي هي دون الجماع للصائم، والدليل على أن اسم الواحد قد يقع على فعلين.

الشيخ:

مثل السعي: السعي إلى المشي، والسعي إلى .....

القارئ:

 أحدهما مباح والآخر محظور، إذ اسم المباشرة قد أوقعه الله في نص كتابه على الجماع، ودل الكتاب على أن الجماع في الصوم محظور.

الشيخ:

﴿وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ﴾ [البقرة:187]. يعني لازم النهي، إذا جامع المعتكف؛ فسد اعتكافه.

القارئ:

قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: «إن الجماع يُفَطِرُ الصائم».

الشيخ:

هذا نص الحديث «إن الجماع يُفَطِرُ الصائم» لا مقصده ......؟

القارئ:

هذا في المعنى.

هذه في الترجمة أحسن الله إليك.

قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: «إن الجماع يُفَطِرُ الصائم»، والنبي المصطفى - صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم - قد دل بفعله على أن المباشرة التي هي دون الجماع مباحةٌ في الصوم غير مكروهة».

الشيخ:

كان يباشر وهو صائم، ويُقَبِّلُ وهو صائم، يعني مباشرة ليست بالجماع.

القارئ:

حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني قال حدثنا بشر - يعني ابن المُفَضَّل - حدثنا ابن عون عن إبراهيم عن الأسود قال: "انطلقت أنا ومسروق إلى أم المؤمنين -رَضِيَ اللَّهُ عَنْها- نسألها عن المباشرة فاستحيينا قال: قلت: جئنا نسأل حاجة فاستحيينا" فقالت: ما هي؟ سلا عما بدا لكما قال قلنا: كان النبي - صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم - يباشر وهو صائم؟

الشيخ:

كان النبي: يعني على حذف حرف الاستفهام، التقدير أكان، استفهام.

القارئ:

قالت: "قد كان يفعل، ولكنه كان أملك لإربه منكم".

الشيخ:

لعضوه.

القارئ:

قال أبو بكر: "إنما خاطب الله جل ثناؤه نبيه -صلى الله عليه وسلم- وأمته بلغة العرب أوسع اللغات كلها التي لا يحيط بعلم جميعها أحد غير نبي، والعرب في لغاتها توقع اسم الواحد على شيئين وعلى أشياء ذوات عدد، وقد يسمى الشيء الواحد بأسماء، وقد يَزجر الله عن الشيء ويبيح شيئًا آخر غير الشيء المزجور عنه ووقع اسم الواحد على الشيئين جميعًا على المباح وعلى المحظور، وكذلك قد يبيح الشيء المزجور عنه.

الشيخ:

منه المباشرة، المباشرة تطلق على الجماع، وتطلق على المباشرة بالجسم، فهذا جائز لا يفطر الصائم، والجماع يفطر الصائم.

القارئ:

 ووقع اسم الواحد عليهما جميعا فيكون اسم الواحد واقعًا على الشيئين المختلفين أحدهما مباح، والآخر محظور واسمهما واحد.

الشيخ:

وهو المباشرة، المباشرة باليد مباحة، والمباشرة بالفرج تفسد الصوم.

سؤال من أحد الحضور:

المباشرة بالفرج؟

الشيخ:

المباشرة تفسد الصوم، الجماع نعم.

القارئ:

 فلم يفهم هذا مَن سفه لسان العرب.

الشيخ:

يعني احتقر لسان العرب ولم يفهمه.

القارئ:

 وحملُ المعنى في ذلك على شيءٍ واحد يوهم أن الأمرين متضادان باسم.

الشيخ:

يعني لو حملت المباشرة كلها على الجماع في هذا وهذا صار متناقض، أو حملتها كلها على الجس باليد صار متناقض.

القارئ:

 إذ أبيح فعل مسمى.

الشيخ:

وهو المباشرة باليد، ومُنع بالمباشرة إذا أريد بها الجماع.

القارئ

 وحُظر فعل تسمى بذلك الاسم سواء، فمن كان هذا مبلغه من العلم لم يحلَّ له تعاطي الفقه ولا الفُتيا.

الشيخ:

يعني ما يفرق، ولا يعرف اللغة، هذا لا يتعاطى الفقه ولا الفتوى، هذا جاهل.

القارئ:

 ووجب عليه التعلم أو السكت.

الشيخ:

السكوت: يقال تعلم تبصر، أو اسكت لا تتكلم فيما لا تعلمه.

القارئ:

 إلى أن يدرك من العلم ما يجور معه الفُتيا وتعاطى العلم، ومن فهم هذه الصناعة علم أن ما أبيح غير ما حظر وإذا كان اسم الواحد قد يقع على المباح وعلى المحظور جميعًا.

 فمن هذا الجنس الذي ذكرت أن الله عز وجل دل في كتابه أن مباشرة النساء في نهار الصوم غير جائز بقوله تبارك وتعالى: ﴿فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾ [البقرة:187].

الشيخ:

هذا في ليل الصيام، هذه المباشرة الجماع، وكان النبي يُقَبِّلُ وهو صائم، ويباشر وهو صائم يعني المباشرة بالجسم دون الجماع.

القارئ:

فأباح الله عز وجل مباشرة النساء والأكل والشرب بالليل، ثم أمرنا بإتمام الصيام إلى الليل على أن المباشرة المباحة بالليل المقرونة إلى الأكل والشرب هي الجماع المفطر للصائم، وأباح الله بفعل النبي المصطفى - صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم - المباشرة التي هي دون الجماع في الصيام.

الشيخ:

يعني في قوله: "كان يباشر وهو صائم، ويُقبل وهو صائم.

القارئ:

 إذ كان يباشر وهو صائم، والمباشرة التي ذكر الله في كتابه أنها تفطر الصائم هي غير المباشرة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يباشرها في صيامه.

الشيخ:

الأولى هي الجماع، والثانية هي الجس.

القارئ:

والمباشرة اسم واحد واقع على فعلين.

الشيخ:

على فعلين: على الجماع وهو مُحرم، وعلى الجس باليد وهو المباح.

القارئ:

 إحداهما مباشرة في نهار الصوم.

الشيخ:

وهي المباشرة بالجسم وباليد.

القارئ:

 والأخرى محظورة في نهار الصوم مفطرة للصائم.

الشيخ:

وهو الجماع.

القارئ:

ومن هذا الجنس قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الجمعة:9].

الشيخ:

اسعوا يعني: امضوا هذا المضو بسكينة ووقار.

والحديث الآخر: «ولا تأتوها وأنتم تسعون»: يعني تركضون، فنهي عن السعي وهو الركض والإسراع، وأبيح السعي (17:34) المشي وهو المضي العادي.

القارئ:

 فأمرنا ربنا جل وعلا بالسعي إلى الجمعة والنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أتيتم إلى الصلاة فلا تأتوها وأنتم تَسْعَون، إيتوها تمشون وعليكم السكينة» فاسم السعي يقع على الهرولة وشدة المشي والمضي إلى الموضع، فالسعي الذي أمر به أن يسعى إلى الجمعة هو المشي إليها.

والسعي الذي زجر النبي - صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم - عنه إتيان الصلاة هو الهرولة وسرعة المشي، فاسم السعي واقعٌ على فعلين" أحدهما مأمور والآخر منهي عنه.

وسُأبين إن شاء الله تعالى هذا الجنس في كتاب معاني القرآن إن وفق الله لذلك.

الشيخ:

رحمه الله.

ما بعده باب إيش؟

القارئ:

باب: تمثيل النبي صلى الله عليه وسلم قبلة الصائم بالمضمضة منه بالماء.

الشيخ:

وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد