شعار الموقع

شرح كتاب الصيام من صحيح ابن خزيمة_30

00:00
00:00
تحميل
46

 

قارئ المتن:

أحسن الله إليك، الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ومشايخه والمسلمين.

قال أبو بكر بن خزيمة رحمه الله تعالى في صحيحه:

" بَابُ: تَمْثِيلِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قُبْلَةَ الصَّائِمِ بِالْمَضْمَضَةِ مِنْهُ بِالْمَاءِ"

حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ، قال: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ بُكَيْرٍ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ قَالَ: هَشَشْتُ يَوْمًا، فَقَبَّلْتُ وَأَنَا صَائِمٌ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: صَنَعْتُ الْيَوْمَ أَمْرًا عَظِيمًا، قَبَّلْتُ وَأَنَا صَائِمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرَأَيْتَ لَوْ تَمَضْمَضْتَ بِمَاءِ وَأَنْتَ صَائِمٌ؟» قَالَ: فَقُلْتُ: لَا بَأْسَ بِذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ الرَّبِيعُ: أَظُنُّهُ قَالَ: «فَفِيمَ؟».

 حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ يَقُولُ: جَاءَنِي هِلَالٌ الرَّائي....

الشيخ:

الرازي؟

القارئ:

في تعليق: "في الأصل الرائي، وفي نسخة الرازي، والصواب: ما أثبته، انظر الأنساب للسمعاني، واللُباب لابن الأثير".

الشيخ:

أثبتوا إيش الرائي؟

القارئ:

"في الأصل الرائي، وفي نسخة الرازي، والصواب: ما أثبته".

الشيخ:

الرائي؟

القارئ:

نعم أحسن الله إليك.

الشيخ:

النسخة الأخرى ما علق عليها؟

القارئ:

نعم.

الشيخ:

حدثني إيش؟

القارئ:

حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: "سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ يَقُولُ: جَاءَنِي هِلَالٌ الرَّائي، فَسَأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ".

 قَالَ أَبُو بَكْرٍ: "عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سَعِيدٍ هُوَ ابْنُ سُوَيْدٍ"

الشيخ:

تخريجه؟

القارئ:

صحيح أخرجه أحمد وعبد بن حُميد والدرامي وأبو داوود والبزار في البحر الزخار والنسائي في الكبرى والطحاوي في شرح معاني الآثار وابن حِبان والحاتم والبيهقي.

الشيخ:

ماذا قال الألباني؟

أحد الحضور:

قال: "إسناده صحيح، الحديث من طريق الليث عند أبي داوود (02:44)".

الشيخ:

أعد.

القارئ:

"باب: تمثيل النبي -صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم- قُبْلَةَ الصائم بالمضمضة منه بالماء"

حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا شعيب بن الليث قال: حدثنا الليث عن بُكير - هو ابن عبد الله بن الأشج - عن عبد الملك بن سعيد الأنصاري عن جابر بن عبد الله -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما- عن عمر بن الخطاب -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما- أنه قال: "هششت يوما فقبلت وأنا صائم فأتيت رسول الله -صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم- فقلت: صنعت اليوم أمرًا عظيما قبلت وأنا صائم"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرأيت لو تمضمضت بماء وأنت صائم؟» قال: فقلت: لا بأس بذلك، فقال رسول الله -صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم- قال الربيع أظنه قال: «ففيم؟».

الشيخ:

يعني ففيم تنكر أن القُبلة مقدمة للجماع ولكنها لا تُفطر، كما أن المضمضة مُقدمة للشرب ولكنه لا يفطر إذا لم يشرب، وكذلك القُبلة مقدمة فلا يُفطر الصائم إذا لم يُجامع، فإنما الفطر بالجماع، وهذا سبق وثبت في الأحاديث الصحيحة في حديث عائشة في البخاري قالت: «أن النبي -صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم- كان يُقبل وهو صائم وكان يُباشر وهو صائم وكان أملككم لإربه».

والقُبلة لا تفطر الصائم، لكن إذا كان الإنسان يخشى على نفسه ولا يملك نفسه إذا قَبَّل فلا يُقبل، إذا كان الإنسان لا يستطيع أن يمنع نفسه أو تستدعيه الشهوة قد يُنزل من القُبلة فلا يُقبل، أما إذا كان لا يتأثر فلا بأس، كما كان النبي يصنع كان يُقبل وهو صائم وكان أملككم لإربه -لعُضوه.

وكذلك المضمضة، الصائم يتمضمض لا بأس يتمضمض للوضوء، للصلاة، ويتمضمض بدون وضوء لا حرج؛ لأنه ليس مقدمة ولكنه لا يفطر، قال: «ففيم؟» يعني فيم تُنكر ذلك ما دام أنه مقدمة ولا يُفطر كالقُبلة مقدمة للجماع.

القارئ:

ذكر في الحاشية: "هَشِشتُ: بكسر الشين الأولى من هَش للأمر إذا فرح به واستبشر وارتاح له، وخف إليه، والمراد: نظرتُ إلى امرأتي أو جاريتي فقل إمساكي للنفس".

باب الرخصة في قبلة الصائم

حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان قال: سألت عبد الرحمن بن القاسم أسمعت أباك يحدث عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُقَبِّلُهَا وهو صائم؟ فسكت عني ساعة ثم قال: "نعم".

قال أبو بكر: "خرَّجتُ هذا الباب بتمامه في كتاب الكبير".

الشيخ:

ذكر البخاري؟

القارئ:

أحسن الله إليك، "صحيحٌ، أخرجه عبد الرزاق والحُميدي وأحمد والدارمي ومسلم وابن ماجه والنسائي في الكبرى وأبو يعلى والطحاوي في شرح معاني الآثار وابن حِبان والطبراني في الأوسط والبيهقي وفي معرفة السنن والآثار له".

الشيخ:

ما ذكر البخاري؟

القارئ:

لم يذكره أحسن الله إليك.

الشيخ:

السند يعني ظاهره أنه النبي كان يُقبل وهو صائم وكان ...... أعد.

القارئ:

باب الرخصة في قبلة الصائم

حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان قال: سألت عبد الرحمن بن القاسم أسمعت أباك يحدث عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُقَبِّلُهَا وهو صائم؟ فسكت عني ساعة ثم قال: "نعم".

الشيخ:

في البخاري: عائشة قالت: «كان النبي -صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم- يُقبل وهو صائم وكان يُباشر وهو صائم وكان أملككم لإربه» بلفظٍ آخر.

القُبلة لا بأس بها، يقبل الإنسان لكن كما سبق إذا كان لا يتأثر أما إذا كان يتأثر ولا يملك نفسه وتؤدي به القُبلة إلى أن يُنزل المني أو يؤدي إلى الجماع، فينبغي له ألا يتسبب في إفساد صومه.

سؤال:

والمذي؟

الإجابة:

كذلك المذي، المذي عند الحنابلة يُفطر إذا قَبَّل فأمنى أو أمذى؛ فسد صومه.

والقول الثاني: أنه لا يفطر إلَّا بالمني.

قولان لأهل العلم.

سؤال:

(7:47).

الإجابة:

محل نظر، ينبغي إذا أخذ احتياطه ... (7:53).

سؤال:

المذي يتوضأ منه؟

الإجابة:

نعم، يغسل ذكره وأنثييه في الحديث: «اغسل ذكرك وأنثييك» خصيتيه، ولعلها الحكمة؛ ليتقلص الخارج، بخلاف البول يغسل طرف الذكر، لكن المذي يغسل الذكر بالكامل والخصيتين؛ لعل الحكمة في ذلك حتى يتقلص الخارج.

سؤال:

(08:23)؟

الإجابة:

يُراجع.

القارئ:

أحسن الله إليك.

باب الرخصة في قبلة الصائم رؤوس النساء ووجوههن خلاف مذهب من كان يكره ذلك

حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا عبيدة حدثنا مطرفٌ وحدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير عن مطرف وحدثنا علي بن المنذر حدثنا ابن فضيل حدثنا مطرف عن عامر عن مسروق عن عائشة -رَضِيَ اللَّهُ عَنْها- أنها قالت: "كان رسول الله -صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم- يظل صائمًا لا يبالي ما قَبَّل من وجهي حتى يفطر"، وقال يوسف: "فَقَبَّل ما شاء من وجهي"، وقال الزعفراني: "فَقَبَّل أي مكان شاء من وجهي".

وقال أبو بكر: في خبر عبد الله بن شقيق عن ابن عباس -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما- أنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصيب من الرؤوس وهو صائم".

الشيخ:

تخريجه؟

القارئ:

أحسن الله إليك، صحيحٌ أخرجه النسائي في الكبرى، والبيهقي من طريقِ عبيدة عن مُطرف به، وأخرجه النسائي في الكبرى من طريق جرير عن مُطرفٍ به، وأخرجه أحمد والطبراني في الصغير من طرقٍ عن عائشة.

الشيخ:

الترجمة؟

القارئ:

باب الرخصة في قبلة الصائم رؤوس النساء ووجوههن خلاف مذهب من كان يكره ذلك

الشيخ:

نعم، كما سبق القُبْلَة للصائم لا بأس بها إذا لم تكن سببًا في إفساد صومه، قَبَّل رأس المرأة أو وجهها أو باشرها وضمها كل هذا لا بأس به كما كان النبي -صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم- يُباشر وهو صائم ويُقَبِّل وهو صائم، إلَّا إذا كان يعلم من نفسه أنه يتسبب في إفساد صومه فلا ينبغي له أن يفعل؛ لئلا يتسبب في إفساد صومه.

القارئ:

باب الرخصة في مص الصائم لسان المرأة خلاف مذهب من كره القُبلة للصائم على الفم إن جاز الاحتجاج بمصدع أبي يحيى فإني لا أعرفه بعدالة ولا جرح

الشيخ:

والترجمة ذكر فيها إن بعض الناس كره ذلك. ووجه الكراهة لعله سبب في إفساد صومه، ولكن يقال إن الإنسان أعلم بنفسه، إذا قَبَّل تسبب في إفساد صومه، فلا ينبغي له، وإذا كان لا يتأثر فلا بأس، ولعل من كره من أهل العلم خشية أن يتسبب في إفساد صومه.

القارئ:

حدثنا بشر بن معاذ العقدي حدثنا محمد بن دينار الطاحي حدثنا سعد بن أوس عن مصدع أبي يحيى عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُقَبِّلُهَا وهو صائم ويمص لسانها".

الشيخ:

تخريجه.

القارئ:

أحسن الله إليك، هذا حديث باطل، وإسناده مسلسلٌ بالعِلل، محمد بن دينار قال فيه ابن حِبان: "الإنصاف في أمره ترك الاحتجاج بمن فرض به، وقد تفرد بهذا كما نص عليه النسائي فيما نقله الحافظ بن حجر في (تهذيب التهذيب)، وسعد بن أوسٍ ضعيف ضعَّفه بن معين، ومصدع الأعرج أبو يحيى مقبول حيث يُتابع ولم يُتابع وقد قال فيه ابن حبان: "كان ممن يخالف الأثبات في الروايات، وينفرد عن الثقات بألفاظ الزيادات مما يوجب ترك ما انفرد منها والاعتبار بما وافقهم فيه".

وهذا الحديث ضعَّفه أبو داوود في سننه عقب الحديث فقال: "هذا الإسناد ليس بصحيح"، وساق ابن عديٍ في الكامل هذا الحديث ضمن منكرات محمد بن دينار وقال: "وقوله: "ويمص لسانها" في المتن لا يقوله إلَّا محمد بن دينار وهو الذي رواه"، أخرجه أحمد وأبو داوود وأبو عدي في الكامل والبيهقي.

الشيخ:

أعد الترجمة.

القارئ:

باب الرخصة في مص الصائم لسان المرأة خلاف مذهب من كره القُبلة للصائم على الفم إن جاز الاحتجاج بمصدع أبي يحيى فإني لا أعرفه بعدالة ولا جرح

الشيخ:

مصدع أبي يحيى مقبول، لكن في من أشد منه محمد بن دينار.

وعلى هذا فالحديث لا يصحُّ في مص اللسان، ولكن تبقى الأصل على القُبلة جائزة إذا كان يملك نفسه ولا يصل إلى إفساد صومه؛ فلا بأس.

القارئ:

باب الرخصة في قبلة الصائم المرأة الصائمة

الشيخ:

بارك الله فيك، وَفْقَ الله الجميع لطاعته، سبحانك اللهم وبحمدك.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد