قارئ المتن:
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم، الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم اغفر لشيخنا ولوالديِّه ولمشايخه ولنا ولوالدينا وللمستمعين والمسلمين يا رب العالمين.
قال ابن خُزيمة رحمه الله تعالى في جماع أبواب الأفعال المباحة في الصيام مما قد اختلف فيه العلماء في إباحته:
"بَابُ الرُّخْصَةِ فِي اكْتِحَالِ الصَّائِمِ إِنْ صَحَّ الْخَبَرُ، وَإِنْ لَمْ يَصِحِّ الْخَبَرُ مِنْ جِهَةِ النَّقْلِ، فَالْقُرْآنُ دَالٌّ عَلَى إِبَاحَتِهِ وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ﴾ [البقرة: 187] الْآيَةَ، دَالٌّ عَلَى إِبَاحَةِ الْكُحْلِ لِلصَّائِمِ".
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: «نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ وَنَزَلْتُ مَعَهُ، فَدَعَانِي بِكُحْلِ إِثْمِدٍ، فَاكْتَحَلَ فِي رَمَضَانَ وَهُوَ صَائِمٌ إِثْمِدَ غَيْرَ مُمَسَّكٍ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «أَنَا أَبْرَأُ مِنْ عُهْدَةِ هَذَا الْإِسْنَادِ لِمَعْمَرٍ».
الشيخ:
ماذا قال عليه؟
القارئ:
أحسن الله إليك.
قال: "إسناده ضعيفٌ جدَّا؛ فإن مَعمر بن محمد منكر الحديث" كما في التقريب، وأخرجه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد.
الشيخ:
(1:50) لا يصحُّ بالإثمد، كحديث: «عليكم بالإثمد وليتقه الصائم» حديثٌ ضعيف.
ما هي الترجمة؟
القارئ:
بَابُ الرُّخْصَةِ فِي اكْتِحَالِ الصَّائِمِ إِنْ صَحَّ الْخَبَرُ
الشيخ:
الخبر لا يصحُّ.
القارئ:
أحسن الله إليك.
وإن لم يصح الخبر من جهة النقل فالقرآن دال على إباحته، وهو قول الله عز وجل: ﴿فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ﴾ [البقرة:187] الآية. دال على إباحة الكحل للصائم.
الشيخ:
يعني الأصل الإباحة.
القارئ:
حدثنا علي بن معبد حدثنا معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع قال: حدثني أبي عن أبيه عبيد الله عن أبي رافع قال: نزل رسول الله - صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم - خبير ونزلتُ معه، فدعاني بكحل إثمد فاكتحل في رمضان وهو صائم - إثمد غير ممسك - قال أبو بكر: أنا أبرأ من عهدة هذا الإسناد لمعمر.
الشيخ:
ما بعده.
القارئ:
باب: إباحة ترك الجنب الاغتسال من الجنابة إلى طلوع الفجر إذا كان مريدا للصوم
حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان حدثني سمي وسمعته من سمي وحدثني سمي سمعه من أبي بكر: أن معاوية أرسل إلى عائشة عبد الرحمن بن الحارث قال أبو بكر: فذهبت مع أبي فسمعت عائشة تقول: إن رسول الله - صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم - كان يدركه الصبح وهو جنب فيصوم.
حدثنا أبو عمار حدثنا سفيان عن سمي وحدثنا يحيى بن حكيم حدثنا سفيان حدثنا سمي سمع أبا بكر بن عبد الرحمن المخزومي أنه سمع عائشة تقول: كان رسول الله - صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم - يقول بمثله قال أبو عمار في كلها: عن.
الشيخ:
تخريجه؟
القارئ:
قال صحيحٌ، أخرجه الشافعي في مسنده، وفي السنن المأثورة له، والطيالسي، والحميدي، وابن أبي شيبة، وإسحاق بن راهويه، وأحمدُ، والبخاري، ومسلم.
الشيخ:
والحديث صحيح، «كان النبي - صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم - يصبح جنبًا ثم يصوم»، والمعنى أنه إذا كان عليه جنابة وتسحر ولزم الصوم له أن يغتسل من الجنابة ولا يؤثر على الصوم، وكذلك الحائض والنفساء إذا طهرت في آخر الليل لها أن تؤخر الغسل، تتسحر وتأكل وتشرب، ثم تلزم الصوم وتغتسل ولو بعد طلوع الفجر وصومها صحيح، «النبي - صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم - يصبح جنبًا ثم يصوم ويُغَسَّل في الصوم»، يعني أنه يلزم الصوم قبل طلوع الفجر يأكل ويشرب ثم يلزم الصوم ثم يغتسل ولو بعد الفجر، ولا يؤثر هذا على الصوم.
القارئ:
أحسن الله إليك.
باب ذكر خبر روي في الزجر عن الصوم إذا أدرك الجنب الصبح قبل أن يغتسل لم يفهم معناه بعض العلماء فأنكر الخبر وتوهم أن أبا هريرة مع جلالته ومكانه من العلم غلط في روايته والخبر ثابت صحيح من جهة النقل إلا أنه منسوخ لا أن أبا هريرة غلط في رواية هذا الخبر.
الشيخ:
قف على هذا.
وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع لما فيه الصلاح، سبحانك الله وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك.