قارئ المتن:
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلى اللهُ وسلم على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين.
قال الإمامُ/ الحافظُ ابنُ خزيمة -رحمه الله تعالى- في صحيحه:
"جُمَّاعُ أَبْوَابِ الْأَفْعَالِ الْمُبَاحَةِ فِي الصِّيَامِ مِمَّا قَدِ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي إِبَاحَتِهَا"
"بَابُ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ جَنَابَةَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الَّتِي أَخَّرَ الْغُسْلَ بَعْدَهَا إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ فَصَامَ، كَانَ مِنْ جِمَاعٍ لَا مِنِ احْتِلَامٍ"
الشيخ:
الترجمة التي قبلها إيش؟
القارئ:
الترجمة التي قبلها أحسن الله إليك: "بَابُ ذِكْرِ خَبَرٍ رُوِيَ فِي الزَّجْرِ عَنِ الصَّوْمِ إِذَا أَدْرَكَ الْجُنُبُ الصُّبْحَ...".
الشيخ:
أكمل.
القارئ:
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمَّهِ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنَ النِّسَاءِ مِنْ غَيْرِ حُلْمٍ، ثُمَّ يَظَلُّ صَائِمًا».
الشيخ:
تخريجه؟
القارئ:
قال أحسن الله إليك: "إسناده صحيح، أخرجه مسلم والنسائي".
الشيخ:
هو الحديث في الصحيحين من حديث عائشة وأم سلمة «أن النبي -صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم- كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ حُلْمٍ، ثُمَّ يصوم». ففيه دليل على أنه لا بأس بأن يطلع الصبح والإنسان عليه جنابة، إذا لزم الصوم وامتنع عن الطعام والشراب، فلا يضر كون الجنابة عليه، لكنه يمتنع عن الطعام والشراب إذا طلع الفجر ثم يغتسل بعد ذلك، لكن عليه أن يُبادر بالاغتسال حتى يصلي مع الجماعة إذا كان رجلًا.
وكذلك الحائض والنُفساء إذا انقطع دمها في آخر الليل، وأخرت الغُسل إلى بعد الفجر؛ فلا بأس بعد أن تمتنع من الطعام والشراب وتبدأ بالسحور، تتسحر ثم تغتسل بعد ذلك.
القارئ:
أحسن الله إليك. ثم قال رحمه الله:
"بَابُ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الصَّوْمَ جَائِزٌ لِكُلِّ مَنْ أَصْبَحَ جُنُبًا وَاغْتَسَلَ بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ.
الشيخ:
نعم. رجلًا أو امرأة، الجميع.
القارئ:
"وَالزَّجْرِ عَنْ أَنْ يُقَالَ: كَانَ هَذَا خَاصًّا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَعَ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَا فَعَلَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِمَّا لَمْ يَجُزْ أَنَّهُ خَاصٌّ لَهُ، فَعَلَى النَّاسِ التَّأَسِّي بِهِ وَاتِّبَاعِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".
الشيخ:
لعموم قول الله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب:21]، فلا يقال أنه خاص بالنبي إلَّا إذا جاء الدليل، إذا جاء الدليل مأخوذ من قوله تعالى: ﴿خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأحزاب:50].
مثل: تخصيصه بتسع نسوة -عَلَيهِ الصَلاة والسَّلام- هذا جاء الدليل، وأما ما عدا ذلك فالأصل أن الأمة تتأسى به عَلَيهِ الصَلاة والسَّلام.
القارئ:
"حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ أَبِي طُوَالَةَ، أَنَّ أَبَا يُونُسَ مَوْلَى عَائِشَةَ، أَخْبَرَهُ عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْها- أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسْتَفْتِيهِ وَهِيَ تَسْمَعُ مِنْ وَرَاءِ الْبَابِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُدْرِكُنِي الصَّلَاةُ وَأَنَا جُنُبٌ أَفَأَصُومُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَأَنَا تُدْرِكُنِي الصَّلَاةُ وَأَنَا جُنُبٌ فَأَصُومُ».
فَقَالَ: لَسْتَ مِثْلَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، فَقَالَ: «وَاللَّهِ» - يَعْنِي -: «إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ، وَأَعْلَمَكُمْ بِمَا أَتَّقِي»، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: "هَذَا الرَّجَاءُ مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي أَقُولُ: إِنَّ جَائِزٌ أَنْ يَقُولَ الْمَرْءُ فِيمَا لَا يَشُكُّ فِيهِ وَلَا يَمْتَرِي........
الطالب:
إِنَّهُ جائزٌ.
الشيخ:
إنه جائزٌ.
القارئ:
هنا قال: "إنَّ جائزٌ".
إِنَّ جَائِزٌ أَنْ يَقُولَ الْمَرْءُ فِيمَا لَا يَشُكُّ فِيهِ وَلَا يَمْتَرِي: وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يَكُونَ كَذَا وَكَذَا، إِذْ لَا شَكَّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مُسْتَيْقِنًا غَيْرَ شَاكٍّ، وَلَا مُرْتَابٍ أَنْ كَانَ أَخْشَى الْقَوْمِ لِلَّهِ وَأَعْلَمَهُمْ بِمَا يَتَّقِي، وَهَذَا مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي رُوِيَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: أَمُؤْمِنٌ أَنْتَ؟ قَالَ: أَرْجُو، وَلَا شَكَّ وَلَا ارْتِيَابَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ كَانَ يَجْرِي عَلَيْهِمْ أَحْكَامُ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْمُنَاكَحَاتِ، وَالْمُبَايَعَاتِ وَشَرَائِعِ الْإِسْلَامِ، وَقَدْ بَيَّنْتُ هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ، فَاسْمَعِ الدَّلِيلَ الْوَاضِحَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ بِقَوْلِهِ: «إِنِّي لَأَرْجُو» مَا أَعْلَمْتُ أَنَّهُ: قَدْ أَقْسَمَ بِاللَّهِ أَنَّهُ أَشَدُّهُمْ خَشْيَةً".
الشيخ:
قال: «والله إني أشدكم لله خَشية، وأتقاكم».
يعني هذه مسألة عقدية قول النبي: «إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ، وأتقاكم له» ليس شكًا وإنما يقينًا كقوله -عَلَيهِ الصَلاة والسَّلام- في الحديث الآخر: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول: ثم قولوا: اللهم ربَّ هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة أتِ محمدًا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته» فإن الوسيلة درجةٌ لا أتمنى في الجنة أن تكون إلَّا لعبد وأرجو أن أكون أنا هو.
هذا رجاء حق، ليس شكًا، بل هو -عَلَيهِ الصَلاة والسَّلام- هو أعطاه الله الوسيلة بيت النبي -صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم- أعلى بيت في الجنة هو الوسيلة وهو بيت النبي صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم، فهذا الرجاء ليس شكًا بينما هو أمر محقق، هذا معنى المؤلف مثل قول الإنسان: "أنت مؤمن؟" قال: "أرجو" يعني أتيقن ليس شكًا.
فالمؤلف -رحمه الله- انتهز الفرصة وبين هذه المسألة العقائدية.
أعد.
القارئ:
"بَابُ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الصَّوْمَ جَائِزٌ لِكُلِّ مَنْ أَصْبَحَ جُنُبًا وَاغْتَسَلَ بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ " وَالزَّجْرِ عَنْ أَنْ يُقَالَ: كَانَ هَذَا خَاصًّا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
الشيخ:
لأن هذا الرجل لما قال: "إني يَا رَسُولَ اللَّهِ، يدْرِكُنِي الفجر وَأَنَا جُنُبٌ أَفَأَصُومُ؟ فَقَالَ النبي: «وَأَنَا يُدْرِكُنِي الفجر وَأَنَا جُنُبٌ فَأَصُومُ». فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إن الله قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ.
أنكر عليه جدًّا. فَقَالَ: «وَاللَّهِ» - يَعْنِي -: "إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ، ولكن لا يمنع من ذلك أن أكون أنا أُسوى في ذلك" هذا معناه، فالنبي -صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم- أنكر عليه قوله: "إن هذا خاصٌ بك، وإنك غفر الله لك".
القارئ:
مَعَ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَا فَعَلَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِمَّا لَمْ يَجُزْ أَنَّهُ خَاصٌّ لَهُ، فَعَلَى النَّاسِ التَّأَسِّي بِهِ وَاتِّبَاعِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"
"حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ أَبِي طُوَالَةَ، أَنَّ أَبَا يُونُسَ مَوْلَى عَائِشَةَ، أَخْبَرَهُ عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْها- أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسْتَفْتِيهِ وَهِيَ تَسْمَعُ مِنْ وَرَاءِ الْبَابِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُدْرِكُنِي الصَّلَاةُ وَأَنَا جُنُبٌ أَفَأَصُومُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَأَنَا تُدْرِكُنِي الصَّلَاةُ وَأَنَا جُنُبٌ فَأَصُومُ».
فَقَالَ: لَسْتَ مِثْلَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، فَقَالَ: «وَاللَّهِ» - يَعْنِي -: «إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ، وَأَعْلَمَكُمْ بِمَا أَتَّقِي».
الشيخ:
فيه قسم للتأكيد، قال: «والله»؛ للتأكيد وإلا فهو صادق وإن لم يقسم.
القارئ:
قَالَ أَبُو بَكْرٍ بن خُزيمة رحمه الله: "هَذَا الرَّجَاءُ مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي أَقُولُ.
الشيخ:
يعني رجاءٌ محقق ليس فيه شك. هذا المعنى.
القارئ:
قَالَ أَبُو بَكْرٍ بن خُزيمة رحمه الله: "هَذَا الرَّجَاءُ مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي أَقُولُ، إِنَّه جَائِزٌ أَنْ يَقُولَ الْمَرْءُ فِيمَا لَا يَشُكُّ فِيهِ وَلَا يَمْتَرِي، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يَكُونَ كَذَا وَكَذَا، إِذْ لَا شَكَّ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -كَانَ مُسْتَيْقِنًا غَيْرَ شَاكٍّ، وَلَا مُرْتَابٍ أَنْ كَانَ أَخْشَى الْقَوْمِ لِلَّهِ وَأَعْلَمَهُمْ بِمَا يَتَّقِي، وَهَذَا مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي رُوِيَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: أَمُؤْمِنٌ أَنْتَ؟ قَالَ: أَرْجُو، وَلَا شَكَّ وَلَا ارْتِيَابَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ كَانَ يَجْرِي عَلَيْهِمْ أَحْكَامُ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْمُنَاكَحَاتِ، وَالْمُبَايَعَاتِ وَشَرَائِعِ الْإِسْلَامِ، وَقَدْ بَيَّنْتُ هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ، فَاسْمَعِ الدَّلِيلَ الْوَاضِحَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَرَادَ بِقَوْلِهِ: «إِنِّي لَأَرْجُو» مَا أَعْلَمْتُ أَنَّهُ: قَدْ أَقْسَمَ بِاللَّهِ أَنَّهُ أَشَدُّهُمْ خَشْيَةً".
ثم قال رحمه الله:
"حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْها- قَالَتْ: رَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي بَعْضِ الْأَمْرِ، فَرَغِبَ عَنْهُ رِجَالٌ، فَقَالَ: «مَا بَالُ رِجَالٍ آمُرُهُمْ بِالْأَمْرِ يَرْغَبُونَ عَنْهُ؟ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُهُمْ بِاللَّهِ، وَأَشَدُّهُمْ خَشْيَةً».
تخريج الحديث:
قال: "صحيح، أخرجه إسحاق بن راهويه، وأحمد، والبخاري في الأدب وفي الأدب المفرد له، ومسلم، والنسائي وفي الكبرى وفي عمل اليوم والليلة له وأبو يعلى".
الشيخ:
وهو حديثٌ صحيح. وفيه أن النبي -صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم- أخشى الناس وأعبد الناس وأتقى الناس عَلَيهِ الصَلاة والسَّلام، وفيه أن الشريعة عامة وأن ما يخاطب به النبي عام إلَّا ما جاء الدليل على تخصيصه، وإلا فالأصل العموم، فلا ينبغي لأحدٍ أن يقول هذا خاص بالنبي إلَّا بدليل، يدل على التخصيص وإلا فالأصل التأسي به.
القارئ:
ثم قال رحمه الله:
"جُمَّاعُ أَبْوَابِ الصَّوْمِ فِي السَّفَرِ، مَنْ أُبِيحَ لَهُ الْفِطْرُ فِي رَمَضَانَ عِنْدَ الْمُسَافِرِ"
الشيخ:
بارك الله لك.
سؤال:
شيخ أحسن الله إليك لو قال: "إن شاء الله يبقي في خلاف؟".
الشيخ:
إن شاء الله في أي شيء؟
الطالب:
لو أحد سألني وقال: "أنت في البيت؟"
الشيخ:
قال: إن شاء الله، نعم. إذا قصد بذلك التبرك بذكر اسم الله، أو عدم العلم بالعاقبة، أو قصد بذلك أن الشرائع متعددة، وأن الإنسان لا يُزكي نفسه، ولزم (14:35) لا بأس، أما إذا قال شك في أصل إيمانه فلا يجوز.