قارئ المتن:
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم، الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين.
قال الإمام الحافظ بن خُزيمة -رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنانه- في كتابه الصحيح:
جماع أبواب الصوم في السفر:
قال رحمه الله تعالى:
بابُ: الرخصة في الفطر في رمضان في السفر لمن قد صام بعضه في الحضر خلاف مذهب من واجب عليه الصوم في السفر إذا كان قد صام بعضه في الحضر ثم توهم أن قوله: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة:185] أي مَن شهد بعض الشهر وهو حاضر غير مسافرٌ فوجب عليه صومُ جميع الشهر وإن سافر في بعضه.
الشيخ:
بابُ: الرخصة في الفطر في رمضان في السفر لمن قد صام بعضه في الحضر: يعني صام بعض أيام في بلده ثم سافر؛ فله أن يُفطر.
بعض العلماء يقول: "لأ، ليس له أن يفطر بل يجب عليه إتمام الصوم، إنما يفطر إذا كان سفره من أول الشهر، أما إذا صام بعض أيام في الحضر؛ يجب أن يتم الشهر"، وهذا غير صحيح.
القارئ:
حدثنا محمد بن معمر بن ربعي القيسي قال: حدثنا أبو عاصم عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي قال: حدثنا عطية بن قيس حدثنا قزعة بن يحيى عن أبي سعيد الخدري -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قال: خرجنا مع رسول الله - صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم - لليلتين خلتا من رمضان فخرجنا صوَّاما حتى بلغنا الكَديد أمرنا بالفطر فأصبحنا شرجين منا الصائم ومنا المفطر حتى إذا بلغنا مر الظهران أعلمنا بلقاء العدو أمرنا بالفطر فأفطرنا.
قال أبوبكر: خبر ابن عباس وأبي نضرة عن أبي سعيد -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم- من هذا الباب.
قال الشيخ:
يعني هذا فيه دليل على أنهم صاموا أول الشهر في المدينة ثم سافروا فأمرهم النبي - صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم - بالفطر؛ فدل على أنه لا بأس لمن صام أول الشهر في بلده ثم سافر أن يفطر، خلافًا لما جاء به بعض العلماء أنه لا يجوز أن يفطر إلَّا إذا سافر من أول الشهر.
نعم، أعد.
القارئ:
حدثنا محمد بن معمر بن ربعي القيسي قال: حدثنا أبو عاصم عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي قال: حدثنا عطية بن قيس حدثنا قزعة بن يحيى عن أبي سعيد الخدري -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قال: خرجنا مع رسول الله - صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم - لليلتين خلتا من رمضان فخرجنا صوَّاما حتى بلغنا الكَديد أمرنا بالفطر فأصبحنا شرجين منا الصائم ومنا المفطر حتى إذا بلغنا مر الظهران أعلمنا بلقاء العدو أمرنا بالفطر فأفطرنا.
حديث صحيح.
الشيخ:
إنما أمرهم بالفطر؛ ليتقووا على العدو.
القارئ:
وقال: أخرجه أحمد والترمذي والطحاوي في (شرح معاني الآثار)، والبيهقي وابن عبد البر في (التمهيد).
الشيخ:
نعم، وهو ظاهر صاموا أول الشهر في المدينة ثم أفطروا، ولا بأس، وكذلك اليوم الواحد إذا سافر وقد صام أوله له أن يفطر آخره، قال بعض العلماء: "ليس له أن يفطر اليوم الذي صام أوله، بل عليه أن يتمه في اليوم الثاني يفطر".
والصواب: أنه لا بأس حتى اليوم الواحد إذا فارق البلد له أن يفطر باقي اليوم.
القارئ:
باب إباحة الفطر في السفر يوم قد مضى بعضه والمرء ناوِ للصوم فيه
الشيخ:
هذه هي المسألة الثانية، الترجمة الأولى: إذا صام بعض الأيام في بلده ثم سافر، لا بأس.
والترجمة الثانية: اليوم الذي صام أوله في البلد ثم سافر له أن يفطر.
القارئ:
قال أبو بكر رحمه الله: قد أمليت خبر أبي سعيد الخدري -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قبله.
قال رحمه الله: "حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب حدثني حميد أن بكر بن عبد الله المزني حدثه قال: سمعت أنس بن مالك -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يقول: إن رسول الله - صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم - كان في سفر ومعه أصحابه فشق عليهم الصوم، فدعا رسول الله - صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم- بإناء فيه ماء فشرب وهو على راحلته - صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم - والناس ينظرون إليه.
باب: إباحة الفطر في اليوم الذي يخرج فيه المرء فيه مسافرًا من بلده
وإن ثبت الخبر ضد مذهب من زعم أنه إذا دخل في الصوم مقيمًا ثم سافر لم يجز له الفطر وإباحة الفطر إذا جاوز المرء بيوت البلدة التي يخرج منها وإن كان قريبا يرى بيوتها.
الشيخ:
هذا مثل الباب السابق له ما الفرق بينهما؟
القارئ:
هذه الترجمة الأولى: باب إباحة الفطر في رمضان في السفر يومًا قد مضى بعضه والمرء ناوِ للصوم فيه.
ثم قال:
باب: إباحة الفطر في اليوم الذي يخرج فيه المرء فيه مسافرًا من بلده، وإن ثبت الخبر ضد مذهب من زعم أنه إذا دخل في الصوم مقيمًا ثم سافر لم يجز له الفطر.
الشيخ:
قف على هذه الترجمة، ونكمل إن شاء الله، وفق الله الجميع لطاعته، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلَّا الله، وأن محمدًا رسول الله.
