شعار الموقع

شرح كتاب الصيام من صحيح ابن خزيمة_53

00:00
00:00
تحميل
44

قارئ المتن:

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لنا لشيخنا ولوالديه والمسلمين.

قال ابن خُزيمة رحمه الله تعالى في صحيحه:

جماع أبواب صوم التطوع

باب: فضيلة صيام عاشوراء وتحري النبي صلى الله عليه وسلم صيامه لفضله من بين الأيام خلا صيامَ رمضان.

حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان حدثنا عبيد الله - وهو ابن أبي زياد وأتقنته منه - سئل ابن عباس عن صيام يوم عاشوراء فقال: "ما علمت رسول الله - صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم - صام يومًا يتحرى فضَّله إلا عاشوراء وهذا شهر رمضان".

الشيخ:

فدل على أنه مستحب وأن النبي - صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم - تحرى صيامه.

القارئ:

أحسن الله إليك.

باب: ذكر تكفير الذنوب بصيام عاشوراء والبيان أن العمل الصالح يتقدم الفعل الشيء يكونُ بعده فيكفر العمل الصالح الذنوب تكون بعد العمل الصالح لا كما يتوهم من خالفنا في تقديم كفارة اليمين قبل الحنث، وزعم أنه غير جائز أن يتقدم المرء عملًا صالحًا يكفر ذنبًا يكون بعده.

حدثنا أحمد بن عبدة قال أخبرنا حماد بن زيد حدثنا غيلان - وهو ابن جرير - حدثنا عبد الله بن معبد - هو الزماني - عن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صيام يوم عاشوراء إني لأحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، وصيام يوم عرفة فإني لأحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده».

قال أبو بكر: فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أعلم صيام يوم عرفة يكفر السنة التي قبله والتي بعده فدل على أن العمل الصالح قد يتقدم الفعل فيكون العمل الصالح المتقدم يكفر السنة التي تكون بعده.

الشيخ:

تخريجه؟

القارئ:

صحيح أخرجه مسلم وأبو داوود وابن ماجه والترمذي والنسائي وفي الكبرى له والطحاوي وابن حِبان والبيهقي والبغوي من طرقٍ عن عماد بن زيدٍ به.

الشيخ:

حديث صحيح فيه: أن العمل الصالح يكفر العام الذي بعده والذي قبله كما في يوم عرفة، قد يكفر الذي قبله وقد يكفر الذي بعده. والغالب أنه يكفر الذي قبله.

القارئ:

أحسن الله إليك.

باب: استحباب ترك الأمهات إرضاع الأطفال يوم عاشوراء تعظيمًا ليوم عاشوراء إن صح الخبر فإن في القلب من خالد بن ذكوان.

الشيخ:

فيه ضرر على الأطفال.

القارئ:

حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصناعي، قال حدثنا بشر بن المُفَضَّل قال: حدثنا خالد بن ذكوان عن الرُبَيِع بنت معوذ بن عفراء قالت: "أرسل رسول الله - صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم - إلى قرى الأنصار التي حول المدينة: «من كان أصبح صائمًا فليتم صومه، ومن كان أصبح مفطرًا فليتم بقية يومه، فكنا بعد نصومه ونُصَّوِمُ صبياننا الصغار، ونذهب بهم إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العِهن فإذا بكى أحدهم أعطيناه إياه حتى يكون عند الإفطار».

الشيخ:

للتدريب والتمرين للصبيان على الصيام كما يدربون على الصلاة، فكذلك يدربون على الصيام.

سؤال أحد الحضور:

(05:27).

الشيخ:

من يطيق إذا كان يطيق، يعني بعد التمييز إلى البلوغ، إذا كان يطيق ويتحمل؛ فيُمَرن.

القارئ:

قال أبو بكر: رواه أبو المطرف بن أبي الوزير حدثنا غليلة بنت أمينة أمة الله - وهي بنت رزينة - قالت: قالت قلت لأمي: أسمعتِ رسول الله - صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم - في عاشوراء؟ قالت: كان يعظمه ويدعو برضعائه ورضعاء فاطمة فيتفِلُ في أفواههم ويأمر أمهاتهن ألا يرضعن إلى الليل.

حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو المطرف بن أبي الزبير - وهذا من ثقات أهل الحديث- وحدثنا محمد بن يحيى حدثنا مسلمة ابن إبراهيم حدثنا عليلة بنت الكميت العتكية: قالت: سمعت أمي أمينة بمثله وزاد: فكان الله يكفيهم قال: وكانت أمها خادمة النبي صلى الله عليه وسلم يقال لها: رزينة.

الشيخ:

إيش قال عليه؟

القارئ:

قال أحسن الله إليك: "إسناده ضعيف، فإن عليلة ومن فوقها غير معروفاتٍ كما نص عليه الهيثمي في المَجمع، أخرجه أبو يعلى والطبراني في الكبير وفي الأوسط له".

الشيخ:

وفي المتن نكارة أيضًا، إذا لم يصحُّ، يعني كيف يترك الأطفال يتضررون من أجل عاشوراء؟! يعني كيف الإسلام أباح للمرأة أن تفطر من أجل الإرضاع، وتُمسك عن الإرضاع من أجل صيام عاشوراء؟! هذا منكر، فيه نكارة، وهو ضعيف السند، منكر المتن، لا يصح.

سؤال من أحد الحضور:

(07:55) قال الشيخ الألباني -رحمه الله- في تعليقه على عبارة "فإن في القلب من خالد بن ذكوان" قلت: "هذا جرحٌ مبهم فلا يقبل لا سيما وقد وثقه جمعٌ، ولم يطعن فيه أحد، وحسبه أن الشيخين قد احتجا به".

الشيخ:

ما عندك الكلام هذا؟

القارئ:

أحسن الله إليك.

قال ابن حجر في (الإتحاف)، قال ابن خزيمة: "خالد بن ذكوان حَسن الحديث، وفي التقريب صدوق"، فقط أحسن الله إليك.

الشيخ:

لأ، الطعن هذا.

اقرأ، أعد.

أحد الحضور:

قال الشيخ الألباني رحمه الله في تعليقه على عبارة "فإن في القلب من خالد بن ذكوان" قلت: هذا جرحٌ مبهم فلا يقبل لا سيما وقد وثقه جمعٌ، ولم يطعن فيه أحد، وحسبه أن الشيخين قد احتجا به.

الشيخ:

احتجا به على الإطلاق، أو احتجا به فيما صح؟

القارئ:

فيما صح سنده.

الشيخ:

أحيانًا يقال: "الرجال رجال في الصحيحين" ما يكفي هذا الرجال رجال في الصحيحين، لكن صاحب الصحيحين يختار من روايتهم فيما صح سنده، أحيانًا يكون الراوي ضعيف، لكن صح روايته في حديث، فيحتج عليه به.

القارئ:

قال ابن حجر في (الإتحاف)، قال ابن خزيمة: "خالد بن ذكوان حَسن الحديث، وفي (التقريب) صدوق".

الشيخ:

المقصد أن الحديث لا يصحُّ، ولم يثبت.

القارئ:

باب: الأمر بصيام يوم عاشوراء إن أصبح المرء غير ناويًا للصيام غير مجمع على الصيام من الليل، والدليل على أن النبي - صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم - إنما أراد بقوله: «لا صيام لمن لا يجمع الصيام من الليل صومَ الواجب دون صوم التطوع».

حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب حدثنا هشيم أخبرنا حصين عن الشعبي عن محمد بن صيفي الأنصاري قال: خرج علينا رسول الله - صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم - في يوم عاشوراء فقال: «أصمتم يومكم هذا؟»، فقال بعضهم: "نعم"، وقال بعضهم: "لا" قال: «فأتموا بقية يومكم هذا» وأمرهم أن يؤذنوا أهل العروض أن يتموا بقية يومهم ذلك.

الشيخ:

يعني أهل البُلدان، هذا خاص بيوم عاشوراء، وأما صيام رمضان فالواجب حديث حفصة: «مَنْ لَمْ يُجْمِعْ الصِّيَامَ مِن الليلِ فَلا صِيَامَ لَهُ».

القارئ:

باب: الأمر بصيام بعض يوم عاشوراء إذا لم يعلم المرء بيوم عاشوراء قبل أن يَطعم، والفرق في الصوم بين عاشوراء وبين غيره إذ صوم بعض يومٍ لا يكون صومًا في غير يوم عاشوراء؛ لما خص النبي صلى الله عليه وسلم به يوم عاشوراء فأمر بصوم بعض ذلك اليوم وإن كان المرء قد طعم أول النهار.

حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى حدثنا يزيد بن أبي عبيد حدثنا سلمة - وهو ابن الأكوع-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من أسلم: «أذِّن في قومك - أو في الناس - يوم عاشوراء: أن من أكل فليصم بقية يومه ومن لم يكن أكل فليصم».

خبر أبي سعيد الخدري ومحمد بن صيفي وعبد الله بن المنهال الخزاعي عن عمه وأسماء بن حارثة وبعجة بن عبد الله الجُهني عن أبيه كلهم: عن النبي - صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم - بهذا المعنى وقد خرجته في كتاب الكبير.

الشيخ:

المؤلف اعتنى بصيام عاشوراء، كرر التراجم.

في السُنَّة الأولى من الهجرة هاجر النبي - صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم - بعد المُحرم، في السُنَّة الثانية لما جاء مُحرم فُرض صيام رمضان، ثم لما جاء رمضان فُرض صوم رمضان في نفس السَنَة، فلما جاءت السَنة الثالثة صار صيام يوم عاشوراء مستحبًا نُسخ الوجوب.

القارئ:

باب: ذكر التخيير بين صيام عاشوراء وإفطاره، والدليلُ على أن الأمر بصوم يوم عاشوراء أمر ندبٍ وإرشادٍ وفضيلة.

حدثنا أبو موسى حدثنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم أخبرنا عمر بن محمد حدثنا سالم عن ابن عمر: أن رسول الله - صَلىَ اللهُ عليهِ وسلم - قال: «اليوم عاشوراء فمن شاء فليصمه ومن شاء فليفطر».

الشيخ:

وهذا بعد فرض صيام رمضان، وأما قبل فرض صيام رمضان فإنه ألزم الناس قال: «مَن صام فليتم صومه، ومن قائم فليتم بقية يومه».

القارئ:

خبر عائشة ومعاوية من هذا الباب

باب: الأمر بأن يصام قبل عاشوراء يومًا أو بعده يومًا مخالفة لفعل اليهود في صوم عاشوراء

 

 

حدثنا محمد بن يحيى حدثنا مسدد حدثنا هشيم أخبرنا ابن أبي ليلى عن داود بن علي عن أبيه عن جده ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود صوموا قبله يومًا أو بعده يومًا».

الشيخ:

ماذا قال على تخريجه؟

القارئ:

أحسن الله إليك.

 قال الألباني: "إسناده ضعيف؛ لشدة سوء حفظ محمد ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ولضعف داود بن علي بن عبد الله قال ابن حبان: "يخطئ"، وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: "لم يقحم أولوا النقضِ على تلين هذا الضربِ لدولتهم".

قال بشَّار والشيخ شعيب: "وقد ارتكب من الفضائح والتقتيل الكثير عند زوال دولة بني أمية ما يندى له الجبين وهو رجل سياسة ومكر لا رجل حديث".

الشيخ:

مَن هو؟

القارئ:

ولضعف داوود بن علي بن عبد الله.

الشيخ:

هذا داوود بن عبد الله.

ماذا يقول؟

القارئ:

قال ابن حبان: "يخطئ"، وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: "لم يقحم أولوا النقضِ على تلين هذا الضربِ لدولتهم".

قال بشَّار والشيخ شعيب: "وقد ارتكب من الفضائح والتقتيل الكثير عند زوال دولة بني أمية ما يندى له الجبين وهو رجل سياسة ومكر لا رجل حديث". [تحرير تقريب التذهيب].

ولا أعلم له غير هذا الحديث، وحديثٌ آخر عند الترمذي؛ لذا قال ابن معين: "إنما يحدث بحديث واحد"، وقال الذهبي عن حديث الترمذي: "له حديثٌ طويل في الدعاء تفرد به عنه ابن أبي ليلى، وقيس، وما هو بِحُجة، والخبر يعد منكرًا".

الشيخ:

الحديث إيش؟

القارئ:

أحسن الله إليك، «صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود صوموا قبله يومًا أو بعده يومًا».

أحد الحضور:

وهنا خالفه عطاء و(17:38) عن ابن عباس موقوفًا، وسنده صحيح عند الطحاوي والبيهقي.

الشيخ:

نفسه هذا ولا حديث آخر؟

القارئ:

نفسه.

الشيخ:

وكيف داوود بن علي كيف ما تكلم عليه عندك؟

أحد الحاضرين:

(17:56). ألفين ومائة وأربعة عشر.

الشيخ:

«صوموا قبله يومًا أو بعده يومًا»؟

القارئ:

«صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود صوموا قبله يومًا أو بعده يومًا».

الشيخ:

في حديث آخر: «صوموا قبله يومًا وبعده يومًا». والرواية ضعيفة، لكن هذا قد يكون سند آخر مثل الذي ذكر. ماذا قال عندك؟

أحد الحضور:

خالفه عطاء وعزاه (17:38) عن ابن عباس موقوفًا، وسنده صحيح عند الطحاوي والبيهقي.

الشيخ:

موقوف، يعني من قول ابن عباس.

ما بعده.

القارئ:

باب: استحباب صوم يوم التاسع من المحرم اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.

الشيخ:

ما بعده.

القارئ:

باب: فضل صوم يوم عرفة وتكفير الذنوب بلفظ خبر مجمل غير مفسر

الشيخ:

باب استحباب.

القارئ:

باب: استحباب صوم يوم التاسع من المحرم اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.

حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا الحكم بن الأعرج قال: سألت ابن عباس وهو في المسجد الحرام وهو متوسد رداءه فسألته عن صيام عاشوراء فقال: "اُعدد فإذا أصبحت يوم التاسع من المحرم فأصبح صائمًا" قال: قلت: "أكذاك كان محمد صلى الله عليه وسلم يصوم؟" قال: "كذاك كان يصوم".

حدثنا جعفر بن محمد حدثنا وكيع عن حاجب بن عمر عن الحكم بن الأعرج: بمثله وهو متوسد رداءه في زمزم.

حدثنا عبدة بن عبد الله أخبرنا يزيد بن هارون حدثنا شعبة عن حاجب بن عمر عن الحكم بن الأعرج عن ابن عباس: في يوم عاشوراء قال: هو يوم التاسع قلت: كذلك صام محمد صلى الله عليه وسلم؟

الشيخ:

نعم، رواه مسلم في الصحيح.

ماذا قال عليه.

القارئ:

أحسن الله إليك.

قال: "صحيح أخرجه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي في (الكبرى) والطبراني من طريق معاوية بن عمروٍ به".

الشيخ:

وفي رواية: «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع» يعني مع العاشر.

القارئ:

باب: فضل صوم يوم عرفة وتكفير الذنوب بلفظ خبر مجمل غير مفسر

الشيخ:

بارك الله فيك، وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع ..... وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد