شعار الموقع

شرح كتاب الصيام من صحيح ابن خزيمة_57

00:00
00:00
تحميل
28

 

القارئ:

أحسن الله إليكم أتيت بقول مسلم في صحيحه -رحمه الله- في صيام الخميس، قال رحمه الله:"حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، - وَاللَّفْظُ لِابْنِ الْمُثَنَّى - قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، أنه سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيَّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سُئِلَ عَنْ صَوْمِهِ ؟ قَالَ: فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، وَبِبَيْعَتِنَا بَيْعَةً .

 قَالَ: فَسُئِلَ عَنْ صِيَامِ الدَّهْرِ ؟ فَقَالَ: لَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ - أَوْ مَا صَامَ وَمَا أَفْطَرَ - قَالَ: فَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمَيْنِ وَإِفْطَارِ يَوْمٍ ؟ قَالَ: وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ ؟ قَالَ: وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمٍ، وَإِفْطَارِ يَوْمَيْنِ ؟ قَالَ: لَيْتَ أَنَّ اللَّهَ قَوَّانَا لِذَلِكَ قَالَ: وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمٍ، وَإِفْطَارِ يَوْمٍ ؟ قَالَ: ذَاكَ صَوْمُ أَخِي دَاوُدَ - عَلَيْهِ السَّلَام - قَالَ: وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ ؟ قَالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ - أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ - قَالَ: فَقَالَ: صَوْمُ ثَلَاثَةٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَمَضَانَ إِلَى رَمَضَانَ، صَوْمُ الدَّهْرِ قَالَ: وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ ؟ فَقَالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ قَالَ: وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ ؟ فَقَالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ.

قال مسلم رحمه الله: وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ رِوَايَةِ شُعْبَةَ قَالَ: وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ ؟ فَسَكَتْنَا عَنْ ذِكْرِ الْخَمِيسِ لَمَّا نُرَاهُ وَهْمًا".

الشيخ:

 فقط. تكلم عليه النووي؟

القارئ:

 أي نعم.

الشيخ:

 ماذا قال؟

القارئ:

 قال النووي رحمه الله: "قوله فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ رِوَايَةِ شُعْبَةَ قَالَ: وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ ؟ فَسَكَتْنَا عَنْ ذِكْرِ الْخَمِيسِ لَمَّا نُرَاهُ وَهْمًا ظبطه نراه بفتح النون وضمها وهما صحيحان".

 قال القاضي عياض رحمه الله: "إنما تركه وسكت عنه لقوله: «فيه ولدت وفيه بعثت أو أنزل علي»، وهذا إنما هو في يوم الإثنين كما جاء في الروايات الباقيات يوم الإثنين دون ذكر الخميس فلما كان في رواية شعبة ذكر الخميس تركه مسلم؛ لأنه رأه وهما. قال القاضي: ويحتمل صحة رواية شعبة، ويرجع الوصف بالولادة والإنزال إلى الإثنين دون الخميس وهذا الذي قاله القاضي متعين".

الشيخ:

 يعني سهل.

وهمًا يعني إن ولادة النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليست في الخميس ولا في الإثنين والحديث الذي وقفنا عليه أن يوم الإثنين والخميس يومان تعرض فيهما الأعمال على الله، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم.

نعم. سمِّ.

القارئ:

 أحسن الله إليك.

قال الإمام أبو بكر بن خزيمة -رَحِمهُ اللهُ تَعالى- في صحيحه:

"بَابٌ فِي اسْتِحْبَابِ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ أَيْضًا؛ لِأَنَّ الْأَعْمَالَ فِيهِمَا تُعْرَضُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ"

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ وَرَّاقٌ الْفِرْيَابِيِّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أُسَامَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-َ يَصُومُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ، وَيَقُولُ: «إِنَّ هَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ تُعْرَضُ فِيهِمَا الْأَعْمَالُ».

 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَنَّ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، أَخْبَرَهُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "تُعْرَضُ أَعْمَالُ النَّاسِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّتَيْنِ: يَوْمُ الِاثْنَيْنِ، وَيَوْمُ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ، إِلَّا عَبْدٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيَقُولُ: اتْرُكُوا، أَوْ أَرْجِئُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَفِيئَا"، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «هَذَا الْخَبَرُ فِي مُوَطَّأِ مَالِكٍ مَوْقُوفٌ غَيْرُ مَرْفُوعٍ، وَهُوَ فِي مُوَطَّأِ ابْنِ وَهْبٍ مَرْفُوعٌ صَحِيحٌ».

الشيخ:

 الحديث الأول «إِنَّ هَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ تُعْرَضُ فِيهِمَا الْأَعْمَالُ على الله وأحب أن يُعرض عملي وأنا صائم».

تخريجه؟

الطالب:

قال أحسن الله إليك: "صحيح من غير هذا الطريق أخرجه الطيالسي وعبد الرزاق وأحمد والدارمي وأبو داود والنسائي وفي (الكبرى) له والطبراني في (الكبير) والبيهقي وفي فضائل الأوقات وفي (الشعب) له والضياء المقدسي في (المختارة) من طرق عن أسامة بن زيد به".

والحديث الثاني -عفا الله عنك- يقول: "صحيح أخرجه ابن حبان من طريق المُصَنِّف، وأخرجه عبد الرزاق، والحميدي، ومسلم، والبيهقي في (شعب الإيمان)، ومن طرق عن مسلم بن أبي مريم عن أبي صالحٍ به، وأخرجه الطيالسي، وعبد الرزاق، وأحمد، والبخاري في (الأدب)، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه، والترمذي وفي (الشمائل) له، وأبو يعلى، وابن حبان، والبيهقي وفي (الشعب) له، وفي (الآداب) له، وفي (فضائل الأوقات) له، والخطيب في (تاريخ بغداد) وابن عبد البر في (التمهيد)، والبغوي من طرق عن سهيل عن أبي صالح به".

الشيخ:

والحديث صحيح لا إشكال فيه: «إِنَّ هَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ تُعْرَضُ فِيهِمَا الْأَعْمَالُ على الله وأحب أن يُعرض عملي وأنا صائم». ما فيه إشكال، وأما الحديث الذي في مسلم قال: «إنه نراه وهمًا» يعني إن ولادة الحديث في الإثنين، وأظن إن الحديث يشمل الخميس فلذلك قال: "نراه وهمًا"، ولا تتعلق بصيامه.

القارئ:

 أحسن الله إليك في هذا الحديث ما فيه: «وأحب أن يُعرض عملي وأنا صائم»، في الحديث الأول قال: «إِنَّ هَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ تُعْرَضُ فِيهِمَا الْأَعْمَالُ».

الشيخ:

 الزيادة هنا، ومن أخرج هذه الزيادة؟

ما في في الحديث عندك: «فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم»؟

القارئ:

 لعلها قبل.

الشيخ:

 وردت في الحديث الآخر.

أحد الحضور:

مرت، وهنا في الحديث قال: «كان رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصوم الإثنين والخميس ويقول: هذه اليومين تعرض فيهما الأعمال على الله».

الشيخ:

 فلا وجه لكون بعض الإخوان يشكك في صيام الخميس ويقول إنه لا يشمل الحديث الصحيح. لا وجه لذلك.

القارئ:

 أحسن الله إليكم.

بَابُ فَضْلِ صَوْمِ يَوْمٍ وَاحِدٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَإِعْطَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ صَائِمَ يَوْمٍ وَاحِدٍ مِنَ الشَّهْرِ، مَعَ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ اللَّهَ لَمْ يُرِدْ بِقَوْلِهِ: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾ [الأنعام: 160]، أَنَّهُ لَا يُعْطِي بِالْحَسَنَةِ الْوَاحِدَةِ أَكْثَرَ مِنْ عَشْرِ أَمْثَالِهَا، إِذِ النَّبِيُّ الْمُصْطَفَى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمُبَيِّنُ عَنْهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ يُعْطِي بِصَوْمِ يَوْمٍ وَاحِدٍ جَزَاءَ شَهْرٍ تَامٍّ".

الشيخ:

 نعم. لأن الحسنة بعشرة أمثالها وقد تُضعف إلى أضعافٍ كثيرة قال تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ﴾ [البقرة:261] يعني أقل شيء تُضَّعف الحسنة عشرة أمثالها، وقد تُضَّعف أكثر.

القارئ:

 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ فَيَّاضٍ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلْتُهُ عَنِ الصَّوْمِ، فَقَالَ: «صُمْ يَوْمًا مِنَ الشَّهْرِ، وَلَكَ أَجْرُ مَا بَقِيَ».

الشيخ:

هذا فضل من الله.

تخريجه؟

الطالب:

يقول: تقدم (09:25).

الشيخ:

 قال صم .....

القارئ:

قال: «صُمْ يَوْمًا مِنَ الشَّهْرِ، وَلَكَ أَجْرُ مَا بَقِيَ».

الشيخ:

لأ هذا ما تقدم.

أحد الحضور:

(09:43).

الشيخ:

 هذا فضلٌ عظيم. يعني هذا يدل على أنه قد تُضَّعف الحسنة إلى ثلاثة حسنة، صم يوم ولك أجر بقية تسع وعشرين يوم، صم يوم ويثاب ثلاثين حسنة، هذا فضل عظيم.

مناقشة:

(10:02).

الشيخ:

 نعم. بل أكثر قد تُضَّعف لسبعين ضعف الحبة، النفقة في سبيل الله بسبعمائة، ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً﴾ وأكثر غير محدد ﴿وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [البقرة:245]، والصائم يعطى أجره بغير حساب غير محدد. حسب ما يقوم بالقلوب من حقائق الإيمان، وتعظيم الله عز وجل، والرغبة فيما عنده.

الطالب:

 أحسن الله إليك.

هذا يقول: "صحيحٌ، أخرجه ابن حبان من طريق المُصَنِّف، وأخرجه الطيالسي أيضًا، وأحمد ومسلم والنسائي وفي الكبرى له وأبو عوانة والبيهقي وسيأتي".

القارئ:

أحسن الله إليكم. قال رحمه الله:

"بَابُ الْأَمْرِ بِصَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرِ اسْتِحْبَابًا لَا إِيجَابًا"

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ وَهُوَ ابْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: «أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ، لَا أَدَعُهُنَّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَبَدًا، أَوْصَانِي بِصَلَاةِ الضُّحَى، وَبِالْوَتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ، وَبِصَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ».

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ الْعَنْبَرِيَّ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "أَوْصَانِي خَلِيلِي أَبُو الْقَاسِمِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بِثَلَاثٍ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَالْوَتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى".

الشيخ:

نعم، وذلك أن أبا هريرة كان يدرس ويتحفظ الحديث في أول الليل، فأوصاه النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قبل أن ينام وهذا هو الأولى لمن لا يثق بالقيام في آخر الليل، فإن وثق بالقيام في آخر الليل فالأفضل أن يوتر آخر الليل.

جاء في الحديث الآخر: «مَنْ خَافَ أَنْ لَا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَنْ طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ، فَإِنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَذَلِكَ أَفْضَلُ»، فإذا كان يثق بالقيام آخر الليل؛ فهذا هو الأفضل، وإلا فإنه يوتر أول الليل وهذا هو الحزم حتى لا يفوته الوتر؛ ولهذا أوصى النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أبا هريرة بالوتر في أول الليل، وأوصاه بركعتي الضحى، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر.

مناقشة:

(13:14)

الشيخ:

 قبل النوم سواء بعد الليل مباشرة المهم قبل أن ينام إن شاء بعده مباشرة، كأن يتأخر وأراد أن يوتر قبل أن ينام فيوتر قبل أن ينام، يتوضأ قبل النوم ويوتر.

س/ (13:26).

الإجابة:

يؤخر النوم هذا أفضل كلما أخر فهو أفضل.

س/

(13:33)

ج/ اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا، يدل على الجواز وأن الصلاة بعد الوتر ليست حرام جائزة، لكن الأفضل أن يكون الوتر آخر الليل، وثبت أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلى بعد الوتر ركعتين لبيان الجواز.

القارئ:

 أحسن الله إليكم.

"بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْأَمْرَ بِصَوْمِ الثَّلَاثِ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ أَمْرُ نَدْبٍ لَا أَمْرُ فَرْضٍ"

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي خَبَرِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ فِي مَسْأَلَةِ الْأَعْرَابِيِّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الْإِسْلَامِ قَالَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَصَوْمُ رَمَضَانَ»؟ قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ؟ قَالَ: «لَا، إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ».

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قال: أَخْبَرَنَا أَبِي، وَشُعَيْبٌ قَالَا: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، أَنَّ مُطَرِّفًا مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، حَدَّثَهُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيَّ دَعَا لَهُ بِلَبَنٍ يَسْقِيهِ، فَقَالَ مُطَرِّفٌ: إِنِّي صَائِمٌ، فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «الصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ، كَجُنَّةِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْقِتَالِ».

وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «صِيَامٌ حَسَنٌ، صِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ»

الشيخ:

 نعم. وقوله: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ؟ قَالَ: «لَا، إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ». يدل على أن صوم ثلاثة أيام نفل، وأن لا يجب إلَّا صوم رمضان.

س:

حبيبي أم خليلي؟

ج/ خليلي. أبو ذر هو الذي اتخذ النبي خليله أما النبي ما اتخذ خليل. والنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خليل الله، ليس في قلبه مكان لخُلة غيره، لكن أبو ذر هو الذي اتخذ خليل. حديث: «أوصاني خليلي».

الطالب:

في الأصل أوصاني حبيبي.

الشيخ:

 معروف في الحديث: أوصاني خليلي.

مناقشة: (15:57).

الشيخ:

 تكلم عليه؟

مناقشة: (16:00) الأعظمي ينقل عن ............

 أبو ذر -أحسن الله إليك – قال حبيبي، وأبو هريرة -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قال: خليلي أبو القاسم.

الشيخ:

 أوصاني خليلي بثلاث.

مناقشة:

هذا أبو هريرة أحسن الله إليك، وأبو ذر قال: أوصاني حبيبي.

الشيخ:

 مسألة المحبة أوسع من الخُلة ما في إشكال.

القارئ:

"بَابُ ذِكْرِ تَفَضُّلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الصَّائِمِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ بِإِعْطَائِهِ أَجْرَ صِيَامِ الدَّهْرِ بِالْحَسَنَةِ الْوَاحِدَةِ عَشْرَ أَمْثَالِهَا"

الشيخ:

 بارك الله فيك. وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع بالعلم النافع والعمل الصالح، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهدُ أن لا إله إلَّا الله، أستغفرك وأتوب إليك.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد