شعار الموقع

شرح كتاب الصيام من صحيح ابن خزيمة_59

00:00
00:00
تحميل
56

 

قارئ المتن:

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال ابن خُزيمة رحمه الله تعالى:

"بَابُ ذِكْرِ إِيجَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِلصَّائِمِ يَوْمًا وَاحِدًا إِذَا جَمَعَ مَعَ صَوْمِهِ صَدَقَةً، وَشُهُودَ جَنَازَةٍ، وَعِيَادَةَ مَرِيضٍ"

حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ الْبَحْرَانِيُّ، أَمْلَى بِبَغْدَادَ، قال: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَائِمًا؟» فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، فَقَالَ: «مَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، فَقَالَ: «مَنْ تَبِعَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟» فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالُ: «مَنْ عَادَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا اجْتَمَعَتْ هَذِهِ الْخِصَالُ قَطُّ فِي رَجُلٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ».

الشيخ:

«مَا اجْتَمَعَتْ هَذِهِ الْخِصَالُ قَطُّ فِي رَجُلٍ»، وفي لفظة: «فِي يومٍ» يعني في يومٍ واحد، هنا ما في يومٍ، وهذا الحديث رواه مسلم، وفيه دليل على أن أبي بكرٍ سبَّاق للخيرات كلها، قال: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَائِمًا؟» فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالُ: «مَنْ عَادَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، فَقَالَ: «مَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، فَقَالَ: «مَنْ تَبِعَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟» فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا.

وهذا الظاهر أنه بعد صلاة الظهر أو بعد صلاة العصر، وقال بعضهم: "بعد صلاة الفجر" لكن هذا بعيد؛ لأن اليوم إنما يبدأ من طلوع الفجر، فلا يمكن أن يكون بعد صلاة الفجر مباشرة وعمل هذه الأشياء، الظاهر أنه في أثناء النهار إما بعد العصر أو بعد الظهر جمع هذه الخِصال.

القارئ:

أحسن الله عملك.

 قَالَ أَبُو بَكْرٍ: "هَذَا الْخَبَرُ مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي بَيَّنْتُ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ، فَلَوْ كَانَ فِي قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ»، دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ جَمِيعَ الْإِيمَانِ، قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، لَكَانَ فِي هَذَا الْخَبَرِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ جَمِيعَ الْإِيمَانِ صَوْمُ يَوْمٍ، وَإِطْعَامُ مِسْكِينٍ، وَشُهُودُ جَنَازَةٍ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، لَكِنْ هَذِهِ فَضَائِلُ لِهَذِهِ الْأَعْمَالِ، لَا كَمَا يَدَّعِي مَنْ لَا يَفْهَمُ الْعِلْمَ، وَلَا يُحْسِنُهُ".

الشيخ:

باب ماذا؟

القارئ:

"بَابُ ذِكْرِ إِيجَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِلصَّائِمِ يَوْمًا وَاحِدًا إِذَا جَمَعَ مَعَ صَوْمِهِ صَدَقَةً، وَشُهُودَ جَنَازَةٍ، وَعِيَادَةَ مَرِيضٍ"

الطالب:

في عندي "إيجاب الله الجنَّة".

الشيخ:

ساقطة الجنة. "بابُ إيجاب الله تعالى الجنة لمن صام يومًا واحدًا مع شهود إتباع الجنازة، وإطعام مسكين، وعيادة المريض".

القارئ:

أحسن الله إليك.

"بَابُ ذِكْرِ إِيجَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ لِلصَّائِمِ يَوْمًا وَاحِدًا إِذَا جَمَعَ مَعَ صَوْمِهِ صَدَقَةً، وَشُهُودَ جَنَازَةٍ، وَعِيَادَةَ مَرِيضٍ"

حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ الْبَحْرَانِيُّ، أَمْلَى بِبَغْدَادَ، قال: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَائِمًا؟» فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، فَقَالَ: «مَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، فَقَالَ: «مَنْ تَبِعَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟» فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالُ: «مَنْ عَادَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا اجْتَمَعَتْ هَذِهِ الْخِصَالُ قَطُّ فِي رَجُلٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ».

الشيخ:

التعليق، ماذا قال عليه؟

القارئ:

أحسن الله إليك.

قال في الحاشية: "أخرجه البخاري في الأدب المُفرد، ومسلم، والنسائي في (الكبرى)، وأبو عَوانةَ كما في (إتحاف المهرة)، والبيهقي، وفي (شُعب الإيمان) له".

الشيخ:

فقط؟

القارئ:

نعم. أحسن الله إليك.

الشيخ:

والحديث صحيح لا إشكال فيه.

لكن تعليق المؤلف -رحمه الله- يدل على فقه الأعظمي (05:32).

قال أبو بكر ....

القارئ:

قَالَ أَبُو بَكْرٍ رحمه الله: "هَذَا الْخَبَرُ مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي بَيَّنْتُ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ، فَلَوْ كَانَ فِي قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ»، دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ جَمِيعَ الْإِيمَانِ، قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، لَكَانَ فِي هَذَا الْخَبَرِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ جَمِيعَ الْإِيمَانِ صَوْمُ يَوْمٍ، وَإِطْعَامُ مِسْكِينٍ، وَشُهُودُ جَنَازَةٍ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، لَكِنْ هَذِهِ فَضَائِلُ لِهَذِهِ الْأَعْمَالِ، لَا كَمَا يَدَّعِي مَنْ لَا يَفْهَمُ الْعِلْمَ، وَلَا يُحْسِنُهُ".

الشيخ:

وهم المُرجئة، قصده الرد على المُرجئة، المرجئة يقولون: "الإيمان قول: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" فقط، يكون المؤمن إذا قال لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، له الجنة، وهذا الحديث ما فيه قول لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فيه إطعام، وصيام، وعيادة مريض، وإتباع جنازة.

 يصير معنى قول لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ: هي إطعام مسكين، وهي الصيام، وهي إتباع الجنازة، لكن هذا يدل على أن هذا الفضل لهذه الأعمال، وقول لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ: هذا هو الإيمان، فصار الإيمان متعدد، هذا من الإيمان، هذه الأعمال من الإيمان، داخلة في مسمى الإيمان، فلو كان كما يقول المرجئة فقط؛ لصار معنى هذه الأعمال هي قول لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، هي الشهادتان، وهذا باطل، يعني هذه من دقة فهم المؤلف، والرد على المرجئة.

القارئ:

أحسن الله إليك.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: "هَذَا الْخَبَرُ مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي بَيَّنْتُ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ، فَلَوْ كَانَ فِي قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ»، دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ جَمِيعَ الْإِيمَانِ، قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ....

الشيخ:

كما يقول المُرجئة.

القارئ:

"لَكَانَ فِي هَذَا الْخَبَرِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ جَمِيعَ الْإِيمَانِ صَوْمُ يَوْمٍ، وَإِطْعَامُ مِسْكِينٍ، وَشُهُودُ جَنَازَةٍ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، لَكِنْ هَذِهِ فَضَائِلُ لِهَذِهِ الْأَعْمَالِ، لَا كَمَا يَدَّعِي مَنْ لَا يَفْهَمُ الْعِلْمَ، وَلَا يُحْسِنُهُ".

الشيخ:

قيّد هذا الحديث في كلام المؤلف، في الرد على المُرجئة، المُرجئة الآن كثروا وانتشر مذهبهم، ولهم الآن دعوات قوية، في الإنترنت الآن، ومواقع التواصل فيها كلام وأخذ ورد، وضجة وصجة، وانتشر مذهب المرجئة، فهذا كلام المؤلف ما يؤخذ الرد به عليهم رحمه الله.

مناقشة:

منتشرين في إندونيسيا.

الشيخ:

منتشرين عندنا أكثر.

القارئ:

"بَابٌ فِي صِفَةِ صَوْمِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَلَا مَا تَقَدَّمَ ذِكْرِنَا لَهُ بِذِكْرِ خَبَرٍ مُجْمَلٍ غَيْرِ مُفَسَّرٍ"

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قال: حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ نُوحٍ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: "سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي الضُّحَى؟ قَالَتْ: «لَا إِلَّا أَنْ يَجِيءَ مِنْ مَغِيبِهِ»، وَسَأَلْتُهَا: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَصُومُ شَهْرًا تَامًّا؟ قَالَتْ: لَا وَاللَّهِ، مَا صَامَ شَهْرًا تَامًّا غَيْرَ رَمَضَانَ، حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ، وَمَا مَضَى شَهْرٌ حَتَّى يُصِيبَ مِنْهُ، وَمَا أَفْطَرَهُ حَتَّى يُصِيبَ مِنْهُ"، وَسَأَلْتُهَا: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي مَعَ السَّحَرِ؟ قَالَتْ: «لَا، وَلَا الْمُصَلِّينَ».

 قَالَ أَبُو بَكْرٍ: "تَعْنِي الَّذِينَ يُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ الْكَثِيرَ".

الشيخ:

«لَا إِلَّا أَنْ يَجِيءَ مِنْ مَغِيبِهِ»: يعني يأتي من السفر.

مناقشة:

(10:40)؟

الشيخ:

أما قولها في الضحى لما سُئلت قَالَتْ: «لَا إِلَّا أَنْ يَجِيءَ مِنْ مَغِيبِهِ»: جاء عنها في الحديث أنها قالت: «كان يصلي الضحى أربعًا، ويزيد ما شاء الله» جاء عن عائشة، كأنها نسيت رَضِيَ اللَّهُ عَنْها.

القارئ:

أقول (12:21) حشَّ عليها من كلام النووي.

الشيخ:

وأما قولها: "كان لا يصوم شَهْرًا تَامًّا إلا رَمَضَانَ" جاء عنها قالت: "كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلَّا قليلًا" يعني ربما صام شعبان كله، وربما أفطر بعض الأيام.

والثالثة كان ماذا؟

القارئ:

قال: "وَسَأَلْتُهَا: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي مَعَ السَّحَرِ؟ قَالَتْ: «لَا، وَلَا الْمُصَلِّينَ»".

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: "تَعْنِي الَّذِينَ يُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ الْكَثِيرَ".

الشيخ:

يعني أنه لا يصلي كل الليل، وإنما كان في السَّحَر يجلس ويستغفر.

تكلم عليه في الحاشية؟

القارئ:

في الحاشية تكلم عن الضحى أحسن الله إليك.

الشيخ:

ماذا قال؟

القارئ:

قال أحسن الله إليك: "جاءت الأحاديث في صلاة الضحى بين نافل لها ومُثبت مما يؤيد ظاهرها إلى التعارض، قال النووي رحمه الله: "وهذه الأحاديث كلها متفقة لا اختلاف بينها عند أهل التحقيق، وحاصلها أن الضحى سُنَّة مؤكدة، وأن أقلها ركعتان، وأكملها ثمانِ ركعات، وبينها أربعٌ أو ست، كلاهما أكمل من ركعتين ودون ثمان.

وأما الجمع بين حديثي عائشة في نفي صلاته -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الضحى وإثباتها: فهو أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يُصلها بعض الأوقات لفضلها، ويتركها في بعضها؛ لخشية أن تُفرض كما ذكرته عائشة، ويُتأوُّل قولها: "ما كان يصليها إلَّا أن يجئ مغيبه" على أن معناه ما رأيته، كما قالت في الرواية الثانية: "ما رأيتُ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصلي سُبحة الضحى"، وسببه أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما كان يكون عند عائشة -رَضِيَ اللَّهُ عَنْها- في وقت الضحى إلَّا في نادرٍ من الأوقات، فإنه قد يكون في ذلك مُسافرا، وقد يكون حاضرًا لكنه في المسجد، أو في موضعٍ آخر، وإذا كان عند نسائه فإنما كان لها يومٍ من تسع، فيصبح قولها: "ما رأيته يُصليها" وتكون قد علمت بخبره أو خبر غيره أنه صلاها.

 أو يقال قولها: "ما كان يصليها" أي ما يداوم عليها، فيكون نفيًا للمداومة لا لأصلها، وقد ثبت استحباب المحافظة عليها بحديث أبي الدرداء وأبي ذر.

وذهب جمهور العلماء إلى: استحباب صلاة الضحى، وانظر شرح صحيح مسلم".

الشيخ:

لا شك أنه مستحب، وأن النبي أوصى أبا الدرداء وأبا هريرة، وكلام النووي هنا ليس بجيد.

 والصواب: أنها أخبرت أولًا ثم نسيت أنها أخبرت أنه كان يصلي الضحى قَالَتْ: «ما كان يُصليها إِلَّا أَنْ يَجِيءَ مِنْ مَغِيبِهِ»، وسنة الضحى مؤكدة ما فيها إشكال.

وقوله وسألتها؟

القارئ:

وَسَأَلْتُهَا: "هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي مَعَ السَّحَرِ؟ قَالَتْ: «لَا، وَلَا الْمُصَلِّينَ».

 قَالَ أَبُو بَكْرٍ: "تَعْنِي الَّذِينَ يُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ الْكَثِيرَ".

الشيخ:

يعني ما كان يصلي الليل كله، في السَّحر كان يجلس للاستغفار، وقد جاء في الحديث الآخر: «أنه كان إذا انتصف الليل، أو قبله بكثير، أو بعده بكثير، قام ليصلي» ما يصلي الليل كله، وإنما بعد نصف الليل. يعني أنه إلى آخر الليل، وليس المراد إلى طلوع الفجر.

عندك باب ماذا؟

القارئ:

"بَابٌ فِي صِفَةِ صَوْمِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَلَا مَا تَقَدَّمَ ذِكْرِنَا لَهُ بِذِكْرِ خَبَرٍ مُجْمَلٍ غَيْرِ مُفَسَّرٍ"

الشيخ:

يعني كان لا يصوم الشهر كامل، وكان لا يترك شهرًا إلَّا أن يصوم منه، ما يمر شهر إلَّا وصام منه، ولا يصوم شهرًا كاملًا إلَّا رمضان، وكذلك في شعبان: «كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلَّا قليلًا».

مناقشة

(17:45).

الشيخ:

المرجئة يقولون: "الإيمان تصديق بالقلب فقط، والأعمال ليست من الإيمان"، هذا قولٌ باطل، "والأعمال ليست من الإيمان يكفي الإيمان في القلب، والكفر في القلب"، والأعمال ما يدخلونها في مسمى الإيمان والأقوال. هذا هو الإيمان عندهم.

 والنصوص دلت على أن الإيمان: قولٌ باللسان، وعملٌ بالجوارح، وتصديق بالقلب، كلها داخلةٌ في مسمى الإيمان، الأقوال، والأعمال.

﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)﴾ [سورة الأنفال: 2-4].

القارئ:

"بَابُ ذِكْرِ الْخَبَرِ الْمُفَسِّرِ لِلَّفْظَةِ الْمُجْمَلَةِ الَّتِي ذَكَرْتُهَا، وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ عَائِشَةَ إِنَّمَا أَرَادَتْ بِقَوْلِهَا: "النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَصُمْ شَهْرًا تَامًّا غَيْرَ رَمَضَانَ، شَهْرَ شَعْبَانَ الَّذِي كَانَ يَصِلُ صَوْمَهُ بِصَوْمِ رَمَضَانَ"، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «قَدْ أَمْلَيْتُ خَبَرَ أَبِي سَلَمَةَ، وَعَائِشَةَ فِي مُوَاصَلَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْمَ شَعْبَانَ بِرَمَضَانَ»".

الشيخ:

قف على هذا. بارك الله لك، وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع. سبحانك اللهم وبحمدك، أشهدُ أن لا إله إلَّا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد