شعار الموقع

شرح كتاب الصيام من صحيح ابن خزيمة_61

00:00
00:00
تحميل
66

 

قارئ المتن:

 الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلام على رسول الله.

قال ابن خُزيمة -رحمه الله تعالى- في صحيحه:

"بَابُ ذِكْرِ مَا أَعَدَّ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا فِي الْجَنَّةِ مِنَ الْغُرَفِ لِمُدَاوِمِ صِيَامِ التَّطَوُّعِ «إِنْ صَحَّ الْخَبَرُ؛ فَإِنَّ فِي الْقَلْبِ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ أَبِي شَيْبَةَ الْكُوفِيِّ، وَلَيْسَ هُوَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمُلَقَّبِ بِعَبَّادٍ الَّذِي رَوَى عَنْ سَعِيدِ الْمَقْبُرِيِّ، وَالزُّهْرِيِّ، وَغَيْرِهِمَا، هُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ مَدَنِيٍّ، سَكَنَ وَاسِطَ، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَلَسْتُ أَعْرِفُ ابْنَ مُعَانِقٍ، وَلَا أَبَا مُعَانِقٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ»".

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمَّا خَبَرُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ أَبِي شَيْبَةَ؛ فَإِنَّ ابْنَ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَغُرَفًا، يُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا، وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا»، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَنْ هِيَ؟ قَالَ: «هِيَ لِمَنْ قَالَ طَيِّبَ الْكَلَامِ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَدَامَ الصِّيَامَ، وَقَامَ لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ».

الشيخ:

والشاهد: «وأدام الصيام».

تكلم عليه في الحاشية؟

القارئ:

 أحسن الله إليك، قال: "إسناده ضعيف؛ لضعف عبد الرحمن بن إسحاق، ولجهالة النعمان بن سعد، أخرجه ابن أبي شيبة، والترمذي، وعبد الله بن أحمد في زياداته، والبزَّار، وأبو يعلى، وابن عدي في الكامل، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي".

مناقشة( 02:25).

الباب الذي بعده.

الشيخ:

نعم. صحيح.

ماذا قال عليه؟

الطالب:

قال الأعظمي: "إسناده ضعيف عبد الرحمن بن إسحاق ضعيف".

 الشيخ:

 أعد المتن.

القارئ:

قال: عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَغُرَفًا، يُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا، وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا»، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَنْ هِيَ؟ قَالَ: «هِيَ لِمَنْ قَالَ طَيِّبَ الْكَلَامِ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَدَامَ الصِّيَامَ، وَقَامَ لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ».

الشيخ:

 ما ذكر له شواهد؟

القارئ:

 لم يذكر. أحسن الله إليك.

الشيخ:

في حديث عبد الله بن سلام -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- لما قدم النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المدينة قال: (03:40) الناس إليه، فجئت فلما رأيته عرفت أن وجهه ليس وجه كذاب، وكان أول ما سمعت أنه قال: «يا أيها الناس! أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام؛ تدخلوا الجنة بسلام».

هذا الشاهد. ما ذكره؟

القارئ:

 لم يذكره أحسن الله إليك.

الشيخ:

 والحديث صحيح.

ما أشار إليه الألباني عندك؟

الطالب:

"إسناده ضعيف عبد الرحمن بن إسحاق من طريق (04:13)".

الشيخ:

ضعيف، لكن هذا شاهد له.

مناقشة:

والمقصد: «إن في الجنة لغرفًا يُرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها».

الشيخ:

 قال: «تدخلوا الجنة بسلام»؛ لأن هذه من أسباب دخول الجنة، مع الإيمان، وإطعام الطعام، وطيب الكلام، وإفشاء السلام، من أسباب دخول الجنة.

وأما قوله: «يُرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها»......

مناقشة:

التبويب ما أعد الله.

الشيخ:

 التبويب باب ماذا؟

القارئ:

"بَابُ ذِكْرِ مَا أَعَدَّ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا فِي الْجَنَّةِ مِنَ الْغُرَفِ لِمُدَاوِمِ صِيَامِ التَّطَوُّعِ".

الشيخ:

 الخبر ضعيف، لكن له شواهد من جهة أن هذه الأعمال من أسباب دخول الجنة.

مناقشة:

(5:22)

الشيخ:

 يُراجع كلام الترمذي.

المُحشِّي، الحاشية لمن؟

مناقشة: (05:33)

الشيخ:

 يُراجع الترمذي وكلام الشارح عليه.

من يراجعه لنا غدًا؟

مناقشة:

(05:55).

الشيخ:

 لأ، يُراجع المتن، وكلام الشارح عليه.

المقصود: أنه هذه من أسباب دخول الجنة مع الإيمان بالله ورسوله، أما الغُرف التي يُرى ظهورها من بطونها، هذه زيادة النعيم، المراد أهلها الذين أسكنهم الله في هذه الجنان، كل هذه الجنان تخصهم، فهو يرى غرف الجنان ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها، وليس المراد أنها لغير أهلها.

(مناقشة غير واضحة 06:55).

الشيخ:

من أسباب دخول الجنة: إطعام الطعام، وإفشاء السلام، وطيب الكلام، والصلاة بالليل والناس نيام، هذه من أسباب دخول الجنة، أما الغرف التي يُرى ظهورها من بطونها هذه جاء في هذا الحديث الضعيف، وأشار إلى الترمذي، يراجع حديث الترمذي فيها.

القارئ:

 أحسن الله إليكم.

وَأَمَّا خَبَرُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن أبي مُعانق، أو قال أبي مُعَانِقٍ، أَوْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَغُرْفَةً، قَدْ يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَلَانَ الْكَلَامَ، وَتَابَعَ الصِّيَامَ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ».

الشيخ:

 ماذا قال عليه؟

القارئ:

 إسناده ضعيف؛ لانقطاعه فإن ابن مُعانقٍ لم يسمع من أبي مالك، قال ابن حبان في (الثقات): "وهو الذي يروي عن أبي مالكٍ الأشعري، وما أراه شافهه".

أخرجه أحمد، وابن حبان، والطبراني في (الكبير)، والبيهقي، وفي (شعب الإيمان) له، والبغوي في (شرح السُّنَّة). انتهى أحسن الله إليك.

الشيخ:

 ماذا قال عندك؟

الطالب:

"إسناده حسن لغيره من طريق عبد الرزاق".

الشيخ:

 هكذا؟

النسخة الثانية تكلم عليه؟

الإجابة:

نفس الكلام، أخرجه أحمد بن حبان، والطبراني، والبيهقي في (الشُعب) من طريق يحيى بن أبي كثير به.

الشيخ:

 الألباني قال: "حسن لغيره".

القارئ:

 نعم.

الشيخ:

 حسن لغيره محتج به قد تكون هذه الغُرف يعرف بطونها من ظهورها لمن تابع الصيام، وصلى بالليل والناس نيام، وألان الكلام.

مناقشة:

ممكن يقصد حسن لغيره. (09:40)

الشيخ:

 لعل المسألة فيها رواية أخرى تُجمع، ولا يَبعد أن يكون الحديث حسن، لا بد أن يكون الحديث حسن مع جمع الروايات والطُرق كما أشار الشيخ الألباني، لعل إن شاء الله تراجعون المسألة، الروايات في هذا تجمعونها.

مناقشة:

الراوي أبي مالك الأشعري.

الشيخ:

 أبي مالك الأشعري نعم. فلا بد أن يكون الحديث بمجموع طرقه وشواهد يكون حسن، تكون هذه الجنات أعدها الله لمن أتى بهذه الأعمال، إفشاء السلام، وألان الكلام، وأطعم الطعام، وصلى بالليل والناس نيام، يكون لهذه الجنات، وهذه من أسباب دخول الجنة، لعموم المؤمنين، ولكن أيضًا هنا في زيادة أنه يعطى غُرف يُرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها، زيادة النعيم.

مناقشة:

ما معنى ألان الكلام؟

الشيخ:

 يعنى تكلم بكلام لين، طيب، حسن خُلقه مع الناس، لا يكن كلامه شديد، تليين الكلام مع الناس يعنى حسن خُلقه، كلامه طيب، يخاطب الناس بخطاب حسن، ويتعامل معهم معاملة حسن باللين، والكلام الطيب، والدعوة إلى الله باللين والحكمة والموعظة الحسنة.

س:

 تابع الصيام (11:37).

الشيخ:

 نعم. لا شك أن هذه من متابعة الصيام.

س/

(11:48).

الشيخ:فقط؟

لعلك تجمع ما ورد في الروايات والآثار والشواهد.

القارئ:

"بَابُ ذِكْرِ صَلَاةِ الْمَلَائِكَةِ عَلَى الصَّائِمِ عِنْدَ أَكْلِ الْمُفْطِرِينَ عِنْدَهُ"

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مَوْلَاةٍ يُقَالُ لَهَا: لَيْلَى، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ عُمَارَةَ بِنْتِ كَعْبٍ، يَعْنِي جَدَّةَ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ صَائِمَةٌ، فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ طَعَامًا، فَقَالَ: «تَعَالَى فَكُلِي»، فَقَالَتْ: إِنِّي صَائِمَةٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الصَّائِمُ إِذَا أُكِلَ عِنْدَهُ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ».

الشيخ:

 ماذا قال عليه؟

القارئ:

 أحسن الله إليك.

"إسناده ضعيف؛ بجهالة ليلى مولاة أم عمارة الأنصارية فقد تفرد بالرواية عنها حبيب بن زيد، وذكرها الذهبي في (الميزانِ) في المجهولات، وأخرجه أحمد، والترمذي من طريق محمد بن جعفر عن شعبة به، وأخرجه الطيالسي، وعبد الرزاق، وابن سعد، وابن الجعد، وأحمدُ، وعبدُ بن حُميد، والدارمي، وابن ماجه، والترمذي، وابن أبي عاصم في (الآحاد والمثاني)، وأبي يعلى، وابن حبان، والطبراني في (الكبير)، وأبو نُعيم في (الحلية)".

مناقشة:

"إسناده ضعيف وبيناه في السلسلة الضعيفة من طريق شعبة ومن طريق جعفر".

الشيخ:

هذا كلام الأعظمي أم كلام مَن؟

الإجابة:

الأعظمي ينقل عن الألباني.

الشيخ:

 أعد. بابُ...

القارئ:

"بَابُ ذِكْرِ صَلَاةِ الْمَلَائِكَةِ عَلَى الصَّائِمِ عِنْدَ أَكْلِ الْمُفْطِرِينَ عِنْدَهُ"

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مَوْلَاةٍ يُقَالُ لَهَا: لَيْلَى، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ عُمَارَةَ بِنْتِ كَعْبٍ، يَعْنِي جَدَّةَ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ صَائِمَةٌ.

الشيخ:

 يعني يروي عن مولاة مجهولة، وهي تروي عن جدته.

القارئ:

 عَنْ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مَوْلَاةٍ يُقَالُ لَهَا: لَيْلَى، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ عُمَارَةَ بِنْتِ كَعْبٍ، يَعْنِي جَدَّةَ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ صَائِمَةٌ، فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ طَعَامًا، فَقَالَ: «تَعَالَى فَكُلِي»، فَقَالَتْ: إِنِّي صَائِمَةٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الصَّائِمُ إِذَا أُكِلَ عِنْدَهُ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ».

الشيخ:

 وقوله: «تعالي فكلي» يعني كونها تأكل مع النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقد يقال أن هذا قبل الحجاب لو صح، وإلا ففيه نكارة المتن كله، تأكل معه، لكن قصة الأنصاري الذي كان ضيفه أكلوا، هذا كان قبل الحجاب، الأنصاري ضيف النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأرسل إلى نسائه، أُتي أزواجه (15:57) فكل واحدة قالت: "ما عندنا إلَّا الماء"، فقال: "من يضيف هذا وله الجنة؟"، فقال رجل من الأنصار: "أنا" فأخذه وذهب به إلى بيته وقال لأمرأته: "أكرم بضيف رسول الله" قالت: "والله ما عندنا إلَّا قوت الصبيان" قال: نوميهم (16:23)، فأطفئا السراج فجعلا يوهمان هذا الضيف أنهما يأكلان وهو يأكل، فلما جاء الصباح قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لقد ضحك الله من صنيعكم وبضيفكم البارحة».

هذا فيه: أنه يريد أن يأكلا معه، وهذا قبل الحجاب، وأيضًا كان في الظلمة، أُطفأ السراج، لو صح المتن، لكن الحديث به ضعف.

القارئ:

 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، أَخْبَرَنَا عِيسَى يَعْنِي ابْنَ يُونُسَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبٍ، أَوْ حَبِيبٍ الْأَنْصَارِيِّ، شَكَّ عَلِيٌّ قَالَ: سَمِعْتُ مَوْلَاةً لَنَا يُقَالُ لَهَا: لَيْلَى، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ عُمَارَةَ بِنْتِ كَعْبٍ بِمِثْلِهِ سَوَاءً، وَزَادَ: «حَتَّى يَفْرُغُوا، أَوْ يَقْضُوا أَكْلَهُ»، شُعْبَةُ شَكَّ قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ وَكِيعٌ: حَبِيبٌ.

الشيخ:

 أَكْلَهُ أم أكلهم؟

القارئ:

 أكله أحسن الله إليك.

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ لَيْلَى، عَنْ مَوْلَاتِهَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الصَّائِمُ إِذَا أَكَلَ عِنْدَهُ الْمَفَاطِيرُ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى يُمْسِيَ».

الشيخ:

 المفاطير: يعني المفطرون.

فيه جهالة مولاة، فيه شريك ماذا قال عليه؟

القارئ:

 أحسن الله إليكم.

الأول سبق تخريجه.

الثاني: ضعيف؛ لجهالة ليلى مولاة حبيب فقد تفرد بالرواية عنها حبيب بن زيد، أخرجه أحمد، والترمذي، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، والطبراني في الكبير.

الشيخ:

 شريك ذكره؟

القارئ:

 لم يذكره أحسن الله إليك.

الشيخ:

 ماذا قال عندك؟

الطالب:

إسناده ضعيف.

الشيخ:

 كل هذه الأحاديث فيها ضعيف، لكن لو جاء لها شواهد تحتاج إلى متابعة؛ لأنه يدل على أن الملائكة تُصلي على الصائم إذا أفطر أكل عنده المفطرون، الحديث لا يزال فيه ضعف، كل هذه الآثار كلها ضعيفة، كلها مدارها على مولاة هذه وهي مجهولة.

القارئ:

"بَابُ الرُّخْصَةِ فِي صَوْمِ التَّطَوُّعِ، وَإِنْ لَمْ يُجْمِعِ الْمَرْءُ عَلَى الصَّوْمِ مِنَ اللَّيْلِ، وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا أَرَادَ بِقَوْلِهِ: «لَا صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ مِنَ اللَّيْلِ»، وَصَوْمُ الْوَاجِبِ دُونَ صَوْمِ التَّطَوُّعِ»"

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو قِلَابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ طَعَامَنَا، فَجَاءَ يَوْمًا فَقَالَ: «هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ ذَلِكِ الطَّعَامِ؟»، فَقُلْتُ: لَا، فَقَالَ: «إِنِّي صَائِمٌ».

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «قَدْ ذَكَرْنَا أَخْبَارَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي صِيَامِ عَاشُورَاءَ وَأَمْرِهِ بِالصَّوْمِ مَنْ لَمْ يَجْمَعْ صِيَامَهُ مِنَ اللَّيْلِ فِي أَبْوَابِ صَوْمِ عَاشُورَاءَ».

الشيخ:

 ماذا قال عليه؟

القارئ:

 أحسن الله إليكم. "صحيح أخرجه ابن حبان من طريق المُصَنِّف عن الحسن بن محمدٍ وحده به، وأخرجه الدارقطني، وتمام في (فوائده) من طريق شُعبة به، وأخرجه الحميدي، وإسحاق بن راهويه، وأحمد، ومسلم، وأبو داود، والترمذي".

الشيخ:

 عندك حديث حفصة: «مَن لم يجمع الصيام من الليل؛ فلا صيام له» في الفرض، يعني من لم يعزم وينوي من الليل، هذا في صيام الفرض، الحديث فيه دلالة على أنه لا بأس بصيام التطوع من النهار بشرط ألا يكون قد فعل مُفطرًا من طلوع الفجر، ما أكل ولا شرب، من طلوع الفجر، ثم أراد أن يصوم في أثناء النهار فلا بأس، وفي هذا آثار.

أعد الحديث.

القارئ:

 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو قِلَابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُحِبُّ طَعَامَنَا، فَجَاءَ يَوْمًا فَقَالَ: «هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ ذَلِكِ الطَّعَامِ؟»، فَقُلْتُ: لَا، فَقَالَ: «إِنِّي صَائِمٌ».

الشيخ:

 فلا بأس من صيام التطوع من النهار، لكن لا يُكتب له الأجر إلَّا من نيته، إذا كان صام من الضحى يعتبر الصيام من الضحى، قال بعض العلماء: "بشرط أن يكون هذا قبل الزوال"، وقال آخرون: "لا بأس حتى ولو بعد الزوال إذا كان ما أكل من أول النهار، ثم أراد أن يصوم؛ فلا بأس" صوم التطوع، أما صوم الفرض كصيام رمضان، وصيام قضاء رمضان، وصيام النذر والكفارة: فلا بد من الليل، كذلك صيام الست من شوال لكن تكون الست ناقصة إذا صام في أثناء النهار.

ومثل أيضًا لو أراد أن يفطر وهو كان صائم صيام التطوع؛ فلا بأس؛ لأن المتطوع أمير نفسه، ثبت أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جاء يومًا إلى أهله وقال: «هل عندكم شيء؟ قالوا: لا، قال: إذا صائم»، وجاء مرة أخرى فأخبر أن عندهم حَيْس فَقَالَ لها: «أَرنِيهِ، فَقَدْ أَصْبَحْتُ صَائِمًا» فَأَكَلَ، فالصائم المتطوع له أن يفطر كما أن من لم يفعل شيئًا من المفطرات له أن يصوم ولو في أثناء النهار.

القارئ:

"بَابُ إِبَاحَةِ الْفِطْرِ فِي صَوْمِ التَّطَوُّعِ بَعْدَ مُضِيِّ بَعْضِ النَّهَارِ، وَالْمَرْءُ نَاوٍ لِلصَّوْمِ فِيمَا مَضَى مِنَ النَّهَارِ"

مناقشة:

(24:27).

الشيخ:

 «مَن لم يجمع الصيام من الليل فلا صيام له» ذكره؟

القارئ:

 ذكرته.

الشيخ:

فيه صيام عاشوراء أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أذَّن في الناس قال: «اليوم يوم عاشوراء» فمن كان صائمًا فليتم صومه، ومن كان مفطرًا فليصم، ولما فُرض صوم رمضان قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فمن شاء أن يصوم فليصم».

ما الكلام في عاشوراء؟

القارئ:

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «قَدْ ذَكَرْنَا أَخْبَارَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي صِيَامِ عَاشُورَاءَ وَأَمْرِهِ بِالصَّوْمِ مَنْ لَمْ يَجْمَعْ صِيَامَهُ مِنَ اللَّيْلِ فِي أَبْوَابِ صَوْمِ عَاشُورَاءَ».

الشيخ:

 أمره بالصوم من لم يجمع بالصيام: يعني أمره حصل في أثناء النهار.

مناقشة:

( 25:42) في الصبح.

الشيخ:

 هذا خاص بصوم عاشوراء.

مناقشة:

(25:40).

الشيخ:

 نعم. هذا في الفرض.

القارئ:

"بَابُ إِبَاحَةِ الْفِطْرِ فِي صَوْمِ التَّطَوُّعِ بَعْدَ مُضِيِّ بَعْضِ النَّهَارِ، وَالْمَرْءُ نَاوٍ لِلصَّوْمِ فِيمَا مَضَى مِنَ النَّهَارِ"

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: قَالَ حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، ح وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَمَّتِهِ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْها- أنها قَالَتْ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: «هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟»، قُلْنَا: لَا قَالَ: «فَإِنِّي إِذًا صَائِمٌ» قَالَتْ: ثُمَّ جَاءَ يَوْمًا آخَرَ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُهْدِيَ لَنَا حَيْسٌ، فَخَبَّأْنَا لَكَ، فَقَالَ: «أَدْنِيهِ، فَقَدْ أَصْبَحْتُ صَائِمًا» فَأَكَلَ. هَذَا حَدِيثُ وَكِيعٍ.

الشيخ:

 ما بعده.

القارئ:

"بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْمُفْطِرَ فِي صَوْمِ التَّطَوُّعِ بَعْدَ دُخُولِهِ فِيهِ مُجْمِعًا عَلَى صَوْمِ ذَلِكَ الْيَوْمِ خِلَافَ مَذْهَبِ مَنْ رَأَى إِيجَابَ إِعَادَةِ صَوْمِ ذَلِكَ الْيَوْمِ عَلَيْهِ"

الشيخ:

تكلم على الحديث السابق؟

القارئ:

 حديث عائشة؟

الشيخ:

 نعم.

القارئ:

"صحيح، أخرجه أحمد، ومسلم، أبو داوود، والترمذي، والنسائي، وفي (الكبرى) له، وابن حبان من طريق وكيع عن طلحة بن يحيى به، وأخرجه أحمد من طريق وكيع، وابن نُمير عن طلحة به".

 الشيخ:

 فيه الأمران: أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صام في أثناء النهار، وفيه أنه أفطر، فيه الأمرين هذا وهذا، دل على جواز أن الصائم المتطوع تطوعًا له أن يفطر، وله أيضًا أن يصوم في أثناء النهار إذا لم يفعل شيئًا من المفطرات، والحمد لله، وهذا خاصٌ بنية صوم التطوع، أما صوم الفرض فلا بد من النية من الليل؛ جمعًا بينه وبين حديث حفصة.

مناقشة:

القضاء والنذر؟

الشيخ:

 نعم القضاء والنذر، قضاء رمضان والنذر والكفارة لا بد أن يكون من الليل، والصيام ذي الحجة، وصيام أيضًا ثلاثة أيام من كل شهر، له، لكن يكون نقص لا يكتب له أجر إلَّا من نيته، يكون اليوم ما هو كامل، صام الإثنين من أثناء النهار، أو صام الأيام البيض، أو صام ست من شوال، أو تسع ذي الحجة؛ صام في أثناء النهار يكتب الأجر من نيته.

بارك الله لكم.

مناقشة:

كفارة (28:41).

الشيخ:

 الكفارة لا بد أن تكون كاملة ما يجمع يومين، الكفارة صوم واجب، لكن التطوع -الحمد لله- يحسب له هذا وهذا. لا يجوز له أن يترك الصوم الواجب إلَّا بعذر، إذا صام نذر أو كفارة أو صام قضاء رمضان؛ يحرم عليه الفطر إلَّا من عذر، إن كان مريض.

وفق الله الجميع، ورزق الله الجميع بالعلم النافع والعمل الصالح، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهدُ أن لا إله إلَّا الله، أستغفرك وأتوب إليك.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد