شعار الموقع

شرح كتاب الصيام من صحيح ابن خزيمة_67

00:00
00:00
تحميل
57

القارئ:

 الحمدُ للهِ ربِ العالمين، والصلاةُ والسلام على نبيِّنا محمد، وآله وصحبه أجمعين.

 قال ابن خزيمة -رحمه الله تعالى- في صحيحه:

"بَابُ ذِكْرِ الْخَبَرِ الْمُفَسَّرِ فِي النَّهْيِ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ «وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ النَّهْيَ عَنْهُ إِذَا أُفْرِدَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ بِالصِّيَامِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُصَامَ قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ»".

 حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَصُومُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا وَقَبْلَهُ يَوْمٌ، أَوْ بَعْدَهُ يَوْمٌ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَمُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَيَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ].

الشيخ:

 تخريجه؟

القارئ:

 أحسن الله إليكم.

"صحيح، أخرجه أحمد والبخاري ومسلم وأبو داوود وابن ماجه والترمذي والنسائي في الكبرى وابن حبان والبيهقي والبغوي".

الشيخ:

 أعد الترجمة.

القارئ:

 "بَابُ ذِكْرِ الْخَبَرِ الْمُفَسَّرِ فِي النَّهْيِ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ «وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ النَّهْيَ عَنْهُ إِذَا أُفْرِدَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ بِالصِّيَامِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُصَامَ قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ»".

مناقشة:

(1:21).

القارئ:

"بَابُ أَمْرِ الصَّائِمِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مُفْرَدًا بِالْفِطْرِ بَعْدَ مُضِيِّ بَعْضِ النَّهَارِ"

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدٍ، ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، ح وَحَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عَلَى جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ وَهِيَ صَائِمَةٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: «أَصُمْتِ أَمْسِ؟» قَالَتْ: لَا قَالَ: «فَتَصُومِينَ غَدًا؟» قَالَتْ: لَا، قَالَ: «فَأَفْطِرِي» وَقَالَ هَارُونُ: قال: «أَتُرِيدِينَ الصِّيَامَ غَدًا؟».

الشيخ:

تخريجه؟

القارئ:

 تخريجه: "صحيح، أخرجه البزَّار في مسنده من طريق ابن أبي عدي، وأخرجه ابن أبي شيبة، والطحاوي في (شرح المعاني)، وابن حبان من طريق عبدة من سليمان به، وأخرجه إسحاق في (مسنده)، وأحمد، والنسائي، وفي (الكبرى) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة به، وأخرجه عبد الرزاق مرسلا". انتهى أحسن الله إليك.

الشيخ:

أعد الحديث.

القارئ:

 "بَابُ أَمْرِ الصَّائِمِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مُفْرَدًا بِالْفِطْرِ بَعْدَ مُضِيِّ بَعْضِ النَّهَارِ"

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدٍ، ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، ح وَحَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عَلَى جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ وَهِيَ صَائِمَةٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: «أَصُمْتِ أَمْسِ؟» قَالَتْ: لَا قَالَ: «فَتَصُومِينَ غَدًا؟» قَالَتْ: لَا، قَالَ: «فَأَفْطِرِي» وَقَالَ هَارُونُ: قال: «أَتُرِيدِينَ الصِّيَامَ غَدًا؟».

الشيخ:

 هذا فيه دلالة على أن النهي عن صيام الجمعة مُقيد إذا أفرده، أما إذا صام قبله يوم أو بعده يوم؛ فلا حرج.

أعد السند والمتن.

القارئ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عَلَى جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ وَهِيَ صَائِمَةٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: «أَصُمْتِ أَمْسِ؟» قَالَتْ: لَا قَالَ: «فَتَصُومِينَ غَدًا؟» قَالَتْ: لَا، قَالَ: «فَأَفْطِرِي»، وَقَالَ هَارُونُ: قال: «أَتُرِيدِينَ الصِّيَامَ غَدًا؟».

الشيخ:

 نعم.

القارئ:

"بَابُ النَّهْيِ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ السَّبْتِ تَطَوُّعًا «إِذَا أُفْرِدَ بِالصَّوْمِ بِذِكْرِ خَبَرٍ مُجْمَلٍ غَيْرِ مُفَسَّرٍ بِلَفْظٍ عَامٍّ مُرَادُهُ خَاصٌّ، وَأَحْسِبُ أَنَّ النَّهْيَ عَنْ صِيَامِهِ، إِذِ الْيَهُودُ تُعَظِّمُهُ، وَقَدِ اتَّخَذَتْهُ عِيدًا بَدَلَ الْجُمُعَةِ»"

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ الْقَيْسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، عَنْ أُخْتِهِ، وَهِيَ الصَّمَّاءُ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ، إِلَّا فِيمَا افْتُرِضَ عَلَيْكُمْ، وَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلَّا عُودَ عِنَبَةٍ، أَوْ لِحَاءَ شَجَرَةٍ فَلْيَمْضَغُهَا».

الشيخ:

فليمْضَغْهَا.

القارئ:

 حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ وَهُوَ ابْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمَّتِهِ الصَّمَّاءِ، أُخْتِ بُسْرٍ، أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ صِيَامِ يَوْمِ السَّبْتِ، وَيَقُولُ: «إِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلَّا عُودًا أَخْضَرَ فَلْيُفْطِرْ عَلَيْهِ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: "خَالَفَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ثَوْرَ بْنَ يَزِيدَ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ، فَقَالَ ثَوْرٌ: عَنْ أُخْتِهِ يُرِيدُ أُخْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ. قَالَ مُعَاوِيَةُ: عَنْ عَمَّتِهِ الصَّمَّاءِ أُخْتِ بُسْرٍ، عَمَّةِ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، لَا أُخْتَ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ".

أحسن الله إليكم.

الحديث الأول تخريجه: "قال: هذا حديثٌ باطلٌ لا يصحُّ، قال الإمام مالك: هذا كذب (التلخيص الحبير) وفي (عون المعبود)، وقد طعن في هذا الحديث جماعةٌ من الأئمة مالك بن أنس، وابن شهاب الزهري، والأوزاعي، والنسائي، فلا تغتر بتحسين الترمذي، وتصحيح الحاكم، وإن ثبت تحسينه فلا يعارض حديث جويرية بنت الحارث الذي اتفق عليه الشيخان.

 والحاكم قد أعله بالمعارضة إذ قال: له معارض بإسناد صحيح وقد أخرجه من حديث همامٍ عن قتادة عن أبي أيوب عن جويرية بنت الحارث أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة فقال: «صمتِ أمس؟» قالت: لا، قال: «فتريدين أن تصومي غدًا؟» إلى آخره.

ومن العلماء من قال: "إنه منسوخ....." ذكر كلام طويل أحسن الله إليك.

الشيخ:

 نعم.

القارئ:

 ومن العلماء من قال: "إنه منسوخ كالإمام أبي داوود في سننه، لكن قد يُضَّعف أحد دعوى النسخ، فإن من شرط الحكم بالنسخ العلم بالتاريخ، وهنا لا نعلم التاريخ، فيجاب عن هذا: بأن هذا يوضحه حديث كريب مولى ابن عباس قال: إن ابن عباس وناسًا من أصحاب رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعثوني إلى أم سلمة أسألها أي الأيام كان رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أكثر لصيامها؟

قالت: يوم السبت والأحد، فرجعت إليهم فأخبرتهم فكأنهم أنكروا ذلك، فقاموا بأجمعهم إليها فقالوا: إن بَعثنا إليكِ هذا في كذا، وذكر أنكِ قلتِ كذا، فقالت: صدق، إن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أكثر ما كان يصوم من الأيام السبت والأحد، وكان يقول: «إنهما عيدان للمشركين، وأنا أريد أن أخالفهم».

هذا ما فهمه الحافظ بن حجر حين وضَّح مُدرك أبي داوود في دعوة النسخ إذ قال في التلخيص: "ويمكن أن يكون أخذه من كونه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يحب موافقة أهل الكتاب في أول الأمر، ثم في آخر الأمر قال: «خالفوهم»، فالنهي عن صيام يوم السبت يوافق الحالة الأولى، وصيامه إياه يوافق الحالة الثانية وهذه صورة النسخ. انتهى.

الحاصل والصواب أن الحديث ضعيف أنه لا يصحُّ، وأنه لا بأس من صيام يوم السبت، والشيخ نصر الدين الألباني صححه، يرى أنه صحيح وأنه قال فيه: إن من ضَعَّفَهُ فهو ضعيف مُضعف، ويرى أنه صحيح، وأنه لا يجوز صوم السبت مطلقًا إلَّا في رمضان فقط، في غيره لا يجوز". وهذا هو المرجوح.

 ومن العلماء من قال: "إنه منسوخ، ومنهم من قال: إن النهي إنما إذا كان أفرد، أما إذا صام قبله يوم أو بعده يوم فلا بأس كيوم الجمعة".

 والصواب: القول الأول: "أن الحديث ضعيف، وأنه يجوز صوم السبت مفردًا أو مع غيره، يوم الجمعة هو الذي نهي عن إفراده".

مناقشة:

(11:26).

الشيخ:

 بلى يدل على ضعف، وأنه «لا تصوموا يوم السبت إلَّا فيما افترض عليكم»، حديث جويرية «أتريدين أن تصومي غدًا؟» فهو صحيح.

القارئ:

"بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ النَّهْيَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ السَّبْتِ تَطَوُّعًا إِذَا أُفْرِدَ بِصَوْمٍ لَا إِذَا صَامَ صَائِمٌ يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ يَوْمًا بَعْدَهُ"

الشيخ:

 بارك الله فيك. غدًا إن شاء الله نكمل.

 وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع بالعلم النافع والعمل الصالح، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهدُ أن لا إله إلَّا الله، أستغفرك وأتوب إليك.

 

 

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد