شعار الموقع

شرح كتاب الصيام من صحيح ابن خزيمة_70

00:00
00:00
تحميل
46

قارئ المتن:

قال الإمام/ الحافظ بن خُزيمة -رحمه الله تعالى- في (صحيحه):

قال رحمه الله تعالى:

"بَابُ ذِكْرِ أَبْوَابِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ «وَالتَّأْلِيفِ بَيْنَ الْأَخْبَارِ الْمَأْثُورَةِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيهَا مَا يَحْسِبُ كَثِيرٌ مِنْ حَمَلَةِ الْعِلْمِ مِمَّنْ لَا يَفْهَمُ صِنَاعَةَ الْعِلْمِ أَنَّهَا مُتَهَاتِرَةٌ مُتَنَافِيَةٌ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ هِيَ عِنْدَنَا بِحَمْدِ اللَّهِ وَنِعْمَتِهِ بَلْ هِيَ مُخْتَلِفَةُ الْأَلْفَاظِ مُتَّفِقَةُ الْمَعْنَى عَلَى مَا سَأُبَيِّنُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ»"

الشيخ:

التأليف: يعني الجمع بين الأخبار.

ما يحسب أم مما يحسب؟

القارئ:

 لأ. ما يحسب.

الشيخ:

 باب؟

القارئ:

 "بَابُ ذِكْرِ أَبْوَابِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ «وَالتَّأْلِيفِ بَيْنَ الْأَخْبَارِ الْمَأْثُورَةِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيهَا مَا يَحْسِبُ كَثِيرٌ مِنْ حَمَلَةِ الْعِلْمِ مِمَّنْ لَا يَفْهَمُ صِنَاعَةَ الْعِلْمِ أَنَّهَا مُتَهَاتِرَةٌ مُتَنَافِيَةٌ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ هِيَ عِنْدَنَا بِحَمْدِ اللَّهِ وَنِعْمَتِهِ بَلْ هِيَ مُخْتَلِفَةُ الْأَلْفَاظِ مُتَّفِقَةُ الْمَعْنَى عَلَى مَا سَأُبَيِّنُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تعالى»"

الشيخ:

 مِمَّنْ لَا يَفْهَمُ صِنَاعَةَ الْعِلْمِ أَنَّهَا مُتَهَاتِرَةٌ مُتَنَافِيَةٌ: يعني ليست مختلفة، لكن بعض الناس قد تجتمع عليها، الذين ما عندهم بصيرة، أما أهل العلم وأهل البصيرة يرون أنها غير متعارضة، يفهمون معانيها.

وَلَيْسَ كَذَلِكَ هِيَ عِنْدَنَا بِحَمْدِ اللَّهِ وَنِعْمَتِهِ: ليست مختلفة عندنا، وإن كانت عند بعض ضعفاء البصائر مختلفة.

القارئ:

"بَابُ ذِكْرِ دَوَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فِي كُلِّ رَمَضَانَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ، وَنَفْيِ انْقِطَاعِهَا بِنَفْيِ الْأَنْبِيَاءِ"

الشيخ:

 نعم. هذا هو الصواب كما ذكر المؤلف أن ليلة القدر باقية في كل عام إلى قيام الساعة.

 قال بعض العلماء: "أنها رفعت، وأنها انتهت، وهذا قول ضعيف، لا وجه له، ليس بصحيح".

والقول الثاني: أنها لم تُرفع لكنها في السَّنَة كلها ما يُدرى هل في رمضان أم في غيره؟ في السَّنَة كلها، وهذا ضعيف أيضًا.

والقول الثالث: أنها في رمضان ولا يُدرى في أي رمضان؟ وهذا قول ضعيف مرجوح.

والقول الرابع: أنها في رمضان في العشر الأواخر منه، وهذا هو الصواب. على أربعة أقوال.

القارئ:

"بَابُ ذِكْرِ دَوَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فِي كُلِّ رَمَضَانَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ، وَنَفْيِ انْقِطَاعِهَا بِنَفْيِ الْأَنْبِيَاءِ"

الشيخ:

 هذا الصواب أنها باقية في العشر الأواخر من رمضان إلى قيام الساعة.

القارئ:

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مَرْثَدٍ، أَوْ أَبُو مَرْثَدٍ، شَكَّ أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقِيَنَا أَبَا ذَرٍّ وَهُوَ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى، فَسَأَلْتُهُ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَقَالَ: مَا كَانَ أَحَدٌ بِأَسْأَلَ لَهَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنِّي، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ أُنْزِلَتْ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِوَحْيٍ إِلَيْهِمْ فِيهَا، ثُمَّ تَرْجِعُ؟ فَقَالَ: «بَلْ هِيَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَّتُهُنَّ هِيَ؟ قَالَ: «لَوْ أُذِنَ لِي لَأَنْبَأْتُكُمْ، وَلَكِنِ الْتَمِسُوهَا فِي السَّبِعَيْنِ، وَلَا تَسْأَلْنِي بَعْدَهَا»......

الشيخ:

 فِي السَّبِعَيْنِ؟

القارئ:

 قال: "فِي السَّبْعَيْنِ، وَلَا تَسْأَلْنِي بَعْدَهَا».....

الشيخ:

 ما أحسب السبعين: السبع البواقي، أو السبع الأواخر؟

القارئ:

 نعم.

 قَالَ: "ثُمَّ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى النَّاسِ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي أَيِّ السَّبْعَيْنِ هِيَ؟ فَغَضِبَ عَلَيَّ غَضْبَةً لَمْ يَغْضَبْ عَلَيَّ قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا مِثْلَهَا، ثُمَّ قَالَ: «أَلَمْ أَنْهَكَ أَنْ تَسْأَلَنِي عَنْهَا؟ لَوْ أُذِنَ لِي لَأَنْبَأْتُكُمْ عَنْهَا، لَأَنْبَأْتُكُمْ بِهَا وَلَكِنْ لَا آمَنُ أَنْ تَكُونَ فِي السَّبْعِ الْآخِرِ».

الشيخ:

يعني في سبعين: إما سبع مضت أو سبع بقيت.

ماذا قال عليه عندك؟

القارئ:

قال أحسن الله إليك: "إسناده ضعيف؛ لجهالة مرصد بن عبد الله الزِمَّاني، فقد تفرد بالرواية عنه ابنه مالك بن مرتد، وحديثه هذا فيه نكارة، وهو يخالف الأحاديث الصحيحة من أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نسيها كما سيأتي.

الشيخ:

 هذا كان من جهة غضبه «فَغَضِبَ عَلَيَّ» ثلاث مرات، ومن جهة كون أبا ذر يراجع النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو يقول: «لا تسألني» وهو يُراجعه، وكذلك مخالفة الأحاديث في أنه قال: "أُنسيتها"، خرج ليخبر الناس بها فتلاحى رجلان فقال: "أُنسيتها".

أصله في الصحيحين؟

القارئ:

 مناقشة:

(06:40)

الشيخ:

هذا في حديث آخر؟

مناقشة: (07:01)

الشيخ:

 هذا ضعيف سندًا ومتنًا:

 من جهة السند: رواية أبي مرتد هذا ضعيف.

 ومن جهة المتن: نكارة في المتن كون النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يغضب، وكونه يُراجعه، ومن جهة أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أخبر أنه أُنسيها.

مناقشة: (07:35).

الشيخ:

 العجيب أن ابن خزيمة رحمه الله أتى في هذا الحديث الضعيف في كتابه الصحيح!

القارئ:

"بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ هِيَ فِي رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ، وَلَا ارْتِيَابٍ فِي غَيْرِهِ، ضِدَّ قَوْلِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْحَالِفَ آخِرَ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ أَنَّ امْرَأَتَهُ طَالِقٌ، أَوْ عَبْدَهُ حُرٌّ، أَوْ أَمَتَهُ حُرَّةٌ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، أَنَّ الطَّلَاقَ، وَالْعِتْقَ غَيْرُ وَاقِعٍ إِلَى مُضِيِّ السَّنَةِ مِنْ يَوْمِ حَلَفَ؛ لِأَنَّهُ زَعَمَ لَا يَدْرِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ هِيَ فِي رَمَضَانَ أَوْ فِي غَيْرِهِ، لِقَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ: مَنْ يَقُمِ الْحَوْلَ يُصِبْهَا"

 الشيخ:

الذي يقول أنها ليست في رمضان يقول إذا طلق زوجته قال: "أنتِ طالقٌ ليلة القدر، أو قال لعبده أنت حرٌ ليلة القدر" الذي يقول: إنها في السَّنَة يقول ما تطلق حتى يأتي شعبان الآتي؛ لأن ما ندري في السَّنَة كلها، فإذا مضت سنة تحققنا إنها وقع عليها الطلاق، وهذا باطل.

الصواب: إنها إذا انتهى رمضان طلقت؛ لأنها في العشر الأواخر، ما ينتظر سنة.

الشيخ:

 باب ماذا أعد؟

القارئ:

 "بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ هِيَ فِي رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ، وَلَا ارْتِيَابٍ فِي غَيْرِهِ، ضِدَّ قَوْلِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْحَالِفَ آخِرَ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ أَنَّ امْرَأَتَهُ طَالِقٌ، أَوْ عَبْدَهُ حُرٌّ، أَوْ أَمَتَهُ حُرَّةٌ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، أَنَّ الطَّلَاقَ، وَالْعِتْقَ غَيْرُ وَاقِعٍ إِلَى مُضِيِّ السَّنَةِ مِنْ يَوْمِ حَلَفَ....

الشيخ:

 إلى آخر ليلة من شعبان. إلى آخر يوم من شعبان؛ لأنهم يقولون: "إنها في السَّنَة كلها ما ندري" وهذا قول مرجوح، الرسول قال: «التمسوها في العشر الأواخر من رمضان»، واعتكف العشر الأوائل، ثم العشر الأوسط، ثم أُخبر إنها في العشر الأواخر من رمضان. الحديث صحيح في الصحيحين وغيرهما.

هذا قول مرجوح، القول إنها في السَّنَة كلها، وأبعد منه الذي يقول: "إنها رُفعت وليست موجودة"، وأما القول: "بأنها في رمضان" (09:59) إن كان هذا ضعيف، والصواب: إنه يدرى إنها في العشر الأواخر من رمضان.

مناقشة: (10:08)

الشيخ:

تأويل لأهل العلم إذا انتهى رمضان عرفنا إنها خلاص جاءت ليلة القدر، مضت.

مناقشة:

دخول العشر؟

الشيخ:

لأ، واضح (10:19) لكن ما نجزم بأنها وقعت في الطلاق حتى تخرج العشر الأواخر.

القارئ:

 لِأَنَّهُ زَعَمَ لَا يَدْرِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ هِيَ فِي رَمَضَانَ أَوْ فِي غَيْرِهِ، لِقَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ: مَنْ يَقُمِ الْحَوْلَ يُصِبْهَا"

الشيخ:

 ضد قول ماذا؟

القارئ:

أحسن الله إليك.

ضِدَّ قَوْلِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْحَالِفَ آخِرَ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ أَنَّ امْرَأَتَهُ طَالِقٌ، أَوْ عَبْدَهُ حُرٌّ، أَوْ أَمَتَهُ حُرَّةٌ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، أَنَّ الطَّلَاقَ، وَالْعِتْقَ غَيْرُ وَاقِعٍ إِلَى مُضِيِّ السَّنَةِ مِنْ يَوْمِ حَلَفَ؛ لِأَنَّهُ زَعَمَ لَا يَدْرِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ هِيَ فِي رَمَضَانَ أَوْ فِي غَيْرِهِ، لِقَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ: مَنْ يَقُمِ الْحَوْلَ يُصِبْهَا"

الشيخ:

 يعني يصلي للسنة كلها يدرك ليلة القدر؛ لأنها في الحول، اجتهاده -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- إذا صح، هذا يكون اجتهاد.

القارئ:

حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ سِمَاكٍ الْحَنَفِيِّ، حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ: سَأَلْتَ رَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَقَالَ: أَنَا كُنْتُ أَسْأَلَ النَّاسِ عَنْهَا قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، أَفِي رَمَضَانَ أَوْ فِي غَيْرِهِ؟ فَقَالَ: «بَلْ هِيَ فِي رَمَضَانَ» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَكُونُ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ مَا كَانُوا، فَإِذَا قُبِضَ الْأَنْبِيَاءُ رُفِعَتْ؟ أَمْ هِيَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: «لَا، بَلْ هِيَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي أَيِّ رَمَضَانَ هِيَ؟ قَالَ: «الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأُوَلِ، وَالْعَشْرِ الأواخر».

الشيخ:

 كذا، أم العشر الْأَخِيرِ.

القارئ:

 هنا قال: «والعشر الأواخر».

الشيخ:

 نعم.

القارئ:

 قَالَ: ثُمَّ حَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَ، فَاهْتَبَلْتُ غَفْلَتَهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ لَتُخْبِرَنِّي، أَوْ لَمَا أَخْبَرْتِنِي: فِي أَيِّ الْعِشْرِينَ هِيَ؟ قَالَ: فَغَضِبَ عَلَيَّ مَا غَضِبَ عَلَيَّ مِثْلَهُ قَبْلَهُ، وَلَا بَعْدَهُ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَوْ شَاءَ أَطْلَعَكُمْ عَلَيْهَا، الْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ».

الشيخ:

عن أبي ذر؟

القارئ:

 نعم. نفس الحديث قال: لجهالة مرثد بن عبد الله.

الشيخ:

 قال في سنده ماذا؟

القارئ:

قال: "إسناده ضعيف؛ لجهالة مرثد بن عبد الله، فقد تفرد بالرواية عنه ابنه مالك، وأخرجه أحمد والبزَّار، والنسائي في (الكبرى)، والطحاوي في (شرح المعاني)، والحاكم، والبيهقي من طريق سِماك الحنفي عن مالكٍ به".

الشيخ:

السند فيه نكارة أيضًا.

القارئ:

 ثم قال رحمه الله تعالى: "بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، خِلَافَ قَوْلِ مَنْ ذَكَرْنَا مَقَالَتَهُمْ فِي الْبَابِ قَبْلَ هَذَا «وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْحَالِفَ يَوْمَ شَهْرِ رَمَضَانَ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ بِطَرْفِهِ بِأَنَّ امْرَأَتَهُ طَالِقٌ، أَوْ عَبْدَهُ حُرٌّ، فَهَلَّ هِلَالُ شَوَّالٍ كَانَ الطَّلَاقُ، أَوِ الْعِتْقُ، أَوْ هُمَا لَوْ كَانَ الْحَلِفُ بِهِمَا جَمِيعًا وَاقِعًا إِذْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ قَدْ مَضَتْ بَعْدَ حَلِفِهِ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ وَلَا ارْتِيَابٍ، إِذْ هِيَ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ لَا قَبْلَ وَلَا بَعْدَ»".

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأُوَلَ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْوَسَطَ فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ عَلَى سُدَّتِهَا قِطْعَةٌ مِنْ حَصِير،ٍ قَالَ: فَأَخَذَ الْحَصِيرَ بِيَدِهِ، فَنَحَّاهَا فِي نَاحِيَةِ الْقُبَّةِ، ثُمَّ أَطْلَعَ رَأْسَهُ، فَكَلَّمَ النَّاسَ، فَدَنَوْا مِنْهُ، فَقَالَ: " إِنِّي اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الْأُوَلَ أَلْتَمِسُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ، ثُمَّ اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الْوَسَطَ، ثُمَّ أَتَيْتُ، فَقِيلَ لِي: إِنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ؛ فَاعْتَكَفَ النَّاسُ مَعَهُ قَالَ: «وَإِنِّي أُرِيتُهَا لَيْلَةَ وِتْرٍ، وَإِنِّي أَسْجُدُ صَبِيحَتِهَا فِي طِينٍ وَمَاءٍ»، فَأَصْبَحَ فِي لَيْلَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَقَدْ قَامَ إِلَى الصُّبْحِ، فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ، فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ، فَأَبْصَرْتُ الطِّينَ وَالْمَاءَ فَخَرَجَ حِينَ فَرَغَ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَجَبْهَتُهُ وَأَنْفُهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْمَاءِ وَالطِّينِ، وَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ «هَذَا حَدِيثٌ شَرِيفٌ شَرِيفٌ».

الشيخ:

نعم. كانت ليلة القدر في تلك السَّنَة ليلة إحدى وعشرين، لأنه قال: «وَإِنِّي أُرِيتُهَا لَيْلَةَ وِتْرٍ، وَإِنِّي أَسْجُدُ صَبِيحَتِهَا فِي طِينٍ وَمَاءٍ»، فانصرف النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من صلاة الفجر وعلى وجهه وأرنبة أنفه أثر الماء والطين، وهذا دليل على أن ليلة القدر متنقلة وليست لازمة لليلة واحدة، ليلة لا تتغير في العشر، بل هي متنقلة قد تكون ليلة إحدى وعشرين، أو ثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين و...... .

ماذا قال عليه؟

القارئ:

 قال: "أخرجه مسلم وابن ماجه والنسائي في الكبرى وابن حبان والبيهقي من طريق عمارة بن غزية وأخرجه مالك في الموطأ برواية الليث وعبد الرزاق والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وفي الكبرى له -وأطال في التخاريج أحسن الله إليك – والطيالسي وعبد الرزاق وأحمد والبخاري ومسلم والنسائي في الكبرى وأبو يعلى وابن ماجه وابن حبان والبيهقي من طرق عن أبي سلمة به.......".

مناقشة:

(19:10).

الشيخ:

 ما الباب الذي بعده؟

القارئ:

"بَابُ الْأَمْرِ بِالْتِمَاسِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَطَلَبِهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ بِلَفْظٍ مُجْمَلٍ غَيْرِ مُفَسَّرٍ"

الشيخ:

أعد آخر حديث قرأته.

القارئ:

 أحسن الله إليك.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأُوَلَ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْوَسَطَ فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ عَلَى سُدَّتِهَا قِطْعَةٌ مِنْ حَصِير،ٍ قَالَ: فَأَخَذَ الْحَصِيرَ بِيَدِهِ، فَنَحَّاهَا فِي نَاحِيَةِ الْقُبَّةِ، ثُمَّ أَطْلَعَ رَأْسَهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

الشيخ:

 يجعل القبة مثل الخيمة يخلو بها بربه، قال العلماء: "ينبغي للمعتكف أن يكون له مكان خاص إذا كان في المسجد سعة يكون في قُبة أو غرفة في المسجد، ولا ينبغي له أن يكون هكذا، يكون له مكان خاص يخلو به بربه.

نعم.

القارئ:

 فَكَلَّمَ النَّاسَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَنَوْا مِنْهُ، فَقَالَ: «إِنِّي اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الْأُوَلَ أَلْتَمِسُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ، ثُمَّ اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الْوَسَطَ، ثُمَّ أَتَيْتُ، فَقِيلَ لِي:

الشيخ:

 في الأول ما أُخبر، اعتكف في العشر الأول، ثم بعد ذلك أُخبر أنها في العشر الأواخر ولزمها حتى توفي عَلَيهِ الصَلاة والسَّلام.

القارئ:

 إِنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ؛ فَاعْتَكَفَ النَّاسُ مَعَه...

الشيخ:

 وقوله: «فمن أحب» دليل على أنه اختيار، وأن الاعتكاف مستحب وليس بواجب إلَّا إذا نذر، إذا نذر أنه يعتكف وجب به النذر.

القارئ:

 قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَإِنِّي أُرِيتُهَا لَيْلَةَ وِتْرٍ، وَإِنِّي أَسْجُدُ صَبِيحَتِهَا فِي طِينٍ وَمَاءٍ»، فَأَصْبَحَ فِي لَيْلَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَقَدْ قَامَ إِلَى الصُّبْحِ، فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ، فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ، فَأَبْصَرْتُ الطِّينَ وَالْمَاءَ فَخَرَجَ حِينَ فَرَغَ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَجَبْهَتُهُ وَأَنْفُهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْمَاءِ وَالطِّينِ.

الشيخ:

 وافقت تلك الليلة ليلة إحدى وعشرين.

القارئ:

 وَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ.

ثم قال ابن خزيمة رحمه الله: «هَذَا حَدِيثٌ شَرِيفٌ شَرِيفٌ».

الشيخ:

 صدق رحمه الله.

بارك الله فيك. وفق الله الجميع، ورزق الله الجميع بالعلم النافع والعمل الصالح، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهدُ أن لا إله إلَّا الله، أستغفرك وأتوب إليك.

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد