شعار الموقع

شرح كتاب الصيام من صحيح ابن خزيمة_79

00:00
00:00
تحميل
51

القارئ:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ للهِ ربِ العالمين، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد، وآله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولنا ولوالدينا وللمستمعين والمسلمين يا رب العالمين.

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علمًا وعملًا يا كريم.

 قال ابن خزيمة -رحمه الله تعالى- في صحيحه:

"جماع ذكر أبواب قيام شهر رمضان"

"بَابٌ فِي فَضْلِ قِيَامِ رَمَضَانَ وَاسْتِحْقَاقِ قَائِمِهِ اسْمَ الصِّدِّيقِينَ، وَالشُّهَدَاءِ إِذَا جَمَعَ مَعَ قِيَامِهِ رَمَضَانَ صِيَامَ نَهَارِهِ، وَكَانَ مُقِيمًا لِلصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، مُؤَدِّيًا لِلزَّكَاةِ، شَاهِدًا لِلَّهِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ، مُقِرًّا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالرِّسَالَةِ"

الشيخ:

يعني يكون مستحق اسم الصِّديق إذا كان مؤمنًا بالله، موحدًا لله، لما يقع في عمله شرك، وصام النهار وقام الليل؛ استحق أن يكون في قائمة الصِّديقين، يسمى صديق.

إذا كان شاهدًا لله بالوحدانية ولنبيه بالرسالة، ومقيمًا للصلوات الخمس، وصام رمضان وقامه، يكون اسمه مع الصديقين.

القارئ:

 أحسن الله إليك.

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ النسوى، أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ شُعَيْبٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ قَالَ: جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلٌ مِنْ قُضَاعَةَ، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ شَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَصَلَّيْتُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَصُمْتُ الشَّهْرَ، وَقُمْتُ رَمَضَانَ، وَآتَيْتُ الزَّكَاةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا كَانَ مِنَ الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ».

الشيخ:

 تخريجه؟

مناقشة:

عندنا التُّسْتَرِيُّ.

القارئ:

 عندنا النسوي. في الحاشية (03:29) قال: "تحرى في الأصل التُّسْتَرِيُّ، وانظر (تهذيب الكمال)، قال السمعاني: النَسْوي بفتح النون والسين مُهملة والواو هذه النسبة إلى نَسى".

الشيخ:

 نسى؟

القارئ:

 نعم أحسن الله إليك.

الشيخ:

 بلدة نسى نسبة إلى النَسائي. النسوي.

القارئ:

 نعم أحسن الله إليك.

وقد ذكرنا النسبة إليها النسائي.

الشيخ:

 كانوا يقولون نَسوي ونسائي.

القارئ:

 ومنهم من قال بالواو، وجعل النسبة إليها النسوي، وقد ترجم السمعاني لعلي بن سعيد في النسائي.

الشيخ:

 يقولون فيه التحريف صح من تهذيب الكمال.

مناقشة:

نسخة ثانية -أحسن الله إليك- التوستري.

الشيخ:

التوستري هذا تحريف يقول، صح النسوي بدل التوستري من (تهذيب الكمال).

التصويب من تهذيب الكمال؟

القارئ:

 قال في تهذيب الكمال.

الشيخ:

 نعم.

القارئ:

 تخريجه أحسن الله إليك.

"صحيح، أخرجه أحمد كما في (إتحاف المهرة)، والبَّزار كما في (كشف الأستار)، وابن حبان".

الشيخ:

 كذا عندك؟

الطالب:

إسناده صحيح.

الشيخ:

 أعد الحديث. من صام رمضان.

القارئ:

 أحسن الله إليكم.

قَالَ: جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلٌ مِنْ قُضَاعَةَ، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ شَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَصَلَّيْتُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَصُمْتُ الشَّهْرَ، وَقُمْتُ رَمَضَانَ، وَآتَيْتُ الزَّكَاةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا كَانَ مِنَ الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ».

الشيخ:

 الله أكبر. يعني عمل صدَّق ما في قلبه من الإيمان، الإيمان في قلبه صدَّقه بالعمل.

القارئ:

 أحسن الله إليك.

قال -رحمه الله-:

"بَابُ ذِكْرِ عَدَدِ صَلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاللَّيْلِ فِي رَمَضَانَ، وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ عَلَى عَدَدِ الرَّكَعَاتِ فِي الصَّلَاةِ بِاللَّيْلِ مَا كَانَ يُصَلِّي مِنْ غَيْرِ رَمَضَانَ"

الشيخ:

 عدد الركعات في رمضان وفي غيره سواء.

القارئ:

 حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَبِيدٍ، ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي لَبِيدٍ، سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ يَقُولُ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، فَقُلْتُ: أَيْ أُمَّهْ، أَخْبِرِينِي عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاللَّيْلِ.

الشيخ:

 لأنها أم المؤمنين رَضِيَ اللَّهُ عَنْها. ﴿أَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾ [الأحزاب:6] النبي أبو المؤمنين وزوجاته أمهاتهم.

القارئ:

 فَقَالَتْ: «كَانَتْ صَلَاتُهُ بِاللَّيْلِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَفِيمَا سِوَى ذَلِكَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً» هَذَا حَدِيثُ عَبْدِ الْجَبَّارِ.

وَقَالَ أَبُو هَاشِمٍ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ فَسَأَلْتُهَا عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَقَالَتْ: «كَانَتْ صَلَاتُهُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، مِنْهَا رَكْعَتَا الْفَجْرِ».

الشيخ:

 تكون إحدى عشر ركعة، ركعة الفجر ليست من صلاة الليل، لأنها بعد طلوع الفجر، وهذا يوافق الحديث السابق: «ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشر ركعة» فتكون صلاته إحدى عشر ركعة، ويحسب منها الركعتان التي يفتتح بها قيام الليل «كان يفتتح صلاته بركعتين خفيفتين» حتى (08:19). فالأقرب أنها تحسب، يفتتح صلاته بركعتين ثم يصلي ثمان ركعات، ثم يوتر بثلاث.

لكن ثبت عنه أنه أوتر بثلاث عشر ركعة في حديث ابن عباس، وثبت أيضًا في الصحيحين أنه أوتر بسبع، وأوتر بتسع، ذهب بعض العلماء إلى أنه لا يجوز الزيادة في صلاة الليل على إحدى عشر ركعة وهذا ليس بصحيح، والصواب أنه لا بأس بالزيادة؛ لقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح فليوتر بواحدة» لو صلى مائة يوتر بواحدة.

 لكن الأفضل هو صلاة النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا كان يقتدي بالنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في صلاته بالكمية والكيفية، ما هو في العدد فقط، بعض الناس يصلي إحدى عشر ركعة يقول الرسول صلى إحدى عشر ركعة، لكن هل صليت صلاة الرسول في الكيفية؟!

كان يقرأ بالمئات، في حديث: «كان يأتي بالبقرة وآل عمران والنساء في ركعة واحدة» وكذلك السجود يطيله وكان ركوعه مثل ذلك، وسجوده مثل ذلك، قالت عائشة: «كانت السجدة من سجدات النبي قدر ما يقرب من خمسين آية». إذا كنت تريد تقتدي بالنبي في الكمية والكيفية؛ لا بأس هذا أفضل، وإذا كنت لا تستطيع؛ ما في مانع زيادة زد والحمد لله.

 ولهذا زاد الصحابة، الصحابة صلوا بالعشرين ركعة، ومنهم من صلى ثلاثين، ومنهم من صلى أكثر، الأمر في هذا واسع، قال سفيان: قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح فليوتر بواحدة».

أما من قال: "بأنه لا يجوز الزيادة" هذا ليس بصحيح، في قول للشيخ نصر الدين الألباني: "بأنه لا يجوز الزيادة على إحدى عشر ركعة" ما أدري رجع عنه أم لم يرجع.

مناقشة:

(10:49).

الشيخ:

إذا أوتر لا بأس له أن يسردها الثلاث بسلام واحد، ويسرد الخمس بسلام واحد، والسبع: مخير أن بين أن يجلس للسادسة ويتشهد ويقوم ثم يتم السابعة، أو يسردها، وكذلك التسع له أن يسردها، لكن يتشهد في الثامنة ويقوم ويأتي بالتاسعة.

قالوا: "أيضًا كذلك إحدى عشر ركعة له أن يسرد قال الفقهاء: له أن يسرد عشر ثم يتشهد ويقوم ويأتي بالحادي عشر".

س:

بدون ما يسلم؟

الشيخ:

 نعم. جعلوها وتر، لكن الأفضل أن يصلي من كل ركعتين.

س:

بعد الوتر يصلي ركعتين من السُّنَّة؟

الإجابة/ لا بأس النبي ثبت عنه في صحيح مسلم أنه صلى بعد الوتر ركعتين، قال العلماء: "فيه بالدليل بيان جواز الصلاة بعد الوتر، وأن الصلاة بعد الوتر ليست ممنوعة، لكن الأفضل أن يكون آخر الصلاة الوتر: «اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا» هذا الأمر للاستحباب، والصارف عن الاستحباب فعل النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأنه صلى بعد الوتر ركعتين.

مناقشة:

إذا صلى ثلاث عشر ركعة....

الشيخ:

هذا أيضًا يُضِعف قول من قال: "لا يجوز الزيادة على ثلاثة عشر ركعة"، النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلى ركعتين بعد الوتر، فالقول: "بأنه لا يجوز الزيادة على ثلاثة عشر ركعة" قولٌ مرجوح، ضعيف.

س:

إذا صلى ثلاثة عشر ركعة ركعتين ركعتين وأتر في الأخيرة بركعة هل يكون أوتر بثلاثة عشر ركعة ويكون (12:33)؟

الإجابة:

أوتر بثلاثة عشر ركعة، يعني صلى إحدى عشر ركعة، ثم صلى الشفع ركعتين أو ركعة واحدة؟

السائل: ركعة واحدة.

الشيخ:

 خلاص، صلاة الليل كلها إحدى عشر ركعة.

صلى عشر يعني ثم أوتر بواحدة؟

السائل:

صلى اثنى عشر وأوتر بواحدة، يطلق عليه أوتر بثلاث عشر ركعة؟

الشيخ:

(13:01) هذا في حديث ابن عباس في الصحيحين لما قال: «صلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعة» ثلاث عشر ركعة، ثابت في الصحيحين.

س:

حديث عائشة: «ما زاد عن إحدى عشر»؟

الشيخ:

 تقول عائشة: «ما كان النبي يزيد في رمضان ولا في غيره عن إحدى عشر ركعة» المقصود أنه في الغالب، وإلا فقد زاد.

س/ أهم الشيء الطمأنينة؟

ج/ والطول، النبي صلاته طويلة -عَلَيهِ الصَلاة والسَّلام- كما سبق طويلة في الركوع والسجود والقراءة والسجدة كما تقول عائشة: "هذا أقل شيء كان مقدار السجدة مقدار ما يقرأ الرجل خمسين آية"، هذه السجدة، الركوع والسجود قريب من القيام، كانت صلاته متناسبة، إذا كانت السجدة قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية فالركوع قريب من ذلك، يعني صلاته متناسبة -عَلَيهِ الصَلاة والسَّلام- ليست بمتفاوتة الركوع مثل السجود، مثل ما بين السجدتين ما عدا القيام والتشهد حتى في صلاة الفرائض. (14:26) «ركوعه فسجوده فجلسته بين السجدتين فقيامه من الركوع قريبًا من السواء» وفي لفظ «ما خلى القيام والقعود» القيام طويل، والقعود للتشهد الأخير والباقي متناسب، الركوع مثل السجود، مثل بين السجدتين، مثل القيام بعد الركوع كلها متناسبة.

س: (14:55)

الشيخ:

 وبعض الإخوان الذين يحبون الخير تجده يصلي ركعتين يخفف الركوع، ويخفف ما بينهما ثم السجدة يجلس على خمس دقائق أو عشر دقائق، الصلاة غير متناسبة، السجود عشر دقائق والركوع طرفة عين! وبين السجدتين طرفة عين، وبعد ما يقوم كذلك، لأ ينبغي أن تكون الصلاة مناسبة، إذا طال السجود يطيل الركوع بعض الشيء، يطيل القيام بعد الركوع، وبين السجدتين؛ حتى تكون الصلاة متناسبة، هذا هو الأفضل.

القارئ:

 أحسن الله عملك.

قال رحمه الله:

"بَابُ اسْتِحْبَابِ إِحْيَاءِ لَيَالِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَتَرْكِ مُجَامَعَةِ النِّسَاءِ فِيهِنَّ، وَالِاشْتِغَالِ بِالْعِبَادَةِ، وَإِيقَاظِ الْمَرْءِ أَهْلَهُ فِيهِنَّ"

الشيخ:

 بارك الله فيك. وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع بالعلم النافع والعمل الصالح، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهدُ أن لا إله إلَّا الله، أستغفرك وأتوب إليك.

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد