شعار الموقع

شرح كتاب الصيام من صحيح ابن خزيمة_81

00:00
00:00
تحميل
49

القارئ:

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم، الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولنا ولوالدينا وللمستمعين والمسلمين يا رب العالمين.

اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علمًا وعملًا يا كريم.

قال ابن خُزيمة -رحمه الله تعالى- في (صحيحه): "جماع أبواب الاعتكاف"

"بَابُ وَقْتِ الِاعْتِكَافِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ"

قال: "أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْها- قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ صَلَّى الصُّبْحَ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَكَانَ الَّذِي يُرِيدُ أَنْ يَعْتَكِفَ فِيهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ فَضُرِبَ لَهُ خِبَاءٌ»، وَأَمَرَتْ عَائِشَةُ، فَضُرِبَ لَهَا خِبَاءٌ، وَأَمَرَتْ حَفْصَةُ، فَضُرِبَ لَهَا خِبَاءٌ، فَلَمَّا رَأَتْ زَيْنَبُ خِبَاءَهَا أَمَرَتْ بِخِبَاءٍ، فَضُرِبَ لَهَا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يَعْتَكِفْ فِي رَمَضَانَ، فَاعْتَكَفَ فِي شَوَّالٍ".

الشيخ:

 يعني رأى ثلاثة أخبية، خاف عليهم من الغيرة والمنافسة، وأن هذا يؤثر على النية، النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان إذا أراد أن يعتكف أمر أن يضرب له خِباء -أي خيمة صغيرة- في المسجد يخلو بها بربه، وعائشة أمرت أن يضرب لها خِباء، وحفصة كذلك، وزينب، صاروا ثلاثة أخبية -خيام صغيرة يعني بقدر جسم الإنسان- ليست واسعة، كمسجد النبي (02:27) كذلك ليس بواسعة، فخاف عليهم من الغَيرة والمنافسة التي تؤثر على النية؛ فلذلك ترك الاعتكاف في تلك السَّنَة، فأمر بخبائه فَقُوِّض، وقُوضت أخبية نسائه واعتكف في شوال عَلَيهِ الصَلاة والسَّلام.

س: صلاة الصبح؟ (02:53).

الشيخ:

فيه أنه في الصبح أنه إذا صلى الفجر (03:17)، لكن يبقى أنه قد تكون ليلة القدر تلك الليلة تسع وعشرين كما كان في عهد النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فإذا دخل في الليل حسب قبل غروب الشمس، لكن الأحاديث فيها أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يدخل معتكفًا بعد صلاة الفجر؛ لأن النهار يبدأ من طلوع الفجر.

القارئ:

"بَابُ إِبَاحَةِ ضَرْبِ الْقِبَابِ فِي الْمَسْجِدِ لِلِاعْتِكَافِ فِيهِنَّ"

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: "فِي خَبَرِ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ: اعْتَكَفَ فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ، خَرَّجْتُهُ فِي غَيْرِ هَذَا الْبَابِ".

الشيخ:

 والمقصود: أن المعتكف ينبغي له أن يكون له مكانة خاصة بالمسجد يخلوا فيه بربه، ما يكون مختلط بالناس حتى قال بعضهم: "لا يذهب للحلقة" إذا كان هناك حلقة فيها درس علمي، لكن الصواب أنه لا بأس.

 أما الملحوظ من بعض الناس يتجول بالمسجد وليس له مكان أو يتجول في الجوال ولا كأنه معتكف هذا يخالف معنى الاعتكاف، الاعتكاف يكون فيه خلوة، الإنسان أكثر أوقاته خلوة بربه، يذهب للصلوات ويرجع لمعتكفه، يخرج من خلوته في المسجد إلى الصلاة، ثم يرجع إليها، هذا هو الأصل.

وإذا كان المسجد فيه مكان يجعل فيه خباء أو يكون في غُرفة من غرف المسجد فلا بأس.

س/ (05:08).

الشيخ:

 قضاها في شوال وترك ..... يقضي لا بأس إذا فات ولم يتمكن، لكن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إنما ترك خاف عليهم من الغَ[T1] يرة والمنافسة.

الجمهور يقول: "لا اعتكاف إلَّا في مسجد جامع"؛ حتى لا يحتاج إلى الخروج للجمعة".

وقال آخرون من أهل العلم: "لا بأس أن يعتكف في مسجد تصلى فيه الصلوات الخمس، وإذا جاء يوم الجمعة خرج إلى الجامع وصلى الجمعة ورجع إلى معتكفه".

كذلك أيضًا استرضى الجمهور أن يكون الاعتكاف بصوم، قالوا: "ولا اعتكاف إلَّا بصوم، ولا اعتكاف إلَّا في مسجدٍ جامع" فالصواب عند الجمهور الاعتكاف أقله يوم وليلة من طلوع الفجر إلى غروب الشمس يكون صائم.

 وقال آخرون من أهل العلم: لا يشترط الصوم في الاعتكاف، فيجوز أن يعتكف أقل من يوم ساعتين ثلاثة أربعة، والدليل على ذلك أن عمر -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- سأل النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "إني نذرت أن اعتكف ليلة في المسجد الحرام في الجاهلية، قال: أو في الليل، والليل ما فيه صيام، دل على أنه يجوز الاعتكاف بدون صوم".

س: الجمهور؟

ج/ الجمهور يرون أن الاعتكاف لا يصحُّ إلا بصوم، الصوم معلوم، الصوم تطوع، سواء في العشر أو في غيرهم أي وقت يعتكف يصوم.

س/ في الفرض؟

ج/ لا ما في فرض، الفرض في رمضان، إذا كان في رمضان لا بأس، المعلوم هذه السُّنَّة، لكن في غير رمضان يكون نفل هذا الغالب، لكن في رمضان هذا معلوم الاعتكاف في العشر الأواخر من السُّنَّة وأن يصوم رمضان هذا فرض معلوم، وما عاداه قال الجمهور لا بد أن يصوم.

 قال آخرون: لا يشترط الصوم، حديث عمر فيه أنه أمر بالوفاء بنذر الاعتكاف في الليل والليل ما فيه صوم، رجح ذلك جمعٌ من أهل العلم رجحوا أنه لا يشترط، واختاره الشيخ ابن باز رحمه الله أنه لا يشترط.

القارئ:

 أحسن الله عملكم.

"بَابٌ فِي اعْتِكَافِ شَهْرِ رَمَضَانَ كُلِّهِ"

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأُوَلَ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْوَسَطَ فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ عَلَى سُدَّتِهَا قِطْعَةُ حَصِيرٍ» فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ قَدْ أَمْلَيْتُهُ قَبْلُ.

الشيخ:

هذا فيه أنه اعتكف الشهر كامل؟

ظاهره أنه اعتكف العشر الأول، ثم اعتكف العشر الأوسط، ثم اعتكف العشر الأواخر، لكن هذا في سنة واحدة أو في سنتين؟

القارئ:

 سنة واحدة.

ساق الحديث قبله -أحسن الله إليك- قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأُوَلَ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْوَسَطَ فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ عَلَى سُدَّتِهَا قِطْعَةٌ مِنْ حَصِيرٍ قَالَ: فَأَخَذَ الْحَصِيرَ بِيَدِهِ، فَنَحَّاهَا فِي نَاحِيَةِ الْقُبَّةِ، ثُمَّ أَطْلَعَ رَأْسَهُ، فَكَلَّمَ النَّاسَ، فَدَنَوْا مِنْهُ، فَقَالَ: «إِنِّي اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الْأُوَلَ أَلْتَمِسُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ، ثُمَّ اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الْوَسَطَ، ثُمَّ أَتَيْتُ، فَقِيلَ لِي: إِنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ»؛ فَاعْتَكَفَ النَّاسُ مَعَهُ قَالَ: «وَإِنِّي أُرِيتُهَا لَيْلَةَ وِتْرٍ، وَإِنِّي أَسْجُدُ صَبِيحَتِهَا فِي طِينٍ وَمَاءٍ»، فَأَصْبَحَ فِي لَيْلَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَقَدْ قَامَ إِلَى الصُّبْحِ، فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ، فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ، فَأَبْصَرْتُ الطِّينَ وَالْمَاءَ فَخَرَجَ حِينَ فَرَغَ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَجَبْهَتُهُ وَأَنْفُهُ فِي الْمَاءِ وَالطِّينِ، وَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ. [هَذَا حَدِيثٌ شَرِيفٌ شَرِيفٌ].

الشيخ:

 هذا دليل على أن ليلة القدر كانت في تلك السَّنَة في ليلة إحدى وعشرين.

هذا الحديث الذي قبل الحديث الذي قرأت؟

القارئ:

 لا، سبق أحسن الله إليك قبل الباب هذا.

الشيخ:

 لكن ظاهره أنه اعتكف الشهر كامل؟

محتمل.

القارئ:

 نعم. اعتكف الشهر كامل.

الشيخ:

 الحديث محتمل أنه اعتكف العشر الأول، ثم اعتكف العشر الأوسط، ثم اعتكف العشر الأواخر، محتمل أنه في شهر واحد، لكن ظاهر فهم المؤلف أنه اعتكف الشهر كامل.

باب ماذا؟

القارئ:

 أحسن الله إليك.

"بَابٌ فِي اعْتِكَافِ شَهْرِ رَمَضَانَ كُلِّهِ"

الشيخ:

 حدثنا. اقرأ الحديث.

القارئ:

 الذي ساقه قبل أحسن الله إليك؟

الشيخ:

 نعم.

القارئ:

 عن أبي سعيد الخدري.....

الشيخ:

 لأ، هذا أول، اقرأ الحديث أعده.

القارئ:

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: "فِي خَبَرِ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ: اعْتَكَفَ فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ، خَرَّجْتُهُ فِي غَيْرِ هَذَا الْبَابِ".

الشيخ:

 يعني الحديث الذي قرأته.

القارئ:

قال أحسن الله إليكم:

"بَابُ الِاقْتِصَارِ فِي الِاعْتِكَافِ عَلَى الْعَشْرِ الْأَوْسَطِ، وَالْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، إِذِ الِاعْتِكَافُ كُلُّهُ فَضِيلَةٌ لَا فَرِيضَةٌ، وَالْفَضِيلَةُ لَا تَضِيقُ عَلَى الْمَرْءِ أَنْ يَزِيدَ فِيهَا، أَوْ يَنْقُصَ مِنْهَا"

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيَّ قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: «اعْتَكَفْنَا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- الْعَشْرَ الْوَسَطَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ صَبِيحَةَ عِشْرِينَ وَرَجَعْنَا فَنَامَ فَأُرِيَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ثُمَّ أُنْسِيَهَا، فَلَمَّا كَانَ الْعَشِيُّ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَخَطَبَ النَّاسَ» فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: «وَمَنْ كَانَ اعْتَكَفَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلْيَرْجِعْ إِلَى مُعْتَكَفِهِ».

الشيخ:

 ما فيه أنه اعتكف العشر الأول، الظاهر أنه اعتكف العشرين فقط، وأن اعتكاف العشر الأوائل هذه سابقة، اعتكف العشر الأُول، ثم أُخبر فقيل إنها ليست في العشر الأوسط، ثم أخبر إنها في العشر الأواخر فاعتكف، فصار أولًا كان يعتكف العشر الأُول طلبًا لليلة القدر، ثم اعتكف العشر الأوسط، ثم أُخبر إنها في العشر الأواخر، فتلك السَّنَة اعتكف عشرين، ثم بعد ذلك خصص لها العشر الأواخر. الذي يظهر أنه ما اعتكف الشهر كامل مثل ترجمة المؤلف.

ترجمة المؤلف؟

القارئ:

"بَابٌ فِي اعْتِكَافِ شَهْرِ رَمَضَانَ كُلِّهِ"

هو في الحديث أحسن الله إليك قال: «إِنِّي اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الْأُوَلَ أَلْتَمِسُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ، ثُمَّ اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الْوَسَطَ، ثُمَّ أَتَيْتُ....

الشيخ:

 «إِنِّي اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الْأُوَلَ»: يعني في غير هذه السَّنَة. في السَّنَة التي مضت محتمل، ثم اعتكف العشر الأوسط ثم أُخبر أنه يطلبها، ثم أخبر أنها في العشر الأواخر، فهي تكون هذه السَّنَة اعتكف عشرين يوم، السنوات الماضية كان يعتكف العشر الأُول هذا هو الظاهر.

 لكن المؤلف فهم أنه اعتكف العشر كلها، ولو اعتكف العشر كلها لا بأس، لكن الكلام في فعل النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هل اعتكف الشهر كامل أو اعتكف العشرين؟ ظاهره أنه اعتكف العشر الأوسط والعشر الأواخر وأما اعتكاف العشر الأول كان في السنوات الماضية، أو فيما مضى، سنة أو سنتين.

نعم.

القارئ:

"بَابُ إِبَاحَةِ الِاقْتِصَارِ مِنَ الِاعْتِكَافِ عَلَى الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ دُونَ الْعِشْرِينَ الْأَوَّلِينَ"

الشيخ:

 هذا لم أُخبر أنها في العشر الأواخر اقتصر على العشر الأواخر.

القارئ:

 حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ فَضَالَةُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعْتَكِفُ فِي كُلِّ رَمَضَانَ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ اعْتَكَفَ فِيهِ عِشْرِينَ يَوْمًا".

الشيخ:

 فصدق عليه أنه كان آخر عمره أكثر عملًا وعبادة.

القارئ:

 أحسن الله إليك.

"بَابُ الرُّخْصَةِ فِي الِاقْتِصَارِ عَلَى اعْتِكَافِ السَّبْعِ الْوَسَطِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ دُونَ مَا قَبْلَهُ، وَمَا بَعْدَهُ مِنْ رَمَضَانَ"

 

حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: جَاوَزَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- السَّبْعَ الْأَوْسَطَ مِنْ رَمَضَانَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُتَحَرِّيًا فَلْيَتَحَرَّهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ».

الشيخ:

جاور: يعني اعتكف.

القارئ:

 عندنا بالزاي أحسن الله إليك.

الشيخ:

 لأ. جاور.

وفي الحديث الآخر أن رجالًا من أصحاب النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُروا ليلة القدر في السبع الأواخر من رمضان، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحراها في السبع الأواخر». وهنا فيه أنه جاور.

ماذا قال عليه؟ تخريجه؟

القارئ:

 قال أحسن الله عملُكم: "صحيح" فقط.

الشيخ:

 ما بعده؟

القارئ:

"بَابُ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى اعْتِكَافِ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ"

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ تَسْنِيمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ حَدِيثِ عُرْوَةَ، وَابْنِ الْمُسَيِّبِ، يُحَدِّثُ عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ، وَسَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَعْتَكِفُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ».

الشيخ:

 ظاهره أنه استمر عليه، وإن كانت سُنة مستحب أن يداوم عليها.

القارئ:

"بَابُ الِاعْتِكَافِ فِي شَوَّالٍ إِذَا فَاتَ الِاعْتِكَافُ فِي رَمَضَانَ، لِفَضْلِ دَوَامِ الْعَمَلِ"

حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَرَادَ الِاعْتِكَافَ، فَاسْتَأْذَنَتْهُ عَائِشَةُ لِتَعْتَكِفَ مَعَهُ، فَلَمَّا رَأَتْهُ زَيْنَبُ مَعَهُ، فَأَذِنَتْ لَهَا، فَضَرَبَتْ خِبَاءَهَا، فَسَأَلَتْهَا حَفْصَةُ تَسْتَأْذِنُ لَهَا لِتَعْتَكِفَ مَعَهُ، فَلَمَّا رَأَتْهُ زَيْنَبُ ضَرَبَتْ مَعَهُنَّ، وَكَانَتِ امْرَأَةً غَيُورًا، فَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَخْبِيَتَهُنَّ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟ آلْبِرَّ يُرِدْنَ بِهَذَا؟» فَتَرَكَ الِاعْتِكَافَ حَتَّى أَفْطَرَ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ اعْتَكَفَ فِي عَشْرٍ مِنْ شَوَّالٍ.

الشيخ:

 خاف عليهم الغيرة والمنافسة، والتأثير على النية.

وفيه دليل على أن الإنسان إذا فاته ورده من العمل الصالح يقضيه حتى يستمر عمله من الخير.

القارئ:

"بَابُ الِاعْتِكَافِ فِي السَّنَةِ الْمُقْبِلَةِ إِذَا فَاتَ ذَلِكَ لِسَفَرٍ، أَوْ عِلَّةٍ تُصِيبُ الْمَرْءَ"

الشيخ:

 نفس الحديث، المؤلف نوع التراجم واستنباط الأحكام.

ما الترجمة التي بعدها؟

القارئ:

 الحديث يختلف أحسن الله إليك.

الشيخ:

 الترجمة التي بعدها ماذا؟

القارئ:

 أحسن الله إليك. ساق الحديث..

"بَابُ الْأَمْرِ بِوَفَاءِ نَذْرِ الِاعْتِكَافِ يَنْذُرُهُ الْمَرْءُ فِي الشِّرْكِ، ثُمَّ يُسْلِمُ النَّاذِرُ قَبْلَ قَضَاءِ النَّذْرِ، وَإِبَاحَةِ اعْتِكَافِ لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ فِي عَشْرِ رَمَضَانَ"

الشيخ: قف على الحديث. بارك الله فيك. وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع بالعلم النافع والعمل الصالح، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهدُ أن لا إله إلَّا الله، أستغفرك وأتوب إليك.


 [T1]ر

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد