شعار الموقع

شرح كتاب المناسك من صحيح ابن خزيمة_17

00:00
00:00
تحميل
48

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين.

قال الإمام ابن خزيمة -رحمه الله- في صحيحه:

قارئ المتن: بَابٌ فِي فَضْلِ يَوْمِ عَرَفَةَ وَمَا يُرْجَى فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنَ الْمَغْفِرَةِ.

الشيخ: الحديث السابق في الترجمة السابقة، حديث ابن عباس: «عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَفَاضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَرَفَاتٍ، وَرِدْفُهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: فَمَالَتْ بِهِ النَّاقَةُ وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ مَا تُجَاوِزَانِ رَأْسَهُ ...»، هذا فيه نكارة، في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رفع يديه حتى غربت الشمس، وليس فيه أنه رفعهما في الطريق، لعل هذا من أوهام عبد الملك بن أبي سليمان العزرمي، يحتمل هذا من أوهامه، ماذا قال المؤلف عن إسناد الحديث؟

مداخلة: طبعة (الفحل) قال: "إسناده حسن من أجل عبد الملك بن أبي سليمان العزرمي".

الشيخ: الاقرب أن إسناده ضعيف؛ لأن المتن فيه غرابة، يخالف الأحاديث الصحيحة، الأحاديث الصحيحة ما فيها أنه رفع يديه في الطريق، في الطريق وهو رافع يديه الناقة تتحرك، وكان يرخي لها الزمام إذا كان فيه زحام، كيف إذا كان رافع يديه آخذًا بزمام الناقة! وإذا وجد فجوةً نص، أسرع، لا يجتمع هذا مع رفع اليدين، انظر عبد الملك بن سليمان هذا.

مداخلة: في التقريب قال: "صدوقٌ له أوهام".

الشيخ: لعل هذا من أوهامه.

مداخلة: قال الذهبي في الكاشف: "قال أحمد: ثقةٌ يُخطئ، من أحفظ أهل الكوفة، رفع أحاديث عن عطاء".

الشيخ: يحتاج إلى ترجمته مِن كُتب الكبار.

مداخلة: الحديث صححه الشيخ الألباني والشيخ الأثيوبي.

 

 

الشيخ: ولو صححه الشيخ، الصحة من جهة السند، لكن من جهة المتن فيه نكارة ومن شرط الحديث الصحيح ألا يكون شاذًا ولا معللًا، هذا فيه شذوذ ومخالفة، الصحيح ما فيه أنه رفع يديه حتى غربت الشمس، اقرأ الحديث (أفاض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من عرفات).

قارئ المتن: حَدَّثَنَاهُ يُوسُفُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلَكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَفَاضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَرَفَاتٍ، وَرِدْفُهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: فَمَالَتْ بِهِ النَّاقَةُ وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ مَا تُجَاوِزَانِ رَأْسَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى جَمْعٍ وَأَفَاضَ مِنْ جَمْعٍ، وَرِدْفُهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ الْفَضْلُ: مَا زَالَ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ.

شرح الشيخ: صحيح، (مَا زَالَ يُلَبِّي)، ما فيها إشكال التلبية، لكن كونه رافعًا يديه حتى انتهى إلى جمع، والترجمة (رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاءِ عِنْدَ الْوُقُوفِ بِعَرَفَةَ، وَإِبَاحَةِ رَفْعِ إِحْدَى الْيَدَيْنِ إِذَا احْتَاجَ الرَّاكِبُ إِلَى حِفْظِ الْعِنَانِ أَوِ الْخِطَامِ بِإِحْدَى الْيَدَيْنِ)، هذا في الوقوف بعرفة، وليس في الطريق، قال: (بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاءِ عِنْدَ الْوُقُوفِ بِعَرَفَةَ)، الترجمة لا تشمل أحاديث رفع اليدين وهو في الطريق، يراجع في الجرح والتعليل [00:04:28] الخلاصة، حتى نتحرى صحة الحديث أو ضعفه، وهو له أوهام، الأقرب أن هذا من أوهامه.

قارئ المتن: بَابٌ فِي فَضْلِ يَوْمِ عَرَفَةَ وَمَا يُرْجَى فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنَ الْمَغْفِرَةِ.

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغَافِقِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ، ح حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُنْقِدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرُ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَأَنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي الْمَلَائِكَةَ وَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟».

الشيخ: تخريج الحديث، أخرجه الإمام مسلم؟

مداخلة: نعم؛ أخرجه مسلم وابن ماجه والنسائي.

شرح الشيخ: والحديث صحيح، وهذا فيه دليل فضل يوم عرفة، وما يُرجى في ذلك اليوم من المغفرة.

مداخلة: في الطبعة الأخرى قال: "في الأصل (ليدعو)، والمثبت من صحيح مسلم (ليدنو)".

الشيخ: نعم، هذا يدل على تصحيف.

قارئ المتن: بَابُ اسْتِحْبَابِ الْفِطْرِ يَوْمَ عَرَفَةَ بِعَرَفَاتٍ تَقَوِّيًا عَلَى الدُّعَاءِ

حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ، أَنَّ، نَاسًا، تَمَارَوْا عِنْدَ أُمِّ الْفَضْلِ يَوْمَ عَرَفَةَ فِي صَوْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ هُوَ صَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ لَيْسَ بِصَائِمٍ، فَأَرْسَلَتْ أُمُّ الْفَضْلِ بِقَدَحِ لَبَنٍ، وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ فَشَرِبَ هُوَ يَوْمَئِذٍ بِعَرَفَةَ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي النَّضْرِ عَنْ عُمَيْرٍ عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِذَلِكَ.

الشيخ: هذا الحديث كذلك يقول: أخرجه البخاري؟

مداخلة: عندي قال: البخاري ومسلم.

الشيخ: البخاري ومسلم؟ حديث الربيع، والطريق واحد.

قارئ المتن: وحَدَّثَنَا الرَّبِيعُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ مَيْمُونَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ بِذَلِكَ.

شرح الشيخ: وهذا يدل على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان مفطرًا، دل على استحباب الفطر يوم عرفة بعرفات، المؤلف أخذ الاستحباب من فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-.

ومفهومه أنه يجوز الصوم، لكنه خلاف الأفضل، ولكن قد يقال إن الفطر مكروه أقل مما يكون جائز، لأنه فيه مخالفة لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم-، لو كان مستحبًا لصامه النبي -صلى الله عليه وسلم-، ليس مستحبًا، إنما أقل أحواله الكراهة بالنسبة للحاج.

أما غير الحاج فإنه كما جاء في الحديث، فيه فضل عظيم، وأنه يكفر ذنوب سنتين لمن اجتنب الكبائر، وأدى الفرائض، وتقبل الله منه.

يراجع مسألة فطر الحاج يوم عرفة، هل قال أحد بالمنع، الكراهة، من القدامى أو غيرهم، أو في الفتح.

قارئ المتن: بَابُ اسْتِحْبَابِ التَّلْبِيَةِ بِعَرَفَاتٍ وَعَلَى الْمَوْقِفِ إِحْيَاءً لِلسُّنَّةِ إِذْ بَعْضُ النَّاسِ قَدْ كَانَ تَرَكَهُ فِي بَعْضِ الْأَزْمَانِ.

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ بِعَرَفَةَ، فَقَالَ لِي: يَا سَعِيدُ مَا لِي لَا أَسْمَعُ النَّاسَ يُلَبُّونَ؟ فَقُلْتُ: يَخَافُونَ مِنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ مِنْ فُسْطَاطِهِ، فَقَالَ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، فَإِنَّهُمْ قَدْ تَرَكُوا السُّنَّةَ مِنْ بُغْضِ عَلِيٍّ.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَخْبَارُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ بَيَانٌ أَنَّهُ كَانَ يُلَبِّي بِعَرَفَاتٍ.

شرح الشيخ: والحديث يقول إسناده صحيح، رواه النسائي والحاكم في المستدرك، ماذا قال؟

مداخلة: قال عندي: "إسناده ضعيف لضعف خالد بن مخلد القطواني، وقد تفرد به، وهو متنٌ منكر، وهو ما يشيِّد بدعة خالد، قال الإمام أحمد: له أحاديث مناكير. وقال ابن سعد: كان منكر الحديث في التشيع مفرطًا". أخرجه النسائي والحاكم والبيهقي.

الشيخ: الأعظمي قال: "إسناده صحيح"، أعد التخريج.

مداخلة: قال: "إسناده ضعيف لضعف خالد بن مخلد القطواني، وقد تفرد به، وهو متنٌ منكر، وهو ما يشيِّد بدعة خالد ...".

الشيخ: يعني خالد متشيع؟

مداخلة: قال ابن سعد: "كان منكر الحديث في التشيع مفرطًا".

الشيخ: الشيخ ناصر ما نظر إلى الحديث، يُراجع، خالد بن مخلد القطواني كان متشيعًا؟

وهذا هو الأقرب، لا يمكن أن يكون معاوية -رضي الله عنه- وهو خليفة وصحابي ومن كُتاب الوحي يترك التلبية من أحل علي، لا يمكن هذا.

مداخلة: في التقريب قال: "صدوق يتشيع وله أفراد".

الشيخ: ماذا قال ابن سعد؟

مداخلة: في الحاشية: "قال ابن سعد كان منكر الحديث في التشيع مفرطًا". لكن أخرج له البخاري.

الشيخ: أخرج له البخاري فيما لم يخالف، انتقى منه، لا شك أن هذا فيه نكارة، قول ابن عباس: (لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، فَإِنَّهُمْ قَدْ تَرَكُوا السُّنَّةَ مِنْ بُغْضِ عَلِيٍّ)، هذا فيه نكارة.

ولكن الشاهد للترجمة قول المؤلف: (قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَخْبَارُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ بَيَانٌ أَنَّهُ كَانَ يُلَبِّي بِعَرَفَاتٍ)، يعني لبى بعرفات، تلبية ودعاء، وإن كان أكثره دعاء وذكر، فإذا لبى أو سبَّح أو هلل أو كبَّر أو قرأ شيئًا من القرآن، فلا بأس، لقوله: (النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ) يشمل هذا.

أما هذا الحديث فالأقرب مثل ما ذكر، الأقرب عدم صحة الحديث، وأنه منكر.

مداخلة: كلام ابن سعد في تهذيب التهذيب، قال: "منكر الحديث، في التشيع مفرطًا، كتبوا عنه للضرورة".

الشيخ: كتبوا عنه للضرورة يعني فيما لا يخالف، أما ما خالف مثل هذا ...

مداخلة: وقال الجوزجاني: "كان شتامًا معلنًا لسوء مذهبه".

الشيخ: نسأل الله العافية، العجيب الأعظمي، يقول إسناده صحيح، كذلك الشيخ ناصر، ما ذكر الشيخ ناصر، لكن الأعظمي ينقل عن الشيخ ناصر.

مداخلة: في الغالب إذا نقل يُصرح.

الشيخ: يعني يوجد شيء ما نقله عنه؟

مداخلة: نعم، إذا ما صرح ...

الشيخ: هنا ما ذكر ناصر، يعني الأعظمي يخرج بعض الأحاديث من عنده، وبعضها يعتمد على الشيخ ناصر! [00:15:36] علق عليه، يقول: "بل ضعيف، من أجل خالد بن مخلد القطواني، فإنه متشيع جلد"، ماذا قال عنه ابن سعد؟

مداخلة: قال: "كان منكر الحديث، في التشيع مفرطًا، كتبوا عنه للضرورة". قال أبو داود: "صدوق؛ ولكنه يتشيع".

الشيخ: التشيع الخفيف قد ... لكن التشيع المفرط ... نعم، وعلى هذا الحجة للترجمة قول المؤلف: (قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَخْبَارُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ)، أما كونهم يتركون التلبية من أجل بغض علي في زمن معاوية، التلبية شرعها الرسول -صلى الله عليه وسلم- بوحي من الله، ليس عليًّا، كيف يتركونها من بغض علي! (فَإِنَّهُمْ قَدْ تَرَكُوا السُّنَّةَ مِنْ بُغْضِ عَلِيٍّ)، حتى متن الحديث فيه نكارة، كيف يتركون السنة من بغض علي؟ علي هو الذي انفرد بالتلبية؟ الرسول -صلى الله عليه وسلم- يلبي، وأبو بكر يلبي، وعمر يلبي، وكلهم يلبي، ولكن الأغلب يكون في الدعاء في عرفة، قوله (فَإِنَّهُمْ قَدْ تَرَكُوا السُّنَّةَ مِنْ بُغْضِ عَلِيٍّ) فيه نكارة، قال عندك منكر؟

مداخلة: قال: "إسناده ضعيف لضعف خالد بن مخلد القطواني، وقدد تفرد به، وهو متنٌ منكر".

الشيخ: صدق، متنٌ منكر لا شك، يتركون السنة من بغض علي!

قارئ المتن: بَابُ إِبَاحَةِ الزِّيَادَةِ عَلَى التَّلْبِيَةِ فِي الْمَوْقِفِ بِعَرَفَةَ بِأَنَّ الْخَيْرَ خَيْرُ الْآخِرَةِ

حَدَّثَنَا جَمِيلُ بْنُ الْحَسَنِ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ بِعَرَفَاتٍ، فَلَمَّا قَالَ: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ» قَالَ: «إِنَّمَا الْخَيْرُ خَيْرُ الْآخِرَةِ».

شرح الشيخ: تخريجه: قال: "إسناده ضعيف؛ لضعف محبوب بن الحسن، وقد تفرد به، قال الطبراني في الأوسط: لم يروِ هذا الحديث عن داود بن أبي هند إلا محبوب بن الحسن".

الشيخ: هنا حسنه الأعظمي وقال: "إسناده حسن، رواه الحاكم في المستدرك من طريق جميل بن الحسن"، إسناده ضعيف من أجل ماذا؟

مداخلة: لضعف محبوب بن الحسن.

الشيخ: وهذا الصواب، ماذا قال عن محبوب بن الحسن؟

مداخلة: في الحاشية قال: لضعف محبوب بن الحسن.

الشيخ: ما تكلم عليه؟

مداخلة: لا.

الشيخ: قال في الزيادة هذه لست ثابتة، لكن إذا دعا الإنسان عامًا وقال (إِنَّمَا الْخَيْرُ خَيْرُ الْآخِرَةِ) فلا بأس، لكن كونها مقترنة بالتلبية هذا لا يصح، المعروف تلبية النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)، (إِنَّمَا الْخَيْرُ خَيْرُ الْآخِرَةِ) هذه لو قالها من باب الدعاء لا بأس.

يقول الأعظمي ثبت في بعض الأحاديث، وهو ثابت عن بعض الصحابة، لبيك، ولبيك حقا حقا تعبدا ورقا، لكن هنا ذكر أنها من تلبية النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنه وقف بعرفات، فلما وقف قال: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ» قَالَ: «إِنَّمَا الْخَيْرُ خَيْرُ الْآخِرَةِ».

مداخلة: هو (بَابُ إِبَاحَةِ الزِّيَادَةِ عَلَى التَّلْبِيَةِ فِي الْمَوْقِفِ بِعَرَفَةَ بِأَنَّ الْخَيْرَ خَيْرُ الْآخِرَةِ).

الشيخ: لكن الحديث حديث ثابت؟

مداخلة: الزيادة ثابتة بغير كلمة إنما الخير خير الآخرة.

الشيخ: هذه هي الزيادة.

مداخلة: لم يقيدها بالزيادة.

الشيخ: في الترجمة قال: (بَابُ إِبَاحَةِ الزِّيَادَةِ عَلَى التَّلْبِيَةِ فِي الْمَوْقِفِ بِعَرَفَةَ بِأَنَّ الْخَيْرَ خَيْرُ الْآخِرَةِ)، لكن الحديث الآن، قال: فَلَمَّا قَالَ: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ» قَالَ: «إِنَّمَا الْخَيْرُ خَيْرُ الْآخِرَةِ»، ظاهره أنه لم يصلها بالتلبية، (فَلَمَّا قَالَ: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ»)، محتمل أنه وصلها أو فصلها، محبوب بن الحسن تكلم عليه؟

مداخلة: ما تكلم عليه هنا، لكن في التقريب قال: "صدوق فيه لين، ورمي بالقدر"، وقال الذهبي في الكاشف: "ضعفه النسائي"، وقال ابن معين: "ليس به بأس".

الشيخ: والأقرب هو الضعف، باب إباحة الزيادة بالتلبية في الموقف في عرفة، تخصيص الموقف بعرفة، يعني من أجل: (فَلَمَّا قَالَ: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ»)، الأعظمي حسَّن الحديث.

مداخلة: من طريق جميل بن الحسن.

الشيخ: رواه في المستدرك من طريق جميل بن الحسن.

مداخلة: جميل بن الحسن، الذي في السند هنا يروي عن محبوب بن الحسن.

الشيخ: جميل هو شيخ المؤلف؟ هو السند واحد، جميل يروي عن محبوب، الأقرب عدم صحة الحديث، التلبية معروفة، وإذا قال (إِنَّمَا الْخَيْرُ خَيْرُ الْآخِرَةِ) في غيره وفي التلبية فلا بأس.

مداخلة: مسألة الصوم بعرفة، قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: "مَسْأَلَةٌ: قَالَ: (وَلَا يُسْتَحَبُّ لِمَنْ كَانَ بِعَرَفَةَ أَنْ يَصُومَ، لِيَتَقَوَّى عَلَى الدُّعَاءِ) أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ يَسْتَحِبُّونَ الْفِطْرَ يَوْمَ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ، وَكَانَتْ عَائِشَةُ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ، يَصُومَانِهِ. وَقَالَ قَتَادَةُ: لَا بَأْسَ بِهِ إذَا لَمْ يَضْعُفْ عَنْ الدُّعَاءِ. وَقَالَ عَطَاءٌ: أَصُومُ فِي الشِّتَاءِ وَلَا أَصُومُ فِي الصَّيْفِ. لِأَنَّ كَرَاهَةَ صَوْمِهِ إنَّمَا هِيَ مُعَلَّلَةٌ بِالضَّعْفِ عَنْ الدُّعَاءِ، فَإِذَا قَوِيَ عَلَيْهِ، أَوْ كَانَ فِي الشِّتَاءِ، لَمْ يَضْعُفْ، فَتَزُولَ الْكَرَاهَةُ.

وَلَنَا مَا رُوِيَ عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ، «أَنَّ نَاسًا تَمَارَوْا بَيْنَ يَدَيْهَا يَوْمَ عَرَفَةَ فِي رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ بَعْضُهُمْ: صَائِمٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَيْسَ بِصَائِمٍ. فَأَرْسَلَتْ إلَيْهِ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ، وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ بِعَرَفَاتٍ، فَشَرِبَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: «حَجَجْت مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَلَمْ يَصُمْهُ - يَعْنِي يَوْمَ عَرَفَة - وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ عُمَرَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ عُثْمَانَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَأَنَا لَا أَصُومُهُ، وَلَا آمُرُ بِهِ، وَلَا أَنْهَى عَنْهُ». أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَرَوَى أَبُو دَاوُد، بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- «نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ»".

الشيخ: إذا صح الحديث، [00:26:00] أبو داود، يُراجع، أقل أحوال النهي الكراهة، وإلا في الأصل أنه للتحريم إلا بصارف، إذا وجد صارف صار النهي للكراهة، يعني لا شك أنه لا يُستحب الصوم، لكن هل هو مباح، أو مكروه، أو محرم؟

العلماء يقولون": لا يستحب، يعني مكروه، أقل أحواله الكراهة أو الإباحة، هو نعم يخالف هدي النبي، إذا ثبت النهي يكون النهي للكراهة أو للتحري، إن وُجد صارف فهو للكراهة، وإلا فهو للتحريم.

مداخلة: [00:26:43]

الشيخ: انظر صحة الحديث، يُراجع الحديث في أبي داود، [00:26:59].

مداخلة: قال: "وَلِأَنَّ الصَّوْمَ يُضْعِفُهُ، وَيَمْنَعُهُ الدُّعَاءَ فِي هَذَا الْيَوْمِ الْمُعَظَّمِ، الَّذِي يُسْتَجَابُ فِيهِ الدُّعَاءُ، فِي ذَلِكَ الْمَوْقِفِ الشَّرِيفِ، الَّذِي يُقْصَدُ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، رَجَاءَ فَضْلِ اللَّه فِيهِ، وَإِجَابَةِ دُعَائِهِ بِهِ، فَكَانَ تَرْكُهُ أَفْضَلَ".

الشيخ: لا شك، تركه أفضل، لكن بقي مسألة الكراهة، قد يقال إنه مكروه، بعض السلف صام وقال إنه لا يُضعفه، اجتهاد، لكن هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه لم يصم، لو كان مستحبًا لصامه.

قارئ المتن: بَابُ فَضْلِ حِفْظِ الْبَصَرِ وَالسَّمْعِ وَاللِّسَانِ يَوْمَ عَرَفَةَ

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ ابْنُ رَافِعٍ: قَالَ أَخْبَرَنِي الْفَضْلُ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَفَاضَ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ وَأَعْرَابِيٌّ يُسَايِرُهُ وَرِدْفُهُ ابْنَةٌ لَهُ حَسْنَاءُ قَالَ الْفَضْلُ: فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَتَنَاوَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجْهِي يَصْرِفُنِي عَنْهَا، فَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ. وَقَالَ ابْنُ رَافِعٍ: يُسَايِرُهُ أَوْ يُسْائِلُهُ.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَرَوَى سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَصْرِيُّ، وَأَنَا بَرِئٌ مِنْ عُهْدَتِهِ وَعُهْدَةِ أَبِيهِ قَالَ أَبِي: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَرَفَةَ، فَجَعَلَ الْفَضْلُ يُلَاحِظُ النِّسَاءَ، وَيَنْظُرُ إِلَيْهِنَّ، وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْرِفُ وَجْهَهُ بِيَدِهِ مِنْ خَلْفِهِ، وَجَعَلَ الْفَتَى يُلَاحِظُ إِلَيْهِنَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا ابْنَ أَخِي إِنَّ هَذَا يَوْمٌ مَنْ مَلَكَ فِيهِ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ وَلِسَانَهُ غُفِرَ لَهُ».

الشيخ: تخريجه؟

مداخلة: الحديث الأول، قال: صحيح، أخرجه أحمد وأبو يعلى والطبراني.

الشيخ: أين الحديث الأول؟

مداخلة: (حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ مَرْزُوقٍ)، قال: صحيح، أخرجه أحمد وأبو يعلى والطبراني.

الشيخ: هنا الشيخ ناصر قال: انظر البخاري في الحج. قال: قلت: لكن ليس عنده ذِكر الإفاضة والأعرابي والتلبية في هذه القصة، يعني في البخاري ما فيه أنه قال: "أفاض من مزدلفة"، وليس فيه ذكر الأعرابي والتلبية، وهو عنده عن غير ابن إسحاق، في سنده محمد بن إسحاق، وقد عنعن، واسمه عمرو بن عبد الله السبيعي، وكان مدلسًا مختلطًا، وأرى أن هذا من تخاليطه، صحيح، الأقرب أنه ضعيف، في سنده محمد بن إسحاق، مدلس وقد عنعن، والمتن فيه غرابة من جهة أنه أفاض من مزدلفة، حين أفاض من مزدلفة وأعرابي يسايره، الظاهر أن هذا في منى، قصة المرأة التي في الصحيح، أن امرأة من خثعم جاءت النبي -صلى الله عليه وسلم- في منى، قالت: "يا رسول الله، إن فريضة الله على العباد، هذا أبي شيخًا كبيرًا لا يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟"، قال: «نعم، حجي عن أبيك».

وفيه أنه جعل الفضل ينظر إليها، وتنظر إليه، فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يصرف وجه الفضل عنها إل الشق الآخر، وليس فيه أنه حين أفاض من مزدلفة، وليس فيه أعرابي يسايره، وردفه ابنة له حسنة، كل هذا ليس في الصحيح، وهو يقول: انظر البخاري في الصحيح!

وتعليق المؤلف: "قال أبو بكر: رواه سكين بن عبد العزيز، وأنا برئ من عهدته".

مداخلة: هذا الحديث الذي سيأتي إسناده.

قارئ المتن: حَدَّثَنَاهُ نَصْرُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا أَسَدٌ، حَدَّثَنَا سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ البًصْرِي.

وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ أَبُو حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا سُكَيْنٌ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَرَفَةَ فَجَعَلَ الْفَتَى يُلَاحِظُ النِّسَاءَ بِمِثْلِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: يَصْرِفُ وَجْهَهُ، وَلَمْ يَقُلْ يَا ابْنَ أَخِي.

شرح الشيخ: الأول إسناده ضعيف، بل هو منكر، من طريق سكين بن عبد العزيز، رواه أحمد في المسند من طريق سكين بن عبد العزيز، وفيه: "كان فلان رديف رسول الله -صلى الله عليه وسلم".

 

 

مداخلة: كلها لا تصح هذه الأحاديث؟

الشيخ: نعم، كونه رديف النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن النكارة قوله: "كان الفضل رديف النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة"، وهذا ليس بصحيح، رديفه يوم عرفة أسامة بن زيد، رديفه أسامة من عرفة إلى مزدلفة، ثم من مزدلفة إلى منى رديفه الفضل بن العباس، هذا منكر، والمؤلف قال: "إن فيه سكين بن عبد العزيز، وأنا بريء من عهدته وعهدة أبيه"، ماذا قال عن سكين بن عبد العزيز؟ ما تكلم عليه؟

مداخلة: قال: "إسناده ضعيف، سكين وأبوه فيهما مقال".

الشيخ: المؤلف قال: "أنا بريء من عهدته"، من أغلاطه، لعل هذا من أغلاط سكين أو أبيه، أن الفضل كان رديف النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة.

مداخلة: وأن الفضيل يلاحظ النساء.

الشيخ: وينظر إليهم، وهذا ليس في عرفة، الفضل ما رادف النبي -صلى الله عليه وسلم- في عرفة، إنما رديفه أسامة بن زيد، حتى أنه في الطريق قال: "نزل النبي -صلى الله عليه وسلم- وبال وتوضأ وضوءًا خفيفًا، فقلت: الصلاة؟"، قال: «الصلاة أمامك»، هذا في الصحيح، فالذي ردِف النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة هو أسامة، ليس الفضل، ثم في دفعه من مزدلفة ردِفه الفضل بن العباس، فعلى ذلك لا يصح هذا الحديث.

مداخلة: كيف يُرد على المستفيدين من مثل هذا على جواز كشف الوجه [00:35:08]

الشيخ: لا يلزم من ذلك أن تكون كاشفة، ما فيه أنها كاشفة، قد ينظر لقدها أو لثيابها أو انكشف شيء من رجليها، ثم هذا مجمل، ولا يتعلق بالمُجمل إلا أهل الزيغ، كيف تتعلق بهذا الحديث وتترك النصوص الصريحة؟ ﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ﴾[الأحزاب:53]، وحديث عائشة في صحيح البخاري في قصة تخلفها عن الغزوة، قالت: «فخمرت وجهي بجلبابي، وكان يعرفني قبل الحجاب»، رواه البخاري في الصحيح، فهذا صريح أن النساء قبل الحجاب كانت تتكشف، فيترك النصوص الصريحة ويتعلق بالمجملة! هذا زيغ، وإنما يُفسر هذا الحديث بما يوافق النوص، الحديث مجمل، ما يلزم أن تكون كاشفة، قد يكون لجمالها، أو لصوتها، أو لقدها، أو لثيابها، أو شيء كشفته الريح، ليس صريحًا أنها كاشفة الوجه.

مداخلة: [00:36:33]

الشيخ: نعم، تكشف وجهها، إذا كانت صلت وليس عندها رجال أجانب، فالسنة أن تكشف وجهها.

في الترجمة قال: (بَابُ فَضْلِ حِفْظِ الْبَصَرِ وَالسَّمْعِ وَاللِّسَانِ يَوْمَ عَرَفَةَ)، هذا مبني على صحة الحديث، (حِفْظِ الْبَصَرِ وَالسَّمْعِ وَاللِّسَانِ)، هذا مطلوب في كل وقت، في عرفة وغيرها، لكن الحديث لا يصح، الحديث الأول قال أخرجه البخاري، ليس فيه -كما ذكر الشيخ ناصر- ليس فيه ذكر الإفاضة، وليس فيه الأعرابي، وليس فيه التلبية، وفي إسناده محمد بن إسحاق بن السبيعي، وهو مدلس، وقد عنعن، فيكون ضعيف.

والحديث الثاني أيضًا فيه سُكين وأبوه، فيهما مقال، وفيه متن، قوله إن الفضل كان رديفه يوم عرفة، هذا مخالف للحديث الصحيح؛ لأن رديفه كان أسامة في عرفة.

مداخلة: في التقريب قال: "سكين صدوق، وأبوه مقبول".

الشيخ: قال مقبول أبوه لأنه متابَع.

مداخلة: النكارة ... في منكر الحديث.

الشيخ: نعم، منكر لأجل قوله ...

مداخلة: يلاحظ النساء وينظر إليهم.

الشيخ: نعم، وهذا ليس في عرفة، وليس رديف النبي -صلى الله عليه وسلم- في عرفة.

هنا قال في حديث ابن عباس: "أنه كان رديف النبي يوم عرفة" من رواية سُكين وأبيه، أبوه مقبول، ماذا قال عن حديث سكين؟

مداخلة: قال: "إسناده ضعيف، سكين وأبوه فيهما مقال".

الشيخ: صدق، وفي متنه نكارة من أجل قوله: "كان الفضل رديفه يوم عرفة"، هذا مخالف للأحاديث الصحيحة، الرديف كان أسامة، وليس الفضل.

 

 

مداخلة: الحديث الذي مر في النهي عن صوم يوم عرفة بعرفة عند أبي داود، قال أبو داود في سننه:

بَابٌ فِي صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَوْشَبُ بْنُ عُقَيْلٍ، عَنْ مَهْدِيٍّ الْهَجَرِيِّ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ، فِي بَيْتِهِ فَحَدَّثَنَا، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ».

قال في الحاشية:

إسناده ضعيف لجهالة مهدي الهجري، وهو ابن حرب العبدي المحاربي، وأخرجه ابن ماجه والنسائي في الكبرى من طريق حوشب بن عقيل بهذا الإسناد، وهو في مسند أحمد. قال الخطابي: هذا نهي استحباب لا نهي إيجاب، وإنما نُهي المحرم عن ذلك خوفًا عليه أن يضعف عن الدعاء والابتهال في ذلك المقام، فأما من وجد قوة ولا يخاف معها ضعفًا، فصوم ذلك اليوم أفضل له إن شاء الله.

الشيخ: هذا من رأي الخطابي، والخطابي مبني على صحة الحديث، والحديث لا يصح، لو صح لكان الصواب للتحريم أو للكراهة، على هذا لا يصح، يكون تركه أولى، يستحب الفطر.

مداخلة: النبي -صلى الله عليه وسلم- أفطر.

الشيخ: نعم، ثابت، النبي -صلى الله عليه وسلم- مفطر، لكن حديث النهي لا يصح، حديث أبو داود.

مداخلة: ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أفطر، هل هذا صحيح.

الشيخ: نعم صحيح، هذا في البخاري.

مداخلة: بالنسبة للحاج هل يأخذ عن النبي صلى الله عليه وسلم المناسك كلها.

الشيخ: نقول يُستحب له الفطر أسوةً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، لكن لو صام، مكروه، يكون خلاف الأولى، صامه بعض السلف وبعض الصحابة اجتهادًا، قالوا إن العلة أنه يُضعف، ونحن لا يضعفنا، اجتهاد، ولكن السنة فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو الأسوة والقدوة عليه الصلاة والسلام.

مداخلة: قال ابن القيم: "وقد صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه أفطر بعرفة، وصح عنه أن صيامه يكفر سنتين، فالصواب أن الأفضل لأهل الآفاق صومه، ولأهل عرفة فطره، لاختياره -صلى الله عليه وسلم- ذلك لنفسه وعمل خلفائه بعده بالفطر، وفيه قوة على الدعاء الذي هو أفضل دعاء العبد، وفيه أن يوم عرفة عيد لأهل عرفة فلا يستحب لهم صيامه".

الشيخ: يعني اتفق العلماء في حكمه على أنه لا يستحب، ومعنى ذلك أنه يجوز، والنهي لم يثبت، لو ثبت النهي لقيل الصواب مكروه أو محرم، لكنما ثبت النهي، يستحب الفطر ولا يستحب الصيام للحاج، وحديث سُكين هذا وأبوه فيهما مقال، ولذا قال المؤلف: "وأنا بريء من عهدته وعهدة أبيه".

مداخلة: كذلك ورد في حديث آخر، قال: روى موسى بن علي عن أبيه عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يوم عرفة وأيام التشريق أيام أكلٍ وشرب».

الشيخ: هذا دليل على استحبابهما، أما يوم العيد ويوم التشريق هذا يحرم صومه، يحرم صوم يوم العيد بالاتفاق، وأيام التشريق، إلا لمن لم يجد الهدي، فإنه يصوم.

مداخلة: لكن هذا الحديث قال الأثرم: "وأما حديث عقبة بن عامر فإنه حديث تفرد به موسى بن عُلي، وروى الناس هذا الحديث من وجوه كثيرة، فلم يُدخل فيه صوم عرفة غيره، وقد يكون من الحافظ الوهم أحيانًا".

الشيخ: قلنا لا يستحب صومه، بل يستحب الفطر في عرفة، يوم التشريق يحرم صومه إلا لمن لم يجد الهدي.

قارئ المتن: بَابُ اسْتِحْبَابِ وُقُوفِ الْبُدْنِ بِالْمَوْقِفِ بِعَرَفَةَ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّتِهِ مُنَادِيًا، فَنَادَى عِنْدَ الزَّوَالِ أَنِ اغْتَسِلُوا؛ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَقَالَ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ أَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى أَنْ أَهِلُّوا بِالْحَجِّ، وَأَمَرَ بِالْبُدْنِ أَنْ تُوقَفَ بِعَرَفَةَ، وَفِي الْمَنَاسِكِ كُلِّهَا.

شرح الشيخ: هذا الحديث فيه عنعنة ابن إسحاق، محمد بن إسحاق معنن ومدلس، الحدث فيه ضعف.

 

 

وفيه لا يصح الحديث، وفيه يقول أمر أو نادى عند الزوال أن اغتسلوا، وهذا لا ندري متى عند الزوال هل هو في عرفة ولا لم يُبين.

(فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ أَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى أَنْ أَهِلُّوا بِالْحَجِّ، وَأَمَرَ بِالْبُدْنِ أَنْ تُوقَفَ بِعَرَفَةَ، وَفِي الْمَنَاسِكِ كُلِّهَا)، قوله البدن ما يلزم أن ينقلها إلى مزدلفة، إنما ينقلها إلى عرفة، ثم ينقلها مرة أخرى إلى مزدلفة، وإنما ظاهره أنها في منى، وأنها ذُبحت هناك، ولم تُنقل.

ماذا قال عن الحديث؟

مداخلة: قال: "إسناده ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعن".

الشيخ: نعم، وفيه ضعف لا شك، قوله: (فَنَادَى عِنْدَ الزَّوَالِ أَنِ اغْتَسِلُوا، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ)، يُراجع وقت الحديث، متى هذا النداء، (فَنَادَى عِنْدَ الزَّوَالِ أَنِ اغْتَسِلُوا) في أي يوم؟

قوله: (فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ أَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى أَنْ أَهِلُّوا) ثبوت هذا فيه كونه منادي.

قارئ المتن: بَابُ الِاسْتِعَاذَةِ فِي الْمَوْقِفِ مِنَ الرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ فِي الْحَجِّ إِنْ ثَبَتَ الْخَبَرُ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَكِيمٍ الْكِنَانِيُّ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ مَوَالِيهِمْ عَنْ بِشْرِ بْنِ قُدَامَةَ الضِّبَابِيِّ قَالَ: أَبْصَرَتْ عَيْنَايَ حِبِّي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقِفًا بِعَرَفَاتٍ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ حَمْرَاءُ قَصْوَاءُ وَتَحْتَهُ قَطِيفَةٌ بَوْلَانِيَّةٌ، وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ حَجًّا غَيْرَ رِيَاءٍ وَلَا هِيَاءٍ وَلَا سُمْعَةٍ».

الشيخ: بولانية بالباء؟

القارئ: قال: "في الأصل وفي المطبوع (قولانية)، والثواب ما أثبته، وهي منسوبة إلى بولان، وهو اسم موضعٍ كان يسرق فيه الأعراب متاع الحاج". قال: "انظر النهاية".

في طبعة التأصيل، قال: "في الأصل (قولانية)، والمثبت من الإتحاف ومن السنن الكبرى للبيهقي م طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم به".

الشيخ: ماذا قال عليه؟

مداخلة: قال: "إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن حكيم كما نص عليه الذهبي في الميزان".

مداخلة: سعيد بن بشير القرشي.

الشيخ: يعني شيخ المؤلف، الكلام على سعيد بن بشير القرشي، ماذا بعده؟

قارئ المتن: بَابُ وَقْتِ الدَّفْعَةِ مِنْ عَرَفَةَ خِلَافَ سُنَّةِ أَهْلِ الْكُفْرِ وَالْأَوْثَانِ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: "وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَةَ، ثُمَّ أَفَاضَ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ"، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "خَبَرُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ مِنْ هَذَا الْبَابِ أَيْضًا".

الشيخ: خبر محمد بن جعفر! أين حديث جعفر؟ ما ذكره هنا.

مداخلة: لعله يقصد حديث جابر [00:52:05]

الشيخ: حديث جابر الطويل المعروف في مسلم، الأعظمي قال: "إسناده منكر، وأخرجه ابن ماجه في المناسك"، ماذا قال عليه؟

مداخلة: قال: "عبد الرحمن بن الحارث فيه كلام، لكن قال الترمذي: حسنٌ صحيح. وكلام المصنف عقب الحديث يقتضي التقوية بالشاهد، أخرجه الشافعي وأحمد وأبو داود وابن ماجه والترمذي".

الشيخ: نعم.

قارئ المتن: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ، عَنْ سَلَمَةَ وَهُوَ ابْنُ وَهْرَامَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَقِفُونَ بِعَرَفَةَ حَتَّى إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ عَلَى رُءُوسِ الْجِبَالِ كَأَنَّهَا الْعَمَائِمُ عَلَى رُءُوسِ الرِّجَالِ دَفَعُوا، فَيَقِفُونَ بِالْمُزْدَلِفَةِ حَتَّى إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَكَانَتْ عَلَى رُءُوسِ الْجِبَالِ كَأَنَّهَا الْعَمَائِمُ عَلَى رُءُوسِ الرِّجَالِ دَفَعُوا، فَأَخَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّفْعَةَ مِنْ عَرَفَةَ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى الصُّبْحَ بِالْمُزْدَلِفَةِ حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ، ثُمَّ دَفَعَ حِينَ أَسْفَرَ كُلُّ شَيْءٍ فِي الْوَقْتِ الْآخِرِ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا أَبْرَأُ مِنْ عُهْدَةِ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ.

شرح الشيخ: نعم، لأنه ضعيف، زمعة بن صالح ضعيف.

حديث علي الأول، قال: إسناده صحيح، رواه الترمذي في الحج، لقوله: (وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَةَ ثُمَّ أَفَاضَ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ)، هذا صحيح، وهذا هو الثابت في الأحاديث الصحيحة، في البخاري وغيره، أنه أفاض وأردف أسامة بن زيد.

مداخلة: يناقض الحديث الأول الذي فيه الفضل.

الشيخ: هذا الحديث الصحيح، هذا في الصحيحين، ثابت في الصحيحين، وهذا يدل على وهم وضعف الحديث أنه أردف الفضل بن العباس، هذا صريح، ولا إشكال في أنه أردف أسامة من عرفة، ما أردف الاثنين، أسامة أردفه من عرفة إلى مزدلفة، ثم أردف الفضل بن عباس من مزدلفة إلى منى، هذا الحديث الصحيح

والثاني -حديث ابن عباس- قال: "إسناده أيضًا حسن لغيره"، [00:55:34] عكرمة مختصرًا.

ماذا قال عليه؟

مداخلة: قال: "إسناده ضعيف لضعف زمعة بن صالح"

الشيخ: زمعة بن صالح ضعيف، لكن ما دل عليه له شواهد، أن أهل الجاهلية يقفون بعرفة له شواهد كثيرة، أنهم يقفون بعرفة وينصرفون قبل غروب الشمس، إذا صارت الشمس على رؤوس الجبال كالعمائم انصرفوا، فخالفهم النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: «خالفوا هدينا هدي المشركين»، فلم يدفع من عرفة حتى غربت الشمس، وغاب القرص.

وخالفهم أيضًا في الدفع من مزدلفة، كان المشركون لا يدفعون من مزدلفة حتى تشرق الشمس على الجبال، ويقولون مقالتهم المشهورة: "أشرق ثبير كما نغير"، فخالفهم النبي -صلى الله عليه وسلم- ودفع من مزدلفة قبل طلوع الشمس، بعد الإسفار جدًّا، خالفهم في الموضعين.

فهذا الحديث وإن كان فيه زمعة بن صالح ضعيف، لكن له شواهد صحيحة تدل على أن أهل الجاهلية ينصرفون ... كان أهل الجاهلية يقفون بعرفة إلا قريش، الحُمس، هم من يقفون بمزدلفة، بقية الحجاج يقفون بمزدلفة، وينصرفوا منها قبل غروب الشمس.

مداخلة: لا يقفون بعرفة؟

الشيخ: لا، لا يقفون، يقولون: "نحن أهل الحمس -أهل الحرم-، فلا نتجاوز الحرم"، فخالفهم النبي -صلى الله عليه وسلم-.

مداخلة: [00:57:43]

الشيخ: ما يقفون بعرفة، قريش، والنبي -صلى الله عليه وسلم- ورد أنه حج قبل البعثة، وتجاوز مزدلفة، ووقف بعرفة مع الناس، ثم انصرف إليهم.

قارئ المتن: بَابُ تَبَاهِي اللَّهِ أَهْلَ السَّمَاءِ بِأَهْلِ عَرَفَاتٍ

حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ يُبَاهِي بِأَهْلِ عَرَفَاتٍ أَهْلَ السَّمَاءِ، فَيَقُولُ لَهُمْ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي جَاءُونِي شُعْثًا غُبْرًا».

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَرَوَى مَرْزُوقٌ، هُوَ أَبُو بَكْرٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ إِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ إِلَى السَّمَاءِ فَيُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: «انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا ضَاحِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ»، فَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ: أَيْ رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ يَزْهُو وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ! قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ: «قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ»، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَمَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرُ عَتِيقًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ». حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا مَرْزُوقُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا أَبْرَأُ مِنْ عُهْدَةِ مَرْزُوقٍ.

شرح الشيخ: الحديث الأول قال: "إسناده صحيح"، الشيخ ناصر، رواه الإمام أحمد في مسنده من طريق يونس، والحاكم في المستدرك من طريق أبي نُعيم الفضل بن دُكين.

ماذا قال عليه عندك؟

مداخلة: كذلك، قال: "صحيح".

الشيخ: نعم، هو صحيح، فيه أن الله يباهي بأهل عرفة أهل السماء، يقول: «انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا».

الحديث الذي بعده فيه زيادة: (ضَاحِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، فَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ: أَيْ رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ يَزْهُو وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ! قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ: «قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ»).

قوله: (فُلَانٌ يَزْهُو) عندكم كذا؟

مداخلة: نعم.

الشيخ: تكلم عليه؟ قال: "إسناده ضعيف لعنعنة ابن الزبير"، لكن قال: "وهذا له شواهد"، أن الله تعالى يباهي بأهل الموقف، وأن الله تعالى يغفر لهم، قال: («أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ»، فَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ: أَيْ رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ يَزْهُو)، تكلم على (يَزْهُو) عندك؟

مداخلة: ما تكلم عليها، لكن في شرح النسائي، الشيخ الأثيوبي قال: "فائدة: قال ابن منظور -رحمه الله-: الزهو بفتحٍ فسكون: الكبر والتيه والفخر والعظمة، ورجلٌ مزهو بنفسه: أي مُعجب، وبفلانٍ زهوٌ: أي كِبر".

الشيخ: (يَزْهُو) فيه إشكال الآن، (فُلَانٌ يَزْهُو) يعني يمدحوك، والحديث وإن كان فيه ضعف، لكن له شواهد، وأما اللفظة: (انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا) فهذا ثابت في الحديث الأول، («ضَاحِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ»، فَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ: أَيْ رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ يَزْهُو وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ! قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ: «قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ»).

(قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا أَبْرَأُ مِنْ عُهْدَةِ مَرْزُوقٍ)، تكلم عليه؟

مداخلة: قال: "إسناده ضعيف لعنعنة أبي الزبير، أما مرزوق الذي برأ من عهدته المصنف فقد توبع".

الشيخ: على كل حال، الحديث له شواهد، [01:03:00]، والجزء الأول يشهد له الحديث السابق، الحديث السابق صحيح: (انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي جَاءُونِي شُعْثًا غُبْرًا)، هذه ثابتة، قوله: (ضَاحِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ) أظن جاء في أكثر من حديث أنه له شواهد تقويه.

لكن قوله: (فِيهِمْ فُلَانٌ يَزْهُو)، كلمة يزهو فيها إشكال، ما هو مكان زهو، يزهو عندك يفتخر؟

مداخلة: قال: "الكِبر والعُجب".

الشيخ: نعم، هذا ليس مكان الكبر والعجب، محرم!

(قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا أَبْرَأُ مِنْ عُهْدَةِ مَرْزُوقٍ)، تكلم على مرزوق؟

مداخلة: قال فقط هنا: "أما مرزوق الذي برأ من عهدته المصنف فقد توبع".

الشيخ: فيكون المتن له أصل، (ضَاحِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ)، هذا ثابت، هذا الحديث له شواهد.

مداخلة: ما من يوم أكثر عتقاً من النار[01:04:47]

الشيخ: هذا إسناده ضعيف، [01:04:54] أنه حسن لشواهده، جاءت نصوص كثيرة، (انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا)

مداخلة: الألباني ضعَّف الحديث.

الشيخ: لعنعنة ابن الزبير، ماذا قال على مرزوق؟

مداخلة: قال: "أما مرزوق الذي برأ من عهدته المصنف فقد توبع".

الشيخ: نعم، توبع، ولذلك الحديث صحيح.

مداخلة: [01:05:57]

الشيخ: يعني وافقه، يعني لم ينفرد هو، لذلك يصح الحديث، يكون الحديث صحيح، وأن الرب -سبحانه وتعالى- يقول: «انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا ضَاحِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ»، هذا فضلٌ عظيم، وبهذا بدأ هذه الترجمة: (بَابُ تَبَاهِي اللَّهِ أَهْلَ السَّمَاءِ بِأَهْلِ عَرَفَاتٍ).

مداخلة: يوجد تعليق على صحيح ابن حبان، قال المعلق: "حديثٌ صحيح، إسناده قوي، لولا عنعنة أبي الزبير، ورجاله ثقات، رجال الصحيح، غير مروان بن محمد العقيلي".

الشيخ: هذا الحديث الأخير؟

مداخلة: نعم.

الشيخ: عنعنة أبي الزبير، لكن له متابع، ما تكلم على المتابع لمرزوق؟ تابع في روايته عن أبي الزبير.

مداخلة: ابن حبان رواه من غير طريق ...

الشيخ: طريقٍ أخرى، بذلك يصح الحديث، الحديث صحيح والحمد لله، الشيخ ناصر هنا ضعفه، عندك ماذا قال الفحل؟

مداخلة: قال: "إسناده ضعيف لعنعنة أبي الزبير، أما مرزوق الذي برأ من عهدته المصنف فقد توبع".

الشيخ: نعم، ويقال: "وله طريقٌ أخرى من غير طريق أبي الزبير، رواه ابن حبان"، كذا؟

مداخلة: نعم.

الشيخ: صحة الحديث لـ ...

مداخلة: قال ابن منده: "هذا إسنادٌ متصلٌ حسن، من رسم النسائي".

الشيخ: يعني مرزوق، الصواب صحة الحديث؛ لأن مرزوق له متابع، وللحديث طريقٌ أخرى، صحيح عند ابن حبان.

مداخلة: ابن حبان رواه من طريق محمد بن مروان العقيلي، قال حدثنا هشامٌ الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر.

الشيخ: نفس الطريق؟

مداخلة: يعني من غير طريق مرزوق، لكن من طريق أبي الزبير عن جابر.

الشيخ: هنا يوجد طريقٌ أخرى أيضًا.

مداخلة: لكن ذكروا له شواهد.

الشيخ: رواية ابن حبان منى طريق أبي الزبير.

مداخلة: قال: "وفي الباب عن عائشة عند مسلم والنسائي بلفظ: «ما من يومٍ أكثر من أن يُعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنوا ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟»"، مر الحديث.

الشيخ: له شواهد عند من؟

مداخلة: حديث عائشة عند مسلم.

الشيخ: وغيره، يوجد غيره متابع؟

مداخلة: ذكر شاهدًا آخر، لكن ليس فيه ...

الشيخ: (ضَاحِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).

مداخلة: قال: وأخرج المنذري في الترغيب والترهيب عن ابن المبارك عن سفيان الثوري عن الزبير بن عدي، عن أنس بن مالك، قال: وقف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات، وقد كادت الشمس أن تؤوب، فقال: «يا بلال، أنصت الناس»، فقام بلال فقال: أنصتوا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فأنصت الناس، فقال: «معاشر الناس، أتاني جبريل آنفاً، فأقرأني من ربي السلام، وقال: إن الله غفر لأهل عرفات وأهل المشعر، وضمن عنهم التبعات»، فقام عمر بن الخطاب، فقال: يا رسول الله، هذا لنا خاصة؟ قال: «هذا لكم ولمن أتى من بعدكم إلى يوم القيامة»، فقال عمر بن الخطاب: كثر خير الله وطاب.

الشيخ: ماذا قال عنه؟

مداخلة: ما حكم عليه، قال: "أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب".

الشيخ: في الغريب، لكن طريق ابن حبان من طريق أبي الزبير، ما ذكر إلا حديث واحد ابن حبان؟

مداخلة: في الباب ذكر حديث واحد.

الشيخ: ما تبويب ابن حبان؟

مداخلة: (ذكر رجاء العتق من النار لمن شهد عرفات يوم عرفة).

الشيخ: هذا له شواهد، على كل حال الحديث له شواهد.

مداخلة: لكن نعم، ذكر في الباب السابق: (ذِكْرُ مُبَاهَاةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مَلَائِكَتَهُ بِالْحَاجِّ عِنْدَ وُقُوفِهِمْ بِعَرَفَاتٍ

قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ اللَّهَ يُبَاهِي بِأَهْلِ عَرَفَاتٍ مَلَائِكَةَ أَهْلِ السَّمَاءِ، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي هَؤُلَاءِ جَاءُونِي شعثا غبرا).

قال في الحاشية: "إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يونس بن أبي إسحاق السبيعي فمن رجال مسلم، وأخرجه أحمد، وابن خزيمة، والحاكم من طرق عن يونس بن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. كذا قال مع أن يونس لم يرو له البخاري، وفي الباب عن جابر عند المؤلف، وهو الحديث الآتي"، يعني الذي قرأناه، "وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد، والطبراني في الصغير".

الشيخ: الحديث له شواهد، مرزوق له متابع، وللحديث شواهد، فيكون الحديث حسن.

قارئ المتن: بَابُ ذِكْرِ الدُّعَاءِ عَلَى الْمَوْقِفِ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ ...

بركة، وفق الله الجميع لطاعته.

سؤال: إذا صام الحاج الذي ليس عنده هدي قبل عرفة يجوز له هذا الصيام؟

الشيخ: إي، قبل عرفة ما فيه إشكال، الإشكال في ... تصوم حتى يوم التروية، ما فيه مانع، لكن يوم التروية بدأ الحج والتنقلات، أما قبل يوم التروية ما فيه إشكال.

سؤال: آخر شيء يوم التروية.

الشيخ: الممنوع يوم العيد، وأيام التشريق، هذا لا يُصام، أيام التشريق ما تصام إلا لمن لم يجد الهدي، ويوم عرفة لا يستحب صومه للحاج.

وفق الله الجميع لطاعته.

 

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد