الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين.
قال الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره العظيم في سورة الصافات عند قوله تعالى: (وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ. قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} أَيْ: قَدْ حَصَلَ المقصودُ مِنْ رُؤْيَاكَ بِإِضْجَاعِكَ وَلَدَكَ لِلذَّبْحِ
وَذَكَرَ السُّدِّيُّ وَغَيْرُهُ أَنَّهُ أمَرّ السِّكِّينَ عَلَى رَقَبَتِهِ فَلَمْ تَقْطَعْ شَيْئًا).
لأن الله تعالى سلب السكين خاصيتها، فلم تقطع، كما سلب نار إبراهيم خاصية الإحراق فلم تحرق، الله تعالى أعطاها الخاصية لكن سلبها، سلب خاصية القطع، فلم تقطع؛ لأن المقصود الامتثال، المقصود الامتثال، وإبراهيم عليه السلام خليل الله، خليل الرحمن، والخليل والخلة هي نهاية المحبة وكمالها، والخلة هي التي تبلغ خلال القلب وسويداء القلب، ولا يتسع القلب لأكثر من خليل، هذا بالنسبة للمخلوق، لا يتسع القلب لأكثر من خليل واحد فقط، لكن يتسع لأكثر من محبوب، النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: «إن الله اتخذني خليلًا كما اتخذ إبراهيم خليلًا، ولو كنت متخذًا من أهل الأرض خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا»، يعني لو كان في القلب متسع لكان لأبي بكر، ولكن ما في متسع، امتلأ قلبه بخلة الله -عَزَّ وَجَلَّ-.
أما المحبة فإن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يحب عائشة، ويحب أبا بكر، ويحب أسامة، وأبا هذيل، يحب عددًا كثيرًا، فالمحبة أوسع من الخلة، ويغلط بعض الناس فيصفون الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقولون: حبيبنا رسول الله، صلوا على الحبيب، هو خليل، الخلة أعظم، أعلى مرتبة من المحبة، أما الخلة بالنسبة لله تعالى فهي صفة من صفاته، تليق بجلاله وعظمته، ليست كخلة المخلوق، ولما اصطفى الله إبراهيم وجعله خليلًا، ولم يكن عنده ولد ورزقه الولد إسماعيل وترعرع الشاب، وصار نشيطًا، ولم يأته ولد، فقد بلغ من الكبر عتيًا، بلغ تسعين، جاءه الولد مع تقدم السن، وكان محتاجًا إليه، ومالت إليه شعبة من قلبه، محبته، فالله تعالى امتحنه واختبره وأمره بذبح ولده، ورؤيا الأنبياء وحي، ﴿إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى﴾[الصافات:102]، استسلم الابن، وقال: يا أبت افعل ما تؤمر، واستسلم الأب.
قال الله تعالى: ﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا﴾[الصافات:103/105]، فأضجعه للذبح وكبه على وجهه؛ لئلا يرحمه، وأجرى السكين فلم تقطع السكين، سلبها الخاصية، ونجح إبراهيم في الاختبار والامتحان، خرج صفيًا نقيًا خاليًا، وزالت الشعبة التي مالت إليه من قلبه، وبقي قلبه خالصًا لله عز وجل، فنسخ الله خاصية الذبح، انتهى الأمر، المقصود الاختبار، ونجح في الاختبار، والمقصود أن يظهر ذلك علانية، وإلا فالله عالم بكل شيء، لا يخفى عليه شيء، لكن المقصود أن يظهر علم الله في ذلك، وأن يظهر على الواقع الامتثال، فلما امتثل، ونجح في الاختبار سلب الله خاصية السكين القطع فلم تقطع وفداه بذبح عظيم، فداه بالكبش، فكانت سنة ذبح الضحايا.
وَذَكَرَ السُّدِّيُّ وَغَيْرُهُ أَنَّهُ أمَرّ السِّكِّينَ عَلَى رَقَبَتِهِ فَلَمْ تَقْطَعْ شَيْئًا بَلْ حَالَ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ صَفِيحَةٌ مِنْ نُحَاسٍ وَنُودِيَ إِبْرَاهِيمُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، عِنْدَ ذَلِكَ: {قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا}).
الله أعلم، هذا يحتاج إلى دليل، كونه حال بينه وبينه نحاس، الله تعالى سلبها الخاصية بدون النحاس، هذا يحتاج إلى دليل، ما في دليل يصدق هذا الكلام.
(وَقَوْلُهُ: {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} أَيْ: هَكَذَا نَصْرِفُ عَمَّنْ أَطَاعَنَا الْمَكَارِهَ وَالشَّدَائِدَ، وَنَجْعَلُ لَهُمْ مِنْ أَمْرِهِمْ فَرَجًا وَمَخْرَجًا، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطَّلَاقِ:٢، ٣].
وَقَدِ اسْتَدَلَّ بِهَذِهِ الْآيَةِ وَالْقِصَّةِ جَمَاعَةٌ مِنْ عُلَمَاءِ الْأُصُولِ عَلَى صِحَّةِ النَّسْخِ قَبْلَ التَّمَكُّنِ مِنَ الْفِعْلِ، خِلَافًا لِطَائِفَةٍ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ، وَالدَّلَالَةُ مِنْ هَذِهِ ظَاهِرَةٌ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى شَرَعَ لِإِبْرَاهِيمَ ذَبْحَ وَلَدِهِ، ثُمَّ نَسَخَهُ عَنْهُ وَصَرَفَهُ إِلَى الْفِدَاءِ، وَإِنَّمَا كَانَ الْمَقْصُودُ مِنْ شَرْعِهِ أَوَّلًا إِثَابَةَ الْخَلِيلِ عَلَى الصَّبْرِ عَلَى ذَبْحِ وَلَدِهِ وَعَزْمِهِ عَلَى ذَلِكَ؛ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ}).
ومثله أيضًا نسخ وجوب صلاة الخمسين صلاة في اليوم والليلة إلى خمس صلوات قبل التمكن من الفعل، الله تعالى لم عرج بنبينا محمد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى السماء فرض عليه الصلاة خمسين صلاة في اليوم والليل، ما زال يتردد بين ربه وبين موسى، وموسى يطلب منه أن يسأل ربه التخفيف حتى صارت إلى خمس، وخففت من خمسين إلى خمس قبل التمكن من الفعل، وكذلك هنا إبراهيم شرع الله له أن يذبح ولده فنسخ الله ذلك، أعد وقد استدل جماعة.
وَقَدِ اسْتَدَلَّ بِهَذِهِ الْآيَةِ وَالْقِصَّةِ جَمَاعَةٌ مِنْ عُلَمَاءِ الْأُصُولِ عَلَى صِحَّةِ النَّسْخِ قَبْلَ التَّمَكُّنِ مِنَ الْفِعْلِ، خِلَافًا لِطَائِفَةٍ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ، وَالدَّلَالَةُ مِنْ هَذِهِ ظَاهِرَةٌ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى شَرَعَ لِإِبْرَاهِيمَ ذَبْحَ وَلَدِهِ، ثُمَّ نَسَخَهُ عَنْهُ وَصَرَفَهُ إِلَى الْفِدَاءِ، وَإِنَّمَا كَانَ الْمَقْصُودُ مِنْ شَرْعِهِ أَوَّلًا إِثَابَةَ الْخَلِيلِ عَلَى الصَّبْرِ عَلَى ذَبْحِ وَلَدِهِ وَعَزْمِهِ عَلَى ذَلِكَ؛ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ}.
أَيِ: الِاخْتِبَارُ الْوَاضِحُ الْجَلِيُّ).
البلاء هو الاختبار والامتحان، هل يمتثل أو لا يمتثل؟ يمتثل أمر الله، وخرج نقيًا من الامتحان أفاده الله بربح، حصل الامتثال، وزالت الشعبة التي مالت إليه من قلبه، وبقي قلبه خالصًا له، فنسخ الله هذا الأمر، وفداه بذبح عظيم.
(حَيْثُ أُمِرَ بِذَبْحِ وَلَدِهِ، فَسَارَعَ إِلَى ذَلِكَ مُسْتَسْلِمًا لِأَمْرِ اللَّهِ، مُنْقَادًا لِطَاعَتِهِ؛ وَلِهَذَا قال تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} [النجم:٣٧]).
إذا كان الإنسان يعجب من امتثال إبراهيم، فكذلك يعجب من امتثال الولد أيضًا، الولد شاب صغير، ﴿قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾[الصافات:102]، صابر على الذبح، اذبح، امتثل أمر الله، ﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾[الصافات:103]، انقادا لأمر الله، إبراهيم انقاد لامتثال الذبح، وإسماعيل انقاد أن يذبح، ونودي أن صدقت الرؤيا، نسخ الله هذا الأمر، وفدي بكبش، نعم.
(وَقَوْلُهُ: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ جَابِرٍ الجُعْفي، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} قَالَ: بِكَبْشٍ أَبْيَضَ أَعْيَنَ أَقْرَنَ).
هذا جابر الجعفي ضعيف.
(قَدْ رُبِطَ بِسَمُرَةٍ -قَالَ أَبُو الطُّفَيْلِ وَجَدُوهُ مَرْبُوطًا بسُمَرة فِي ثَبِير).
يعني في جبل ثبير.
الشيخ: حديث جابر الجعفي ماذا قال عليه؟
الطالب: هنا لم يخرج له.
الشيخ: ما تكلم عليه؟
الطالب: قال: أخرج الطبري من طريق الثوري به، وسنده ضعيف؛ لضعف جابر الجعفي.
(وَقَالَ الثَّوْرِيُّ أَيْضًا، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَبْشٌ قَدْ رَعَى فِي الْجَنَّةِ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ الْعَطَّارُ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الصَّخْرَةُ الَّتِي بِمِنَى بِأَصْلِ ثَبِيرٍ هِيَ الصَّخْرَةُ الَّتِي ذَبَحَ عَلَيْهَا إِبْرَاهِيمُ فِدَاءَ ابْنِهِ، هَبَطَ عَلَيْهِ مِنْ ثَبِيرٍ كَبْشٌ أَعْيَنُ أَقْرَنُ لَهُ ثُغَاءٌ، فَذَبَحَهُ، وَهُوَ الْكَبْشُ الَّذِي قَرّبه ابْنُ آدَمَ فَتُقُبِّلَ مِنْهُ، فَكَانَ مَخْزُونًا حَتَّى فُدِيَ بِهِ إِسْحَاقُ.
وَرُوِيَ أَيْضًا عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ الْكَبْشُ يَرْتَعُ فِي الْجَنَّةِ حَتَّى تَشَقَّقَ عَنْهُ ثَبِيرٌ، وَكَانَ عَلَيْهِ عِهْن أَحْمَرُ.
وَعَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ: أَنَّهُ كَانَ اسْمَ كَبْشِ إِبْرَاهِيمَ: جَرِيرٌ).
هذا من أخبار بني إسرائيل، ولا يترتب على هذا شيء، كونه خرج من الجبل، أو غير ذلك، أو كون اسمه كذا، لو كان فيه فائدة لذكره الله تعالى لنا.
(وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ: ذَبَحَهُ بِالْمَقَامِ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: ذَبَحَهُ بِمِنَى عِنْدَ الْمَنْحَرِ. وَقَالَ هُشَيْم، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ؛ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ أَفْتَى الَّذِي جَعَلَ عَلَيْهِ نَذْرًا أَنْ يَنْحَرَ نَفْسَهُ، فَأَمَرَهُ بِمِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ. ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ: لَوْ كُنْتُ أَفْتَيْتُهُ بِكَبْشٍ لَأَجْزَأَهُ أَنْ يَذْبَحَ كَبْشًا، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ فِي كِتَابِهِ: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} وَالصَّحِيحُ الَّذِي عَلَيْهِ الْأَكْثَرُونَ أَنَّهُ فُدي بِكَبْشٍ. وَقَالَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} قَالَ: وَعْلٌ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: مَا فُدِيَ إِسْمَاعِيلُ إِلَّا بِتَيْسٍ مِنَ الأرْوَى، أُهْبِطَ عَلَيْهِ مِنْ ثَبِيرٍ.
وَقَدْ قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ خَالِهِ مُسافع، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ قَالَتْ: أَخْبَرَتْنِي امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ -وَلدت عَامَّةَ أَهْلِ دَارِنَا-أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ -وَقَالَ مَرَّةً: إِنَّهَا سَأَلَتْ عُثْمَانَ: لِمَ دَعَاكَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: قَالَ: «إِنِّي كنتُ رَأَيْتُ قَرْنَيِ الْكَبْشِ، حِينَ دَخَلْتُ الْبَيْتَ، فَنَسِيتُ أَنْ آمُرَكَ أَنْ تُخَمِّرَهُمَا، فَخَمَّرْهما، فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فِي الْبَيْتِ شَيْءٌ يَشْغَلُ الْمُصَلِّيَ». قَالَ سُفْيَانُ: لَمْ يَزَلْ قَرْنَا الْكَبْشِ مُعَلَّقَيْنِ فِي الْبَيْتِ حتى احترق البيت، فاحترقا.
وَهَذَا دَلِيلٌ مُسْتَقِلٌّ عَلَى أَنَّهُ إِسْمَاعِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَإِنَّ قُرَيْشًا تَوَارَثُوا قَرْنَيِ الْكَبْشِ الَّذِي فَدَى بِهِ إِبْرَاهِيمُ خَلَفًا عَنْ سَلَفٍ وَجِيلًا بَعْدَ جِيلٍ، إِلَى أَنْ بَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَصْلٌ فِي ذِكْرِ الْآثَارِ الْوَارِدَةِ عَنِ السَّلَفِ فِي أَنَّ الذَّبِيحَ مَنْ هُوَ؟).
الشيخ: هل ثبت عن ابن عباس هذا؟ هذه تحتاج إلى مراجعة، يقول: نحر نفسه بماذا؟ فدي بمئة، نذر نذرًا أن ينحر نفسه، هذا نذر معصية، وكفارته نذر المعصية فيها خلاف، قيل: يكفر كفارة يمين، وقيل: يكفيه التوبة، أما هذا فهو يحتاج إلى ثبوت.