شعار الموقع

كتاب التفسير (02) تتمة كتاب التفسير

00:00
00:00
تحميل
148

(المتن)

حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري قال: حدثنا أبي قال: حدثنا شعبة عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن الجبير قال: اختلف أهل الكوفة في هذه الآية وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ فرحلت إلى ابن عباس فسألته عنها فقال: لقد أنزلت آخر ما أنزلت ثم ما نسخها شيء.
 وحدثنا محمد بنمثنى وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر "ح" وحدثنا إسحاق بن ابراهيم قال: أخبرنا النضر قال: جميعا حدثنا شعبة في هذا الإسناد في حديث ابن جعفر نزلت في آخر ما أنزل وفي حديث النظر أنها لمن آخر ما أنزلت.
 حدثنا محمد بن مثنى ومحمد بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن منصور عن سعيد بن الجبير قال: أمرني عبدالرحمن بن الأفزع  أسال ابن عباس عن هاتين الايتين  وَمَن یَقۡتُلۡ مُؤۡمِنࣰا مُّتَعَمِّدࣰا فَجَزَاۤؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَـٰلِدࣰا فِیهَا فسألته فقال: لم ينسخها شيء وعن هذه الآية وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ قال: نزلت في أهل الشرك. 

(الشرح)
بسم الله الرحمن الرحيم
 الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله رسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 أما بعد...
 في هذا الحديث فيه أن سعيد بن الجبير تابع الجيش، رحل إلى ابن عباس يسأله عن هذه الآية وَمَن یَقۡتُلۡ مُؤۡمِنࣰا مُّتَعَمِّدࣰا فَجَزَاۤؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَـٰلِدࣰا فِیهَا لما اختلف أهل الكوفة في رحلة في طلب العلم هذا أصل في رحلة في طلب العلم، والعلماء مازالوا يرحلون في طلب العلم والحرص على طلب العلم، وذلك لأن العلم هو الذي  يدير للإنسان العمل، ليس هناك عمل صحيح إلا بالعلم، فالعلم هو وسيلة في العمل والعلم والعمل هو طريق السعادة وطريق النجاة، ولهذا رحل سعيد بن الجبير إلى ابن عباس في الكوفة إلى الكوفة ومازال العلماء يرحلون في طلب العلم ولهذا قال العلماء: الرحلة في طلب العلم سنة، الصحابة كذلك  رحلوا، في البخاري ر-حمه الله- رحل جابر بن عبد الله مسيرة شهر إلى عبدالله بن أنيس في طلب الحديث الواحد رحل في طلب الحديث الواحد، رحل جابر بن عبدالله من المدينة إلى الشام في طلب حديث واحد، اشترى بعيرا خصصه لهذه المهمة والمسافة شهر شهر كامل في طلب الحديث الواحد، فلما وصل إليه وسلم قال: حديث بلغني عن النبي ﷺ  فخشيت ، أن تموت أو أن أموت قبل أن أبلغه، هذا يدل على عناية العلماء في ذلك هذه الأحاديث كلها الأمهات الست كلها عندنا الآن، المجموعة أمامنا العلماء يرحلون ويتعبون ولهذا لما ساق الإمام المسلم -رحمه الله- الأحاديث وتذكر المشقة والتعب الذي حصل له في جمعه لسعيد قال: روى الحديث أنه قال له قال: روى الأثر (العلم لا ينال براحة الجسم) ساق هذه الرواية قال: وأن الإمام مسلم رحمه الله تذكر المشقة والعناء الذي حصل له أن جمع الأساليب فرأى أن يبين لطالب العلم أن العلم لا ينال براحة الجسم لابد من التعب، وليس هناك من عالم من العلماء أو طالب العلم حصل على العلم براحة الجسم، بل بالسهر والتعب والتضحية بالملذات والشهوات والنوم وسهر الليالي، حتى حصلوا العلم، جابر بن عبدالله الصحابي الجليل رحل من الشام من المدينة إلى الشام مسافة شهر واشترى لهذه المهمة بعيرا خصصه في هذه المهمة لطلب العلم في الحديث الواحد، وهذا قول ابن عباس أن هذه الآية لم ينسخها شيء، مقصوده أن مقصوده في ذلك أن القاتل لا توبة له وأنها آخر ما نزلت، وهذا مشهور عن ابن عباس وروي عنه والصواب الذي عليه الجماهير الذي عليه الصحابة ومن بعدهم من العلماء والتابعين أن القاتل له توبة إذا ما استحل القاتل إذا ما استحله له توبة وكذلك المشرك فالكل ذنب كل ذنب ولكن صحيح في توبة إذا تاب التوبة النصوحة قبل الموت بشروطها فله توبة لعموم قول الله تعالى في سورة الزمر قُلۡ یَـٰعِبَادِیَ ٱلَّذِینَ أَسۡرَفُوا۟ عَلَىٰۤ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُوا۟ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ یَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِیعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِیمُ أجمع العلماء على أن هذه الآية نزلت في التائبين قُلۡ یَـٰعِبَادِیَ ٱلَّذِینَ أَسۡرَفُوا۟ عَلَىٰۤ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُوا۟ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ یَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِیعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِیمُ يعني: إن من تاب، وأما قولة تعالى في سورة النساء إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَغۡفِرُ أَن یُشۡرَكَ بِهِۦ وَیَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَ ٰ⁠لِكَ لِمَن یَشَاۤءُ فهذه بغير التائبين، لأن الله خص وعلق خص الشرك بأنه لا يغفر وعلق ما دونه تحت المشيئة دل على أنها ليست في التائبين، مثل آية الزمر فإن الله عمم وأطلق قال إِنَّ ٱللَّهَ یَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِیعًاۚ هي في التائبين وعلى ذلك فالقتل داخل في عموم الآية إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ من تاب تاب الله عليه هذا هو الصواب، لكن بشروط معلوم أن القاتل عدى عدوانك يتعلق فيه ثلاث حقوق حق لله وحق للقتيل وحق لأولياء القتيل فإذا أدى الحقوق الثلاثة صحت التوبة، حق لأولياء القتيل بأن يسلم نفسه إليهم ليصطلح معهم أما أن يقتلونه قصاصا، وإما أن يصطلح معهم على دفع الدية أو اكثر منها، وإما أن يعفو عنه مجانا,  فإذا سلم نفسه إليهم سقط حقهم ثم حق الله إذا تاب توبة نصوح بأن أقلع والندم وعزم عزما جازما على ألا يعود إليه، سقط حق الله وبقي حق القتيل يرضيه لله تعالى يوم القيامة، إذا أدى حق أولياء القتيل وحق الله فإن الله تعالى يرضي عنه القتيل يوم القيامة بما يعطيه من الثواب والأجر العظيم فيسمح عنه، فيسقط حق القتيل فإذا أدت الحقوق الثلاثة(07:32) هذا هو الذي عيله الصحابة والتابعون وجماهير العلماء، وروي عن ابن عباس أيضا رواية أخرى توافق الجمهور أنه له توبة ومعنى قول ابن عباس أن لا توبة له انه ليس معنى ذلك أنه يخلد في النار مثل المشرك.. لا،، بل المعنى أنه لا يعفى عنه بل يعذب يعذب بقدر جريمة القتل ثم في النهاية يخرج منها إلى الجنة، ولا يكن كالمشرك والمعنى لا يكن تحت المشيئة بل يعذب لابد أن يعذب القاتل هذا المعنى على هذه الرواية، لابد أن يعذب بقدر جريمتة ثم يخرج منها لا يخلد، ثم يخرج منها إلى الجنة، هذا إذا رجحت السيئات عن الحسنات أما إذا رجحت الحسنات فإنه يسقط من الحسنات  ما يقابل جريمة القتل ولا يدخل النار ويكون ما عفي عنه، بخلاف الكبائر الأخرى فإنه تحت مشيئة الله، يعفو الله قد يعفو الله عنه دون استنقاص شيء من حسناته وقد يعذب.
الطالب/ سؤال: إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَغۡفِرُ أَن یُشۡرَكَ بِهِ خصَّ وقيد؟
الشيخ: خص وعلق خص الشرك بأنه لا يغفر وعلق ما دون تحت مشيئته، أما آية الزمر فإن الله عمم وأطلق،  يدل على أنها للتائبين.


(المتن)

وحدثنا محمد مثنى وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر، "ح" وحدثنا إسحاق بن ابراهيم قال: أخبر النضر قال: جميعا حدثنا شعبة لهذا الإسناد في حديث ابن جعفر  نزلت في آخر ما أنزل و في حديث النضر إنها لمن آخر ما أنزلت.

الشرح:
 (يعني نزلت بعد آية الفرقان لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ  هي آخر ما أنزلت ولم ينسخها شيء يعني المقصود أنها أن القاتل لا توبة له، هذا المقصود سياتي التصريح به)


المتن:

 حدثنا محمد مثنى ومحمد بشار قالا: حدثنا محمد ابن جعفر قال: حدثنا شعبة عن منصور عن سعيد بن جبير قال: أمرني عبدالرحمن ابن الإفزاع أن أسال ابن عباس عن هاتين الآيتين: وَمَن یَقۡتُلۡ مُؤۡمِنࣰا مُّتَعَمِّدࣰا فَجَزَاۤؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَـٰلِدࣰا فِیهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَیۡهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِیمࣰا فسألته فقال: لم ينسخها شيء وعن هذه الآية وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ قال: نزلت في أهل الشرك.

(الشرح)
نعم.ز والصواب أنها عامة في أهل الشرك وفي غيرهم وفي القاتل وفي كل معصية من تاب توبة نصوح واتبع التوبة بالعمل الصالح بدل الله سيئاته حسنات آية الفرقان وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ۝ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ۝ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا وان كان يقصد فيها الشرك  لكن الآية عامة "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب" هي عامة في أهل في الشرك وفي غيرهم، من تاب من الشرك أو من المعصية  ثم أتبع التوبة بالعمل الصالح بدل الله سيئاته حسنات، بفضل من الله وإحسان ومعنى قوله فَجَزَاۤؤُهُۥ جَهَنَّمُ في القاتل وَمَن یَقۡتُلۡ مُؤۡمِنࣰا مُّتَعَمِّدࣰا فَجَزَاۤؤُهُۥ جَهَنَّمُ قال العلماء: هذا جزاؤه إن جازاه، هذا جزاؤه إن جازاه،  وإلا فهو تحت مشيئة الله قال تعالى إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَغۡفِرُ أَن یُشۡرَكَ بِهِۦ وَیَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَ ٰ⁠لِكَ لِمَن یَشَاۤءُ نعم


(المتن)

حدثني هارون بن عبدالله قال: حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم الليثي هاشم قاسم الليثي قال: حدثنا أبو معاوية يعني شيبان عن منصور بن المعتمر عن سيعد ابن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نزلت هذه الآية في مكة وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ إلى قوله مُهَانًافقال: المشركون ما يغني عنا الإسلام وقد عدلنا بالله وقد قتلنا النفس التي حرم الله

الشرح:
( قد عدلنا يعني عن الشرك، الشرك عدل بالله ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ عدلنا يعني: أشركنا، الشرك عدل بالله عدل غير الله بالله عدل غير الله بالله ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ 

 

(المتن)

 وقد عدلنا بالله وقد قتلنا النفس التي حرم الله وآتينا الفواحش فأنزل الله عز وجل إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا إلى آخر الآية قال: فأما من دخل في الإسلام وعقله ثم قتل فلا توبة له .

(الشرح)
يعني الآية الأولى.. في مكة والآية الثانية في المدينة، فلا توبة له هذه المشهورة عنه، وروي عنه رواية أخرى توافق الجمهور أن له توبة، وروي عنه وروي عن ابن عباس أنه جاءه رجل متهيئ للقتل معه سلاحه، سلاحة يقتل دما فسأله فقال: هل للقاتل توبة؟ قال: لا، وجاءه رجل آخر فقتل وندم وعنده استكانة وذل فقال: هل للقتل توبة؟ قال: نعم، جمع بينهم بأن هذا الذي قال: لا توبة له راءه متهيئ للقتل مستسلم للقتل عنده شر، فأراد ن يزجره فقال: القاتل لا توبة له والثاني جاء نادما تائبا عليه علامة التوبة والذل والانكسار فقال: هل للقاتل توبة قال: نعم فجمع بينهم بأنه قال له لا توبة له حتى يزجره، أراد أن يزجره هذا الذي تهيئ للقتل وإلا فإنه يرى توبته، والمقصود أن ابن عباس المشهور عنه أن القاتل لا توبة له، والصواب الرواية توافق الجمهور، فالكل يأخذ من قوله ويرد إلا رسول الله ﷺ والقائل أن أهل العلم من الصحابة وغيرهم اختلفوا فرض أقوالهم على الكتاب والسنة فوافقهم كل من خالفهم أما إذا قال الصحابي قولا وليس في المسألة دليل ولا نص ولم يخالف صحابي آخر فإنه حجه على الصحيح او الصحابي، فإن خالفه قول صحابي آخر تعرضا فتساقطا، يرجع إلى النصوص والقواعد الشرعية، أما إذا قال الصحابي قولا وليس في المسألة نص ولم يخالفه صحابي آخر فإنها حجة كما مذهب الإمام أحمد وغيرهم.
 الطالب/ س:(14:15.7)
الشيخ:
نعم نعم لابد....
الطالب: س:(14:17)
 نعم مشهور عنه ومروي صحيح نعم له توبة، لكن المشهورة الأولى وروي عنه أنه رجع عن رجع عن الرواية هذه، الصواب معروف: أن له توبة إلا اذا استحله، إذا استحل القتل صار رده.


(المتن)

حدثني عبدالله ابن هاشم وعبدالرحمن ابن بشر العبدي قالا: حدثنا يحيى وهو ابن سعيد القطان عن ابن جريج قال حدثنا قال:............

الشيخ:
 (ولاشك أن القتل جريمة عظيمة من الجرائم البشعة العظيمة ومن أعظم الذنوب لكن الجرائم مهما بلغت من البشاعة والفحش فإن التوبة بابها مفتوح، الشرك أعظم، الشرك أعظم والمشرك له توبة إذا تاب توبة نصوح)
 حدثني عبدالله بن الهاشم وعبدالرحمن بن بشر العبدي قالا: حدثنا يحيى وهو ابن سعيد القطان عن ابن جريج  قال: حدثني قاسم ابن أبي بزه: عن سعيد بن جبير قال: قلت: لابن عباس، ألمن: قتل مؤمنا متعمدا هل من توبة؟ قال: لا قال: فتلوت عليه هذه الآية التي في الفرقان وَٱلَّذِینَ لَا یَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا ءَاخَرَ وَلَا یَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِی حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا یَزۡنُونَۚ وَمَن یَفۡعَلۡ ذَ ٰ⁠لِكَ یَلۡقَ أَثَامࣰا قال: هذه آية مكية فنسختها آية مدنية وَمَن یَقۡتُلۡ مُؤۡمِنࣰا مُّتَعَمِّدࣰا فَجَزَاۤؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَـٰلِدࣰا فِیهَا
(الشرح)
نعم هكذا يرى آية الفرقان منسوخة بآية النساء قال: هذه آية مكية }والذين لا يدعون مع الله إهه آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق إلا من تاب { إلا من تاب أي من الشرك والزنا و القتل له توبة فقال: هذه منسوخة هذه في مكة نسختها آية مدنية وهي آية النساء } ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم { وليس فيها التوبة إلا من تاب فلذلك دل على أنه لا توبة له قال: على هذه الرواية يرى أن لا توبة له ولكن ابن عباس كان فقيها وعالما ودعا له النبي اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ليس ذلك أنه معصوم وأن وأنه كل شيء يقوله صواب لا فالمراد أنه فقيه عالم كبير كثير من  التأويل ومن التفسير أعطاه الله فيه علما غزيرا وكون يكون له قولا مرجوح في بعض المسائل لا يؤثر هذا نعم.


(المتن)
قال: هذه آية مكية نسختها آية مدنية وَمَن یَقۡتُلۡ مُؤۡمِنࣰا مُّتَعَمِّدࣰا فَجَزَاۤؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَـٰلِدࣰا فِیهَا
(الصواب: ما في نسخ الصواب ما في نسخ، لا نسخ، فإن باب التوبة مفتوح لأن آية الزمر قاضية وإنها عامة مطلقة لكل ذنب له توبة)


 المتن:

قال: هذه آية مكية نسختها آية مدنية وَمَن یَقۡتُلۡ مُؤۡمِنࣰا مُّتَعَمِّدࣰا فَجَزَاۤؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَـٰلِدࣰا فِیهَا  وفي رواية ابن هاشم فتلوت عليه هذه الآية التي في الفرقان إِلَّا مَن تَابَ
 حدثنا أبو بكر بن أبي شبة و هارون بن عبدالله وعبد بن حميد قال: عبد أخبرنا وقال: الآخران حدثنا جعفر ابن عون قال: أخبرنا أبو عميس عن عبد المجيد بن سهيل عن عبيدالله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي بن عباس: تعلم وقال هارون: تدري آخر سورة نزلت من القرآن نزلت جميعا قلت: نعم إِذَا جَاۤءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ قال: صدقت وفي رواية ابن أبي شيبة تعلم آية سورة ولم يقل آخر.
 وحدثنا إسحاق بن ابراهيم قال: أخبرنا أبو معاوية قال: حدثنا أبو عميس بهذا الإسناد مثله وقال: آخر سورة وقال عبد المجيد: ولم يقل: ابن سهيل.
 حدثنا أبو بكر بن شيبه و إسحاق بن إبراهيم وأحمد بن عبدة الضببي، واللفظ لابن شيبة أبي قال: حدثنا وقال: الآخران أخبرنا سفيان عن عمر عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لقينا ناس من المسلمين رجلا في غنيمة...

(الشرح)
في الحديث الثاني: في بيان هذه الآية نزلت في آخر  ما أنزلت السورة إِذَا جَاۤءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ هذا ذكر المؤلف في كتاب التفسير، والمؤلف يذكر ما ورد من الأحاديث في تفسير الأيات منها إِذَا جَاۤءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ نزلت في جملة واحده في آخر حياه النبي ﷺ وهي نعي الله وأخبار بقرب أجله إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ كما فسر ابن عباس وقال أنها: أجل رسول الله صلى الله وسلم إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ إذا فتحت مكة ودخل الناس في دين الله أفواجا دخل الناس بعد فتح مكة جاءت الوفود كلهم لأن العرب كلهم يقولون: دعوا محمد وأهله أهل مكة ننظر يغلبهم أو يغلبونه فإن غلبهم دخلنا في الإسلام فلما فتحت مكة أقبلت الوفود صار عام 9  يسمى عام الوفود، وفود القبائل في كل مكان يدخلون في الإسلام فأنزل الله إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ۝ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ۝ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا أي اكثر من الاستغفار والتسبيح واستعد للقائنا فإن مهمتك من الدنيا قد انتهت .


(المتن )

 حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا ابو معاوية قال: حدثنا أبو عميس بهذا الاسناد مثله. وقال آخر سورة و قال: عبد مجيد ولم يقل ابن سهيل.
 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبه وإسحاق بن ابراهيم و أحمد بن عبدة الضبي واللفظ لابن أبي شيبة قال: حدثنا وقالا: الآخران أخبرنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن بن عباس رضي الله عنهما قال: لقي ناس من المسلمين رجلا له في غنيمتا فقال: السلام عليكم فأخذوه فقتلوه وأخذوا تلك الغنيمة فنزلت وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا فقرأ ابن عباس السلام

(الشرح)
نعم السلام هذه قراءة حفص لقول الجمهور،  وفي قراءة ثانية السلم، وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السلم هذه قراءة، وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ هذه قراءة قراءة حفص، ،  لقول الجمهور، ومن ألقى السلام يعني قال: "السلام عليكم" وفيه أنه من باب التثبت وعدم العجلة، لمن القى السلام إذا ألقى السلام معناها أعلن إسلامه، فلا يجوز قتله بل يمهل وينظر إذا قال: المشرك السلام عليكم أو قال: أسلمت أو قال أشهد أن لا إله إلا الله وجب الكفى عنه، حكم بإسلامه ثم ينظر إلى بعد ذلك، إذا ألتزمت بأحكام الدين الحمد لله وإذا لم يلتزم قتل بعد ذلك مرتدا، الله تعالى في هذه الآيه نهى المؤمنين عن التعجل وعن التسرع، في قتل من ألقى السلام وَلَا تَقُولُوا۟ لِمَنۡ أَلۡقَىٰۤ إِلَیۡكُمُ ٱلسَّلَـٰمَ لَسۡتَ مُؤۡمِنࣰا أخذوا هذا الرجل وأخذوا غليمته الحياة قال الله تَبۡتَغُونَ عَرَضَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا تبتغون الغليمة، تبتغون عرض الحياة الدنيا }فعند الله غنائم كثيرة{ ثم قال الله:  كَذَ ٰ⁠لِكَ كُنتُم مِّن قَبۡلُ فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَیۡكُمۡ فَتَبَیَّنُوۤا۟ۚ يعني أنتم قبل ذلك كنتم مثله مشركين فمن الله عليكم بالإسلام، فتبينوا  يعني: فتثبتوا، وفي قراءة فتثبتوا، هذا فيه دليل على أن الله عاتب المؤمنين قتلوا هذا الرجل غنيمة الله عندما لما ألقى السلام قالوا: خشوا أنه ليس بصادق وأنه قالها: تعوذا من القتل قال الله: } ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا { لماذا تَبۡتَغُونَ عَرَضَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا تبتغون هذه الغنيمة فَعِندَ ٱللَّهِ مَغَانِمُ كَثِیرَةࣱۚ ثم ذكرهم بحالتهم السابقة كَذَ ٰ⁠لِكَ كُنتُم مِّن قَبۡلُ أنتم من قبل كنتم مثله كَذَ ٰ⁠لِكَ كُنتُم مِّن قَبۡلُ فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَیۡكُمۡ فَتَبَیَّنُوۤا۟ۚ يعني: فتثبتوا، في قراءة فتثبتوا، إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِیرࣰا.
 العتاب من الله المؤمنين في تسرعهم لقتل الرجل الذي ألقى السلام
الطالب:(22:42)
 الشيخ/هذا خطا هذا اجتهاد مثل ما حصل لخالد جاء إلى بني جذيمة وجعلوا يقولون صبأنا صبأنا، يريدون يقولون أسلمنا ما يعرفون، يقولون صبأن صبأنا، فجعل خالدا يقتلهم فالنبي ﷺ شدد عليه، فرفع يده وقال: (أني أبرأ إليك مما صنع خالد) ورفع يده وقال( أني أبرأ إليك مما صنع خالد)  وغرم ديتهم  حتى بلغت الكلب، ومع ذلك ما عزله ما عزله عن القيادة عن قيادة الجيش،  لأنه عن اجتهاد، ولهذا ودى النبي صلى الله وسلم رآه اجتهاد، لكن الله تعالى يؤدب عباده ويعاتبهم.
الطالب/( 32:29)
 قصة بني جذيمة لما أرسله إليهم جعل يقتلهم
الطالب/ هي سرية؟
الشيخ : الجواب/
نعم هي سرية بني جذيمة, و لما أقبل عليهم قالوا صبأنا صبأنا .. يريدون أسلمنا فجعل يقتلهم.. اجتهادا ظن أنهم ما أسلموا، أن هذا ما يفيد الإسلام.


(المتن)

حدثنا أبو بكر شيبة قال: حدثنا غندر عن شعبة "ح" وحدثنا محمد مثني وابن بشار واللفظ لابن مثنى قالا: حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول كانت الأنصار إذا حجوا فرجعوا لم يدخلوا البيوت إلا من ظهورها قال: فجاء رجل من الانصاري فدخل من بابه فقيل له في ذلك فنزلت هذه الآية } ليس البر بأن تاتوا البيوت من ظهورها {

(الشرح)
هذا سبب نزول هذه الآية كان من الأصار التي يعملونها في الجاهلية إذا حج الواحد منهم إذا أتى بيته ما يدخله من الباب يتسلق من الجدار هكذا يظن نفسه لا يظن نفسه سقف هكذا هذه من الأصار والأغلال التي كانت في الجاهلية فأنزل الله هذه الآية رخصة وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وليس هذا البر كل سنة تتسلق الجدار ولكن البر في التقوى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا الله سهل ويسر ولكن الجاهلية عندهم أصار وأغلال جعلوها من عند أنفسهم منها أن الواحد إذا حج وجاء بيته ما يدخل من الباب إنما يتسلق الجدار قال الله هذا ليس من البر البر من التقوى وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ هذا سبب نزول هذه الآية.


(المتن)

حدثني يونس وعبد الأعلى الصدفي قال: أخبرنا عبدالله بن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن عون بن عبدالله عن أبيه أن ابن مسعود قال من  كان بين اسلامنا و وعاتبه الله بهذه الآية ألم يئن أَلَمۡ یَأۡنِ لِلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَن تَخۡشَعَ قُلُوبُهُمۡ لِذِكۡرِ ٱللَّهِ إلا أربع سنين.

(المتن)
 الله أكبر، نعم أربع سنين تربوا فيها على هدي القرآن نزلت هذه الآية تربية لهم أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ما آن لهم أن تلين قلوبهم وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ أما آن للمؤمنين أ تخشع قلوبهم وتلين ولا تكون كقلوب الكفرة القاسية قلوبهم ، أربع سنين من إسلامهم أنزل الله هذه الآية.


(المتن)

حدثنا محمد بشار قال: حدثنا محمد بن جعفر، "ح" وحدثني أبو بكر بن نافع واللفظ له قال: حدثنا غندر قال: حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل عن مسلم البطين عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة فتقول: من يعيرني تِطوافا

الشرح:
 (تِطوافا الثوب الذي تلبسه المرأة وتطوف به، توطواف: الثوب  يعني: من يعطيني تثوب أطوف به ألبسه وأطوف به )
 كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة وتقول: من يعيرني تطواف تجعله على فرجها وتقول اليوم يبدوا بعضه أو كله فما بدا منه فلا أحله فنزلت هذه  الآية خُذُوا۟ زِینَتَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدࣲ
(الشرح)
نعم هذه من أصار الجاهلية وأعمالهم الشنيعة كان الواحد من خارج مكة إذا جاء للحج والعمرة ما يطوف بثيابه لأنه يقول: ثيابه هذه عصى الله بها نجسه يرميها، فإن وجد أحد يعطيه ثوبا من أهل مكة يسمونه لحاء أحمسي طاف به، وإن لم يجد طاف عريانا رجل أو امرأة و كانت المرأة إذا جاءت إلى مكة رمت ثيابها فتقول من يعطيني تطواف فإن وجد أحد من أهل مكة يعطيها وإلا تطوف وهي عريانة ويديها على فرجها وتقول: اليوم يبدوا كله أو بعضه يعني الفرج فما بدا منه ما أحله هذا من أصار الجاهلية لا يطوفون بالبيت لا يطوفون بثيابهم يعتقدون أنها نجسة وهم يفعلون الشرك الأعظم، لا يطوفون بالبيت بثيابهم زعموا أن ثيابهم نجسة لأنهم عصوا الله فيها ولا يطوفون بها، وهم يتورعون من يطوفون وهم يفعلون ماهو أعظم، الشرك أعظم، ثم هكذا تبدي فرجها للناس و تقول يوم يبدو كله أو بعضه فما بدا منه فما أحله، هذا من فهم السقي هذا وكون المرأة تطوف وهي عريانة من أعمال الجاهلية الشنيعة أعظم أبشع عمل تعمله الجاهلية كون المرأة تطوف عريانة بعد الشرك بالله، أبشع عمل بعد الشرك هو هذا كونها تطوف عريانة ما عليها شيء  تضع يدها على فرجها وتستشهد بهذا البيت : يبدوا كله أو بعضه يعني: الفرج، وما بدا منه فلا أحله، فأنزل الله } خذوا زينتكم عند كل مسجد{ والمراد بالزينة هي التي تستر العورة، الزينة زينتان، زينة لابد منها داخلية وهي التي تستر العورة، و ما زاد عن ذلك فهذه زينة ظاهرية، والمراد ستر العورة هذا سبب نزول هذه الآية المؤلف يذكر كل ما ورد كل ما ورد بسند التفسير يذكر بكتاب التفسير.
الطالب/ س: قول من قال: إن هنا الزينة أمر زائد عن الواجب؟
الشيخ: هذا بعد الواجب. خُذُوا۟ زِینَتَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدࣲ نعم هذه الزينة الداخلية لابد منها هذه هي الأساس، الزينة زينتان: زينة لا بد منها الزينة الداخلية و الزينة الظاهرية.
الطالب/ س:
 لكن ماهي زينة التجمل فوق الثياب؟
الشيخ:
هذه الظاهرية والداخلية لابد منها، لكن لا يكون هناك تجمل إلا بعد أن ستر العورة.
 
(المتن)

 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبي كريب جميعا عن ابن أبي معاوية عن أبي واللفظ لأبي كريب حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: كان عبد الله بن أبي ابن سلول يقول لجارية له: اذهبي فابغينا شيئا، فأنزل الله عز وجل وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ لهن غَفُورٌ رَّحِيمٌ 

الشرح:

(لهن) هذه تفسير  ليست  من الآية.( بعد اكراههن ) لهن : تفسير.

 
(المتن)

وحدثني أبو كامل الجحدري قال: حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر رضي الله عنهما: أن جارية لعبد الله بن أبي بن سلول يقال لها: مسيكة وأخرى يقال عنها: أميمة فكان يكرههما على الزنا فشكتا ذلك إلى النبي صلى الله وسلم فأنزل الله تعالى وَلَا تُكۡرِهُوا۟ فَتَیَـٰتِكُمۡ عَلَى ٱلۡبِغَاۤءِ إِنۡ أَرَدۡنَ تَحَصُّنࣰا لِّتَبۡتَغُوا۟ عَرَضَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۚ وَمَن یُكۡرِههُّنَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ مِنۢ بَعۡدِ إِكۡرَ ٰ⁠هِهِنَّ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ

(الشرح)
نعم هذا عبد الله بن أبي بن سلول، رئيس المنافقين، كان  له جاريتان إحداهما  اسمها أميمه والثانية مسيكة، كان يكرههن عن الزنا –والعياذ بالله- فاشتكتا إلى النبي صلى الله وسلم فأنزل الله هذه الآية وكان سب نزول الآية وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ولا تكرهوا فتياتكم جمع فتاة المراد: بها الأمه المراد الامة  وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ البغاء الزنا لا تكرهوا إيماءكم على البغاء إن أردن تحصنا، إن أردن تحصنا ليس قيدا ولا يفيد الإذن بالزنا إذا لم يردن تحصنا، ولا يفيد الإذن بالزنا، هذا يفيد الإذن في إكراههن على الزنا إن لم يردن تحصنا، بل المراد هذا بيان الواقع و الحال ووصف الأغلبي والمعنى: أنهم يكرهون على الزنا في حال كونههن يردن التحصن، هذا لبيان الواقع، الواقع أنهن عبدالله بن سلول  يكرههن على الزنا وهن ويردن التحصن، وليس المراد أنها لو لم ترد التحصن، جاز الإكراه ..لا  ليس المراد هذا، لا يجوز الزنا مطلقا سواء أرادت أو ما أرادت،  لا يجوز لها الإذن بالزنا يحرم على الإنسان أن يأمرها بالزنا أو أن يكرهها على الزنا ولو لم ترد التحصن، لكن المراد لبيان الواقع والحال،  والحال والواقع أن عبد الله بن أبي يكرههن على الزنا  في حالة أنهن يردن تحصنا، فهو يكرههن وهن يردنا تحصنا، ولكن لو لم يردنا تحصنا وأردنا الزنا لا يوافقنهن على ذلك ولا يجوز الإكراه، الزنا حرام سواء أرادت التحصن أو ما أرادت، لكن هذا وص أغلبي، وبيان الحال مثل قوله تعالى وَرَبَـٰۤىِٕبُكُمُ ٱلَّـٰتِی فِی حُجُورِكُم مِّن نِّسَاۤىِٕكُمُ فيه بيان تحريم الربيبة التي في الحجر، وهذا ليس قيدا بل تحرم الربيبة ولو لم تكن في الحجر، لبيان الواقع أو لبيان الأغلب، فالأغلب وصف الأغلبي الربيبة التي تكون في الحجر، فإذا لم تكن في الحجر فالحكم واحد، هي حرام، كذلك هنا إن أردن تحصنا، الإكراه على الزنا حرام، سواء أرادت تحصنا أو ما أرادت تحصنا، لكن القيد بأن أردن تحصنا لبيان الأغلب وأن هذا وصف الأغلبي، وبيان الحال والواقع، أن هذه الإماء تكره على الزنا وهي تريد تحصنا، لكن لو وجد إيماء لا تريد التحصن فلا يجوز الإذن لها بالزنا، ولو لم ترد التحصن، مثل قوله تعالى: ومن يدعوا مع الله الهه آخر وَمَن یَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا ءَاخَرَ لَا بُرۡهَـٰنَ لَهُۥ بِهِۦ فَإِنَّمَا حِسَابُهُۥ عِندَ رَبِّهِ فالدعاء لغير الله حرام معلوم أنه لا يجوز الدعاء لغير الله، وأنه لا يوجد برهان لا يوجد برهان ولكن  النصح لقول الله لَا بُرۡهَـٰنَ لَهُۥ بِهِ لبيان الواقع المشرك ليس له برهان وليس المراد أنه إذا كان عنده برهان جاز الشرك . لا ..  المراد بيان الواقع فالمشرك ليس له برهان، ولكن هذا قيد لبيان الواقع والحال وأن المشرك لا برهان له، كذلك أولاء الإيماء واقعهن وحالهن أنهن يردن تحصن وهن يكرهن الزنا.
الطالب/ ( 35:26)
 لا ، هذا دليل } ربكم الذي خلقكم { دليل على العبادة أنه هو المستحق للعبادة، توحيد الربوبية دل على توحيد الألوهية رَبَّكُمُ ٱلَّذِی خَلَقَكُم هو المستحق العبادة المعبود، الدليل هذا باب الدليل .


(المتن)

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبدالله بن إدريس عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبدالله في قول عز وجل:  أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ قال كان نفر من الجن أسلموا يعبدون، فبقي الذين كانوا يعبدون على عبادتهم، وقد أسلم النفر من الجن.
حدثنا أبو بكر بن نافع العبدي قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبد الله  أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ قال كان نفر من الإنس يعبدون نفرا من الجن  فأسلم النفر من الجن واستمسك الإنس بعبادتهم) فنزلت أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ 

الشرح:
 هذا سبب نزول هذه الآية نفر من الإنس يعبدون نفر من الجن فأسلم الجنيون وبقي الإنس على عبادتهم فأنزل الله أولئك الذين تعبدونهم يدعون الله ويخافونه ويرجون رحمته، فكيف تعبدونهم وهم يعبدون الله ويخافونه والذي يخاف ويرجوا ما يصلح للعبادة أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ هم الإنس إلى الجن، يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ يطلبون القرب إلى الله بالعمل الصالح في العبادة، أيهم اقرب ويرجوا رحمته ويخافون عذابة (.

المتن:

 وحدثني بشر بن أبي خالد قال: أخبرنا محمد يعني بن جعفر قال: شعبة عن سليمان بهذا الإسناد.
 وحدثني حجاج بن الشاعري قال: حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدثني أبي قال: حدثنا حسين عن قتادة قال: عبدالله بن أبي معبد الزماني عن عبدالله بن أبي عتبه عن عبدالله بن مسعود  أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ قال: نزلت في نفر من العرب كانوا يعبدون نفر من الجن فأسلم الجنيون والإنس الذين كانوا يعبدونهم لا يشعرون فنزلت أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ 

 

الشرح:
الوسيلة ( يعني القربى بالطاعة)

 

المتن:

حدثني عبدالله بن المطيع قال حدثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير، قال: قلت: لابن عباس سورة التوبة قال: آلتوبة؟ قال: بل هي الفاضحة (آلتوبة يعني: تهسيل الهمزة، الهمزة أصلها أألتوبة همزة استفهام، يعني هل هي التوبة أم الفاضحة؟ يعني: اسمها الفاضحة نعم لأنها فضحت المنافقين وذكرت أوصافهم، ينزل منهم ومنهم ومنهم حتى خشوا المنافقين أن يسموا  بأسماءهم، سأل بن سعيد بن جبير قال له: توبة؟ قال: لا، هل اسمها التوبة أم الفاضحة اسمها الأولى الفاضحة، أن تسمى الفاضحة هذا قال: ابن عباس سعيد بن أبي جبير ءالتوبة الهمزة مد استفاهمية أهي التوبة أم الفاضحة، الفاضحة، اختار بن عباس الأولى تكون الفاضحة، لأنها فضحت المنافقين بأوصافهم لم ينزل الله منهم ومنهم ومنهم حتى خشي المنافقين أن يسموا باسماءهم .

الطالب/ (39:19)
الشيخ/ إذا ظهر نعم كما قال: عمر لحاطب انه منافق قد خان الله ورسوله، إذا ظهر من شهد عليه بالنفاق)


المتن:

قالا: آلتوبة قال: قلت: لابن عباس سورة التوبة  قال: ءالتوبة قال: بل هي الفاضحة ما زالت تنزل ومنهم ومنهم حتى ظنوا أنه لا يبقى منا أحد إلا ما ذكر فيها قال: قلت: سورة الانفال، قال تلك سورة بدر قال: قلت: فالحشر قال: نزلت في بني النضير

الشرح:
(نعم سورة البدر لان قصة غزو بدر فيها اليهود وسورة الحشر وسورة بني النضير،  اليهود بني النضير هم الذين كتب قصتهم فيها نعم سموا بسورة بني النضير وسموا بسورة الحشر نعم )

المتن:

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا علي بن أبي مسهر عن ابن حيان عن الشعبي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال خطب عمر من بني رسول الله ﷺ فحمد الله واثنى عليه ثم قال: أما بعد..
 آلا وأن الخمر نزل تحريمها يوم نزل وهي من خمسة أشياء من الحنطة والشعير التمر والزبيب والعسل والخمر ماخامر للعقل و ثلاث أشياء وبت أي أن الناس إنه رسول ﷺ،  كان عاهدا إلينا فيها، الجد والكلالة وأبواب من أبواب الربا.

(الشرح)
نعم بيان أن الخمر نزلت من هذه الاشياء الخمسة الحنطة والشعير والعسل والتمر وفي لفظ الزبيب هذه الاشياء الخمسة المراد ن هذه الأشياء الخمسة هي التي تصنع منها الخمر في زمن الناس على عهد النبي ﷺ ،ليس المراد الحصر النص على هذه الخمسة هي التي تصنع منها الخمر في زمن النبي ﷺ،  ويلحق بها كل ما كان مسكر، ولهذا ذكر ذلك عامة وقال: الخمر ما خامر العقل وغطاه، فكل ما خمر العقل ويغطيه بأي يسمى خمرا سوى كان مشروبا او مشموما، وأما النص على هذه الخمسة فهي لبيان أن هذه الخمسة الموجودة في ذلك الزمن ويلحق بها كل ما يسكر، وهذا أ كد بوصف عام وقال: و الخمر ما خامر العقل وغطاه، نزل تحريم الخمر وهي من  خمسة في زمنهم، تصنع الخمر من التمر ويسمى المريس، يصب عليه الماء ويجلس ثلاث أيام في الحر يتخمر لذلك العنب يعصرونه وكذلك كالشعير والبر والحنطة يعصر ويصب عليه الماء في شدة الحر وبعد ثلاث أيام في الغالب ويلحق به كل ما كان مسكر، ولهذا أكد مسهر: فقال و الخمر كل ما خامر العقل وغطاه، من التفاح ومن اللبن ومن غيرها، والآن وجدت الآن أنواع كثيرة لا حصر لها مالا نهاية الآن المشروبات كلها هذه إذا تخمرت فهي حرام قال: تقلب الزمن إذا كانت تسكر فهي حرام، قال: الوصف والخمر ما خامر العقل وغطاه،  دل عندما ذكر هذه الخمسة دل على بيان الواقع أن في ذلك الوقت كانت الخمر تصنع من ذلك الخمس، لا يدل الحصر بل هذا مثال لما يصنع منه الخمر، ولهذا أتى بوصف عام أن الخمر ما خامر العقل وغطاه، وأما قول عمر ثلاث وددت رسول الله ﷺ إلينا وهي الكلالة وهي الجد والكلالة وأبواب من أبواب الربا هذه الثلاثة اشكلت على عمر وهي معلومة وعند من الشريعة أشكلت علينا واضحة الكلالة الجد أشكل على عمر هل يرث مع الأخوة أو لا يرث والصواب التي تدل عليه النصوص وهو اختيار الصديق، أن الجد حكمه حكم الأب وإن يسقط الأخوة مطلقة الأشقاء الأباء لأب أو أم، هذا هو الصواب التي تدل عليه النصوص الله تعالى سمى الجد أب الأب قال الله تعالى ليوسف وَٱتَّبَعۡتُ مِلَّةَ ءَابَاۤءِیۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ وَإِسۡحَـٰقَ وَیَعۡقُوبَۚ مَا كَانَ لَنَاۤ أَن نُّشۡرِكَ بِٱللَّهِ مِن شَیۡءࣲۚ إبراهيم سماه أب وإسحاق أب وهم أجدادنا والصواب أن الجد أب يسقط الأخوة مطلقة وكذلك الكلالة أشكلت على عمر وجاء التفسير للكلالة بأن من لا ولد له،  ولا والد من لا والد له ولا ولد قال الله تعالى یَسۡتَفۡتُونَكَ قُلِ ٱللَّهُ یُفۡتِیكُمۡ فِی ٱلۡكَلَـٰلَةِۚ إِنِ ٱمۡرُؤٌا۟ هَلَكَ لَیۡسَ لَهُۥ وَلَدࣱ وَلَهُۥۤ أُخۡتࣱ فَلَهَا نِصۡفُ مَا تَرَكَۚ وَهُوَ یَرِثُهَاۤ إِن لَّمۡ یَكُن لَّهَا وَلَدࣱۚ فَإِن كَانَتَا ٱثۡنَتَیۡنِ فَلَهُمَا ٱلثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَۚ وَإِن كَانُوۤا۟ إِخۡوَةࣰ رِّجَالࣰا وَنِسَاۤءࣰ فَلِلذَّكَرِ مِثۡلُ حَظِّ ٱلۡأُنثَیَیۡنِۗ یُبَیِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ أَن تَضِلُّوا۟ۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمُۢ والدليل أنه ورث الأخوة، والأخوة لا يرثون مع وجود الأب فدل على أن الكلالة هو الذي ليس له ولد ولا والد، الكلالة من لا ولد له ولا والد، ولهذا يرث الأخوة مع البنات الأخوة يرثون مع البنات لكن مع وجود الأب والجد فلا يرث الأخوة مع البنات مع وجود الأب ما يرث الأخوة كلهم يسقطون يسقطهم الأب ، وجد خلاف وكذلك أبواب الربا كلها واضحة لكن أشكل هذا على عمر قال: ثلاث وودت رسول الله  عهد علينا فيهن الجد والكلالة وثلاث أبواب من أبواب الربا .


(المتن)

وحدثنا أبو كريب قال: أخبرنا أبو إدريس قال: حدثنا أبو حيان عن الشعبي عن ابن عمر قال: سمعت عمر الخطاب على من بر رسول الله  ﷺ، يقول أما بعد أيها الناس أنه نزل تحريم الخمر وهي من خمسة من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير والخمر ما خامر العقل وثلاث أيها الناس

الشرح:
(قاعده عامة الخمر ما خامر العقل لأي شيء كان مشروب أو مشموم، لكن هذه الخمسة هي الواقع في زمنهم هي الموجودة في زمنهم ،
الطالب/ س: العله في حصر الأحداث إلا في العنب فقط؟
الشيخ / الجواب:
 لا بئس يقول في ملحقة ويقول هذا في الاصل نعم ).


المتن:

والخمر ما خامر العقل وثلاث أيها الناس وددت أن رسول الله ﷺ كان عاهدا إلينا فيهن عهدا تنتهي إليه الجد والكلالة وأبوبا من أبواب الربا

الشرح:
العهد يعني فيه تفصيل، وإلا هذه كلها ذكرت ثلاث معروف المقصود عمر عهدا فيه تفصيل.


المتن:

  وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا إسماعيل بن علية، "ح" وحدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عيسى ابن يونس كلاهما عن أبي حيان بهذا الإسناد بمثل حديثهما غير أن ابن علية في حديث في العنب مثل ما قال: ابن ادريس مثل حديث عيسى الزبيب كما قال ابن مسفر.
 حدثنا عمرو بن ابي زرارة قال حدثنا هشيم عن أبي هشام عن أبي مجزاز عن قيس بن عباد قال: سمعت أبا ذر ..

الشرح:
 (قيس بن عباد بالتخفيف بضم العين وما عداه فهو عباد فتح العين والتشديد،


المتن:

 قال: حدثنا عمرو بن زرارة قال: حدثنا هشيم عن أبي هاشم عن أب مجزز عن قيس بن عباد قال: سمعت أبا ذر يقسم قسما إن هذان خصمان اختصموا في ربهم إنها نزلت في الذين برزوا يوم بدر حمزة وعلي وعبيدة ابن حارث وعتبة وشيبة ابنا وربيعه والوليد ابن عتبه.

الشرح:
 (نعم وأخبر بذلك علي  إنها نزلت فيهم .
وهذا سبب نزول هذه الآية.


المتن

حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة قال : حدثنا وكيع " ح" وحدثني محمد مثنى قالا: حدثنا عبد الرحمن جميعا عن سفيان عن أبي هاشم عن أبي مجزز عن قيس بن عباد قال: سمعت أبا ذرة يقسم لنزلت هذان خصمان بمثل حديث هشيم .

(الشرح)
(احسن الله إليك) الحمد الله على كماله،
 بسم الله الرحمن الرحيم
 الحمدالله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين أما بعد في الدرس في آخر درس في صحيح مسلم في بحث القاتل عن في حديث ابن عباس ان ابن عباس يرى أن القاتل لا توبة له والجمهور يرى أن له توبة وهذه الرواية المشهورة عن ابن عباس وروي عنه رواية أخرى توافق الجمهور، وهو أن الجمهور استدلوا بدليل عام ودليل خاص دليل عام آية الزمر وهي قوله تعالى: قُلۡ یَـٰعِبَادِیَ ٱلَّذِینَ أَسۡرَفُوا۟ عَلَىٰۤ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُوا۟ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ یَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِیعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِیمُ أجمع العلماء على أن هذه الآية في التائبين عامة ومنها القاتل كل من تاب تاب الله عليه، حتى الشرك الذي هو أعظم من القتل من تاب تاب الله عليه وهناك دليل خاص أيضا -فات علينا ولم ننبه عليه-وهو حديث الرجل  الذي قتل تسعه وتسعين نفسا، رواه الإمام مسلم في صحيحه، قتل رجل قتل تسعه وتسعين نفسا ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فسأله هل له من توبه فقال ليس له من توبة فقتله وكمل به المئة، ثم سأل عن أعلم أهل الارض فدل على عالم فقال له أنه قتل مئة نفسا هل له من توبة، وقال من يحول بينك وبين التوبة اذهب  إلى قرية كذا وكذا فعود إلى الله معهم واترك هذه القرية التي أنت فيها فإنها قرية سوء فذهب إلى القرية تائبا نادما نازعا مقبل على الله، فلما كان في منتصف الطريق أدركته الوفاة جاءه الموت اختصم فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا نازعا فنريد أن نقبضه فقالت ملائكة العذاب: لا لم يعمل خيرا قط فأرسل الله إليهما ملكا حكم بينهما فحكم له بأنه من أهل القرية الصالحة، -وفي رواية- أنه قال: قيسوا مابين القريتين فأيهما كان أقرب فهو من أهلها، فصار أقرب إلى القرية الصالحة أقرب بشبر وفي رواية ناء بصدره إلى القرية الصالحة وهو في سكرة الموت بقوة ما في قلبه من حقائق الايمان جعلة في سكرة الموت  ينوء بصدره للقرية الصالحة لأنه تاب وندم فقبضته ملائكة الرحمة فهذا الحديث دليل خاص ، وهو ودليل خاص في القاتل، أنه له توب ودليل ما بين خاص ودليل عام، ودليل عام الآية ودليل خاص القتل وهذا وإن كان في شرع ما قبلنا، إلا أن النبي ساقه ساق تقرير واقره ولم ينكره وإذا قرر شرعنا ما كان في الشرع سابقه فإنه شرع لنا،  والقائل أن شرع ما قبلنا  له أحوال ثلاثة الحالة الأولى: إذا جاء شرعنا ما يوافقه فهو شرع لنا ويقره إلى العالم لنا والحاجة الثانية: شرعنا ما يخالفه فليس شرع لنا الحالة الثالثة ان يسكت عنه شرعنا وهذا محل خلاف بين أهل العلم فالمقصود أن الصواب القاتل له توبة هذا هو الصواب الذي لا ينبغي ولا شك فيه ، وهو الذي عليه الجماهير ورواية ابن عباس المشهورة فهي رواية مرجوحة والرواية الثانية عنه التي توافق الجمهور هي الصواب.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد