شعار الموقع

سورة ص - 8

00:00
00:00
تحميل
58

اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين برحمتك يا أرحم الراحمين.

يقول الإمام محمد بن العثيمين رحمه الله في تفسير سورة ص: وقوله: {وفصل الخطاب}، قال المؤلف: البيان الشافي في كل قصد فصل الخطاب، هل المعنى أنه يفصل الخطاب الصادر من غيره بمعنى أنه يفصل بين الخصوم، ﴿وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ﴾[ص:21]؛ لأن المتخاصمين كل منهما يأتي بحجة يتكلم ويقول، ولهذا قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إنكم تختصمون إليَّ ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فإنما أقضي بنحو ما أسمع»، إذن فصل الخطاب يعني فصل الخطاب الحاصل من غيره، أي: يفصل في خطاب الناس، أو فصل الخطاب يعني خطابه هو، يعني أن خطابه كان فصلًا يعني ذا بيان وفصاحة.

الشيخ: محتمل أن يكون فصل الخطاب بالنسبة له معناه البيان والفصاحة، أو فصل الخطاب لغيره، نعم.

الطالب: نقول: المعنيان محتملان، فالآية تحتمل هذا وهذا، وهما لا يتنافيان، فيجب أن تكون الآية محمولة عليهما حتى إن بعضهم قال: إن فصل الخطاب هو قوله، أما بعد؛ لأن أما بعد تفصل ما قبلها عما بعدها.

الشيخ: هذا قول البعض، بعضهم قال: أما بعد فهي فصل الخطاب، وقالوا: أول من قالها داود، ومنهم من قال: أول من قالها قس بن ساعدة، والقاعدة: إذا كان اللفظ يحتمل معنيان ولا تنافي بينهما يحمل عليهما، وهو في فصل الخطاب والبلاغة والفصاحة، وأيضًا خطابه يفصل بينهما.

الطالب: ولكن هذا ليس بصحيح، أما بعد، لا شك أنها تعطي الكلام نورقًا وجمالًا وتفصيلًا، لكن كوننا نجعلها هي فصل الخطاب فيه نظر والله أعلم.

الفوائد:

1- من فوائد هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى قوى ملك داود بما ذكرنا من التقوية المعنوية والحسية.

الشيخ: قال تعالى: ﴿وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ﴾[ص:20]، يعني قويناه.

2- ومن فوائدها أن تقوية الملك من أكبر أوصاف الملك التي يتمتع بها؛ لأن الله تعالى منَّ بها على داود عليه السلام في قوله: ﴿وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ﴾[ص:20].

3- ومن فوائدها الثناء على داود عليه السلام؛ لأن الله تعالى مه تقوية ملكه آتاه الله الحكمة في التصرف، قال تعالى: ﴿وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ﴾[ص:20].

4- ومن فوائدها أن الله تعالى منَّ على داود عليه السلام بفصل الخطاب، أي: الخطاب الفصل البيِّن الذي يفصل بين الناس، ويفصل به بين الحق والباطل، وبين الضار والنافع، قال -عَزَّ وَجَلَّ-: ﴿وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ﴾[ص:21].

الشيخ: يفصل بين الحق والباطل، وبين الضار والنافع.

الطالب: قال الله -عَزَّ وَجَلَّ-: ﴿وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ﴾[ص:21]، الواو عاطفة، والجملة معطوفة على ما سبق؛ لأن الكلام كله في شأن داود، والاستفهام هنا يقول المؤلف: للتعجب والتشويق إلى استماع ما بعده.

الشيخ: [00:04:26]

الطالب: يعني أن هذه القصة عجيبة وأنها لكونها عجيبة مما يشوق إليك. والاستفهام كما نعلم جميعاً تختلف معانية بحسب السياق وإلا فالأصل فيه أنه الاستخبار عن الشيء أي طلب الإفهام عنه، يقال : استفهم عن كذا أي طلب الإفهام عنه، هذا هو الاصل، لكن الكلام يغير المعاني الأصلية إذا ما يقتضيه السياق فالمراد به هنا التشويق وله نظير مثل قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}.

الشيخ: نعم، هذا يدل على التشويق، التشويق للتجارة.

الطالب: المراد به هنا التشويق وقد يكون المراد بالاستفهام التهويل مثل (( هل أتاك حديث الغاشية * وجوه يومئذ )) إلى آخره، الاستفهام هنا للتعجب والتشويق إلى استماع ما بعده ، (( أتاك )) يا محمد فجعل المؤلف هنا الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم ولكن يجوز أن يكون الأمر كما ذهب إليه المؤلف ويجوز أن تكون الكاف لكل من يصح خطابه أي وهل أتاك أيها المخاطب وإذا قلنا بهذا القول صارت دلالة الآية أعم والقاعدة عندنا في التفسير أنه كلما كان أعم فإنه أولى وعليه فيكون المراد بالكاف هنا للمخاطبة لكل من يصح خطابه، كل خطاب في القرآن موجه إلى المخاطب فإنه على ثلاثة أقسام :

القسم الأول: أن يدل الدليل على أنه عام فيؤخذ بعمومه .

الثاني: أن يدل الدليل على أنه خاص فيؤخذ بخصوصه .

الثالث: ألا يكون هناك دليل لا هذا ولا هذا فيؤخذ بعمومه.

مثال الأول قوله تعالى : ﴿يا أيها النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا﴾[الطلاق:1].

الشيخ: هذا خطاب للنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وللأمة جميعًا، كلهم يجب عليهم أن يطلقوا للعدة، وأن يحصوا العدة، وألا يخرجن من بيوتهن.

الطالب: فيا أيها النبي الخطاب موجه للرسول صلى الله عليه وسلم لكن حكمه عام لقوله: {إذا طلقتم} فجعل الخطاب الحكم عاماً لجميع الأمة، وما دل الدليل على خصوصه فمثل قوله تعالى : {يس * والقرآن الحكيم * إنك لمن المرسلين} هذا خطاب خاص بالرسول صلى الله عليه وسلم لا يشاركه غيره.

الشيخ: نعم، خاص بالنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لا يقال أنه للأمة؛ لأن الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هو خاتم الأنبياء، ليس بعده نبي، فلا يقال أن أمته تدخل في هذا.

الطالب: وما كان محتملًا لهذا وهذا فكثير ومنه هذه الآية {هل أتاك نبأ الخصم}، {هل أتاك} مر علينا قريباً أن الفرق بين أتاك وآتاك، (( نبأ الخصم )) (( نبأ )) بمعنى خبر ولكنه لا يقال غالباً إلا في الخبر الهام (( عم يتساءلون * عن النبأ العظيم )) فهنا (( نبأ )) بمعنى خبر لكنه في أمر هام، وقوله : (( الخصم )) أي المتخاصمين بدليل قوله : (( إذ تسوروا المحراب )) فالخصم لفظه مفرد لكن معناه الجمع، وسمي المتخاصمون خصماً؛ لأن كل واحد يريد أن يخصم صاحبه أي يغلبه في الحجة ويقطع حجته.

(( إذ تسوروا المحراب )) قوله : (( إذا )) متعلقة، ولا يصح أن تتعلق بـ (( أتاك ))؛ لأن تسورهم المحراب سابق ولا بـ (( نبأ )) لأن تسورهم للمحراب أيضاً سابق، ولكنها تتعلق بشيء مقدر يدل عليه السياق يعني اذكر إذ تسوروا المحراب، محراب داود أي مسجده حيث منعوا الدخول عليه من الباب؛ لشغله بالعبادة، (( تسوروا المحراب )) بمعنى دخلوا مع سوره يعني من على السور لأن المكان مسور لأنه بيت يتعبد فيه فهو مسور وله أبواب فجاءوا ذات يوم أي الخصم فوجدوا أن الباب مغلقًا، والخصوم كما تعرفون كل ذي حاجة فهو أعمى).

الشيخ: يريد قضاء حاجته، الخصم أعمى، يريد قضاء حاجته.

الطالب: قالوا: هذا الذي أغلق بيته أو محرابه نتسور عليه نأتيه من فوق فتسوروا المحراب يقول : " حيث منعوا الدخول عليه من الباب؛ لشغله بالعبادة، أي خبرهم وقصتهم، وعليه الصلاة والسلام أغلق الباب؛ لأنه أراد أن يتعبد لله وهذا لا شك أنه يمنع من وصول الخصوم إليه، لكن الله سبحانه وتعالى سلَّط هؤلاء حيث جاءوا فوجدوا الباب مغلقاً أو منعوا من الدخول فتسوروا المحراب من السور، قال : (( إذا دخلوا عليه )) (( إذ )) بدل من إذ الأولى (( إذا دخلوا عليه )) ويحتمل أن تكون متعلقة بـ (( تسوروا )). وأنا أقول هكذا لأن إذ ظرف والظرف والجار والمجرور لا بد له من متعلق.

(( إذا دخلوا عليه )) على داود (( ففزع منهم )) أي خاف وذلك؛ لأنهم جماعة وتسوروا المحراب ومثل هؤلاء يخيفون.

الشيخ: الظاهر أنهم اثنان، لكن هل معهم غيرهم؟ محتمل، يعود الضمير على المثنى بالجمع، {فقد صغت قلوبكما}، قلبه، عائشة، وحفصة، ولم يقول قلباكما.

الطالب: لأنهم جماعة وتسوروا المحراب ومثل هؤلاء يخيفون، أرأيت لو أن أحداً تسور عليك البيت وهم جماعة هل تخاف أو لا؟ لا شك أنه سيخاف والخوف هنا طبيعي تقتضيه الطبيعة والجبلة. (( ففزع منهم )) فلما رأوه قد فزع (( قالوا لا تخف )) يعني أننا ما جئنا لقتل ولا نهب ولا تخريب، (( خصمان )) أي نحن خصمان قيل : فريقان ليطابق ما قبله من ضمير الجمع وقيل : اثنان والضمير بمعناهما. يعني خصمان أي طائفتان مختصمتان. والذين قالوا: أن المراد بالخصمين هنا طائفتان استدلوا بضمير الجمع السابق وهو قوله: تسوروا ودخلوا. وقيل: إنهم خصمان أي رجلان اثنان اختصموا والضمير بمعناهما الضمير يعني ضمير الجمع السابق بمعناهما أي بمعنى الاثنين ولكن الذي يظهر الأول أي خصمان أي فريقان مختصمان لأن ذلك هو المطابق لضمير الجمع ولأن ذلك هو الذي يحصل منه الفزع لأنهم إذا كانوا جماعة صار الفزع منهم أكثر. يقول: " والخصم يطلق على الواحد وأكثر " صحيح، قال للمدعي خصم والمدعي عليه : خصم ، ولو كان واحداً ويقال مع جماعة لجماعة هم أيضاً خصم. يقول رحمه الله : "وهما ملكان جاءا في صورة خصمين وقع لهما ما ذكر على سبيل الفرض لتنبيه داود على ما وقع منه وكان له تسع وتسعون امرأة وطلب امرأة شخص ليس له غيرها وتزوجها ودخل بها" يقول المؤلف : إن هذه الخصمين ملكان أرسلهما الله سبحانه وتعالى إلى داود من أجل أن ينبه على قضية معينة. هذا القضية كما تقول الإسرائيليات أنه عشق امرأة رجل، فأمر زوجها أن يخرج في الجهاد في الجند لعله يقتل فإذا قتل تزوجها، فأرسل الله تعالى إليه الملكين من أجل أن ينبهاه على بشاعة هذه القضية؛ لأن هذه القضية بشعة من أدنى واحد من الناس فكيف تكون من نبي وكأن الله سبحانه وتعالى لم يشأ أن ينبهه بالوحي فيقول : يا داود لم تفعل كذا ؟ كما نبه الله عز وجل بأكله من الشجر بدون ضرب مثل، وكذلك نبه الله محمداً صلى الله عليه وسلم حين عفا عن قوم من المنافقين بدون أن يتبين أمرهم بدون ضرب مثل، ونبهه على تحريمه ما أحل الله لابتغاء مرضات أزواجه بدون ضرب مثل، إلى غير ذلك من الشواهد الكثيرة التي تدل على أن الله سبحانه وتعالى ينبه على ما يحصل من الرسل بدون أن يضرب لهم أمثالاً، لكن هذه القصة الإسرائيلية.

الشيخ: هذا كله تعليق على قول الجلالين أنهم ملكان، وأن هذا ضرب مثل.

الطالب: لكن هذه القصة الإسرائيلية أبت إلا أن يضرب مثلاً لفعل داود المزعوم، والحقيقة أن هذا القصة باطلة، ولا يحل لأحد أن يعتقدها في داود أنه عشق امرأة رجل وأراد أن يتزوجها، وكان عند داود تسع وتسعون امرأة فأراد أن يكمل بهم المائة هذا غير لائق بأدنى واحد من الناس فضلاً عن نبي من أنبياء الله. لكن اليهود لعنة الله عليهم لا يبالون أن يلطخوا الأنبياء كما لطخوا من أرسل الأنبياء فقالوا: (( يد الله مغلولة )) وقالوا : (( إن الله فقير )) وقالوا : إن الله يتعب، فليس غريباً أن يلطخوا الأنبياء بالعشق والحيل والمكر، فلهذا لطخوا داود بهذه الكذبة. والصحيح الذي لا شك فيه أنهم خصمان من البشر، وليسوا ملائكة خصمان من البشر تنازعا في قضية بينهما ستأتي في القرآن الكريم، وكل ما سوى ذلك فإنه كذب؛ لأن القرآن يكذبه فإن القرآن إذا أتى بالقصة فلا بد أن يأتي بها على وجه الكمال؛ لتكون عبرة وعلى وجه الصراحة؛ لئلا يكون فيها إلباس واشتباه.

فالقصة كما هي في القرآن تماماً ما في ملائكة ولا فيه رجل له زوجة حسناء أرادها داود أبداً ولا يجوز للمسلم أن يعتقد هذا في أحد أنبياء الله ، القصة هي (( قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ )) (( خصمان بغى بعضنا على بعض )) يعني اعتدى عليّ لأن البغي هو العدوان اعتدى علي وطلبوا منه قال : (( احكم بيننا بالحق ولا تشطط )) طلبوا أن يحكم بينهم لكنهم أضافوا كلمة ليست بجيدة قالوا : (( احكم بيننا بالحق )) ومثل هذا لا ينبغي أن يقال لنبي من الأنبياء بل ولا ينبغي أن يقال لأي حكم يتحاكم إليه لأنك إذا تحاكمت إلى رجل مع خصمك فإنكما تعتقدان ما يقوله هو الحق ليس الحكم في مقام تهمة حتى يقال : (( احكم بيننا بالحق )) ولهذا انتقض الصحابة رضي الله عنهم في قصة العسيف .....الذي زنا بامرأة من أستأجره لما حضر أبو ولد الزاني وزوج المرأة قال أحدهما للرسول عليه الصلاة والسلام : أنشدك الله إلا ما قضيت بيننا بكتاب الله فناشد النبي صلى الله عليه وسلم أن يقضي بينهما بكتاب الله ، قالوا : وقال الآخر وكان أفقه منه : نعم فاقضي بيننا بكتاب الله ولا ناشد الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه طلب المناشدة في هذا المقام خطأ وسفه أنت ما جئت إليه إلا وترى أنه يحكم بكتاب الله فلا حاجة إلى أن تناشده.

هؤلاء قالوا : احكم بيننا بالحق طلبوا منه أن يحكم بينهما بالحق وهو لا يحكم بينهما إلا به حتى بإقرارهما لأنهما جعلاه حكماً (( ولا تشطط )) الشطط يعني النقص أو الجور ولهذا قال في تفسيره : " تجر " يعني لا تجر بالحكم فتميل مع أحدنا. (( واهدنا )) أرشدنا (( إلى سواء الصراط )) وسط الطريق الصواب يعني إذا حكمت فاحكم بالعدل بدون جور (( واهدنا إلى سواء الصراط )) يعني دلنا إلى الصراط السواء يعني إلى وسط الصراط أو إلى الصراط المستقيم وعليه فتكون (( سواء )) من باب إضافة الصفة إلى موصوفها. يعني اهدنا إلى الطريق السوي العدل. والهداية هنا هداية دلالة ولا إرشاد ؟ دلالة لأنه ما يستطيع أن يجبرهم على ما يحكم به لكن هي دلالة فلو قال المؤلف في (( اهدنا )) وقال : " دلنا " لكان أحسن، القضية هي قال : (( إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً )) سبحان الله هذان الخصمان غريبان يتخاصمان ثم يقول أحدهما للآخر : (( إن هذا أخي )) الخصومة عادة أن الخصم يسب خصمه فيقول : هذا المعتدي الظالم الفاجر اللي فيه مالا فيه نعم أما هذا فقال : (( إن هذا أخي )) وهو يدل على أن الخصومة ليست تحمل ورائها شيئاً من العداوة والبغضاء.

(( أخي )) قال : " أي على ديني " وقال المؤلف هذا ليفيد أن الإخوة ليست أخوة في النسب بل أخوة الدين. (( له تسع وتسعون نعجة )) يعبر بها عن المرأة. (( تسع وتسعون نعجة )) يعني مائة إلا واحدة و (( نعجة )) منصوبة على أنها تمييز وكل عدد له تمييز، وكل عدد له تمييز، لماذا ؟ لأن العدد إذا لم يذكر المعدود كان مبهماً، فإذا ذكر المعدود فهذا تمييزه).

الشيخ: والنعجة تمييز، تسع وتسعون نعجة، تسعون وتسعون درهمًا، تسع وتسعون نعجة، تمييز.

الطالب: ثم هذا التمييز قد يكون مجروراً وقد يكون منصوباً ففي قولنا : عشرة رجال التمييز مجرور وفي قولنا : عشرون رجلاً التمييز منصوب. هنا (( نعجة )) التمييز منصوب لأن كل العقود من عشرين إلى تسعين كلها يكون تمييزها منصوباً .طيب قال المؤلف في تفسير (( نعجة )): " قال يعبر بها عن المرأة " قوله : " يعبر بها عنه المرأة " يفيد بأن هذا ليس هو الأصل في النعجة وهو كذلك فالأصل أن النعجة أنثى الشياة وليست هي المرأة فإذا كان هذا هو الأصل فمن ادعى أن المراد بالنعجة هنا المرأة فعليه الدليل لأن كل من ادعى خلاف الأصل فعليه الدليل، فالنعجة ليست هي المرأة في هذه الآية بل هي واحدة الضأن.

الشيخ: هذا كلام من؟

الطالب: هو يرد على المؤلف لأنه قال أن النعجة هنا هي المرأة.

الشيخ: نقف على النعجة في الدرس القادم.

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد