شعار الموقع

شرح كتاب المناسك من صحيح ابن خزيمة_41

00:00
00:00
تحميل
57

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال الإمام ابن خزيمة -رحمه الله تعالى- في صحيحه:

قارئ المتن: بَابُ النَّذْرِ بِالْحَجِّ ثُمَّ يَحْدُثُ الْمَوْتُ قَبْلَ وَفَائِهِ، وَالْأَمْر بِقَضَائِهِ، وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّهُ مِنْ جَمِيعِ الْمَالِ؛ لِتَشْبِيهِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَذْرَ الْحَجِّ بِالدَّيْنِ.

شرح الشيخ: يعني نذرَ أن يحج، ثم مات قبل أن يفي بنذره، فإنه يؤمر بقضائِه، ويقضيه من جميع المال، يعني لا يُقضى من الثلث؛ ثلث المال، من جميع المال قبل أن تُقسَم التركة؛ هذا لأنه دين، دين الله مثل دين الآدمي، والديون تُخرج من رأس التركة، تُخرج الديون، وتُخرج الوصايا، وتُخرج أجرة الكفن، وأجرة حفر القبر، وأجرة التغسيل، وكذلك الديون التي بِرهن، كلها تُخرج ثم بعد ذلك تُقسّم التركة.

قوله: من جميع المال يعني: ليس من الثُلث، من جميع المال، والثلث هذا بعد ذلك يُنزع الثُلث بعد ما تنتهي الديون وكذا، يُخرج الثُلث.

سؤال: وجوبًا أم استحبابًا؟

الشيخ: نعم، وجوب وليس استحباب.

قارئ المتن: حدثنا بُنْدَارٌ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ امْرَأَةً نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ، فَمَاتَتْ، فَأَتَى أَخُوهَا النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: «أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى أُخْتِكَ دَيْنٌ، أَكُنْتَ قَاضِيَهُ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَاقْضُوا اللَّهَ، فَهُوَ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ» حدثنا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، أَخْبَرَنَا عِيسَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ وَهُوَ أَبُو بِشْرٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ بِمِثْلِهِ.

الشيخ: ماذا قال في تخريجه؟

مداخلة: قال: "صحيح، أخرجه أحمد والبخاري".

الشيخ: البخاري في [الأيمان والنذور]، يقول: هو حق يُقضى «فَاقْضُوا اللَّهَ» واللفظ الأحرى أقضوا الله؛ أي أقضوا لله دينه، هنا اقضوا حق الله وهذا واضح؛ في أن النذر يُقضى من جميع المال، وأنه دين، فديون الله وديون الآدمي كلها تُخرج، ديون الله: كالزكاة، والكفارات، والنذور، وديون الآدمي كذلك كلها تُخرج من أصل التركة قبل قسمة التركة.

قارئ المتن: بَابُ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْحَجَّ الْوَاجِبَ مِنْ جَمِيعِ الْمَالِ لَا مِنَ الثُّلُثِ

حدثنا الرَّبِيعُ، عَنِ الشَّافِعِيِّ، أَخْبَرَنا ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ امْرَأَةً، مِنْ خَثْعَمٍ سَأَلَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَقَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: هَكَذَا حَفِظْتُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ، وَأَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ، وَزَادَ: فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَهَلْ يَنْفَعُهُ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ، كَمَا لَوْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ فَقَضَيْتِيهِ، نَفَعَهُ».

الشيخ: تخريجه؟

مداخلة: قال: "سبق تخريجه".

الشيخ: قال: "إسناده صحيح في مُسند [الحميدي]" الحديث.

مداخلة: في السابق قال: "أخرجه أحمد والنسائي".

مداخلة: اختلفت الترجمة.

شرح الشيخ: قال: «فَهَلْ يَنْفَعُهُ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ، كَمَا لَوْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ فَقَضَيْتِيهِ، نفعه»، فهو من جميع المال يعني ليس من الثُلث، من جميع المال يُخرج الديون سواء كان لله أو لآدمي، ثم بعد ذلك يُخرج الثُلث.

قارئ المتن: بَابُ النَّذْرِ بِالْحَجِّ مَاشِيًا فَيَعْجِزُ النَّاذِرُ عَنِ الْمَشْيِ بِذِكْرِ خَبَرٍ مُخْتَصَرٍ غَيْرِ مُتَقَصًّى.

حدثنا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، حدثنا عَمْرٌو وَهُوَ ابْنُ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَدْرَكَ شَيْخًا كَبِيرًا يُهَادَى بَيْنَ ابْنَيْهِ يَتَوَكَّأُ عَلَيْهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَا شَأْنُ هَذَا الشَّيْخِ؟» فَقَالَ ابْنَاهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَانَ عَلَيْهِ نَذْرٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «ارْكَبْ أَيُّهَا الشَّيْخُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكَ وَعَنْ نَذْرِكَ».

الشيخ: تخريجه؟

مداخلة: قال: "صحيح أخرجه مسلم".

شرح الشيخ: هنا ترجع (بَابُ النَّذْرِ بِالْحَجِّ مَاشِيًا فَيَعْجِزُ النَّاذِرُ عَنِ الْمَشْيِ فيركب)، في هذا الحديث أن هذا الشيخ يمشي ويُهادى بين ابنيه، كان تعب من المشي في الحج، فسأل النبي: «مَا شَأْنُه؟» قال ابناه: (يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَانَ عَلَيْهِ نَذْرٌ أن يمشي. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «ارْكَبْ أَيُّهَا الشَّيْخُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكَ وَعَنْ نَذْرِكَ») وليس فيه كفارة لأنه أرشده إلى ما هو أفضل، الحج مشيًا أفضل؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- حج راكبًا، فأرشده إلى الأفضل كما سبق فليس عليه كفارة.

قارئ المتن: حدثنا الصَّنْعَانِيُّ، حدثنا بِشْرٌ، حدثنا حُمَيْدٌ قَالَ: إِمَّا سَمِعْتُ أَنَسًا وَإِمَّا عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، ح وحدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فَيَّاضٍ، حدثنا عَبْدُ الأعلىَ، حدثنا حُمَيْدٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَى شَيْخًا كَبِيرًا يُهَادَى بَيْنَ ابْنَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَا هَذَا؟» قَالُوا: نَذَرَ أَنْ يَمْشِيَ إِلَى الْبَيْتِ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَنْ تَعْذِيبِ هَذَا نَفْسَهُ لَغَنِيٌّ» قَالَ: فَأَمَرَهُ أَنْ يَرْكَبَ.

الشيخ: تخريجه؟

مداخلة: قال: "أخرجه البُخاري ومُسلم". 

شرح الشيخ: قال: مُسلم والبُخاري.

(رَأَى شَيْخًا كَبِيرًا يُهَادَى بَيْنَ ابْنَيْهِ قال: «مَا هَذَا؟» قَالُوا: نَذَرَ أَنْ يَمْشِيَ إِلَى الْبَيْتِ، قال: «إِنَّ اللَّهَ عَنْ تَعْذِيبِ هَذَا...» فأمره أن يركب)، نقله إلى الأفضل وليس فيه كفارة.

 

 

قارئ المتن: بَابُ هَدْيِ النَّاذِرِ بِالْحَجِّ مَاشِيًا، فَيَعْجِزُ عَنِ الْمَشْيِ وَالدَّلِيلِ عَلَى الْخَبَرَيْنِ اللَّذَيْنِ ذَكَرْتُهُمَا فِي الْبَابِ قَبْلُ، مُخْتَصَرَيْنِ عَلَى مَا ذَكَرْتُ.

حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حدثنا أَبُو دَاوُدَ، حدثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ أُخْتِهِ نَذَرَتْ أَنْ تَمْشِيَ إِلَى الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ نَذْرِ أُخْتِكَ لِتَرْكَبْ، وَلْتَهْدِ بَدَنَةً».

الشيخ: تخريجه: "إسناده صحيح، رواه أبو داوود".

المداخلة: قال: "أخرجه البُخاري ومُسلم".

الشيخ: في [00:08:47] ذكره مسلم، فيها هنا باب هدي الناذر، عندك باب هدي هكذا بالترجمة؟ 

مداخلة: نعم.

قارئ المتن: بَابُ هَدْيِ النَّاذِرِ بِالْحَجِّ مَاشِيًا، فَيَعْجِزُ عَنِ الْمَشْيِ وَالدَّلِيلِ عَلَى الْخَبَرَيْنِ اللَّذَيْنِ ذَكَرْتُهُمَا فِي الْبَابِ قَبْلُ، مُخْتَصَرَيْنِ عَلَى مَا ذَكَرْتُ.

شرح الشيخ: يعني أنه خبرين سبق ما فيه أنه عجز، وهنا فيه أنه عجز عن المشي، فهذه (نَذَرَتْ أَنْ تَمْشِيَ إِلَى الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ نَذْرِ أُخْتِكَ، لِتَرْكَبْ، وَلْتَهْدِ بَدَنَةً»).

سؤال: في الخبرين: الأول غير متقصى فيه، ومثل الذي قال: أحج عن شبرمة ولم [00:09:46] إلا في حديثٍ سابق.

الشيخ: لا، هذا غير قصة شبرمة، هنا قال: «لتركب ولتُهدي بدنة»، ما ذكر هنا: (بَابُ هَدْيِ النَّاذِرِ بِالْحَجِّ مَاشِيًا)، لهذا النذر: ولتهدي بدنة؛ سبق أن من عجز عن المشي وأرشده إلى الركوب أنه ليس فيه بدنة، سبق في الترجمة السابقة قال: أن العاجز عن المشي أرشده إلى أن يركب وليس عليه شيء، انظر الترجمة السابقة، قال: ولم يفدِ لأنه نقله إلى الأفضل، سبقت الترجمة.

سؤال: [00:10:46]

الشيخ: لا، لا قبل التراجم، أنه نقله إلى الأفضل، وهناك ذكر أنه نقله إلى الركوب، وهو الأفضل وليس عليه هدي.

مداخلة: «ارْكَبْ أَيُّهَا الشَّيْخُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكَ وَعَنْ نَذْرِكَ».

الشيخ: مرت معنا؟ مرت، وأن العاجز عن المشي أمره بالركوب، ولم يأمره بالهدي؛ لأنه نقله للأفضل؛ لأن الحج ماشيًا سبق في ترجمة مرت، وهذه الترجمة فيها أنه أمره بالهدي، فلا بد من الجمع بينهما، لا يوجد فهرس أظن للتراجم؟ سبقت أليس كذلك؟

مداخلة: نعم.

الشيخ: سبقت الترجمة في ترجمة مضت، وهناك لم يذكر الهدي، وهنا ذكر الهدي، قال: (بَابُ هَدْيِ النَّاذِرِ بِالْحَجِّ مَاشِيًا، فَيَعْجِزُ عَنِ الْمَشْيِ).

سؤال: ناسخ ومنسوخ؟

الشيخ: نريد أن نرى الجانبين، نرجع للترجمة السابقة، قال: (بَابُ هَدْيِ النَّاذِرِ بِالْحَجِّ مَاشِيًا، فَيَعْجِزُ عَنِ الْمَشْيِ)، هُناك ذكر أنه ليس عليه هدي؛ لأنه نقله للأفضل، وهنا قال: «لِتَرْكَبْ، وَلْتَهْدي بَدَنَةً»، نبحث إن شاء الله في الترجمة السابقة، والدرس القادم نجمع بينها وبين الترجمة هذه، هناك أمره بأن يركب ولم يهدِ وقال: نقله إلى الأفضل وليس فيه هدي، وهُنا قال: فيه هدي، هدي الناذر بالحج إذا عجز.

مداخلة: كأن قوله: «وَلْتَهْدِي بَدَنَةً» ليست في رواية الصحيحين.

 قال في فتح الباري: "وبهذا ترجم البيهقي للحديث وأورد في بعض طرقه من رواية عكرمة عن ابن عباس أن أخت عُقبة نذرت أن تحج ماشية، فقال: «إِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ مشي أُخْتِكَ فلِتَرْكَبْ، وَلْتَهْدِ بَدَنَةً»، وأصله عند أبي داوود بلفظ "ولتهدِ هديا"، ووهم من نسب إليه أنه أخرج هذا الحديث بلفظ: «وَلْتَهْدِ بَدَنَةً».

 وأورده من طريق أخرى عن عكرمة بغير ذكر الهدي، وأخرجه الحاكم من حديث ابن عباس بلفظ جاء رجل فقال: "إن أختي حلفت أن تمشي إلى البيت، وإنه يشق عليها المشي، فقال: «مرها فلتركب إذا لم تستطع أن تمشي، فما أغنى الله أن يشق على أختك»".

ومن طريق كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ جَاءَ رجلً فقال: يا رسول الله: إِنَّ أُخْتِي نَذَرَت أن تَحُج ماشية، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَصْنَعُ بِشَقَاءِ أُخْتِكَ شَيْئًا، لتَحُجَّ رَاكِبَةً، ثم لْتُكَفِّرْ يَمِينَهَا».

وأخرجه أصحاب السنن من طريق عبد الله بن مالك، عن عقبة بن عامر قال: نذرت أختي أن تحج ماشية غير مختمرة فذكرت ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «مر أختك فلتختمر، ولتركب، ولتصم ثلاثة أيام»، ونقل الترمذي عن البخاري: "أنه لا يصح فيه الهدي".

الشيخ: سبق نفس الحديث هذا، سبق في الترجمة في قصة أخت عُقبة بن نافع، سبقت من قبل.

قارئ المتن: بَابُ النَّذْرِ بِالْحَجِّ مَاشِيًا فَيَعْجِزُ النَّاذِرُ عَنِ الْمَشْيِ بِذِكْرِ خَبَرٍ مُخْتَصَرٍ غَيْرِ مُتَقَصًّى.

مداخلة: أرشده إلى ما هو أفضل فليس عليه كفارة.

شرح الشيخ: نعم، هذا، ولكن قبل هذا هناك ترجمة سبقت نفس قصة أخت عُقبة، متى مرت قبل؟ مرت في نفس الترجمة ونفس الحديث، وليس فيه هدي، فالهدي هذا ليس في الصحيح، قال: «ولتُهدِي» كما ذكر الآن أنه ليست في الصحيح وإنما في أبي داوود، أخرجها من؟

مداخلة: في أبي داوود «فلتهدِي هديًا».

الشيخ: لكن ليست في الصحيح؟ الهدي يقول ليس في الصحيح؟

مداخلة: يقول عزاه إلى البيهقي وقال: "نقل الترمذي عن البخاري أنه لا يصح فيه الهدي".

الشيخ: سبقت الترجمة، قرأناه، وأتى بحديث عقبة، قال: «إن الله غنيٌ عن تَعذيبِ أُختِكَ نَفسَها»، أين الترجمة هذه؟ متى مرت معنا؟ نعم، مرت وقرأناها.

مداخلة: في نفس الحديث: اركبها، فإنها بدنة، لما رأى رجل يمشي [00:17:11]، وقال رسول الله: «إنها بدنة» ...

الشيخ: لا، غيره، في نفس حديث عقبة، أنها نذرت أن تحج ماشية فأمرها أن تركب، وليس فيه هدي، هنا فيه هدي، البُخاري يقول: "ليس فيه هدي".

مداخلة: المسألة ما فيها هدي في الحديث الذي قبل هذا، الحديث قبل هذا ما في هدي.

الشيخ: المؤلف يقول: أنه مختصر؟

قارئ المتن: (خَبَرٍ مُخْتَصَرٍ غَيْرِ مُتَقَصًّى).

شرح الشيخ: تُراجع الترجمة، يُرجع إلى لترجمة الآن، ولو كان فيه فهرس ممكن يُرجع إليها، كأن المؤلف في هذه الترجمة كررها مرة ثانية، هذه تكرار لترجمة سابقة، الترجمة الأولى ما فيها نذر وهنا فيها نذر الآن، وفيها هدي.

مداخلة: يأتي بعده.

قارئ المتن: بَابُ الْيَمِينِ بِالْمَشْيِ إِلَى الْكَعْبَةِ فَيَعْجِزُ الْحَالِفُ عَنِ الْمَشْيِ

حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حدثنا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ آدَمَ، حدثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ فِي الرَّجُلِ يَحْلِفُ بِالْمَشْيِ فَيَعْجِزُ، فَيَرْكَبُ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَحُجُّ مِنْ قَابِلٍ فَيَرْكَبُ مَا شَاءَ، وَيَمْشِي مَا شَاءَ، وَيَرْكَبُ، قَالَ شَرِيكٌ وَحدثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى أَبِي طَلْحَةَ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: «تَرْكَبُ، وَتُكَفِّرُ يَمِينَهَا».

الشيخ: تخريجه؟

مداخلة: "إسناده ضعيف لضعف شريك ابن عبد الله النخعي".

شرح الشيخ: إسناده ضعيف لسوء حفظ شريك، (حدثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ فِي الرَّجُلِ يَحْلِفُ بِالْمَشْيِ فَيَعْجِزُ، فَيَرْكَبُ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَحُجُّ مِنْ قَابِلٍ فَيَرْكَبُ مَا شَاءَ، وَيَمْشِي مَا شَاءَ، وَيَرْكَبُ، قَالَ شَرِيكٌ وَحدثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى أَبِي طَلْحَةَ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: «تَرْكَبُ، وَتُكَفِّرُ يَمِينَهَا»)، وهذا ضعيف.

مداخلة: لفظ حديث ابن عباس في طبعة [التأصيل] قال ابن عباس: "يَحُجُّ مِنْ قَابِلٍ فَيَرْكَبُ ما مشى ويمشي ما ركب"، قالوا في الأصل: ما شاء، والمثبت من [الإتحاف]، و[المستدرك] من طريق شريك.

الشيخ: يركب ما شاء ويمشي ما شاء، الأصل ماذا؟

المداخلة: فيركب ما مشى، ويمشي ما ركب.

الشيخ: هذا ماذا؟

مداخلة: طبعة [التأصيل].

مداخلة: إسناده ضعيف.

الشيخ: هذا الأقرب، أنه يركب ما مشى، ويمشي ما ركب، فيركب ما مشى: الإنسان القادر أن يحج، الذي مشى فيه يركب، والذي ركب فيه يمشي يعني: الموضع الذي ركب فيه يمشي، والموضع الذي مشى فيه يركب.

في طبعة [التأصيل] يحج من قابل فيركب ماذا؟

المداخلة: فيركب ما مشى.

الشيخ: ما مشى بدل ما شاء، ويمشي ما ركب.

  قارئ المتن: حدثنا أَبُو عَمَّارٍ، حدثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ مَوْلَى آل طَلْحَةَ عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلًا، جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: إِنَّ أُخْتِي جَعَلَتْ عَلَيْهَا الْمَشْيَ إِلَى بيتِ الله، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَصْنَعُ بِشَقَاءِ أُخْتِكَ شَيْئًا، قُلْ لَهَا فَلْتَحُجَّ رَاكِبَةً، وَلْتُكَفِّرْ يَمِينَهَا».

الشيخ: قال شريك في الحديث السابق؟

قارئ المتن: قَالَ شَرِيكٌ وَحدثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آل طَلْحَةَ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: «تَرْكَبُ، وَتُكَفِّرُ يَمِينَهَا».

الشيخ: هذا سنده ضعيف، إسناده ضعيف.

سؤال: حديث صحيح؟

الشيخ: ضعيف، تابع الحديث قال شريك [00:21:48]، وشريك فيه ضعف، فيه الأمر بالكفارة، فيه ضعف، وحدثنا أبو عامر ...

قارئ المتن: (حدثنا أَبُو عَمَّارٍ)

الشيخ: أبو عمار أم أبو عامر؟

المداخلة: عندي عمار قال: انظر [تهذيب الكمال].

الشيخ: حدثنا أبو عمار ...

قارئ المتن: حدثنا أَبُو عَمَّارٍ، حدثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ مَوْلَى آل طَلْحَةَ عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

الشيخ: مولى آل طلحة عندك؟

المداخلة: نعم آل طلحة.

الشيخ: في تعليق عليه؟

مداخلة: لا ما علق عليه.

الشيخ: عندنا مولى أبي طلحة عن كريب ...

قارئ المتن: حدثنا أَبُو عَمَّارٍ، حدثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ مَوْلَى آل طَلْحَةَ عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلًا، جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: إِنَّ أُخْتِي جَعَلَتْ عَلَيْهَا الْمَشْيَ إِلَى بَيْتِ الله، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَصْنَعُ بِشَقَاءِ أُخْتِكَ شَيْئًا، قُلْ لَهَا فَلْتَحُجَّ رَاكِبَةً، وَلْتُكَفِّرْ يَمِينَهَا».

الشيخ: ماذا قال عليه؟

المداخلة: قال: "إسناده ضعيف؛ لضعف شريك ابن عبد الله النخعي، أخرجه الحاكم".

الشيخ: نفس السبب قوله: «وَلْتُكَفِّرْ يَمِينَهَا» سبق في الترجمة أنه لم يأمرها بكفارة ولا بهدي؛ لأنه نقله إلى الأفضل، تُراجع الترجمة السابقة الآن، نبحث عنها إن شاء الله، وفي الدرس القادم، نجمع بينهم، والعهدة عليه، قال: الهدي والأمر بالكفارة فيه ضعف، حديث ضعيف، والأمر بالهدي ليست في البخاري.

مداخلة: مسلم ما فيه هدي.

الشيخ: ما فيه هدي، والترجمة السابقة سبق للمؤلف أنه قال: أنه نقله إلى الأفضل وليس فيه هدي، تُراجع الترجمة السابقة، أين ذهبت الترجمة السابقة الآن؟ قرأناها الترجمة فيه حديث عُقبة بن عامر.

مداخلة: في الترجمة يقول إنه أرشده إلى ما هو الأفضل؟

الشيخ: نعم، سبق، إلى ما هو أفضل.

المداخلة: أنت علقت عليها، وقلت: أرشدها إلى ما هو أفضل.

الشيخ: نعم، أين هي؟

 مداخلة: أنت ذكرتها في الحديث الأول، أول الباب:

قارئ المتن: بَابُ النَّذْرِ بِالْحَجِّ مَاشِيًا فَيَعْجِزُ النَّاذِرُ عَنِ الْمَشْيِ بِذِكْرِ خَبَرٍ مُخْتَصَرٍ غَيْرِ مُتَقَصًّى

أنت علقت عليها، وقولت: أرشدها إلى ما هو أفضل.

الشيخ: نعم، هذا سبق في ترجمة سابقة، أيضًا سبقت، ويوجد في الترجمة السابقة.

قارئ المتن: بَابُ ذِكْرِ إِسْقَاطِ فَرْضِ الْحَجِّ عَنِ الصَّبِيِّ قَبْلَ الْبُلُوغِ ...

بركة، وفق الله الجميع.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد