الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الإمام ابن خزيمة رحمه الله تعالى في صحيحه فيما نقله الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة:
عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن مالك، ح...
الشيخ: رقم الحديث؟
قارئ المتن: مائة وواحد وثلاثين.
الشيخ: نعم؟
قارئ المتن: مائة وواحد وثلاثون.
الشيخ: نعم، عن يونس نعم.
قارئ المتن: عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن مالك، ح، وعن يحيى بن حكيم، عن بسر بن عمر، عن مالك، ح، وعن يحيى بن حكيم، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك، عن سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه فإذا قضى أحدكم نهمته من وجهه فليعجل إلى أهله».
الشيخ: نعم، والحديث؟ حديث صحيح.
مداخلة: البخاري ومسلم.
الشيخ: نعم؟
قارئ المتن: أخرجه البخاري ومسلم.
الشيخ: أخرجه الشيخان وغيرهما معروف، حديث معروف: قوله: «السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم...» العذاب يعني المشقة العذاب يطلق على المشقة وعلى الألم يعني فيه مشقة وفيه ألم ولهذا بين منها أنه يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه المسافر يتغير عليه عادته في نومه وطعامه وشرابه وعادته... وكذلك أيضاً الذي... من ناح على الميت فإنه يعذب الميت ببكائه جاء في وصفه أنه يلهز ويقال: هل أنت كذا؟ هل أنت كذا؟ وهذا نوع من العذاب ولهذا قال النبي: «فإذا قضى أحدكم نهمته من وجهه فليعجل إلى أهله».
قارئ المتن: عن عبد الرحمن..
الشيخ: يعني قضى السفر أو حاجته فليعجل، نعم.
قارئ المتن: عن عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، عن عبد الرحمن، عن ابن جريج، ح، وعن محمد بن صدران، عن أبي عاصم، عن ابن جريج، قال: حدثني ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه عبد الله، وعمه عبيد الله، عن كعب بن مالك رضي الله عنه أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقدُم من سفر إلا بالنهار ضحى، ثم يدخل..
الشيخ: كان لا يقدَم.
قارئ المتن: كان لا يقدَم من سفر إلا بالنهار ضحى، ثم يدخل المسجد، فيصلي ركعتين، ثم يجلس للناس.
وعن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه عبد الله، وعمه عبيد الله، عن كعب بن مالك رضي الله عنه، نحوه.
شرح الشيخ: والحديث صحيح، أخرجه البخاري ومسلم الشيخان وغيرهما، وفيه أن كعب أخبر عن النبي أنه كان لا يقدم من سفر إلا بالنهار ضحى هذه عادته وأنه يدخل المسجد أيضاً فيصلي ركعتين ثم يجلس للناس يعني يجلس للناس لقضاء حوائجهم هو يقدم ضحى لأنه لو قدم في الليل فغالب الناس يكونون في بيوتهم لكن الضحى الناس انتشر الناس لحوائجهم وفيه أنه عليه الصلاة والسلام يبدأ بالمسجد يصلي ركعتين قبل أن يدخل بيته ثم يجلس للناس لقضاء حوائجهم عليه الصلاة والسلام هذه سنة السنة المسافر أنه إذا جاء يبدأ بالمسجد فيصلي ركعتين وهي سنة مهجورة عند بعض الناس، ويفعلها بعضهم، نعم.
قارئ المتن: عن بندار، عن يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن عمر، ح، وعن عبد الجبار بن العلاء، عن سفيان، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قفل من غزوة أو حج أو عمرة فعلا فدفدا من الأرض أو شرفا كبر ثلاثا، ثم قال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون عابدون سائحون لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده».
الشيخ: والحديث؟ حديث صحيح أخرجه
قارئ المتن: البخاري وأحمد.
شرح الشيخ: ومسلم وهو حديث صحيح، والفدفد: هو المرتفع الأرض، قال: هو الموضع الذي فيه غلظ وارتفاع، وقيل: هو الفلاة، وقيل: غليظ الأرض، وقيل: الجلد من الأرض، ارتفع إذا.. كان إذا علا مرتفعا عليه الصلاة والسلام... وكان إذا علا من الأرض شيئا مرتفعا فإنه يكبر وإذا هبط يسبح هذه عادته عليه الصلاة والسلام تكبير.... سنة التكبير إذا علا مرتفعا لتعظيم الله عز وجل وأنه أكبر من كل شيء وإذا هبط سبح تنزيها الله عن السفول وعما لا يليق به فهذه عادته كان إذا قفل يعني رجع، إذا رجع من غزوة أو حج أو عمرة جميع الأسفار هكذا اذا علا مرتفعا كبر وإذا هبط سبح ثم إذا قدم راجعا البلد كبر ثلاثا وقال: «لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله» ثم قال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون» يعني راجعون «تائبون» يعني راجعون من السفر الآيبون «تائبون» إلى الله «عابدون سائحون لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده» هذا مستحب هذا إذا رجع من السفر يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون عابدون سائحون لربنا حامدون، آيبون يعني راجعون تائبون إلى الله عابدون سائحون من السياحة والسفر والعبادة تائبون آيبون تائبون عابدون سائحون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، نعم.
قارئ المتن: أحسن الله إليكم هذا يقال في كل الأسفار؟
الشيخ: نعم، سنة.. سنة للقادم من سفر، نعم.
قارئ المتن: قال: حدثنا مؤمل بن هشام، قال: حدثنا إسماعيل، عن أيوب السختياني، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قفل من غزوة أو حج أو عمرة فعلا فدفدا من الأرض أو شرفا كبر ثلاثا، ثم قال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون عابدون سائحون لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده».
شرح الشيخ: هذا كسابقه، النبي صلى الله عليه وسلم أسفاره كلها للعبادة إما جهاد أو حج أو عمرة.
مداخلة: يسبح يقول: سبحان الله، أم: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم؟
الشيخ: سبحان الله سبحان الله سبحان الله وإذا قال: سبحان الله وبحمده، تسبيح سبحان الله وإذا أضاف الحمد فلا بأس طيب هذا لكن عند الرجوع يكبر ثلاثا ثم يقول هذا الذكر: الله اكبر الله اكبر الله اكبر لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير آيبون تائبون عابدون سائحون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، نعم.
قارئ المتن: أحسن الله إليكم.
الشيخ: هنا فيه زيادة... الحديث هنا فيه زيادة: عابدون؟ كلها موجودة السجوع الأربع آيبون تائبون عابدون سائحون لربنا حامدون، نعم.
قارئ المتن: أحسن الله إليكم..
مداخلة: ...
الشيخ: نعم؟
مداخلة: ...
الشيخ: يفيد الحديث قوة، نعم.
مداخلة: ....
الشيخ: نعم.
قارئ المتن: أحسن الله إليكم في البخاري بدل قوله: سائحون؛ ساجدون.
الشيخ: ساجدون؟ آيبون تائبون عابدون ساجدون.
قارئ المتن: آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون.
الشيخ: آيبون تائبون عابدون..
قارئ المتن: ساجدون..
الشيخ: في عابدون؟
قارئ المتن: نعم أحسن الله إليكم.
الشيخ: آيبون تائبون عابدون ساجدون، نعم، لربنا حامدون.
قارئ المتن: في روايات أخرى أورد عدة روايات البخاري.
الشيخ: نعم في ساجدون والسجود عبادة، نعم.
قارئ المتن: قال: حدثنا عبد الجبار، قال: حدثنا سفيان، عن صالح بن كيسان الفقيه، عن سالم، عن أبيه رضي الله عنه، أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم، إذا قفل من حج أو عمرة أو غزو فأوفى على فدفد من الأرض قال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، آيبون إن شاء الله، تائبون، عابدون، لربنا حامدون».
شرح الشيخ: والحديث صحيح، كالحديث السابق... أخرجه البخاري وغيره، نعم، هنا ذكر أخرجه البخاري، البخاري فيه... في أحاديث في بعضها ساجدون وبعضها عابدون.
قارئ المتن: قال: حدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، قال: حدثنا زائدة..
الشيخ: ذكره ابن خزيمة في الحج؟ في الرجوع من الحج؟ أو من المغازي؟
قارئ المتن: الأحاديث السابقة..
الشيخ: الأحاديث الثلاثة السابقة.
قارئ المتن: الأحاديث السابقة وجدتها نسبها إلى كتاب الحج.
الشيخ: نعم.
قارئ المتن: قال: حدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، قال: حدثنا زائدة، عن سماك بن حرب، عن عكرمة مولى ابن عباس، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى يوم يقدم أهله قال: «توبا توبا، لربنا أوبا، لا يغادر علينا حوبا».
الشيخ: والحوب: الإثم، تخريجه؟
قارئ المتن: قال: إسناده ضعيف فإن رواية سماك عن عكرمة مضطربة خاصة أخرجه أحمد وأبو يعلى وابن حبان والطبراني.
الشيخ: فإن رواية سماك عن عكرمة.. طيب، بعده؟
قارئ المتن: قال: حدثنا..
شرح الشيخ: إثما، الحوب هو الإثم، حوبا تفتح الحاء وتضم، حُوبا و... وقيل: الفتح لغة الحجاز والضم لغة تميم، إذا رأى يوم يقدم أهله قال: «توبا توبا، لربنا أوبا» يعني رجوعا إلى الله، «لا يغادر علينا حوبا» الحوب هو الإثم، على كل حال هذا الدعاء لم يصح لكن لو دعا به أحيانا فلا بأس، لا بأس من باب الدعاء وإن كان السند ضعيف هذا توبة.. دعاء، توبا يعني تب علينا يا الله نحن راجعون إليك لا تبق لنا إثما هذا من الدعاء حسن يقوله في أي وقت، نعم.
قارئ المتن: في تخريج مسند الإمام أحمد قالوا: حديث حسن كما قال الحافظ ابن حجر في تخريج الأذكار فيما نقله عنه ابن علان في الفتوحات الربانية رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن رواية سماك -وهو ابن حرب- عن عكرمة فيها اضطراب، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
الشيخ: معناه يعني ثابت محتمل إن النبي كان يقوله بعض الأحيان في أسفاره إذا قدم على أهله قال: «توبا توبا، لربنا أوبا» يعني تب علينا يا الله فإنا لك راجعون منيب... نحن لك تائبون راجعون إليك لا تبق لنا إثما، نعم.
قارئ المتن: قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عامر العقدي، قال: حدثنا زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة مولى ابن عباس، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تطرقوا النساء ليلا» قال: وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلا، فانساق رجلان إلى أهليهما، فكلاهما وجد مع امرأته رجلا.
وقال ابن خزيمة: أنا أبرأ من عهدة زمعة.
الشيخ: نعم، وزمعة ضعيف معروف زمعة بن صالح قال عليه المؤلف: إسناده ضعيف لضعف زمعة بن صالح وسلمة بن وهرام هذان الاثنان، المؤلف ابن خزيمة قال: أنا أبرأ من عهدة زمعة. أما قوله: «لا تطرقوا النساء ليلا» هذا جاء في حديث صحيح لكن هذا.. الزيادة أنه انساق رجلان إلى أهليهما، فكلاهما وجد مع امرأته رجلا، هذا ضعيف لا يصح، والداخل.. الآتي بالليل يسمى طارق يقول: كل آت بالليل يسمى طارق وسمي الآتي بالليل طارق لحاجته إلى دق الباب، قال: «لا تطرقوا النساء ليلا» جاء في أحاديث النهي عن القدوم على الأهل ليلا حتى يخبرهم حتى تستحد.. تستحد الشعثة.. تستحد المغيبة، فكانوا إذا قدموا ليلا ينتظرون حتى يأتي الصباح لكن الآن إذا اتصل بالجوال وبالهاتف الحمد لله حصل المقصود قبل أن يأتي فلا مانع، كانت الأسفار في الأول كانت الأسفار طويلة يتأخرون يأتي بعد مدة طويلة ولا تتوقع زوجته قدومه فيأتي وهي غير مستعدة تحتاج إلى أن تغتسل وتغير ثيابها وتتنظف فيفاجئها وتكون على هيئة غير مناسبة ولهذا نهي عنه عن القدوم ليلا لئلا يفاجئ أهله على حالة غير مناسبة لكن الآن الحمد لله الآن الأسفار قصيرة الآن وتقطع في مسافة قليلة ووجد الاتصال فالاتصال كافي... يعني حصل الاتصال... لأن هذا معلل حكم معلل معروف الحكمة قال.. بين الحكمة قال: لكي تستحد الشعثة... تستحد المغيبة.. تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة، هذا التعليل.. فإذا اتصل بالجوال وكلم أهله فالحمد لله وأخبرهم بأنه سيقدم حصل المقصود ليلا أو نهارا، نعم.
قارئ المتن: قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثني إبراهيم بن محمد بن عباس الشافعي، قال: حدثنا عبد الله بن رجاء، عن محمد بن عجلان، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تطرق النساء ليلا، قال: فطرق رجل فوجد عند أهله رجلا.
الشيخ: نسأل الله العافية، تخريجه؟؟
قارئ المتن: قال: إسناده ضعيف لضعف رواية محمد بن عجلان في نافع خاصة، أخرجه أحمد والبزار من طريق محمد بن عجلان، عن نافع، به.
الشيخ: أما قوله: نهى رسول الله أن تطرق النساء ليلا؛ هذا ثابت، لكن قوله: طرق رجل فوجد عند أهله رجلا، هذا هو... غير ثابت، أما النهي عن الطروق ليلا هذا ثابت فيه أحاديث كثيرة، نعم.
قارئ المتن: أحسن الله إليكم، قال: حدثنا..
الشيخ: يأتي في الحديث الذي بعده أنه ثابت، نعم، نعم.
قارئ المتن: قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني عمر بن محمد بن زيد، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: كنا في غزوة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تطرقوا النساء ليلا»، وأرسل من يؤذن الناس أنهم قادمون الغداة.
الشيخ: والحديث تخريجه، حديث صحيح أخرجه أبو عوانة، أيش قال المناوي؟
قارئ المتن: قال المناوي: أخذ من هذا الحديث ونحوه أنه لو تزوج امرأة وطالبها بالتسليم فطلبت هي أو وليها التأخير لتنظف وتزيل نحو وسخ أمهلت قالوا: لأنه إذا منع الزوج الغائب أن يطرقها معافصة فهذا أولى.
الشيخ: طيب، والحديث فيه: «لا تطرقوا النساء ليلا» هذا ثابت وأرسل من يؤذن الناس يخبر الناس أنهم قادمون الغد قادمون في الصباح أرسل وهو في الليل إلى المدينة من يخبرهم بأنهم قادمون في الصباح في النهار، نعم.
قارئ المتن: قال: حدثنا..
الشيخ: حتى يكون أيش؟ يكون الاستعداد يكون كل.. يكون الرجل.. يكون أهله عندهم خبر علموا بقدومه فيكون هناك استعداد وتهيؤ لتلقيهم، نعم.
قارئ المتن: قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، قال: حدثنا عمرو بن عمرو، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة رضي الله عنه: «التمس لنا غلاما من غلمانكم يخدمني»، فخرج بي أبو طلحة يردفني وراءه، وكنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم كلما نزل، فكنت أسمعه يكثر أن يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال» فلم أزل أخدمه حتى أقبلنا من خيبر، وأقبل بصفية بنت حيي قد حازها، فكنت أراه يحوي وراءه بعباءة أو بكساء، ثم يردفها وراءه، حتى إذا كنا بالصهباء صنع حيسا في نطع، ثم أرسلني فدعوت رجالا فأكلوا، فكان ذلك بناءه بها، ثم أقبل حتى إذا بدا له أحد قال: «هذا جبل يحبنا ونحبه» فلما أشرف على المدينة قال: «اللهم إني أحرم ما بين جبليها كما حرم إبراهيم مكة، اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم».
الشيخ: نعم، وهذا الحديث صحيح، نعم رواه البخاري..
قارئ المتن: البخاري ومسلم.
شرح الشيخ: الشيخان وغيرهما، وهو حديث صحيح فيه قصة خدمة أنس خدمه عشر سنين قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة وكان زوج أمه... كان أبوه... كان زوج أمه أبو طلحة قال: «التمس لي غلاما من غلمانك يخدمني» قال أنس: فخرج بي أبو طلحة يردفني وراءه فسلمه للنبي صلى الله عليه وسلم فكان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم خدمه عشر سنين قال أنس: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف فقط ولا قال لشيء فعلته لم فعلته؟؟ ولا شيء لم أفعله لم لم تفعله؟ شوف ها المدة الطويلة عشر سنين ما قال له أف ولا قال لشيء فعله لم فعلت هذا؟ أو لشيء لم يفعله لم لم تفعله؟ وفي قصة أنه مرة أرسله لحاجة فوجد الصبيان وجاء... جلس معهم.. صبي صغير فجاء النبي صلى الله عليه وسلم من خلفه قال: «يا أنيس أين حاجتى أو كذا؟» قال: الآن يا رسول الله... هذا فيه حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام، قال أنس: كان يخدم.. كان يسمعه يكثر من هذا الدعاء «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال» يعني ضلع الدين يعني ثقل الدين كأنه شيء ثقيل يميل به عن الاستواء والاعتدال فيكون.. فيكون الإنسان في حالة عدم اعتدال وغلبة الرجال يعني تسلطهم على الإنسان تسلطهم عليه قال الكرماني: هذا الدعاء من جوامع الكلم لأن أنواع الرذائل ثلاثة: نفسانية وبدنية وخارجية فالأولى أيش؟؟ بحسب القوى التي للإنسان وهي ثلاثة: العقلية والغضبية والشهوية، فالهم والحزن يتعلق بالعقلية والجبن بالغضبية والبخل بالشهوانية والعجز والكسل بالبدنية والثاني يكون عند سلامة الأعضاء وتمام الآلات والقوى والأول عند نقصان عضو ونحوه والضلع والغلبة للخارجية فالأول مالي والثاني جاهي والدعاء مشتمل على جميع ذلك، هذا نقله الحافظ عن الكرماني من شراح البخاري قال أنس: فلم أزل أخدمه حتى أقبلنا من خيبر... خيبر المعروفة... كان هذا يعني بعد فتحها وأقبل بصفيه بنت حيي وهي تسرى بها النبي صلى الله عليه وسلم أو... اعتقها وجعل عتقها صداقها كانت صارت في نصيب أحد من المسلمين فأخدها النبي صلى لله عليه وسلم وأعطاه بدلها لما قيل إنها بنت سيد... بنت سيدهم ولا تصلح إلا لك يا رسول الله فأخذها وأبدله بغيرها قال: فكنت أراه يحوي وراءه بعباءة يعني يجعل الكساء ثم يردفها وراءه حتى إذا كنا بالصهباء موضع بين المدينة وخيبر صنع لنا حيسا في نطع، النطع السفرة يضع... النطع تمر وأقط وسمن، هذه وليمة النبي صلى الله عليه وسلم على صفية جاءه وليمة قال: فدعوت رجالا فأكلوا، فكان ذلك بناءه بها، هذا وليمة النبي صلى الله عليه وسلم وفيه أن الوليمة لا يشترط أن يكون فيها لحم التمر والسمن والأقط هو الحيس إلا أنه لم يختلط وفي بناءه بزينب أشبع الناس خبزا ولحما عليه الصلاة والسلام.
قال: ثم أقبل النبي حتى بدا لنا أحد، قال: «هذا جبل يحبنا ونحبه» هذا فيه أن الله تعالى جعل فيه إحساس {وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}[البقرة:74]، قال: «هذا جبل يحبنا ونحبه» فلما أشرف على المدينة قال: «اللهم إني أحرم ما بين جبليها كما حرم إبراهيم مكة» يعني الله تعالى هو المحرم وإبراهيم أظهر التحريم كذلك نبينا صلى الله عليه وسلم حرم المدينة ودعا لها قال: «اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم» في اللفظ الآخر: «اللهم اجعل في المدينة من البركة ضعف ما جعلته في مكة» فيه إثبات الحرم للمدينة وأن المدينة لها حرم كما أن لمكة حرم كما سبق، نعم.
قارئ المتن: ابن القيم تكلم على الدعاء: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ذكر أن كل اثنين قرينان.
الشيخ: نعم؟ دعاء عظيم، ماذا قال عليه؟؟
قارئ المتن: قال في الجواب الكافي: فالذنب إما يميت القلب، أو يمرضه مرضا مخوفا، أو يضعف قوته، ولا بد، حتى ينتهي ضعفه إلى الأشياء الثمانية التي استعاذ منها النبي صلى الله عليه وسلم وهي: الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال، وكل اثنين منهما قرينان؛ فالهم والحزن قرينان، فإن المكروه الوارد على القلب إن كان من أمر مستقبل يتوقعه أحدث الهم، وإن كان من أمر ماض قد وقع أحدث الحزن، والعجز والكسل قرينان، فإن تخلف العبد عن أسباب الخير والفلاح إن كان لعدم قدرته فهو العجز، وإن كان لعدم إرادته فهو الكسل، والجبن والبخل قرينان، فإن عدم النفع منه إن كان ببدنه فهو الجبن، وإن كان بماله فهو البخل..
الشيخ: إن كان ماذا؟؟ والجبن والبخل.
قارئ المتن: فإن عدم النفع منه إن كان ببدنه فهو الجبن، وإن كان بماله فهو البخل، وضلع الدين وقهر الرجال قرينان..
الشيخ: إن كان ببدنه فهو الجبن، وإن كان بماله فهو البخل، نعم.
قارئ المتن: وضلع الدين وقهر الرجال قرينان، فإن استعلاء الغير عليه إن كان بحق فهو من ضلع الدين، وإن كان بباطل فهو من قهر الرجال.
الشيخ: [28:39] غلبة الرجال وفي بعضها وقهر الرجال هذا في الجواب الكافي، نعم كلام... رحمه الله.
قارئ المتن: قال: حدثنا عبد الجبار، قال: حدثنا سفيان، عن سفيان الثوري، عن واصل الأحدب، عن أبي وائل، قال: جلست إلى شيبة بن عثمان، قال: جلس إلي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: لقد هممت أن لا أدع فيها صفراء ولا بيضاء إلا قسمتها، قال: قلت له: إنه كان لك صاحبان لم يفعلا ذلك، قال: هما المرآن أقتدي بهما.
شرح الشيخ: وهما النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، والحديث صحيح أخرجه البخاري والمراد الذهب والفضة اللي في داخل الكعبة لقد هممت أن لا أدع فيها صفراء ولا بيضاء إلا قسمتها فقيل له: إنه لك صاحبان لم يفعلا وهما الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فقال: هم المرآن اقتدي بهما فلم يفعلها أيضاً رضي الله عنه، نعم.
قارئ المتن: قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة، يزيد أحدهما على الآخر، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل، اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة..
شرح الشيخ: والمنطق جمعه مناطق وهو أن تلبس المرأة ثوبها ثم تشد وسطها بشيء وترفع وسط ثوبها وترسله على الأسفل عند معاناة الأشغال لئلا تعثر في ذيلها يعني تلبس المرأة ثوب ثم تشده على وسطها ثم ترفع وسط الثوب وترسله على الأسفل فأم إسماعيل أرسلت هذا حتى تعفي أثرها المشي هي مشت يأتي الثوب ويزيل أثر المشي من أسفل، نعم، أول ما اتخذ النساء.
قارئ المتن: أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل، اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه، حتى وضعهما عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد..
الشيخ: الدوحة هي قال: الشجرة يعني الشجرة العظيمة عند دوحة فوق.. نعم.
قارئ المتن: وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جرابا فيه تمر، وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم منطلقا، فتبعته أم إسماعيل...
الشيخ: قفى يعني ذهب مول.. راجعا ولاها قفاه يعني أعطاها قفاه وظهره، نعم.
قارئ المتن: فقالت: يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي، الذي ليس فيه إنس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مرارا، وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له: آلله الذي أمرك بهذا؟ قال نعم، قالت: إذن لا يضيعنا...
الشيخ: الله أكبر قوة الإيمان واليقين خلاص لما قال: نعم، اطمأنت قالت: إذن لا يضيعنا، ما دام هذا أمر من الله رضيتُ، رضيَتْ، نعم.
قارئ المتن: ثم رجعت، فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه، استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهؤلاء الكلمات...
شرح الشيخ: استقبل بوجهه البيت مكان البيت وإلا الكعبة ما بنيت في ذلك الوقت لما هبط... أبعد عنهما بحيث لا يرونه التفت مرة ثانية إلى البيت إلى مكان البيت هو يعرف مكان البيت واتجه كأنه عنده علم بأن هذا سيكون فيه، سيبنى هذا البيت مكان البيت وإلا ما بناه حتى كبير إسماعيل وساعده، ودعا بهذه الدعوات.
قارئ المتن: ثم دعا بهؤلاء الكلمات، ورفع يديه فقال: {ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع} حتى بلغ {يشكرون}...
الشيخ: الآيات اللي في البقرة {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ }[إبراهيم:37] إلى آخر الآيات، نعم.
قارئ المتن: وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى، أو قال يتلبط، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا فلم تر أحدا، فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود
الشيخ: اللي بين العلمين... اللي بين العلمين صارت.. لما هبطت من الوادي صارت تهرول ولذلك شرع الهرولة، نعم.
قارئ المتن: حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدا فلم تر أحدا، ففعلت ذلك سبع مرات، قال ابن عباس رضي الله عنهما: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فذلك سعي الناس بينهما» فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا، فقالت صه - تريد نفسها -، ثم تسمعت، فسمعت أيضاً، فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم، فبحث بعقبه، أو قال بجناحه، حتى ظهر الماء، فجعلت تحوضه وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف، قال ابن عباس رضي الله عنهما: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يرحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم - أو قال: لو لم تغرف من الماء -، لكانت زمزم عينا معينا»
الشيخ: هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم يعني الحديث من كلام ابن العباس أوله لكن هذا من كلام النبي قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يرحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم» تحوضه تجعله كالحوض يعني قال: «لو تركت زمزم لكانت عينا.. زمزم عينا معينا» يعني مستمرة عائنة على وجه الأرض، نعم.
قارئ المتن: قال: فشربت وأرضعت ولدها..
الشيخ: قال ابن حجر: أي ظاهرا جاريا على وجه، قال ابن الجوزي كان ظهور زمزم نعمة من الله محضة بغير عامل عامل فلما خالطها تحويط هاجر داخلها كسب البشر فقصرت على ذلك فأغنى ذلك عن توجيه تذكير معين مع أن الموصوف وهو المعين مؤنث. يعني زمزم نعمة من الله لما حركتها... حوضتها بيده دخلها كسب الإنسان فغارت ولم تكن على وجه الأرض وما لبث الماء.. أخبرت عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان لها شيء من شعير في رف وكنت آكل منه آخذ منه ولا ينفد يستمر فلما كلته فني جاءت وكالته وعدته فني انتهى قبل أن تعلم مقداره وهي.. لها مدة.. مضى عليها مدة وهي تأخذ ويزيد يجعل الله فيه البركة قالت: فلما طال عليه الأمد كلته جاءت تكيله كالته تشوف كم باقي فيه فما كالته انتهى، وهذا كذلك زمزم لو تركته ولم تحوضه بيدها لكان عينا معينا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، نعم.
قارئ المتن: قال: فشربت وأرضعت ولدها، فقال لها الملك: لا تخافوا الضيعة، فإن ها هنا بيت الله يبني هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيع أهله، وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية، تأتيه السيول، فتأخذه عن يمينه وشماله، فكانت...
الشيخ: يعني الملك قال: هذا بيت الله يبني هذا الغلام.. وإبراهيم عليه السلام لما هبط اتجه إلى البيت مكانه.. معروف.. معروف مكانه عنده الملك يقول: هذا بيت الله وإبراهيم يعرف أنه.. أن البيت سيبنى في هذا ولهذا اتجه إليه إلى مكانه وكان مرتفع مكانه، نعم، والملك قال لهاجر: إن هذا بيت الله وسيبني هذا الغلام وأبوه، نعم.
قارئ المتن: فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم، أو أهل بيت من جرهم، مقبلين من طريق كداء، فنزلوا في أسفل مكة فرأوا طائرا عائفا، فقالوا: إن هذا الطائر ليدور على ماء، لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء، فأرسلوا جريا أو جريين فإذا هم بالماء، فرجعوا..
الشيخ: جري.. جري رسول يعني أرسلوا رسول أو رسولين، نعم.
قارئ المتن: فرجعوا فأخبروهم بالماء فأقبلوا، قال: وأم إسماعيل عند الماء، فقالوا: أتأذنين لنا أن ننزل عندك؟ فقالت: نعم، ولكن لا حق لكم في الماء، قالوا: نعم، قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فألفى ذلك أم إسماعيل وهي تحب الإنس» فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم..
الشيخ: يعني تحب أن يكون عندها أحد يؤنسها الآن ما عندها أحد، نعم.
قارئ المتن: فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم، حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم، وشب الغلام وتعلم العربية منهم، وأنفسهم وأعجبهم حين شب،
الشيخ: يعني من النفاسة [38:38] فاقهم وأنفسهم وأعجبهم يعني فاق عليهم، نعم.
قارئ المتن: فلما أدرك...
الشيخ: وأعجبهم يعني كثرت رغبتهم فيه حين شب، نعم.
قارئ المتن: فلما أدرك زوجوه امرأة منهم، وماتت أم إسماعيل، فجاء إبراهيم بعدما تزوج إسماعيل يطالع تركته، فلم يجد إسماعيل، فسأل امرأته عنه فقالت: خرج يبتغي لنا...
الشيخ: هنا في.. وقال ابن حجر هنا أيش؟ قال ابن التين هذا يشعر بأن الذبيح إسحاق لأن المأمور بذبحه كان عندما بلغ السعي وقد قال في هذا الحديث إن إبراهيم ترك إسماعيل رضيعا وعاد إليه وهو متزوج فلو كان هو المأمور بذبحه لذكر في الحديث أنه عاد إليه في خلال ذلك بين زمان الرضاع والتزويج وتعقب بأنه ليس في الحديث نفي هذا المجيء فيحتمل أن يكون جاء وأمر بالذبح ولم يذكر في الحديث قلت: وقد جاء ذكر مجيئه بين الزمانين في خبر آخر ففي حديث أبي جهم كان إبراهيم يزور هاجر كل شهر على البراق يغدو غدوة فيأتي مكة ثم يرجع فيقبل في منزله بالشام وروى الفاكهي من حديث علي بإسناد... أن إبراهيم كان يزور إسماعيل وأمه على البراق فعلى هذا فقوله: فجاء إبراهيم بعد ما تزوج إسماعيل، أي بعد مجيئه قبل ذلك مرارا، والله أعلم. نعم، ما يلزم أن يكون الذبيح إسحاق الصريح الذبيح إسماعيل في سورة الصافات (( فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ ))[الصافات:101-102]، ثم قال بعد ذلك: (( وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ))[الصافات:112]، هذا بعده بعد إسماعيل بعد ما قال أنه بلغ معه السعي ثم بعد ذلك قال: {وبشرناه بإسحاق}، واضح، نعم.
قارئ المتن: ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت نحن بشر، نحن في ضيق وشدة..
الشيخ: ماذا بعده؟؟
قارئ المتن: أحسن الله إليكم.
الشيخ: فجاء إبراهيم بعدما تزوج إسماعيل يطالع تركته، فلم يجد إسماعيل، فسأل... فسأل امرأته عنه.. نعم، فقالت..
قارئ المتن: فقالت: خرج يبتغي لنا، ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت نحن بشر، نحن في ضيق وشدة، فشكت إليه، قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام، وقولي له يغير عتبة بابه، فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئا، فقال: هل جاءكم من أحد؟ قالت: نعم، جاءنا شيخ كذا وكذا، فسألنا عنك فأخبرته، وسألني كيف عيشنا، فأخبرته أنا في جهد وشدة، قال: فهل أوصاك بشيء؟ قالت: نعم، أمرني أن أقرأ عليك السلام، ويقول غير عتبة بابك، قال: ذاكَ أبي، وقد أمرني أن أفارقك...
الشيخ: قال: ذاكِ، خطاب لها، ذاكِ أبي.
قارئ المتن: أحسن الله إليكم، قال: ذاكِ أبي، وقد أمرني أن أفارقك، الحقي بأهلك، فطلقها، وتزوج منهم أخرى..
الشيخ: هنا قال: وليغير عنبة بابه كناية عن المرأة سماها بذلك لما فيها من الصفات الموافقة لها وهو حفظ الباب وصون ما هو داخله وكونها محل الوطء عتبة الباب غيرها عتبة... سماها العتبة لما فيها من الصفات الموافقة لها وهو حفظ الباب وصون ما هو داخله وكونها محل الوطء ويستفاد منه تغيير عتبة الباب ويصح أن يكون من كنايات الطلاق كأن يقول غيرت عتبة بابي أو عتبة بابي مغيرة وينوي بذلك الطلاق فيقع واللفظ هذا يكون من الكنايات.. يكون من الكنايات تغيير عتبة الباب يصح أن يكون من الكنايات ليس من الصريح فإذا قال: غيرت عتبة بابي، وقصد الطلاق.. ونوى الطلاق يكون طلاق كناية، نعم.
قارئ المتن: فطلقها، وتزوج منهم أخرى، فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله، ثم أتاهم بعد فلم يجده، فدخل على امرأته فسألها عنه، فقالت: خرج يبتغي لنا، قال: كيف أنتم؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت: نحن بخير وسعة، وأثنت على الله، فقال: ما طعامكم؟ قالت اللحم، قال فما شرابكم؟ قالت الماء. قال: اللهم بارك لهم في اللحم والماء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ولم يكن لهم يومئذ حب، ولو كان لهم دعا لهم فيه».
الشيخ: يعني ما عندهم.. ما في حبوب بر ولا كذا مكة جبال يعيشون على الماء واللحم والصيد.. الصيد... يصيدون الجبال والوديان.. صيد... لحم وماء.. يعيشون على اللحم والماء وليس عندهم حب، ما عندهم حبوب.. بر.. ولو كان عندهم حبوب لدعا لهم، نعم.
قارئ المتن: أحسن الله إليكم يعين الصيد لم يكن محرما في وقتهم؟
الشيخ: هاه؟ محرم؟
قارئ المتن: في مكة؟
الشيخ: اللي يظهر التحريم لكن ما يلزم أن يكون في الحرم ولا يلزم أن يكون عرفوا أنها... التحريم إنما جاء.. إنما أظهره إبراهيم عليه السلام بعد ذلك «إن إبراهيم حرم مكة».
مداخلة: ..
الشيخ: هاه؟
مداخلة: ...
الشيخ: بعدين نعم بعد ذلك قال: «إن إبراهيم حرم مكة» لا إبراهيم كيف.. إبراهيم ما في إلا سارة وابنها فقط بعد ذلك لما حرم.. ثم أيضاً لو كان معروف يحتمل أنه الصيد خارج الحرم ما يجلس في مكانه الصيد يحتاج إلى مشي ومسافات.
قارئ المتن: أحسن الله إليكم، قال: فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه...
الشيخ: يعني أي أحد ييجي لمكة في النهار ما يجده الصيد ما يرجعون إلا في الليل في النهار من جاء لا يجدهما، قال: فهما لا يخلو عليهما أحد يعني... فهما يعود الضمير إلى أيش؟
قارئ المتن: لعله اللحم والماء.
الشيخ: نعم، يعني فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه، محتمل هاه؟ فهما.. يعني.. الظاهر أن الضمير.. فهما يعني لا يدخل عليهما أحد في مكة إلا لم يوافقاه لم يجداه لكونه خارجا للصيد، نعم.
قارئ المتن: قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام، ومريه يثبت عتبة بابه، فلما جاء إسماعيل قال: هل أتاكم من أحد؟ قالت: نعم، أتانا شيخ حسن الهيئة، وأثنت عليه، فسألني عنك فأخبرته، فسألني كيف عيشنا فأخبرته أنا بخير، قال: فأوصاك بشيء، قالت: نعم، هو يقرأ عليك السلام، ويأمرك أن تثبت عتبة بابك، قال: ذاك أبي وأنت العتبة، أمرني أن أمسكك، ثم لبث عنهم ما شاء الله، ثم جاء بعد ذلك، وإسماعيل يبري نبلا له تحت دوحة قريبا من زمزم، فلما رآه قام إليه، فصنعا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد..
الشيخ: يعني الاستقبال والتحية والتقبيل، نعم.
قارئ المتن: ثم قال: يا إسماعيل، إن الله أمرني بأمر، قال: فاصنع ما أمرك ربك، قال: وتعينني؟ قال: وأعينك، قال: فإن الله أمرني أن أبني ها هنا بيتا، وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها، قال: فعند...
الشيخ: يعني رابية مرتفعة من الأرض، نعم.
قارئ المتن: قال: فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني...
الشيخ: كما قال الله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ}[البقرة:127]، نعم، يعني مكان البيت كان مرتفع السيول تكون.. الأمطار تكون عن يمينه وعن شماله، نعم.
قارئ المتن: حتى إذا ارتفع البناء، جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه، وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة، وهما يقولان: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[البقرة:127]^ قال: فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت وهما يقولان: {ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم}.
وعن محمد بن يحيى، عن محمد بن عبيد الله الصنعاني، قال: وكان له خال، عن ابن جريج، حدثني كثير بن كثير بن المطلب قال: والله إني وعثمان بن أبي سليمان وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين لعند سعيد بن جبير إذ تحدثنا... فذكر بعضه.
وعن محمد بن يحيى، عن حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، نحوه.
الشيخ: نعم، أيش قال هذا الحديث موقوف على ابن عباس؟
قارئ المتن: قال: صحيح أخرجه ابن سعد وعبد الرزاق وأحمد والبخاري والنسائي في الكبرى والبيهقي من طريق أيوب، وكثير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به، وأخرجه أحمد والطبري في تفسيره من طريق عطاء، عن سعيد، عن ابن عباس، به، وأخرجه البخاري والنسائي في الكبرى عن كثير وحده، عن سعيد، عن ابن عباس، به، وأخرجه أحمد والطبري في تفسيره عن أيوب وحده، عن سعيد، عن ابن عباس، به.
شرح الشيخ: هذا كلام ابن عباس والآن الحديث عن ابن عباس قال: أول ما اتخذ النساء.. ثم في بعضه مرفوع جعل الحديث مرفوع قال.. مثل: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم لكانت عينا معينا» هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وقال.. النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فألفى ذلك أم إسماعيل وهي تحب الإنس» هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ولم يكن لهم يومئذ حب ولو كان لهم لدعا لهم» هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، والباقي من كلام ابن عباس.
مداخلة: .. عن النبي صلى الله عليه وسلم...
الشيخ: هاه؟ نعم؟
مداخلة: أريد القصة هذه سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم أو من الإسرائيليات؟
الشيخ: يعني ما هي من الإسرائيليات هذا مما.. يعني له حكم الرفع مما علمه نقول مما علمه لكنه ما رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بما سمع وبعضها رفعه، نعم.
قارئ المتن: قال: حدثنا أبو موسى، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء رضي الله عنه، أنه قال: اشترى أبو بكر من أبي رحلا بثلاثة عشر درهما، فقال: مر البراء يحملْه إلى رحلي..
الشيخ: يحملُه.
قارئ المتن: مر البراء يحملُه إلى رحلي، فقال: لا، حتى تخبرني، كيف خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، فقال: ارتحلنا فاحتبسنا يومنا وليلتنا حتى قام ظهرا، أو قال: قام قائم الظهيرة، فرميت ببصري فإذا أنا بصخرة لها بقية من ظل فرششته وفرشت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه فروة. فقلت: نم يا رسول الله. ثم انطلقت أنفض ما حولي، هل أرى من الطلب أحدا؟ فإذا أنا براعي غنم يريد من الصخرة مثل ما أردت، فقلت: من أنت يا غلام؟ قال: لرجل من قريش، فعرفته، فقلت: هل في غنمك من لبن؟ قال: نعم، قلت: هل أنت حالبنا؟ قال: نعم، فأمرته فاعتقل شاة من الغنم، فأمرته فنفض ضرعها، ثم أمرته فنفض كفيه من الغبار. فحلب لي كثبة من لبن..
الشيخ: يعني قليل من اللبن، عنم.
قارئ المتن: ومعي إداوة على فمها خرقة، فصببت الماء على اللبن، ثم أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوافقته قد استيقظ..
الشيخ: صب الماء على اللبن ليبرد كان حار والوقت حار، نعم.
قارئ المتن: قلت: اشرب يا رسول الله. وارتحلنا، فلم يلحقنا من الطلب أحد غير سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له، فقلت: هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله. قال: «لا تحزن إن الله معنا». فلما دنا، دعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فساخ فرسه في الأرض إلى بطنه، ووثب عنه، وقال: يا محمد، قد علمتَ أن هذا..
الشيخ: قد علمتُ.
قارئ المتن: قد علمتُ أن هذا عملك، فادع الله أن يخلصني مما أنا فيه، ولك علي لأعمين على من ورائي، وهذه كنا..
الشيخ: من التعمية والإخفاء والتلبيس حتى لا يتبعكما أحد، نعم.
قارئ المتن: وهذه كنانتي فخذ سهما منها، فإنك ستمر على إبلي وغلماني بمكان كذا وكذا، فخذ منها حاجتك. فقال: «لا حاجة لي في إبلك»، فقدمنا إلى المدينة ليلا، فتنازعوا أيهم ينزل عليهم، فقال: «أنزل على بني النجار أخوال عبد المطلب أكرمهم بذلك»، فصعد الرجال والنساء فوق البيوت، وتفرق الغلمان والخدم في الطرق ينادون: يا محمد، يا رسول الله، يا محمد، يا رسول الله.
الشيخ: نعم، قال عليه صحيح تخريجه؟
قارئ المتن: قال: أخرجه البخاري ومسلم.
الشيخ: نعم، الشيخان وغيرهما، نعم، هذه قصة الهجرة، نعم.
قارئ المتن: قال: حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي..
شرح الشيخ: وفيها أن سراقة بن مالك لحقهما يريد.. يعني قريش جعلت لمن يأتي بالنبي صلى الله عليه وسلم حيا أو ميتا مائة جائزة عظيمة من الإبل مائة من الإبل فأراد سراقة أن يحصل على الجائزة فلما ساخت قوائم فرسه بعد ذلك أعطى للنبي الأمان والعهد وصار يدافع عنهما في الأول كان يطلبهما وفي الثاني كان ينفي عنهما الطلب بعد ذلك لما.. كل من جاءه قال: كفيتم هذه الجهة وفاء سراقة وأخبره النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيلبس سواري كسرى فألبسه عمر بعد ذلك السوارين تحقيقا لكلام النبي صلى الله عليه وسلم، نعم.
قارئ المتن: قال: حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي، قال: حدثنا بهز بن أسد، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر، فقال بعضهم: لا أتزوج، وقال بعضهم: لا آكل اللحم، وقال بعضهم: لا أنام على فراش، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «ما بال أقوام قالوا كذا وكذا، لكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني».
الشيخ: نعم، تخريجه؟
قارئ المتن: قال: صحيح أخرجه البخاري ومسلم.
الشيخ: نعم، نقل عن الحافظ ابن حجر.. قال الحافظ ابن حجر..
قارئ المتن: قال الحافظ ابن حجر: المراد بالسنة الطريقة لا التي تقابل الفرض والرغبة عن الشيء الإعراض عنه إلى غيره والمراد: من ترك طريقتي وأخذ بطريقة غيري فليس مني ولمح بذلك إلى طريقة الرهبانية فإنهم الذين ابتدعوا التشديد كما وصفهم الله تعالى وقد عابهم بأنهم ما وفوه بما التزموه وطريقة النبي صلى الله عليه وسلم الحنيفية السمحة فيفطر ليقوى على الصوم وينام ليتقوى على القيام ويتزوج لكسر الشهوة وإعفاف النفس وتكثير النسل وقوله: «فليس مني» إن كانت الرغبة بضرب من التأويل يعذر صاحبه فيه فمعنى «فليس مني» أي: على طريقتي ولا يلزم أن يخرج عن الملة، وإن كان إعراضا وتنطعا يفضي إلى اعتقاد أرجحية عمله فمعنى «فليس مني» ليس على ملتي لأن اعتقاد ذلك نوع من الكفر، وفي الحديث دلالة على فضل النكاح والترغيب فيه، وفيه تتبع أحوال الأكابر للتأسي بأفعالهم، وأنه إذا تعذرت معرفته من الرجال جاز استكشافه من النساء، وأن من عزم على عمل بر واحتاج إلى إظهاره حيث يأمن الرياء لم يكن ذلك ممنوعا، وفيه تقديم الحمد والثناء على الله عند إلقاء مسائل العلم وبيان الأحكام للمكلفين وإزالة الشبهة عن المجتهدين، وأن المباحات قد تنقلب بالقصد إلى الكراهة والاستحباب.
الشيخ: يعني فيه كلام ينقله.. إن كانت الرغبة بضرب من التأويل يعذر صاحبه «فليس مني» أي: على طريقتي، وإن كان إعراضا وتنطعا إلى اعتقاد أرجحية عمله فمعنى «فليس مني» ليس على ملتي.. التفصيل، نعم.
قارئ المتن: قال..
الشيخ: نعم.
قارئ المتن: قال: حدثنا نصر بن مرزوق، قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا عبد العزيز، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رفأ الإنسان قال: «بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير».
الشيخ: نعم، والحديث؟
قارئ المتن: قال: صحيح أخرجه ابن حبان وسعيد بن منصور وأحمد والدارمي وأبو داود وابن ماجه والترمذي والنسائي.
الشيخ: رفأ، الرفاء: هو الالتئام والاتفاق والبركة والنماء فالإنسان يعني إذا أراد يدعو.. رفأ إنسان أصله في اللغة الرفاء: الالتئام والاتفاق والبركة والنماء، يعني إذا تزوج إنسان وأراد أن يدعو له قال: «بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير»، نعم.
قارئ المتن: قال: عن محمد بن عبد الله بن بزيع، عن عبد الوهاب الثقفي، عن داود بن أبي هند، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المحاقلة والمزابنة والمعاومة.
خالفه محمد بن يحيى الزماني، عن عبد الوهاب، فقال: عن أيوب، بدل داود.
شرح الشيخ: والحديث صحيح، المحاقلة: بيع الحب أو شراء الحب وهو على.. في السنبل بحب مثله، هذا لا يجوز لأنه لا يمكن المماثلة بيع الشيء بمثله لأن الذي في السنبل رطب، والمزابنة: بيع التمر على رؤوس النخل بالتمر هذا أيضاً كذلك.. المزابنة.. ويستثنى من ذلك العرايا كما هو معلوم الفقير الذي لا يجد... ليس عنده نقد وعنده تمر قديم ويريد أن يتفكه مع الناس بالرطب الجديد في حدود خمسة أوسق هذا مستثنى، والمعاومة: بيع ثمر النخل والشجر سنين وأعوام ما يباع إلا الثمرة الحاضرة أما السنين القادمة ما يدرى هل تخرج أو لا تخرج، نعم.
قارئ المتن: أحسن الله إليكم، هذا نسبه إلى كتاب البيوع في إتحاف المهرة.
الشيخ: هذا؟ نعم.
قارئ المتن: قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، والحسين بن الحسن، والحسين بن حريث، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قالوا: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه رضي الله عنه، قال: اشتكيت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع حتى أدنفت...
شرح الشيخ: أدنفت يعني حتى مرض مرضا ملازما، نعم.
قارئ المتن: فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني فقلت: يا رسول الله، ما أراني إلا ألم بي وأنا ذو مال كثير، وإنما يرثني ابنة لي، أفأتصدق بمالي كله؟ قال: «لا». قلت: فنصفه، قال: «لا». قلت: فالثلث؟ قال: «الثلث، والثلث كثير،
شرح الشيخ: يعني يتصدق بنصفه.. بنصفه يعني يعطيه نصفه أو يجعل نصفه صدقة، ونحو ذلك، نعم، بنصفه.. بنصفه يعني يعطيه نصفه، نعم، صدقة قال: فالثلث...
قارئ المتن: قال: «الثلث، والثلث كثير، إنك إن تترك ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم فقراء يتكففون الناس بأيديهم، وإنك لا تنفق نفقة إلا آجرك الله فيها حتى ما تجعل في في امرأتك».
الشيخ: والحديث صحيح.
قارئ المتن: أحسن الله إليكم، قال: أخرجه البخاري ومسلم.
الشيخ: رواه البخاري، نعم، هذا في قصة جابر قبل.. في الأول قبل أن.. أراد.. خشي أن يموت في مكة، بعد ذلك عافاه الله..
مداخلة: سعد.
الشيخ: سعد.. الحديث عن سعد؟
قارئ المتن: نعم.
الشيخ: نعم سعد.. سعد، بعد ذلك شفاه الله ورزقه الله أولاد كثير وعاش مدة وتولى إمرة العراق في زمان عمر بن الخطاب وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه.. قال: أخلف بين أصحابي قال.. أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيعيش وأنه يضر به أقوام وينتفع به أقوام يعني من الكفار الذين يقاتلهم، وفيه أن الميت له أن يوصي بالثلث قال: «الثلث والثلث كثير» وقال: «إنك إن تترك ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس»، وفيه أن الإنسان يؤجر على ما ينفقه حتى ما ينفق على أهله وزوجته، أيش؟... وقال البغوي هنا: في الحديث دليل على أنه يجوز له أن يستوعب الثلث من ماله بالوصية، وأن لا يجاوز الثلث سواء كان له وارث، أو لم يكن له، والأولى أن ينقص عن الثلث، لقوله: «الثلث والثلث كثير»، وهذا قول أكثر العلماء. قال ابن عباس: لو أن الناس غضوا من الثلث إلى الربع فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الثلث والثلث كثير»، فلنقف على الحديث اللي بعده رقمه أيش؟ نقف على الحديث..
قارئ المتن: مائة وثمانية وأربعين.
الشيخ: نعم، بارك.. وفق الله الجميع لطاعته..
قارئ المتن: أحسن الله إليكم، سعد يقول: وإنما يرثني ابنة لي يعني ليس له عصبة؟
الشيخ: في ذلك الوقت، بعد ذلك سفاه الله من مرضه وولد له أولاد لكن في ذلك الوقت ما له إلا ابنة لما مرض ما له إلا ابنة ثم بعد ذلك شفاه الله وعاش وولد له أولاد.
مداخلة: ..
الشيخ: هاه؟
مداخلة: ...
الشيخ: نعم؟
مداخلة: ..
الشيخ: قال إنه أيش؟
مداخلة: ليس له عصبة .. كانوا كفار..
الشيخ: لا لا.... لا يرثني إلا ابنة لي.. لا يرثني إلا ابنة لي ما له إلا ابنة ما له أولاد يعني.. بعد ذلك..
قارئ المتن: ليس له أبناء عم أو..
الشيخ: هاه؟ له أبناء عم؟ ظاهره أنه يعرف الحكم الشرعي أنه ما يرثه.. أقره النبي أقره.. ما يرثني إلا ابنة لي...
قارئ المتن: أحسن الله إليكم.
الشيخ: وفق الله الجميع، لطاعته....