ــــــــ قال (قارئ المتن): أحسن الله إليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين برحمتك يا أرحم الراحمين (الشيخ حفظه الله تعالى) (آمين) يقول الإمام مالك رحمه الله تعالى في موطأه برواية يحيى بن يحيى الليثي
باب القراءة في الصبح
ــــــــ قال: حدثني يحيى عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أنا أبا بكر الصديق، رضي الله عنه ((صلى الصبح فقرأ فيها سورة البقرة، في الركعتين كلتيهما)).
(الشيخ حفظه الله تعالى) (ما تكلم على تخريجه، تعليق عليه في نسخة أخرى، ذكر ابن القيم رحمه الله، أن أبا بكر الصديق، رضي الله عنه، قرأ في الفجر البقرة، فقال له الصحابة، يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كادت الشمس أن تطلع، قالت لو طلعت لم تجدنا غافلين، هذا فيه دليل على مشروعية الإطالة في قراءة الفجر، ولهذا قال الله تعالى وسماه الله ((... وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً (78) الإسراء)) وصلاة الفجر، وسماها قرآن لأن أطول ما فيها القراءة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم، يقرأ بالستين وبالمائة، تكلم على تخريج الحديث، قراءة طويلة، البقرة طويلة جزءان وثلاث أثمان، تحتاج إلى وقت، نعم).
ــــــــ قال (قارئ المتن): أحسن الله إليكم. قال: وحدثني عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه أنه سمع عبدالله بن عامر بن ربيعة يقول: صلينا وراء عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، الصبح، ((فقرأ فيها بسورة يوسف وسورة الحج))، قراءة بطيئة، فقلت: والله، إذا، لقد كان يقوم حين يطلع الفجر، قال: أجل.
(الشيخ حفظه الله تعالى) (يقوم حين ينشق الفجر، كان يقرأ في سورة يوسف، عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، سورة يوسف خمسة أثمان يقرأها في ركعة، سورة النحل أيضا كذلك، سورة هود، فقال قائل: كيف يقرأ؟ طويلة، إذا هو يبكر من حين ينشق الفجر يصلي، حين ينشق الفجر، يعني لا بد من التحقق من طلوعه، إذا انشق الفجر بدأ يصلي لأن القراءة طويلة تحتاج إلى وقت، لكن أقل من قراءة البقرة، البقرة طويلة، نعم، من أول ما ينشق الفجر يصلي، يعني ما يتأخر كثير، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، لما كان في مزدلفة قام صلى من حين انشق الفجر، ولذلك قال ابن مسعود، رضي الله عنه، ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، صلى صلاة في غير ميقاتها إلا في يومه، إلا فجر ذلك اليوم، أو العيد في الحج، وكذلك أيضا في ليلة مزدلفة، إنه أخر المغرب والعشاء، وما لغير الميقات المعتاد، وليس المراد أنها قبل دخول الوقت، نعم).
ــــــــ قال (قارئ المتن): أحسن الله إليكم. قال: وحدثني عن مالك، عن يحيى بن سعيد، وربيعة بن أبي عبدالرحمن، عن القاسم بن محمد، أن الفُرافِصَة بن عمير الحنفي قال: ((ما أخذت سورة يوسف إلا من قراءة عثمان بن عفان، رضي الله عنه، إياها في الصبح))، من كثرة ما كان يرددها لنا.
(الشيخ حفظه الله تعالى) (نعم، حفطها، دائما يقرأ سورة يوسف، فحفظها، من كثرة قراءته لها في الفجر يقرأها، والآن سنة، والآن الأئمة يقرأون بعضهم الآن خمس آيات ثلاث أيات، أربع آيات، في الفجر، خلاف السنة نعم، يكفي أن الله تعالى سماها قرآنا، قال تعالى: ((... وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ... (78) الإسراء))سماها قرآنا لأن أطول ما فيها القراءة ((... وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً (78) الإسراء))، والمعنى وصلاة الفجر، إن صلاة الفجر كانت مشهودة تشهدها الملائكة، سماها قرآنا لأن أطول ما فيها القراءة، نعم).
(أحد الطلبة) (قراءة سور بعينها في صلاة الفجر).
(الشيخ حفظه الله تعالى) (لا، السنة الإطالة، تحديدا ما في تحديد، التعيين يحتاج إلى دليل، نعم، كقراءة السجدة والإنسان في فجر يوم الجمعة، هذا ثابت، نعم، السنة الإطالة، أقول ما في إلزام، ولا في يعني تعيين سورة بعينها، يقرأ يوسف، يقرأ هود، يقرأ النحل، يقرأ أي سورة، نعم).
ــــــــ قال (قارئ المتن): أحسن الله إليكم. قال: وحدثني عن مالك، عن نافع، أن عبدالله بن عمر، رضي الله عنهما، كان ((يقرأ في الصبح، في السفر، بالعشر السور الأول من المفصل))، في كل ركعة، بأم القرآن وسورة.
(الشيخ حفظه الله تعالى) (المفصل أوله ق، أو الحجرات، الذي يقرأ مثلا بالآيات الأولى في ق، والثانية في الذاريات، والثالثة في الطور، الرابعة في النجم، والخامسة في القمر، والرحمن، والواقعة، الحديد، وهكذا، نعم، إيش تكلم عليه).
(أحد الطلبة) (قال محمد: يقرأ في الفجر في السفر ((وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ)) ((وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ))، ونحوهما. ولأحمد كان يقرأ في العشاء الآخرة بالسماء، يعني، ((ذَاتِ الْبُرُوجِ))، ((وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ))).
ــــــــ قال (قارئ المتن): أحسن الله إليكم. باب ما جاء في أم القرآن
ــــــــ قال يحيى: حدثني مالك، عن العلاء بن عبدالرحمن بن يعقوب، أن أبا سعيد، مولى عامر بن كريز، أخبره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، نادى أبي بن كعب، رضي الله عنه وهو يصلي، فلما فرغ من صلاته لحقه، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يده على يده، وهو يريد أن يخرج من باب المسجد، فقال: ((إني لأرجو ألا تخرج من المسجد حتى تعلم سورة، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها))، قال أبي رضي الله عنه، فجعلت أبطيء في المشي رجاء ذلك، ثم قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، السورة التي وعدتني،
(الشيخ حفظه الله تعالى) (كان يخرج من باب المسجد، ويبطيء، فتأخر، حتى لا يصل إلى الباب، والنبي صلى الله عليه وسلم وعده أن يخبره، قبل الخروج من المسجد، نعم).
ــــــــ قال (قارئ المتن): قال: ((كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة؟))، قال فقرأت ((الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الفاتحة))، حتى أتيت على آخرها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هي هذه السورة، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أعطيت)).
(الشيخ حفظه الله تعالى) (وهي أعظم سورة في القرآن هي سورة الفاتحة، ولم ينزل في التورارة ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيت، ولا تصح الصلاة إلا بها، الفاتحة لها شأن عظيم، وأعظم سورة في القرآن هي الفاتحة، وأعظم آية في القرآن آية الكرسي، نعم).
ــــــــ قال (قارئ المتن): أحسن الله إليكم. قال: وحدثني عن مالك، عن أبي نعيم: وهب بن كيسان أنه سمع جابر بن عبدالله، رضي الله عنهما يقول: ((من صلى ركعة لم يقرأ فيها بأم القرآن، فلم يصل إلا وراء الإمام)).
(الشيخ حفظه الله تعالى) ( تكلم عليه).
ــــــــ قال (قارئ المتن): قال ابن عبدالبر ليس هذا الحديث في الموطأ إلا عن العلاء عند جميع الرواة، وقد انفرد مطرف في غير الموطأ فرواه عن مالك عن ابن شهاب عن أبي السائب وساقه كما في الموطأ، سواء وهو غير محفوظ قال الدرقطني: وهو غريب من حديث مالك عن ابن شهاب لم يروه غير مطرف أنه سمع أبا السائب قال النووي لا يعرف اسمه مولى هشام بن زهرة).
(الشيخ حفظه الله تعالى) (ما تكلم على معنى الحديث).
ــــــــ قال (قارئ المتن): (لا). قال: من صلى صلاة لم يقرأ بأم القرآن هي الفاتحة سميت بذلك لأن فاتحته كما سميت مكة أم القرى، لأن أصلها
(الشيخ حفظه الله تعالى) (إيش هذا الكلام).
ــــــــ قال (قارئ المتن): هذا كلام السيوطي
(الشيخ حفظه الله تعالى) (الكلام على حديث جابر: ((من صلى إيش حديث جابر ). ((من صلى ركعة لم يقرأ فيها بأم القرآن، فلم يصل إلا وراء الإمام)).
ــــــــ قال (قارئ المتن): (هذه لم يذكر فيها شيء).
(الشيخ حفظه الله تعالى) (هنا في كلام هنا).
ــــــــ قال (قارئ المتن): قال الزرقاني في شرحه ((من صلى ركعة لم يقرأ فيها بأم القرآن، فلم يصل إلا وراء الإمام)). قال: لأنه ترك ركنا من الصلاة وفيه وجوبها في كل ركعة (إلا وراء الإمام) فقد صلى ففيه أنها لا تجب على المأموم.
(الشيخ حفظه الله تعالى) (من صلى ولم يقرأ الفاتحة في ركعة فصلاته غير صحيحة إلا إذا كان وراء الإمام فإن الإمام يتحملها عنه لكن هذا مجمل لم يبين في الصلاة السرية والجهرية، الصلاة السرية ما تصح، الجهرية فيها الخلاف، على قولين: القول الأول تسقط، والقول الثاني: لا تسقط لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم ((لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)) نعم، ولقوله: (لعلكم تقرأون خلف إمامكم قال لا تقرأوا إلا بأم القرآن، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها، نعم)).
ــــــــ قال (قارئ المتن): أحسن الله إليكم. باب القراءة خلف الإمام، فيما لا يجهر فيه بالقراءة.
(الشيخ حفظه الله تعالى) (باب القراءة).
ــــــــ قال (قارئ المتن): باب القراءة خلف الإمام، فيما لا يجهر فيه بالقراءة.
(الشيخ حفظه الله تعالى) (يعني في الصلاة السرية نعم).
ــــــــ قال (قارئ المتن): قال: حدثني يحيى عن مالك، عن العلاء بن عبدالرحمن بن يعقوب، أنه سمع أبا السائب، مولى هشام بن زهرة، يقول: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) يقول: ((من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن، فهي خداج هي خداج هي خداج غير تمام، قال، فقلت: يا أبا هريرة رضي الله عنه إني أحيانا أكون وراء الإمام، قال: فغمز ذراعي، ثم قال: اقرأ بها في نفسك يا فارسي، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) يقول: قال الله تبارك وتعالى: ((قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي، ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرءوا يقول العبد: ((الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الفاتحة))، يقول الله تبارك وتعالى: حمدني عبدي، ويقول العبد: ((الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ( 3) الفاتحة))، يقول الله تعالى: أثنى علي عبدي، ويقول العبد: ((مالِكٍ يَوْمِ الدِّينِ ( 4) الفاتحة)) يقول الله: مجدني عبدي، يقول العبد: ((إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) الفاتحة))، فهذه الآية بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، يقول العبد: ((اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) الفاتحة))، فهؤلاء لعبدي، ولعبدي ما سأل)).
(الشيخ حفظه الله تعالى) (كان أبوهريرة، رضي الله عنه، يرى أن قراءة الفاتحة لابد منها، في السرية والجهرية، ولهذا قال أبوهريرة، رضي الله عنه، رواي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ((كل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج)) ناقصة، غير تمام، وقال له أنا التابعي الراوي عنه، أكون وراء الإمام يا أبا هريرة رضي الله عنه وهو يجهر بالصلاة، فطعن في ذراعي، وقال اقرأ بها في نفسك يا فارسي، يعني يقرأها سرا، وهذا هو مذهب البخاري وجماعة، لأن الفاتحة لا تسقط لا جهرا ولا سرا، وأنه لابد من قراءتها وهي مسثناه لعموم ((لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)) وهو اختيار البخاري في صحيحه وجماعة، جمع من المحققين، والجمهور أنها تسقط على المأموم في الصلاة الجهرية، يقولون أن قراءة الإمام كافية، إذا قرأ الإمام وأمن عليه كافي، ولهم أدلة، ومن الأدلة: قوله تعالى في قصة موسى وهارون لما دعا على فرعون، ((ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم)) وكان موسى هو الذي يدعو وهارون يؤمن قال الله تعالى: ((قد أجيبت دعوتكما )) فجعلهما داعيين، مع أن الداعي موسى وهارون يؤمن، فكذلك، الإمام يقرأ الفاتحة ويؤمن وهو القاريء، ولهم أدلة في هذا وهو قوله تعالى: (( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون)) هذا في الصلاة، نعم).
ــــــــ قال (قارئ المتن): أحسن الله إليكم. قال: وحدثني عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أنه كان ((يقرأ خلف الإمام، فيما لا يجهر فيه الإمام بالقراءة)).
(الشيخ حفظه الله تعالى) (لكن المؤلف حمله على ما لا يقرأ فيه، حديث أبي هريرة رضي الله عنه ((اقرأ بها في نفسك يا فارسي، قال أكون وراء الإمام) والمؤلف قال القراءة فيما لا يجهر فيه الإمام جعله في الصلاة السرية، وحديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصلاة الجهرية والسرية، قال: ((اقرأ بها في نفسك يا فارسي)) إذا كان وراء الإمام وهو يجهر في النافلة والفريضة عام الحكم واحد، نعم).
ــــــــ قال (قارئ المتن): أحسن الله إليكم. قال: وحدثني عن مالك، عن يحيى بن سعيد، وعن ربيعة بن أبي عبدالرحمن، أن القاسم بن محمد كان ((يقرأ خلف الإمام فيما لايجهر فيه الإمام بالقراءة)).
(الشيخ حفظه الله تعالى) (يعني في الصلاة السرية نعم).
ــــــــ قال (قارئ المتن): قال: وحدثني عن مالك، عن يزيد بن رومان أن نافع بن جبير بن مطعم كان ((يقرأ خلف الإمام فيما لايجهر فيه الإمام بالقراءة)). قال مالك: وذلك أحب ما سمعت إلي في ذلك))
(الشيخ حفظه الله تعالى) (الترجمة هنا هذا يدل على أن هذا أحب إليه لأن القراءة المضمون أنها تكون في الصلاة السرية لا في الجهرية، نعم).
ــــــــ قال (قارئ المتن): أحسن الله إليكم. قال: باب ترك القراءة خلف الإمام فيما جهر فيه.
ــــــــ قال: حدثني يحيى عن مالك، عن نافغ، أن عبدالله بن عمر، رضي الله عنهما، كان إذا سئل: هل يقرأ أحد خلف الإمام؟ قال: ((إذا صلى أحدكم خلف الإمام فحسبه قراءة الإمام.
(الشيخ حفظه الله تعالى) (يكفيه قراءة الإمام).
قال: وإذا صلى وحده فليقرأ، قال: وكان عبدالله بن عمر، رضي الله عنهما، ((لا يقرأ خلف الإمام)).
(الشيخ حفظه الله تعالى) (يعني إذا جهر بالقراءة، نعم).
قال: قال يحيى: سمعت مالكا يقول: ((الأمر عندنا أن يقرأ الرجل وراء الإمام، فيما لا يجهر فيه الإمام بالقراءة، ويترك القراءة فيما يجهر فيه الإمام بالقراءة)).
(الشيخ حفظه الله تعالى) (هذا مذهب الجمهور، نعم).
ــــــــ قال: وحدثني عن مالك، عن ابن شهاب، عن ابن أكيمة الليثي، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة، فقال: ((هل قرأ معى منكم أحد آنفا؟)) فقال رجل: نعم، أنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني أقول مالي أنازع القرآن))، فانتهي الناس عن القراءة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما جهر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالقراءة، حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(الشيخ حفظه الله تعالى) (نعم، في الرواية الأخرى أنه قال: لا تفعلوا إلا بأم القرآن فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها، نعم). ((رواه أبوداود والترمذي من حديث عبادة رضي الله عنه)).
ــــــــ قال (قارئ المتن): أحسن الله إليكم. باب ما جاء في التأمين خلف الإمام.
(الشيخ حفظه الله تعالى) (بركة بارك الله فيكم أحسنتم).
(أحد الطلبة) (قراءة قال ابن القيم في كتاب طريق الهجرتين وقوله: ((البراءة من رؤية الملكة)) ولم يقل من الملكة لأن الإِنسان قد يكون فقيراً لا ملكة له فى الظاهر وهو عرى عن التحقق بنعت الفقر الممدوح أَهله الذين لا يرون ملكة إلا لمالكها الحق ذى الملك والملكوت، وقد يكون العبد قد فوض إِليه من ذلك شيء وجعل كالخازن فيه، كما كان سليمان بن داود أُوتى ملكاً لا ينبغى لأَحد من بعده، وكذلك الخليل وشعيب والأَغنياءُ من الأَنبياءِ، عليهم الصلاة والسلام، وكذلك أَغنياءُ الصحابة، فهؤلاء لم يكونوا بريئين من الملكة فى الظاهر وهم بريئون من رؤية الملكة لنفوسهم فلا يرون لها ملكاً حقيقياً، بل يرون ما فى أَيديهم لله عارية ووديعة فى أَيديهم ابتلاهم به لينظر هل يتصرفون فيه تصرف العبيد أَو تصرف الملاك الذين يعطون لهواهم ويمنعون لهواهم، فوجود المال فى يد الفقير ليس يقدح فى فقره، إِنما يقدح فى فقره رؤيته لملكته، فمن عوفى من رؤية الملكة لم يتلوث باطنه بأَوساخ المال وتعبه وتدبيره واختياره، وكان كالخازن لسيده الذى ينفذ أَوامره فى ماله، فهذا لو كان بيده من المال مثال جبال الدنيا لم يضره ومن لم يعاف من ذلك ادعت نفسه الملكة وتعلقت به النفس تعلقها بالشيء المحبوب المعشوق، فهو أَكبر همه ومبلغ علمه، إِن أعطى رضى، وإِن منع سخط، فهو عبد الدينار والدرهم، يصبح مهموماً ويمسى كذلك فيبيت مضاجعاً له، تفرح نفسه إذا ازداد وتحزن وتأَسف إِذا فات منه شيء، بل يكاد يتلف إِذا توهمت نفسه الفقر وقد يؤثر الموت على الفقر، والأَول مستغن بمولاه المالك الحق الذى بيده خزائن السموات والأَرض، وإِذا أَصاب المال الذى فى يده نائبة رَأَى أَن المالك الحق هو الذى أَصاب مال نفسه فما للعبد وما للجزع والهلع، وإِنما تصرف مالك المال فى ملكه الذى هو وديعة فى يد مملوكه، فله الحكمفى ماله: إِن شاءَ أَبقاه، وإِن شاءَ ذهب به وأَفناه، فلا يتهم مولاه فى تصرفه فى ملكه ويرى تدبيره هو موجب الحكمة فليس لقلبه بالمال تعلق ولا له به اكتراث، لصعوده عنه وارتفاع همته إِلى المالك الحق، فهو غنى به وبحبه ومعرفته وقربه منه عن كل ما سواه، وهو فقير إِليه دون ما سواه، فهذا هو البريء عن رؤية الملكة الموجبة للطغيان، كما قال تعالى: {كَلاّ إِنّ الإِنسَانَ لَيَطْغَىَ أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6-7] ، ولم يقل: إن استغنى، بل جعل الطغيان ناشئاً عن رؤية غنى نفسه، ولم يذكر هذه الرؤية فى سورة الليل بل قال: {وَأَمّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَىَ وَكَذّبَ بِالْحُسْنَىَ فَسَنُيَسّرُهُ لِلْعُسْرَىَ} [الليل: 8-10] ، وهذا- والله أَعلم لأَنه ذكر موجب طغيانه وهو رؤية غنى نفسه، وذكر فى سورة الليل موجب هلاكه وعدم تيسيره لليسرى، وهو استغناؤه عن ربه بترك طاعته وعبوديته، فإِنه لو افتقر إِليه لتقرب إِليه بما أَمره من طاعته، فعل المملوك الذى لا غنى له عن مولاه طرفة عين ولا يجد بداً من امتثال أَوامره، ولذلك ذكر معه بخله وهو تركه إِعطاء ما وجب عليه من الأَقوال والأَعمال وأداءِ المال، وجمع إِلى ذلك تكذيبه بالحسنى وهى التى وعد بها أَهل الإِحسان بقوله: {لّلّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَىَ وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] ، ومن فسرها بشهادة أَن لا إِله إِلا الله فلأَنها أَصل الإِحسان، وبها تنال الحسنى. ومن فسرها بالخلف فى الإِنفاق فقد هضم المعنى حقه وهو أَكبر من ذلك. وإِن كان الخلف جزءاً من أَجزاءِ الْحسنى، والمقصود أَن الاستغناءَ عن الله سبب هلاك العبد وتيسيره لكل عسرى، ورؤيته غنى نفسه سبب طغيانه، وكلاهما مناف للفقر والعبودية.).
