ــــــــ قال (قارئ المتن): أحسن الله إليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين برحمتك يا أرحم الراحمين (الشيخ حفظه الله تعالى) (آمين) يقول الإمام مالك رحمه الله تعالى في موطأه برواية يحيى بن يحيى الليثي،
باب ما جاء في الاختفاء
حدثني يحيى، عن مالك، عن أبي الرجال، محمد بن عبد الرحمن، عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن، أنه سمعها تقول: (( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المختفي والمختفية يعني نباش القبور)).
(شرح الشيخ): (لعن).
(قارئ المتن): (( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المختفي والمختفية يعني نباش القبور)).
(شرح الشيخ): (الظاهر والله أعلم هذه جريمة وعدوان على القبور ينبش قبورهم نعم الكبائر حتى الرجل الذي قال لأهله: أوصى أهله إذا مات أن يحرقوه ويذروه في البر ويلقوا نصفه في البر ونصفه في البحر قال لأهله وأمرهم بذلك قال أنه لم يفتأ الخير وفي رواية: أنه عمل عملا شنيعا قيل: إنه كان نباشا للقبور).
(قارئ المتن): أحسن الله إليكم وحدثني عن مالك، أنه بلغه أن عائشة، رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت تقول: ((كسر عظم المسلم ميتا ككسره وهو حي، تعني في الإثم)).
(شرح الشيخ): (نعم، في الإثم، هذا فيه حرمة الإنسان الميت، وأن الميت له حرمة كالحي، فلا يجوز كسر عظمه، ولا الجلوس على قبره، ولا التخلي عنده، نعم وهو أحق من غيره سبق إلى القول وهو أحق من غيره نعم).
(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. باب جامع الجنائز
حدثني يحيى، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، أن عائشة، رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت وهو مستند إلى صدرها وأصغت إليه يقول: ((اللهم اغفر لي، وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى)).
(شرح الشيخ): (هذا الدعاء دعاء عظيم، رواه البخاري في الصحيح هكذا؟، ومسلم، أعد).
(قارئ المتن): حدثني يحيى، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، أن عائشة، رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت وهو مستند إلى صدرها وأصغت إليه يقول: ((اللهم اغفر لي، وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى)). (شرح الشيخ): (اللهم صلي وسلم وبارك علي نبينا محمد، هم الملائكة، والملأ الأعلى، قد تحقق له ذلك عليه الصلاة والسلام، نعم).
(قارئ المتن): أحسن الله إليكم وحدثني عن مالك، أنه بلغة أن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من نبي يموت حتى يخير)) قالت: فسمعته يقول: ((اللهم الرفيق الأعلى فعرفت أنه ذاهب)).
(شرح الشيخ): (عرفت أنه ميت، وفي لفظ غيره إذا ليختار له عليه الصلاة والسلام).
(قارئ المتن): أحسن الله إليكم.
وحدثني عن مالك، عن نافع، أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، فإن كان من أهل الجنة، فمن أهل الجنة، وان كان من أهل النار، فمن أهل النار، يقال له هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة)). التخريج أخرجه أحمد والبخاري ومسلم.
(شرح الشيخ): (وهذا فيه إثبات عذاب القبر، وأنه أول منازل الآخرة، وأن الميت يعرض عليه مقعده في الغداة وفي العشي، ويفتح له باب، إن كان مؤمنا فتح له باب إلى الجنة، يتأتيه من روحها وطيبها، وإن كان فاجرا فتح له باب من النار، فيأتيه من حرها وسمومها، يقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله، نسأل الله السلامة والعافية الله يجعلنا وإياكم من المتقين، نعم).
(قارئ المتن): أمين أحسن الله إليكم وحدثني عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كل ابن آدم تأكله الأرض، إلا عجب الذنب، منه خلق، وفيه يركب)).
(شرح الشيخ): (وهذا رواه مسلم في صحيحه، ((كل ابن آدم يبلى إلا عجب الذنب)) وعجب الذنب هو العصعص وهو عظم صغير آخر عظم في العمود الفقري، هذا العصعص عظم صغير، لا تأكله الأرض، منه خلق ابن آدم، ومنه يركب، ومنه خلق ابن آدم، ومنه يبعث، كل ابن آدم يبلى إلا عجب الذنب، لا تأكله الأرض يستحيل تراب، إلا عجب الذنب، منه خلق آدم، ومنه يركب، ويستثني من ذلك الأنبياء فلا تأكل الأرض أجسادهم ((إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء)) كما ثبت في الحديث الصحيح والشهداء وجد منهم من مكث مدة طويلة، منهم جابر رضي الله عنه، أبوه عبد الله بن الحرام رضي الله عنه، لما توفي دفن وجاء السيل، ونقله إلى مكان آخر، فوجده على حالته، ما تغير إلا شيء في أذنه، تقشر وأبقي مدة والله أعلم هل كل ما كانت الشهادة أقوى يكون بقاء جسده أطول، والشهداء تبقي مدة أجسادهم ما تأكلها الأرض، أما الأنبياء فلا تأكل الأرض أجسادهم، ((إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء))، وأما بقية الناس فتبلى أجسامهم تكون ترابا، والله تعالى يعيدها يوم القيامة، يعيد الذرات التي استحالة ترابا، وهو عالم بما تنقص الأرض منهم، وقادر، ((بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ (4) القيامة)) فيبعثهم الله سبحانه وتعالى، نعم).
(أحد الطلبة): (في بعض الموتى وجدوا الجثة كما هي).
(شرح الشيخ): (نعم، وارد هذا كثير، يبقي مدة، والله أعلم هل متى تبقي؟ كم؟ إلى متى؟ نعم).
(قارئ المتن): شيخنا يقول قصة عبد الله بن الحرام أيام معاوية رضي الله عنه كانت في أيام معاوية لما نقلوا القبر
(شرح الشيخ): (أيام معاوية بعد مدة طويلة).
(قارئ المتن): (أي ستة وأربعين سنة تقريبا).
(شرح الشيخ): (ما أدري والله أعلم).
(قارئ المتن): (أنه أجري عين جاء السيل ونقله).
(شرح الشيخ): (أي نعم، وأنه وجد كما كان، الله أكبر، نعم).
(قارئ المتن): أحسن الله إليكم وحدثني عن مالك، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأنصاري، أنه أخبره أن أباه كعب بن مالك رضي الله عنه، كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( إنما نسمة المؤمن طير يعلق في شجر الجنة، حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه)).
(شرح الشيخ): (السند إيش؟ عن كعب بن مالك الأنصاري).
(قارئ المتن): وحدثني عن مالك عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأنصاري
(شرح الشيخ): (هذا أظن مسلسل بالأئمة، رواه عن مالك، الشافعي، ورواه الشافعي، عن أحمد، مسلسل بالأئمة، الحديث ((نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله في جسده يوم يبعث))، نسمة روح المؤمن طائر له شكل طائر يعلوا يأكل تتنعم وحدها وأما الشهيد فإن روحه تتنعم بواسطة حواصل طير خضر الحديث أن الشهداء جعل الله أروحهم في حواصل طير خضر تسرح في الجنة ترد أنهارها، وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل معلقة بالعرش، فأروح الشهداء تتنعم، أكثر من تنعم أرواح سائر المؤمنين؛ لأنها تتنعم بواسطة حواصل طير خضر، لما أتلفوا أجسادهم لله، الشهيد أتلف جسده لله، فعوض الله روحه في الجسد الآخر تتنعم بواسطته، أما المؤمن غير الشهيد فإن روحه تتنعم وحدها، تأخذ شكل طائر، المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعث يوم القيامة، وفيه إثبات الجنة، واثبات النار، واثبات عذاب القبر ونعيمه، نعم).
(قارئ المتن): أحسن الله إليكم وحدثني عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله تبارك وتعالى: إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقائه وإذا كره لقائي كرهت لقائه)).
(شرح الشيخ): (تخريجه).
(قارئ المتن): (أحمد والبخاري).
(شرح الشيخ): (فيه إثبات المحبة لله عز وجل، والكراهة، والرد على من أنكرها من الأشاعرة والمعتزلة وغيرهم ففيه إثبات المحبة لله، وإثبات الكراهة نعم، وفيه إثبات اللقاء، أحب لقائي، وهو البعث والوقوف بين يدي الله، إثبات البعث والجزاء والحساب والجنة والنار نعم).
(قارئ المتن): أحسن الله إليكم وحدثني عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال: رجل لم يعمل حسنة قط لأهله إذا مات فحرقوه، ثم زور نصفه في البر، ونصفه في البحر، فو الله لإن قدر الله عليه ليعذبنه عذاب لا يعذبه أحدا من العالمين، فلما مات الرجل، فعلوا ما أمرهم به، فأمر الله البر فجمع ما فيه، وأمر الله البحر فجمع ما فيه، ثم قال لما فعلت هذا قال من خشيتك يا رب وأنت أعلم قال فغفر له.
(شرح الشيخ): (وهذا حديث أبي هريرة رواه أصحاب السنن والمسانيد وهو حديث صحيح وهذا فيمن قبله هذا الرجل له ألفاظ لم يفتعل خيرا يعني لم يفعل خيرا جمع أهله عند وفاته وقال لهم إنه ما فعل خيرا فإن الله إن قدر عليه ليعذبنه عذابا لا يعذبه عذاب شديد وأمرهم إذا مات أن يحرقوه واخذ عليهم العهد والميثاق، ثم بعد أن يحرقوه يسحقوه يطحنوه ثم يزرونه في بعض الألفاظ ثم ينتظرون يوم شديد عاصف الريح فيزرونه وفيه هذا الحديث أنه يزر نصفه للبر ونصفه للبحر قال فو الله إن قدر الله عليا ليعذبني عذاب شديدا فلما مات فعلوا به ذلك، أحرقوه، ثم سحقوه، ثم زره، وأمر الله البر فجمع ما فيه، وأمر الله البحر فجمع ما فيه، فقال الله قم فإذا هو إنسان قائم، فقال الله ما حملك على ذلك قال خشيتك يا رب، فمات، فغفر الله له، هذا الحديث أشكل على العلماء كيف يكون غفر الله له وهو أنكر البعث وأنكر القدرة هذا اعتقد كفر قال بعضهم فيمن قبل، وأحسن ما قيل فيه ما ذكره شيخ الإسلام وغيره رحمهم الله أن هذا الرجل ما أنكر البعث ولا أنكر قدرة الله لكن لجهله وخوفه العظيم أنكر تفاصيل القدرة، وظن أنه إذا وصل إلى هذه الحال، أحرق، وسحق، وزر، أنه يفوت على الله، ولا يدخل تحت القدرة، لهذه حالة خاصة هو يثبت قدرة الله ويثبت البعث لكن ظن أنه في هذه الحالة إذا احرق وسحق وزر فات على الله، ولا يدخل تحت القدرة، والذي حمله على هذا ليس العناد وإنما أمر الجهل والخوف الخوف العظيم والجهل فغفر الله له نعم).
(أحد الطلبة): (الذي حمله على ذلك جانب الخوف).
(شرح الشيخ): (نعم، حمله علي هذا الجهل مع الخوف، جانب الجهل مع الخوف، وليس معاندا، لو كان معاندا كان كافرا، ولو كان عالما أن هذا لا يجوز له لما كان معذورا، ما هو معاند، خائف، ما معه علم بل جاهل، ظن أنه في هذه الحالة أنه يفوت على الله، ولا يدخل تحت القدرة؛ بسبب الجهل والخوف، لا العناد، ليس عنده علم ولا عناد يوصل إلى هذه الحالة، نعم).
(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. وحدثني عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) قال: (( كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، كما تناتج الإبل من بهيمة جمعاء، هل تحس فيها من جدعاء؟ قالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت الذي يموت وهو صغير؟ قال الله أعلم بما كانوا عاملين)).
(شرح الشيخ): (ما من مولود إلا يولد على الفطرة وهي الإسلام، كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، يولد على الفطرة كما تولد البهيمة الجمعاء الجمعاء يعني كاملة الأعضاء والحواس لها أذنان ولها قرن ولها يدان ثم أن تجدعونها يحصل لها بعد ذلك، بعد ذلك يقطعون الأنف، يقطع الأذن، يقطع الرجل، ولدت مجتمعة ما فيها نقص، النقص حصل فيما بعد، كذلك المولود يولد على الفطرة ثم يأتي بعد ذلك التغير، التغير من أبويه، مولود على الفطرة ثم جاء التغير، فهذه البهيمة مولودة جمعاء مجتمعة، أعضائها وحواسها، ثم بعد ذلك يحصل لها تغير هذا يقطع أذنها، وهذا يقطع قرنها، هذا يقطع يدها، نعم).
(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. وحدثني عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (الشيخ حفظه الله تعالى) (اللهم صل وسلم عليه) قال: (( لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيقول ياليتني مكانه)).
(شرح الشيخ): (في لفظ: ما به إلا البلاء، ما به الدين، ما به إلا البلاء، يعني من شدة البلاء، وشدة الفتن، يتمرغ على القبر ويقول: يا ليتني مكانه، هذه الفتن في آخر الزمان، تخريجه رواه الشيخان البخاري).
(قارئ المتن): (أي نعم البخاري ومسلم وأحمد).
(شرح الشيخ): (لا تقوم الساعة).
(قارئ المتن): (( لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيقول ياليتني مكانه)).
(شرح الشيخ): (وفي لفظ آخر: ما به إلا البلاء، نسأل الله السلامة والعافية).
(قارئ المتن): اللهم أمين. وحدثني عن مالك، عن محمد بن عمر بن حلحلة الديلي، عن معبد بن كعب بن مالك، عن أبي قتادة بن ربعي، رضي الله عنه، أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة فقال: ((مستريح ومستراح منه)) قالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما المستريح وما المستراح منه؟ قال: ((العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها، إلى رحمة الله، والعبد الفاجر تستريح منه العباد، والبلاد، والشجر والدواب)).
(شرح الشيخ): (وهذا رواه البخاري في الصحيح أيضا رواه الشيخان، (( رواه البخاري (6513)، ومسلم (950) وغيرهما)) المستريح والمستراح منه، المؤمن يستريح من عناء الدنيا وتعبها والفاجر يستريح منه الناس، والدواب، والشجر، لأن الشجر يمنع القطر بسببه، وكذلك البهائم تستريح منه، فإذا مات مطروا، فأنبتت الأرض، ورعى البهائم، وكذلك الشجر، نبت الشجر، فكانت مستريحة بموته، نعم).
(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. وحدثني عن مالك، عن أبي النضر، مولى عمر بن عبيد الله، أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما مات عثمان بن مظعون، رضي الله عنه، ومر بجنازته ذهبت ولم تلبس منها بشيء)).
(شرح الشيخ): (ذهبت ولم تلبس من الدنيا بشيء إيش قال تخريجه).
(قارئ المتن): (قال الحديث مرسل قال ابن عبد البر في التمهيد: هكذا هو في الموطأ عند جماعة الرواة مرسلا مقطوعا، لم يختلفوا في ذلك عن مالك، وقد رويناه متصلا مسندا من وجه صالح حسن، وقال في التمهيد وهذا ثناء منه صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون رضي الله عنه.
(أحد الطلبة): قال أحسن الله إليك وصله ابن عبد البر من طريق يحيى بن سعيد، عن القاسم، عن عائشة رضي الله عنها قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مات عثمان بن مطعون
(شرح الشيخ): (لما مات إيش كمل قال: لقد ذهبت ولم تلبس منها بشيء تكلم على المتن شرح المتن).
(قارئ المتن): قال لأنه تلبس كثير لأنه تلبس بشيء منها لا محالة وفيه مدح الزهد في الدنيا وذم والاستكثار)
(شرح الشيخ): (إيش لأنه إيش).
(قارئ المتن): قال: (ومر بجنازته) عليه (ذهبت ولم تلبس) بحذف إحدى التاءين، ولابن وضاح تتلبس بتاءين، (منها) أي الدنيا (بشيء) كثير، لأنه تلبس بشيء منها لا محالة، وفيه مدح الزهد في الدنيا، وذم الاستكثار منها، والثناء على المرء بما فيه، وروى الترمذي عن عائشة رضي الله عنها: ((قبل النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن مطعون رضي الله عنه، وهو ميت وهو يبكي وعيناه تذرفان فلما توفي ابنه إبراهيم قال الحق بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون رضي الله عنه) (من شرح الزرقاني).
(شرح الشيخ): (قبله تلبس منها إيش؟ ولم يتلبس منها بشيء قوله: ولم تلبس منها (( ذهبت ولم تلبس منها بشيء)) قال ايش).
(قارئ المتن): (قال: بحذف إحدى التاءين، ولابن وضاح تتلبس بتاءين، (منها) أي الدنيا (بشيء) كثير، لأنه تلبس بشيء منها لا محالة).
(شرح الشيخ): (نعم، ذهبت، ولم تلبس منها بشيء كثير، وإن تلبس بشيء قليل، الناس تلبس بشيء كثير، وأنت تلبست بشيء قليل، لابد من أن يتلبس بالدنيا شيء، هذا شيء لا بد منه، نعم).
(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. وحدثني مالك، عن علقمة بن أبي علقمة، عن أمه، أنها قالت سمعت عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فلبس ثيابه، ثم خرج، فأمرت جاريتي بريرة تتبعه، فتبعته حتى جاء البقيع، فوقف في أدناه ما شاء الله أن يقف، ثم انصرف، فسبقته بريرة، فأخبرتني، فلم أذكر له شيء، حتى أصبح، ثم ذكرت ذلك له، فقال: إني بعثت إلى أهل البقيع لأصلي عليهم)).
(شرح الشيخ): (هذا السياق هنا يختلف روى مسلم في صحيحه هذه القصة، القصة في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء ونام عندها فلما ظن أنها قد نامت قام وأخذ حذائه خفية ثم ولما نامت، ظن أنها نامت ثم لما خرج تبعته حتى جاء إلى المقابر فقال إذا أسرع أسرعت، وإذا مشى مشيت، ووقف طويل ورفع يديه، ودعي لهم، ثم انصرف، وهي ظنت أنه سيذهب إلي بعض أزواجه في الأول، بعض الزوجات، ثم انصرف، قالت وأسرعت حتى سبقته، وجئت وصار نفسها يتردد ها هذا النفس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم وسألها ما لك؟ قالت: لا شيء، لتخبرني أو ليخبرني العليم الخبير، فأخبرته فلهزها وقال أتخافين أن يحيف الله عليك ورسوله هذا الحديث يختلف عن هذا فيه أن بريرة هي التي تبعته وأخبرته ايش قال بتخريجه).
(قارئ المتن): أحسن الله إليكم. (قال أخرجه أحمد والنسائي).
(شرح الشيخ): (أما هذا أخرجه مسلم، بعده).
(قارئ المتن): وحدثني عن مالك، عن نافع، أن أبا هريرة، رضي الله عنه، قال: ((أسرعوا بجنائزكم فإنما هو خير تقدمونه إليه، أو شر تضعونه عن رقابكم)).
(شرح الشيخ): (إيش وحدثني).
(قارئ المتن): وحدثني عن مالك، عن نافع، أن أبا هريرة، رضي الله عنه، قال: ((أسرعوا بجنائزكم فإنما هو خير تقدمونه إليه، أو شر تضعونه عن رقابكم)).
(شرح الشيخ): (التخريج؟).
(قارئ المتن): (البخاري ومسلم، أخرجه طبعا مرفوع هو هنا عن أبي هريرة).
(شرح الشيخ): (عن أبي هريرة موقوفا).
(قارئ المتن): (هو هنا موقوف لكن أخرجه قال بالحاشية أخرجه مرفوعا أحمد والبخاري ومسلم).
(شرح الشيخ): (نعم، وفيه الأمر بإسراع الجنازة وعدم تأخيرها، لأنها إن كانت صالحة، تقدم إلى الخير الذي أمامها، وإن كانت غير صالحة، فيستراح منها شر يوضع عن رقابهم، فيه الأمر بإسراع بالجنازة ولكن إذا دعت الحاجة إلى التأخير قليلا، كأن يحضر مثلا أقاربه أو يخرج جمع كثير، فلا بأس، نعم).
(أحد الطلبة): (الإسراع).
(شرح الشيخ): (الإسراع بالدفن، أما المشي يكون الإسراع المعتاد، لأن الإسراع في المشي قد يؤدي إلى سقوطه، نعم).
