شعار الموقع

الرسالة التدمرية (2) تتمة قوله "فجعلوا العلم عين العالم" – إلى "وليس الغضب كالغضب"

00:00
00:00
تحميل
204

المتن :

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد فقال شيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله تعالى في كلام الفلاسفة وأتباعهم الذين وصفوه بالسلوب والإضافات دون صفات الإثبات وجعلوه هو الوجود المطلق.

الشرح :

وأما من زاغ

المتن :

وقد علم بالاضطرار . أن الوجود لا بد له من موجد واجب بذاته غني عما سواه ; قديم أزلي ; لا يجوز عليه الحدوث ولا العدم فوصفوه بما يمتنع وجوده فضلا عن الوجوب أو الوجود أو القدم .

الشرح :

كل هذا سنتكلم عليه

المتن :

وقاربهم طائفة من الفلاسفة وأتباعهم فوصفوه بالسلوب والإضافات دون صفات الإثبات

الشرح :

السلوب يعني النفي والإضافة إضافة شيء إلى شيء مثل إضافته إلى العالم يكون مبدأ للعالم مبدأ للكثرة

المتن :

وجعلوه هو الوجود المطلق بشرط الإطلاق

الشرح :

هو الوجود المطلق هو الذي لم يقيد باسم ولا صفة وهذا لا يكون إلا في الذهن

المتن :

وقد علم بصريح العقل أن هذا لا يكون إلا في الذهن

الشرح :

الوجود المطلق ما يكون إلا في الأذهان

المتن :

الذهن لا فيما خرج عنه من الموجودات وجعلوا الصفة هي الموصوف , فجعلوا العلم عين العالم مكابرة للقضايا البديهات

الشرح :

هذا من جهلهم جعلوا الصفة هي الموصوف والصفة تختلف عن الموصوف ،الموصوف هو الذات التي توصف فيه الصفة والصفة معنى من المعاني مثل الإنسان ،الإنسان ذات مثل الجدار ذات هذا موصوف والبياض صفه فالبياض معنى قائم بالذات مثل الإنسان الآن ذات له صفات العلم والقدرة والسمع والبصر فكون هؤلاء يجعلون الصفة هي الموصوف هذا مغالطه ومكابرة للأمر المحسوس مكابرة للقضية البديهية

المتن :

وجعلوا الصفة هي الموصوف , فجعلوا العلم عين العالم مكابرة للقضايا البديهيات

الشرح :

البديهيات هي جمع بديهي والبديهي هو الذي لا يحتاج إلى تأمل ولا نظر ولا استدلال مثل الآن الشمس طالعة ما يحتاج إلى دليل أنت الآن واقف والشمس أمامك هذا يحتاج إلى دليل هذا بديهي هات دليل إنها في النهار البديهي هو الذي لا يحتاج إلى تأمل بخلاف إذا قيل لك أخرج الآن ربع السدس من أربع مائة وأربع وسبعين هذا مو بديهي يحتاج إلى تأمل ونظر وتفكير

المتن :

وجعلوا هذه الصفة هي الأخرى

الشرح :

كذلك أيضا من مكابراتهم جعلوا العلم هو القدرة هو السمع هو البصير الصفات تختلف القدرة غير العلم غير الكرم غير السمع غير البصر

المتن :

فلم يميزوا بين العلم والقدرة والمشيئة جحدا للعلوم الضروريات

الشرح :

وعدم تمييز هذا جحدوا علم ضروري والعلم الضروري لا يحتاج إلى نظر واستدلال يدركه الإنسان ،الإنسان ضرورة يعني يقر به ضرورة ولا يحتاج إلى تأمل واستدلال بخلاف الذي يحتاج إلى التأمل والاستدلال هذا قد ينكره بعض الناس  لكن الضروري ما يمكن جحده الضروري يدركه كل واحد كل واحد يدرك أن الماء يروي وأن الأكل يشبع فإذا أنكر أحد هذا كلا الأكل لا يشبع والماء لا يروي بذاته حتى الأمر ضروري  ما يحتاج إلى تأمل واستدلال .

المتن :

وقاربهم طائفة ثالثة من أهل الكلام من المعتزلة ومن اتبعهم ; فأثبتوا لله الأسماء دون ما تتضمنه من الصفات

الشرح :

وهذا معروف عند المعتزلة يثبتون الاسم دون الصفة فيقول الله يسمى عليم لكن بلا علم ينكرون الصفة سميع بلا سمع بصير بلا بصر قدير قدرة أسماء أعلام محضة جامدة ليس لها معاني هذا باطل هذا مذهب المعتزلة فشبهتهم أنهم لا يثبتون الصفات لا يلزم ذلك التشبيه ونقول لهم كذلك الأسماء لا تلزم التشبيه قالوا لا نرى متصف بهذه الصفات إلا ما هو جسم نقول ولا ترون مسمى بهذا الأسماء  إلا ما هو جسم إن كان فيه إثبات الصفات تشبيه ففيه إثبات صفات تشبيه وإن لم يكن في إثبات الأسماء تشبيه فلا ليس في إثبات الصفات تشبيه.

المتن :

وقاربهم طائفة ثالثة من أهل الكلام من المعتزلة ومن اتبعهم ; فأثبتوا لله الأسماء دون ما تتضمنه من الصفات

 - فمنهم من جعل العليم والقدير ; والسميع ; والبصير ; كالأعلام المحضة المترادفات

الشرح :

وهذا سبب جهلهم وضلالهم

المتن :

ومنهم من قال عليم بلا علم قدير بلا قدرة سميع بصير بلا سمع ولا بصر فأثبتوا الاسم دون ما تضمنه من الصفات

الشرح :

هذا بلا قيمة وش الفائدة بلا صفات ما له معنى عليم بلا علم سميع بلا سمع بصير بلا بصر لو أقول فلان من الناس عليم لكن  لا يعلم شيء جاهل ما الفائدة من تسميته بالعليم قدير لكن عاجز ما يقدر يتحرك هذا لا قيمة له

المتن :

والكلام على فساد مقالة هؤلاء وبيان تناقضها بصريح المعقول المطابق لصحيح المنقول مذكور في غير هؤلاء الكلمات

الشرح :

الذي يقول هذا الكلام باطل بالعقل الصريح والنقل الصحيح أما النقل الصحيح فلأن النصوص أثبتت الأسماء والصفات لله عز وجل الله تعالى أثبتها لنفسه ( وَ كَانَ اللهُ سَمِيعاً بَصِيراً ) (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ) أثبت لنفسه الأسماء والصفات أما العقل فكذلك العقل الصريح بأن الأسماء التي لا تدل على المعاني لا قيمة لها ولا فائدة منها

المتن :

وهؤلاء جميعهم يفرون من شيء فيقعون في نظيره بل وفي شر منه

الشرح :

لأنهم فروا من تشبيه من إثبات الصفات وتشبيه من إثبات الصفات والتشبيه بالموجودات فوقعوا من شر منه وهو التشبيه بالمصدومات والتشبيه بالمعدومات أقوى من التشبيه بالموجودات

المتن :

وهؤلاء جميعهم يفرون من شيء فيقعون في نظيره بل وفي شر منه مع ما يلزمهم من التحريف والتعطيل

الشرح :

نعم حرفوا كلام الله وكلام رسوله.

 

المتن :

وهؤلاء جميعهم يفرون من شيء فيقعون في نظيره بل وفي شر منه مع ما يلزمهم من التحريف والتعطيل

الشرح /

نعم حرفوا كلام الله ورسوله وعطلوا الله من صفاته ثم وقعوا في شر مما فروا منه كل هذا (..) ،أنتم الآن حرفتم اللفظ وجحدتم المعنى ووقعتم في تشبيهه بشر مما فررتم منه ، فررتم من تشبيهه بالموجودات فوقعتم في تشبيهه بالمعدومات ، وتشبيهه بالمعدومات أقبح من تشبيهه بالموجودات ، نعوذ بالله .

المتن /

ولو أمعنوا النظر لسووا بين المتماثلات وفرقوا بين المختلفات كما تقتضيه المعقولات ;

الشرح /

لو أمعنوا ودققوا النظر لسووا بين المتماثلات ، وأن الاسم والصفة سواء ، كما تثبت له الاسم فتثبت له الصفة ، سووا بين المتماثلات وفرقوا بين المختلفات مختلفات يجب التفريق بينها فهناك فرق بين الخالق والمخلوق فلا يقاس الخالق على المخلوق ولا يقاس المخلوق على المخلوق أبداً  كما تقتضيه المعقولات ( العقل يقتضي هذا الإنسان يسوي بين الأمور المتماثلة ويفرق بين الأمور المختلفة فالعقل يقتضي هذا

المتن /

ولكانوا من الذين أوتوا العلم الذين يرون أنما أنزل إلى الرسول هو الحق من ربه

الشرح /

نعم هؤلاء هم أولوا العلم أهل البصائر الذين يثبتون ما أثبته الله لنفسه وينفون ما نفاه عن نفسه

المتن /

وهو الحق من ربه ويهدي إلى صراط العزيز الحميد . ولكنهم من أهل المجهولات المشبهة بالمعقولات

الشرح /

من أهل الجهالات الذين يشبهون أهل المعقولات ويتشبهون بهم وهم بعيدون منهم .

المتن /

يسفسطون في العقليات ويقرمطون في السمعيات .

الشرح /

يسفسطون أي يسلكون مسلك السفسطائية والسفسطة معناها تمويه الحقائق ، ومذهب السفسطائية –طائفة من فلاسفة الهند –  لا يؤمنون إلا بالحسيّات وينكرون المعقولات ، وهم الذين ناظرهم الجهم بن صفوان –رئيس الجهمية- ناظره قوم من فلاسفة الهند يقال لهم السومانية فقالوا له الجهم إلـهك هذا الذي تعبد هل رأيته بعينيك ، قال لا ، قالوا هل سمعته بأذنك ؟ قال لا ، قالوا هل شممته بأنفك ، قال لا ، هل جسسته بيد ؟ قال لا ، هل ذقته بلسانك ؟ قال لا ، قالوا إذا هو معدوم ، دام ما يدرك بالسمع ولا بالبصر ولا باللمس ولا بالشم ولا بالذوق معدوم

فشكّ في ربه وترك الصلاة أربعين يوماً  ، نعوذ بالله

ثم نقش الشيطان في ذهنه ان الله موجود وجودا مطلقا ، فأثبت الوجود لله بشرط الإطلاق، أي موجود في الذهن وسلب عنه جميع الأسماء والصفات فهذه السفسطة تمويه الحقائق

أما القرمطة فهي سلوك مسلك القرامطة الذين يجعلون النصوص ظاهر وباطن ، مثل أن يقول القرامطة الصلوات الخمس عبارة عن أسماء خمسة من الشيعة (علي وفاطمة وحسن وحسين ومحسن ) هذه أسماء الصلوات الخمس ، والصيام في شهر رمضان باسم ثلاثين شخص ، والصيام كتمان سر المشايخ والحج زيارة قبورهم هذا هو الباطن ، أما الظاهر مثل ما يصلي الناس الصلوات الخمس هذا الظاهر لكن هذا الباطن ، فيقرمطون يسلكون مسلك القرامطة بأن يجعلون للنصوص ظاهر وباطن

يسفسطون في الأدلة العقلية ويسلكون فيها مسلك التمويه وإبطال الحقائق ، والسمعيات الأدلة السمعية من الكتاب والسنة يسلكون فيها مسلك القرامطة يجعلون للنصوص ظاهراً وباطناً .

مداخلة / ( غير واضحة ) لكن مجملها توضيح المعنى السفسطة والقرمطة وسبق توضيحه آنفاً  بالإضافة الى

معنى المطلق هو الذي لم يقيد لا باسم ولا صفة ومطلق عن قيود الأسماء والصفات ("") الوجود في الذهن فقط لا يثبون الوجود حسياً

المتن /

 وذلك أنه قد علم بضرورة العقل أنه لا بد من موجد قديم غني عما سواه إذ نحن نشاهد حدوث المحدثات : كالحيوان والمعدن والنبات والحادث ممكن ليس بواجب ولا ممتنع وقد علم بالاضطرار أن المحدث لا بد له من محدث والممكن لا بد له من موجد كما قال تعالى : أَمْ خُلِقوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الخَالِقُون ؟ فإذا لم يكونوا خلقوا من غير خالق ولا هم الخالقون لأنفسهم تعين أن لهم خالقا خلقهم .

الشرح /

هذا معلوم بضرورة العقل أن المحدثات من النبات والحيوانات لا بد لها من محدث ولا بد لها من موجد ولا بد أن يكون هذا الموجد واجب الوجود لذاته ، لا بد أن يتصف بالغنى وأنه غني عن غيره وأنه واجب الوجود لذاته لا يحتاج إلى أحد في وجوده وأنه هو الأول الذي  ليس قبله شيء ، هذا لا بد منه لأن المحدثات من المخلوقات والنباتات م توجد نفسها فلا بد لها من موجد فهي لم توجد نفسها ولم توجد بغير موجد أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون فهي ما أوجدت نفسها لأنها كانت معدومة والشيء لا يوجد نفسه ولا بد لها من موجد وهذا الموجد لا بد أن يكون واجب الوجود لذاته ولا يمكن أن يكون الموجد الثاني أوجده غيره وإلا لزم التسلسل ، هذا الموجد الذي أوجدها هو واجب الوجود لذاته وهو الله سبحانه وتعالى ولا بد أن يتصف بالغنى وأنه غني عما سواه أنه لا يحتاج إلى شيء عن غيره وإلا صار المخلوق والخالق شيئاً واحد صار الخالق مثل المخلوق ،المخلوق أوجده غيره والخالق واجب الوجود لذاته المخلوق فقير والخالق غني لا بد من هذا وهو معلوم بضرورة العقل .

المتن..

وذلك أنه قد علم بضرورة العقل.

الشيخ..

هذا معلوم بالضرورة العقلية ما يحتاج إلى التأمل ولا يحتاج إلى استدلال هذا معلوم بضرورة العقل كل أحد يدرك هذا .

المتن:

أنه لا بد من موجود قديم غني عما سواه.

الشرح /

نعم لا بد من موجد الله تعالى هو الموجد وهو قديم يعني الأول بمعنى الأول هذا من باب الخبر الذي ليس قبله شيء الواجب الوجود لذاته سبحانه وتعالى ولا بد أن يكون له وصف الغنى ولا يحتاج إلى شيء وإلا صار الموجد والموجد كل منهما محتاج

مداخلة /

(""")

المتن :

وذلك أنه قد علم بضرورة العقل أنه لا بد من موجود قديم غني عما سواه إذ نحن نشاهد حدوث المحدثات : كالحيوان والمعدن والنبات والحادث ممكن ليس بواجب ولا ممتنع.

الشرح /

الحادث ممكن ومعنى ممكن يعني يجوز عليه الحدوث والعدم ، هذا الممكن وهو وجود المخلوق ، الواجب هو الذي لا يجوز عليه الحدوث واجب الوجود لذاته وهو وجود الله سبحانه وتعالى الواجب وجود الله والممكن وجود المخلوق الواجب خبر عن الله واجب يعني واجب الوجود لذاته والممكن خبر عن المخلوق يمكن يجوز عليه الحدوث والعدم يجوز أن يوجد ويجوز أن يعدم يجوز أن يكون عدما ويجوز أن يكون موجودا.

المتن :

والحادث ممكن ليس بواجب ولا ممتنع

الشرح /

 ليس بواجب لذاته في الخلق وليس بممتنع الوجود بل هو ممكن ، الممتنع هو الذي يستحيل وجوده ، والواجب هو واجب الوجود لذاته والممكن هو الذي يجوز عليه الحدوث والعدم ، فالمخلوق ليس مستحيل وجوده حتى يكون ممتنع وليس واجب الوجود لذاته لأنه مخلوق بعد أن كان عدماً ودل على أنه ممكن

المتن:

وقد علم بالاضطرار أن المحدث لا بد له من محدث

 الشرح /

والمحدث المخلوق الموجود لابد له من موجد أوجده وأحدثه أو محدث وهو المخلوق لا بد له من محدث.

المتن /

والممكن لا بد له من موجد

الشرح /

والممكن الذي يجوز عليه حدوث العدم لا بد له من موجد يوجده حتى يوجد .

المتن /

كما قال تعالى : أَمْ خُلِقثوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الخَالِقُون ؟ فإن لم يكونوا خلقوا من غير خالق ولا هم الخالقون لأنفسهم تعين أن لهم خالقا خلقهم .

الشرح /

 فإذا لم يكونوا خلقوا من غير خالق ولم يكونوا هم خلقوا أنفسهم لا بد لهم من خالق أوجدهم وهو الله ، ولهذا لما سمع أحد الصحابة قبل أن يسلم ، سمع النبي يقرأ هذه الآية أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ مثل الهدنة التي بين النبي ﷺ وبين المشركين لما جاء مكة إلى المدينة ، وسمع النبي يقرأ سورة الطور ويقرأ هذه الآية أم خلقوا من غير شيء قال : كاد قلبي أن يطير ، هذا أول ما بدأ الإسلام(..) ثم أسلم بعد ذلك ، من هو هذا الصحابي ؟؟ جبير بن (..) رضي الله عنه

قال لما جاء إلى النبي في المدينة وسمعه يقرأ هذه الآية أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ قال كاد قلبي أن يطير قبل أن يسلم ثم أسلم

المتن /

وإذا كان من المعلوم بالضرورة أن في الوجود ما هو قديم واجب بنفسه

الشرح /

هذا وجود الله وواجب قديم بنفسه

المتن /

وإذا كان من المعلوم بالضرورة

الشرح /

يعني ضرورة العقل التي لا تحتاج إلى تأمل الضرورة يعني ما يدركه الإنسان بدون تأمل تلجئه الضرورة إلى الاعتراف في الذهن ومعرفته وتيقنه به  مثل الشمس الآن هل تحتاج إلى تأمل هل الشمس طالعة أو غير طالعة إذا كنت واقف بالشمس أم تقر بها ضرورة ؟

ضرورة ما تستطيع أن تنكرها ضرورة لا تحتاج على تأمل بخلاف الشيء العقلي الذي يحتاج إلى تأمل وتدبر وتفكير هل هو موجود أم غير موجود

العلم نوعان :

ضروري ونظري

الضروري هو الذي لا يحتاج إلى تأمل ولا استدلال كالحسيات

والنظري هو الذي يحتاج إلى تأمل واستدلال وهل موجود أو غير موجود والضروري واضح هو الذي تلجئه الضروري إلى الاعتراف به وعدم إنكاره

المتن /

وإذا كان من المعلوم بالضرورة أن في الوجود ما هو قديم واجب بنفسه

الشرح /

وهو الله سبحانه وتعالى

المتن /

وما هو محدث ممكن

الشرح /

وهو المخلوق

 قديم واجب بنفسه وهو الله وهو واجب الوجود لذاته لم يوجده أحد لوم يتفرع من شيء ولم يتفرع منه شيء فهو لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، الله أحد صمد قائم بنفسه مقيم لغيره تصمد إليه الخلائق في حوائجها قل هو الله أحد

فهو واجب الوجود لذته واجب بنفسه  بخلاف المخلوق فهو ممكن حادث كائن بعد لم يكن موجود بإيجاد الله له

وإن كان قبل ذلك عدماً

مداخلة (غير واضحة ) مجملها توضيح معنى واجب الوجود لذاته لله أي أنه لم يوجده غيره فهو واجب بنفسه بخلاف المخلوق فهو ممكن يجوز عليه الحدوث والعدم وقد أوجده غيره

 

المتن /

وإذا كان من المعلوم بالضرورة أن في الوجود ما هو قديم واجب بنفسه وما هو محدث ممكن يقبل الوجود والعدم

الشرح /

فهو مخلوق يقبل الوجود والعدم

المتن/

فمعلوم أن هذا موجود وهذا  موجود

الشرح /

هذا الخالق موجود وهذا موجد كل منهما اشترك في مسمى الشيء والوجود

المتن /

ولا يلزم من اتفاقهما في مسمى الوجود أن يكون وجود هذا مثل وجود هذا

الشرح/

لأن الاشتراك  إنما هو في أمر كلي في أمر مطلق كلي عام ، وهذا إنما يكون في الذهن اشترك في مسمى الوجود في الذهن موجود ، مسمى وجود موجود في الذهن يتصوره يشمل وجود الخالق والمخلوق ، لكن في الخارج ليس فيه اشتراك ، فيه اشتراك بين الخالق والمخلوق في مسمى الشيء مسمى الوجود وهذا إنما يكون في الذهن عند القطع عن الإضافة والتخصيص أما إذا خصصت أو أضفت زال الاشتراك

قلت وجود الخالق خلاص زال الاشتراك عرفنا أن وجود الخالق وجود لذاته وجود المخلوق زال الاشتراك فالله تعالى يخبر عنه أنه بأنه مخلوق وبأنه شيء ("") شهادة وبأنه ذات وبأن له حقيقة هذا يكون فيه اشتراك مع المخلوق لكن إنما يكون الاشتراك في الذهن والتصور فقط في مسمى الشيء في الذهن أما في الخارج فليس هناك اشتراك ولا يكون في الخارج  إذا أضيف أو خصص مثل مسمى علم يشمل علم الخالق وعلم المخلوق مسمى قدرة تشمل قدرة الخالق وقدرة المخلوق في الذهن ، مسمى سمع مسمى بصر ، لكن إذا أضفت قلت قدرة الخالق زال الاشتراك وصار في الخارج قدرة المخلوق سمع الخالق زال الاشتراك لكن إذا قطعت عنهما التخصيص وقلت سمع عام هذا يكون في الذهن  يشمل سمع الخالق وسمع المخلوق قدرة مقطوعة عن الإضافة والاختصاص هذا أمر كلي يكون في الذهن يتصوره في ذهنه سمع قدرة علم يشمل علم الخالق وعلم المخلوق وجود ،وجود الخالق فإذا أضفت جعل الإضافة إلى الاختصاص صار موجودا في الخارج وزال الاشتراك ، الاشتراك إنما هو في الأمر الكلي العام الذي يكون في الذهن

الطالب /

عند الإضافة و التخصيص

الشرح /

نعم يزول الاشتراك

المتن /

ولا يلزم من اتفاقهما في مسمى الوجود أن يكون وجود هذا مثل وجود هذا بل وجود هذا يخصه ووجود هذا يحصه.

الشرح/

لا يلزم اتفاق الخالق والمخلوق في مسمى الوجود الذي هو أمر كلي عام في الذهن أن يكون بينهما اشتراك في الخارج

فوجود هذا (الرب ) يخصه ، ووجود هذا (المخلوق ) يخصه وجود الرب وجود لذاته واجب لنفسه ووجود المخلوق ممكن وجود ممكن لغيره أوجده غيره.

المتن /

بل وجود هذا يخصه ووجود هذا يخصه واتفاقهما في اسم عام : لا يقتضي تماثلهما في مسمى ذلك الاسم

الشرح /

اتفاقهما في اسم عام  الاسم العام كما ذكرت لكم في مسمى وجود مسمى علم مسمى قدرة مسمى سمع هذا اسم عام وهو أمر كلي ويكون في الذهن ما يكون في الخارج في الخارج ما فيه اشتراك في الذهن فيه اشتراك لكن في الذهن يكون مقطوع عن الإضافة والاختصاص  مسمى شيء مسمى وجود مسمى علم  وفي الخارج لا بد من الإضافة والاختصاص علم الخالق خلاص زال الاشتراك علم المخلوق زال علم الخالق كامل علم المخلوق ضعيف حياة الخالق حياة كاملة لم يسبقها عدم ولا موت ولا نوم حياة المخلوق حياة ناقصة معروف وهكذا إنما يكون الاشتراك في الاسم العام وهو أمر كلي ويكون في الذهن وأما في الخارج فلا اشتراك ويكون في الخارج إذا أضيف و خصص

المتن /

 واتفاقهما في اسم عام : لا يقتضي تماثلهما في مسمى ذلك الاسم عند الإضافة والتخصيص والتقييد ولا في غيره .

الشرح /

والإضافة والتخصيص تقيده فإذا أضفته أو قيدته أوخصصته زال الاشتراك وانتهى الأمر الذهني خرج من كونه في الذهن إلى كونه في الخارج وصار أمرا خارجاً

المتن /

واتفاقهما في اسم عام : لا يقتضي تماثلهما في مسمى ذلك الاسم عند الإضافة والتخصيص والتقييد ولا في غيره .

الشرح/

فالإضافة مثلا (حياة الرب ) الاختصاص ( حياة إلهية )، تقييد قيد بأن الحياة تكون للرب أو الحياة تكون للمخلوق أو قلت مثلا حياة زيد ،  قيدتها بأنها حياة زيد أو أضفت  زال الاشتراك وصار فيه اختصاص.

المتن /

فلا يقول عاقل إذا قيل إن العرش شيء موجود وإن البعوض شيء موجود : إن هذا مثل هذا ; لاتفاقهما في مسمى الشيء والوجود

الشرح /

العرش موجود والبعوضة موجودة ، هل يقول العاقل أنهما يتشابهان لاشتراكهما في مسمى الشيء والوجود ؟ لا

هناك شيء اتفاق ، العرش والبعوض موجود والفيل والبعوضة ، كل منهما شيء وكل منهما يسمى موجود هذا متفق وكل منهما أيضا له صفة الحياة يسمى حي، لكن فيه فرق عظيم بين الفيل والبعوضة فكل منهما يسمى شيء كل منهما موجود كل منهما حي ،لا يقتضي هذا أن يتشابهان في خصائص كل منهما فالبعوض له خصائصه والفيل له خصائصه  كذلك الخالق والمخلوق يشتركان مسمى الشيء مسمى الوجود في الذهن ولا يقتضي هذا الاشتراك الذهني أن يكون اشتراك خصائص كل منهما في الخارج

المتن /

فلا يقول عاقل إذا قيل إن العرش شيء موجود وإن البعوض شيء موجود : إن هذا مثل هذا ; لاتفاقهما في مسمى الشيء والوجود لأنه ليس في الخارج شيء موجود غيرهما يشتركان فيه.

الشرح /

ليس في الخارج إنما الاشتراك يكون في الذهن لا في خارج الأذهان ليست في الخارج يعني خارج الأذهان شيء يشتركان فيه ما فيه اشتراك بين الخالق والمخلوق لكن عند القطع عن الإضافة والاختصاص يكون هناك اشتراك والاشتراك إنما يكون في الذهن والتصور.

المتن

لأنه ليس في الخارج شيء موجود غيرهما يشتركان فيه  بل الذهن يأخذ معنى مشتركا كليا هو مسمى الاسم المطلق

الشرح /

الذهن يأخذ معنى مسمى الشيء المطلق ، مسمى وجود ومسمى حياة مسمى علم مسمى قدرة مسمى بصر مسمى شيء ، هذا في الخارج وفي الذهن ما يتجاوز الأذهان ، فإذا خرج عن الأذهان بالإضافة والاختصاص زال الاشتراك

المتن /

هو مسمى الاسم المطلق وإذا قيل هذا موجود وهذا موجود : فوجود كل منهما يخصه .      

 الشرح /

في الخارج وجود الخالق يخصه ووجود المخلوق يخصه .

المتن /

فوجود كل منهما يخصه لا يشركه فيه غيره ;     

الشرح/

 فوجود الخالق لا يشركه فيه المخلوق ووجود المخلوق لا يشركه فيه الخالق وجود الخالق وجود لذاته ووجود المخلوق وجود لغيره ، وجود الخالق وجود كامل ووجود المخلوق وجود ناقص وهكذا

المتن /

فوجود كل منهما يخصه لا يشركه فيه غيره ; مع أن الاسم حقيقة في كل منهما.

الشرح /

الاسم كل منهما حقيقة هذا موجود حقيقة  وهذا موجود حقيقة وجود الخالق حقيقة ووجود المخلوق حقيقة ، ومع ذلك لا اشتراك بينهما في الخارج .

المتن /

ولهذا سمى الله نفسه بأسماء وسمى صفاته بأسماء ; وكانت تلك الأسماء مختصة به إذا أضيفت إليه لا يشركه فيها غيره وسمى بعض مخلوقاته بأسماء مختصة بهم مضافة إليهم توافق تلك الأسماء إذا قطعت عن الإضافة والتخصيص

الشرح /

واضح هذا ؟

المتن /

ولهذا سمى الله نفسه بأسماء

الشرح /

مثل حي عليم سميع بصير مسمى وسمى عباده حيا عليما قديرا سميعا بصيرا إِنّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نّبْتَلِيهِ فجعلناه سميعا بصيرا والله تعالى قال عن نفسه هو السميع البصير أسماء الله توافق أسماء المخلوقين عند القطع عن الإضافة والاختصاص لكن عند الإضافة للرب ما فيه اشتراك ، سمع الرب لا يشارك سمع المخلوق عند الإضافة للمخلوق كذلك.  

المتن /

ولهذا سمى الله نفسه بأسماء وسمى صفاته بأسماء وكانت تلك الأسماء مختصة به إذا أضيفت إليه.

الشرح..

 نعم عند الإضافة حياة الرب أو أضافها قال(إن الله كان سميعاً بصيراً سمعيا بصيرا هذه إضافة إليه

وصف الله نفسه بذلك هذا مختص(..) ولما قال عن المخلوق فكان سميعاً (") هذا المخلوق سمعه وبصره يخصه يُخْرِجُ الحَيّ مِنَ المَيّتِ ويُخْرِجُ المَيّتَ مِنَ الحَيّ سمى هذا حي وسمى ميت يخصه والله تعالى سمى نفسه بأنه حي فحياة المخلوق تخصه وحياة الخالق تخصه.

المتن

وكانت تلك الأسماء مختصة به إذا أضيفت إليه لا يشركه فيها غيره وسمى بعض مخلوقاته بأسماء مختصة بهم مضافة إليهم توافق تلك الأسماء إذا قطعت عن الإضافة والتخصيص.

الشرح/

توافق تلك الأسماء التي إلى الرب إذا قطعت عن الإضافة والتخصيص فإذا قلت مجرد سمع بصر قدرة  توافقتا في الذهن ،  فإذا أضيف السمع إلى  الله زال الاشتراك إذا أضيف السمع إلى  المخلوق زال الاشتراك

المتن /

ولم يلزم من اتفاق الاسمين وتماثل مسماهما واتحاده عند الإطلاق والتجريد عن الإضافة والتخصيص : اتفاقهما

الشرح /

لا يلزم من اتفاقهما في الذهن عند القطع عن الإضافة والاختصاص أن يتفقا إذا أضيف كل منهما أو خُصّص

 

المتن /

ولا يلزم من اتفاق الاسمين وتماثل مسماهما واتحاده عند الإطلاق والتجريد عن الإضافة والتخصيص : اتفاقهما.

الشرح /

يعني اتفاقهما في الخارج

المتن /

ولا تماثل المسمى عند الإضافة والتخصيص فضلا عن أن يتحد مسماهما عند الإضافة والتخصيص.

الشرح /

إذا قطع عن الإضافة والاختصاص اتفقتا في الذهن ولا يلزم من هذا الاتفاق والتماثل والاتحاد الذي يكون في الذهن  أن يكون هناك اتفاق وتماثل واتحاد عند الإضافة والاختصاص بل أسماء الرب تخصه وأسماء المخلوق تخصه

مداخلة / ( غير واضحة ) في اختلاف النسخ في المتن فقط

المتن /

. فقد سمى الله نفسه حيا فقال : اللهُ لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ الحَيّ القَيّومُ وسمى بعض عباده حيا ; فقال : يُخْرِجُ الحَيّ مِنَ المَيّتِ ويُخْرِجُ المَيّتَ مِنَ الحَيّ وليس هذا الحي مثل هذا الحي لأن قوله الحي اسم لله مختص به وقوله :  يُخْرِجُ الحَيّ مِنَ المَيّتِ اسم للحي المخلوق مختص به وإنما يتفقان إذا أطلقا وجردا عن التخصيص ; ولكن ليس للمطلق مسمى موجود في الخارج ولكن العقل يفهم من المطلق قدرا مشتركا بين المسميين وعند الاختصاص يقيد ذلك بما يتميز به الخالق عن المخلوق والمخلوق عن الخالق.

الشرح /

المعنى أن اسم الحي من الأسماء المشتركة ، يطلق على الله وعلى غيره ومثله السميع والبصير

لأن أسماء الله نوعان /

- نوع خاص به لا يطلق على غيره مثل الله أعرف المعارف الرحمن خالق الخلق رب العالمين النافع الضار المعطي المانع ، هذا لا يطلق إلا على الله .

- وهناك أسماء مشتركة وهو الذي يطلق على  الله وعلى غيره مثل الحي والسميع والبصير والعزيز ، فهذه تطلق على الله وتطلق على غيره لكن لا يلزم من ذلك المماثلة والمشابهة فأسماء الله خاصة به و أسماء المخلوق خاصة به ، فإذا أطلق الحي على الله علمنا أن حياته كاملة له الوصف الكامل سبحانه وتعالى ولله المثل الأعلى له الكمال في الحياة حياته سبحانه كاملة لم يسبقها عدم ولا يلحقها عدم ولا ضعف ولا نوم ولا نعاس ، و أما المخلوق فيخرج الحي من الميت عرفنا أن حياة المخلوق حياة ناقصة ضعيفة مسبوقة بالعدم ويلحقها النوم والضعف والنعاس إلا إذا لم يضاف الاسم وإنما جُرد عن الإضافة والاختصاص صار مسمى حي فهذا يحصل الاشتراك لكن هذا الاشتراك إنما هو في الذهن لأن الاشتراك إنما هو اسم كلي عام مطلق حي هذا فيه اشتراك وفيه مماثلة اسم حي يشمل الخالق والمخلوق لكن ليس لهذا المسمى شيء يختص به في الخارج بل هو في الذهن مجرد أمر كلي في الذهن ،الذهن يعلم قدرا مشتركا بينهما يأخذ الذهن قدرا مشتركا العقل يعلم أن هناك قدر مشترك فإذا جاء الإضافة والاختصاص زال الاشتراك إذا قيل يخرج الحبي من الميت عرفنا أن هذا المخلوق وإذا جاء الإضافة إلى الرب الله لا إله إلا هو الحي القيوم عرفنا أن الاسم كامل والحياة كاملة فالذهن يأخذ قدر مشترك عند القطع بالإضافة والاختصاص فالاشتراك في المسمى العام وهو أمر كلي مثل مطلق حياة مطلق قدرة مطلق سمع مطلق بصر مطلق وجود هذا عام ، لكن إذا  أضيف أو خصص بوصف زال الاشتراك ،بل الاشتباه إنما هو في الاشتراك أو الاشتراك إنما هو علم في الأمر الكلي الذهني عند القطع بالإضافة والاختصاص.

المتن /

ولا بد من هذا في جميع أسماء الله وصفاته

الشرح /

جميع الأسماء اسم علم اسم قدرة سمع بصر حياة كلها هذا  إذا قطع عن الإضافة والاختصاص حصل الاشتراك لكن الاشتراك في الذهن وإذا أضيف أو خصص زال الاشتراك.

المتن /

ولا بد من هذا في جميع أسماء الله وصفاته

الشرح/

من لم يثبت هذا الاشتباه يلزمه التعطيل العام يقع في التعطيل العام الذي يقول ما في اشتباه بين الخالق وبين المخلوق مطلقا ولا في الذهن هذا يلزمه التعطيل العام يلزمه إنكار وجود الله ، ولهذا لما قالت الجهمية إن الله لا يشبه المخلوق بوجه من الوجوه قال الإمام أحمد قد كفرتم في الرد على الزنادقة لأنهم أنكروا وجود الله ، قال الجهمي إن الخالق لا يشابه المخلوق بوجه من الوجوه ، قال له الإمام أحمد في الظاهر أن من سمعكم يظن أنكم تنزهوه وأنتم تعطلوه ، لأن معنى قول الجهم إن الله لا يشبه (..) بوجه من وجوه التشبيه ينكر الأمر الذهني  يعني إن الله لا يسمى شيء هذا كفر وردة وهذا تعطيل تام وقال إن أهل الحق يعلمون أنكم لا تثبتون شيئاً ولكنكم تسترتم  فالظاهر أنكم تنزهون لأن الله ما يشبه المخلوق بوجه من وجوه الشبه في الظاهر عند العامة الذين لا يعلمون يظنون أنهم ينزهوه وفي الواقع أنم ينكرون وجود الله لأنهم أرادوا أن ينكروا الأمر الذهني في الذهن مسمى الشيء مسمى الوجود قالوا أن الله لا يشبه (..) بوجه من الوجوه التشبيه هذا تعطيل لأنه لا بد من إثبات وجه وهو الأمر الذهني لكن هذا الوجه إنما هو في الذهن فقط عند القطع عن الإضافة والاختصاص أما في الخارج ما فيه اشتراك الخالق له صفات تخصه والمخلوق له صفات تخصه والحقيقة .

مداخلة (غير واضحة) يقيد هذا الأمر المطلق الأمر الذهني يزول الإضافة حياة الرب الاختصاص حياة إلهية حياة المخلوق وصف أو إضافة لكن إذا قطعت عن الإضافة والاختصاص وأتيت بلفظ مجرد جاء الاشتباه علم حياة قدرة سمع بصر وجود ذات شيء الله تعالى سمى نفسه شيئا يعني أخبر عن نفسه قال قل أي شيء أكبر شهادة الجهمي يقول لا ،لا يسمى الله شيئاً فقال له الإمام أحمد هذا كفر وهذا تعطيل تام الذي لا يسمى شيء هو المعدوم وهذا من باب الخبر ليس من باب التسمية أنه قال هذا اسم باب الخبر أوسع من باب التسمية يخبر عنه أنه ذات وأنه شيء وأنه موجود وأنه صانع ولا يقال هذا من أسمائه.

 

المتن /

ولا بد من هذا في جميع أسماء الله وصفاته يفهم منها ما دل عليه الاسم بالمواطأة والاتفاق وما دل عليه بالإضافة والاختصاص : المانعة من مشاركة المخلوق للخالق في شيء من خصائصه - سبحانه وتعالى.

الشرح /

الاشتراك في المواطأة والاتفاق يعني الاتفاق في أصله في المعنى ،معنى الحياة ، الحياة ضد الموت هذا فيه مواطأة فيه اتفاق بين الخالق وبين المخلوق كل منهما  له وصف الحياة التي هي ضد الموت وهذا التواطؤ والاتفاق قد يكون متفاضل وقد يكون متساوي..

  • فإن كان متفاضل يُسمى مشكّك وإن كان متساوي يكون تواطؤ عام  ، مثل زيد وعمر حياتهم واحدة هذا يكون تواطؤ تام.
  • أما إذا كانت الحياة متفاوتة فهذا يسمى مشكك وإن كان الاتفاق في أصل المعنى

أما عند الإضافة والاختصاص فهذا ما فيه اتفاق مطلقاً  عند الإضافة والاختصاص ما فيه اتفاق إذا جاءت الإضافة والاختصاص زال الاتفاق ، فلابد من معرفة الاشتراك فيما بين الشيئين أو لا بد من معرفة دلالة الأشياء بالمواطأة والاتفاق ودلالتها بالاختصاص فهي تدل بالمواطأة والاتفاق إذا قطع عن الإضافة والاختصاص اسم حياة كلها تتفق أن الحياة ضد الموت علم فيه اتفاق ، هذا مشترك أن العلم ضد الجهل سمع ضد الصمم بصر ضد العمى لكن إذا أضيفت الحياة إلى الرب أو إلى المخلوق زال، زال الاتفاق صار المخلوق له حياة تخصه والخالق له حياة تخصه وذا أضيف السمع للخالق صار له سمع يخصه وإذا أضيف إلى المخلوق له سمع يخصه وهكذا.

 

المتن /

وكذلك سمى الله نفسه عليما حليما وسمى بعض عباده عليما فقال :  وَبَشّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ  يعني إسحاق وسمى آخر حليما فقال : فَبَشّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ يعني إسماعيل.

الشرح /

هذا من الأسماء المشتركة عليم حليم من الأسماء المشتركة وتطلق على الله وعلى غيره فالخالق من أسمائه العليم والمخلوق يسمى عليم من أسماء الله الحليم والمخلوق يسمى حليم ومثله العزيز قالت امرأة العزيز بخلاف الرحمن هذا خاص بالله ما يطلق على غيره  ولهذا عندما تسمى مسيلمة بالرحمن لزمه اسم الكذب وألصق باسمه فلا يذكر اسمه إلا وألصق به الكذب مسيلمة الكذاب.

 

المتن /

وليس العليم كالعليم ولا الحليم كالحليم ,وسمى نفسه سميعا بصيرا.

الشرح /

ليس العليم كالعليم ليس العليم إذا أطلق على الله مثل العليم إذا أطلق على المخلوق وكذلك الحليم.

المتن /

وسمى نفسه سميعا بصيرا فقال : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا

الشرح /

ويسمى المخلوق سميع بصيرفجعلناه سميعا بصيرا . من أمشاج نبتليه.

المتن /

} وسمى بعض عباده سميعا بصيرا فقال :  إِنَّا خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصيرا

الشرح /

 هذه من الأسماء المشتركة السميع والبصير يطلق على الله وعلى المخلوق  السميع والبصير مثله العزيز وقالت امرأة العزيز 

المتن /

وليس السميع كالسميع ولا البصير كالبصير وسمى نفسه بالرؤوف الرحيم . فقال :  إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤوفٌ رَحِيمٌ 

الشرح /

هذا أيضا من الأسماء المشتركة رؤوف رحيم ، سمى نبيه بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤوفٌ رَحِيمٌ 

المتن /

وسمى بعض عباده بالرؤوف الرحيم فقال :  لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ مْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ وليس الرؤوف كالرؤوف ولا الرحيم كالرحيم وسمى نفسه بالملك . فقال : الملك القدوس وسمى بعض عباده بالملك فقال وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا.

الشرح /

وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ هذه من الأسماء المشتركة الملك تطلق على الخالق وعلى المخلوق ولكن ليس هذا كهذا .

المتن /

 وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِوليس الملك كالملك وسمى نفسه بالمؤمن المهيمن.

 

الشرح /

هذا أيضاً من الأسماء المشتركة المؤمن المهيمن.

المتن /

وسمى بعض عباده بالمؤمن فقال :   أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ .

الشرح /

المؤمن من أسماء الله ومعناه (المصدق لرسله المعجزات والآيات).

المتن /

وسمى نفسه بالعزيز وسمى بعض عباده بالمؤمن فقال :   أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ وليس المؤمن كالمؤمن وسمى نفسه بالعزيز فقال : العزيز الجبار المتكبر  وسمى بعض عباده بالعزيز فقال : قالت امرأة العزيز 

الشرح /

لأنه من الأسماء المشتركة.

المتن /

وليس العزيز كالعزيز وسمى نفسه الجبار المتكبر وسمى بعض خلقه بالجبار المتكبر فقال :  كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ 

الشرح /

هذه من الأسماء المشتركة الجبار والمتكبر لكن الخلق مذموم من يسمى بالجبار المتكبر هذا مذموم.

المتن /

وليس الجبار كالجبار ولا المتكبر كالمتكبر

الشرح /

يعبد يقال عبد جبار عبد متكبر.

المتن /

ونظائر هذا متعددة وكذلك سمى صفاته بأسماء وسمى صفات عباده بنظير ذلك فقال.

الشرح /

يعني إن الصفات كذلك هناك صفات مشتركة بين الخالق والمخلوق وهناك صفات خاصة، ولكن لا يلزم من ذلك  التماثل.

المتن /

وكذلك سمى صفات عباده بنظير ذلك فقال.

الشرح /

كذلك هناك صفات مشتركة بين بين الخالق والمخلوق وهناك  صفات خاصة ولكن لا يلزم من ذلك التماثل

المتن /

فقال : وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إلا بِمَا شَاء  أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ

الشرح/

أثبت لنفسه العلم وصف العلم .

المتن /

وقال : إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُوقال : أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً  وسمى صفة المخلوق علما وقوة فقال :  وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا  وقال :  وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ

الشرح /

فهي من الصفات المشتركة صفة العلم تطلق على الله وعلى غيره  ولا يلزم من ذلك المماثلة

المتن /

وقال : فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ 

الشرح /

فأثبت لهم العلموَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا  أثبت المخلوق إلى العلم. 

المتن /

وقال :  اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً

الشرح /

أثبت للمخلوق القوة كما أنه أثبت لنفسه القوة (") مشترك الصفات المشتركة 

المتن /

وقال :  وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ

الشرح /

أثبت للمخلوق القوة

المتن

 وقال :  وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ أي بقوة

الشرح /

أيد أي بقوة وقدرة لأنها من آدَ يئيد ، ليس المراد اليد . اليد إنما أثبتها الله لنفسه اليدان بل يداه مبسوطتان أما أيد فالمراد بها القوة والقدرة من آدَ يئيد

المتن /

وقال : وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأيْدِ  أي ذا القوة

الشرح /

وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأيْدِ  نعم مثل هذا ذا الأيد إنه أواب ليس المراد أن داوود لديه عدة أيدي داوود ما له إلا يدان مثل الناس ، لكن المراد القوة ذا الأيدي

المتن /

وليس العلم كالعلم ولا القوة كالقوة

الشرح /

ليس علم المخلوق مثل علم الخالق وليس قوة المخلوق مثل قوة الخالق وإن كانت من الصفات المشتركة.

المتن /

ووصف نفسه بالمشيئة ووصف عبده بالمشيئة

الشرح /

كذلك المشيئة من الصفات المشتركة يوصف بها الرب ويوصف بها المخلوق.

المتن

فقال :  لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ  وَمَا تَشَاؤونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ  العَالمِينْ

الشرح

{ وَمَا تَشَاءؤونَ  }((لمن شاء منكم)) هذه مشيئة المخلوق (ِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ } هذا وصف الخالق

المتن /

وقال : إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا‏

المتن /

فمن شاء أثبت للمخلوق المشيئة

المتن 

  وما وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ 

الشرح /

كذلك أثبت المشيئة للمخلوق والخالق وَمَا تَشَاءُونَ  هي مشيئة المخلوق

إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ } هذه مشيئة الخالق

المتن /

إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً  وكذلك وصف نفسه بالإرادة وعبده بالإرادة

الشرح

لأنها من الصفات المشتركة الإرادة المخلوق له إرادة والخالق له إرادة لكن إرادة المخلوق أو مشيئة المخلوق تابعة لإرادة ومشيئة الله.

المتن

 فقال :  تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

الشرح /

{ تريدون } هذا وصف المخلوق { والله يريد } هذا وصف الخالق بالإرادة.

المتن /

ووصف نفسه بالمحبة ووصف عبده بالمحبة.

الشرح /

كذلك المحبة من الصفات المشتركة يوصف بها الخالق ويوصف بها المخلوق.

المتن /

فقال : فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ وقال :  قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ 

ووصف نفسه بالرضا ووصف عبده بالرضا فقال

الشرح /

كذلك من الصفات المشتركة الرضا يوصف بها الخالق ويوصف بها المخلوق.

المتن /

:  رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ  ومعلوم أن مشيئة الله ليست مثل مشيئة العبد

الشرح /

نعم هذا صحيح لا شك بهذا.

المتن /

ولا إرادته مثل إرادته ولا محبته مثل محبته , ولا رضاه مثل رضاه وكذلك وصف نفسه بأنه يمقت الكفار ووصفهم بالمقت فقال  إن الذين كفروا.

الشرح /

المقت أشد الغض ، هذه من الصفات المشتركة يوصف المخلوق بالمقت ويوصف الخالق بالمقت كقوله  إن الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ  أثبت المقت للخالق وأثبت المقت للمخلوق.

المتن /

فقال :   إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ وليس المقت مثل المقت وهكذا وصف نفسه بالمكر والكيد كما وصف عبده بذلك فقال :  وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ 

الشرح /

هذه من الصفات المشتركة المكر والكيد { َيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ  } لكنه جاء على لفظ الفعل ، فلا يشتق لله الاسم الماكر أو الكائد ، لا ، هذا لفظ الفعل للصفة وما جاء على لفظ الفعل يبقى على لفظ الفعل ، وما جاء بالإضافة يبقى على الإضافة مثل الخداع ( يخادعون الله ) وجاء الإضافة ( وهو خادعهم ) ، يقال يخدع الله من خدعه ولا يقال من أسماء الله الخادع ولا الماكر ولا الكائد بل يقال يكيد الله من كاده يمكر الله من مكر به يخادع الله من خادعه أما أن يشتق اسم لله يقال الماكر والكائد لا، لا يشتق.

المتن /

وقال { إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً } وليس المكر كالمكر ولا الكيد كالكيد

ووصف نفسه بالعمل فقال :  أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ  ووصف عبده بالعمل فقال جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ 

الشرح /

هذه من الصفات المشتركة العمل.

المتن /

وليس العمل كالعمل ووصف نفسه بالمناداة والمناجاة فقال :  وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا  وقال :  وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ وقال : وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا ووصف عباده بالمناداة والمناجاة فقال : إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَوقال :  إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ .

الشرح /

المناداة والمناجاة كلها كلام ، لكن المناداة من بعد والمناجاة من قرب وهذه من الصفات المشتركة الكلام من الصفات المشتركة الخالق يتكلم والمخلوق يتكلم ولا مماثلة بينهما والخالق ينادي والمخلوق ينادي والخالق يناجي والمخلوق يناجي. 

المتن /

وقال :  إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ وقال : :  إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وليس المناداة ولا المناجاة كالمناجاة والمناداة ووصف نفسه بالتكليم في قوله : وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا.

الشرح /

التكليم أعم الكليم والصوت من معنى التكليم الكلام لا بد فيه من الصوت الحرف والصوت فيه إثبات الحرف والصوت له وأن الله تكلم بحرف وصوت كما عليه أهل السنة والجماعة خلافا للأشاعرة والكلابية الذين يقولون كلام الله  معنى قائم بالنفس ليس بحرف ولا صوت.

المتن /

وقوله : وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ وقوله : تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۘ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ ۖ 

ووصف عبده بالتكليم في قوله :  وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ

الشرح /

لأنها من الصفات المشتركة الكلام ولما قال بعض الجهمية لقارئ يقرأ وكلم اللهُ موسى تكليماً ، وهم منكرون الكلام ، قالوا له نريد أن تقرأ ( وكلم اللهَ موسى )بهذا النص حتى يكون الله هو المكلّم والقصد إنكار أن يكون الله المتكلم قال هب يا عدو الله إني قرأت وكلم الله  فكيف تفعل بقوله وكلمه ربه فقال جرحوا بأظافير الحكمة كلمه يعني من الكلم من القول فلان كلمه يدمع أول كلمه ربه قال جرحه بأظافير الحكمة حتى ينكر الكلام نسأل الله السلامة والعافية .

المتن /

وليس التكليم كالتكليم  ووصف نفسه بالتنبئة ووصف بعض الخلق بالتنبئة فقال : وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ ۖ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَٰذَا ۖ قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ

الشرح /

كذلك الإنباء والتنبئة والإخبار من الصفات المشتركة

المتن /

وليس الإنباء كالإنباء ووصف نفسه بالتعليم ووصف عبده بالتعليم فقال :  الرَّحْمَنُ  ۝  عَلَّمَ الْقُرْآنَ  ۝ خَلَقَ الْإِنْسَانَ ۝ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ وقال :  تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللهُ  وقال :  لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وليس التعليم كالتعليم

الشرح /

وهي من الصفات المشتركة.

المتن /

وهكذا وصف نفسه بالغضب فقال : وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم وَلَعَنَهم  ووصف عبده بالغضب في قوله : وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا وليس الغضب كالغضب

الشرح /

نعم من الصفات المشتركة الغضب

المتن /

ووصف نفسه بأنه استوى على عرشه فذكر ذلك في سبعة مواضع من كتابه.

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد