بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين برحمتك يا أرحم الراحمين أما بعد
قال الإمام البخاري رحمه الله في كتابه الأدب المفرد
بَابُ أَدَبِ الْوَالِدِ وَبِرِّهِ لِوَلَدِهِ
92 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ نُمَيْرِ بْنِ أَوْسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ: كَانُوا يَقُولُونَ: الصَّلَاحُ مِنَ اللَّهِ، وَالْأَدَبُ مِنَ الْآبَاءِ ضعيف
الشيخ الأدب سبب الصلاح من الله لا شك والأدب سبب من الأسباب والسبب قد يؤثر وقد لا يؤثر يفعل السبب وقد يصلحه الله وقد لا يصلحه الله ولكن الإنسان إذا فعل السبب أدى ما عليه فإذا فعل السبب ودعا الله يرجى له الصلاح
93 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الْقُرَشِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عَامِرٍ، أَنَّ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَاهُ انْطَلَقَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْمِلُهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ نَحَلْتُ النُّعْمَانَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: «أَكُلَّ وَلَدَكَ نَحَلْتَ؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «فَأَشْهِدْ غَيْرِي»، ثُمَّ قَالَ: «أَلَيْسَ يَسُرُّكَ أَنْ يَكُونُوا فِي الْبِرِّ سَوَاءً؟» قَالَ: بَلَى، قَالَ: «فَلَا إِذًا» قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ الشَّهَادَةُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُخْصَةً. صحيح
أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة
الشيخ من أصح الأحاديث في قصة النعمان بن بشير أن أمه قالت لزوجها أعط ولدي عطية فأعطاه غلاما عبد قالت وأشهد عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى تثبت هذه العطية أم عمرة بنت رواحة والدة النعمان فوالده أعطاه العطية واتى ليشهده عليه قال لك أولاد غيره قال كل واحد أعطيته مثله قال لا فالنبي صلى الله عليه وسلم أنكر عليه فقال أشهد عليه غيري وفي رواية إني لا أشهد على جور وفي رواية أيسرك أن يكونوا لك في البر سواء قال نعم قال فلا إذا لا تفضل اتقوا الله واعدلوا بين أبنائكم فلا يجوز تفضيل الأولاد بعضهم على بعض كل واحد عطية تعطي هذا ولا تعطي هذا تعطي هذا سيارة وتعطي هذا مائة وهذا لا تعطيه شيء يجب العدل والصواب يجب للذكر مثل حظ الأنثيين كالإرث فإذا أعطى الذكر مائة يعطي للأنثى خمسين وهكذا العدل في العطية واجب بين الأولاد اتقوا الله واعدلوا بين أبنائكم فذها الحديث أيسرك أن يكونوا لك في البر سواء قال نعم قال لم تفضل أعطهم كلهم حتى يكون البر واحد حتى يسارعون في برك وفي رواية أشهد على هذا غيري فإني لا أشهد على جور يعني أنكر عليه هذا فلا يجوز عطية بعض الأولاد دون بعض
طالب ما معنى أشهد عليه غيري
الشيخ الإنكار عليه أمر للإنكار الأمر يأتي للإنكار " وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " هذا للتهديد والوعيد " اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير " اعملوا ما شئتم هذا أمر للتهديد والإنكار
سؤال ض ق 4,44
الشيخ لا النفقة على حسب الحاجة ينفق على المحتاج إذا كان ابنه فقير ينفق عليه ولا يعطي مثله للولد الغني النفقة غير العطية النفقة واجبة يجب على الولد أن ينفق على والده ويجب على الوالد أن ينفق على ولده إذا كان محتاج وإذا كان له أبناء ما يستطيع ينفق على نفسه ولا يستطيع يسدد الإيجار هذا يسدد عنه تابع في النفقة يعطيه من النفقة ما يكفيه طعام وكسوة ولا يعطي الأولاد الآخرين مثل ذلك لأن هذا نفقة والنفقة غير العطية كذلك نفقة الأولاد تختلف الذكور والإناث الصغار والكبار الكبير يحتاج نفقة غير الصغير والطالب في الجامعة غير الطالب في الابتدائي كل واحد له نفقة خاصة هذه نفقة من باب النفقة أما العطية شيء آخر ما زاد عن النفقة هذه العطية
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ الشَّهَادَةُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُخْصَةً
الشيخ يعني ليس هذا رخصة له بل إنكار عليه ليس المراد أشهد عليه غيري وأن هذا صحيح لا ليس ترخيصا وإنما إنكار عليه
طالب في قوله رخصة قال المصنف في الصحيح " وإذا أعطى بعض ولده شيئا لم يجز حتى يعدل بينهم ويعطي الآخرين مثله قال الشيخ أنور شاه عليه رحمة الله فإن رجح بعضهم على بعض لمعنى صحيح جاز وكذا ذكره أبو علي القاري وراجع عمدة القاري هذا كلام العلامة فضل الله الجيلاني
الشيخ ماذا قال البخاري في الصحيح
الطالب قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ الشَّهَادَةُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُخْصَةً في قوله رخصة قال المصنف في الصحيح " وإذا أعطى بعض ولده شيئا لم يجز حتى يعدل بينهم ويعطي الآخرين مثله
الشيخ يعني لا يجوز التفاضل بينهم إذا أعطى واحد يعطي البقية مثله وإلا يأخذ ما أعطاه ولا يمنع هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم العائد في هبته كالكلب يرجع استثنى الوالد إما أن يعدل بينهم وإما يأخذ ما أعطاه
الطالب قال الشيخ أنور شاه عليه رحمة الله فإن رجح بعضهم على بعض لمعنى صحيح جاز وكذا ذكره أبو علي القاري وراجع عمدة القاري
الشيخ مثل السؤال تشجيع لها لو حفظت لك كذا لمعن صحيح هذا يحفظ القرآن هذا يحفظ الأحاديث أما إذا كان يسره أن يكونوا في البر سواء كون هذا يبره وهذا لا يبره فهذا أجره على الله ما يرجح هذا يخدمني وهذا لا يخدمني إلا إذا كان عمل مقابل عمل مؤسسة هذا يعمل وهذا لا يعمل يعطى مقابل عمله
بَابُ بِرِّ الْأَبِ لِوَلَدِهِ
94 - حَدَّثَنَا ابْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنِ الْوَصَّافِيِّ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: إِنَّمَا سَمَّاهُمُ اللَّهُ أَبْرَارًا، لِأَنَّهُمْ بَرُّوا الْآبَاءَ وَالْأَبْنَاءَ، كَمَا أَنَّ لِوَالِدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، كَذَلِكَ لِوَلَدِكَ عَلَيْكَ حَقٌّ
ضعيف الإسناد فيه الواسطي واسمه عبيد الله بن الوليد ضعيف قال رواه الطبراني في الكبير مرفوعا والطرطوسي في مسند ابن عمر مرفوعا أيضا ورواه ابن أبي الدنيا في العيال وأبو نعيم في الحلية موقوفا
الشيخ ضعيف وعلى كل حال ينبغي للأب أن يحسن في معاملة أولاده كما يحب أن يبروه وكذلك عليه أن يحسن معاملتهم هذا في الجملة لكن ما يثبت هذا عن ابن عمر هذا ضعيف لكن الإحسان مطلوب في الجملة
بَابُ مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ
95 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ» صحيح
أخرجه الترمذي وأحمد
الشيخ صحيح مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ الجزاء من جنس العمل في لفظ ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
96 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، وَأَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَرْحَمُ اللَّهُ مَنْ لَا يَرْحَمُ النَّاسَ» صحيح
97 - وَعَنْ عَبْدَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَا يَرْحَمُ النَّاسَ لَا يَرْحَمُهُ اللَّهُ» صحيح
98 - وَعَنْ عَبْدَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاسٌ مِنَ الْأَعْرَابِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ، فَوَاللَّهِ مَا نُقَبِّلُهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَ أَمْلِكُ إِنْ كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَزَعَ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ؟» صحيح
الشيخ كل هذه تدل على أن ينبغي للإنسان أن تكون له رحمة ودين ورقة ولا يكون عنده قسوة وعنف يرحم الناس يرحم الفقير فإن الله تعالى يرحمه فالجزاء من جنس العمل والصبيان والضعفاء
99 - حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اسْتَعْمَلَ رَجُلًا، فَقَالَ الْعَامِلُ: إِنَّ لِي كَذَا وَكَذَا مِنَ الْوَلَدِ، مَا قَبَّلْتُ وَاحِدًا مِنْهُمْ، فَزَعَمَ عُمَرُ، أَوْ قَالَ عُمَرُ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَرْحَمُ مِنْ عِبَادِهِ إِلَّا أَبَرَّهُمْ حسن
الشيخ قصة الأقرع بن حابس قال لي عشرة من الولد ما قبلت واحدا منهم لما قبل الحسن والحسين فقال أو أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك قريب من الحديث هذا
هذا الحديث والذي بعده من رواية البخاري عن شيخه محمد بن سلام عن عبدة ذكر كلها صحيح وهذا الحديث أخرجه عبد الرزاق وابن أبي الدنيا في العيال والدينوري في المجالسة والبيهقي في الكبرى