بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين برحمتك يا أرحم الراحمين أما بعد
قال الإمام البخاري رحمه الله في كتابه الأدب المفرد
بَابُ الْجَارِ السُّوءِ
117 - حَدَّثَنَا صَدَقَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ هُوَ ابْنُ حَيَّانَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَارِ السُّوءِ فِي دَارِ الْمُقَامِ، فَإِنَّ جَارَ الدُّنْيَا يَتَحَوَّلُ» حسن
أخرجه النسائي وابن أبي شيبة والطبراني في الدعاء والحاكم والبيهقي في الدعوات وأبو يعلى وابن حبان قال انظر السلسلة الصحيحة
الشيخ والحديث حسن ابن عجلان اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَارِ السُّوءِ فِي دَارِ الْمُقَامِ يعني في الآخرة فَإِنَّ جَارَ الدُّنْيَا يَتَحَوَّلُ لكن جار السوء في الآخرة هذا يكون في النار ظاهره معناه الاستعاذة من النار لأن جاره في النار جار السوء تكلم عليه
طالب يقول في كل مصادر التخريج جار البادية
طالب رمز له في الحصن للنسائي أيضا وفيه المقامة بالتاء والمقام والمقامة بمعنى المصدر أي الإقامة أي موضع الإقامة لأن جار دار المقامة أحق بالاستعاذة لتتابع الأذى منه ولا يزول عنه ظن الأذى في كل حال وهي أشد من الأذى ودار المقامة الجنة قال تبارك وتعالى الذي أحلنا دار المقامة منة فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب وليس المراد هنا الجنة لأنه لا يتصور فيها الذي من أحد
الشيخ الأصل أن جار الدنيا يتحول وليس جار البادية
118 - حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَغْرَاءَ قَالَ: حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ وَأَخَاهُ وَأَبَاهُ» حسن
أخرجه أبو يعلى ورواه ابن ماجة وأحمد بنحوه
الشيخ لعل هذا في آخر الزمان بسبب القتال والحروب والاعتقادات الفاسدة مثل ما سمعتم بعض الناس الذين قتلوا موجود في هذا الزمان قتل أباه وأخاه لاعتقاده أنهم مخالف له في الاعتقاد من الخوارج وغيرهم نسأل الله العافية الذي قتل خاله أو كما سمعتم بسبب الفتن وهذا من علامات الساعة وفيه تحذير من هذا العمل وفيه علامة من علامات النبوة أن هذا الأمر لابد أن يقع
بَابُ لَا يُؤْذِي جار جَارَهُ
119 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى مَوْلَى جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فُلَانَةً تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ، وَتَفْعَلُ، وَتَصَّدَّقُ، وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا خَيْرَ فِيهَا، هِيَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ»، قَالُوا: وَفُلَانَةٌ تُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ، وَتَصَّدَّقُ بِأَثْوَارٍ، وَلَا تُؤْذِي أَحَدًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هِيَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» صحيح
الشيخ هذا فيه تحذير من أذية الجار وان أذية الجار سبب لدخول النار يدل على أن أذية الجار من الكبائر
أخرجه أحمد والبزار والحاكم وابن حبان في صحيحه
الطالب أبو يحيى ثقة والحافظ ق ذكر روايات عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر فلانة كناية عن اسم امرأة قيل إذا كان الرجل يصلي ويصوم ويضر الناس بيده وبلسانه فذكره بما فيه ليس بغيبة حتى لو أخبر السلطان بذلك ليزجره لا إثم عليه
الشيخ يقال فلا يعمل كذا يرفع به حتى لا يضر الناس لأن ضرره متعد
الطالب وقالوا إن علم أن أباه يقدر على منعه أعلمه ولو بكتابة وإلا لا كيلا تقع العداوة بين الأب وابنه وقال ابن عابدين أي ليحذره الناس ولا يغتروا بصومه ولا بصلاته
الشيخ صلاحه لنفسه لكن الأذية التي تتعدى تدخل النار
120 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ غُرَابٍ، أَنَّ عَمَّةً لَهُ حَدَّثَتْهُ، أَنَّهَا سَأَلَتْ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَتْ: إِنَّ زَوْجَ إِحْدَانَا يُرِيدُهَا فَتَمْنَعُهُ نَفْسَهَا، إِمَّا أَنْ تَكُونَ غَضَبَى أَوْ لَمْ تَكُنْ نَشِيطَةً، فَهَلْ عَلَيْنَا فِي ذَلِكَ مِنْ حَرَجٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، إِنَّ مِنْ حَقِّهِ عَلَيْكِ أَنْ لَوْ أَرَادَكِ وَأَنْتِ عَلَى قَتَبٍ لَمْ تَمْنَعِيهِ، قَالَتْ: قُلْتُ لَهَا: إِحْدَانَا تَحِيضُ، وَلَيْسَ لَهَا وَلِزَوْجِهَا إِلَّا فِرَاشٌ وَاحِدٌ أَوْ لِحَافٌ وَاحِدٌ، فَكَيْفَ تَصْنَعُ؟ قَالَتْ: لِتَشُدَّ عَلَيْهَا إِزَارَهَا ثُمَّ تَنَامُ مَعَهُ، فَلَهُ مَا فَوْقَ ذَلِكَ، مَعَ أَنِّي سَوْفَ أُخْبِرُكِ مَا صَنَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهُ كَانَ لَيْلَتِي مِنْهُ، فَطَحَنْتُ شَيْئًا مِنْ شَعِيرٍ، فَجَعَلْتُ لَهُ قُرْصًا، فَدَخَلَ فَرَدَّ الْبَابَ، وَدَخَلَ إِلَى الْمَسْجِدِ - وَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ أَغْلَقَ الْبَابَ، وَأَوْكَأَ الْقِرْبَةَ، وَأَكْفَأَ الْقَدَحَ، وَأطْفَأَ الْمِصْبَاحَ - فَانْتَظَرْتُهُ أَنْ يَنْصَرِفَ فَأُطْعِمُهُ الْقُرْصَ، فَلَمْ يَنْصَرِفْ، حَتَّى غَلَبَنِي النَّوْمُ، وَأَوْجَعَهُ الْبَرْدُ، فَأَتَانِي فَأَقَامَنِي ثُمَّ قَالَ: «أَدْفِئِينِي أَدْفِئِينِي» ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي حَائِضٌ، فَقَالَ: «وَإِنْ، اكْشِفِي عَنْ فَخِذَيْكِ» ، فَكَشَفْتُ لَهُ عَنْ فَخِذَيَّ، فَوَضَعَ خَدَّهُ وَرَأْسَهُ عَلَى فَخِذَيَّ حَتَّى دَفِئَ. فَأَقْبَلَتْ شَاةٌ لِجَارِنَا دَاجِنَةٌ فَدَخَلَتْ، ثُمَّ عَمَدَتْ إِلَى الْقُرْصِ فَأَخَذَتْهُ، ثُمَّ أَدْبَرَتْ بِهِ. قَالَتْ: وَقَلِقْتُ عَنْهُ، وَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَادَرْتُهَا إِلَى الْبَابِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خُذِي مَا أَدْرَكْتِ مِنْ قُرْصِكِ، وَلَا تُؤْذِي جَارَكِ فِي شَاتِهِ» ضعيف
الشيخ هذا هو الشاهد
اخرجه ابن أبي عمر كما في المطالب العالية وأبو داود والبيهقي في الكبرى مختصرا وقال الشيخ الألباني ضعيف الإسناد عمارة مجهول وعمته ما عرفتها والراوي عنه عبد الرحمن بن زياد وهو الإفريقي ضعيف
الشيخ أول المتن فَقَالَتْ: إِنَّ زَوْجَ إِحْدَانَا يُرِيدُهَا فَتَمْنَعُهُ نَفْسَهَا نعم قال لا تمنعه وإن كانت على قتب هذا جاء في الصحيح أنه ليس لها أن تمنعه ولو كانت على ظهر قتب وكذلك أيضا إذا كانت حائض تشد على عليها ما بين السرة إلى الركبة إزار وله أن يباشرها وكذلك له أن يبيت معها على شعار واحد وإن كان الحديث ضعيف لكن ما دل عليه دلت عليه أحاديث أخرى كان ينام مع أهله في شعار واحد وهي عليها العادة قال فإن أصابه دم غسله عنه فهذا الحديث سنده ضعيف
121 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو الرَّبِيعِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ» صحيح
الشيخ يعني شره بوائقه هو شره وهذا فيه دليل على أن من لا يأمن جاره ضعيف الإيمان قال لا يؤمن يعني الإيمان الكامل الواجب لكن معه أصل الإيمان ليس كافرا ولكن نفي الإيمان الواجب لا إيمان لمن لا يأمن جاره بوائقه يعني شره الحديث عن العلاء بن عبد الرحمن ما قال عنه؟
أخرجه مسلم
طالب حديث لا يدخل الجنة من لا الدخول لا يكون أول
الشيخ من باب الوعيد لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه هذا من باب الوعيد قد ينفذ فيه الوعيد وقد لا ينفذ
بَابُ لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنُ شَاةٍ
122 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ الْأَشْهَلِيِّ، عَنْ جَدَّتِهِ، أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا نِسَاءَ الْمُؤْمِنَاتِ، لَا تَحْقِرَنَّ امْرَأَةٌ مِنْكُنَّ لِجَارَتِهَا، وَلَوْ كُرَاعُ شَاةٍ مُحَرَّقٍ» صحيح
الشيخ يعني ولو شيئا قليلا لأن الهدية سبب في تأليف القلوب وزوال ما فيها من دغل ويدل على ذيوع المحبة والألفة
أخرجه أحمد ومالك والدارمي وابن أبي عاصم والبيهقي في شعب الإيمان والطبراني في الكبير
123 - حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ، يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ، لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنُ شَاةٍ»
صحيح أخرجه البخاري ومسلم
لا تقرن هذا نهي للمعطية من أن تمنع الجارة من الهدية ولو كانت قليلة استقلالا لها بل لها أن تجود بما تيسر لها إسقاطا للتكلف وهو نهي أيضا للمعطاة عن احتقار الهدية القليلة من جارتها الشيخ تقبلها يعني
الطالب التي هي غير ذات يسار وفيه حث على التحاب في الله وخص النساء بالخطاب لأنهن موضع الشنآن والمحبة ولا متعلقة بلا تحقرن هدية جارتها في أحقر الأشياء من أبغض المبغضين إذا حملت الجارة على الضرة لأن الضرة كثيرا ما تكون جارة أيضا وعلى هذه ففيه مبالغة أن الضرة لو فعلت شيئا موهما للإهانة وسمت باسم مكرم في الشريعة فينبغي للضرة أن تحمله على ما يدل على الإكرام ولا تحمله على الإهانة أو خصت لأنها تكون في النساء أكثر مما في الرجال لظنهن الفاسد أن الجارة لم ترد إلا استصغارا وإهداء القليل سبب للاحتقار والعداوة مع ان التبرع والجود بما تيسر أجدر بأن يشكر لها وذكر فرسن شاة مدق الساق من الغنم والبقر وقيل هو عظم قليل اللحم ونون الفرسن زائدة وقيل أصلية وهو عظم قليل اللحم وذكر كراع أشير بذلك إلى المبالغة في إهداء الشيء اليسير وقبوله لا إلى حقيقة الكراع لأنه لم تجر العادة بإهدائه
طالب قال في الحاشية فرسن شاة هو ظفرها المشقوق والفرسن في الأصل للبعير وهو خفه قال ابن الأثير وقد يستعار للشاة يقال فرسن شاة والكراع ما دون الركبة من الساق
الشيخ قد يهدى الكراع في العادة قد يهدى يستفيد منه الكراع في زمن المجاعة في الطبخ وفي المرقة هذا شيء قليل متواضع