شعار الموقع

شرح صحيح الأدب المفرد للبخاري_26

00:00
00:00
تحميل
61

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين برحمتك يا أرحم الراحمين أما بعد

قال الإمام البخاري رحمه الله في كتابه الأدب المفرد

بَابُ جَارِ الْيَهُودِيِّ

128 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - وَغُلَامُهُ يَسْلُخُ شَاةً - فَقَالَ: يَا غُلَامُ، إِذَا فَرَغْتَ فَابْدَأْ بِجَارِنَا الْيَهُودِيِّ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: الْيَهُودِيُّ أَصْلَحَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوصِي بِالْجَارِ، حَتَّى خَشِينَا أَوْ رُئِينَا أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ صحيح

الشيخ آليهودي على تقدير استفهام

أخرجه أبو داود والترمذي وأحمد

الشيخ وهذا في دليل على حق الجار له حق حتى ولو كان غير مسلم له جار له حق الجوار والجيران ثلاثة جار له ثلاثة حقوق وجار له حقان وجار له حق واحد فالجار المسلم القريب له ثلاثة حقوق حق الإسلام وحق الجوار وحق القرابة والجار المسلم غير القريب له حقان حق الجوار وحق الإسلام والجار غير المسلم له حق الجوار والإحسان مطلوب له حق الإحسان وسيلة من وسائل دعوته للإسلام وترغيبه في الإسلام 

بَابُ الْكَرَمِ

129 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَكْرَمُ؟ قَالَ: «أَكْرَمُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاهُمْ»، قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ، قَالَ: «فَأَكْرَمُ النَّاسِ يُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ ابْنُ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ»، قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ، قَالَ: «فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِي؟» قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «فَخِيَارُكُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُكُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقِهُوا» صحيح

أخرجه البخاري ومسلم

الشيخ يعني مثل الآية إن أكرمكم عند الله أتقاكم هذا أكرم الناس "يا أيها الناس إنا خلقناكم من  ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا " ولم يقل لتفاخروا كونهم شعوب وقبائل كي يعرف بعضهم بعضا ويعرف القريب قريبه يصل رحمه الله جعلنا شوبا وقبائل لا للتفاخر والتعاظم التفاخر على الناس بالآباء والتعاظم بالأجداد هذه من أخلاق الجاهلية وكذلك عيب الناس بقبائلهم قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهم الفخر بالأحساب والطعن بالأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة على الميت " الفخر بالأحساب يتفاخر يقول نسبي أحسن من نسبك قبيلتي أفضل من قبيلتك والطعن في الأنساب عيب الأنساب وتنقصها النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن الله لا يرضى عنكم عبية الجاهلية وتفاخرها بالأنساب لأنها من اخلاق الجاهلية والله تعالى جعل الناس شعوبا وقبائل ليتعارفوا لا ليتفاخروا ثم قال إن أكرمكم عند الله أتقاكم وفي لفظ آخر لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى ولا فضل لأبيض على أحمر إلا بالتقوى إن اكرمكم عند الله اتقاكم هذه الأمور جعلها الله بين الناس فوارق حتى يعرف بعضهم بعضا ويعرفوا الأنساب ثم التقوى هي الميزان للتفاضل بين الناس فلما سألوا النبي عن الكرم قال أكرمهم عند الله أتقاهم ثم قالوا ليس عن هذا نسألك

فَأَكْرَمُ النَّاسِ يُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ ابْنُ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ أربعة أنبياء في نسق في لفظ آخر الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم فإبراهيم الخليل هذا الجد الأعلى ثم جده الثاني إسحاق وأبوه يعقوب أبوه يعقوب وجده إسحاق وأبو جده إبراهيم الخليل أربعة أنبياء في نسق ويعقوب هو إسرائيل التي تنسب إليه بنو إسرائيل فإبراهيم رزق ابنان على الكبر إسماعيل وإسحاق وإسماعيل هو الأكبر وأمه هاجر وإسحاق بعد إسماعيل ما يقارب ثنتي عشر سنة بينهما أمه سارة بنت عمه أنجبت إسحاق بشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب فهذه بشارة أنه سيعيش ويولد له يعقوب ويعقوب هو إسرائيل والعرب من ذرية إسماعيل عليه السلام ومن ذريته نبينا عليه السلام وإسحاق من ذريته اليهود بنو إسرائيل كلهم فاليهود والعرب أبناء العم في الأصل هم من سلالة إسحاق وإسماعيل من سلالته العرب

فَخِيَارُكُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُكُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقِهُوا ومنهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فهو خيار في الجاهلية وخيار في الإسلام إذا فقهوا بهذا القيد إذا دخل في الإسلام وتفقه صار من الخيار وأما إذا لم يتفقه فلا

 بَابُ الْإِحْسَانِ إِلَى الْبَرِّ وَالْفَاجِرِ

130 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60]، قَالَ: هِيَ مُسَجَّلَةٌ لِلْبَرِّ وَالْفَاجِرِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مُسَجَّلَةٌ مُرْسَلَةٌ حسن

الشيخ يعني تشمل البر والفاجر ومحمد بن الحنفية هذا هو محمد بن علي بن أبي طالب سمي بالحنفية لأن أمه من بني حنيفة تفريق بينه وبين الحسن والحسين أمهما فاطمة ومحمد هذا من بني حنيفة تزوجها من نجد بعد إسلامهم بعد حروب الردة

حسن الإسناد أخرجه المروزي في حديث سفيان

الشيخ يعني هذا موقوف على محمد بن الحنفية فالحديث موقوف قال إنها تشمل البر والفاجر هل جزاء الإحسان إلا الإحسان يقول بعمومها تشمل الله تعالى قال في الجنتين اللتين للمقربين قال " هل جزاء الإحسان إلا الإحسان " لكن بعمومها تشمل البر والفاجر كما قال محمد بن الحنفية

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد