المتن:
وهؤلاء الباطنية منهم من يصرح برفع النقيضين : الوجود والعدم ; ورفعهما كجمعهما ومنهم من يقول لا أثبت واحدا منهما فامتناعه عن إثبات أحدهما في نفس الأمر لا يمنع تحقق واحد منهما في نفس الأمر.
الشرح:
سبق وتكلم المؤلف رحمه الله عن جهمية الأشاعرة وجهمية المعتزلة وجهمية المحضة الجهمية المعتزلة يثبتون الأسماء وينفون الصفات ورد عليهم لأنهم متناقضون الجهمية المحضة ينفون الأسماء والصفات ثم ذكر الغلاة الذين ينفون النقيضين لأنهم الذين ينفون الأسماء والصفات يقولون لأنا لو أثبتنا الأسماء والصفات لشبهنا الله بالموجودات فلزمهم التشبيه بالمعدومات فجاءت غلاة الغلاة وجعلوا ينفون النقيضين ويقولون لا موجود ولا غير بموجود لا حي ولا ليس بحي قال ننفي النفي و الإثبات ننفي الإثبات حتى لا يلزمنا التشبيه بالموجودات وننفي النفي حتى لا يلزمنا التشبيه بالمعدومات فقيل لهم وقعتم في التشبيه بالممتنعات المستحيل وقالوا لا يلزمنا التشبيه بالمستحيل إلا إذا نفينا عن محل قابل لهما والرب ليس محل قابل للصفات رد عليهم المؤلف بأربعة ردود منها قال لو سلمنا جدلاً هذا فلا نسلم في الوجود والعدم فإنهما متناقضان تناقض السلب والإيجاب فيلزم من رفع أحدهما ثبوت الآخر ومن ثبوت أحدهما رفع الآخر ولا يمكن أن تقول هذا الشيء موجود معدوم أو ليس بموجود أو ليس بمعدوم فإذا ثبت الوجود انتفى العدم وإذا انتفى العدم ثبت الوجود وإذا نفي الوجود ثبت العدم وإذا نفي العدم ثبت الوجود فالمؤلف رحمه الله قال هؤلاء الملاحدة منهم من يصرح بنفي النقيضين ومنهم من لا يصرح.
المتن:
وهؤلاء الباطنية منهم من يصرح برفع النقيضين
الشرح:
يقول لا موجود ولا معدوم لا حي ولا ميت منهم من يصرح بهذا.
المتن:
منهم من يصرح برفع النقيضين : الوجود والعدم ; ورفعهما كجمعهما
الشرح:
ورفعهما كجمعهما مستحيل كما أن رفعهما مستحيل فجمعهما مستحيل وسبق أن جمع النقيضين مستحيل أن تقول أن هذا الشيء موجود معدوم لكن رفعهما كذلك وأن نفي قبول القبول أشد كأن تقول هذا الشيء لا يقبل الوجود والعدم أعظم امتناعا من نفيك الوجود والعدم إذا قلت هذا الشيء لا موجود ولا معدوم هذا ممتنع لكن هناك ممتنع أشد منه وهو أن تقول هذا الشيء لا يقبل الوجود والعدم صار أعظم وأعظم المؤلف يقول أن الرب غير قابل للصفات هذا أشد استحالة وامتناع فالذي تنفي عنه الوجود والعدم أو تنفي عنه الحياة والموت هذا ممتنع مستحيل والذي تنفي عنه القبول هذا أشد استحالة وهناك مستحيل أشد ومستحيل أخف شبهوا الله بالممتنع الأشد نعوذ بالله
فروا من التشبيه بالمستحيل الأخف وهو نفي الوجود والعدم فوقعوا في الممتنع الأشد وهو نفي قبول الوجود والعدم فأن تقول لا يقبل الوجود والعدم أعظم من الذي تقول لا موجود ولا معدوم مستحيل لكن إذا قلت لا يقبل الوجود ولا العدم صار أشد استحالة هكذا قال المؤلف..
غير قابل للصفات هو العاجز الميت الهالك الذي لا يقبل الصفات هذا أقرب إلى الموت أقرب إلى العجز والضعف فلا انفكاك لهم ولا يستطيعون الهروب ولا محيص من إثبات الصفات.
المتن:
وإذا كان ما لا يقبل الوجود ولا العدم أعظم امتناعا مما يقدر قبوله لهما - مع نفيهما عنه - فما يقدر لا يقبل الحياة
الشرح:
اللي هي الصفات
المتن:
ولا العلم ولا الجهل ولا القدرة ولا العجز ولا الكلام ولا الخرس
الشرح:
يعني لا يقبل الصفة ولا ضدها يقول لا أقبل لأنه أصلا ليس محل للصفات فلا يقال سميع ولا يقال أصم ولا بصير ولا أصم لا يقال الصفة ولا ضدها قال المؤلف رحمه الله إن الذي ما يقبل هذا أقرب إلى العجز والموت والهلاك
المتن:
و لا الكلام ولا الخرس ولا العمى ولا البصر ولا السمع ولا الصمم
الشرح:
الذي تنفي عنه قبول الصفات أعظم من الذي تنفي عنه الصفات إذا قلت أنا النفاة الذين ينفون عن الله الصفات هؤلاء معطلة لكن أشد منهم تعطيلا الذي يقول لا تقبل الصفات هذا أشد تعطيل معنى قوله لا يقبل الصفات يعني لا يمكن أن تقدر أنه يتصف بالصفات في أي وقت من الأوقات وهذا أشد تعظيم من الذي ينفي الصفات ويسكت الذي ينفي الصفة ويقول هذا الجدار وهذا الحيوان ليس له صفة لا هو سميع ولا بصير هذا نقول عطل الحيوان من الصفات لكن شخص آخر قال هذا الحيوان لا يقبل أن يتصف بصفات في وقت من الأوقات أيهما أشد ؟ الثاني هو الذي وقع فيه النفاة قالوا إن الرب لا يقبل الصفات بوجه من الوجوه نعوذ بالله.
مداخلة غير واضحة
الجواب /
هم شبهوا بالمستحيل فتجاوزوا التشبيه بالموجودات نعوذ بالله
المتن:
قالوا فما يقدر لا يقبل الحياة ولا الموت ولا العلم ولا الجهل ولا القدرة ولا العجز ولا الكلام ولا الخرس ولا العمى ولا البصر ولا السمع ولا الصمم : أقرب إلى المعدوم والممتنع مما يقدر قابلا لهما - مع نفيهما عنه –
الشرح:
نسأل الله العافية
المتن:
وحينئذ فنفيهما مع كونه قابلا لهما أقرب إلى الوجود والممكن
الشرح:
إذا نفى الصفات وأنت لا تنفي القبول هذا أقرب كونك تنفي عن هذا الحيوان أنه غير متصف لكن ما تنفي عنه قبول الصفات هذا أقرب إلى أنك تصفه بهذا في وقت آخر (..) لكن إذا نفيت القبول صار ما فيه حيلة.
المتن:
وحينئذ فنفيهما مع كونه قابلا لهما أقرب إلى الوجود والممكن
الشرح:
مثل الأعمى الذي تنفي عنه صفة البصر هذا أقرب للجدار الذي ينفى عنه السمع والبصر لأن الأعمى الذي (..) يمكن أن يبصر لكن الجدار لا يقبل هذا ولا هذا .
المتن:
: وما جاز لواجب الوجود - قابلا - وجب له ; لعدم توقف صفاته على غيره ;
الشرح:
إذا نفيتم قبول الوجود والعدم معناه جعلتم الرب عاجز وإذا أثبتم قبوله للصفات وجبت له ثبتت له لا أحد يمنعه أنت بين أحد الأمرين إن نفيتم القبول فوقعتم في الشر والفساد وإن أثبتم القبول ثبتت الصفات.
المتن:
: وما جاز لواجب الوجود - قابلا - وجب له ; لعدم توقف صفاته على غيره فإذا جاز القبول وجب ; وإذا جاز وجود القبول وجب.
مداخلة غير واضحة
الشرح:
إذا جاز الوجود وجب وإذا جاز الوجود المقبول كذلك يعني مادام أنك جوزت وجود هذا الشيء يقبل وإذا جوزت وجود المقبول ،المقبول يوجد ما دام أنه مقبول بخلاف الممتنع لأنه ضد الممتنع.
المتن:
فإذا جاز القبول وجب ; وإذا جاز وجود القبول وجب وقد بسط هذا في موضع آخر وبين وجوب اتصافه بصفات الكمال التي لا نقص فيها بوجه من الوجوه. وقد بسط هذا في موضع آخر وبين وجوب اتصافه بصفات الكمال التي لا نقص فيها بوجه من الوجوه وقيل له أيضا :وهؤلاء الباطنية منهم من يصرح برفع النقيضين الوجود والعدم ورفعهما كجمعهما ومنهم من يقول لا أثبت واحدا منهما فامتناعه عن إثبات أحدهما في نفس الأمر لا يمنع تحقق واحد منهما في نفس الأمر وإنما كجهر الجاهل وسكوت الساكت الذي لا يعبر عن الحقائق وإذا كان ما لا يقبل الوجود ولا العدم أعظم امتناعا مما يقدر قبولهما مع نفيهما عنه فما يقدر لا يقبل الحياة ولا الموت ولا العلم ولا الجهل ولا القدرة ولا العجز ولا الكلام ولا الخرس ولا العمى ولا البصر ولا السمع ولا الصمم أقرب إلى المعدوم والممتنع مما يقدر قابلا لهما مع نفيهما عنه وحينئذ فنفيهما مع كونه قابلا لهما أقرب إلى الوجود والممكن وما جاز لواجب الوجود قابلا وجب له لعدم توقف صفاته على غيره فإذا جاز القبول وجب وإذا جاز وجود القبول وجب وقد بسط هذا في موضع آخر وبين وجوب اتصافه بصفات الكمال التي لا نقص فيها بوجه من الوجوه وقيل له أيضا اتفاق المسميين في بعض الأسماء والصفات ليس هو التشبيه والتمثيل الذي نفته الأدلة السمعيات والعقليات وإنما نفت ما يستلزم اشتراكهما فيما يختص به الخالق مما يختص بوجوبه أو جوازه أو امتناعه.
الشرح:
يقول المؤلف هنا في مناقشة الملاحدة الذين يتشبثون بالاشتراك في بعض المسميات أنه ليس هو التشبيه الذي نفته الأدلة السمعية والعقلية ، فمثلاً اشتراك الخالق والمخلوق في مسمى الوجود ف مسمى العلم في مسمى القدرة ، هذا ليس التشبيه الذي نفته الأدلة السمعية والعقلية لأن هذا أمر مشترك وهو أمر في الذهن كلي أمر كلي ذهني ، وإنما نفت الأدلة ما يستلزم اشتراكهما فيما يختص بوجوب الرب كوجوب البقاء وجوب القدم أو جوازه كالخلق والرزق والإحياء والإماتة ، أو امتناعه كامتناع النوم والموت ، هذا هو الذي نفته الأدلة السمعية فكون الخالق والمخلوق اشترك في مسمى الشيء في مسمى الوجود هذا ليس هو التشبيه الذي نفته الأدلة السمعية والعقلية ما هو هذا تشبيه لأن هذا إنما يكون في الذهن وهو مقطوع عن الإضافة والاختصاص لكن نفت الأدلة ما يستلزم اشتراك الخالق والمخلوق فيما يختص بوجود الخالق فيما يختص بوجوبه يعني الذي يجب لله كل من الخالق والمخلوق موجود لكن الذي يختص به الرب وجوب البقاء هذا خاص بالرب أما المخلوق فبقاؤه من بقاء الله يجرى عليه العدم أو والجواز الذي يجوز على الله هذا يختص بالله مثل الخلق والرزق والإماتة والإحياء هذا جواز يجوز بمعنى أنه الله تعالى يخلق ما يشاء ويحيي ما يشاء ويميت هذا جائز على الله وليس جائز للمخلوق هذا اختص يختص بالله فيما يختص بجوازه والامتناع امتناع النوم والموت والسنة والعجز هذا يختص به الرب أما المخلوق يجوز عليه هذه الأشياء هذا الذي نفته الأدلة السمعية والعقلية نفت أن الخالق والمخلوق لا يشتركان فيما يجب لله أو فيما يجوز عليه أو في ما يمتنع عليه أما الاشتراك في مسمى الشيء مسمى الوجود مسمى العلم مسمى القدرة عند القطع عن الإضافة والاختصاص هذا أمر لا بد منه من لم يثبت هذا فإنه لم يثبت وجودا ً لله.
المتن:
وإنما نفت ما يستلزم اشتراكهما فيما يختص به الخالق مما يختص بوجوبه
الشرح:
كوجوب البقاء أو جوازه كجواز الخلق والرزق والإماتة
المتن:
أو جوازه أو امتناعه
الشرح:
امتناع النوم والعجز
المتن:
فلا يجوز أن يشركه فيه مخلوق ولا يشركه مخلوق في شيء من خصائصه - سبحانه وتعالى وأما ما نفيته فهو ثابت بالشرع والعقل وتسمية كذلك تشبيها.
الشرح:
الذي نفاه المعطل الأسماء والصفات نفاها عن الرب هذا ثابت بالعقل والشرع
المتن:
وأما ما نفيته فهو ثابت بالشرع والعقل وتسميتك ذلك تشبيها وتجسيما تمويه على الجهال
الشرح:
يقول أنا لا أثبت السمع ولا البصر ولا العلم ولا القدرة فإذا قيل لماذا قال هذا فيه تشبيه للمخلوق نقول هذا ثابت بالأدلة العقلية والشرعية تسميته تشبيه تمويه حتى تبطل الحق وهذا ما فيه تشبيه لأن الخالق له صفات تخصه والمخلوق له صفات تخصه.
المتن:
وتسميتك ذلك تشبيها وتجسيما تمويه على الجهال الذين يظنون أن كل معنى سماه مسم بهذا الاسم يجب نفيه ;
الشرح:
نعم هذا تمويه بعض الناس إذا سمع قال هذا تشبيه خلاص يجب نفيه إثبات السمع لله يقول تشبيه إثبات البصر تشبيه وقالوا خلاص مادام فيه تشبيه يُنفى وهذا إنما يروج على الجهال أما أهل البصائر يعلمون أن هذا ليس فيه تشبيه كل موجود له صفات وأسماء تخصه.
المتن:
ولو ساغ هذا لكان كل مبطل يسمي الحق بأسماء ينفر عنها بعض الناس
الشرح:
لو أن كل من أراد أن ينفي شيئاً يعني مجرد لو أن كل من قال هذا الشيء سماه بشيء ونفاه يقبل ؟ صار كل مبطل الآن يسمي الحق بأسماء ينفر عنها الناس لأن العبرة بالحقائق وليس بالمسميات ، فلو سمى الناس الخمر شراب الروح ما صارت شراب الروح هي خمر ولو سمى الربا فائدة أو عمولة أو ربح مركب أو ما أشبه ذلك هي ربا ليس العبرة بالأسماء العبرة بالحقائق فإذا سمى الحقائق بأسماء ينفر عنها فهي ثابتة وإذا سمى الباطل بأسماء فهي باطلة فكذلك من يريد أن ينفي صفات الله يقول تشبيه تجسيم هذه صفات تسمية المبطل لها تشبيه وتجسيم ما يضر ما يغير الحقائق.
المتن:
ولو ساغ هذا لكان كل مبطل يسمي الحق بأسماء ينفر عنها بعض الناس ليكذب الناس بالحق المعلوم بالسمع والعقل وبهذه الطريقة أفسدت الملاحدة على طوائف الناس عقلهم ودينهم حتى أخرجوهم إلى أعظم الكفر والجهالة وأبلغ الغي والضلالة
الشرح:
لتسميتهم الحقائق بأسماء ينفرون عنها الناس
المتن:
وإن قال نفاة الصفات : إثبات العلم والقدرة والإرادة مستلزم تعدد الصفات وهذا تركيب ممتنع قيل : وإذا قلتم : هو موجود واجب وعقل وعاقل ومعقول أفليس المفهوم من هذا هو المفهوم من هذا ؟
الشرح:
هؤلاء النفاة من المعتزلة يقولون لو قلنا أن لله علم وقدرة وسمع وبصر فهذا تركيب ممتنع يلزم منه التجسيم والتركيب
يقول المؤلف أنتم تقولون هو عقل وعاقل ومعقول هذا هي ،هي ومع ذلك لا تقولون هذا تركيب.
مداخلة / غير واضحة
الجواب /
هذا كما يقوله الصوفية
سؤال.. الموجود ليست صفة بحد ذاتها؟؟
الجواب.. لا كل موجود لا ينفك عنه الصفة.
المتن:
وإن قال نفاة الصفات : إثبات العلم والقدرة والإرادة مستلزم تعدد الصفات وهذا تركيب ممتنع قيل : وإذا قلتم : هو موجود واجب وعقل وعاقل ومعقول أفليس المفهوم من هذا هو المفهوم من هذا ؟
الشرح:
يعني إن كان هذا تركيب فهذا تركيب إن كان ليس فيه تركيب فهذا ليس فيه تركيب
المتن:
فهذه معان متعددة متغايرة في العقل وهذا تركيب عندكم وأنتم تثبتونه وتسمونه توحيدا فإن قالوا : هذا توحيد في الحقيقة وليس هذا تركيبا ممتنعا قيل لهم : واتصاف الذات بالصفات اللازمة لها توحيد في الحقيقة ; وليس هو تركيبا ممتنعا
الشرح:
إذا قال عقل وعاقل ومعقول هذا توحيد نقول له إثبات العلم القدرة والسمع والبصر توحيد وليس تركيب
المتن:
وذلك أنه من المعلوم في صريح العقول أنه ليس معنى كون الشيء عالما هو معنى كونه قادرا ولا نفس ذاته هو نفس كونه عالما قادرا ;
الشرح:
ومعلوم أن هذه الصفات متعددة و العلم غير القدرة غير السمع ومعلوم أن الصفة غير الموصوف ، فالعلم غير الذات المتصفة بالعلم والقدرة غير الذات المتصفة بالقدرة .معلوم أن هذا مختلف.
المتن:
فمن جوز أن تكون هذه الصفة هي الموصوف فهو من أعظم الناس سفسطة
الشرح:
هذا يقوله بعض المعتزلة بعض الطوائف المعتزلة يجعل الصفة هي الأخرى أي العلم والقدرة والسمع والبصر كلها واحد ،يقول هذه سفسطة يقول هذا من جوز أن يكون العلم هو السمع هو البصر هي القدرة هذه سفسطة وهذا من أعظم السفسطة ، والسفسطة من أعظم تمويه الحقائق .
مداخلة / غير واضحة
الجواب /
أن تكون الصفة هي الأخرى وأن تكون الصفة موصوف لأن بعض(..) يقولون هكذا يقول العلم هو القدرة هذه سفسطة والثاني يقول والعلم هو نفسه العالم والقدرة نفس القادر من جوز أن تكون الصفة نفس الموصوف أو أن تكون الصفة نفس الصفة الأخرى فهذا مسفسط مموه للحقائق.
المتن:
فمن جوز أن تكون هذه الصفة هي الموصوف فهو من أعظم الناس سفسطة ثم إنه متناقض فإنه إن جوز ذلك جاز أن يكون وجود هذا هو وجود هذا فيكون الوجود واحدا بالعين لا بالنوع
الشرح:
كيف يكون وجود العلم هو القدرة وكيف يكون وجود الذات هو وجود الموصوف ،مثل الجدار الآن لو اتصف مثل الجدار فيه بياض الآن (..)البياض هو الجدار وهذا مستحيل فالجدار ذات قائمة والبياض وصف لا شك إن هذا تمويه يكون واحدا بالعين يعني تكون نفس العلم هو نفس القدرة عين العلم هو عين القدرة وهذا ليس بصحيح بل هو واحد من نوع العلم نوع والقدرة نوع آخر كيف تجعل الواحد من نوع كالواحد بالعين إذا قلت علم وقدرة هذه صفة وهذه صفة فإذا قال العلم هو القدرة والقدرة هي الصفة معناها جعل صفتين جعلها صفة واحدة كما لو جعل الذاتين ذات واحدة وهذا من أعظم السفسطة.
المتن:
فيكون الوجود واحدا بالعين لا بالنوع وحينئذ فإذا كان وجود الممكن هو وجود الواجب كان وجود كل مخلوق يعدم بعد وجوده
الشرح:
وجود الممكن هو وجود المخلوق ، والواجب هو وجود الله واجب الوجود لذاته ، فإذا كان وجود الواجب موجود ممكن هو وجود الواجب هذا معناه قالوا بوحدة الوجود نعوذ بالله هم يقولوا وجود الممكن إلي هو وجود المخلوق ووجود الخالق هو وجود الله معناه قالوا بواحدة الوجود أنكروا وجود الله فقالوا إن الوجود واحد ما تراه هو الله كما قال الاتحادية الرب هو العبد والعبد هو الرب يقول أنت الرب وأنت العبد اختلط الأمر عليهم وأنت الخالق وأنت المخلوق كما قال ابن عربي الرب عبد و العبد رب يا ليت شعري من المكلف اختلط عليهم ما يدري من هم إن قلت عبد فذاك بيت أو قلت رب أنى يكلف وهو يقول رب مالك وعبد هالك وأنتم ذلك والعبد فقط والكثرة(..) والعياذ بالله هذا من قالوا بوحدة الوجود من أعظم الناس كفرا يقول سر حيث شئت فإن الله ثم فقل ما شئت فالواسع الله سر ما شئت فكل شيء تراه هو الله نعوذ بالله هذا أعظم الناس كفر نسأل الله السلامة والعافية هكذا ما وصلت له الملاحدة من حال إلى حال وسبب هذا إنكارهم ما ثبت في النصوص من إثبات الأسماء والصفات لله ووصلت لهم الحال للقول بوحدة الوجود نعوذ بالله.
المتن:
وحينئذ فإذا كان وجود الممكن هو وجود الواجب
الشرح:
وجود الممكن وجود المخلوق وجود الواجب هو وجود الله
المتن:
كان وجود كل مخلوق يعدم بعد وجوده ويوجد بعد عدمه هو نفس وجود الحق القديم الدائم الباقي الذي لا يقبل العدم
الشرح:
يعني يلزمهم على هذا إذا كان وجود الخالق وجود المخلوق معناه إن المخلوق يعدم ثم يوجد آخر وهكذا
المتن:
وإذا قدر هذا كان الوجود الواجب موصوفا بكل تشبيه وتجسيم وكل نقص وكل عيب
الشرح:
وجود الواجب هو وجود الله ، أما إذا قيل إن وجود الله هو وجود المخلوق لزم من ذلك أن يكون الرب متصف بكل تشبيه وبكل تجسيم وبكل نقص وبكل عيب لأن هذه صفات المخلوق والخالق هو المخلوق والمخلوق هو الخالق هل نقول أن هذا عاقل
المتن:
وإذا قدر هذا كان الوجود الواجب موصوفا بكل تشبيه وتجسيم وكل نقص وكل عيب كما يصرح بذلك ( أهل وحدة الوجود الذين طردوا هذا الأصل الفاسد وحينئذ فتكون أقوال نفاة الصفات باطلة على كل تقدير
الشرح:
لأنها تستلزم القول بوحدة الوجود حينئذ أقوال النفاة باطلة على كل تقدير لكونها تستلزم هذه النهاية السيئة وهي القول بوحدة الوجود.
جواب الشيخ /صفات نفي وصفات إثبات (..) لكنها مستلزمة (..) ضدها من الكمال مثل لا تأخذه سنة ولا نوم لكمال حياته وقيوميته لا يؤده حفظهما هذه صفة النفي (..) هي صفة نفي، السلب هو النفي معنيين المعنى واحد.
سؤال(....)
جواب الشيخ..
الضار النافع هذا من الصفات المزدوجة يقول المعطي المانع النافع الضار ما يطلق أحدهما يقرن أحدهما بالآخر مزدوجة ما يقال من أسماء الله الضار ولا يعبد الواحد المزدوجة لا بد من اقتران أحدهما بالآخر فلا تقول من أسماء الله المانع وتسكت أو الضار وتسكت لا بد أن تقول المانع المعطي الضار النافع
سؤال / غير واضح
الجواب / هذا إذا أريد الرد على من نسب النقص لله كمن نسب النقص لله مثل نفي الولد هذا جاء تفصيل للرد على من أثبت الولد لله من النصارى وغيرهم .
المتن:
وهذا باب مطرد فإن كل واحد من النفاة لما أخبر به الرسول من الصفات : لا ينفي شيئا فرارا مما هو محذور إلا وقد أثبت ما يلزمه فيه نظير ما فر منه
الشرح:
أو شر منه هذه قاعدة مطّردة ، كل واحد من النفاة ينفي شيء من الصفات لمحظور فيقع في نفس المحظور وأشد منه فمثلاً الـأشعري نفى بقية الصفات ولم يثبت إلا سبع صفات (الحياة والكلام والبصر والعلم والقدرة والسمع والإرادة ونفى بقية الصفات فإذا قيل له لماذا تنفي بقية الصفات ؟ يقول : لأنه يلزم منها التشبيه والتجسيم ، فنقول : الصفات السبع يلزم منها التشبيه والتجسيم .المعتزلي أثبت الأسماء ونفى الصفات فقيل لماذا نفيت الصفات يقول يلزم منها التمثيل والتجسيم نقول أنت أثبت الأسماء ويلزم منها التشبيه والتجسيم وقعت في مما فررت منه كذلك الجهمي الذي ينفي الأسماء والصفات حذراً من التشبيه بالموجودات يقع في شر مما فر منه فيقع في التشبيه بالمعدومات والغلاة الذي ينفي النفي والإثبات يقع في شر مما فر منه يقع في التشبيه بالممتنعات وهكذا قاعدة مطردة ، كل واحد مبطل ينفي شيء من الصفات حذرا من التشبيه إلا يقع في شر مما فر منه أو في مثله.
المتن:
فلا بد في آخر الأمر من أن يثبت موجودا واجبا قديما متصفا بصفات تميزه عن غيره
الشرح:
وهو الله واجب يعني واجب الوجود لذاته سبحانه وتعالى فوجود الله هو وجود واجب لذاته بخلاف وجود المخلوق فهو وجود جائز يجوز عليه العدم لأنه موجود بإيجاد الله له وهو قابل للوجود والعدم إذا أراد الله موته أو فناءه مات واجب متصف بصفات تميزه عن سائر المخلوقات.
المتن:
فلا بد في آخر الأمر من أن يثبت موجودا واجبا قديما.
الشرح:
وهو الله موجود واجب بخلاف المخلوق فإن وجوده جائز قديماً يعني له الأزل لكن هذا من باب مقابلة الخصم لأنهم يقولون عن الإله قديم وعن المخلوق حادث وهذا ليس من أسماء الله القديم من أسمائه الأول.
المتن:
متصفاً بصفات تميزه عن غيره ولا يكون فيها مماثلا لخلقه.
الشرح:
لا بد من هذا من (("") ليس بموحد
المتن:
فيقال له : هكذا القول في جمع الصفات وكل ما تثبته من الأسماء والصفات : فلا بد أن يدل على قدر تتواطأ فيها المسميات.
الشرح:
هذا لابد منه القدر المشترك بين المسميات هناك قدر مشترك بين الحالق والمخلوق وهو مسمى الوجود مسمى العلم والقدرة والرحمة من لم يثبت هذا القدر فإنه ينكر وجود الله فمسمى الوجود أمر كلي ذهني يشترك فيه الخالق والمخلوق وجود يشمل وجود الخالق والمخلوق مسمى علم يشمل علم الخالق والمخلوق مسمى قدرة يشمل قدرة المخلوق وقدرة الخالق لكن هذا إنما يكون في الذهن عند القطع عن الإضافة والاختصاص أما إذا أضفته أو خصصته زال الاشتراك وخرج من كونه أمراً في الذهن إلى كونه أمر محسوس .قلت مثلاً وجود الخالق خلاص زال الاشتراك وجود المخلوق خلاص زال الاشتراك وصار في الحس بدل أن يكون في الذهن علم هذا في الذهن يشمل علم الخالق والمخلوق علم الخالق خلاص صار في الإحساس محسا به زال الاشتراك من الذهن وصار موجود في الخارج علم الخالق قدرة المخلوق خلاص تخصص أما إذا قلت علم قدرة رحمة وجود يشترك فيها الخالق والمخلوق لكن الاشتراك في الذهن من نفى هذا المسمى فإنه ينفي وجود الله ولهذا مما قال الجهمية إن الله تعالى لا يشابه المخلوق في وجه من وجوه المشابهة قال له الإمام أحمد كفرتم في الرد على الزنادقة لأنكم أنكرتم وجود الله والجهمية يقولون إن الله تعالى لا يشابه المخلوق في وجه من وجوه المشابهة من يسمع هذا الكلام يظن أنهم ينزهون الله والواقع أنهم أنكروا وجود الله والقصد من ذلك إنكار المشابهة في المسمى الذي في الذهن فالخالق موجود والمخلوق موجود هم قالوا إن الله تعالى لا يشابه المخلوق في وجه من وجوه الاشتباه حتى مسمى الوجود وقصدهم من ذلك إنكار وجود الله من أنكر اشتراك المسمى في الذهن أنكر وجود الله ولهذا قال الإمام أحمد كفرتم تظهرون أنكم تنزهون الله وأنتم أنكرتم وجود الله لا بد من إثبات القدر المشترك هناك وجه من وجوه المشابهة بين الخالق والمخلوق وهو القدر المشترك في الذهن من أنكره أنكر وجود الله .
المتن:
: فلا بد أن يدل على قدر تتواطأ فيه المسميات ولولا ذلك لما فهم الخطاب ; ولكن نعلم أن ما اختص الله به وامتاز عن خلقه أعظم مما يخطر بالبال أو يدور في الخيال .
الشرح:
لا شك أن هناك فرق عظيم بين الخالق والمخلوق ، المخلوقات فيما بينها متفاوتة الفرق بين الفيل والذرة الآن والبعوضة فيه تفاوت عظيم إذا كان فيه تفاوت عظيم بين المخلوقات فكيف التفاوت بين الخالق والمخلوق .
المتن:
وهذا يتبين بالأصل الثاني وهو أن يقال : القول في الصفات كالقول في الذات , فإن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله.
الشرح:
المؤلف رحمه الله بين في هذه الرسالة التدمرية بيان الأصلين وهما :
- تحقيق إثبات الأسماء والصفات
- تحقيق العبادة في الشرع والقدر تتضمن توحيد العبادة في الشرع والقدر والأصل الأول يتبين يتبين في أصلين شريفين ومثلين مضروبين وخاتمة جامعة الأصل الأول يقول فيه بعض الصفات كالقول في البعض الآخر وهذا فيه رد للمؤلف على من يثبت بعض الصفات وينفي البعض كالأشاعرة .الأصل الثاني القول في الصفات كالقول في الذات ، فكما أن لله ذات لا تشبه الذوات فله صفات لا تشبه الصفات وهذا فيه الرد على من نفى الصفات وقال أنه يلزم منها التشبيه ، وهي لا يلزمها التشبيه ، فكما أن لله ذات لا تشبه الذوات فله صفات لا تشبه الصفات .
المتن:
. فإن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله فإذا كان له ذات حقيقة لا تماثل الذوات . فالذات متصفة بصفات حقيقة لا تماثل سائر الصفات
الشرح:
هذا ما يلزم منه التشبيه ("") الرد على المعتزلة والجهمية الذين ينفون الصفات ويقولون يلزم منها التشبيه يقول المؤلف ما يلزم منها التشبيه كما أنه لا يلزم إثبات الذات تشبيه كذلك لا يلزم إثبات الصفات تشبيه
المتن:
فإذا قال السائل : كيف استوى على العرش ؟ قيل له كما قال ربيعة ومالك وغيرهما رضي الله عنهما : الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عن الكيف بدعة لأنه سؤال عما لا يعلمه البشر ولا يمكنهم الإجابة عنه
الشرح:
لا يعلم كيفية الاستواء إلا الرب سبحانه وتعالى كما أنهم لا يعلمون ذاته فلا يعلمون كيف صفاته
المتن:
كذلك إذا قال : كيف ينزل ربنا إلى السماء الدنيا ؟ قيل له : كيف هو ؟ فإذا قال : لا أعلم كيفيته
الشرح:
قالوا كيف هو في نفسه إذا قال كيف ينزل نقول كيف هو في نفسه يقول لا أدري فنقول أيضاً لا ندري كيف نزوله
مداخلة / غير واضحة
الجواب/
الوارد في النصوص الصحيحة مستوي على العرش ما ينبغي هذا نقف عند النصوص نطلق ما أطلقه الله والرسول والنصوص،
المتن:
قيل له : ونحن لا نعلم كيفية نزوله إذ العلم بكيفية الصفة يستلزم العلم بكيفية الموصوف
الشرح:
لا نعلم كيفية الصفة العلم بكيفية الصفة يستلزم العلم بكيفية الموصوف ونحن لا نعلم كيفية الموصوف فلا نعلم كيفية الصفة
المتن:
إذ العلم بكيفية الصفة يستلزم العلم بكيفية الموصوف وهو فرع له وتابع له .
الشرح:
يعني كيفية الصفة فرع عن كيفية الموصوف وتابع له فإذا كان الأصل لا نعرف كيفية الذات فالفرع من باب أولى لا نعرف كيفية الصفة.
المتن:
فكيف تطالبني بالعلم بكيفية سمعه وبصره وتكليمه واستوائه ونزوله وأنت لا تعلم كيفية ذاته وإذا كنت تقر بأن له حقيقة ثابتة في نفس الأمر مستوجبة لصفات الكمال لا يماثلها شيء فسمعه وبصره وكلامه ونزوله واستواؤه ثابت في نفس الأمر وهو متصف بصفات الكمال التي لا يشابهه فيها سمع المخلوقين وبصرهم وكلامهم ونزولهم واستواؤهم وهذا الكلام لازم لهم في العقليات وفي تأويل السمعيات فإن من أثبت شيئا ونفى شيئا بالعقل ألزم إذا فيما نفاه من الصفات التي جاء بها الكتاب والسنة نظير ما يلزمه فيما أثبته ولو طولب بالفرق بين المحذور في هذا وهذا لم يجد بينهما فرقا.
الشرح:
العقليات مثل الصفات التي يزعمون أنها ثابتة بالعقل كالأشاعرة يقولون الصفات السبع ثابتة بالعقل وفي تأويل السمعيات الصفات الأخرى غير السبع يقولون ثابتة بالسمع نؤولها ونثبت الحياة والكلام والسمع والبصر والقدرة والإرادة نقول هذي عقليات ثبتت بالعقل أما عداها كالمحبة والرضا والسخط والكراهة والعزة إلى آخر الصفات نقول هذه سمعيات ثبتت بالسمع لا بد أن نؤولها نردها إلى الصفات السبع أو ("") مثلا نقول يريد أن يغضب يريد أن يرضى أو يفسرونها بالأثر من النعم والعقوبات فيقولون معنى الرحمة الإنعام معنى الغضب الانتقام معنى الرضا الثواب والانتقام أثر من الغضب والثواب أثر من الرضا فهم يفسرونها بالأثر أو يردونها للصفات السبع هذا تأويل فالمؤلف يقول الصفات التي تؤولونها وهي الصفات السمعية والصفات التي تنفونها بالعقل لا فرق بين هذا وهذا
فإن كان في إثبات الصفات غير السبع محذور ففي إثبات الصفات السبع محذور.
المتن:
وهذا الكلام لازم لهم في العقليات وفي تأويل السمعيات : فإن من أثبت شيئا ونفى شيئا بالعقل
الشرح:
كالاشاعرة يثبتون الصفات السبع بالعقل وينفون ما عداها
المتن:
ألزم فيما نفاه من الصفات التي جاء بها الكتاب والسنة
الشرح/
كالمحبة والغضب الرضا
المتن:
نظير ما يلزمه فيما أثبته
الشرح:
ما ألزمه من الصفات السبع فإن كانت الصفات السبع ليس فيها تشبيه فليس في بقية الصفات تشبيه وإن كان في بقية الصفات السبع تشبيه ففي الصفات السبع تشبيه
المتن:
ولو طولب بالفرق بين المحذور في هذا وهذا : لم يجد بينهما فرقا
الشرح:
ما في محذور، اش الفرق بين إثبات المحبة والغضب والرضا وإثبات الإرادة والسمع والبصر كلها صفات ثابتة
إن كان في هذا محذور ففي هذا محذور وإن لم يكن في هذا محذور فليس في هذا محذور
المتن:
ولهذا لا يوجد لنفاة بعض الصفات دون بعض - الذين يوجبون فيما نفوه : إما التفويض ; وإما التأويل المخالف لمقتضى اللفظ - قانون مستقيم .
الشرح:
الذين يوجبون التفويض أو التأويل إما أن يقولوا التأويل (نؤول الغضب بالانتقام والرضا بالثواب ) أو نؤوله بالإرادة
نرده للصفات السبع ، أو يفوضوه يقولون نفوض ما ندري معنى الصفات نفوضها إلى الله ، يعني ليس لهم قانون مستقيم ، لا يستقيمون على حال متناقضون .
المتن:
ولهذا لا يوجد لنفاة بعض الصفات دون بعض - الذين يوجبون فيما نفوه : إما التفويض ; وإما التأويل المخالف لمقتضى اللفظ - قانون مستقيم فإذا قيل لهم : لم تأولتم هذا وأقررتم هذا والسؤال فيهما واحد ؟ لم يكن لهم جواب صحيح.
الشرح:
نعم ما عندهم جواب صحيح فهم مضطربون إما أن يفوضوا وإما أن يؤولوا.
المتن:
فهذا تناقضهم في النفي وكذا تناقضهم في الإثبات ; فإن من تأول النصوص على معنى من المعاني التي يثبتها فإنهم إذا صرفوا النص عن المعنى الذي هو مقتضاه إلى معنى آخر : لزمهم في المعنى المصروف إليه ما كان يلزمهم في المعنى المصروف عنه
الشرح:
كما أنهم متناقضون في النفي فهم متناقضون في الإثبات ، فمثلاً الأشاعرة لا يثبتون الغضب ولكن نقول يريد أن يغضب والرضا نقول نريد ، فإذا قلت لماذا ؟ قال : لأن الإرادة ليس فيها محذور ، أما الغضب فمعناه ميل الإنسان إلى الانتقام والرضا ميل إلى الثواب .نقول الإرادة ميل الإنسان إلى الشيء يلزمكم فيما فررتم إليه مثل ما فررتم منه فالشبهة هي نفسها ، إن كان في الغضب ميل ففي الإرادة ميل أيضاً وإن لم يكن في الإرادة ميل فليس في الغضب ميل فهم متناقضون في الإثبات والنفي ، يلزمهم المحذور لازم لهم في النفي والإثبات ولا مخرج لهم من هذا إلا إثبات الصفات كلها التي وردت في الكتاب والسنة وعدم التفريق بينها .
المتن:
فإذا قال قائل تأويل محبته ورضاه وغضبه وسخطه.
الشرح:
اللي هي الصفات غير السبع الآن يناقش الأشاعرة يثبتون بعض الصفات وينفون البعض.
المتن:
فإذا قال قائل : تأويل محبته ورضاه وغضبه وسخطه
الشرح:
اللي هي الصفات غير السبع الأشاعرة الآن يناقش الأشاعرة الذين يثبتون بعض الصفات وينفون البعض المحبة والغضب والرضا كلها ما يثبتها الأشاعرة ما يثبتون إلا سبه وهي الحياة والكلام والسمع والبصر وعلم والقدرة هذه الصفات السبع التي دل عليها العقل والشرع بقية الصفات ما دل عليها الشرع فلا بد أن نؤولها.
المتن:
فإذا قال قائل : تأويل محبته ورضاه وغضبه وسخطه : هو إرادته للثواب والعقاب .
الشرح:
ردوها إلى الصفات السبع فسر الغضب والرضا بالإرادة هذا أحد التأويلات والتأويل الثاني أن يفسرون الغضب بالانتقام والرضا بالثواب أثر الصفة
المتن:
كان ما يلزمه في الإرادة نظير ما يلزمه في الحب والمقت والرضا والسخط ولو فسر ذلك بمفعولاته.
الشرح:
لأنه الآن يقول الغضب غليان دم القلب لطلب الانتقام فأنا ما أثبت الغضب لله أثبته بالإرادة نقول لا الإرادة نفسها إرادة الإنسان أن يفعل شيء يعني مال إليه لولا أن يكون عنده ميل ما أراده والميل والإرادة من صفات المخلوق فيلزمك فيما فررت إليه نظير ما فررت منه هذا إذا فسرها بالإرادة وإذا فسرها بالمفعولات نفس الشيء يقول الغضب الانتقام لماذا فسرته بهذا فيقول الغضب لا يليق بالله طيب والانتقام كذلك المخلوق يوصف بالانتقام والرضا يقول الثواب نقول أثابه لماذا قال لأنها نفسرها بالثواب لأن الرضا ميل الإنسان إلى الشيء فنقول والثواب كذلك كونه يثيبه مال إليه.
مداخلة / يا شيخ يثبتون السبع ويفسرون الباقي ويرجعونها إلى هذي السبع.
الجواب /
لا يسلكون أحد الطريقين إما أن يردوها إلى السبع كالإرادة أو يفسرونها بأثر الصفة الغضب بالانتقام أثر لأن الغضب أثر الصفة والثواب أثر من الرضا.
المتن:
ولو فسر ذلك بمفعولاته
الشرح:
اللي هي الأثر المفعولات الانتقام والرضا إما أن يردها إلى الصفات السبع أو يفسرها بمفعولاته
المتن:
وهو ما يخلقه من الثواب والعقاب
الشرح:
يفسر الغضب بالعقاب هذا مخلوق والثواب كذلك فسرها بمخلوقاته فسر الصفة بالمفعولات
المتن:
فإنه يلزمه في ذلك نظير ما فر منه فإن الفعل لا بد أن يقوم أولا بالفاعل والثواب والعقاب المفعول إنما يكون على فعل ما يحبه ويرضاه ويسخطه ويبغضه المثيب المعاقب.
الشرح:
لا شك في هذا إذا فسر الغضب بالانتقام هذا فعل يقوم به المنتقم وهو ما قام به إلا بعد الغضب وكذلك الثواب فعل يقوم به المثيب وهو فعل ما قام به إلا بعد الرضا فلزمهم فيما فروا إليه مثل ما فروا منه.
المتن:
فهم إن أثبتوا الفعل على مثل الوجه المعقول في الشاهد للعبد مثلوا .
الشرح:
فهم إذا قالوا أنه يرضى أو ينتقم مثل المخلوق صاروا مثلوا وإن أثبتوا على خلاف المعروف والشاهد نقول أثبتوا الصفة على خلاف الشاهد لازم ("") لا على مثل رضا المخلوق ولا حاجة لتأويل الرضا بالثواب وتأويل الغضب بالانتقام
المتن:
فهم إن أثبتوا الفعل على مثل الوجه المعقول في الشاهد للعبد مثلوا وإن أثبتوه على خلاف ذلك فكذلك سائر الصفات .
الشرح:
إن أثبتها على ما يشاهد من العباد مثلوا الله بخلقه وإن أثبتوه على خلاف ما يفعل العباد يرجع إلى الأصل أثبت الصفة
سؤال / كلهم يثبتون سبع صفات أو يتفاوتون ؟
الجواب / نعم يتفاوتون بعضهم من يثبت عشرين وبعضهم أربعين صفة ، لكن المشهور سبع .
سؤال / بعد الموت ماذا يحكم عليهم ؟
الجواب / بعد الموت الله هو الذي يتولاهم مبتدعة نقول الأشاعرة مبتدعة
سؤال / من نفى صفة وحدة هل يقال أنه من الأشاعرة ؟
جواب / لا يوجد أحد ينفي صفة واحدة ، لكن قد يكون لشبهة إذا كان من أهل السنة ورأى انها ما ثبتت لأجل شبهة فقط ما يقال إنها بدعة لأن ما فيه أحد ينفي فقط صفة لكن ينفي صفة لأجل شبهة ما ثبت النص عنده .ابن خزيمة رحمه الله وهو من أئمة أهل السنة قال : لا تغلطوا ولا تغالطوا في الصورة ، ظن أن فيه تشبيه فرد عليه شيخ الإسلام في ("") ، وهو من أئمة أهل السنة وغلط وأنكر مسألة الصورة ، خلق الله آدم على صورته وهو إمام وغلط ظن أن في هذا تشبيه
سؤال / قوله ( لا يملّ الله حتى تملوا ) نرجو توضيحها يا شيخ ؟
جواب / ("") بجلال الله وعظمته هذا وصف من آثاره أن الله لا يقطع الثواب عن العبد حتى يقطع العبد العمل لكن هذي في مقابل مثل وَجزَاءُ سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مِثْلُهَا كقوله يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ لا يمل الله حتى تملوا. هذه الصفة في مقابل مللهم وانقطاعهم.
المتن:
فصل وأما المثلان المضروبان : فإن الله - سبحانه وتعالى - أخبرنا عما في الجنة من المخلوقات : من أصناف المطاعم والملابس والمناكح والمساكن ; فأخبر أن فيها لبنا وعسلا وخمرا وماء ولحما وحريرا وذهبا وفضة وفاكهة وحورا وقصورا وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما : ليس في الدنيا شيء مما في الجنة إلا الأسماء وإذا كانت تلك الحقائق التي أخبر الله عنها هي موافقة في الأسماء للحقائق الموجودة في الدنيا وليست مماثلة لها ; بل بينهما من التباين ما لا يعلمه إلا الله تعالى : فالخالق - سبحانه وتعالى - أعظم مباينة للمخلوقات منه مباينة المخلوق للمخلوق.
الشرح:
المؤلف رحمه الله بين في الرسالة التدمرية الأصلين في الأسماء والصفات ، الأصل الأول قال إن التحقيق في إثبات الأسماء والصفات يتبين في أصلين ومثلين مضروبين وخاتمة جامعة تشتمل على سبع قواعد ، وبيّن الأصلين وهما /
الأصل الأول : القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر .
الأصل الثاني : القول في الصفات كالقول في الذات .
ثم ذكر المثلين /
المثل الأول : حقائق الآخرة بينها تفاوت وبين حقائق الدنيا، حقائق الآخرة أخبر الله أن في الجنة ماء وخمر ولبن وعسل وفي الدنيا ماء وخمر ولبن وعسل فحقائق الدنيا توافق حقائق الآخرة في شيئين في الاسم هذا لبن وهذا لبن هذا ماء وهذا ماء وفي أصل المعنى الماء ماء الجنة سائل ماء الدنيا وماء الجنة في أنه سائل يروي ، لكن تختلف الطعمية واللذة والحقيقة كذلك العسل في الاسم وأصل الحلو لكن يختلف عسل الآخرة فيه أنهار الدنيا ما فيها أنهار عسل فتختلف في اللذة والطعم واللون الأبيض والحقيقة والهيئة تختلف ما فيه نسبة بينهما فإذا كانت مخلوق ومخلوق لا نعلم كونها وكيفيتها وحقائقها مع أنها موجودة وثابتة وتوافق حقائق الدنيا في الاسم وأصل المعنى فكذلك أسماء الله وصفاته توافق أسماء المخلوقين وصفاتهم في الاسم وفي أصل المعنى ولكن ليس هناك مماثلة ولا مشابهة فالرب تعالى يتصف بالعلم والسمع والبصر والمخلوق يتصف بالعلم والسمع والبصر فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا فَجَعَلۡنَـٰهُ سَمِیعَۢا بَصِیرًا والله تعالى وصف نفسه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ فعلم الخالق وعلم المخلوق يتفقان في الاسم وفي أصل المعنى أن العلم ضد الجهل لكن علم المخلوق ضعيف ناقص ومسبوق بالعدم ويعتريه الضعف والجهل والنسيان وعلم الخالق علم أزلي كامل لا يلحقه نقص ولا ضعف مع أنهما اتفقا في الاسم وفي أصل المعنى العلم ضد الجهل كذلك المخلوق سميع والخالق سميع السمع اتفق في الاسم والسمع السمع ضد الصمم واتفق في البصر ضد العمى لكن سمع الخالق كامل وسمع المخلوق ناقص وهكذا هذا المثل الآن إذا كانت حقائق الآخرة توافق الموجودات في الدنيا في الاسم وأصل المعنى مع ("") الشاسع والحقيقة غير الحقيقة فكذلك أسماء الله وصفاته التي توافق أسماء المخلوقين وصفاتهم في أصل المعنى وفي اسم مع الفرق العظيم.
المتن:
ومباينته لمخلوقاته أعظم من مباينة موجود الآخرة بموجود الدنيا إذ المخلوق أقرب إلى المخلوق الموافق له في الاسم من الخالق إلى المخلوق
الشرح:
المخلوق أقرب إلى المخلوق إذا كان المخلوق مع مخلوق بينهم تفاوت عظيم ولا تعرف الكيفية ولا الكنه فكيف تستطيع أن تدرك كنه صفات الرب لا بد أن من قطع الطمع من إدراك الكيفية ما يمكن أن يدرك الكيفية إنت الآن عندك مخلوقات الآن ما تستطيع أن تدرك الكيفية أدرك كيفية حقائق الآخرة لا تستطيع الروح الآن ("") موجودة ولا تعرف حقيقتها وكنهها وثابتة ولا أحد ينكرها فكيف تدرك كنه صفات الرب وأنت لا تدرك كنه الروح التي بين جنبيك ولا تدرك كنه حقائق الآخرة .
المتن:
وهذا بين واضح ولهذا افترق الناس في هذا المقام ثلاث فرق فالسلف والأئمة وأتباعهم آمنوا بما أخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الآخر مع علمهم بالمباينة التي بينما في الدنيا وبينما في الآخرة وأن مباينة الله لخلقه أعظم والفريق الثاني : الذين أثبتوا ما أخبر الله به في الآخرة من الثواب والعقاب ونفوا كثيرا مما أخبر به من الصفات ; مثل طوائف من أهل الكلام والفريق الثالث : نفوا هذا وهذا.
مداخلة /
غير واضحة (عن في اختلاف النسخ )
المتن:
كالقرامطة والباطنية والفلاسفة أتباع المشائين ونحوهم من الملاحدة .
الشرح:
المذاهب ثلاث :
- أهل السنة والسلف أثبتوا الثواب والعقاب والصفات والكيفيات وآمنوا بها.
- وطائفة أخرى أثبتوا الثواب والعقاب ونفوا بعض الصفات والكيفيات.
- والطائفة الثالثة القرامطة نفوا هذا وهذا نفوا الثواب والعقاب والصفات والكيفيات هؤلاء ملاحدة .
المتن:
قال ولهذا افترق الناس في هذا المقام ثلاث فرق فالسلف والأئمة وأتباعهم آمنوا بما أخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الآخر مع علمهم بالمباينة التي بينما في الدنيا وبينما في الآخرة وأن مباينة الله لخلقه أعظم والفريق الثاني : الذين أثبتوا ما أخبر الله به في الآخرة من الثواب والعقاب ونفوا كثيرا مما أخبر به من الصفات.
الشرح:
يعني مثل ما ذكر المعتزلة والأشاعرة والجهمية أثبتوا حقائق الآخرة يؤمنون بالجنة والنار وما فيهما لكن نفوا صفات الرب سبحانه وتعالى فرقوا بينهم والفريق الثاني القرامطة نفوا صفات الله ونفوا الثواب والعقاب هؤلاء ملاحدة فأهل الكلام لم يجرؤوا على نفي اليوم الآخر والبعث والجزاء والحساب والجنة والنار لأنه كفر وردة لكنهم نفوا صفات الله تسلطوا عليهم القرامطة قالوا لماذا تنفون الصفات لله وتثبتون الحقائق ، النصوص التي في القرآن لإثبات الصفات أكثر من النصوص التي تثبت الثواب والعقاب ألزموهم تسلطوا عليهم قالوا التفريق(..) بين تثبتون حقائق الآخرة والجنة والنار ولا تثبتون الصفات كله في القرآن كله في السنة سلطوا عليهم جاء المعتزلة والجهمية والأشاعرة ينفون بعض صفات الرب ويثبتون حقائق الآخرة وأهل السنة يثبتون الأمرين في صفات الله وحقائق الآخرة والقرامطة يثبتون هذا وهذا ("") اش العبارة المعتزلة والأشاعرة أو المعتزلة والجهمية ؟
الطالب /
ذكره الشيخ فالح بن مهدي كالجهمية والمعتزلة ونحوهم قال مثل طوائف من أهل الكلام
المتن:
مثل طوائف من أهل الكلام .
والفريق الثالث : نفوا هذا وهذا كالقرامطة والباطنية والفلاسفة أتباع المشائين ونحوهم من الملاحدة
الشرح:
الفلاسفة المشائين أرسطو ،أرسطو والفارابي وابن سينا اشتهروا بالمشائين لأنهم كانوا يدرسون عقائدهم وهم يمشون )
الفلاسفة طوائف لا يحصون لكن اشتهر الفلاسفة المتأخرون أرسطو وأتباعه اشتهروا بالفلاسفة المشائين فإذا أطلق الفلاسفة انصرف إليهم وهم ملاحدة زنادقة أول من ابتدع قدم العالم هو أرسطو وكان مشركا يعبد الأصنام ويسمونه المعلم الأول ، ثم جاء المعلم الثاني وهو الفارابي .أول من وضع حروف المنطق هو أرسطو ثم جاء الفارابي وأخرجها إلى الصوت وجعلها نغمات ،ثم جاء أبو علي بن سينا وحاول تقديم الفلسفة للإسلام والجمع بينهما ، وفي محاولته الشديدة ما وصل إلى ما وصلت إليه الجهمية الغاية التجهم الذين هم أشد وأصح مذهباً من ابن سينا ، لأن ابن سينا (..)من إلحاده وزندقته أثبت الوجود لله لكن سلب جميع الأسماء والصفات عنه ، فلا يثبت وجود الله إلا في الذهن والملائكة أثبتهم على الأشكال وأنهم أشباح نورانية ، والكتب المنزلة أثبت أنها معاني كثيرة والنبي رجل عبقري له صفات ، والنبوة ليست هبة بل هي صنعة من الصناعات ومهنة تدرك من الفراسة وطول الخبرة لو الصفات استكملها فهو نبي عندهم ، واليوم الآخر أمثال مضروبة لتفهيم العوام وأنه ليس هناك يوم آخر ولا جنة ولا نار وإنما هو تفهيم للعوام ليتعايش الناس بسلام إذا علموا أن هناك بعث ونشور يقولون كل هذا لا أصل له ، هذا تقريب لابن سينا وهم ملاحدة وزنادقة ومع ذلك بعض الناس يسموهم فلاسفة الإسلام ابن سينا والفيلسوف الإسلامي وبعض الكتاب وبعض الصحفيين ("") وهو ملحد سماه ابن القيم أنه إمام الملحدين وله كتاب الإشارات إلحاد الزندقة وهو يقول عن نفسه (..) هؤلاء ملاحدة ، ولا ينبغي أن يسمى بأسمائهم المدارس ولا كتبه لكن ابن سينا طبيب يعني ممكن في الطب (..) المقصود أن هؤلاء الملاحدة إذا(..) انصرف إلى هؤلاء ، وكان الفلاسفة قبل هؤلاء كانوا في الجملة يعظمون الأنبياء وشرائع الأنبياء ويثبتون حدوث العالم ويقولون إن الإلهيات لا نتكلم فيها وإنما من خصائص الأنبياء وإنما من خصائصنا الرياضيات والطبيعيات ، حتى جاء أرسطو وابتدع القول بقدم العالم والقول بقدم العالم يعني إنكار لوجود الله يعني إن هذا العالم مستمر ماله أول ولا بداية ،إلا أنه لم يثبت وجود الله إلا كونه مبدأ للفلك وعلة ("") مبدأ لهذا العالم وعلة غائية لحركة الفلك فقط نعوذ بالله هؤلاء الفلاسفة ، أما الفلاسفة القدامى أحسن حالاً من هؤلاء فإذا أطلق الفلاسفة الآن ينصرف إلى هؤلاء يراد بهم الفلاسفة المشاؤون أرسطو وأتباعه يسمونه المعلم الأول ثم أبو نصر الفارابي المعلم الثاني ثم أبو علي ابن سينا المعلم الثالث كلهم ملاحدة زنادقة .
مداخلة / غير واضحة
الجواب / ابن سينا هو نفسه ليس هناك آخر غيره
المتن:
والفريق الثالث : نفوا هذا وهذا كالقرامطة والباطنية والفلاسفة أتباع المشائين ونحوهم من الملاحدة
الشرح:
القرامطة ويعودون أصلها قرمط ابن حمدان والباطنية يقولون النصوص باطن وظاهر فالقرامطة باطنية يقرمطون في السمعيات يعني يؤولون ويموهون في العقليات .
المتن:
والباطنية
الشرح:
أعظم من يقول إن الشريعة لها ظاهر وباطن النصوص لها ظاهر وباطن والقرامطة هم من الباطنية.
المتن:
والفلاسفة أتباع المشائين ونحوهم من الملاحدة
الشرح:
هم أتباع المشائين أرسطو وأتباعه هم المشاؤون
المتن:
ونحوهم من الملاحدة الذين ينكرون حقائق ما أخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الآخر
الشيخ /
ينكرون ما أخبر الله من الأسماء والصفات وحقائق الآخرة ينكرون هذا وهذا.
المتن:
والفريق الثالث : نفوا هذا وهذا كالقرامطة والباطنية والفلاسفة أتباع المشائين ونحوهم من الملاحدة الذين ينكرون حقائق ما أخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الآخر ثم إن كثيرا منهم يجعلون الأمر والنهي من هذا الباب ; فيجعلون الشرائع المأمور بها والمحظورات المنهي عنها : لها تأويلات باطنة تخالف ما يعرفه المسلمون منها .
الشرح:
القرامطة والباطنية كذلك للأوامر والنواهي يفصلون لها أسماء ، فمثلاً يقولون الصلوات الخمس خمسة أسماء من عندهم علي وفاطمة وحسن وحسين ومحسن هذه الصلوات الخمس خمسة أسماء والصيام كتمان سر المشايخ هذا الصيام له باطن هذا باطنه له باطن وله ظاهر ظاهره الصلاة الخمسة التي يصليها المسلمين وأما الباطن تعد خمسة أسماء علي وفاطمة والحسن والحسين ومحسن والصيام له ظاهر وباطن الصيام إلي هو صيام المسلمين هذا ظاهر والباطن كتمان سر مشايخهم شيوخهم والحج له باطن وظاهر ظاهره حج الناس إلى البيت العتيق وباطنه الحج إلى قبور شيوخهم السفر إلى قبور شيوخهم وهكذا يفعل الملاحدة في أمور الدين .
مداخلة / غير واضحة
الجواب /
هم على طريق الباطنيه لهم دين جديد دين مستقل فيه كتب مؤلفة في بيان عقيدتهم ،هذا تفسير الصوفية وهم ملاحدة بالإشارة لا يمكن أن يكون المعنى الصحيح بالإشارة مثل ابن سينا ابن عربي رئيس وحدة الوجود له رموز في تفسير القرآن يسمى فصوص الحكم فص موسى فص كذا فص نوح(..) يفسرها بتفسيرها ويقول إن فرعون مصيب حين ادعى الربوبية لأن الوجود واحد وكذلك أيضاً قوم نوح عندما عبدوا العجل بنو إسرائيل لما عبدوا العجل مصيبون هم على الصواب وأن موسى لما جاء وجر هارون بلحيته ينكر عليه إنكاره عليهم كيف تتركهم وهو يقول أنه أغرق (..) الإلحاد والزندقة أغرقه الله يقول لزوال الحسبان والوهم لأن كونه الآن ادعى الربوبية هذا تخصيص يقول الوجود واحد أنت الرب وفلان رب وفلان رب لكن لما توهم فرعون أنه الرب وحده أغرق تطهيراً له لزوال الحسبان حتى لا يتوهم أنه هو الرب وحده وأن كل موجود هو الرب إذا هو تجاوز فرعون في الكفر والضلال نعوذ بالله هذه تفسيرات وإشارات الصوفية ("") ومن غير ذلك تأويل الشيعة والرافضة لهم تأويلات كذلك تأويلات الشيعة حيث فسروا مرج البحرين يلتقيان بـ فاطمة وعلي ، وبينهما برزخ لا يبغيان بـ الحسن والحسين هكذا تفسيرات الرافضة من هذا الباب دخل الباطنية
المتن:
فيجعلون الشرائع المأمور بها والمحظورات المنهي عنها لها تأويلات باطنة تخالف ما يعرفه المسلمون منها كما يتأولون من الصلوات الخمس وصيام شهر رمضان وحج البيت.
الشرح:
كما سبق
المتن:
فيقولون : إن الصلوات الخمس معرفة أسرارهم , وإن صيام رمضان كتمان أسرارهم ,
الشرح:
هكذا عندكم ؟؟معرفة الأسرار بعضهم يعد خمسة أسماء الصلاة معرفة أسرارهم والصيام كتمان أسرارهم والحج السفر إلى قبورهم.
المتن:
وإن حج البيت السفر إلى شيوخهم ونحو ذلك من التأويلات التي يعلم بالاضطرار أنها كذب وافتراء على الرسل - صلوات الله عليهم - وتحريف لكلام الله ورسوله عن مواضعه وإلحاد في آيات الله وقد يقولون الشرائع تلزم العامة دون الخاصة.
الشرح:
بعضهم يفصل يقول الناس قسمان خاصة وعامة ، فالشرائع تلزم العامة المحجوبين الذين ما وصلوا الصوفين يقولون الناس طبقتين عامة وخاصة فالعامة عليهم صلاة وزكاة وصيام وحج لأنهم محجوبين أما الخاصة تجاوزوا تسقط عنهم التكاليف ليس عليهم صلاة ولا زكاة ولا صيام ولا حج وبعضهم جعل الناس ثلاث طبقات عامة وخاصة ،وخاصة الخاصة ، العامة عليهم تكاليف – ومن العامة الأنبياء والرسل – ولهم طاعات ومعاصي .أما الخاصة ارتفعوا وتجاوزوا وألغوا صفاتهم وجعلوها صفة لله فوصلوا للعلم فتسقط عنهم التكاليف ولا عندهم إلا طاعات ما في معاصي فكل ما يفعلوه طاعة حتى الكفر والزنا والسرقة طاعة .وهناك خاصة الخاصة تجاوزوا القائلين بوحدة الوجود ما عندهم لا طاعات ولا معاصي لأنهم وصلوا للقول بوحدة الوجود نسأل الله العافية .
المتن:
وقد يقولون الشرائع تلزم العامة دون الخاصة فإذا صار الرجل من عارفيهم ومحققيهم وموحديهم : رفعوا عنه الواجبات وأباحوا له المحظورات
الشرح:
سقطت عنه التكاليف إذا كان من المعارفين المحققين والذي يلغي صفاته ويجعلها صفات لله ويعلم أن ما قدر سيكون خلاص صار عارف محقق سقطت عنه التكاليف وهذا كفر وضلال بإجماع المسلمين.
المتن:
وقد يدخل في المنتسبين إلى التصوف والسلوك من يدخل في بعض هذه المذاهب .
الشرح:
المتصوف في السلوك قد يشاركهم في شيء من ذلك
المتن:
وهؤلاء الباطنية : هم الملاحدة الذين أجمع المسلمون على أنهم أكفر من اليهود والنصارى
الشرح:
حكمهم إذا ما حكمهم ؟؟ الباطنية ملاحدة ، ملاحدة كفار بل أكفر من اليهود والنصارى بإجماع المسلمين لأن اليهود والنصارى كفرهم ظاهر وهؤلاء كفرهم خفي فيكون أشد لأنهم شاركوا اليهود والنصارى في الكفر وزادوا عليهم في التلبيس والخداع ولهذا صار المنافقون في الدرك الأسفل من النار لماذا لأنهم شاركوا اليهود والنصارى والوثنيين في الكفر وزادوا عليهم بالتمويه والتلبيس حيث أنهم ينتسبون للإسلام ويظهرون الإسلام ويموهون على الناس ويلبسون عليهم ويختلطون بهم ويدبرون الحيل والمكائد للقضاء على الإسلام والمسلمين وهم بين أنظرهم فصاروا أشد من اليهود والنصارى في الكفر والعقوبة نعوذ بالله.
المتن:
وما يحتج به على الملاحدة أهل الإيمان والإثبات : يحتج به كل من كان من أهل الإيمان والإثبات على من يشارك هؤلاء في بعض إلحادهم.
الشرح:
يعني الحجج التي يرد بها أهل الحق على الملاحدة يرد بها على من شاركهم في بعض إلحادهم
المتن:
وما يحتج به على الملاحدة أهل الإيمان والإثبات : يحتج به كل من كان من أهل الإيمان والإثبات على من يشارك هؤلاء في بعض إلحادهم فإذا أثبت لله تعالى الصفات ونفى عنه مماثلة المخلوقات - كما دل على ذلك الآيات البينات - كان ذلك هو الحق الذي يوافق المعقول والمنقول ويهدم أساس الإلحاد والضلالات.
الشرح:
إذا أثبت الصفات لله ونفى المماثلة للمخلوقات هذا هو الحق يهدم أصول أهل الضلال.
المتن:
والله سبحانه لا تضرب له الأمثال التي فيها مماثلة لخلقه فإن الله لا مثيل له ; بل له " المثل الأعلى "فلا يجوز أن يشرك هو والمخلوق في قياس تمثيل ولا في قياس شمول تستوي أفراده.
الشرح:
الله تعالى لا يقاس ولا يمثل بخلقه ولا يدخل هو وغيره في قياس، قياس شمول قياس شامل يشمل الرب بغيره هذا قياس يشمل الرب وغيره لأن الرب منفرد عن مخلوقاته ولا قياس تمثيل يمثل بخلقه مثلاً تأتي بقاعدة كلية كل كذا فهو كذا هذا يشمل هذه الأنواع فالرب ما يدخل في هذه الأنواع مع غيره وكذلك قياس التمثيل زيد مثل فلان زيد كالبدر أنت شبهت زيد بالبدر الله تعالى لا يمثل بخلقه لا البدر ولا غيره لا يمثل بخلقه ولا يقال كل مثلا كل من كان كذا فهو كذا فيدخل فيها الرب عموم الكل لا الرب منفرد لا يدخل مع غيره ولا يشابه غيره في قياس شمول ولا في قياس تمثيل.
المتن:
والله سبحانه لا تضرب له الأمثال التي فيها مماثلة لخلقه فإن الله لا مثيل له ; بل له " المثل الأعلى "
الشرح:
كل من اتصف بالصفات فهو جسم مثلاً فيقول الرب المخلوق متصف بصفات والرب متصف بصفات(..) جميع الجسم نقول لا هذا ما يدخل الرب في قياس الشمول ("")
المتن:
فلا يجوز أن يشرك هو والمخلوق في قياس تمثيل ولا في قياس شمول تستوي أفراده
الشرح:
فإذا قلت كل من اتصف بصفات فهو جسم ويقول الرب متصف بصفات فيدخل في ذلك فيكون جسم نقول لا الرب ما يدخل مع غيره في قياس شمول تستوي أفراده الرب متصف بالصفات ولا يقال جسم ولا ليس بجسم كما أنه لا يجوز أن يمثل الله بخلقه بأن يقول بأن الله مثل كذا مماثل لكذا أو شبيه لكذا.
المتن:
ولكن يستعمل في حقه المثل الأعلى وهو أن كل ما اتصف به المخلوق من كمال فالخالق أولى به .
الشرح:
هذا المثل الأعلى كل صفة كمال اتصف بها المخلوق لا نقص فيها بوجه من الوجوه فالخالق أولى
المتن:
ولكن يستعمل في حقه المثل الأعلى وهو أن كل ما اتصف به المخلوق من كمال فالخالق أولى به , وكل ما ينزه عنه المخلوق من نقص فالخالق أولى بالتنزيه عنه , فإذا كان المخلوق منزها عن مماثلة المخلوق مع الموافقة في الاسم : فالخالق أولى أن ينزه عن مماثلة المخلوق , وإن حصلت موافقة في الاسم.
الشرح:
مثل حقائق الآخرة مماثلة لحقائق الدنيا في الاسم لكن في الحقيقة مختلفة فكذلك صفات الرب توافق صفات المخلوق في الاسم وفي أصل المعنى مع البعد عن المماثلة والمشابهة .
مداخلة / غير واضحة
الجواب /
("") التفاؤل مثل ما جاء في الحديث نهى عن الطيرة وهو يحب الفأل الكلمة الطيبة يسمعها الإنسان فيسر بها كأن يسمع المريض كلمة سالم هذه يسر بها كإنسان فقد شيئاً فسمع كلمة واجد فتفاءل بأن يجد ضالته إذا كان من هذا الباب فلا بأس.