شعار الموقع

الرسالة التدمرية (7) "القاعدة الخامسة: أنْا نعلم ما أُخبرنا به" – إلى "ومنه ما هو متشابه"

00:00
00:00
تحميل
141

بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين وصل الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه بإحسانٍ إلى يوم الدين .

أما بعد : فقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

القاعدة الخامسة : أنْا نعلم ما أُخبرنا به من وجهٍ دون وجه (تصحيح الشيخ : اُخبرنا به يعني ما أُخبرنا به من المغيّبات نعم)

المتن : أحسن الله إليك  ,أنْا نعلم ما أُخبرنا به من وجهٍ دون وجه فإن الله تعالى قال : أَفَلَا یَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَۚ وَلَوۡ كَانَ مِنۡ عِندِ غَیۡرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُوا۟ فِیهِ ٱخۡتِلَـٰفࣰا كَثِیرࣰا وقال : أَفَلَمۡ یَدَّبَّرُوا۟ ٱلۡقَوۡلَ وقال : كِتَـٰبٌ أَنزَلۡنَـٰهُ إِلَیۡكَ مُبَـٰرَكࣱ لِّیَدَّبَّرُوۤا۟ ءَایَـٰتِهِۦ وَلِیَتَذَكَّرَ أُو۟لُوا۟ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ وقال : أَفَلَا یَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَاۤ فأمر بتدبر الكتاب كله ، وقد قال تعالى : هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ

شرح الشيخ : (بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، قال المؤلف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله تعالى في الرسالة التدمرية في القاعدة الخامسة من القواعد التي يكون بها تحقيق الإثبات للأسماء والصفات ، أنْا نعلم ما أُخبرنا به من وجهٍ دون وجه : يعني نعلم ما أخبرنا به من المغيبات كالإخبار عن أسماء الله وصفاته والإخبار عن اليوم الآخر وما يكون في الجنة وما يكون في النار من الصراط والميزان والحوض وما يكون في نعيم الجنة وعذاب أهل النار ، كل هذا نعلمه من وجه دون وجه ، فالوجه الذي نعلمه هو المعنى المراد بذالك الخبر أو الخطاب والوجه الذي لا نعلمه هو الحقيقة والكون و الكيفية على ما هو عليه ، نعلم المعنى أخبرنا الله أن في الجنة لبناً وخمراً وعسلاً ، بحوراً وقصوراً وذهباً وفضةً ونخلاً ورماناً نعلم معناها وهذه الأسماء موجودة في الدنيا ، موجود لبن وخمر فهي موافقة لها في الاسم وهناك قدرٌ مشترك في أصل المعنى وإلا لو كنا لا نعلم شيئاً من ذلك لما,لما أمكننا فهم ما أخبرنا الله به فنحن الآن نعلم المعنى أما الكون والكيفية والحقيقة على ما هي عليه لا نعلم ، فالماء موجود في الدنيا ولكنه يأسن مع طول المُكث وماء الدنيا (الآخرة) لا يأسن ولا يتغير  ، اللبن موجود في الدنيا وفي الآخرة لبن في الآخرة  فيها أنهار من لبن والدنيا ما فيها أنهار من لبن ، لبن الدنيا يتغير بالحموضة ولا يتغير لبن الآخرة ، الآخرة فيها أنهار من خمر والدنيا ليس فيها أنهار ، فيها خمر ولكنه خمر الدنيا خبيث المذاق والطعم والرائحة يصرع الرأس ويغتال العقول ويلحق صاحبه بالمجانين ، وخمر الآخرة خمر طيب لذيذ لذة للشاربين يُكرم الله به المؤمنين الذين لا يشربونه في الدنيا ، من شرب الخمر في الدنيا لم يشربه في الآخرة ، والدنيا فيها عسل والآخرة جنة فيها عسل أنهارٌ من عسل ، والدنيا ما فيها أنهار من عسل الدنيا فيها عسل لكنه فيه شمع والآخرة عسل الآخرة مصفى من الشمع وهكذا ، فهذه الحقائق حقائق الآخرة لا نعلم كيفياتها وكونها على ما هي عليه  ، الدنيا فيها نخيل والجنة فيها نخيل ، الدنيا نخيلها من خشب وكرب وعُسب وريف والآخرة نخلها من ذهب تختلف ، فنحن الآن نعلم المعنى المراد بذلك الخبر وذلك الخطاب ولكن الكيفية والكون على ما هو عليه لا نعلمه ، واستدل المؤلف على أن نعلم المعنى في قوله : أَفَلَا یَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَاۤ أَفَلَا یَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَۚ وَلَوۡ كَانَ مِنۡ عِندِ غَیۡرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُوا۟ فِیهِ ٱخۡتِلَـٰفࣰا كَثِیرࣰا أَفَلَمۡ یَدَّبَّرُوا۟ ٱلۡقَوۡلَ أمر الله بتدبر القرآن كله ولم يقل إلا حقائق الآخرة فلا تتدبروها لأنكم لا تفهمون معناها ، واستدل على المعنى الثاني قوله تعالى هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ إذا كان وقف على قوله وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ يكون معنى التأويل الحقيقة التي أولو إليه الشيء فيكون المتشابه مما استأثر الله بعلمه ، لا يعلمه إلا الله ، ويكون المراد بالتأويل الحقيقة التي أولو إليها كلام ، وإذا كان الوقف على قوله والراسخون في العلم  و ما يعلم تأويله إلا الله يكون معنى التأويل التفسير ويكون متشابه المتشابه النسبي الذي مُشتبه على بعض الناس ولكن العلماء يعلمونه ، الراسخون في العلم يعلمونه ولهذا قال : وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ قوله وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يعني والراسخون في العلم يعلمون تأويله ، تكون الواو عاطفة ، وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ أما المعنى الأول يكون الوقف على قوله : وما يعلم تأويله إلا لله والواو تكون استئنافية والراسخون: مبتدأ ، يقولون : خبر ،جملة يقولون خبر أما على المعنى الأول , المعنى الثاني تكون الواو عاطفة وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ، وتكون جملة يقولون حاليه يعني  حالة كونهم يقولون آمنا به ، فقولهم ما يعلم تأويله إلا الله إذا كان الوقف على قوله إلا الله دليل على أن الحقيقة التي أولو إليها الشيء لا يعلمها إلا الله نعم. )

سؤال الطالب : ...

شرح الشيخ : (نعم يكون التأويل هو الحقيقة التي أولو إليها الكلام ، والمُتشابه لا يعلمه إلا الله هو الحقيقة ، وإذا كان الوقف على والراسخون في العلم يكون التأويل بمعنى التفسير ومعنى تأويله بمعنى تفسيره ، وما يعلم تفسيره إلا الله والرسول وأُولوا العلم يعلمون التفسير ويكون متشابه على غير العلماء تشابه نسبي ، مُشتبه على بعض الناس دون العلماء نعم.)

سؤال الطالب : ...

شرح الشيخ : (ايه المعنى مثلا مثل صفات الله ، العلم : نعلم أن العلم ضد الجهل ، السخط ضد الصبر والعمى ضد البصر والعلو منه الإرتفاع والاستواء الاستقرار والصعود والارتفاع لكن الكيفية ما يعلم كيفية استواء الله كيفية العلو وكيفية سمعه وبصره وعلمه إلا الله نعم. )

المتن : وجمهور سلف الأمة وخلفها على أن الوقف على قوله تعالى : وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وهذا هو المأثور عن أُبي بن كعب وابن مسعود وابن عباس وغيرهم

شرح الشيخ : (نعم الجمهور على الوقف على قوله : وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ويكون التأويل بمعنى الحقيقة التي يؤول إليها الشيء ، لا يعلم الحقيقة إلا الله مما أستأثر الله بعلمه وهذا هو مذهب  قول الجمهور وقول أُبي بن كعب وابن عباس والجماعة ، والقول الثاني أن الوقف على قوله والراسخون في العلم ويكون التأويل بمعنى التفسير ، ويكون الراسخون في العلم يعلمون التفسير نعم.)

المتن : وروي عن ابن عباس _رضي الله عنهما_ أنه قال : التفسير على أربعة أوجه ، تفسيرٌ تعرفه العرب من كلامها ، وتفسير لا يُعذر أحدٌ بجهالته ، وتفسير تعلمه العلماء ، وتفسير لا يعلمه إلا الله من ادعى علمه فهو كاذب .

شرح الشيخ : (نعم وهذا معنى صحيح ابن عباس تفسيره على أربعة أنحاء ، تفسير تعرفه العرب من كلامها كالمفردات اللغوية ، تفسير المفردات اللغوية مثل كلمة قُرء ، كلمة نمارق ، والكهف ، والغار في الجبل ، هذه المفردات مفردات كلمات القرآن تعرفها العرب من كلامها ، وتفسير لا يُعذر أحدٌ بجهالته وهو الواجب على المسلم اعتقاده ما وجب الله عليه اعتقاداً وعملاً كالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيرهِ وشره ، وأحكام الطهارة والصلاة والزكاة هذا لا يُعذر أحد بجهالته ، لا بد كل أحد يجب أن يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ، يعلم أركان الإسلام الخمسة وأنها أُسس وعُمد يقوم عليها الإسلام ، يعلم الطهارة والصلاة والزكاة هذا لا يُعذر أحد بجهالته ، وتفسيرٌ يعلمه العلماء وهو ما اختص به العلماء دون غيرهم كمعرفة أسباب النزول ومعرفة الناسخ والمنسوخ ومعرفة المُطلق والمقيد والعام والخاص وغير ذلك مما يعلمه العلماء دون غيرهم ، وتفسيرٌ لا يعلمه إلا الله وهي الحقائق ، حقائق أمور الآخرة وحقائق المغيبات حقائق أسماء الله وصفاته وحقائق الآخرة على ما هي عليه لا يعلمها إلا الله من ادعى علمه فهو كاذب نعم .)

المتن : عفا الله عنك ,وقد روي عن مجاهد وطائفة أن الراسخين في العلم يعلمون تأويله .

شرح الشيخ : (نعم, نعم  بمعنى يعلمون تفسيره ، قول مجاهد والراسخون في العلم يعلمون تأويله بمعنى يعلمون التفسير ،يعلمون التفسير هذا على المعنى الثاني ، التأويل له معاني يأتي بمعنى الحقيقة التي يؤول إليها الكلام ويأتي بمعنى التفسير ، فإذا قال مجاهد إن الراسخين يعلمون تأويله فالمراد التفسير والتأويل له ثلاث معاني المعنى الأول : الحقيقة التي يؤول  إليها الشيء هذا لا يعلمه إلا الله ، قال الله تعالى : هَلۡ یَنظُرُونَ إِلَّا تَأۡوِیلَهُۥۚ یَوۡمَ یَأۡتِی تَأۡوِیلُهُۥ یَقُولُ ٱلَّذِینَ نَسُوهُ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَاۤءَتۡ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلۡحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاۤءَ فَیَشۡفَعُوا۟ لَنَاۤ أَوۡ نُرَدُّ فَنَعۡمَلَ غَیۡرَ ٱلَّذِی كُنَّا نَعۡمَلُۚ قَدۡ خَسِرُوۤا۟ أَنفُسَهُمۡ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُوا۟ یَفۡتَرُونَ هل ينظرون إلا تأويله يعني وقوعه الحقيقة التي يؤول إليها الكلام ، الكلام نوعان خبر وأمر ، التأويل الحقيقة التي يؤول إليها الكلام  التأويل بمعنى الحقيقة التي يؤول إليها الكلام  والكلام نوعان خبرٌ وأمر ، فإذا كان الكلام خبراً فتأويل الخبر وقوع المُخبر به  ، هَلۡ یَنظُرُونَ إِلَّا تَأۡوِیلَهُۥۚ یَوۡمَ یَأۡتِی تَأۡوِیلُهُۥ إذا وقع ، تأويل ما أخبر الله به في موقف القيامة من الصراط والميزان والحوض هو نفس وقوعه إذا باشر الإنسان الحوض وشرب منه هذا تأويله ، إذا باشر الميزان هذا تأويله ، تأويل ما أخبر الله به في الجنة من النعيم إذا دخل الجنة وباشر النعيم هذا تأويله ، وإذا كان الكلام أمراً  فتأويله فعل المأمور به مثل قول عائشة رضي الله عنها : كان النبي ﷺ بعدما أنزل الله عليه إِذَا جَاۤءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ ۝ وَرَأَیۡتَ ٱلنَّاسَ یَدۡخُلُونَ فِی دِینِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجࣰا ۝ فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا كان يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن ، معنى يتأول القرآن يعني يفعل ما أُمر به ، أمره الله قي قوله فسبح فامتثل ، إذاً التأويل هو الحقيقة التي يؤول إليها الكلام فإن كان الكلام خبراً كان فتأويل الكلام وقوع المُخبر به مثل قوله هَلۡ یَنظُرُونَ إِلَّا تَأۡوِیلَهُۥۚ يعني وقوع المُخبر به یَوۡمَ یَأۡتِی تَأۡوِیلُهُۥ إذا وقع یَقُولُ ٱلَّذِینَ نَسُوهُ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَاۤءَتۡ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلۡحَقِّ فالكفار وعدوا بالنار فإذا دخلوا النار وقع التأويل هذا التأويل ، فإذا دخلوا النار قالوا قَدۡ جَاۤءَتۡ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلۡحَقِّ ومنه قول الله تعالى عن يوسف یَـٰۤأَبَتِ هَـٰذَا تَأۡوِیلُ رُءۡیَـٰیَ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَعَلَهَا رَبِّی حَقࣰّاۖ يوسف عليه الصلاة والسلام رأى وهو صغير رؤيا وقصها على أبيه قال یَـٰۤأَبَتِ إِنِّی رَأَیۡتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوۡكَبࣰا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ رَأَیۡتُهُمۡ لِی سَـٰجِدِینَ فهذه الرؤيا رآها وهو صغير رأى أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين فوقع تأويلها بعد ثلاثين أو أربعين سنة ، تأويل هذه الرؤيا ، بعد ذلك يوسف عليه السلام ماذا حصل عليه ؟ أخذه إخوته وألقوه في الجب ثم ااستخرج من الجب وبِيع على العزيز ثم أخذ ,جلس عند العزيز مدة وراودته امرأة العزيز ثم أُدخل السجن وعبر الرؤيا للفتيين وخرج الفتيان ٱذۡكُرۡنِی عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَىٰهُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ ذِكۡرَ رَبِّهِۦ فَلَبِثَ فِی ٱلسِّجۡنِ بِضۡعَ سِنِینَ ثم رأى الملك الرؤيا التي أهالته وطلب من يعبّرها قال إِنِّیۤ أَرَىٰ سَبۡعَ بَقَرَ ٰ⁠تࣲ سِمَانࣲ یَأۡكُلُهُنَّ سَبۡعٌ عِجَافࣱ وَسَبۡعَ سُنۢبُلَـٰتٍ خُضۡرࣲ وَأُخَرَ یَابِسَـٰتࣲۖ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡمَلَأُ أَفۡتُونِی فِی رُءۡیَـٰیَ إِن كُنتُمۡ لِلرُّءۡیَا تَعۡبُرُونَ ، فلم يعبّروها  قَالُوۤا۟ أَضۡغَـٰثُ أَحۡلَـٰمࣲۖ وَمَا نَحۡنُ بِتَأۡوِیلِ ٱلۡأَحۡلَـٰمِ بِعَـٰلِمِینَ ، فتذكر أحد الفتيين الذين خرجوا من السجن تذكر يوسف وأنه يعبر الرؤيا وطلب أن يذهب إليه فذهب إليه ولهذا قال : وَقَالَ ٱلَّذِی نَجَا مِنۡهُمَا وَٱدَّكَرَ بَعۡدَ أُمَّةٍ أَنَا۠ أُنَبِّئُكُم بِتَأۡوِیلِهِۦ فَأَرۡسِلُونِ ، بعد أمة يعني بعد مده ، مده تعني بمعنى الزمن تأتي مع الجماعة ، أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون فأرسلوه إلى يوسف  ولم يعنّفه عبّر رؤياه إِنِّیۤ أَرَىٰ سَبۡعَ بَقَرَ ٰ⁠تࣲ سِمَانࣲ یَأۡكُلُهُنَّ سَبۡعٌ عِجَافࣱ وَسَبۡعَ سُنۢبُلَـٰتٍ خُضۡرࣲ وَأُخَرَ یَابِسَـٰتࣲۖ قَالَ تَزۡرَعُونَ سَبۡعَ سِنِینَ دَأَبࣰا

تتمة شرح الشيخ : (ولم يعنفه عبر الرؤيا إِنِّیۤ أَرَىٰ سَبۡعَ بَقَرَ ٰ⁠تࣲ سِمَانࣲ یَأۡكُلُهُنَّ سَبۡعٌ عِجَافࣱ وَسَبۡعَ سُنۢبُلَـٰتٍ خُضۡرࣲ وَأُخَرَ یَابِسَـٰتࣲۖ قَالَ تَزۡرَعُونَ سَبۡعَ سِنِینَ دَأَبࣰا فَمَا حَصَدتُّمۡ فَذَرُوهُ فِی سُنۢبُلِهِۦۤ إِلَّا قَلِیلࣰا مِّمَّا تَأۡكُلُونَ ، ازرعوا سبع سنين وسيأتيكم بعد هذه السبع السنين سبع سنين مُجدبة وبعدها سبع سنين عجاف ، سبع سنين مُخصبة ثم بعدها سبع سنين مُجدبة ولكن السنين المُجدبة يزرعوا ويتركوا الحب في السُنبل إلا الذي تحتاجونه لأنه إذا بقي في السُنبل يسلم من الآفة يسلم من الدودة التي تكون سبباً في فساده ، ثم بعد ذلك تأتي السبع الشداد ثم يأتي بعدها عام ، فعند ذالك الملك وثق به وجعله على خزائن مصر قَالَ ٱجۡعَلۡنِی عَلَىٰ خَزَاۤىِٕنِ ٱلۡأَرۡضِۖ إِنِّی حَفِیظٌ عَلِیمࣱ، ثم جاءت السنين المُجدبة وصار الناس يأتون من كل مكان يكيل لهم لأنه كان مُدبر ومنظم ومُرتب عنده خزائن ، هو الذي عبر الرؤيا ، جاءت السنين المُجدبة ، صار الناس في قحط وصاروا يأتون إلى مصر يكيل لهم يوسف وجاء إخوته من فلسطين مع الناس يكيلون فعرفهم وهم له مُنكرون وحصل ما حصل ثم أخذ أخاه ثم بعد ذالك عرفوه فقال وَأۡتُونِی بِأَهۡلِكُمۡ أَجۡمَعِینَ فأرسل قميصه فجاء أبوه وأمه وإخوته من فلسطين إلى مصر ودخلوا عليه فلما دخلوا عليه رفع أبويه على العرش وخروا له سُجدا ، سجد له أبوه وأمه وإخوته الإحدى عشر فلما سجدوا له قال يوسف لأبيه وَقَالَ یَـٰۤأَبَتِ هَـٰذَا تَأۡوِیلُ رُءۡیَـٰیَ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَعَلَهَا رَبِّی حَقࣰّاۖ ، هذا تأويل رؤياي ما المراد بالتأويل ؟ وقوع ، وقعت الرؤيا ، التأويل بمعنى الحقيقة التي يئول إليها الكلام ، وقوعها ، وقعت الرؤيا بعد كم بعد أربعين سنة أو ثلاثين سنة ، في الرؤيا رآها وهو صغير رآى : إِنِّی رَأَیۡتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوۡكَبࣰا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ رَأَیۡتُهُمۡ لِی سَـٰجِدِینَ ، ثم دخلوا عليه بعد أربعين سنة وَرَفَعَ أَبَوَیۡهِ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ وَخَرُّوا۟ لَهُۥ سُجَّدࣰاۖ فسجد له أبوه وأمه وإخوته الإحدى عشر ، الشمس والقمر أباه وأمه ، فلما حصل ذالك قال هَـٰذَا تَأۡوِیلُ رُءۡیَـٰیَ مِن قَبۡلُ ، تأويل الرؤيا تأويلها معناه وقوعها ، فالتأويل يكون بمعنى الحقيقة التي يؤول إليها الكلام ، تأويل الخبر وقوع المُخبر به ، المعنى الثاني للتأويل أن يكون بمعنى التفسير التأويل بمعنى التفسير ومنه قول العلماء هذا تأويل كذا ومن قول جرير رحمه الله القول في تأويل قول الله تعالى يعني في تفسيرها ، والمعنى الثالث للتأويل هذا معنى اصطلح عليه المتأخرون من أهل الكلام وأهل الأصول فقالوا المعنى التأويل هو صرف اللفظ ,صرف الكلام عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح بدليل يقترن به ، فهذا اصطلاح حادث المتأخرين أما المعنيان الأوليان فهما معروفان عند السلف والأئمة معنيان معروفان التأويل معنى الحقيقة التي أولوا إليها الكلام ، والتأويل بمعنى التفسير نعم.)

المتن : وقد روي عن مُجاهد وطائفة أن الراسخين في العلم يعلمون تأويله ، وقد قال مُجاهد : عرضتُ المصحف على ابن عباس رضي الله عنهما من فاتحته إلى خاتمته أقفه عند كل آية وأسأله عن تفسيرها

شرح الشيخ : (نعم وهذه عناية عظيمة ولهذا كان السلف والأئمة كالشافعي وأحمد يعتمدون على تفسير مجاهد ، يقولون إذا جاءك تفسير مجاهد فحسبك به لهذه العناية العظيمة ، عرض المصحف على ابن عباس من أوله إلى خاتمته يسأله عند كل آية نعم, ولهذا قال ابن عباس , مجاهد)

المتن : وقد قال مُجاهد : عرضتُ المصحف على ابن عباس رضي الله عنهما من فاتحته إلى خاتمته أقفه عند كل آية وأسأله عن تفسيرها ولا منافاة بين القولين عند التحقيق .

شرح الشيخ : (يعني القولين يعني التأويل بمعنى الحقيقة التي يأولون إليها الكلام والتأويل بمعنى التفسير نعم. )

المتن : ولا منافاة بين القولين عند التحقيق ، فإن لفظ التأويل قد صار بتعدُد الاصطلاحاتِ مُستعملاً في ثلاثِ معان .

سؤال الطالب : تعبير الرؤيا هل هو من أنواع التأويل ؟

شرح الشيخ : (نعم علم ، تعبير الرؤيا يعني تفسيرها ، تفسير الرؤيا ، يفسرها يعبّرها هذا علم يختص الله به من يشاء ، علمٌ خاص قد يُعطاه بعض الناس يُعطاه بعض الأنبياء ، فمثلاً يوسف اختصهُ الله بتعبير الرؤيا وهناك من هو أفضل منه من الأنبياء لم يشتهر بتعبير الرؤيا فهو علمٌ خاص يهبه الله لمن يشاء نعم.)

.............................................................................................

المتن : الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه بإحسانٍ إلى يوم الدين

أما بعد : فقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :

فإن لفظ التأويل قد صار بتعدُد الاصطلاحاتِ مُستعملاً في ثلاثِ معان أحدها :وهو اصطلاح كثيرٍ من المتأخرين من المتكلمين في الفقه وأصوله أن التأويل هو صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن به وهذا هو الذي عناه أكثر من تكلم من المتأخرين في تأويل نصوص الصفات وترك تأويلها وهل ذالك محمودٌ أو مذموم أو حقٌ أو باطل ، والثاني أن التأويل بمعنى التفسير وهذا هو الغالب على اصطلاح المفسرين للقرآن كما يقول ابن جريرٍ وأمثاله من المصنفين في التفسير واختلف علماء التأويل ومجاهد إمام المفسرين قال الثوري : إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبُك به ، وعلى تفسيره يعتمد الشافعي وأحمد والبخاري وغيرهم ، فإذا ذكر أنه يعلم تأويل المتشابه فالمراد به معرفة تفسيره ، الثالث: من معاني التأويل هو الحقيقة التي يؤول إليها الكلام كما قال الله تعالى : هَلۡ یَنظُرُونَ إِلَّا تَأۡوِیلَهُۥۚ یَوۡمَ یَأۡتِی تَأۡوِیلُهُۥ یَقُولُ ٱلَّذِینَ نَسُوهُ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَاۤءَتۡ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلۡحَقّ فتأمل ما في القرآن من أخبار المعاد .

 

شرح الشيخ : (بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه

أما بعد

هذه معاني التأويل ثلاثة ، التأويل له هذه المعاني الثلاثة ، المعنى الأول: بدأ به المؤلف اصطلاح المتأخرين وهو اصطلاحٌ حادث لم يعرفه السلف ، اصطلحه كثير من المتأخرين من أهل الكلام ومن الأصوليين قالوا التأويل صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن به ، ودخل أهل الكلام من هذا الاصطلاح فأولوا نصوص الصفات عن ظاهرها وأنكروا صفات الله تعالى فيأتي مثلاً المعتزلي أو الأشعري في قول الله تعالى : ٱلرَّحۡمَـٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ فيقول ظاهر اللفظ استوى استواءً يليق بالله سواء ظاهر الاستواء الاستواء الحقيقي ، استوى استقر وعلا وصعد وارتفع على العرش استواءً يليق بجلاله وعظمته الاستواء الحقيقي فيقول هذا الظاهر هذا الاحتمال الراجح ، الاحتمال الراجح أنه استواء الحقيقي ، والاحتمال المرجوح أن المراد بالاستواء الاستيلاء ، فنحن نصرف اللفظ لفظ الاستواء عن الاحتمال الراجح وهو الاستواء الحقيقي إلى الاحتمال المرجوح وهو الاستيلاء لدليل يقترن به وهو العقل الذي يقضي بأن الاستواء لا يليق بالرب لئلا يكون جسم محدود متحيز ، هذا الدليل هو الذي جعلنا نصرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى المرجوح ، هذا باطل تعريف التأويل بهذا الاصطلاح غير معروف عند السلف الصحابة والتابعين وما بعدهم ، ما يعرفون هذا الاصطلاح ، وأما المعنيان الأُخريان فهُما معروفان عند السلف الصحابة ومن بعدهم عند السلف والأئمة فهذا اصطلاح الحادث دخل بعض المتأولين من هذا الباب وأولوا من هذا الاصطلاح وأولوا نصوص الصفات وقد يكون التأويل صحيح إذا كان في غير الصفات مثل ما ,مثل حديث قضى بالشفعة ما مر الجار أحق بسقطه الشُفعه فهذا ظاهره أن الجار يشفع لكن نحن نصف هذا الظاهر ونفسر الجار بالشريك لحديث جابر قضى بالشفعة في كل ما لم يقسم فإذا وقعت الحدود ووصفت الطرق فلا شفعة لأنه قضى بالشفعة ، الجار أحق بشفعة جاره أو بصقب جاره فيُراد بالجار الشريك ، سنصرف الجار عن المعنى الظاهر وهو الجار الذي يكون بجوار الشخص ونفسره بالشريك بدليل وهو حديث جابر : قضى بالشفعة في كل ما لم يقسم فإذا وقعت الحدود ووصفت الطرق فلا شفعة والجار وقعت الحدود والصفات فليس له شفعة فلذالك فسرناه بالشريك هذا دليل هذا لا بأس به لكن تأويل الصفات بناء على هذا الاصطلاح هذا باطل ، الثاني المعنى الثاني كما ذكر المؤلف التأويل التفسير التأويل بمعنى التفسير وهذا هو الذي اصطلح عليه كثير من المفسرين كقوله لجرير رحمه الله شيخ المفسرين القول في تأويل قول الله تعالى يعني في تفسيره وكذاك قول مجاهد أنه يعلم تأويل المتشابه يعني تفسيره لأنه من من لازم ابن عباس وقال إنه لازم ابن عباس وعرض المصحف عليه ثلاث مرات من أوله إلى خاتمته يقف عند كل آية ويسأل عنها ، المعنى الثالث :التأويل الحقيقة التي يؤول إليها الكلام الحقيقة التي يؤول إليها الكلام فهذا المعنى الثالث أيضا كذلك معروف عند السلف والأئمة ، كقوله تعالى : هَلۡ یَنظُرُونَ إِلَّا تَأۡوِیلَهُۥۚ یَوۡمَ یَأۡتِی تَأۡوِیلُهُۥ یَقُولُ ٱلَّذِینَ نَسُوهُ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَاۤءَتۡ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلۡحَقِّ فالمراد تأويله يعني حقيقته التي يؤول إليها  وهو يوم القيامة ، هَلۡ یَنظُرُونَ إِلَّا تَأۡوِیلَهُۥۚ یَوۡمَ یَأۡتِی تَأۡوِیلُهُۥ يوم القيامة یَقُولُ ٱلَّذِینَ نَسُوهُ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَاۤءَتۡ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلۡحَقِّ .

ومنه قول يوسف عليه الصلاة والسلام لما سجد له إخوته وأبواه وَقَالَ یَـٰۤأَبَتِ هَـٰذَا تَأۡوِیلُ رُءۡیَـٰیَ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَعَلَهَا رَبِّی حَقࣰّاۖ هذه الحقيقة وقعت التي يؤول إليها الكلام ، فالتأويل بمعنى الحقيقة التي يؤول إليها الكلام ، والكلام نوعان خبر وأمر فإن كان الكلام خبراً فتأويل الخبر وقوع المُخبر به ، تأويل ما أخبر الله به في موقف القيامة من الحوض والصراط والميزان وقوعها ، إذا باشر الإنسان وشرب من الحوض هذا تأويل الخبر ، تأويل ما أخبر الله به في الجنة من الأنهار واللبن والعسل تأويله وقوعه ، إذا دخل دخل الجنة وباشرها هذا وقوعه وتأويله ، تأويل ما أخبر الله به أهل النار من النار والعذاب والزقوم إذا دخل أو العاصي والكافر وباشره هذا تأويله ، هذا إذا كان الكلام خبر أما إذا كان الكلام أمراً فتأويله فعل المأمور به ، مثاله قول الله تعالى إِذَا جَاۤءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ ۝ وَرَأَیۡتَ ٱلنَّاسَ یَدۡخُلُونَ فِی دِینِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجࣰا ۝ فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا هذا أمر بالتسبيح تأويل هذا الأمر فعله من النبي ﷺ ، التسبيح من النبي ﷺ ، فكان ﷺ بعد نزول هذه الآية يقول في ركوعه وسجوده : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي تقول عائشة يتأول القرآن وش معنى يتأول القرآن ؟ يعني يفعل ما أُمر به ، أُمر بالتسبيح فسبح ، فالتأويل له هذه المعاني الثلاثة ، معنيان معروفان عن السلف وهما الحقيقة التي يؤول إليها الكلام فإذا كان الكلام خبراً فوقوع المُخبر به وإن كان الكلام أمراً فوقوع المأمور به ، الحقيقة التي يؤول إليها الكلام ، فعل المأمور في الأمر ووقوع المُخبر به في الخبر ، والثاني التفسير ، التأويل بمعنى التفسير ، تفسير الكلام وبيان معناه حتى يُفهم معناه وتُفهم علته ويُفهم سببه ، والثالث صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح هذا حادث عند أهل الكلام أهل الأصول المتأخرين ، والمعنيان الأوليان المعروفان عند أهل السلف فُسر بهما قول الله تعالى وَمَا یَعۡلَمُ تَأۡوِیلَهُۥۤ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّ ٰ⁠سِخُونَ فِی ٱلۡعِلۡمِ في آية آل عمران والذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ هُوَ ٱلَّذِیۤ أَنزَلَ عَلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ مِنۡهُ ءَایَـٰتࣱ مُّحۡكَمَـٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَـٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَـٰبِهَـٰتࣱۖ فَأَمَّا ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمۡ زَیۡغࣱ فَیَتَّبِعُونَ مَا تَشَـٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَاۤءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَاۤءَ تَأۡوِیلِهِۦۖ وَمَا یَعۡلَمُ تَأۡوِیلَهُۥۤ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّ ٰ⁠سِخُونَ فِی ٱلۡعِلۡمِ یَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلࣱّ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ وَمَا یَذَّكَّرُ إِلَّاۤ أُو۟لُوا۟ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ بين الله أن القرآن منه محكمٌ ومنه متشابه ، وما يعلم تأويله إلا الله فإذا كان الوقف على قوله وما يعلم تأويله إلا الله فيكون معنى التأويل الحقيقة والكُنه والكيفية ، ما يعلم تأويل المتشابه إلا الله فيكون المتشابه الحقائق حقائق الآخرة وحقائق صفات الله عز وجل ، والراسخون في العلم تكون الواو مستأنفه ، و الراسخون : مبتدأ في العلم وجملة يقولون آمنا به : خبر ، وهذا هو الذي عليه جمهور العلماء ، الجمهور على أن الوقف على قوله وما يعلم تأويله إلا الله القول الثاني أن الوقف على قول والراسخون في العلم ، وعلى هذا يكون التأويل بمعنى التفسير ويكون المتشابه متشابه على غير العلماء ويكون المعنى في المتشابه تفسير,تفسير,تفسيرالمتشابه على غير العلماء منه آياتٌ محكمات هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَـٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَـٰبِهَـٰتࣱۖ على غير العلماء ، وما يعلم تأويله يعني تفسيره إلا الله والراسخون في العلم والمعنى والراسخون في العلم يعلمون تفسيره وتكون الواو عاطفة والوقف على قوله والراسخون في العلم ، وجملة يقولون آمنا به حالية ويكون التفسير يعلمه العلماء ،  وما يعلم تفسيره إلا الله والراسخون في العلم يعلمون تفسيره  فالمعنيان في هذه الآية على حسب الوقف ، كالوقف على إلا الله فصرف التأويل والحقيقة التي يؤول إليها الكلام ، وإن كان الوقف على والراسخون في العلم يعلمون تفسيره يكون التأويل التفسير نعم . )

المتن : عفا الله عنك فتأويل ما في القرآن وفي نسخة فتأمل ما في القرآن , فتأويل ما في القرآن من أخبار المعاد

شرح الشيخ : لا, لا فتأويل أحسن .

المتن : فتأويل ما في القرآن من أخبار المعاد وما أخبر الله به فيه مما يكون من القيامة والحساب والجزاء والجنة والنار ونحو ذلك ، كما قال الله تعالى في قصة يوسف لما سجد له أبواه وإخوته قال : یَـٰۤأَبَتِ هَـٰذَا تَأۡوِیلُ رُءۡیَـٰیَ مِن قَبۡلُ

شرح الشيخ : نعم تأويل ما أخبر الله به في القرآن من المعاد والجنة هو وقوعه إذا وقع ، إذا جاء يوم القيامة وباشر الإنسان ما أخبر الله به هذا تأويله ,قبلها ايش ؟

المتن : عفا الله عنك

شرح الشيخ : قبل الحقيقة التي يؤول إليها الكلام

المتن : قال أحسن الله إليك فتأويل ما في القرآن من أخبار المعاد وما أخبر الله به فيه مما يكون من القيامة والحساب والجزاء والجنة والنار ونحو ذلك ، كما قال الله تعالى في قصة يوسف لما سجد له أبواه وإخوته قال : یَـٰۤأَبَتِ هَـٰذَا تَأۡوِیلُ رُءۡیَـٰیَ مِن قَبۡلُ

شرح الشيخ : (يعني الوقوع وقوعه لما وقع ، تأويله وقوعه ، تأويل الخبر وقوع المُخبر به ، وتأويل الأمر فعل المأمور به نعم .)

المتن : فجعل عين ما وجد في الخارج .

شرح الشيخ : (عين ما وُجد في الخارج , عين ما وُجد في الخارج وهو سجود أبوي يوسف وإخوته ، عين ما وجد من السجود هو التأويل ، نفس السجود هو التأويل ، الخبر ما هو ؟ قال وهو صغير :یَـٰۤأَبَتِ إِنِّی رَأَیۡتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوۡكَبࣰا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ رَأَیۡتُهُمۡ لِی سَـٰجِدِینَ هذا الخبر ، وقوعه متى ؟ تأويله متى ؟ بعد أربعين سنة أو ثلاثين سنة لما سجد له أبوه وإخوته هذا تأويله هو وقوعه ، لما سجدوا له ماذا قال يوسف ؟ ( هذه تأويل رؤياي من قبل ) هذا تأويل الخبر السابق يعني وقع وقوعه ، تأويله الخبر السابق وقوعه ، أخبر بأنه رأى أباه أحد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين ثم لما سجدوا له قال هذا هو التأويل وقوعه .نعم)

المتن : فجُعل عين ما وُجد في الخارج هو تأويل الرؤيا ، فالتأويل الثاني هو تفسير الكلام .

شرح الشيخ : (التأويل الثاني التأويل بمعنى التفسير رجع عليه مره ثانيه مثل اللي عند المفسرين نعم)

المتن : فالتأويل الثاني هو تفسير الكلام وهو الكلام الذي يُفسر به اللفظ حتى يُفهم معناه أو تُعرف علته أو دليله

شرح الشيخ : (هذا التأويل بمعنى التفسير نعم)

المتن : وهذا التأويل الثالث

شرح الشيخ : (وهذا التأويل الثالث الحقيقة التي أولوا إليها الكلام نعم)

المتن: هو عين ما هو موجود في الخارج

شرح الشيخ : هذا التأويل الحقيقة ، عين ما هو موجود في الخارج ، ما أخبر الله به مما يكون في يوم الحساب ما يوجد ، أخبر الله أخبر النبي ﷺ أن في موقف القيامة الحوض ، تأويل ما أخبر به النبي ﷺ من الحوض هو مباشرته ، إذا باشر مسلم الحوض وشرب منه هذا تأويله نعم ورآه نعم.

المتن: وهذا التأويل الثالث هو عين ما هو موجود في الخارج ومنه قول عائشة رضي الله عنها : ( كان النبي ﷺ يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن .

شرح الشيخ :  يتأول القرآن بمعنى يفعل ما أُمر به ، هذا تأويل الخبر إذا كان أمراً ، إذا كان الخبر أمراً فتأويله فعل المأمور به ، الأمر فسبح بحمد ربك والفعل قول النبي ﷺ في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ، يتأول القرآن يعني يعمل بالقرآن ويفعل ما أُمر به نعم.

المتن: يتأول القرآن يعني قوله فسبح بحمد واستغفره وقل سفيان ابن عُيينه السنة هي تأويل الأمر والنهي .

شرح الشيخ : نعم السنة هي تأويل الأمر والنهي ، يعني فعل الأمر والنهي نعم.

المتن: فإن نفس الفعل المأمور به هو تأويل الأمر به ، ونفس الموجود المُخبر عنه هو تأويل الخبر .

شرح الشيخ : نعم تأويل الأمر فعل المأمور به ، وتأوي الخبر وقوع المُخبر عنه ووجوده نعم

المتن: والكلام خبرٌ وأمر

شرح الشيخ : نعم والكلام خبرٌ وأمر ، فإن كان الكلام خبراً فتأويل الخبر وقوع المُخبر به ووجوده وإن كان الكلام أمراً فتأويل الأمر فعل المأمور به نعم.

المتن: ولهذا يقول أبو عبيدة وغيره وفي بعض النسخ أبو عبيد

شرح الشيخ : أبو عبيد قاسم ابن سلام وأبو عبيدة أيضا معروف أنه لغوي نعم

المتن: ولهذا يقول أبو عبيدة وغيره : الفقهاء أعلم بالتأويل من أهل اللغة .

سؤال الطالب: ...

جواب الشيخ : (قاسم ابن سلام له كتاب الأموال فقيه ولغوي أيضاً وأبو عبيدة هو عمر بن المثنى وهو كذالك أيضاً لغوي من قال ايش ؟ من قال أبو عبيدة ايش)

سؤال الطالب : ...

 

الطالب: بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه بإحسانٍ إلى يوم الدين أما بعد .

فقال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله

والكلام خبرٌ وأمر ولهذا يقول أبو عبيدة وغيره : الفقهاء أعلم بالتأويل من أهل اللغة .

شرح الشيخ : (بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أما بعد

والكلام خبرٌ وأمر هذا في تفسير الحقيقة والحقيقة التي يؤول إليها الكلام لأن التأويل له ثلاث معاني كما سبق ، المعنى الأول الحقيقة التي يؤول إليها الكلام والمعنى الثاني التفسير والمعنى الثالث صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح للاحتمال المرجوح لدليل يقترن به ، الحقيقة التي أولوا إليها الكلام ما المراد بالكلام قال الكلام خبرٌ وأمر ينقسم إلى قسمين الحقيقة التي يؤول إليها الكلام والكلام خبرٌ وأمر ، فإن كان الكلام خبراً فتأويل الخبر وقوع المُخبر به كما قال تعالى ( هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل ) هذا وقوعه وكما قال تعالى في قصة يوسف لما سجد له أبواه وإخوته : یَـٰۤأَبَتِ إِنِّی رَأَیۡتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوۡكَبࣰا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ رَأَیۡتُهُمۡ لِی سَـٰجِدِینَ يعني وقوعه وقع ، وقوع المُخبر به لأنه أخبر أنه رأى قال رَأَیۡتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوۡكَبࣰا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ رَأَیۡتُهُمۡ لِی سَـٰجِدِینَ هذا خبر وقوعه وقع بالفعل لما سجدوا له ، فتأويل الخبر وقوع المُخبر به ، وإن كان الكلام أمراً فتأويل الأمر فعل المأمور به ، كما في حديث عائشة ( كان النبي ﷺ يقول في ركوعه وسجوده بعد أن نزلت عليه إِذَا جَاۤءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ ۝ وَرَأَیۡتَ ٱلنَّاسَ یَدۡخُلُونَ فِی دِینِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجࣰا ۝ فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا كان يقول في ركوعه وسجوده : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي قالت عائشة يتأول القرآن يعني يفعل ما أُمر به ، أُمر بالتسبيح فكان يسبح في الركوع والسجود نعم, قال أبو عُبيد)

المتن: قال أبو عبيد وفي نسخة أبو عبيدة 

شرح الشيخ : (أبو عبيدة هو عمر بن المثنى وأبو عبيد قاسم ابن سلام أيضاً فقيه أيضا ولغوي .)

المتن: الفقهاء أعلم بالتأويل من أهل اللغة .

شرح الشيخ : (نعم الفقهاء أعلم بتأويل الأحاديث وتفسيرها من أهل اللغة لأنهم أهل الاختصاص ، وأهل الاختصاص أعلم من غيرهم فالفقهاء أعلم بالتأويل من أهل اللغة فإذا جاءت لفظة في الحديث فسرها الفقيه وفسره اللغوي فتفسير الفقيه مُقدم ومُحدث ، فتفسير الفقيه مُقدم على تفسير اللغوي إذا فقيه ومُحدث مع الاختصاص ، وإذا جاءت مسألة لغوية وفسرها اللغوي وفسرها الفلسفي نقدم تفسير اللغوي لأنه من أهل الاختصاص ، وإذا جاءت مسألة طبية وفسرها الطبيب وفسرها اللغوي نقدم تفسير الطبيب لأنه من أهل الاختصاص وهكذا نعم.)

المتن: كما ذكروا ذلك في تفسير اشتمال الصماء لأن الفقهاء يعلمون تفسير

شرح الشيخ : قال أبو عبيدة

المتن: عفا الله عنك ولهذا يقول أبو عبيدة وغيره : الفقهاء أعلم بالتأويل من أهل اللغة كما ذكروا ذلك في تفسير اشتمال الصماء لأن الفقهاء يعلمون تفسير ما أُمر به ونُهي عنه .

شرح الشيخ : (أو ما أمر به الرسول ﷺ ونهى عنه ، تفسير اشتمال الصماء جاء في الحديث أن النبي نهى عن اشتمال الصماء ، اشتمال الصماء لها تفسير عند الفقهاء ولها تفسير عند أهل اللغة ، فالفقهاء يفسرون اشتمال الصماء هو أن يشتمل الإنسان بثوبٍ واحد ، نهى النبي عن اشتمال الصماء في الصلاة ، اشتمال الصماء أهل اللغة فسروها بأن يتجلى الإنسان بثوبٍ واحد ، ثوب واحد يعني قطعة واحده ليس عليه غيرها ، ما عليه فنايل ولا سراويل ، يأتي بثوبٍ واحد ويتجلل كالكيس ، كأنه كيس واحد ولا يظهر منه شيء فيُخشى أن ينكتم نفسه ، يُخشى أن ينكتم نفسه فنُهي عنه حتى لئلا ينحبس نفسه ، وفسره الفقهاء باشتمال الصماء بأن يجعل الإنسان ثوب واحد على كتفيه ويديه في الداخل فإذا حرك يديه ظهرت العورة انكشفت العورة لأن ما عليه شيء أما إذا كان عليه سروال ما فيه إشكال لكن هذا الإنسان بالثوب الواحد يعني بقطعة واحده مثل الشرشف يتجلل بوضعه على كتفيه هكذا فإذا حرك يده بدت العورة ، فنُهي عن الاشتمال هذا لا يشتمل بهذا وإنما يشده ، يشد الثوب الشرشف على وسطه حتى يستر العورة ، أما أنه يشتمل باشتمال أو يضعه على كتفيه فإذا حرك يديه ظهرت العورة هذا ممنوع ، ممنوع لأجل خشية اشتمال العورة ، فتفسير الفقهاء مُقدم على تفسير اللغويين ، اللغويين يقولون لا يشتمل عليه كالكيس الواحد حتى لا يحتبس نفسه والفقهاء يفسرون بأنه لا يجعله على كتفيه بحيث أنه إذا حرك يديه بدت العورة ، فتفسير الفقهاء مُقدم لأنهم أهل الاختصاص ، يعلمون من مقاصد الرسول ﷺ ما لا يعلمه أهل اللغة نعم. )

المتن: لأن الفقهاء يعلمون تفسير ما أمر به ونهى عنه ، لعلمهم بمقاصد الرسول ﷺ كما يعلم أتباع سقراط وسيبويه ونحوهما من مقاصدهما ما لا يُعلم بمجرد اللغة .

شرح الشيخ : (سقراط فيلسوف وطبيب فأتباعه يعلمون من ,من كلامه في الطب والفلسفة ما لا يعلمه غيره ويُقدم كلامه عليه ، وكاسيبويه إمام النُحاة أتباعه يعلمون من النحو واللغة ما لا يعلمه غيرهم فيكون كلامهم مُقدم لأنهم من أهل الاختصاص نعم.)

المتن: ولكن تأويل الأمر والنهي لابد من معرفته بخلاف تأويل الخبر.

شرح الشيخ : (نعم تأويل الأمر والنهي لابد من معرفته ، قال تعالى أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ هذا أمر تأويله تأويل الأمر فعل الصلاة ، لابد أن تعرف الصلاة حتى تصلي حتى تمتثل الأمر ، تعرف أن الصلاة مشتملة على ركوع وعلى سجود وأن صلاة الظهر أربع في كل ركعة ركوع وسجدتان ، لابد أن تعرف المأمور به حتى تمتثله وكذالك النهي قال تعالى ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَذَرُوا۟ مَا بَقِیَ مِنَ ٱلرِّبَوٰۤا۟ تعرف الربا وأنه الزيادة وأنه بيع دراهم بدراهم زيادة أو التأجيل حتى تستطيع تجتنبه ، تأويل الأمر والنهي لابد فيه من معرفة الأمر والنهي لابد من معرفة المأمور به والمنهي عنه حتى يتمكن المُكلف من فعل المأمور به ومن ترك المنهي عنه ، أما الخبر ما يحتاج معرفته ، تأويله وقوع المُخبر به ، أخبر الله أن في الجنة ماءً ونهراً ماءً وعسلاً وخمراً هذا ما يحتاج,ما يحتاج يعني تعرفه إذا ما يحتاج في تأويله معرفته ، تأويله وقوعه ، إذا دخل مسلم الجنة وباشر هذه الأشياء هذا وقوعه ، فتأويل الأمر لابد فيه من معرفة المأمور والمنهي حتى يمكن الامتثال أما تأويل الخبر لا يحتاج لأن تأويل الخبر وقوع المُخبر به نعم.)

المتن: أحسن الله إليك , ولكن تأويل الأمر والنهي لابد من معرفته بخلاف تأويل الخبر إذا عُرف ذالك ، فتأويل ما أخبر الله تعالى به عن نفسه المُقدسة المُتصفة بما لها من حقائق الأسماء والصفات هو حقيقة نفسه المقدسة المُتصفة بما لها من حقائق الصفات 

شرح الشيخ : (نعم هذا حقيقة ما أخبر به عن نفسه المُقدسة من الأسماء والصفات وأن له الأسماء الحسنى والصفات العلا الغنية بما لها من حقائق الأسماء والصفات هو نفس ذاته المقدسة ، هو نفس ذاته المقدسة المتصفة بالصفات ، حقيقة ما أخبر الله به عن نفسه المُتصفة بالصفات هو نفس ذات الرب سبحانه وتعالى وما له من الأسماء والصفات نعم.)

المتن: وتأويل ما أخبر الله به تعالى من الوعد والوعيد هو نفس ما يكون من الوعد والوعيد .

شرح الشيخ : (نعم تأويل ما أخبر الله به من الوعد والوعيد هو نفس الوعد والوعيد ، تأويل ما وعد الله به المؤمنين في الجنة هو نفس ما يكون في الجنة إذا دخلها المسلم وباشرها ، وعد الله المؤمن بالأنهار والقصور والحور تأويلها هو وقوعها إذا دخل الجنة ، تأويل ما توعد الله به الكافر والعاصي من النار هو نفسها دخول النار إذا دخلها وباشر العذاب هذا هو هذا تأويل الوعيد ،أخبر الله أن توعد الكافر بالزقوم والغسلين والنار التي تصلاه – نعوذ بالله – تأويل هذا الوعيد إذا دخلها الكافر وباشر وصلته النار وشرب من الزقوم هذا تأويله ، تأويل ما أخبر الله به المؤمن من الأنهار أنهار اللبن والخمر والعسل هو إذا دخلها المسلم الجنة وباشرها ، تأويل ما أخبر به النبي ﷺ من حوضه في موقف القيامة وأنه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل وأبرد من الثلج وأوانيه بعدد نجوم السماء تأويله هو وقوعه إذا كان في يوم القيامة وشرب المسلم من حوض الرسول ﷺ هذا هو تأويله نعم.)

المتن: ولهذا ما يجيء في الحديث نعمل بمحكمه ونؤمن بمتشابهه .

شرح الشيخ : (نعم نعمل بمحكمه يعني ما جاء في الحديث من نصوص إما مُحكم أو متشابه ، فالحكم نعمل به ، المحكم يعني واضح المعاني ، واضح المعنى يُعمل به والمتشابه الذي يشتبه معناه نؤمن به ونكل علمه إلى الله هذا المقصود المحكم الواضح المعنى يعمل به والمتشابه يؤمن به ويكل علمه إلى الله ويرده إلى محكم مفسر المتشابه بالمحكم نعم.)

المتن: لأن ما أخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الآخر فيه ألفاظ متشابهه تشبه معانيها ما نعلمه في الدنيا ، كما أخبر أن في الجنة لحماً ولبناً وعسلاً وخمراً ونحو ذلك وهذا يشبه ما في الدنيا لفظاً ومعنى ولكن ليس هو مثله ولا حقيقته فأسماء الله تعالى .

شرح الشيخ : (نعم يعني ما أخبر الله به في الجنة من ماء وخمر واللبن والعسل تشبه ما في الدنيا ، الدنيا فيها ماء وخمر وعسل تشبه في الاسم وفي أصل المعنى لكن الحقيقة مُختلفة مثلاً خمر الدنيا خمرٌ يصدع الرأس ويغتال العقل ويكون صاحبه مجنون وكريه المذاق وخمر الجنة خمر طيب ليس فيه صداع ولا اغتيال العقل ، ونهرٌ من خمرٍ لذةٌ للشاربين ، العسل الدنيا فيها عسل والآخرة فيه أنهار من عسل والدنيا ما فيها أنهار ، الدنيا فيها لبن قليل والآخرة فيها أنهار من لبن والدنيا ما فيها أنهار من لبن ولا فيها أنهار من عسل قليل يالله يكفي أو ما يكفي بعض الناس وما يحصل عند بعض الناس ، عسل الدنيا فيه شمع وعسل الآخرة مصفى من الشمع نعم.)

المتن: فأسماء الله تعلى وصفاته أولى وإن كان بينها وبين أسماء العباد وصفاتهم تشابةٌ لا يكون لأجلها الخالق مثل المخلوق .

شرح الشيخ : (نعم  إذا كان حقائق الآخرة تشبه حقائق الدنيا في الاسم وأصل المعنى ولا يوجد بذالك المشابهة والمماثلة فأسماء الله وصفاته من باب أولى ، فالله تعالى وصف نفسه بالعلم ووصف المخلوق بالعلم ، هذا فيه مشابهه في الاسم وفي أصل المعنى وهو أن العلم ضد الجهل لكن ما يلزم من ذلك المُشابهة فلا يكون علم الله كعلم المخلوق وإن كان في تشابه مشابهة في الاسم وفي أصل المعنى ، العلم ضد الجهل والسمع ضد الصمم والبصر ضد العمى فلا ,ولا يوجب هذا التشابه نعم.)

المتن: فأسماء الله تعلى وصفاته أولى وإن كان بينها وبين أسماء العباد وصفاتهم تشابه لا يكون لأجلها الخالق مثل المخلوق ولا حقيقته كحقيقته والإخبار عن الغائب لا يُفهم إن لم يُعبر عنه بالأسماء المعلومة معانيها في الشاهد .

شرح الشيخ : ( نعم يعني أسماء الله وصفاته إذا وافقت وهي توافق أسماء المخلوق وصفاتهم في اللفظ وأصل المعنى لا يوجب هذه المشابهة والإخبار عن الغائب لابد فيه من معرفة أصل المعنى في الشاهد لابد يُعرف الشيء من الشاهد حتى نستطيع أن نعرف هذا الشيء الغائب بواسطة هذا الحاضر نستطيع أن نعرف الغائب لو ما عندنا في الدنيا ماء ما عرفنا الماء في الآخرة أنه مادة وأنه سائل يروي فنحن نعلم الغائب وهو ماء الجنة بواسطة الحاضر وهو ماء الدنيا ، ولو لم يكن هناك شيء حاضر ما عرفناه ، لو أُخبرنا بشيء ما ليس له عندنا مثيل في الاسم ما عرفناه  الاخبار عن الغائب لا يُعرف إلا إذا كان له مثيل في الشاهد يوافقه في الاسم وفي أصل المعنى نعم والإخبار عن الغائب.)

المتن: والإخبار عن الغائب لا يُفهم إن لم يُعبر عنه بالأسماء المعلومة معانيها في الشاهد .

شرح الشيخ : (نعم الأسماء المعلومة معانيها في الشاهد ، الغائب مثلاً لبن وفي الشاهد فيه لبن يُسمى لبن نعم)

المتن: ويُعلم بها ما في الغائب بواسطة العلم بما في الشاهد

شرح الشيخ : (نعم يُعلم هذا بهذا, مع معرفة الفرق بينهما نعم)

المتن: مع العلم بالفارق المميز.

شرح الشيخ : (نعم هذا لبن وهذا لبن لكن هناك فارق مميز ، قلنا لبن الآخرة أنهار والدنيا ما فيها أنهار ، لبن الآخرة ما فيه حموضة ولبن الدنيا فيه حموضة نعم .)

المتن: وأن ما أخبر الله به من الغيب أعظم مما يُعلم في الشاهد .

شرح الشيخ : (نعم ما أخبر الله به في الغيب من حقائق الآخرة أعظم مما يُعلم في الشاهد في الحاضر في الدنيا نعم وأن ما أخبر الله به.)

المتن: وأن ما أخبر الله به من الغيب أعظم مما يُعلم في الشاهد وفي الغائب ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر .

شرح الشيخ : (نعم في الغائب من حقائق الآخرة حقائق ما أخبر الله به في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، إذا لا يستطيع الإنسان أن يعرف حقيقة ما هو عليه وإن كان أصل المعنى والاسم معروف نعم .)

المتن: فنحن إذا أخبرنا الله بالغيب الذي اختص به من الجنة والنار .

شرح الشيخ : بركه بركة.

كلام الطالب : أحسن الله إليك .

كلام الشيخ : والإخبار عن الغائب اقرأ والإخبار عن الغائب نعم.

 

 

المتن: الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه بإحسانٍ إلى يوم الدين أما بعد .

فقال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله والإخبار عن الغائب لا يُفهم إن لم يُعبر عنه بالأسماء المعلومة معانيها في الشاهد ويُعلم بها ما في الغائب بواسطة العلم بما في الشاهد مع العلم بالفارق المميز .

شرح الشيخ : (بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والسلام على رسول الله قال المؤلف رحمه الله والإخبار عن الغائب لا يُفهم إلا بواسطة العلم بالشاهد ، المعنى أن حقائق الآخرة وحقائق المُغيبات التي أخبر الله تعالى عنها في الجنة والنار وفي موقف القيامة من الحوض والصراط والميزان لا تُفهم إلا بواسطة الشاهد الحاضر فلابد أن نفهم قدراً مُشترك فمثلاً أخبرنا الله تعالى بأن في الجنة ماءً وعسلاً ولبناً ونخيل, ونخل وقصور فلابد أن نفهم هذه المعاني لا نستطيع أن نفهمها إلا بواسطة الشاهد الموجود عندنا في الدنيا فإن حقائق الآخرة تشترك مع حقائق الدنيا في الاسم وفي أصل المعنى فالجنة فيها ماء والدنيا فيها ماء إذاً الاسم مُشترك وكذالك أصل المعنى نعلم أن الماء سائل يروي, سائل يروي نعرف أن الماء ليس قصور ولا أكل وإنما سائلٌ يروي لولا الشاهد عندنا ما عرفنا الغائب ، يُعرف الغائب بواسطة الشاهد الموجود فالماء نعرفه الآن ولكن حقيقة الماء على ما هو عليه في الجنة لا نعرفه لا يعرف المسلم إلا إذا باشره ، إذا باشره كذالك اللبن نعرف اللبن ونعرف أصل الطعمية ولكن حقيقة لبن الجنة لا يعلمها إلا هو ولا يعلم حقيقته المؤمن إلا إذا باشره ، كذالك العسل أخبر الله أن في الجنة عسل وفي الدنيا عسل الاسم مُتفق نعلم أن العسل حلو أصله حلو لكن عسل الآخرة وإن كان حلو لكن يختلف في الحقيقة والطعم واللذة والرائحة على ما هو عليه وهكذا ، فحقائق الآخرة تشترك مع حقائق الآخرة في الاسم وفي أصل المعنى أما الحقيقة على ما هو عليه فهي مختلفة نعم

المتن: والإخبار عن الغائب لا يُفهم إن لم يُعبر عنه بالأسماء المعلومة معانيها في الشاهد ويُعلم بها ما في الغائب بواسطة العلم بما في الشاهد مع العلم بالفارق المميز.

شرح الشيخ : (نعم الفارق المميز حقائق الآخرة تختلف كما قال الله تعالى : فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسࣱ مَّاۤ أُخۡفِیَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡیُنࣲ ما يستطيع ما يعلم الإنسان حقائق الآخرة إلا إذا باشرها دخل الجنة وأكل من ثمارها وكذالك حقائق النار ، النار على ما هي عليه حقيقة النار وما يُسقاه أهل النار نعوذ بالله من الزقوم والغسلين لا يُعلم حقيقته على ما هي عليه إلا إذا باشره الكافر أو العاصي نسأل الله السلامة والعافية نعم.)

المتن: وأن ما أخبر الله به من الغيب أعظم مما يُعلم في الشاهد .

شرح الشيخ : (نعم لا شك كما قال الله تعالى فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسࣱ مَّاۤ أُخۡفِیَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡیُنࣲ اللذة والطعم والرائحة حقيقة لا يعلمها أحد أخفاه الله إلا إذا باشروها يوم القيامة إذا باشرها المؤمنون نسأل الله من فضله نعم.)

المتن: وفي الغائب ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر .

شرح الشيخ : (نعم كما في الآية (فلا تعلم نفسٌ ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون ) وفي الحديث القدسي يقول الله عز وجل : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم قال إقرؤوا إن شئتم قول الله تعالى فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسࣱ مَّاۤ أُخۡفِیَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡیُنࣲ جَزَاۤءَۢ بِمَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ نعم.)

المتن: فنحن إذا أخبرنا الله بالغيب الذي اختص به من الجنة والنار علمنا معنى ذلك وفهمنا ما أريد منا فهمه بذالك الخطاب وفسرنا ذالك

شرح الشيخ : (نعم ولولا أن عندنا الغائب موجود الآن وموافق له في الاسم وفي أصل المعنى ما عرفا ذالك ،نعم, لو تخبر إنسان بشيء لا يعرف اسمه ولا معناه ما عرفه ولا تصوره ، تقول هناك شيء اسمه كذا وأنت ما سمعت الاسم ومعناه كذا وأنت ما تعرف المعنى ما تتصور ، فلا يُعلم الغائب إلا بواسطة الشاهد الذي يتفق معه في الاسم وفي أصل المعنى نعم, حتى يتصوره الإنسان ، حتى يتصور ما في الجنة ويشتاق إليها ويتصور ما في النار من العذاب ويهرب منها نعم.)

المتن: وأما نفس الحقيقة المُخبر عنها مثل التي لم تكُن بعد وإنما تكون يوم القيامة فذالك من التأويل الذي لا يعلمه إلا الله .

شرح الشيخ : (نعم الحقيقة التي يؤول إليها الكلام من قوله هَلۡ یَنظُرُونَ إِلَّا تَأۡوِیلَهُۥۚ یَوۡمَ یَأۡتِی تَأۡوِیلُهُۥ یَقُولُ ٱلَّذِینَ نَسُوهُ يوم القيامة يعني تأويله يكون يوم القيامة وقوعه ، تأويل الخبر وقوع المُخبر به وقوعه يوم القيامة كما أن تأويل الأمر فعل المأمور به نعم وكما قال يوسف عليه الصلاة والسلام لما أخبر أباه وهو صغير قال یَـٰۤأَبَتِ إِنِّی رَأَیۡتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوۡكَبࣰا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ رَأَیۡتُهُمۡ لِی سَـٰجِدِینَ

شرح الشيخ : (وقوع الخبر وقوع المخبر به يوم القيامة معنى تأويل الأمر وقوع المأمور به وكما قال يوسف عليه الصلاة والسلام لما أخبر أباه وهو صغير قال یَـٰۤأَبَتِ إِنِّی رَأَیۡتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوۡكَبࣰا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ رَأَیۡتُهُمۡ لِی سَـٰجِدِینَ ,ثم لما سجد له أبواه وإخوته بعد أربعين سنة أو ثلاثين سنة قال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل وش معنى تأويل رؤياي من قبل ؟ يعني وقوع , وقوع الخبر , تأويله وقوعه وقوع الخبر الذي أخبره ,أخبر أنه رأى أباه وأمه وإخوته يسجدون رأيتهم لي ساجدين ثم لما سجدوا له بالفعل هذا , هذا هو التأويل سجودهم له بالفعل هذا التأويل وقوع المخبر كذلك ما أخبر الله به عباده من الجنة والنار وقوعه يوم القيامة نعم.)

المتن: ولهذا لما سُئل مالك وغيره من السلف عن قوله تعالى ٱلرَّحۡمَـٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ قالوا الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة .

شرح الشيخ :  (الاستواء معلوم والكيف مجهول ,يعني صفات الله  كذلك نعلم معانيها ,أخبر الله بأنه اتصف بالعلم , وبالقدرة بالسمع وبالبصر نعلم أن العلم ضد الجهل المعنى معلوم والقدرة ضد العجز والاستواء معناه الاستقرار والعلو والصعود والارتفاع لكن الكيفية هذه مجهولة لنا لا يعلمها إلا هو لا نعلم كيفية استواءه ولا نعلم كيفية علمه ولا نعلم كيفية قدرته , لا يعلم كيف الله إلا الله فهذا من التأويل الذي لا يعلمه إلا الله كُنه الصفات وكُنه حقائق الآخرة  حقيقة الجنة والنار كل هذا من التأويل الذي لا يعلمه إلا الله لكن حقائق الآخرة إذا باشرها الإنسان علمها على ما هي عليه نعم, أما حقائق كُنه أسماء الله وصفاته فلا يعلمها إلا الله ايه نعم.)

المتن: وكذلك قال ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ مالك قبله , الاستواء معلوم والكيف مجهول ومن الله البيان وعلى الرسول ﷺ البلاغ وعلينا الإيمان .

شرح الشيخ : (نعم معلوم يعني معلوم معناه في اللغة العربية له أربع معاني استقر وعلى وصعد وارتفع ,وعلى هذه المعاني الأربعة تدور تفاسير السلف للاستواء والمعنى أن الله تعالى استوى  على عرشه حقيقة في هذه المعاني الأربع على ما يليق بجلاله وعظمته ,لا يعلم كيفية ذلك  إلا هو سبحانه وتعالى نعم  )

المتن: فبين أن الاستواء معلوم وأن كيفية ذلك مجهولة , ومثل هذا يوجد كثيرا في كلام السلف والأئمة ينفون علم العباد بكيفية صفات الله وأنه لا يعلم كيف الله إلا الله وما يعلم ما هو إلا هو وقد قال النبي ﷺ : لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك وهذا في صحيح مسلم وغيره وقال في الحديث الآخر

شرح الشيخ : (قال أنت كما أثنيت على نفسك هذا الشاهد , لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك نعم.)

سؤال الطالب :...

شرح الشيخ : (لا نعلمها حتى يوم القيامة , ما تعلم كيفية علم الله ولا تحيط , حتى المؤمنين إذا رؤوا ربهم يوم القيامة لا يحيطون به رؤية كما أنهم يعلمونه ولا يحيطون به علما نعم )

المتن: عفا الله عنك , وقال في الحديث الآخر اللهم إني أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك والحديث في المسند .

شرح الشيخ : (هذا يدل على أن أسماء الله كثيرة غير محصورة وأن من أسماء الله ما سمى به نفسه ومنها ما أنزله في كتابه ومنها ما علمه أحداً من خلقه ومنها ما استأثر في علم الغيب عنده ويدل على أن معنى حديث أن لله تسعتاً وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة يعني تسعتاً وتسعين اسما محصورة موصوفة بأن من أحصاها دخل الجنة وله أسماء أخرى غير موصوفة بهذا الوصف لله تسعا وتسعين اسما موصوفة بأن من أحصاها دخل الجنة يعني تطلبها وتعرفها من النصوص ودعا الله بها وتوسل بها وعرف معناها وتخلق بما يمكن التخلق بها وله أسماء أخرى غير موصوفة وهذه الأسماء غير معروفة أخفاها الله عن العباد كما أخفيت ساعة الجمعة , كما أخفيت ليلة القدر يتعرفها العباد ويطلبها من النصوص نعم)

كلام الطالب : ,,,

شرح الشيخ : (الصوفية يحفظون الأسماء الصوفية ليس عند الصوفية خير هم يعرفون الأسماء يرددون أوراداً مبتدعة نعم من عرف أسماء الله هذا على خير ودعا الله بها هذا على خير ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها لكن , ايه ما في شك التوسل إلى الله بأسمائه كما قال الله ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها نعم)

المتن: عفا الله عنك والحديث في المسند وصحيح أبي حاتم وقد أخبر فيه أن لله من الأسماء ما استأثر به في علم الغيب عنده لا يعلمها غيره والله سبحانه أخبرنا أنه عليم قدير )

كلام الشيخ : قف على هذا , نعم؟

سؤال الطالب : ...

شرح الشيخ : نعم؟

سؤال الطالب : ...

شرح الشيخ : اشتقاق ايش ؟

سؤال الطالب : ...

شرح الشيخ : (لا علمها أحداً من خلقة من الملائكة أو غيرهم  يعني الأسماء التي علمها ما فيه , ما فيه تعارض الاشتقاق نعم الأسماء أقسام قسم علمها وقسم استأثر به وقسم أنزلها في كتابه نعم)

 

المتن: بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد : فقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : والله سبحانه أخبرنا أنه عليم قدير ,سميع بصير, غفور رحيم , إلى غير ذلك من أسمائه وصفاته فنحن نفهم معنى ذلك ,ونميز بين العلم والقدرة وبين الرحمة والسمع والبصر ونعلم أن الأسماء اتفقت في دلالتها على ذات الله مع تنوع معانيها فهي متفقة متواطئة من حيث الذات متباينة من جهة الصفات .

شرح الشيخ :  (بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله قال المؤلف رحمه الله تعالى والله تعالى أخبرنا بأنه سميع عليم قدير فنحن نميز ذلك ونفهم معانيها ونعلم أن السمع غير البصر وغير العلم وغير القدرة يعني المعنى , المعنى أن معاني الصفات معلومة ليست مجهولة إنما المجهولة الكيفية , نعلم أن العلم , أن الله اتصف , وأن العلم ضد الجهل و وصفه بالسمع والسمع ضد الصمم واتصف بالبصر والبصر ضد العمى والرحمة ضد القسوة فالمعاني معروفة والاستواء هو الاستقرار والعلو والصعود والارتفاع  كما قال الإمام مالك رحمه الله الاستواء معلوم معلوم معناه في اللغة العربية نعلم معنى السمع ضد الصمم العلم ضد الجهل القدرة ضد العجز ولكن الذي لا نعلمه هو الكيفية , كيفية استواء الرب كيفية علم الرب كيفية استوائه كيفية قدرته كيفية سمعه كيفية بصره هذا هو الذي لا نعلمه كما قال الإمام مالك رحمه الله  الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وهذه الصفات والأسماء متواطئة متفقة في دلالتها على الذات كلها تدل على ذات الرب من جهة دلالتها على الذات متواطئة متفقة العليم والسميع والبصير , كلها تدل على ذات الرب ولكنها متباينة من جهة دلالتها على الصفات والمعاني فصفة العلم غير صفة القدرة غير صفة السمع غير صفة البصر فإذا نقول الأسماء والصفات من جهة دلالتها على الذات متفقة متواطئة ,ومن جهة دلالتها على الصفات والمعاني مختلفة متباينة أنت تنظر إليها بمنظارين إذا نظرت إلى دلالتها على الذات سميع بصير عليم كلها تدل على ذات الرب , ولذلك متفقة وإذا نظرت إلى المعاني وأن العلم ضد , العلم غير الرحمة وغير السمع والبصر هي متباينة , متباينة من جهة دلالتها على المعنى ومتفقة متواطئة من جهة دلالتها على ذات الرب وهذا أيضا كذلك ليس خاص بالله عز وجل بل أسماء الرسول الصلاة والسلام كذلك وسلم كذلك الرسول من أسمائه محمد وأحمد والماحي والحاشر والعاقب فمن جهة دلالتها على ذات الرسول ﷺ كلها تدل على ذات الرسول ومن جهة معانيها فهي متباينة فمحمد : كثير المحامد والماحي :الذي يمحي به الله الكفر والحاشر الذي يحشر الناس على عاقبه والعاقب : الذي ليس بعده نبي فهذه معاني فمن جهة هذه المعاني تكون مختلفة متباينة ومن جهة دلالتها على ذات الرسول متفقة متواطئة كذلك أسماء القرآن القرآن له أسماء , القرآن ,الكتاب ,البيان الشفاء ,الهدى , كل هذي الأسماء من جهة دلالتها على القرآن متفقة ومن جهة المعاني مختلفة كذلك الأسد , الأسد يقولون له خمس مائة اسم ,منها الليث والضرغام والهزبر فهذي أسماء الأسم خمس مية من جهة دلالتها على الذات كلها تدل على ذات الأسد ومن جهة المعاني مختلفة , الضرغام والليث والهزبر كذلك  السيف ,السيف له ثلاث مئة اسم ,السيف والصارم , والمهند , من جهة دلالتها على السيف متفقة ومتواطئة ومن جهة المعنى مختلفة فالمهند يعني المصنوع في الهند والصارم فيه معنى الصرم والقوة وهكذا فهذه الأسماء متعددة لمسمى واحد ينظر إليها بمنظارين إذا نظرت إلى دلالتها على الذات هي متواطئة متفقة وإذا نظرت إلى المعاني فهي مختلفة ومتباينة نعم )

المتن: أحسن الله إليك , وكذلك أسماء النبي صلى  الله عليه وسلم مثل محمد وأحمد والماحي والحاشر والعاقب وكذلك أسماء القرآن الكريم مثل القرآن والفرقان والهدى والنور والتنزيل والشفاء وغير ذلك ومثل هذه الأسماء تنازع الناس فيها هل هي من قبيل المترادف لاتحاد الذات أو من قبيل المتباين لتعدد الصفات .

شرح الشيخ : (والصواب أنها ينظر لها بمنظارين من جهة دلالتها على الذات متواطئة ومتفقة ومن جهة المعاني فهي من قبيل , مختلفة نعم.)

المتن: أحسن الله إليك ,كما إذا قيل السيف والصارم والمهند وقصد في الصارم معنى الصرم وفي المهند النسبة إلى الهند والتحقيق أنها مترادفة في الذات متباينة في الصفات .

شرح الشيخ : (نعم هذا هو الصواب نعم , ينظر إليها بمنظارين نعم )

المتن: ومما يوضح هذا أن الله وصف القرآن الكريم كله بأنه محكم وبأنه متشابه وفي موضع آخر جعل منه ما هو محكم ومنه ما هو متشابه .

شرح الشيخ : (يعني القرآن ينقسم إلى محكم ومتشابه والأحكام والتشابه نوعان :إحكام عام ومتشابه عام وإحكام خاص ومتشابه خاص فالإحكام العالم كقوله تعالى كِتَـٰبٌ أُحۡكِمَتۡ ءَایَـٰتُهُۥ القرآن كله محكم والتشابه العام كقوله تعالى ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِیثِ كِتَـٰبࣰا مُّتَشَـٰبِهࣰا والإحكام , الإحكام العام معناه الإتقان وصف القرآن بأنه كله محكم يعني متقن وإحكام الشيء إتقانه في الجملة ومنه قوله بيت محكم يعني متقن وإحكام الكلام إتقانه بتمييز الصدق من الكذب في أخباره والرشد من الغي في أوامره ومنه الحكيم سمي حكيم لأنه يمتنع عما لا يليق ومن الحكمة وهي إصابة , إصابة الحق ومنه الحاكم ,سُمي حاكم لأنه يمنع الظالم من المظلوم ومنه الحَكَمَة جعلت للدابة  حَكَمَة وهي اللجام والمتشابه معناه المتماثل المتناسب الذي يوافق بعضه بعضا ويؤيد بعضه بعضا وينصر بعضه بعضا وهو ضد المختلف كقوله تعالى وَلَوۡ كَانَ مِنۡ عِندِ غَیۡرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُوا۟ فِیهِ ٱخۡتِلَـٰفࣰا كَثِیرࣰا المختلف معناه المتضاد المتنافي الذي ينقض بعضه بعضا, القرآن متشابه يعني متماثل متناسق متماثل يؤيد بعضه بعضا فإذا أمر بأمر لم ينهى عنه في موضع آخر وإنما يأمر به أو بنظيره أو بملزوماته وإذا نهى عن شي لم يأمر به  وإنما ينهى عنه أو  عن نظيره أو ملزوماته وإذا أخبر بشيء لم يخبر بضده وإنما يخبر به أو بنظيره أو بملزوماته وإذا أثبت شيء فإنه لا ينفيه بل يثبته أو يثبت نظيره أو ملزوماته وإذا نفى شيء فأنه لا يثبته بل ينفيه  أو نظيره أو ملزوماته بخلاف الأقوال المختلفة المتناقضة المتضادة تجده يأمر بالشيء ثم ينهى عنه ,ينهى عن الشيء ثم يأمر به يخبر بالشيء ثم يخبر بضده ينفي الشيء ثم يثبته ,يثبت الشيء ثم ينفيه هذه الأقوال متناقضة مختلفة قال تعالى : ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً قال سبحانه : إِنَّكُمۡ لَفِی قَوۡلࣲ مُّخۡتَلِفࣲ فالأقوال مختلفة متناقضة متضادة الذي ينقض بعضها بعضا تجده يجمع بين المختلفات ويفرق بين المتماثلات بخلاف القرآن المتشابه المتماثل الذي يؤيد بعضه بعضا وينصر بعضه بعضا ويقوي بعضه بعضا فالقرآن متشابه يعني متماثل ما فيه تناقض ولا اختلاف ما تجد في القرآن أمر بالشيء ثم نهى عنه أو نهى عن شي ثم أمر به لا تجد في القرآن أمر بالتوحيد ثم نهى عن التوحيد أبدا بخلاف الأقوال المتناقضة أمر بالصلاة ثم نهى عنها الأقوال المختلفة متضادة فالقرآن متشابه متماثل والإحكام العام يوافق التشابه العام لأن الكلام المحكم يماثل بعضه بعضا والكلام المتماثل محكم أما التشابه الخاص فهو مشابهة الشيء بالشيء من وجه ومخالفته من وجه آخر والإحكام الخاص هو الفصل بين الأمرين المتشابهين في الفارق المميز والإحكام الخاص ضد التشابه الخاص هما ضدان وما من شيئين إلا وبينهما قدر مشتبه بينهما تشابه وبينهما اختلاف كل شي كل شي ما هناك شيئن إلا بينهما قدر مشتبه وأكثر ضلال بني آدم من جهة التشابه كما سيأتي ,أكثر ضلال بني آدم من جهة التشابه حتى وصل الأمر بالاتحادية إلى أن اشتبه عليهم الخالق بالمخلوق اشتركا في مسمى الوجود ما فيه شيئين إلا بينهما تشابه فمثلا التشابه , مثلا البعوضة والفيل بينهما تشابه في الخلق كلٌ منهم مخلوق كلٌ منهم موجود كلٌ منهما يتحرك كلٌ منهما له روح هذا تشابه فإذا قال شخص إن البعوضة والنمل , والفيل متشابهان بهذه المعاني , يأتي الإحكام الخاص بالفارق المميز يقول البعوضة , حجمها صغير والفيل حجمه كبير هذا فارق الفيل له خرطوم والبعوضة ليس لها خرطوم الفيل يأكل البرسيم والبعوضة لا تأكل البرسيم البعوضة تطير والفيل لا يطير وهكذا ,هذا اسمه الإحكام الخاص يميز بين هذا وهذا والأول تشابه , السماء والأرض بينهما تشابه في أي شيء ؟كلٌ منهما موجود , كلٌ منهما مخلوق مسمى الشيء مسمى الوجود فإذا قال شخص السماء والأرض ما أفرق بين السماء والأرض كلٌ منهم موجود وكل ٌ منهم مخلوق يأتي الإحكام الخاص يقول السماء مرفوعة والأرض مسطوحة السماء مسكن الملائكة والأرض مسكن الجن والإنس والشياطين السماء فيها نجوم والأرض ليس فيها نجوم السماء , فيها آبار , الأرض فيها آبار والسماء ليس فيها آبار وهكذا الخالق والمخلوق بينهما اشتراك في مسمى الشيء ومسمى الوجود ,الخالق موجود والمخلوق موجود لكن هذا الاشتراك في الذهن لا وجود له في الخارج ,فإذا قطعت عنه الإضافة والاختصاص جاء الاشتراك ,شيء موجود ,الله تعالى قال :قل أي شيء أكبر شيئا قل الله شهيد بيني وبينكم, فالله يسمى شيء ويسمى موجود فهذا الاشتراك إنما هو في الذهن في أمر كلي اسم حياة اسم علم اسم قدرة اسم موجود هذا فيه اشتراك لكن هذا في الذهن , أمر كلي ,اسم حياة اسم علم اسم قدرة اسم موجود هذا فيه اشتراك لكن هذا في الذهن لكن إذا أضفت قلت وجود الخالق زال الاشتباه صار في الخارج وجود المخلوق زال الاشتراك حياه يشمل حياة الخالق وحياة المخلوق لكن هذا في الذهن , لكن هات الإضافة حياة الخالق حياة المخلوق زال الاشتراك وصار في الخارج انتقل من كونه في الذهن إلى كونه في الخارج .

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد