شعار الموقع

شرح كتاب العقيدة الواسطية للهراس_4

00:00
00:00
تحميل
85

 

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولوالدينا ولمشايخه وللمسلمين.

قال العلامة محمد بن خليل هراس في شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

المتن:

وَ (الْبَعْثِ) فِي الْأَصْلِ: الْإِثَارَةُ وَالتَّحْرِيكُ، وَالْمُرادُ بِهِ فِي لِسَانِ الشَّرْعِ: إِخْرَاجُ الْمَوْتَى مِنْ قُبُورِهِمْ أَحْيَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛

الشيخ:

هذا البعث، البعث في الأصل الإثارة والتحريك، بعث الشيء: حركه، والمراد: بعث الأموات، إخراجهم من قبورهم بعد أن ينفخ إسرافيل في الصور، فتعود الأرواح إلى الأجساد، فيخرجون من قبورهم، ينفضون التراب عن رؤوسهم.

القارئ:

وَالْمُرادُ بِهِ فِي لِسَانِ الشَّرْعِ: إِخْرَاجُ الْمَوْتَى مِنْ قُبُورِهِمْ أَحْيَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ لِفَصْلِ الْقَضَاءِ بَيْنَهُمْ، فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذرَّة خَيْرًا يَرَهُ، ومَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ.

الشيخ:

والإيمان بالبعث أصل من أصول الإيمان، من لم يؤمن بالبعث فهو كافر بإجماع المسلمين، ولهذا فإن الفلاسفة الذين يقولون البعث للأرواح كفروا بذلك، يقولون بعث الأرواح، (00:01:30) تبعث، ابن سينا وجماعته، بعث الأجساد، من أنكر بعث الأجساد كفر.

الروح لا تفنى، الروح إذا فارقت الجسد تبقى، باقية ليوم القيامة، مما كتب الله له البقاء، إما في نعيم وإما في عذاب.

القارئ:

وَيَجِبُ الْإِيمَانُ بِالْبَعْثِ عَلَى الصِّفَةِ الَّتِي بيَّنها اللَّهُ فِي كِتَابِهِ، وَهُوَ أَنَّهُ جَمعُ مَا تحلَّل مِنْ أَجْزَاءِ الْأَجْسَادِ الَّتِي كَانَتْ فِي الدُّنْيَا، وَإِنْشَاؤُهَا خَلْقًا جَدِيدًا، وإعادةُ الْحَيَاةِ إِلَيْهَا.

وَمُنْكِرُ الْبَعْثِ الْجُسْمَانِيِّ ـ كَالْفَلَاسِفَةِ وَالنَّصَارَى ـ كَافِرٌ، وَأَمَّا مَن أقرَّ بِهِ وَلَكِنَّهُ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ الْأَرْوَاحَ فِي أجسامٍ غَيْرِ الْأَجْسَامِ الَّتِي كَانَتْ فِي الدُّنْيَا؛ فَهُوَ مبتدعٌ وفاسقٌ.

الشيخ: ما عليه تعليق؟

 (00:03:24) غير مسموع.

الشيخ: فظنه كافر، يعني نسب الرب إلى الظلم، فعذّب أجسادا ما عصت الله، ماذا قال في التعليق؟ عندك تعليق؟ اقرأ.

القارئ:

ذكر أن النصارى ينكرون البعث الجسماني، وفيه نظر، بل قد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن المعاد الجسماني متفق عليه بين المسلمين والنصارى واليهود.

الشيخ: فقط؟

القارئ: نعم.

الشيخ: كذلك قولهم إن الله يبعثنا أجسادا، هناك بعض من ينكر البعث، يقول إنه ليس هناك بعث، وإنما الروح تنتقل إلى جسم آخر، هؤلاء كفرة، الذين يقولون الانتقال، تنقل، تنتقل، يقولون معنى كون الروح في النعيم معناه تنتقل الروح، إذا كان الإنسان عمله حسن في الدنيا انتقلت روحه إلى مثلا حصان، تُكرّم، وإذا كان عمله سيء تنتقل إلى بغل أو حمار، يُحمل أثقالا ويضرب، هذا هو البعث، هذا هو العذاب، ومن يقولون بتناسخ الأرواح هؤلاء كفرة، هذا الذي يقول تنتقل إلى جسم آخر هذا ... محل نظر كونه فاسق، ما علق عليه؟

س: (00:05:26) غير مسموع.

الشيخ: هو يقول إنه ما أنكر البعث الجسماني

س: (00:05:43)

الشيخ: هذا باطل، الأجساد يعيدها الله خلقا جديدا.

القارئ:

وَأَمَّا (الْقَدَرِ)؛ فَهُوَ فِي الْأَصْلِ، مَصْدَرٌ، تَقُولُ: قدرتُ الشَّيْءَ - بِفَتْحِ الدَّالِ وَتَخْفِيفِهَا -

الشيخ:

حكم عليه بأنه فاسق، مبتدع فاسق، هذا محل نظر.

القارئ:

وَأَمَّا (الْقَدَرِ)؛ فَهُوَ فِي الْأَصْلِ، مَصْدَرٌ، تَقُولُ: قَدَرتُ الشَّيْءَ - بِفَتْحِ الدَّالِ وَتَخْفِيفِهَا - أقْدِرُهُ - بِكَسْرِهَا - قَدْرًا وقَدَرًا؛ إِذَا أحطتَ بِمِقْدَارِهِ.

وَالْمُرَادُ بِهِ فِي لِسَانِ الشَّرْعِ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلِمَ مَقَادِيرَ الْأَشْيَاءِ وَأَزْمَانَهَا أَزَلًا، ثُمَّ أَوْجَدَهَا بِقُدْرَتِهِ وَمَشِيئَتِهِ عَلَى وَفْقِ مَا عَلِمَهُ مِنْهَا، وَأَنَّهُ كَتَبَهَا فِي اللَّوْحِ قَبْلَ إِحْدَاثِهَا؛ كَمَا فِي الْحَدِيثِ: «أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمُ،

الشيخ:

يعني الله تعالى علم الأشياء ومقاديرها في الأزل، الذي لا بداية له، ثم كتبها في اللوح المحفوظ، ثم قدّر كل ما قدر أن يُخلق، تعلقت به مشيئته قبل أن يُخلق، ثم خلقه وأوجده في الوقت الذي قدّره الله، لا بد من الإيمان بهذه المراتب الأربعة، أنه علم بالأشياء، ثم كتبها في اللوح المحفوظ، ثم شاءها، ثم خلقها وأوجدها، من لم يؤمن بهذه المراتب الأربعة لم يؤمن بالقدر، وأما القدر، وأما (00:07:37)..

أعد، فأما القدر..

القارئ:

وَأَمَّا (الْقَدَرِ)؛ فَهُوَ فِي الْأَصْلِ، مَصْدَرٌ، تَقُولُ: قَدَرتُ الشَّيْءَ - بِفَتْحِ الدَّالِ وَتَخْفِيفِهَا - أقْدِرُهُ - بِكَسْرِهَا - قَدْرًا وقَدَرًا؛ إِذَا أحطتَ بِمِقْدَارِهِ.

وَالْمُرَادُ بِهِ فِي لِسَانِ الشَّرْعِ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلِمَ مَقَادِيرَ الْأَشْيَاءِ وَأَزْمَانَهَا أَزَلًا، ثُمَّ أَوْجَدَهَا بِقُدْرَتِهِ وَمَشِيئَتِهِ عَلَى وَفْقِ مَا عَلِمَهُ مِنْهَا، وَأَنَّهُ كَتَبَهَا فِي اللَّوْحِ قَبْلَ إِحْدَاثِهَا؛ كَمَا فِي الْحَدِيثِ: «أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمُ، فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ. قَالَ: وَمَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ كُلَّ مَا هُوَ كَائِنٌ». وقال تعالى: ﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا﴾[الحديد:22].

وَقَوْلُهُ: (وَمِنَ الْإِيمَانِ ...

الشيخ:

أي من قبل أن يخلقها، قدر الله، هذا قدر الله، وإذا قدر الله.. قدر الله وما شاء فعل.

 (00:09:10) وفق الله الجميع.

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد