شعار الموقع

شرح كتاب العقيدة الواسطية للهراس_9

00:00
00:00
تحميل
76

المتن:

قال الشيخ محمد بن خليل هراس في شرح العقيدة الواسطية:

وَكَذَلِكَ قَاعِدَةُ الْكَمَالِ الَّتِي تَقُولُ: إِنَّهُ إِذَا قُدِّر اثْنَانِ: أَحَدُهُمَا مَوْصُوفٌ بِصِفَةِ كَمَالٍ، وَالْآخَرُ يَمْتَنِعُ عَلَيْهِ أَنْ يَتَّصِفَ بِتِلْكَ الصِّفَةِ؛ كَانَ الْأَوَّلُ أَكْمَلَ مِنَ الثَّانِي،

الشيخ:

نعم، مثال ذلك الإنسان يتكلم، والحيوان لا يتكلم، أيهما أكمل؟ الذي يتكلم أم الذي لا يتكلم؟ نعم.

المتن:

كَانَ الْأَوَّلُ أَكْمَلَ مِنَ الثَّانِي، فَيَجَبُ إِثْبَاتُ مِثْلِ تِلْكَ الصِّفَةِ لِلَّهِ مَا دَامَ وُجُودُهَا كَمَالًا وَعَدَمُهَا نَقْصًا.

الشيخ:

يعني مثل الكلام والسمع والبصر والعلم والقدرة والإرادة صفات كمال، ومن اتصف بها أكمل ممن لم يتصف بها، فكيف يقال إن المخلوق اتصف بهذه الصفات والخالق لا يتصف بها كما يقول هؤلاء المعطلة! يقولون إن الله لا يتكلم ولا، ينفون عنه صفة الكلام والسمع والبصر والإرادة، والعياذ بالله، جعلوا المخلوق أكمل من الخالق.

المتن:

قَوْلُهُ: (فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِنَفْسِهِ وَبِغَيْرِهِ ... ) إِلَى قَوْلِهِ: ( ... ثُمَّ رُسُلُهُ صَادِقُونَ مَصْدُوقُونَ)؛ تعليلٌ لصحَّة مَذْهَبِ السَّلَفِ فِي الْإِيمَانِ بِجَمِيعِ الصِّفَاتِ الْوَارِدَةِ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَعْلَمَ بِنَفْسِهِ وَبِغَيْرِهِ، وَكَانَ أَصْدَقَ قَوْلًا وَأَحْسَنَ حَدِيثًا، وَكَانَ رُسُلُهُ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ صَادِقِينَ فِي كُلِّ مَا يُخْبِرُونَ بِهِ عَنْهُ، مَعْصُومِينَ مِنَ الْكَذِبِ عَلَيْهِ وَالْإِخْبَارِ عَنْهُ بِمَا يُخَالِفُ الْوَاقِعَ؛ وَجَبَ التَّعْوِيلُ إِذًا فِي بَابِ الصِّفَاتِ نَفْيًا وَإِثْبَاتًا عَلَى مَا قَالَهُ اللَّهُ وَقَالَهُ رَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم.

الشيخ:

التعويل: أن يُعوّل على كلام الله وكلام الرسل، إذا كان الله سبحانه وتعالى أعلم بنفسه، وأعلم بغيره، ورسله صادقون، إذًا يعوّل على الكتاب والسنة، يعوّل يعني يعتمد على الكتاب والسنة، هذا المراد.

المتن:

وَجَبَ التَّعْوِيلُ إِذًا فِي بَابِ الصِّفَاتِ نَفْيًا وَإِثْبَاتًا عَلَى مَا قَالَهُ اللَّهُ وَقَالَهُ رَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم، الَّذِي هُوَ أَعْلَمُ خَلْقِهِ بِهِ، وَأَنْ لَا يُتْرك ذَلِكَ إِلَى قَوْلِ مَن يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَيَقُولُونَ عَلَيْهِ مَا لَا يَعْلَمُونَ.

وَبَيَانُ ذَلِكَ أَنَّ الْكَلَامَ إِنَّمَا تَقْصُر دَلَالَتُهُ عَلَى الْمَعَانِي المُرادة مِنْهُ لِأَحَدِ ثَلَاثَةِ أَسْبَابٍ: إِمَّا لِجَهْلِ الْمُتَكَلِّمِ وَعَدَمِ عِلْمِهِ بِمَا يتكلَّم بِهِ، وَإِمَّا لِعَدَمِ فَصَاحَتِهِ وَقُدْرَتِهِ عَلَى الْبَيَانِ، وَإِمَّا لَكَذِبِهِ وَغِشِّهِ وَتَدْلِيسِهِ.

الشيخ: وبيان ماذا؟

القارئ:

وَبَيَانُ ذَلِكَ أَنَّ الْكَلَامَ إِنَّمَا تَقْصُر دَلَالَتُهُ عَلَى الْمَعَانِي المُرادة مِنْهُ لِأَحَدِ ثَلَاثَةِ أَسْبَابٍ:

الشيخ:

يعني الكلام تقصر المعاني يعني ما يُستفاد من المعاني، لهذا إما أن يكون الشخص جاهلا، أو يكون كذابًا غشاشًا، أو يكون لا يستطيع أن يعبّر، هؤلاء لا يفهمون الكلام، ولا يفهمون المعاني، إما لأن الشخص جاهل لا يستطيع أن يعبّر، لا يفهم، ما عنده علم حتى يوصل المعاني إلى غيره، أو أنه كذاب وغشاش، أو أنه غير فصيح، لا يستطيع أن يبين للناس، وهذه كلها منفية، النبي صلى الله عليه وسلم أفصح الناس، وأنصح الناس عليه الصلاة والسلام، هو أنصح الناس وأفصح الناس صلى الله عليه وسلم، وأصدق الناس صلى الله عليه وسلم.

القارئ:

وَنُصُوصُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ بَرِيئَةٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ الثَّلَاثَةِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، فَكَلَامُ اللَّهِ وَكَلَامُ رَسُولِهِ فِي غَايَةِ الْوُضُوحِ وَالْبَيَانِ؛ كَمَا أَنَّهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي الصِّدْقِ وَالْمُطَابَقَةِ لِلْوَاقِعِ؛ لِصُدُورِهِ عَنْ كَمَالِ الْعِلْمِ بِالنِّسَبِ الْخَارِجِيَّةِ، وَهُوَ كَذَلِكَ صَادِرٌ عَنْ تَمَامِ النُّصْحِ، وَالشَّفَقَةِ، وَالْحِرْصِ عَلَى هِدَايَةِ الْخَلْقِ وَإِرْشَادِهِمْ.

الشيخ: وهو الصادر عن ماذا؟

القارئ:

لِصُدُورِهِ عَنْ كَمَالِ الْعِلْمِ بِالنِّسَبِ الْخَارِجِيَّةِ،

الشيخ:

نعم، كمال العلم نسبة لله، كمال العلم لله، الله تعالى أعلم الخلق.

القارئ:

وَهُوَ كَذَلِكَ صَادِرٌ عَنْ تَمَامِ النُّصْحِ، وَالشَّفَقَةِ، وَالْحِرْصِ عَلَى هِدَايَةِ الْخَلْقِ وَإِرْشَادِهِمْ.

الشيخ:

وهذه الشفقة تقال بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم، أما بالنسبة لله فما يقال الشفقة، الشفقة لم ترد، إنما هذا بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم، الرسول أشفق الناس، بينما يقال في حق الله: كمال لطفه ومعرفته وعلمه سبحانه وتعالى، النصح والشفقة للرسول صلى الله عليه وسلم.

القارئ:

فَقَدِ اجْتَمَعَتْ لَهُ الْأُمُورُ الثَّلَاثَةُ الَّتِي هِيَ عَنَاصِرُ الدَّلَالَةِ وَالْإِفْهَامِ عَلَى أَكْمَلِ وَجْهٍ. فَالرَّسُولُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَعْلَمُ الْخَلْقِ بِمَا يُرِيدُ إِخْبَارَهُمْ بِهِ، وَهُوَ أَقْدَرُهُمْ عَلَى بَيَانِ ذَلِكَ وَالْإِفْصَاحِ عَنْهُ، وَهُوَ أَحْرَصُهُمْ عَلَى هِدَايَةِ الْخَلْقِ، وأشدُّهم إِرَادَةً لِذَلِكَ،

الشيخ:

 وأنصحهم، الرسول أنصح الناس، أعلم الناس وأنصح الناس وأفصح الناس، هذه الصفات: أعلم الناس: ينتفي عنه الجهل، وأفصح الناس: ينتفي عنه عدم البيان، وأنصح الناس: ينتفي عنه الغش.

القارئ:

وَهُوَ أَقْدَرُهُمْ عَلَى بَيَانِ ذَلِكَ وَالْإِفْصَاحِ عَنْهُ، وَهُوَ أَحْرَصُهُمْ عَلَى هِدَايَةِ الْخَلْقِ، وأشدُّهم إِرَادَةً لِذَلِكَ،

فَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَقَعَ فِي كَلَامِهِ شَيْءٌ مِنَ النَّقْصِ وَالْقُصُورِ؛ بِخِلَافِ كَلَامِ غَيْرِهِ؛ فَإِنَّهُ لَا يَخْلُو مِنْ نَقْصٍ فِي أَحَدِ هَذِهِ الْأُمُورِ أَوْ جَمِيعِهَا، فلَا يَصِحُّ أَنْ يُعْدَلَ بِكَلَامِهِ كَلَامُ غَيْرِهِ؛ فَضْلًا عَنْ أَنْ يُعْدَلَ عَنْهُ إِلَى كَلَامِ غَيْرِهِ؛ فَإِنَّ هَذَا هُوَ غَايَةُ الضَّلَالِ، وَمُنْتَهَى الْخِذْلَانِ.

الشيخ: فلا يصح ماذا؟

القارئ:

فَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَقَعَ فِي كَلَامِهِ شَيْءٌ مِنَ النَّقْصِ وَالْقُصُورِ

الشيخ:

لأن الله تعالى وصفه، قال: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾[التوبة:128]، هذا وصفه، ﴿عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ﴾ يشق عليه ما يشق على الأمة، حريص على هدايتكم وإيصال (00:08:07) إليكم، ﴿بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾، هذا وصف، هذا كمال الشفقة والعلم والنصح، صلى الله عليه وسلم.

القارئ:

فَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَقَعَ فِي كَلَامِهِ شَيْءٌ مِنَ النَّقْصِ وَالْقُصُورِ؛ بِخِلَافِ كَلَامِ غَيْرِهِ؛ فَإِنَّهُ لَا يَخْلُو مِنْ نَقْصٍ فِي أَحَدِ هَذِهِ الْأُمُورِ الثلاثة أَوْ جَمِيعِهَا،

الشيخ:

مثلا العلم والإفصاح والنصح.

القارئ:

فلَا يَصِحُّ أَنْ يُعْدَلَ بِكَلَامِهِ كَلَامُ غَيْرِهِ؛ فَضْلًا عَنْ أَنْ يُعْدَلَ عَنْهُ إِلَى كَلَامِ غَيْرِهِ؛ فَإِنَّ هَذَا هُوَ غَايَةُ الضَّلَالِ، وَمُنْتَهَى الْخِذْلَانِ.

الشيخ:

نسأل الله العافية، الخذلان كونه يعدل عن كلام رسول الله إلى كلام غيره.

القارئ:

قَوْلُهُ: (وَلِهَذَا قَالَ ... إِلَخْ)؛ تعليلٌ ...

الشيخ: وفق الله الجميع.

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد