بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
الشيخ: لأن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: «يرد قائمكم، ويوقظ نائمكم»؛ يردّ القائم، ويوقظ النائم، وإذا كان بعيد ما حصل المقصود منه. نعم.
القارئ:
أحسن الله إليك؛ اللهم اغفر لشيخنا ولمشايخه، ولنا وللمسلمين يا رب العالمين.
المتن:
قال الشيخ محمد بن خليل هراس –رحمه الله تعالى- في (شرح العقيدة الواسطية): وَفِي الْآيَةِ الْحَثُّ عَلَى الْعَدْلِ وَفَضْلُهُ، وَأَنَّهُ سَبَبٌ لِمَحَبَّةِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-.
الشيخ: يقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾[الحجرات:9].
الطالب: نعم يا شيخ، أحسن الله إليك.
الشيخ: يتكلم عليها، إن رجعت، ﴿الْمُقْسِطِينَ﴾[الحجرات:9]؛ عندك تفسير الآية؟ عندك معاني التفسير؟ ماذا قال المقسطين؟
الطالب: ﴿وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾[الحجرات:9].
الشيخ: ذكر القاسط، والقاسط هو الجائر، ﴿وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا﴾[الجن:15].
الطالب: قال –أحسن الله إليك-.
المتن:
وَأَمَّا قَوْلُهُ فِي الْآيَةِ الثَّانِيَةِ: ﴿وَأَقْسِطُوا﴾[الحجرات:9]؛ فَهُوَ أمرٌ بِالْإِقْسَاطِ، وَهُوَ الْعَدْلُ فِي الْحُكْمِ بَيْنَ الطَّائِفَتَيْنِ الْمُتَنَازِعَتَيْنِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَهُوَ مِنْ قَسَطَ إِذَا جَارَ.
الشيخ: هذا هو الإشكال، من أقسط إذا عدل، وليس من قسط إذا جار. ما راجعت في نسخة ثانية، أو مخطوطة؟
الطالب: النسخ كلها يا شيخ.
الشيخ: نراجع تفسير الآية في تفسير الحافظ ابن كثير، ﴿وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾[الحجرات:9]، المعروف من قسط إذا جاء من الثلاثي: جار، وأما المقسط من أقسط؛ من الرباعي، أقسط، يقسط فهو عادل. أقسط إذا عدل، وقسط إذا جار. هذا فيه نظر، وهو ماذا؟
المتن:
وَهُوَ مِنْ قَسَطَ إِذَا جَارَ، فَالْهَمْزَةُ فِيهِ لِلسَّلْبِ.
الشيخ: تراجع كتب اللغة. نعم. بعده.
المتن:
وَمِنْ أَسْمَائِهِ –تَعَالَى-: المُقْسِط.
وَفِي الْآيَةِ الْحَثُّ عَلَى الْعَدْلِ وَفَضْلهُ، وَأَنَّهُ سَبَبٌ لِمَحَبَّةِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-.
وَأَمَّا قَوْلُهُ –تَعَالَى-: ﴿فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا﴾[التوبة:7].
الشيخ: وفيه إثبات المحبة لله –عز وجل-؛ ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾[الحجرات:9]، ففيه إثبات المحبة، والرد على من أنكرها من الأشاعرة والمعتزلة، وغيرهم. نعم.
المتن:
وَأَمَّا قَوْلُهُ –تَعَالَى-: ﴿فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ﴾[التوبة:7]؛ فَمَعْنَاهُ: إِذَا كَانَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ أحدٍ عهدٌ كَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ عَاهَدْتُمُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ؛ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ عَلَى عَهْدِهِمْ مُدَّةَ اسْتِقَامَتِهِمْ لَكُمْ، فَـــ(مَا) هُنَا مَصْدَرِيَّةٌ ظَرْفِيَّةٌ.
الشيخ: ماذا؟ أعد. (وَأَمَّا قَوْلُهُ: ﴿فَمَا اسْتَقَامُوا﴾[التوبة:7]).
المتن:
وَأَمَّا قَوْلُهُ –تَعَالَى-: ﴿فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ﴾[التوبة:7]؛ فَمَعْنَاهُ: إِذَا كَانَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ أحدٍ عهدٌ كَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ عَاهَدْتُمُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ؛ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ عَلَى عَهْدِهِمْ مُدَّةَ اسْتِقَامَتِهِمْ لَكُمْ.
الشيخ: يعني لا تنقضوا العهد، إذا استقاموا فاستقيموا لهم. نعم.
المتن:
فَـــ(مَا) هُنَا مَصْدَرِيَّةٌ ظَرْفِيَّةٌ.
الشيخ: (مَا)، ﴿فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ﴾[التوبة:7]؛ يعني مدة استقامتهم، (ما) ظرفية مصدرية. نعم.
المتن:
ثُمَّ علَّل ذَلِكَ الْأَمْرَ بِقَوْلِهِ -تعالى-: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾[التوبة:7]؛ أَيْ يحبُّ الَّذِينَ يتَّقون اللَّهَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَمِنْهُ عَدَمُ نَقْضِ الْعُهُودِ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ -تعالى-: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ﴾[البقرة:222]؛ فَهُوَ إِخْبَارٌ مِنَ اللَّهِ –عز وجل- عَنْ مَحَبَّتِهِ لِهَذَيْنِ الصِّنْفَيْنِ مِنْ عِبَادِهِ.
أَمَّا الْأَوَّلُ: فَهُمُ التَّوَّابون؛ أَيْ: الَّذِينَ يُكْثِرُونَ التَّوْبَةَ وَالرُّجُوعَ إِلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- بِالِاسْتِغْفَارِ مِمَّا أَلَمُّوا بِهِ عَلَى مَا تَقْتَضِيهِ صِيغَةُ الْمُبَالَغَةِ، فَهُمْ بِكَثْرَةِ التَّوْبَةِ قَدْ تطهَّروا مِنَ الْأَقْذَارِ وَالنَّجَاسَاتِ الْمَعْنَوِيَّةِ الَّتِي هِيَ الذُّنُوبُ وَالْمَعَاصِي.
وَأَمَّا الثَّانِي: فَهُمُ الْمُتَطَهِّرُونَ؛ الَّذِينَ يُبَالِغُونَ فِي التَّطَهُّرِ، وَهُوَ التَّنْظِيفُ بِالْوضُوءِ أَوْ بِالْغُسْلِ مِنَ الْأَحْدَاثِ، وَالنَّجَاسَاتِ الْحِسِّيَّةِ. وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِالْمُتَطَهِّرِينَ هُنَا الَّذِينَ يَتَنَزَّهُونَ مِنْ إِتْيَانِ النِّسَاءِ فِي زَمَنِ الْحَيْضِ، أَوْ فِي أَدْبَارِهِنَّ، وَالْحَمْلُ عَلَى الْعُمُومِ أَوْلَى.
الشيخ: في قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾[البقرة:222]. التوابون هم الذين تطهروا من النجاسات المعنوية، ومن المعاصي.
والمتطهرون هم الذين تطهروا من النجاسات الحسية. كل منهم تطهر، التواب تطهر من النجاسات المعنوية، ومن المعاصي، والمتطهر الذي تطهر من النجاسات الحسية، والخبث الحسي من البول والغائط والدم، وغيرها. نعم.
المتن:
وَأَمَّا قَوْلُهُ: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾[آل عمران:31]؛ فَقَدْ رُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا أَنَّ قَوْمًا ادَّعوا أَنَّهُمْ يحبِّون اللَّهَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ مِحْنَةً لَهُمْ.
الشيخ:
يعني امتحان لهم، تسمى آية المحنة والاختبار، ادعى قوم محبة الله، اختبرهم الله بهذه الآية، قال: فيه دليل، ما هو الدليل؟ اتباع الرسول، من كان متبع الرسول فهو صادق في دعوى المحبة، ومن كان غير متبع فهو كاذب. نعم.
المتن:
وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ قَدْ شَرَطَ اللَّهُ لمحبَّته اتِّبَاعَ نَبِيِّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
فَلَا يَنَالُ تِلْكَ الْمَحَبَّةَ إِلَّا مَنْ أَحْسَنَ الِاتِّبَاعَ، وَالِاسْتِمْسَاكَ بِهَدْيِهِ –عَلَيْهِ الصلاة السَّلَامُ-.
قال شيخ الإسلام –رحمه الله تعالى-: وَقَوْلهُ: ﴿وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ﴾[البروج:14]، وَقَوْلهُ -تعالى-: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ﴾[الفاتحة:1]، وَقَوْلهُ -تعالى-: ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا﴾[غافر:7]، وَقَوْلهُ -تعالى-: ﴿وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾[الأحزاب:43]، وَقَوْلهُ -تعالى-: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾[الأعراف:156].
قَوْلُهُ -تعالى-: ﴿وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ﴾[البروج:14]؛ تَضَمَّنَتِ الْآيَةُ إِثْبَاتَ اسْمَيْنِ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى، وَهُمَا: الْغَفُورُ، وَالْوَدُودُ.
أَمَّا الْأَوَّلُ: فَهُوَ مُبَالَغَةٌ فِي الْغَفْرِ، وَمَعْنَاهُ الَّذِي يَكْثُرُ مِنْهُ السَّتْرُ عَلَى الْمُذْنِبِينَ مِنْ عِبَادِهِ، وَالتَّجَاوُزُ عَنْ مُؤَاخَذَتِهِمْ.
وَأَصْلُ الْغَفْرِ: السَّتْرُ، وَمِنْهُ يُقَالُ: الصَّبْغُ أَغْفَرُ لِلْوَسَخِ. وَمِنْهُ: الْمِغْفَرُ لِسُتْرَةِ الرَّأْسِ.
الشيخ: (ومنه) ماذا؟
المتن:
وَأَصْلُ الْغَفْرِ: السَّتْرُ، وَمِنْهُ يُقَالُ: الصَّبْغُ أَغْفَرُ لِلْوَسَخِ.
الشيخ: يعني يستره.
المتن:
وَمِنْهُ: الْمِغْفَرُ لِسُتْرَةِ الرَّأْسِ.
الشيخ:
والمادة تدل على الستر، والغفور اسم من أسماء الله، يُعبَّد، ويقال: عبد الغفور. وفيه صفة المغفرة لله –عز وجل-، والمغفرة هي التجاوز عن الذنوب، وسترها، وعدم المؤاخذة عليها. نعم.
المتن:
وَأَمَّا الثَّانِي: فَهُوَ مِنَ الودِّ الَّذِي هُوَ خَالِصُ الْحُبِّ وَأَلْطَفُهُ.
الشيخ:
﴿الْوَدُودُ﴾[البروج:14]؛ من الودّ. (وَأَمَّا الثَّانِي).
المتن:
وَأَمَّا الثَّانِي: فَهُوَ مِنَ الودِّ الَّذِي هُوَ خَالِصُ الْحُبِّ وَأَلْطَفُهُ، وَهُوَ إِمَّا مِنْ فَعُولٍ بِمَعْنَى فَاعِلٍ، فَيَكُونُ مَعْنَاهُ: الْكَثِيرُ الْوُدِّ لِأَهْلِ طَاعَتِهِ، وَالْمُتَقَرِّبُ إِلَيْهِمْ بِنَصْرِهِ لَهُمْ وَمَعُونَتِهِ.
الشيخ: ماذا؟ أعد. (فَهُوَ مِنَ الودِّ).
المتن:
وَأَمَّا الثَّانِي: فَهُوَ مِنَ الودِّ الَّذِي هُوَ خَالِصُ الْحُبِّ وَأَلْطَفُهُ، وَهُوَ إِمَّا مِنْ فَعُولٍ بِمَعْنَى فَاعِلٍ.
الشيخ:
ودود بمعنى وادّ. نعم.
المتن:
فَيَكُونُ مَعْنَاهُ: الْكَثِيرُ الْوُدِّ لِأَهْلِ طَاعَتِهِ، وَالْمُتَقَرِّبُ إِلَيْهِمْ بِنَصْرِهِ لَهُمْ وَمَعُونَتِهِ. وَإِمَّا مِنْ فَعُولٍ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، فَيَكُونُ مَعْنَاهُ: الْمَوْدُودُ؛ لِكَثْرَةِ إِحْسَانِهِ، المستَحِقُّ لِأَنْ يَوَدَّه خَلْقُهُ، فَيَعْبُدُوهُ وَيَحْمَدُوهُ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ -تعالى-: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ﴾[الفاتحة:1].
الشيخ: ماذا؟ أعد. (وأما الثاني).
المتن:
وَأَمَّا الثَّانِي: فَهُوَ مِنَ الودِّ الَّذِي هُوَ خَالِصُ الْحُبِّ وَأَلْطَفُهُ، وَهُوَ إِمَّا مِنْ فَعُولٍ بِمَعْنَى فَاعِلٍ، فَيَكُونُ مَعْنَاهُ: الْكَثِيرُ الْوُدِّ لِأَهْلِ طَاعَتِهِ.
الشيخ:
الودود من وادّ، من فاعِل. (فَيَكُونُ مَعْنَاهُ).
المتن:
فَيَكُونُ مَعْنَاهُ: الْكَثِيرُ الْوُدِّ لِأَهْلِ طَاعَتِهِ، وَالْمُتَقَرِّبُ إِلَيْهِمْ بِنَصْرِهِ لَهُمْ وَمَعُونَتِهِ.
الشيخ: -سبحانه وتعالى-.
المتن:
وَإِمَّا مِنْ فَعُولٍ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، فَيَكُونُ مَعْنَاهُ: الْمَوْدُودُ؛ لِكَثْرَةِ إِحْسَانِهِ، المستَحِقُّ لِأَنْ يَوَدَّه خَلْقُهُ، فَيَعْبُدُوهُ وَيَحْمَدُوهُ.
الشيخ: وأما الودود (مِنْ فَعُولٍ بِمَعْنَى)، ماذا؟
المتن:
وَإِمَّا مِنْ فَعُولٍ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، فَيَكُونُ مَعْنَاهُ: الْمَوْدُودُ؛ لِكَثْرَةِ إِحْسَانِهِ.
الشيخ:
الودود بمعنى الوادّ؛ بمعنى الذي يتقرب إلى عباده –سبحانه وتعالى- بإنعامه عليهم، وإفضاله عليهم، أو الودود بمعنى المودود؛ أي المحبوب؛ الذي يحبه أولياؤه. نعم.
المتن:
فَيَكُونُ مَعْنَاهُ: الْمَوْدُودُ؛ لِكَثْرَةِ إِحْسَانِهِ.
الشيخ: فيكون من أسماء الله: الودود، يُعبَّد، يقال: عبد الودود. نعم.
(فَيَكُونُ) ماذا؟
المتن:
فَيَكُونُ مَعْنَاهُ: الْمَوْدُودُ؛ لِكَثْرَةِ إِحْسَانِهِ، المستَحِقُّ لِأَنْ يَوَدَّه خَلْقُهُ، فَيَعْبُدُوهُ وَيَحْمَدُوهُ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ -تعالى-: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ﴾[الفاتحة:1]، وَمَا بَعْدَهَا مِنَ الْآيَاتِ؛ فَقَدْ تَضَمَّنَتْ إِثْبَاتَ اسْمَيْهِ الرَّحْمَنِ وَالرَّحِيمِ، وَإِثْبَاتَ صِفَتَيِ الرَّحْمَةِ وَالْعِلْمِ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَفْسِيرِ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ﴾[الفاتحة:1] الْكَلَامُ عَلَى هَذَيْنِ الِاسْمَيْنِ، وَبَيَانُ الْفَرْقِ بَيْنَهُمَا، وَأَنَّ أَوَّلَهُمَا دالٌّ عَلَى صِفَةِ الذَّاتِ، وَالثَّانِيَ دالٌّ عَلَى صِفَةِ الْفِعْلِ.
وَقَدْ أَنْكَرَتِ الْأَشَاعِرَةُ وَالْمُعْتَزِلَةُ صِفَةَ الرَّحْمَةِ.
الشيخ: ماذا؟ أعد. (وَأَمَّا قَوْلُهُ).
المتن:
وَأَمَّا قَوْلُهُ: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ﴾[الفاتحة:1]، وَمَا بَعْدَهَا مِنَ الْآيَاتِ؛ فَقَدْ تَضَمَّنَتْ إِثْبَاتَ اسْمَيْهِ الرَّحْمَنِ وَالرَّحِيمِ، وَإِثْبَاتَ صِفَتَيِ الرَّحْمَةِ وَالْعِلْمِ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَفْسِيرِ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ﴾[الفاتحة:1] الْكَلَامُ عَلَى هَذَيْنِ الِاسْمَيْنِ، وَبَيَانُ الْفَرْقِ بَيْنَهُمَا، وَأَنَّ أَوَّلَهُمَا دالٌّ عَلَى صِفَةِ الذَّاتِ، وَالثَّانِيَ دالٌّ عَلَى صِفَةِ الْفِعْلِ.
الشيخ:
الأول: صفة الرحمن، والثاني: صفة الرحيم، فيها إثبات الرحمة، والرد على من فسَّرها بالإنعام، أو الإرادة. والأشاعرة يفسرونها بالإرادة والإنعام، وهذا خطأ، الإرادة صفة أخرى، وتفسيرها بالإنعام تفسير بالأثر. نعم.
المتن:
وَقَدْ أَنْكَرَتِ الْأَشَاعِرَةُ وَالْمُعْتَزِلَةُ صِفَةَ الرَّحْمَةِ بِدَعْوَى أَنَّهَا فِي الْمَخْلُوقِ ضعفٌ وخَوَرٌ، وتألُّم لِلْمَرْحُومِ، وَهَذَا مِنْ أَقْبَحِ الْجَهْلِ، فَإِنَّ الرَّحْمَةَ إِنَّمَا تَكُونُ مِنَ الْأَقْوِيَاءِ لِلضُّعَفَاءِ، فلَا تَسْتَلْزِمُ ضَعْفًا وَلَا خَوَرًا؛ بَلْ قَدْ تَكُونُ مَعَ غَايَةِ الْعِزَّةِ وَالْقُدْرَةِ، فَالْإِنْسَانُ الْقَوِيُّ يَرْحَمُ وَلَدَهُ الصَّغِيرَ، وَأَبَوَيْهِ الْكَبِيرَيْنِ، ومَن هُوَ أَضْعَفُ مِنْهُ، وَأَيْنَ الضَّعْفُ وَالْخَوَرُ -وَهُمَا مِنْ أَذَمِّ الصِّفَاتِ- مِنَ الرَّحْمَةِ الَّتِي وَصَفَ اللَّهُ نَفْسَهُ بِهَا، وَأَثْنَى عَلَى أَوْلِيَائِهِ الْمُتَصِّفِينَ بِهَا، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يتواصَوْا بِهَا؟!
وَقَوْلُهُ -تعالى-: ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً﴾[غافر:7].
الشيخ: قف على الرحمة. أعد الكلام عليها.
الطالب: أحسن الله إليك.
الشيخ: بارك الله فيكم، وفَّق الله الجميع لطاعته، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت.