شعار الموقع

الرسالة التدمرية (14) قوله "وإذا تبين أن غاية ما يقرره هؤلاء النظار" – إلى "فإقرار المرء بأن الله رب كل شيء ومليكه"

00:00
00:00
تحميل
146

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد..

فقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

وإذا تبين أن غاية ما يقرره هؤلاء النظار أهل الإثبات للقدر المنتسبون إلى السنة إنما هو توحيد الربوبية وأن الله رب كل شيء ومع هذا فالمشركون كانوا مقرين بذلك مع أنهم مشركون فكذلك طوائف من أهل التصوف المنتسبين إلى المعرفة والتحقيق والتوحيد غاية ما عندهم من التوحيد هو شهود هذا التوحيد وهو أن يشهد..

الشرح..

المؤلف رحمه الله يبين أن أهل الكلام وأهل النظر إنما يقرون توحيد الربوبية أهل الكلام وأهل النظر الذين يعتمدون على العقول وعلى الآراء ويعرضون عن النصوص من المعتزلة والأشاعرة وغيرهم إنما غايتهم يقرون توحيد الربوبية ويعرضون عن توحيد الإلهية ولهذا يفسرون كلمة لا إله إلا الله يفسرون الإله بالخالق لا خالق إلا الله يسمونها القدرة على الاختراع وهذا من جهلهم وظلالهم لأن الإله هو المعبود فنهاية غايتهم يقررون توحيد الربوبية فقط كما سبق أن أهل الكلام يجعلون التوحيد ثلاثة أنواع يقولون إن الله واحد في ذاته لا قسيم له وهو واحد في صفاته لا شبيه له وهو واحد في أفعاله لا شريك له وهذه الأنواع الثلاثة كلها لا تتجاوز توحيد الربوبية ما تتجاوز توحيد الربوبية ولا وصلوا إلى توحيد الألوهية واحد في ذاته لا قسيم له وواحد في صفاته لا شبيه له وواحد في أفعاله لا شريك له والمشروع عندهم النوع الثالث هو توحيد الأفعال فهم يقررون توحيد الربوبية فقط ولم يتجاوزوه إلى توحيد الإلهية يقول المؤلف وكذلك أيضا الصوفية كذلك الصوفية يقرون توحيد الربوبية ولا يتجاوزونه إلى توحيد الألوهية ويوافقهم في هذا أهل الشرك المشركون موافقون في تقديم توحيد الربوبية مشركوا قريش يقرون بتوحيد الربوبية ولئن سألتهم من خلقكم ليقولن الله وكذلك الآن الموجودون في العصر الحاضر بعضهم يقرر توحيد الربوبية ألف بعضهم رسالة سماها تناقض المذاهب المادية في حفنة الألوهية ولا تتجاوز توحيد الربوبية أن الله هو الخالق وأنه كذا آتي بأدلة على إثبات وجود الله فالمقصود أن توحيد الربوبية حق وهو توحيد الله بأفعاله هو كالخلق والرزق والإماتة والإحياء لكنه لا يكفي في توحيد العبد لربه ولا يدخل الإنسان في الإسلام ولا ينجيهم من عذاب الله حتى يوحد الله في ألوهيته وفي ربوبيته وفي أسمائه وصفاته فكل من أهل الكلام وأهل النظر وأهل التصوف يقرون توحيد الربوبية ولا يصلون إلى توحيد الألوهية يقول المؤلف رحمه الله هم بهذا يوافقون المشركين المشركون لم يخالفوهم في هذا فالمشركون يقرون توحيد الربوبية ومع ذلك كفرهم الله واستحل النبي ﷺ دماءهم وأموالهم والتوحيد الذي خلق الخلق لأجله هو توحيد العبادة والألوهية وفي ضمنه توحيد الربوبية من وحد الله في ألوهيته وعبد الله وأخلص له العبادة في ضمن ذلك إقراره بالربوبية والأسماء والصفات ولهذا يقول العلماء توحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية يعني داخل في ضمنه فمن وحد الله وأخلص له العبادة في ضمن ذلك أنه أقر بالربوبية والأسماء والصفات أما توحيد الربوبية فهو مستلزم لتوحيد الألوهية يلزم من أقر بوجود الله ووحد الله بأفعاله يلزمه أن يوحد الله في ألوهيته وعبادته لكن ليس كل أحد يلتزم بما لزمه وهو يلزمهم لكن المشركين ما التزموا بما لزمهم فوحدوا الله في الربوبية وأشركوا مع الله في عبادته وألوهيته .

المتن..

وإذا تبين أن غاية ما يقرره هؤلاء النظار أهل الإثبات للقدر المنتسبون إلى السنة إنما هو توحيد الربوبية.

الشرح..

هم يثبتون القدر مثل الجبرية وغيرهم والأشاعرة يثبتون القدر ويقولون أن الله خالق العباد وخالق لأفعالهم ومع ذلك يفسرون الإله في كلمة التوحيد خالق القدرة على الاختراع.

المتن..

أهل الإثبات للقدر المنتسبون إلى السنة إنما هو توحيد الربوبية وأن الله رب كل شيء ومع هذا فالمشركون كانوا مقرين بذلك مع أنهم مشركون فكذلك طوائف من أهل التصوف المنتسبين إلى المعرفة والتحقيق والتوحيد غاية ما عندهم من التوحيد هو شهود هذا التوحيد.

الشرح..

ومع ذلك يسمون أنفسهم أهل التحقيق والتوحيد والمعرفة  أين التحقيق وأين التوحيد والمعرفة وهم لم يوحدوا الله في عبادته وألوهيته.

المتن..

غاية ما عندهم من التوحيد هو شهود هذا التوحيد وهو أن يشهد أن الله رب كل شيء ومليكه وخالقه لا سيما إذا ..

الشرح..

 هذا هو توحيد الربوبية يشهد أن الله رب كل شيء ومليكه وخالقه ويشهد بالحقيقة الكونية وأن ما في هذا الوجود كله خلق لله وكل شيء بقدر الله ومشيئته وأنه لا يقع في هذا شيء إلا ما قدره الله وأراده ولا يتجاوز غير هذا.

المتن..

وهو أن يشهد أن الله رب كل شيء ومليكه وخالقه لا سيما إذا غاب العارف بموجوده عن وجوده وبمشهوده  عن شهوده وبمعروفه عن معرفته.

الشرح..

 هذا إلغاء العارف من الصوفية يغيب يكون عنده غيبوبة لأن التوحيد عندهم ثلاثة أقسام توحيد العامة ومن العامة جميع الأنبياء والمرسلين هو أن يعبد الله وحده بما شرعه صلاة وصيام هذا يسمى توحيد العامة توحيد الخاصة الذين تجاوزوا العامة وألغوا صفاتهم وأفعالهم وجعلوها صفاتا لله تسمى عندهم الغيبوبة بمعنى أنه ينسى جميع الموجودات يلغيها من الشهود حتى لا تشوش عليهم يقول أنا ما أستطيع أن أنظر إلى السماء وأرض وبحار وأشجار تشوش عليه ألغيها من الشهود ما أنظر إلا الله الشاهد الله فقط السماوات ما كأنها موجودة والآدميين ما كأنهم حتى نفسه ينساها يغيب بموجوده عن وجوده يغيب بموجوده وهو الله عن نفسه عن وجوده هو فيغيب عن نفسه بالله يغيب عن موجوده يغيب بموجوده عن وجوده يغيب بموجوده عن الله بوجوده هو وبمعرفه وهو الله عن معرفته هو هذه يسمونها الدرجة المتوسطة عند الصوفية وهي درجة الشهود وهي حقيقة غيبة أحدهم عن شهوده لنفسه ولجميع الكائنات فلا يشهد إلا الحقيقة الكونية تجريد شهود الحقيقة الكونية والغيبة عن شهود الكائنات، الكائنات هي المخلوقات وهو يغيب عن جميع المخلوقات بمعنى أنه يلغيها من الشهود لا من الوجود يلغيها من الشهود لا من الوجود فما كأن شيئا موجودا عنده الآدميين الذين حوله البحار والأشجار والقمر والشمس هذه يلغيها من الشهود ما يشاهدها فلا يشاهد إلا الله ما كائن موجود إلا الله يقول أنا ما أنكرها لكن ما أنظر إليها ألغيها حتى لا تشوش علي يقول معناه لا أستطيع أن أنظر إلى كذا وأنظر إلى آدميين وأنظر إلى قمر وشمس تشوش علي أنا أوحد شهودي ما أنظر إلا إلى الله  هذا معنى التجريد الشهود الحقيقة الكونية الغيبة عن شهود الكائنات فيفنى يغيب بموجوده عن وجوده وبمعروفه عن معرفته وبمعبوده عن عبادته يغيب عن بمعبوده عن عبادته يعني فينسى العبادة ويغيب بالمعبود وهو مشاهدة الله فيفنى من لم يكن ويبقى من لم يزل يفنى من لم يكن وهو المخلوق ويبقى من لم يزل وهو الله هذه الدرجة الثانية المتوسطة ثم الدرجة الثالثة توحيد خاصة الخاصة يصلون القول وحده بوجود غير الله ينكر ما سوى الله من الوجود الطائفة الثانية ينكرون ما سوى الله من الشهود والطائفة الثالثة ينكرون ما سوى الله من الوجود فيقولون وجوده واحد وهذا غاية الكفر والعياذ بالله فإذا يقسمون الناس الصوفية إلى ثلاثة أقسام عامة والخاصة  وخاصة الخاصة فالعامة الذين لهم التكاليف والشريعة يسمونهم عامة ومن العامة الأنبياء والمرسلين شيخ الإسلام ابن تيمية يقول هنيئا للعامة نصيبهم من الشريعة والثانية الخاصة الذين تجاوزوا مرتبة أديانهم بزعمهم وألغوا أفعالهم (.....)التكاليف والطائفة الثالثة خاصة الخاصة وهم الذين يصلون إلى قول بوحدة الوجود ويسمون الطائفة الأولى أهل الشريعة والطائفة الثانية أهل الحقيقة والطائفة الثالثة أهل التحقيق فأهل الشريعة وهم العامة يقولون محجوبون عندهم حجاب الآن محجوبين عن  أهل الخاصة عندهم تكاليف وأوامر ونواهي وعندهم طاعات ومعاصي أما أهل الحقيقة الذين خرقوا الحجاز تجاوزوا المعرفة فهم أهل الحقيقة وليس عندهم معاصي كل ما عندهم طاعات كل ما يعملونه طاعات حتى الزنا والسرقة وشرب الخمر سقطت عنهم التكاليف ويستدلون بقوله تعالى وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ یَأۡتِیَكَ ٱلۡیَقِینُ قالوا اليقين  المعرفة و(..) إلى المعرفة والعلم بأن ما قدر سيكون سقطت عنه التكاليف وأما أهل التحقيق الطبقة الثانية ما عندهم لا معاصي ولا طاعات وصلوا إلى قولهم واحد الوجود نعوذ بالله من زيغ القلوب . يقولون الوجود واحد الرب هو العبد والرب هو العبد يقولون أنت الرب وأنت العبد ما من وجود والعياذ بالله ولكن كثرة توهم مثل ما قال رئيسهم ابن عبد ابن العربي عن الوجود يقول الرب عبد والرب عبد يا ليت شعري من المكلف إن قلت عبد فذاك بيتك أو قلت رب أنى يكلف اختلط عليه الأمر واشتبه ما يدري العبد هو الرب والرب هو العبد إن قلت عبد كيف يكلف إن قلت عبد فهو بيت إن قلت عبد فذاك بيت وفي رواية إن قلت عبد فذاك نفي أو قلت رب أنى يكلف إن قلت رب فكيف يكلف وإن قلت عبد فهذا منفي ويقول رب مالك وعبد هالك وأنتم ذلك والعبد فقط والكثرة له وهم ويقول سر حيث شئت فإن الله ثم وقل ما شئت والواسع الله سر ما شئت كل ما ترى هو الله وكل ما تراه هذا مظاهر لتجلي الحق نعوذ بالله هذا أعظم الكفر والإلحاد والزندقة وهؤلاء الملاحدة والصوفية لهم الآن مؤلفات ولهم أتباع ومنهم من يدافع عنهم ويقال أهل التحقيق وأهل المعرفة ولهم كتب تطبع وتؤلف وتطبع بأوراق صقيلة وتحقق موجودة في الشام وفي مصر وفي كل مكان يسمونهم أهل المعرفة ولهم كتب، كتب الدرة وغيرها ولهم مؤلفات ومذهبهم مذهب فرعون حتى بعضهم يدافع عن فرعون ألف رسالة سماها إيمان فرعون يقول فرعون مؤمن وجاء واحد حققها مشهورة ومطبوعة وكتب عليها تحقيق كتب عليه واحد يرد عليه وعلق عليه واحد ثالث محقق قال هذا الأول يقر أن فرعون أن الوجود واحد والثاني ينكر وأنت انظر اختر ما تشاء يمكن أن يكون هذا صحيح ويمكن أن يكون هذا صحيح ويقول أَدۡخِلُوۤا۟ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ أَشَدَّ ٱلۡعَذَابِ يقول فرعون ناجي هم يدخلون هو ما هو منهم ويستدل بقوله تعالى أنه قال آمنت ولا ينظر إلى آخر الآية هذا كفر نسأل الله السلامة والعافية ونعوذ بالله (...) الصوفية موجودون الآن في كل مكان الآن في كل بلد الآن فيه صوفية لكل قوم طريقة طرق قد يكون في البلد أكثر من مائة طريقة وكل طريقة شيخ يقودهم إلى النار هذه الطرق منها ما يصل إلى الكفر ومنها ما هو فيها القادرية والشعوذية والنقشندية إلى غيرها من الطرق وهم موجودون الآن هناك من يدورون حتى يسقط ويغمى عليه ولهم أذكار شركية وبدعية فالمقصود أن هذه موجودة كلها موجودة الآن ويقولون إن العامة قسموا الناس إلى عامة وخاصة العامة أذكارهم لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله أما الخاصة ما يحتاج أن يقول لا إله إلا الله أذكارهم لفظ الجلالة الله ، الله لا إله إلا الله هذه طويلة  هذه للعامة الخاصة الله ، الله يقول واحد ذهبت إلى مكان في أفريقيا وجدت جماعة من بعد العصر إلى المغرب يقولون الله ، الله ، الله حتى يسقط بس يكرر هذا، هذا ما هو ذكر وليس فيه ذكر وليست جملة مفيدة ولا تنفع ولا تفيد القلب إيمان ولا توحيد حتى يجب أن تكون جملة مفيدة الله أكبر سبحان الله الحمد لله أما الله ، الله ما هي ذكر وخاصة الخاصة هم كذلك يقولون ما يحتاج أن يقول الله ناخذ الهاء لله هو ، هو، وهوه كالكلاب نعوذ بالله نعوذ من زيغ القلوب .

المتن..

قال غاية ما عندهم من التوحيد هو شهود هذا التوحيد وهو أن يشهد أن الله رب كل شيء ..

الشرح..

 غاية ما عند الصوفية شهود توحيد الربوبية ما يتجاوزه لأنهم سيصلون إلى قول لحظة الوجود في النهاية تدرج الخاصة يتدرجون يلغون ما سوى الله من الشهود ثم تأتي طريقة خاصة الخاصة فيلغون ما سوى الله من الوجود .

المتن..

 وهو أن يشهد أن الله رب كل شيء ومليكه وخالقه لا سيما  إذا غاب العارف بموجوده عن وجوده .

الشرح ..

يغيب يعني يلغي ، يلغي شيء لشيء  يغيب العارف بموجوده يلغي وجوده هو لموجود الله يلغي عن معرفته لمعروفه يلغي عبادته لمعبوده يلغي العبادة لأجل النظر إلى معبوده يفني شيء يلغي شيء لشيء هذا معنى الغيبوبة يلغي شيء لشيء الغيبوبة يلغي شيء لشيء فهو يغيب بموجوده عن وجوده يلغي وجوده هو لموجود هو الله يلغي معرفته هو وعبادته لمعروف هو الله يلغي عبادته هو لمعبود هو الله للنظر إلى معبوده .

المتن..

 لا سيما إذا غاب العارف بموجوده عن وجوده .

الشرح..

بموجوده عن وجود الله عن وجوده هو.

المتن..

وبمشهوده عن مشهوده.

الشرح..

بمشهوده الله عن شهوده هو عن شهوده هو نفسه هو يلغي شهوده لنفسه أي ينفي  نفسه ما كأن نفسه موجودا لمشاهدة لربه .

المتن..

وبمعروفه عن معرفته.

الشرح..

 يلغي معرفته هو لمعروف هو الله وبمعبوده عن عبادته أيضا يلغي العبادة فيترك العبادة اكتفاء بالنظر إلى معبود وهو الله .

المتن..

ودخل في فناء توحدي الربوبية بحيث يفنى من لم يكن ويبقى من لم يزل.

الشرح..

 دخل في فناء توحيد الربوبية بحيث يفنى من لم يكن وهو المخلوق ويبقى من لم يزل وهو الله يفنى من لم يكن وهو المخلوق يعني يفنيه ويلغيه ويبقي من لم يزل وهو الله يفنيه يعني يلغيه من الشهود يفني جميع المخلوقات إيش معنى يفنيها؟ يعني يتناساها ولا يشاهدها حتى لا تشوش عليه ويبقي النظر والمشاهدة لله عز وجل حاليا الآن حتى يتدرج يتدرجون إلى لحظة بالوجود يفني من لم يكن ويبقى من لم يزل يفني من لم يكن وهي المخلوقات جميع المخلوقات يفنيها السماوات والأرضين والشمس والقمر والآدميين حتى نفسه يفنيها وش معنى يفنيها؟؟ يفنيها عن المشاهدة يلغيها فلا ينظر إليها هذه المتوسطة الدرجة المتوسطة الدرجة الصوفية ثم الدرجة التي بعدها يلغيها من الوجود ينكرها فيقول لا موجود إلا الله ما في وجود إلا الله نعوذ بالله من زيغ القلوب يفنى من لم يكن ويبقى من لم يزل يفنى من لم يكن وهي المخلوقات ويبقى من لم يزل وهو الله.

سؤال أحد الحاضرين أجابه الشرح..

هكذا يزعمون يعبدون الله بالحب بدون عبادة بدون خوف بدون رجاء هذا المقصود بدون خوف وبدون رجاء .

المتن..

ودخل في فناء توحيد الربوبية بحيث يفنى من لم يكن ويبقى من لم يزل فهذا عندهم هو الغاية التي لا غاية وراءها .

الشرح..

هو الغاية في التوحيد والنهاية الغاية في التوحيد هو هذا يكتفي بالشهود ولا في عبادة غاب عن العبادة ،العبادة غاب فنى أفناها صلاة وصيام وزكاة غاب عنها هذه الغاية عندهم التي لا غاية وراءها هذه النهاية في العبادة عندهم  إذا وصل إلى الفناء والشهود خلاص هذه النهاية عندهم وين العبادة صلاة وصيام وزكاة التكاليف هذه تجاوزها هذه للعامة والأنبياء والرسل كلهم من العامة يجعلونها أما هم يسمون أنفسهم خاصة سقطت عنهم التكاليف فالغيبوبة تغيب عنهم نعوذ بالله فقد أجمع أهل العلم كما ذكر شيخ ابن الإسلام أن من اعتقد أنه هناك أحد تسقط عنه التكاليف وعقله معه فإنه يسلم وإلا قتل كافرا بإجماع المسلمين .

المتن..

 فهذا عندهم هو الغاية التي لا غاية وراءها ومعلوم أن هذا هو تحقيق ما أقر به المشركون من التوحيد.

 الشرح..

تحقيقهم هذا ما تجاوز توحيد الربوبية الذي أقر به المشركون كفار قريش على هذا يكون أبو جهل وأبو لهب موحدون عند الصوفية لأنهم وحدوا الله في هذا توحيد الربوبية .

المتن..

ومعلوم أن هذا هو تحقيق ما أقر به المشركون من التوحيد ولا يصير الرجل بمجرد هذا التوحيد مسلما فضلا عن أن يكون وليا لله أو من سادات الأولياء .

الشرح..

هم يزعمون أنفسهم أن هذا هو الولي وسادات الأولياء الولي الذي هو إيش؟؟

هو الذي يفنى يمعبوده عن عبادته ويكتفي بتدريج شهود الحقيقة الكونية والمؤلف رحمه الله يقول هذا مشرك كيف يقول هذا هذا مشرك ليس بمسلم ما وصل إلى الإسلام فضلا عن أن يكون وليا ومساندة الأولياء .

المتن..

وطائفة من أهل التصوف والمعرفة يقرون هذا التوحيد مع إثبات الصفات .

الشرح..

 هناك طائفة أخرى يقرون هذا التوحيد يقرون توحيد الربوبية مع إثبات الصفات وهناك طائفة ثالثة يقرون توحيد الربوبية مع نفي الصفات فيكونون معطلة هم طبقات فطائفة يكتفون بتقرير توحيد الربوبية دون إثبات الصفات وطائفة يضمون مع ذلك إثبات الصفات .

المتن..

وطائفة من أهل التصوف والمعرفة يقررون هذا التوحيد مع إثبات الصفات فيفنون في توحيد الربوبية مع إثبات الخالق للعالم المبائن لمخلوقاته .

الشرح..

لأنهم يثبتون له الصفات يثبتون للرب له الصفات وله العلو وله السمع والبصر وهو مباين للمخلوقات وأما الطائفة الأولى ما يثبتون له الصفات فهم يفنون مع اعتقادهم أن الرب غير مباين يكون مختلط بالمخلوقات فرق بين الطائفتين من أثبت الصفات أثبت الخالق وأنه مباين للمخلوقات ومن نفاها مع أنه ما أثبت العلو وإذا لم يثبت العلو معناه أنه جعل الرب مختلط بالمخلوقات .

المتن..

وآخرون يضمون هذا إلى نفي الصفات فيدخلون في التعطيل مع هذا .

الشرح..

آخرون يضمون هذا يعني تقرير توحيد الربوبية إذا نفي الصفات فيدخل في التعطيل أو في التعطيل المحض الخالص فيكون معطلا ، معطلا حيث عطل الرب بصفاته مع أنهم أثبتوا الرب من دون صفات يعني جعلوه مختلطا بمخلوقات .

المتن..

وهذا شر من حال كثير من المشركين ,

الشرح..

 هذا شر الذي يثبت الربوبية الذي يقر بتوحيد الربوبية مع نفي الصفات شر من حال المشركين المشركون أثبتوا الصفات في الجملة يثبتون أن الله هو الخالق الرازق المالك المدبر المحي فهؤلاء الصوفية الذين ينفون الصفات صاروا معطلة أثبتوا توحيد الربوبية مع التعطيل المحض فجعلوا الرب مختلف المخلوقات وليس له صفات  فصاروا شرا من المشركين.

المتن..

 وكان جهم ينفي الصفات ويقول بالجبر فهذا تحقيق قول جهم لكنه ..

الشرح..

جهم ابن صفوان ينفي الصفات ويقول بالجبر يقول العبد مجبور ويقول بالإرجاء. أيضا تأخير الأعمال عن مسمى الإيمان فهم يوافقون الجبرية يوافقون الجهم الصوفية الذين قروا توحيد الربوبية وأنكروا الصفات وافقوا الجهم جهم ابن صفوان لأن الجهم ابن صفوان ينكر الصفات ويقول بالإرجاء أن الإيمان هو مجرد المعرفة بالقلب .

المتن..

 وكان جهم ينفي الصفات ويقول بالجبر فهذا تحقيق قول جهم لكنه إذا أثبت الأمر والنهي والثواب والعقاب فارق المشركين من هذا الوجه إذا أثبت الأمر والنهي والثواب والعقاب يكون الشريعة العمل بالشريعة والأمر والنهي والثواب والعقاب فارق المشركين وإن لم يثبتها وافق المشركين فإذا الجهم يوافق المشركين في أنه أقر توحيد الربوبية ونفى الصفات لكن إذا أثبت الشريعة الأمر والنهي والثواب والعقاب فارق المشركين وانفصل عنهم فإن لم يثبت الأمر والنهي والثواب والعقاب لم ينفصل عنهم لكن هو الأصل المعروف أنه يثبت الأمر والنهي إلا أنه لما قال بالإرجاء أضعف الأمر والنهي ضعف الأمر والنهي عنده حيث أخر الأعمال ولم يدخلها في مسمى الإيمان الجهمية كفرهم خمس مائة عالم كما قال ابن القيم ولقد تقلد كفرهم خمسون في عشر من العلماء في بلدانهم خمسين في عشر خمس مائة.(....) الطبراني.

الشرح..

لكنه إذا أثبت الأمر والنهي والثواب والعقاب فارق المشركين من هذا الوجه لكن جهما ومن اتبعه يقول بالإرجاء .

والإرجاء هو تأخير الأعمال عن مسمى الإيمان فتضعف الشريعة عنده يقول بالإرجاء ..

المتن..

لكن جهما ومن اتبعه يقول بالإرجاء فيضعف الأمر والنهي والثواب والعقاب عنده .

الشرح ..

والإرجاء كما هو معروف أقسام المرجئة أقسام شيخ الإسلام يقسمهم إلى ثلاثة طوائف الطائفة الأولى الذين يقولون إن الإيمان مجرد ما في القلب وهؤلاء منهم من يقول الإيمان هو المعرفة ومنهم من يقول هو التصديق هم الماتوريدية وأما أعمال القلوب فمنهم من يدخلها ومنهم من يخرجها والطائفة الثانية الكرامية الذين يقولون الإيمان هو مجرد قول اللسان إذا أقر بلسانه فهو مؤمن ولو كان مكذبا بقلبه والطائفة الثالثة مرجئة الفقهاء الذين يقولون الإيمان شيئان تقرير باللسان وتصديق بالقلب وهذا هو مذهب الإمام أبي حنيفة الشرح محمد ابن أبي سليمان فتكون الطوائف ثلاثة من يقول الإيمان هو مجرد في القلب ثانيا الإيمان مجرد القول في اللسان ثالثا الإيمان قول لساني وتصديق قلبي وقد تقسم إلى أربع فيقال الطائفة الأولى الجهمية الذين يقولون الإيمان المعرفة بالقلب والطائفة الثانية الماتوريدية والأشاعرة الذين يقولون الإيمان هو تصديق بالقلب والطائفة الثالثة الكرامية الذين يقولون الإيمان الإقرار باللسان والطائفة الرابعة مرجئة الفقهاء الذين يقولون الإيمان تصديق بالقلب وإقرار باللسان.

شيخ الإسلام يقول يعصم التفريق بينهما إذا لم يكن هناك إذا نفيت أعمال القلوب إمام أبو حنيفة له روايتان الرواية الأولى أن الإيمان تصديق القلب وقول باللسان والرواية الثانية أن الإيمان تصديق بالقلب وأما إقرار باللسان فهو ركن ثاني ركن مطلوب لكن ليس من الإيمان وهذا هم مذهب الماتوريدية فعلى هذا يرون لأنه غير مذهب جهم ولكن المعرفة والتصديق إذا لم يكن هناك(...) فهما متقاربان .

المتن..

والنجارية والضرارية وغيرهم يقربون من جهم في مسائل القدر والإيمان مع مقاربته لهم أيضا في نفي الصفات.

الشرح..

 النجارية أتباع أبي عبد الله الحسين ابن محمد النجار والضرارية أتباع ضرار ابن عمرو القاضي فالنجارية منهم من يقربهم من المرجئة ومنهم من يقربهم من الجبرية المرجئة قال أبو الحسن الأشعري أنهم يقربون من المرجئة ومنهم من قال أنهم يقربون من الجبرية وابن حزم في (..) يقول إنهم يقربون من المعتزلة وكذلك الضرارية منهم من قال إنهم يقربون من المرجئة ومنهم من قال إنهم يقربون من الجبرية والشرح رحمه الله يقول أنهم يقربون من جهم في مسائل القدر ..

المتن..

والنجارية والضرارية وغيرهم يقربون من جهم في مسائل القدر والإيمان مع مقاربتهم له أيضا في نفي الصفات .

الشرح..

 في مسائل القدر الجهم يقول بالجبر يعني إنهم يقولون بالجبر يكونوا جبرية وفي مسائل الإيمان وهو الإرجاء يقولون بتأخير الجهم مرجئ وليست مرجئة يقول بأن الأعمال غير داخلة في مسمى الإيمان وكذلك الصفات ينفي الصفات فالمعنى إن النجارية والضرارية يقربون من جهم يقربون بالإرجاء والجبر ونفي الصفات وهذا يؤيد أن من قال أن النجارية يقرب من الجبرية إذا فهم جبرية مثل جهم على قولهم جبرية يقولون في القدر أن العبد مجبور على أفعاله وأن العبد ليس له الفعل والاختيار هذا في القدر يقولون جهم في القدر وفي الإرجاء يقولون أن الأعمال غير داخلة في مسمى الإيمان وفي الصفات ينفون الصفات .

المتن..

والكلابية والأشعرية خير من هؤلاء في باب الصفات .

الشرح..

 الكلابية أتباع عبد الله ابن سعيد الكلاب لأنه يثبت الصفات العقلية الصفات السبع فيكون خير من هؤلاء خير من النجارية وخير من االضررية وخير من الجهم لأن النجارية والضررية والجهم لا يثبتون الصفات ولا يدخلون الأعمال في مسمى الإيمان يقولون بالإرجاء ولا يقولون أن العبد له الفعل والاختيار فيقولون بالجبر فيكون الكلابية والأشعرية خير منهم .

المتن..

والكلابية والأشعرية خير من هؤلاء في باب الصفات فإنهم يثبتون لله الصفات العقلية وأئمتهم يثبتون الصفات الخبرية في الجملة كما فصلت أقوالهم في غير هذا الموضع.

الشرح..

هذا الوجه الخيري وجه الخيرية أن الكلابية والأشعرية يثبتون الصفات العقلية وهي الصفات السبع الحياة والكلام والبصر والسمع .

هذا وجه الخيرية أن الكلابية (..) يثبتون الصفات العقيلة وهي الصفات السبع الحياة والكلام والبصر والسمع والعلم والإرادة والكلام والحياة والكلام والسمع والبصر والعلم والقدرة والإرادة سميت صفات عقلية لأنهم يزعمون أن العقل دل عليها مع الشرع بخلاف بقية الصفات لم يدل عليها إلا الشرع فهم يثبتون الصفات السبع وأئمتهم يثبتون الصفات الخبرية يعني التي أثبتها الخبر من الكتاب والسنة فلهذا صاروا خيرا من الجهرية والضرارية والجهم لأنهم ينفون الصفات فبذلك صاروا خيرا وكل ما كان الإنسان موافق للكتاب والسنة أقرب للكتاب والسنة كان خيرا ممن بعد عنهما فلما كان الكلابية والأشعرية موافقين للكتاب والسنة في إثبات بعض الصفات صاروا خيرا من الجهم وخيرا من الجهرية والضرارية الذين نفوا الصفات.

المتن..

والكلابية والأشعرية خير من هؤلاء في باب الصفات فإنهم يثبتون لله الصفات العقلية وأئمتهم يثبتون الصفات الخبرية في الجملة كما فصلت أقوالهم في غير هذا الموضع وأما في باب القدر ومسائل ..

الشرح..

فصلها في أول الرسالة وفي غيرها من كتبه رحمه الله .

المتن..

 وأما في باب القدر ومسائل الأسماء والأحكام فأقوالهم متقاربة .

الشرح..

في باب القدر والأسماء والأحكام فأقوالهم متقاربة لأن الأشعرية في باب القدر يقربون من الجهم الجهم من الجبرية جبري والأشعرية جبرية فهم يقربون منهم إلا أن الجهمية جبرية خالصة يقولون أن العبد ليس له قدرة ولا اختيار والأشاعرة جبرية متوسطة حيث أنهم يثبتون القدرة للعبد إلا أنه لا تأثير لها قدرة بين مقدورين لا تأثير لها وكذلك مسائل الأسماء والأحكام تسمية مؤمن كافر مسلم هذه مسائل الأسماء مسائل الأحكام الحكم عليه في الدنيا بأنه مؤمن أو فاسق أو كافر والحكم عليه في الآخرة بأنه مخلد في النار أو في الجنة هذه مسائل الأحكام مسائل القدر يقولون مسائل القدر ومسائل الأحكام متقاربة الأشعرية يقربون من الجهمية في هذا لأنهم في القدر جبرية وفي مسائل الأسماء والأحكام قد يوافقون الجبر في هذا لأنهم ضد المعتزلة يخرجون الرجل من الإيمان بالمعاصي وأما هؤلاء جبرية ضدهم فهم من جنس الجهم فيكون الجهم لا يدخلون الأعمال في مسمى الإيمان ولا يحكم على من ترك شيئا من الأعمال بالكفر كما يقوله الخوارج والمعتزلة والأشاعرة والكلابية يقربون منهم والكلابية متوسطة أتباع عبد الله ابن سعيد الكلاب ثم جاء أبو الحسن الأشعري وسار على طريقته وهم وسط بين المعتزلة وبين أهل السنة فالمعتزلة ينفون الصفات كلها ويثبتون الأسماء وأهل السنة يثبتون الأسماء والصفات كلها والأشاعرة والكلابية يثبتون الصفات العقلية مع الأسماء وينفون بقية الصفات..

المتن..

والكلابية هم أتباع أبي محمد عبد الله ابن سعيد ابن كلاب الذي سلك الأشعري خلفه.

الشرح..

الأشعري كان معتزليا ثم تحول فاتبع عبد الله ابن سعيد ابن الكلاب تحول من الاعتزال وتبع عبد الله ابن سعيد الكلاب فصار يثبت الصفات العقلية ثم بعد ذلك تحول إلى أهل السنة جلس في المعتزلة أربعين عاما ثم تحول إلى أهل السنة لكن بقيت عليه أشياء يسيرة بسبب طول مكثه على عقيدة المعتزلة ثم الكلابية.وألف كتابه الإبانة من آخر ما كتب وقال إنه على مذهب الإمام أحمد وأعلن للناس لما رجع في مسجد الجامع وقال إني راجع عن الاعتزال كما أنني منخلع عن هذا كما أخلع ثوبي هذا ثم خلع ثوبا عليه.

سأل أحد الحاضرين فأجابه الشرح..

أبو الحسن الأشعري سلك خطة عبد الله ابن سعيد الكلاب .

المتن..

وأصحاب ابن الكلاب كالحارث المحاسبي وأبي العباس القلانسي ونحوهما.

الشرح ..

الحرث المحاسبي فيه تصوف من الصوفية وهو على طريقة ابن الكلاب وكذلك القلانسي كلهم يتبعون ابن الكلاب في إثبات الصفات الخبرية ونفي الصفات الفعلية الصفات الفعلية الرضا والمحبة والكره والسخط والغضب هذه ينكرونها لأنها يلزم منها حلول الحوادث في ذات الرب بخلاف العلم والقدرة والسمع والبصر فهي صفات عقلية ذاتية يثبتونها.

المتن..

وأصحاب ابن كلاب كالحارث المحاسبي وأبي العباس القلانسي ونحوهما خير من الأشعرية في هذا وهذا .

الشرح..

خير من الأشعرية في هذا وهذا يعني في القدر ومسائل الأسماء والأحكام .

المتن..

وأصحاب ابن الكلاب كالحارث المحاسبي وأبي العباس القلانسي ونحوهما خير من الأشعرية في هذا وهذا .

الشرح..

يعني في مسائل القدر والأسماء والأحكام في الصفات .

المتن..

فكلما كان الرجل إلى السلف والأئمة أقرب كان قوله أعلى وأفضل والكرامية قولهم في الإيمان قولا منكر لم يسبقهم إليه أحد حيث جعلوا الإيمان قول اللسان وإن كان مع عدم تصديق القلب .

الشرح..

هذا قول الكرامية أتباع محمد ابن الكرام وهم يثبتون الصفات بالجملة إلا أنهم يصلون إلى القول بالتجسيم والتشبيه فهم من جهة إثبات الصفات خير من أهل البدع لكنهم قولهم في الإيمان قول منكر لم يسبقوا إليه وهم قولهم يلي قول الجهم فالجهم يقول الإيمان هو مجرد المعرفة في القلب إذا عرف ربه بقلبه فهو مؤمن ولو فعل جميع نواقض الإسلام ولا يكون كافرا إلا إذا جهل ربه بقلبه والكرامية يقولون الإيمان مجرد القول باللسان إذا نطق بلسانه ولو كان مكذبا بقلبه لكنه إذا كان مكذبا بقلبه يقول هو مخلد في النار فإذا نطق بلسانه فهو مؤمن كامل الإيمان وإذا كان مكذبا بقلبه فهو مخلد في النار فيلزم على قولهم أن المؤمن كامل الإيمان يخلد في النار وهذا من أفسد ما قيل بعد قول الجهم أفسد ما قيل في تعريف الإيمان تعريف الجهم الإيمان هو معرفة الرب بقلبه ثم يليه في الفساد قول الكرامية أن الإيمان قول باللسان يقول إذا نطق بلسانه وقال أشهد أن لا إله إلا الله فهو مؤمن كامل الإيمان وإن كان مكذبا خلد في النار والله تعالى كفر المنافقين قال تعالى وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِینَ وقال إِذَا جَاۤءَكَ ٱلۡمُنَـٰفِقُونَ قَالُوا۟ نَشۡهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ یَعۡلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُۥ وَٱللَّهُ یَشۡهَدُ إِنَّ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ لَكَـٰذِبُونَ.

المتن..

 والكرامية قولهم في الإيمان قول المنكر لم يسبقهم إليه أحد حيث جعلوا الإيمان قول اللسان وإن كان مع عدم تصديق القلب فيجعلون المنافق مؤمنا لكنه يخلد في النار .

الشرح..

 يعني فيجمعون بين الأمرين المتناقضين يقولون إذا أقر بلسانه فهو كامل الإيمان وإن كان مكذبا فهو مخلد في النار فجمعوا بين قولين متناقضين مؤمن كامل الإيمان مخلد في النار كيف يكون هذا لكن هكذا جمعوا تناقضوا جمعوا بين أمرين متنافيين.

المتن..

 فيجعلون المنافق مؤمنا لكنه يخلد في النار فخالفوا الجماعة في الاسم دون الحكم.

الشرح..

 خالفوا الجماعة في الاسم يعني في تسميته مؤمن دون الحكم والحكم عليه بالنار  الحكم وافقوا الجماعة وافقوا أهل السنة والجماعة في أنه مخلد في النار لكن خالفوا في الاسم في تسمية المؤمن .

المتن..

 وأما في الصفات والقدر والوعد والوعيد فهم أشبه من أكثر طوائف الكلام التي في أقوالها مخالفة للسنة.

الشرح..

 يعني أحسن من غيرهم الكرامية في الصفات والقدر والوعد والوعيد أحسن من غيرهم لأنهم يثبتون الصفات لكن قولهم المنكر في الإيمان .

المتن..

وأما العتزلة فهم ينفون الصفات ويقاربون قول جهم لكنهم ينفون القدر .

الشرح..

 يقاربون يعني يقربون من قول جهم لأن جهم ينفي الأسماء والصفات وهم ينفون الصفات ويثبتون الأسماء وإثبات الأسماء دون المعاني لا قيمة لها فهو قريب من قول جهم فمن أثبت الأسماء ونفى الصفات مثل من نفى الأسماء والصفات ولهذا قال المؤلف يقربون قول الجهم إثبات المعاني يقولون عليم بلا علم سميع بلا سمع بصير بلا بصر إيش معنى هذا لفظ فقط يعني كلا شيء ولهذا قال المؤلف إنهم يقربون من قول جهم الجهم ينفي الأسماء والصفات والمعتزلة ينفون الصفات ويثبتون الأسماء لكن إثبات الأسماء من دون صفات بدون معاني لا قيمة لها فهم يقربون من قول جهم ولهذا قال يقربون من قول جهم حيث أنهم أثبتوا الأسماء مع نفي الصفات وإثبات الأسماء بدون معاني لا قيمة لها كلا شيء.

المتن..

وأما المعتزلة فهم ينفون الصفات ويقاربون قول جهم لكنهم ينفون القدر فهم وإن عظموا الأمر والنهي والوعد والوعيد وغلوا فيه فهم يكذبون بالقدر ففيهم نوع من الشرك من هذا الباب.

الشرح..

يعني هم الآن وإن كانوا يثبتون الصفات يعني يثبتون الأسماء ويقربون قول جهم مع ذلك يكذبون بالقدر فيقولون أن العبد هو الذي يخلق فعل نفسه ولم يخلق الله أفعال العباد لكن مع ذلك هم يعظمون الأوامر والنواهي والشرع يعظمون الشريعة الأوامر والنواهي والوعد والوعيد هم يعظمون الشريعة لكنهم يكذبون بالقدر فيقولون إن العباد خلقوا أفعالهم وأما الجبرية والصوفية فإنهم بالعكس يؤمنون بالقدر ويقولون إن العبد مجبور وأن الله خالق العبد وخالق أفعالهم إنهم يقولون بالجبر ولكنهم لا يعظمون الأوامر والنواهي والمؤلف يقارن بينهما يقول إن المعتزلة خير من الجبرية والصوفية من يعظم الأوامر والنواهي والشرع خير ممن لا يعظم الشرع فمن يعظم الأوامر والنواهي يعظم الشرع وإن كان مكذبا للقدر خير ممن يؤمن بالقدر ولكنه لا يعظم الشريعة والأوامر والنواهي .

المتن..

 والإقرار بالأمر والنهي والوعد والوعيد مع إنكار القدر خير من الإقرار بالقدر مع إنكار الأمر والنهي والوعد والوعيد.

الشرح..

 المؤلف يفاضل بين الطائفتين أو يقارن بين الطائفتين بين المعتزلة الذين يعظمون الأوامر والنواهي ويكذبون بالقدر وبين الجبرية الذين يؤمنون بالقدر وينكرون الأوامر والنواهي لأن الجبرية لا يعظمون الأوامر والنواهي الجهم يقول إن العبد مجبور على أفعاله فهم يعذرون العاصي يقولون الزاني معذور مجبور فعم ما عظموا الأمر والنهي ولا عظموا الشريعة وإن كانوا مؤمنين بالقدر وأما المعتزلة فهم يعظمون الأوامر والنواهي والشريعة والوعد والوعيد وإن كانوا يكذبون بالقدر فتعظيم الشريعة مع التكذيب بالقدر خير من الإيمان بالقدر مع التكذيب بالشريعة وهو بهذا يتبين أن مذهب المعتزلة خير من مذهب الجبرية  وهو جهمية جبرية.

المتن..

قال ولهذا لم يكن في زمن الصحابة والتابعين من ينفي الأمر والنهي والوعد والوعيد وكان قد نبغ فيهم القدرية كما نبغ فيهم الخوارج الحرورية وإنما يظهر من البدع أولا ما كان أخف وكلما ضعف من يقوم بنور النبوة قويت البدعة.

الشرح..

يقول من أجل كون بدعة المعتزلة أخف من بدعة الجبرية بدعة الجبرية ما نبغت في أواخر عهد الصحابة ما وجد في عهد الصحابة من ينكر الأمر والنهي والوعد والوعيد لكن وجد فيه من ينكر القدر وهو معبد الجهمي أول من قال بإنكار القدر في الكوفة فجاء يحيى ابن يعمر إلى عبد الله ابن عمر وسأله وقال له يا أبا عبد الرحمن إنه ظهر قبلنا أناس يتقفرون العلم يعني يطلبون العلم ويزعمون أن الأمر أنف يعني مستأنف وجديد (..) القدر فقال أخبرهم أني منهم بريئ وأنهم برآء مني فنبغ القدرية في عصر الصحابة نبغوا لكنهم يعظمون الأوامر والنواهي والشريعة كما نبغ الخوارج الحرورية سموا الحرورية لأنهم تجمعوا في بلدة حرورى قريبة من الكوفة ونسبوا إليها بخلاف مذهب الجهم الذي ينكر الأوامر والنواهي هذا ما وجد في عصر الصحابة وجدت بدعة القدرية ولم توجد في الجبرية والبدع إنما تظهر يظهر البدعة الخفيفة تظهر البدعة الخفيفة ثم تظهر بعدها البدعة القوية فإنما يظهر من البدع ما كان أخف بسبب قربهم من نور النبوة والرسالة والصحابة فلا يمكن أن تظهر البدعة القوية الشديدة وإنما تظهر البدعة الخفيفة فدل هذا على أن بدعة القدرية أخف من بدعة الجبرية حيث أن بدعة القدرية ظهرت في عصر الصحابة هم يعظمون الأوامر والنواهي والوعد والوعيد لكن أنكروا القدر بخلاف الجبرية الذين ينكرون الأوامر والنواهي والشريعة ما وجدوا في عهد الصحابة وإنما وجدوا بعد ذلك والبدع إنما يظهر منها ما كان أخف تظهر البدع الخفيفة في عصر الصحابة ثم تأتي بعدها البدعة القوية فلما وجدت بدعة القدرية ولم توجد البدعة الجبرية في عصر الصحابة دلت على أن بدعة القدرية أخف لأنه إن ما يظهر ما كان أخف لقربه من نور النبوة والرسالة ولأن الصحابة والتابعين ينكرون على أهل البدع ويعاقبونهم ويجاهدونهم.

المتن..

وكلما ضعف من يقوم بنور النبوة قويت البدعة فهؤلاء المتصوفون الذين يشهدون الحقيقة الكونية مع إعراضهم عن الأمر والنهي شر من القدرية المعتزلة ونحوهم.

الشرح..

هذه مقارنة الآن فالصوفية شر من المعتزلة القدرية لماذا؟؟ لأن الصوفية يشهدون الحقيقة الكونية يعني القدر يؤمنون بالقدر لكنهم معرضون عن الأمر والنهي والشرع بخلاف المعتزلة فإنهم يعظمون الأمر والنهي ويكذبون بالقدر فصار الصوفية لأن الصوفية جبرية شر من المعتزلة القدرية وجه كونهم شر أن الجبرية أعرضوا عن الأمر والنهي والشرع وإن آمنوا بالقدر وأما المعتزلة فإنهم عظموا الشرع والأمر والنهي وإن كذبوا بالقدر .

المتن..

 فهؤلاء المتصوفون الذين يشهدون الحقيقة الكونية .

الشرح..

يشهدون الحقيقة الكونية يعني  ينظرون إلى أن الله تعالى هو الخالق وهو المدبر وهو خالق الكائنات  يشهدون هذا ويقفون عند هذا الحد ولا ينظرون إلى الأوامر ولا النواهي ولا العبادة يكتفون بالمشاهدة.

المتن..

 مع إعراضهم عن الأمر والنهي شر من القدرية المعتزلة ونحوهم أولئك يشبهون بالمجوس.

الشرح..

أولئك يعني المعتزلة يشبهون بالمجوس لأن المجوس يقولون بإلاهين بخالقين الخير والشر والقدرية يقولون كل عبد يخلق فعل نفسه فشابهوهم من جهة

القول بتعدد الخالق فالمجوس قالوا العالم له خالقان والقدرية قالوا كل واحد يخلق فعل نفسه فشبهوهم من جهة القول بتعدد الخالق وإن كان قولهم هذا فيه شيء جزئي فيه شي خاص وهي أفعال العباد خاصة لكنهم شابهوهم في القول بأن العبد يخلق فعل نفسه.

المتن..

المشركون شر من المجوس..

الشرح..

نعم إذا كان الصوفيه يشبهون بالمشركين والقدرية يشبهون بالمجوس فالمشركون شر من المجوس فالقدرية المعتزلة مجوس والصوفية مشركون والمشركون شر من المجوس المشركون لا يعظمون الشريعة لا يعملون بالشرعة ولا الأوامر ولا النواهي وأشبهوا المجوس في شيء جزئي في جانب وهو قولهم في خلق أفعال العباد لكنهم يعظمون الشريعة والأوامر والنواهي .

المتن..

فهنا أصل عظيم على المسلم أن يعرفه فإنه أصل الإسلام الذي يتميز به أهل الإيمان به من أهل الكفر وهو الإيمان بالوحدانية والرسالة.

الشرح..

هذا أصل دين الإسلام الإيمان بالوحدانية بوحدانية الله في ربوبيته وفي ألوهيته وفي أسمائه وصفاته والإيمان بالرسالة الإيمان بأن محمدا رسول الله وأنه خاتم النبيين هذا أصل الأصل الذي يتميز به المؤمن من الكافر يتميزون أهل الإيمان من أهل الكفر من أقر بهذا الأصلين فهو مؤمن ومن أنكرهما أو واحد منهما فهو كافر الإيمان بالوحدانية والإيمان بالرسالة الإيمان بوحدانية الله والإيمان برسالة نبينا محمد ﷺ هذا هو الأصل الذي يتميز به المؤمن والكافر من آمن بهما حق الإيمان فهو مؤمن ومن كفر بهما أو أنكرهما أو واحدا منهما أو فعل ما يناقضهما أو يناقض واحدا منهما فهو كافر

الأصل الأول هو تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله والأصل الثاني الإيمان بالرسالة وهو تحقيق شهادة أن محمد رسول الله وهذا أصل الدين وأساس الملة بالله الشهادة لله تعالى بالوحدانية والشهادة لنبيه ﷺ محمد بالرسالة هذا أصل الدين فلا إسلام ولا دين إلا بتحقيق هذين الشهادتين شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمدا رسول الله فالأصل الأول الإيمان بالوحدانية والأصل الثاني الإيمان بالرسالة.

المتن..

فهنا أصل عظيم على المسلم أن يعرفه فإنه أصل الإسلام الذي يتميز به أهل الإيمان من أهل الكفر وهو الإيمان بالوحدانية والرسالة بشهادة أن لا إله إلا لله  وأن محمدا رسول الله وقد وقع كثير من الناس في الإخلال بحقيقة هذين الأصلين أو أحدهما مع ظنه أنه في غاية التحقيق والتوحيد والعلم والمعرفة.

الشرح..

 وهذا من النقص العظيم مصيبة بعض الناس وقع في الإخلال بالوحدانية أو بالرسالة إخلال بتوحيد شهادة أن لا إله إلا الله أو إخلال بشهادة أنه رسول الله ومع ذلك يظن أنه من أهل التحقيق وأهل المعرفة وهو قد اخل بهذين الأصلين أو بأحدهما هذا من النقص العظيم ومن الخلل العظيم والخسارة العظيمة .

المتن..

وقد وقع كثير من الناس في الإخلال بحقيقة هذين الأصلين أو أحدهما مع ظنه أنه في غاية الحقيق والتوحيد والعلم والمعرفة فإقرار المرء بأن الله رب كل شيء ومليكه وخالقه لا ينجيه من عذاب الله إن لم يقترن به إقراره بأنه لا إله إلا الله.

الشرح..

يعني الإقرار بتوحيد الربوبية لا ينجيه من عذاب الله حتى يوحد الله في الألوهية والعبادة توحيده الله في ربوبيته لا ينجيه من عذاب الله حتى يضم إليه أن يوحد الله في عبادته وألوهيته لأن توحيد الله في ربوبيته هذا هو توحيد المشركين .

المتن..

فإقرار المرء بأن الله رب كل شيء ومليكه وخالقه لا ينجيه من عذاب الله إن لم يقترن به إقراره بأنه لا إله إلا الله فلا يستحق العبادة أحد إلا هو وأن محمدا رسول الله فيجب تصديقه فيما أخبر وطاعته فيما أمر فلا بد من الكلام في هذين الأصلين.

الشرح..

يعني تصديق الرسول في أخباره وطاعته في أوامره.

المتن..

الأصل الأول توحيد الإلهية فإنه سبحانه وتعالى أخبر عن المشركين كما تقدم .

الشرح..

الأصل الأول توحيد الإلهية وهو شهادة أن لا إله إلا الله يشهد لله تعالى بالوحدانية يشهد لله تعالى بالألوهية والوحدانية في ألوهيته.

المتن..

توحيد الإلهية فإنه سبحانه وتعالى أخبر عن المشركين كما تقدم بأنهم أثبتوا وسائط بينهم وبين الله يدعونهم ويتخذونهم شفعاء من دون الله تعالى قال تعالى وَیَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا یَضُرُّهُمۡ وَلَا یَنفَعُهُمۡ وَیَقُولُونَ هَـٰۤؤُلَاۤءِ شُفَعَـٰۤؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ قُلۡ أَتُنَبِّـُٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا یَعۡلَمُ فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَلَا فِی ٱلۡأَرۡضِۚ سُبۡحَـٰنَهُۥ وَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا یُشۡرِكُونَ.

الشرح..

نفى الله تعالى حكم عليهم بالشرك لأنهم اتخذوا من دون الله شفعاء اتخذوا من الله وسائط يعبدونهم يرجون شفاعتهم فحكم الله عيهم بالشرك يقول سبحانه وتعالى عما يشركون فمن جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم أو يذبح لهم أو ينذرهم يزعمون أن شيفعون عند الله فهو مشرك بنص القرآن ويعبدون من الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ثم قال قل أتنبؤن الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض يعني هل تخبرون الله بشيء لا يعلم وهو لا يعلم سبحانه أن له شريك وأن له شفيعا عنده سبحانه وتعالى عما يشركون.

المتن..

فأخبر أن هؤلاء الذين اتخذوا هؤلاء الشفعاء مشركون وقال تعالى عن مؤمن ياسين وَمَا لِیَ لَاۤ أَعۡبُدُ ٱلَّذِی فَطَرَنِی وَإِلَیۡهِ تُرۡجَعُونَ ۝ ءَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِۦۤ ءَالِهَةً إِن یُرِدۡنِ ٱلرَّحۡمَـٰنُ بِضُرࣲّ لَّا تُغۡنِ عَنِّی شَفَـٰعَتُهُمۡ شَیۡـࣰٔا وَلَا یُنقِذُونِ

الشرح..

والشاهد فلا تغن عني شفاعتهم شيئا فمن اتخذ مع الله إلها آخر يريد ىشفاعته  فلا تغن عنه الشفاعة ولهذا قال إني آمنت بربكم .

المتن..

وقال تعالى وَلَقَدۡ جِئۡتُمُونَا فُرَ ٰ⁠دَىٰ كَمَا خَلَقۡنَـٰكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةࣲ وَتَرَكۡتُم مَّا خَوَّلۡنَـٰكُمۡ وَرَاۤءَ ظُهُورِكُمۡۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمۡ شُفَعَاۤءَكُمُ ٱلَّذِینَ زَعَمۡتُمۡ أَنَّهُمۡ فِیكُمۡ شُرَكَـٰۤؤُا۟ۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَیۡنَكُمۡ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمۡ تَزۡعُمُونَ

الشرح..

والشاهد أن من اتخذ من الله شفعاء ما نفعه عند الله تقطع بينهم وضلوا عنهم ولم يستفيدوا.

المتن..

فأخبر سبحانه عن شفعائهم أنهم زعموا أنهم فيهم شركاء وقال تعالى أَمِ ٱتَّخَذُوا۟ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُفَعَاۤءَۚ قُلۡ أَوَلَوۡ كَانُوا۟ لَا یَمۡلِكُونَ شَیۡـࣰٔا وَلَا یَعۡقِلُونَ ۝ قُل لِّلَّهِ ٱلشَّفَـٰعَةُ جَمِیعࣰاۖ لَّهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِۖ ثُمَّ إِلَیۡهِ تُرۡجَعُونَ

الشرح..

والشاهد أن الله أنكر عليهم اتخاذهم للشفعاء وأخبر أن الشفاعة لله يملكها سبحانه وتعالى وهو لا يعطيها أحد إلا بشرطين إذن الله للشافع أن يشفع ورضى الله للمشفوع له.

المتن..

وقال تعالى مَا لَكُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَلِیࣲّ وَلَا شَفِیعٍۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ

الشرح..

الشاهد ولا شفيع نفى الشفيع .

المتن..

وقال تعالى وَأَنذِرۡ بِهِ ٱلَّذِینَ یَخَافُونَ أَن یُحۡشَرُوۤا۟ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ لَیۡسَ لَهُم مِّن دُونِهِۦ وَلِیࣱّ وَلَا شَفِیعࣱ لَّعَلَّهُمۡ یَتَّقُونَ وقد قال تعالى مَن ذَا ٱلَّذِی یَشۡفَعُ عِندَهُۥۤ إِلَّا بِإِذۡنِهِ

الشرح..

يعني لا أحد يشفع عنده إلا بإذنه شرط والله تعالى لا يرضى إلا أهل التوحيد.

المتن..

وقال تعالى وَقَالُوا۟ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَـٰنُ وَلَدࣰاۗ سُبۡحَـٰنَهُۥۚ بَلۡ عِبَادࣱ مُّكۡرَمُونَ لَا یَسۡبِقُونَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِۦ یَعۡمَلُونَ یَعۡلَمُ مَا بَیۡنَ أَیۡدِیهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا یَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ وَهُم مِّنۡ خَشۡیَتِهِۦ مُشۡفِقُونَ

الشرح..

 الشاهد نفي الشفاعة إلا برضاه سبحانه وتعالى.

المتن..

وقال تعالى وَكَم مِّن مَّلَكࣲ فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ لَا تُغۡنِی شَفَـٰعَتُهُمۡ شَیۡـًٔا إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ أَن یَأۡذَنَ ٱللَّهُ لِمَن یَشَاۤءُ وَیَرۡضَىٰۤ

الشرح..

الآية فيها شرطي الشفاعة إذن الله والرضا إذن الله للشافع والرضا إلا من بعد أن يأذن الله هذا الشرط الأول ويرضى هذا الشرط الثاني.

المتن..

وقال تعالى قُلِ ٱدۡعُوا۟ ٱلَّذِینَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ لَا یَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ ذَرَّةࣲ فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَلَا فِی ٱلۡأَرۡضِ وَمَا لَهُمۡ فِیهِمَا مِن شِرۡكࣲ وَمَا لَهُۥ مِنۡهُم مِّن ظَهِیرࣲ

الشرح..

 هذه الآية قطعت فروق الشرك بين الله تعالى فإن المعبود إنما يعبده لما يحصله من النفع والنفع لا يخرج عن واحد من أربع إما أن يكون مالكا أو يكون شريكا أو يكون ظهيرا ومعينا أو يكون شفيعا فنفى الله هذه الأربعة نفيا مرتبا فنفى الملك في قوله ما يملكون ونفى الشرك في قوله ومالهم فيهما من شرك ونفى المعاونة في قوله ما لهم فيها من ظهير ونفى الشفاعة في قوله ولا يشفعون هذا هو الشاهد.

المتن..

وقد قال تعالى  قُلِ ٱدۡعُوا۟ ٱلَّذِینَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِهِۦ فَلَا یَمۡلِكُونَ كَشۡفَ ٱلضُّرِّ عَنكُمۡ وَلَا تَحۡوِیلًا ۝ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ یَدۡعُونَ یَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِیلَةَ أَیُّهُمۡ أَقۡرَبُ وَیَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَیَخَافُونَ عَذَابَهُۥۤۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحۡذُورࣰا

الشرح..

الشاهد أن الذين يعبدون من دون الله لا يملكون  كشف الضر ولا تحويلهم من حال إلى حال وهؤلاء المعبودين هم يرجون الله ويخافونه فكيف تعبدونهم وهم يعبدون الله في الخوف والرجاء .

المتن..

قالت طائفة من السلف كان أقوام يدعون عزيرا والمسيح والملائكة فأنزل الله تعالى هذه الآية بين فيها أن الملائكة والأنبياء يتقربون إلى الله ويرجون رحمته ويخافون عذابه ومن تحقيق التوحيد أن يعلم أن الله تعالى أثبت له حقا لا يشركه فيه مخلوق كالعبادة والتوكل والخوف والخشية والتقوى .

الشرح..

من تحقيق التوحيد أن تعلم أن الله له حق لا يشركه فيه مخلوق لا ملك ولا نبي ولا أحد حتى محمد ﷺ وهو أشرف الخلق لا يشرك الله فالعبادة حق له ما يجوز عبادة الرسول ولا الملائكة والتقوى قال اتق الله ولم يقل اتق الرسول والخشية والخوف أما الطاعة كما سيأتي تكون لله وللرسول والإيتاء يكون لله وللرسول والإرضاء يكون لله وللرسول أما التوكل والعبادة والخشية والتقوى هذه خاصة هذا حق الله من تحقيق التوحيد أن تعلم أن لله حق لا يشركه أي مخلوق لا نبي ولا ملك ولا غيرهم.

المتن..

 ومن تحقيق التوحيد أن يعلم أن الله تعالى أثبت له حقا لا يشركه فيه مخلوق كالعبادة والتوكل والخوف والخشية والتقوى قال تعالى لَّا تَجۡعَلۡ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا ءَاخَرَ فَتَقۡعُدَ مَذۡمُومࣰا مَّخۡذُولࣰا

الشرح..

 لا تجعل مع الله إلها آخر عام مطلقة فالألوهية والعبادة خاصة بالله .

المتن..

وقال تعالى إِنَّاۤ أَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ بِٱلۡحَقِّ فَٱعۡبُدِ ٱللَّهَ مُخۡلِصࣰا لَّهُ ٱلدِّینَ ۝ أَلَا لِلَّهِ ٱلدِّینُ ٱلۡخَالِصُۚ وَٱلَّذِینَ ٱتَّخَذُوا۟ مِن دُونِهِۦۤ أَوۡلِیَاۤءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِیُقَرِّبُونَاۤ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰۤ

الشرح..

فاعبد الله مخلصا لا بد من إخلاص العبادة لله فلا يجوز صرف العبادة لا للرسول ولا لغيره ولذا قال مخلصا له الدين مخلصا له الدين ، الدين العبادة ألا لله الدين الخالص ليس فيه شرك ألا لله الدين الخالص يعني ألا لله العبادة الخالصة فمن عبد الرسول أو عبد الملك فهو مشرك .

المتن..

وقال تعالى قُلۡ إِنِّیۤ أُمِرۡتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱللَّهَ مُخۡلِصࣰا لَّهُ ٱلدِّینَ

الشرح ..

الشاهد مخلصا له الدين والإخلاص معناه تجريد العبادة لله لا يشركه فيه أحد.

المتن..

وقال تعالى قُلۡ أَفَغَیۡرَ ٱللَّهِ تَأۡمُرُوۤنِّیۤ أَعۡبُدُ أَیُّهَا ٱلۡجَـٰهِلُونَ ۝ وَلَقَدۡ أُوحِیَ إِلَیۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِكَ لَىِٕنۡ أَشۡرَكۡتَ لَیَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَـٰسِرِینَ ۝ بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ وَكُن مِّنَ ٱلشَّـٰكِرِینَ

الشرح..

الشاهد أن الله أنكر أمر المشركين لهه بعبادة غير الله وحكم على من أشرك بحبوط العمل ثم قال بل الله فاعبد يعني خص الله بالعبادة قدم الاسم الشريف لإفادة الحصر يعني اعبد الله ولا تعبد غيره بل الله فاعبد.

المتن..

وكل من أرسل من الرسل يقول لقومه اعبدوا الله ما لكم من إلها غيره.

الشرح..

كما أخبر الله عن نوح وهود وصالح وشعيب كلهم يقولون هذا اعبدوا الله ما لكم من إله غيره وهذا معنا لا إله إلا الله اعبدوا الله ما لكم من إله غيره نفي وإثبات أعبدوا الله هذا الإثبات ما لكم من إله غيره هذا النفي وليس هناك توحيد إلا بالنفي والإثبات لا يوجد توحيد إلا بالنفي والإثبات ولهذا كلمة التوحيد فيها نفي وإثبات لا إله إلا الله لا إله هذا النفي إلا الله هذا الإثبات فيها كفر وإيمان كفر بالطاغوت وإيمان بالله لا إله هذا كفر بالطاغوت إلا الله هذا إيمان بالله  فيها ولاء وبراء لا إله هذا براء إلا الله هذا ولاء .

المتن..

وقد قال تعالى في التوكل وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوۤا۟ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ

الشرح..

وعلى الله قدم الجار والمجرور لإفادة الحصر والمعنى توكلوا على الله لا على غيره.

المتن..

وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوۤا۟ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ

الشرح..

 كذلك التوكل هو الاعتماد على الله وتفويض الأمر إليه مع دفع الأسباب المشروعة.

المتن..

 وقال تعالى قُلۡ حَسۡبِیَ ٱللَّهُۖ عَلَیۡهِ یَتَوَكَّلُ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ

الشرح..

 الحسب هو الكافي يعني كافي الحسب والكفاية خاصة بالله توكل حسبي الله يعني يكفيني الله ولا يقال حسبي الله والمؤمنون لا الحسب خاص بالله الكفاية خاص بالله مثل الحسب والعبادة والطاعة والخشية والتقوى خاص بالله.

المتن..

 وقال تعالى وَلَوۡ أَنَّهُمۡ رَضُوا۟ مَاۤ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَقَالُوا۟ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ سَیُؤۡتِینَا ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ وَرَسُولُهُۥۤ إِنَّاۤ إِلَى ٱللَّهِ رَ ٰ⁠غِبُونَ فقال في الإيتاء مَاۤ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ

الشرح..

لأنه مشتركة الإيتاء يكون لله وللرسول والإرضاء يكون لله وللرسول والطاعة تكون لله وللرسول أما الحسب والكفاية خاص بالله الحسب والعبادة والخشية والتقوى خاص بالله.

المتن..

فقال في الإيتاء مَاۤ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وقال قي التوكل وَقَالُوا۟ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ ولم يقل ورسوله لأن الإيتاء هو الإعطاء الشرعي وذلك يتضمن الإباحة والإحلال الذي بلغه الرسول.

الشرح..

والرسول مبلغا عن الله وهو يعطي كما قال النبي نما أنا قاسم والله  المعطي  هو يقسم بين الناس وفق ما شرع الله ويعطيهم وفق ما شرع الله ويحل ويبلغهم ما أحله الله وما حرمه الله .

المتن..

وذلك يتضمن الإباحة والإحلال الذي بلغه الرسول فإن الحلال ما حلله والحرام ما حرمه والدين ما شرعه قال تعالى وَمَاۤ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُوا۟ۚ وأما الحسب فهو الكافي فالله وحده كاف عبده كما قال تعالى ٱلَّذِینَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُوا۟ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ إِیمَـٰنࣰا وَقَالُوا۟ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِیلُ

الشرح ..

الشاهد حسبنا الله ونعم الوكيل جعل الحسب والكفاية لله وحده.

المتن..

فهو وحده حسبهم كلهم وقال تعالى يا أيها یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ حَسۡبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ أي حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين هو الله فهو كافيكم كلكم وليس المراد أن الله والمؤمنين حسبك كما يظنه بعض الغالطين إذ هو وحده كاف نبيه وهو حسبه ليس معه من يكون هو وإياه حسبا للرسول وهذا في اللغة كقول الشاعر..

الشرح..

حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين يعني يكفيك الله ويكفي أتباعك حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين فقوله ومن اتبعك من المؤمنين معطوف على الكاف في حسبك يعني حسبك ومن اتبعك من المؤمنين الله ، الله يكفيك ويكفي أتباعك من المؤمنين وليس المراد عطف ومن اتبعك على لفظ الجلالة كما يظنه بعض الغالطين بعض الغالطين يظن أن حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين حسبك يا محمد فيجعل المؤمنين معطوف على لفظ الجلالة فيجعله داخل في الكفاية لا الله لا يشاركه أحد في الكفاية والحسب خاص به الحسب والمعنى الله حسبك يا محمد وحسب أتباعك من المؤمنين وليس المراد الله والمؤمنون حسبك يا محمد كما يظنه بعض الغالطين بعض الغالطين يظن أن قول من اتبعك معطوف على لفظ الجلالة فتصير الكفاية والحسب لله وللمؤمنين هذا غلط الحسب والكفاية لله فقط فالله هو الذي يكفي عبده ونبيه ويكفي المؤمنين حسبك وحسب أتباعك الله .

المتن..

وليس المراد أن الله والمؤمنين حسبك كما يظنه بعض الغالطين إذ هو وحده كاف  نبيه وهو حسبه ليس معه من يكون هو وإياه حسبا للرسول وهذا في اللغة كقول الشاعر : فحسبك والضحاك سيف مهند وتقول العرب حسبك وزيدا درهم أن يكفيك وزيدا جميعا درهم.

الشرح..

يكفيك وزيدا درهم يعني أنت وزيد يكفيك الدرهم وهنا حسبك والضحاك يعني أنت والضحاك يكفيكم سيف مهند مثل حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين يعني حسبك ومن اتبعك من المؤمنين يكفيكم الله يكفيك أنت يا محمد يكفيك أنت والمؤمنين يكفيكم الله مثل حسبك والضحاك سيف مهند يعني أنت والضحاك يكفيكم سيف واحد حسبك والضحاك سيف مهند حسبك وزيد درهم أنت وزيد يكفيكم الدرهم أنت يا محمد والمؤمنون يكفيكم الله هذا هو المعنى وليس المراد أن عطف المؤمنين على لفظ الجلالة ويكون المؤمنين يشاركون الله في الكفاية لا.

المتن..

وقال في الخوف والخشية والتقوى وَمَن یُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَیَخۡشَ ٱللَّهَ وَیَتَّقۡهِ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡفَاۤىِٕزُونَ

الشرح..

فجعل الطاعة لله وللرسول وجعل التقوى خاصة به سبحانه.

المتن..

 فأثبت الطاعة لله وللرسول وأثبت الخشية والتقوى لله وحده كما قال نوح عليه السلام إِنِّی لَكُمۡ نَذِیرࣱ مُّبِینٌ ۝ أَنِ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ وَأَطِیعُونِ

الشرح ..

فجل العبادة لله والتقوى لله والطاعة جعلها له لنوح.

المتن..

فجعل العبادة والتقوى لله وحده وجعل الطاعة للرسول فإنه من يطع الرسول فقد أطاع الله .

الشرح...

لأن الرسول لا يأمر إلا بطاعة الله من أطاع الرسول فقد أطاع الله ومن أطاع الله فقد أطاع الرسول .

المتن..

وقال تعالى فَلَا تَخۡشَوُا۟ ٱلنَّاسَ وَٱخۡشَوۡنِ وَلَا تَشۡتَرُوا۟ بِـَٔایَـٰتِی ثَمَنࣰا قَلِیلࣰاۚ

الشرح ..

والشاهد أن الله أمر بخشيته وحده.

المتن..

وقال تعالى فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ 

الشرح..

كذلك جعل الخوف له وحده.

المتن..

وقال الخليل عليه السلام وَكَیۡفَ أَخَافُ مَاۤ أَشۡرَكۡتُمۡ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمۡ أَشۡرَكۡتُم بِٱللَّهِ مَا لَمۡ یُنَزِّلۡ بِهِۦ عَلَیۡكُمۡ سُلۡطَـٰنࣰاۚ فَأَیُّ ٱلۡفَرِیقَیۡنِ أَحَقُّ بِٱلۡأَمۡنِۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ 

الشرح..

فجعلهم مشركين أنهم أشركوا بالله في الخوف خافوا غير الله .

المتن..

قال الله تعالى ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَلَمۡ یَلۡبِسُوۤا۟ إِیمَـٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم مُّهۡتَدُونَ

الشرح..

الذين آمنوا ولم يلبسوا يعني لم يخلقوا إيمانهم توحيدهم بظلم شرك فمن لم يخلق توحيده بشرك فله الأمن والهداية له الأمن في الآخرة من العذاب من عذاب النار وله الهداية في الدنيا هذا إذا لم يلبس توحيده بشرك ولا بمعاصي ولا بكبائر فإن سلم من الشرك ولكنه خلطه بكبائر فيكون الأمن ناقص والهداية ناقصة له الأمن من الخلود في النار ولكن قد يدخل النار وله الهداية لكن هداية ناقصة كما دلت على ذلك النصوص .

المتن..

وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال(( لما نزلت هذه الآية شق ذلك على أصحاب رسول الله ﷺ وقالوا : أينا لم يظلم نفسه فقال النبي ﷺ إنما هو الشرك ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح إن الشرك لظلم عظيم )) وقال تعالى وَإِیَّـٰیَ فَٱرۡهَبُونِ ۝ وَإِیَّـٰیَ فَٱتَّقُونِ

الشرح..

 هذه الآية فسرها النبي ﷺ هذه من الآيات التي فسرها النبي ﷺ لما نزلت هذه الآية ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَلَمۡ یَلۡبِسُوۤا۟ إِیمَـٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم مُّهۡتَدُونَ خاف الصحابة منها وجثوا على الركب وقالوا للرسول أينا لم يظلم نفسه ظنوا أن المراد بالظلم المعصية قال في أي أحد يسلم من المعصية ما في أحد يسلم من المعصية والله تعالى أخبر أن الذي لم يخلط إيمانه بظلم له الأمن وله الهداية قال إذا ما أحد يسلم من الظلم والمعاصي فالنبي ﷺ قال ليس الذي تعنون المراد بالظلم الشرك ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح عن لقمان إن الشرك لظلم عظيم فسمى الشرك ظلما فالمراد بالظلم في الآية الشرك وليس المراد المعاصي ، المعاصي قد تخلط لكن من خلطها بالكبائر ولم يتب فهذا أمنه ناقص وهدايته ناقصة ومن سلم من الكبائر فله الأمن الكامل والهداية الكاملة .

المتن..

وقال تعالى وَإِیَّـٰیَ فَٱرۡهَبُونِ ۝ وَإِیَّـٰیَ فَٱتَّقُونِ

الشرح..

إياي قدم الضمير على التخصيص يعني خصوني بالرهبة وخصوني وإياي فاتقون خصها بالتقوى والرهبة  هذا التقديم يفيد الحصر .

المتن..

ومن هذا الباب أن النبي ﷺ كان يقول في خطبته من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصيهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولن يضر الله شيئا.

الشرح..

والشاهد أنه جعل الطاعة لله وللرسول .

المتن..

وقال لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد.

الشرح..

فجعل المشيئة  بالواو لا تجوز عطف مشيئة الرسول على مشيئة الله لا تجوز وإنما يؤتى بكلمة ثم لأن مشيئة المخلوق تابعة لمشيئة الله وثم تفيد الترتيب والتراخي تكون مشيئة الله أولا ثم تأتي بعدها مشيئة المخلوق تابعة كما قال تعالى وَمَا تَشَاۤءُونَ إِلَّاۤ أَن یَشَاۤءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ  وَمَا تَشَاۤءُونَ إِلَّاۤ أَن یَشَاۤءَ ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِیمًا حَكِیمࣰا أما الواو فهي تشرك بين المخلوق والخالق تشرك بين المعطوف والمعطوف عليه فإذا قلت ما شاء الله وشاء محمد معناه جعلت مشيئة المخلوق مشاركة لمشيئة الخالق وهذا غلط فليس مشيئة المخلوق مشاركة لمشيئة الخالق بخلاف إذا أتت الكلمة ثم فإنها تفيد الترتيب والتراخي فتكون المشيئة تابعة لمشيئة الله وهذا هو الواقع مشيئة المخلوق تابعة لمشيئة الله وليست مشاركة لمشيئة الله فما شاء الله كان وإن لم يشأ العباد وما شاء العباد إن لم يشأ الله فلا يكون فليست مشيئة العباد مرتبطة بمشيئة الله ولكن مشيئة العباد تابعة لمشيئة الله.

الشرح..

ولكن مشيئة العباد تابعة لمشيئة الله.

المتن..

ففي الطاعة قارن اسم الرسول باسمه بفرق الواو وفي المشيئة أمر أن يجعل ذلك بفرق ثم .

 

الشرح..

 في الطاعة قال ومن يطع الله ورسوله قارن بين طاعة الله وطاعة الرسول لأن الطاعة تكون لله وللرسول أما المشيئة ما شاء الله وشئت منعه قال لا تأتي بالواو إئتي بثم .

المتن..

وذلك لأن طاعة الرسول طاعة لله فمن يطع الرسول فقد أطاع الله وطاعة الله طاعة للرسول بخلاف المشيئة فليست مشيئة أحد من العباد مشيئة لله ولا مشيئة الله مستلزمة لمشيئة العباد بل ما شاء الله كان وإن لم يشأ الناس وما شاء الناس لم يكن إلا أن يشاء الله . الأصل الثاني حق الرسول ﷺ.

 

الشرح ..

هذا الإيمان بالرسالة وهو الأصل الثاني شهادة أن محمد رسول الله الأصل الأول هو حق الله وهو الإيمان بالوحدانية  بوحدانية الله وألوهيته وهو شهادة أن لا إله إلا الله والأصل الثاني حق الرسول وهو الإيمان بالرسالة وهو شهادة أن محمد رسول الله حق الرسول عليه الصلاة والسلام الإيمان به وطاعته ومحبته وتصديق أخباره وامتثال أوامره واجتناب نواهيه وإرضاؤه عليه الصلاة والسلام والتسلم لحكمه حكم الله وحكم رسوله .

المتن..

الأصل الثاني حق الرسول ﷺ .

 

الشرح..

حق الرسول أن تشهد له بالرسالة وأن تحبه وأن تطيعه وأن تصدق أخباره وأن تجتنب نواهيه هذا حق الرسول عليه الصلاة والسلام.

المتن..

الأصل الثاني حق الرسول ﷺ فعلينا أن نؤمن به ونطيعه ونتبعه ونرضيه ونحبه ونسلم لحكمه وأمثال ذلك.

 

الشرح..

كل هذه الحفظ والإيمان به وإتباعه ومحبته والتسليم لحكمه والتحاكم إليه عليه الصلاة والسلام وطاعته.

المتن..

 قال تعالى مَّن یُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ

 

الشرح..

أثبت الطاعة للرسول وأن طاعة الرسول من طاعة الله.

المتن..

وقال تعالى وَٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۤ أَحَقُّ أَن یُرۡضُوهُ إِن كَانُوا۟ مُؤۡمِنِینَ

 

الشرح..

فأثبت للرسول حق الإرضاء كما هذا من الحقوق المشتركة فالطاعة تكون لله وللرسول والإرضاء يكون لله وللرسول هذه مشتركة بين الله وبين رسوله تطيع الله وتطيع الرسول ترضي الله وترضي الرسول .

المتن..

وقال تعالى قُلۡ إِن كَانَ ءَابَاۤؤُكُمۡ وَأَبۡنَاۤؤُكُمۡ وَإِخۡوَ ٰ⁠نُكُمۡ وَأَزۡوَ ٰ⁠جُكُمۡ وَعَشِیرَتُكُمۡ وَأَمۡوَ ٰ⁠لٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَـٰرَةࣱ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَـٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَاۤ أَحَبَّ إِلَیۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادࣲ فِی سَبِیلِهِۦ فَتَرَبَّصُوا۟ حَتَّىٰ یَأۡتِیَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَـٰسِقِینَ

 

الشرح..

وَٱللَّهُ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَـٰسِقِینَ الشاهد أحب إليكم من الله ورسوله فجعل المحبة لله وللرسول فمن قدم شيئا من الأصناف الثمانية  على محبة الله ومحبة رسوله فهو متوعد بالوعيد وهو من الفاسقين قل إن كان آباؤكم هذا الأول تقديم محبة الآباء أو أبناؤكم هذا الصنف الثاني أو إخوانكم هذا الصنف الثالث أو عشيرتكم أو أزواجكم وأموال اقترفتموها هذا الخامس وتجارة ترضون كسادها ومساكن ترضونها وإخوانكم ، ثمانية محبة الآباء والأبناء والإخوان والعشيرة والأموال والتجارة والمساكن والأزواج هذه ثمانية أصناف من قدم شيئا على محبة الله ومحبة رسوله فإنه متوعد بالوعيد وهو من الفاسقين ولهذا قال أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره هذا وعيد شديد والله لا يهدي القوم الفاسقين قدم محبة الآباء أو الأبناء أو الإخوان أو الأزواج أو العشيرة أو الأموال أو التجارة أو المساكن على محبة الله ومحبة محمد وقدمها على محبة الله ومحبة رسوله والجهاد في سبيله فهو فاسق يتوعده بهذا الوعيد والشاهد أنه جعل المحبة لله وللرسول الحقوق مشتركة.

سأل أحد الحاضرين فأجاب الشرح..

هذا التقديم يعصي الله ويترك الطاعة والناس يصلون أو يتعامل بالربا أو يأكل الرشوة هذا قدمه على محبة الله وحبة رسوله.

المتن..

وقال تعالى  فَلَا وَرَبِّكَ لَا یُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ یُحَكِّمُوكَ فِیمَا شَجَرَ بَیۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا یَجِدُوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ حَرَجࣰا مِّمَّا قَضَیۡتَ وَیُسَلِّمُوا۟ تَسۡلِیمࣰا

 

الشرح..

 الشاهد جعل الحكم للرسول ونفى الإيمان عمن لم يحكم الرسول في موارد النزاع حتى يحكموك فيما شجر بينهم يعني فيما حصل بينهم من اختلاف فالواجب تحكيم الرسول في موارد النزاع نفى الله الإيمان عمن لم يحكم الرسول في موارد النزاع ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ثم أيضا لا بد أن يحكموا الرسول ﷺ ولا يقع في نفسه حرج ولا بد أن يسلم ثم أكد (..) تسليما يقصد البيان كامل أربعة أمور حتى يحكموك ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما التحكيم ثانيا لا يكون في نفسه حرج مطمئن راضي يكون عنده رضا ثالثا يسلم لحكم الله ولرسوله عند التسليم والقيادة رابعا الطمأنينة كاملة للتسليم والشاهد أنه جعل الحكم للرسول هذه من الحقوق المشتركة تحكيم الرسول تحكيم كتاب الله وتحكيم سنة رسول الله فهذه من الحقوق المشتركة.

المتن..

وقال تعالى قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِی یُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ

 

الشرح..

هذا الإتباع هذا من حكم الرسول الإتباع وهذه الآية تسمى آية المحنة ادعى قوم محبة الله فامتحنهم الله في هذه الآية ففي علامة على المحبة من أحب الله من اتبع الرسول فهو صادق في محبة الله ومن لم يتبع الرسول فهو كاذب هذه العلامة شخص يقول أنا أحب الله نقول فيه علامة نزلت هذه الآية آية المحنة تمتحن بهذه الآية إن كنت متبع للرسول فأنت صادق وإن كنت تخالف الرسول فأنت كاذب هذه علامة آية المحنة اختبر الله بها من ادعى محبة الله قال هذه اختبار له تسمى آية المحنة من اتبع الرسول عليه الصلاة والسلام فهو صادق ومؤمن بمحبة بالله ومن خالف الرسول فهو كاذب لمحبة الله .

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد