المتن:
فقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
فصل إذا ثبت هذا فمن المعلوم أنه يجب الإيمان بخلق الله وأمره بقضائه وشرعه وأهل الضلال الخائضون في القدر انقسموا إلى ثلاث فرق مجوسية ومشركية وإبليسية.
الشرح:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فهذا الفصل هو الفضل الأخير من هذه الرسالة العظيمة وهي الرسالة التدمرية للإمام شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية رحمه الله تعالى وغفر له يقول إذا ثبت هذا يعني أن أصل الدين وأساس الملة وجملة التوحيد هوشهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمد رسول الله فلا بد من الإضافة إلى ذلك من الإيمان بخلق الله وأمره والإيمان بخلق الله هو الإيمان بالقدر هو الإيمان بالأمر هو الإيمان بالشرع يعني فلا بد من إذا عرفت أن أصل الدين وأساس الملة الشهادة لله تعالى بالوحدانية والشهادة لنبيه محمد ﷺ بالرسالة فلا بد من أن تضم لذلك الإيمان بخلق الله وأمره الإيمان بالخلق الإيمان بخلق الله وأن الله تعالى خالق كل شيء ويسبق الإيمان بالخلق الإيمان بالمشيئة والإيمان بالكتابة والإيمان بالعلم وهي مراتب القدر الربع الإيمان بأن الله علم الأشياء قبل كونها الإيمان بعلم الله الأزلي وأن الله يعلم ما كان في الماضي ويعلم ما يكون في الحاضر ويعلم ما يكون في المستقبل ويعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون والإيمان بأن الله كتب كل شيء في اللوح المحفوظ والإيمان بأن كل شيء في هذا الوجود فإن الله سبقت به مشيئته والإيمان بأن الله خالق كل شيء كما قال الله تعالى أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ یَعۡلَمُ مَا فِی ٱلسَّمَاۤءِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّ ذَ ٰلِكَ فِی كِتَـٰبٍۚ إِنَّ ذَ ٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ یَسِیرࣱ قال سبحانه مَاۤ أَصَابَ مِن مُّصِیبَةࣲ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِیۤ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِی كِتَـٰبࣲ قال سبحانه وَكُلَّ شَیۡءٍ أَحۡصَیۡنَـٰهُ فِیۤ إِمَامࣲ مُّبِینࣲ وقال سبحانه وَمَا تَشَاۤءُونَ إِلَّاۤ أَن یَشَاۤءَ ٱللَّهُ مَن یَشَإِ ٱللَّهُ یُضۡلِلۡهُ وَمَن یَشَأۡ یَجۡعَلۡهُ عَلَىٰ صِرَ ٰطࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ قال سبحانه وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ یَفۡعَلُ مَا یُرِیدُ وقال في المرتبة الرابعة ٱللَّهُ خَـٰلِقُ كُلِّ شَیۡءࣲۖ وقال سبحانه وَخَلَقَ كُلَّ شَیۡءࣲ فَقَدَّرَهُۥ تَقۡدِیرࣰا فلا بد من الإيمان بقدر الله إيمانا خاليا من الزلل ولا بد من الإيمان بأمر الله المتضمن لما يحبه الله ويرضاه من الأفعال والأقوال وهو الإيمان بالشرع الإيمان بأمر الله المتضمن بيان ما يحبه ويرضاه والأمر نوعان أمر بالفعل وأمر بالكف الأمر بالفعل الأوامر ويكون هذا الأمر أمر إيجاب أو أمر استحباب أمر إيجاب كأقيموا الصلاة وأمر استحباب كالأمر بالسواك لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة والأمر بالكف هوالنهي، والنهي نهي تحريم كقوله تعالى وَلَا تَقۡرَبُوا۟ ٱلزِّنَىٰۤۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَـٰحِشَةࣰ وَسَاۤءَ سَبِیلࣰا ونهي تنزيه كالنهي عن الشرب قائما فلا بد من الإيمان بعد أن يشهد المسلم لله بالوحدانية والنبي ﷺ بالرسالة لا بد من الإيمان بالخلق والأمر والإيمان بالشرع والقدر كما قال سبحانه أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُۗ فالخلق هو القدر والأمر هو الشرع .
المتن:
قال وأهل الضلال الخائضون في القدر انقسموا إلى ثلاث فرق مجوسية ومشركية وإبليسية فالمجوسية الذين كذبوا بقدر الله وإن آمنوا بأمره ونهيه فولاتهم أنكروا العلم والكتاب ومقتصدتهم أنكروا عموم مشيئة الله وخلقه وقدرته وهؤلاء هم المعتزلة ومن وافقهم والفرقة الثانية المشركية الذين أقروا بالقضاء والقدر وأنكروا الأمر والنهي قال الله تعالى سَیَقُولُ ٱلَّذِینَ أَشۡرَكُوا۟ لَوۡ شَاۤءَ ٱللَّهُ مَاۤ أَشۡرَكۡنَا وَلَاۤ ءَابَاۤؤُنَا وَلَا حَرَّمۡنَا مِن شَیۡءࣲۚ فمن احتج على تعطيل الأمر والنهي بالقدر فهو من هؤلاء وهذا قد كثر فيمن يدعي الحقيقة من المتصوفة والفرقة الثالثة الإبليسية وهم الذين أقروا بالأمرين لكن جعلوا هذا تناقضا من الرب سبحانه وتعالى وطعنوا في حكمته وعدله كما يذكر مثل ذلك عن إبليس مقدمهم كما نقله أهله المقالات ونقل عن أهل الكتاب.
الشرح:
هذه أقسام الخائضين في القدر هذه طوائفهم ثلاث طوائف المجوسية والمشركية والإبليسية فالمجوسية هم الذين آمنوا بالأمر والنهي يعني الشرع وكذبوا بالقدر وسموا مجوسية لمشابهتهم المجوس الذين يقولون بأن العالم له خالقان النور والظلمة والمجوسية يقولون أن العباد خالقون لأفعالهم فشبههم بتعدد الخالق كل واحد يخلق فعل نفسه ولهذا سموا بالمجوسية وهم طائفتان غلاة ومقتصدة فالغلاة الذين أنكروا المرتبتين الأوليين من مراتب القدر أنكروا العلم والكتاب أنكروا علم الله بالأشياء قبل كونها بعلم الله الأزلي وأنكروا كتابة الله لها في اللوح المحفوظ وهؤلاء كفرة وهم الذين ظهروا في زمن الصحابة وهم الذين سأل يحيى ابن يعمر لما قدم من البصرة سأل عبد الله ابن عمر قال يا أبا عبد الرحمن إنه ظهر قبلنا أناس يتقفرون العلم يعني يطلبون العلم ويزعمون أن الأمر أنف يعني مستأنف وجديد يسبق به علم الله القدر فقال إذا لقيت هؤلاء فأخبرهم أني منهم بريئ وأنهم برآء مني والذي نفس عمر بيده لو أنفق أحدهم مثل أحد ذهبا ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر خيره وشره ثم روى الحديث حديث عمر وهو حديث جبرائيل في سؤالات النبي ﷺ في سؤالات جبرائيل عن الإسلام وعن الإيمان وذكر في الإيمان ، الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره وهو أول حديث صحيح مسلم فهؤلاء الذين أنكروا العلم والكتاب كفرة وهم الذين قال فيهم الإمام الشافعي رحمه الله وهوإيمان القدرية بالعلم فإن أقروا به خصموا وإن أنكروه كفروا وهؤلاء انقرضوا وانتهوا هؤلاء هم القدرية الأولى أما القدرية الثانية وهم المقتصدون الطائفة الثانية المقتصدون الذين آمنوا بالعلم والكتاب آمنوا بأن الله علم الأشياء قبل كونها وآمنوا بأن الله كتبها باللوح المحفوظ لكن أنكروا عموم المشيئة والخلق المرتبتين الأخريتين وهما المشيئة والخلق أنكروا عموم المشيئة وأنكروا عموم الخلق فقالوا إن مشيئة الله لا تشمل أفعال العباد كما أن خلق الله لا يشمل أفعال العباد فيقول عن الله تعالى شاء كل شيء في هذا الوجود إلا أفعال العباد ما شاءها الخير والشر العباد هم الذين شاؤوها بأنفسهم ويقولون إن الله خالق كل شيء إلا أفعال العباد فإن الله لم يخلقها وإنما هم خلقوها هم الذين أحدثوها هم الذين أوجدوا أفعالهم استقلالا وهؤلاء هم القدرية أو هم المعتزلة وهم القدرية المتوسطة وهم مبتدعة ولهم شبهة في هذا شبهتهم يقولون لو قلنا إن الله خلق أفعال العباد وشاءها وخلق المعاصي وعذب عليها كان ظالما ففرارا من ذلك قالوا إن العباد هم الذين خلقوا أفعالهم الطاعات حتى يستحقوا عليها الثواب والمعاصي ويستحقوا عليها العقاب فهؤلاء يسمون المجوسية مجوس هذه الأمة حيث قالوا أن العباد خالقون لأفعالهم فصار كل أحد يخلق فعل نفسه فشابهوا المجوس بالقول لتعدد الخالق وإن كان المجوس قالوا بخالقين وهؤلاء قالوا بخالقين والطائفة الثانية المشركية الذين أنكروا الأمر والنهي لم يؤمنوا بالأمر والنهي والشرع وآمنوا بالقدر ولكنهم لم يؤمنوا بالشرع وجعلوا واحتجوا بالقدر على الشرع وصار أحد يفعل المعاصي ويحتجون بالقدر سموا مشركية لأنهم وافقوا المشركين وشابهوهم بالاحتجاج بالقدر على المعاصي قال الله تعالى عن المشركين سَیَقُولُ ٱلَّذِینَ أَشۡرَكُوا۟ لَوۡ شَاۤءَ ٱللَّهُ مَاۤ أَشۡرَكۡنَا وَلَاۤ ءَابَاۤؤُنَا وَلَا حَرَّمۡنَا مِن شَیۡءࣲۚ احتجوا على شركهم بالقدر قال الله تعالى كَذَ ٰلِكَ فَعَلَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ وَقَالَ ٱلَّذِینَ أَشۡرَكُوا۟ لَوۡ شَاۤءَ ٱللَّهُ مَا عَبَدۡنَا مِن دُونِهِۦ مِن شَیۡءࣲ نَّحۡنُ وَلَاۤ ءَابَاۤؤُنَا وَلَا حَرَّمۡنَا مِن دُونِهِۦ مِن شَیۡءࣲۚ كَذَ ٰلِكَ فَعَلَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ فَهَلۡ عَلَى ٱلرُّسُلِ إِلَّا ٱلۡبَلَـٰغُ ٱلۡمُبِینُ في آيات فأخبر على أنهم احتجوا على شركهم بالقضاء والقدر وكل من احتج بالقدر على الشرك فهو من هؤلاء ومن ذلك القدرية المجبرة الذين يقولون إن العبد مجبور على فعل نفسه لأن القدرية طائفتان القدرية المتوسطة طائفتان نفاة ومجبرة فالنفاة الذين نفوا القدر وهم مجوس هذه الأمة والجبرية الذين يقولون أن العبد مجبور على أفعاله والعبد لا فعل له بل الاختيار بل الله هو الفاعل يقولون إن الله هو المصلي والصائم والعبد الناس وعاء للأفعال تمر بهم الأفعال والاختيار لهم وهم مضطرون وحركاتهم كحركات المرتعش والنائم حركات الأشجار فيحتجون بالقدر على شركهم على معاصيهم ويقولون إن العبد لا قدرة له والاختيار والعباد كالوب الذي يصب فيه الماء فالعباد كالوب والله كصباب بالماء فيه فهم لا قدرة لهم ولا اختيار ويقول قائلهم معترضا على الله حينما يأمرهم بالأوامر وهو مجبور وهو لم يقدر عليها أن يفعل ألقاه ، ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك ، إياك أن تبتل بالماء وهؤلاء هم خصماء الله ويدخل في ذلك التصوف كثير من الصوفية كما قال المؤلف رحمه الله فإنهم محتجون فإنهم جبرية يحتجون بالقدر على أفعالهم سيأتي أن المؤلف رحمه الله يقارن بين الطائفتين بين المجوسية وبين المشركية ويقول إن المجوسية خير من المشركية لأن المعتزلة وإن كذبوا بالقدر وقالوا إن أفعال العباد ليست مخلوقة لله إلا أنهم عظموا الشرائع والأوامر والنواهي وأثبتوا الشرع وإن كان حقيقة قولهم أنهم أن الله ليس ربا لأفعال الحيوانات وليس ربا لأفعال العباد لكنهم عظموا الشرع والأمر والنهي بخلاف المشركية والجبرية فإنهم أبطلوا الشرائع والأوامر والنواهي وصار الواحد يفعل المعاصي ويفعل الشرك ويعذر نفسه ويرى أنه مجبور على هذا تكون الشرائع عبث والرسل عبث ولا قيمة لها نعوذ بالله والطائفة الثالثة الإبليسية نسبة إلى إبليس الذين أثبتوا الشرع والأوامر والنواهي وأثبتوا القدر لكن جعلوها للتناقض قالوا الرب متناقض نعوذ بالله قالوا الرب متناقض كيف يقدر شيئا ويأمر بشيء كيف يأمر بشيء وهو يقدر مثله فهو متناقض فيؤمنون بالشرع ويؤمنون بالقدر لكن قالوا إن هذا تناقضا من الرب وطعنا في حكمة الرب تعوذ بالله فهنا مقدمهم شيخهم إبليس والعياذ بالله الذي اعترض على الله لما أمره الله بالسجود لآدم اعترض قال لا ما أسجد لآدم اعترض بالقياس الفاسد قال كيف أسجد لأدم وأنا أفضل من آدم وعنصري خير من عنصر آدم عنصر آدم الطين مخلوق من الطين وأنا عنصري النار والنار أفضل من الطين ولا يمكن يخضع الفاضل للمفضول قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين فطرده الله وجعله شيطانا رجيما قوادا لكل شر وكفره استكبار عن عبادة الله نسأل الله السلامة والعافية وهناك من الإبليسية من يدافع عن إبليس والعياذ بالله هناك من يدافع عن إبليس ويطعن في الرب والعياذ بالله وهذا موجود يقول إن إبليس مظلوم مسكين أراد أن ينزه جبهته عن السجود لغيره فطرد ولعن ما ذنبه ما ذنب إبليس مسكين مظلوم أراد ألا يسجد لغيره وأن ينزه جبته عن السجود لغيره فطعن ولعن هكذا والعياذ بالله هكذا طعنوا في الرب وسبوا الرب نعوذ بالله ولكن الله واسع حلمه يمهل ولا يهمل لا يعاجل بالعقوبة فهؤلاء الكفرة صاروا يدافعوا عن إبليس فتجاوزوا الحد والعياذ بالله حتى قال قائلهم يخاطب نفسه كنت يعني نفسه كائنا فامرءا من جند إبليس فارتقى به الحال حتى صار إبليس من جندي نعوذ بالله هو كان من جند إبليس ثم تطور فصار إبليس من جنده هم هؤلاء الذين يدافعون عن إبليس نعوذ بالله وهم الذين قال فيهم شيخ الإسلام قصيدة رثائية في القدر تساقون ضرا على النار معشر القدرية ف قصيدته المشهورة تسمى بالتائية القدر .
المتن:
قال والمقصود أن هذا مما يقوله أهل الضلال .
الشرح:
هذا كله يقوله أهل الضلال في الاعتراض على الله عز وجل والطعن في حكمته.
المتن:
المقصود أن هذا مما يقوله أهل الضلال وأما أهل الهدى والفلاح فيؤمنون بهذا وهذا .
الشرح:
أهل الفلاح يؤمنون بهذا وهذا يؤمنون بالقدر ويؤمنون بالشرع بالخلق وبالأمر هذا أهل الهدى والفلاح يؤمنون بخلق الله وأن الله خلق الأشياء وشاءها وكتب معالمها ويؤمنون بالشرع بالأمر والمتضمن لما يحبه الله ويرضاه وما يكرهه ويأباه من الأوامر والنواهي كما قال سبحانه أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُۗ وهم أهل الفلاح أهل الإيمان والتقوى خلافا لأعداء الله الذين لا يؤمنون بالشرع أو لا يؤمنون بالقدر أو يطعنون في حكمة الرب وعدله .
المتن:
فيؤمنون بأن الله خالق كل شيء وربه ومليكه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
الشرح:
هذا هو الإيمان بالقدر.
المتن:
وهو على كل شيء قدير أحاط بكل شيء علما وكل شيء أحصاه في كتاب مبين .
الشرح:
وهذا ذكر فيه المؤلف مراتب القدر الأربعة العلم والكتابة والمشيئة والخلق.
المتن:
ويتضمن هذا الأصل بإثبات علم الله وقدرته ومشيئته ووحدانيته وربوبيته وأنه خالق كل شيء وربه ومليكه ما هو من أصول الإيمان.
الشرح:
لا شك أن هذا من أصول الإيمان، الإيمان بأن الله رب كل شيء ومليكه وخالقه ومدبره وإلهه والإيمان بالقدر أصل من أصول الإيمان من لم يؤمن بالقدر فليس بمؤمن .
المتن:
ومع هذا لا ينكرون ما خلقه الله من الأسباب التي يخلق بها المسببات .
الشرح ..
لأن الله ربط الأسباب بالمسببات ما ينكرون الأسباب ، الأسباب والطبائع والغرائز والقوى خلقها الله وجعلها وربطها بالمسببات فهم يفعلون الأسباب ولا يعتمدون عليها يفعلونها على أنه أسباب ولا ينكرونها كما ينكرها بعض المنحرفة جبرية الأشاعرة والجهمية .
المتن:
مع هذا لا ينكرون ما خلقه الله من الأسباب التي يخلق بها المسببات كما قال تعالى حَتَّىٰۤ إِذَاۤ أَقَلَّتۡ سَحَابࣰا ثِقَالࣰا سُقۡنَـٰهُ لِبَلَدࣲ مَّیِّتࣲ فَأَنزَلۡنَا بِهِ ٱلۡمَاۤءَ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦ مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَ ٰتِۚ كَذَ ٰلِكَ نُخۡرِجُ ٱلۡمَوۡتَىٰ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ
الشرح:
الشاهد فأنزلنا به الماء يعني بسببه فأخرجنا به يعني بسببه كل الثمرات هذه الآية فيها إثبات السباب فيها رد على منكري الأسباب فأنزلنا به الماء فأخرجنا به الباء سببية والقرآن ملآن بهذا كالأسباب والمسببات .
المتن:
وقال تعالى یَهۡدِی بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضۡوَ ٰنَهُۥ سُبُلَ ٱلسَّلَـٰمِ وَیُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذۡنِهِۦ وَیَهۡدِیهِمۡ إِلَىٰ صِرَ ٰطࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ
الشرح:
هذا دليل آخر يهدي به الله يعني بسببه الباء سببية فأثبت السبب.
المتن:
وقال تعالى یُضِلُّ بِهِۦ كَثِیرࣰا وَیَهۡدِی بِهِۦ كَثِیرࣰاۚ
الشرح:
الشاهد يضل به يعني بسببه ويهدي به كثيرا فأثبت الأسباب دليل على إثبات الأسباب .
المتن:
فأخبر أنه يفعل بالأسباب .
الشرح:
نعم بالأسباب لا عند الأسباب كما يقوله الجبرية.
المتن:
ومن قال يفعل عندها لا بها فقد خالف ما جاء به القرآن وأنكر ما خلقه الله من القوى والطبائع.
الشرح:
وهم الأشاعرة يقولون إن الله يفعل عند الأسباب لا بالأسباب فيقولن أن السكين ما تقطع ولكن الله يوجد القطع عند إجراء السكين فالسكين ما تقطع ولهذا يسمونها أمارة فيقولون إجراء السكين أمارة ، أمارة عن القطع فرارا من القول أنها سبب يسمونها أمارات ولهذا تجد في كتب أصول الفقه لأنه مبني على مذهب الأشاعرة يسمون الأسباب إمارات في مبحث الأسباب والعلل فرارا من القول بالأسباب يقولون هذه أمارة فالأكل ليس سببا في الشبع لكنه علامة لأنه إذا وجد الأكل يوجد عنده من باب الاقتران العادي يعني هذا قرن بهذا وإلا ما هو هذا سبب بهذا والنار ليس سببا في الإحراق ما تحرق النار ولا فيها قوة الحرارة لكن الله يوجد الإحراق عند إشعال النار فهذا من باب الاقتران العادي إذا قرن إشعال النار بالاحتراق وإلا ليست سببا في الإحراق فرارا من القول بالأسباب .
المتن:
ومن قال يفعل عندها لا بها فقد خالف ما جاء به القرآن وأنكر ما خلقه الله من القوى والطبائع وهو شبيه بإنكار ما خلقه الله من القوى التي في الحيوان التي يفعل الحيوان بها مثل قدرة العبد.
الشرح:
فالله تعالى جعل للإنسان قدرة وجعل للحيوان قوة يفعل بها يأكل ويشرب ويمشي ويذهب ويتكلم وينام ويتحرك هذه قوى طبائع وغرائز هذا من أبطل الباطل إنكار القوى والطبائع والغرائز .
المتن:
كما أن من جعلها هي المبدعة لذلك فقد أشرك بالله وأضاف فعله إلى غيره.
الشرح:
وهم الطبائعيون و المعتزلة يقابلون الأشاعرة الأشاعرة أنكروا الأسباب وهؤلاء قالوا الأسباب مأثرة بذاتها قالوا هي المبدعة فأشركوا جعلوا الأسباب هي التي تؤثر فأشركوا مع الله حيث جعلوا الأسباب هي المؤثرة بذاتها كالطبائعين الذين يقولون إن الولد يوجد بالتفاعل بين المائين وينكرون خلق الله ويقولون إن النار هي مؤثرة بذاتها فهؤلاء غلوا في الأسباب حتى جعلوها هي المؤثرة فأشركوا في الربوبية وأولئك نفوا الأسباب حتى أنكروها وقالوا إن ليس للأشياء تأثير ولا طبائع والناس طوائف في هذا الطائفة الأولى الطبائعيون والمعتزلة الذين غلوا في الأسباب وجعلوها مأثرة هؤلاء هم أشركوا في الربوبية الذين اعتمدوا على الأسباب وركنوا إليها والطائفة الثانية الذي نفوا الأسباب وأنكروها وهم الجبرية من الشاعرة والجهمية فهؤلاء أنكروا الأسباب وهذا طعن في العقل وفي الحس إنكار للمحسوسات والطائفة الثالثة الذي اعترفوا بالأسباب لكنهم لم يفعلوا بها لم يفعلوا بالأسباب فهؤلاء عصاة والطائفة الرابعة الذين أثبتوا الأسباب وفعلوها على أنها أسباب لا على أنها مؤثرة وهم أهل الحق ولهذا قلنا من اعتمد على الأسباب فقد أشرك في الربوبية وركن إليها كالمعتزلة ومن أنكرها أنكر الأسباب فهذا قدح في العقل ونقص في العقل ومن اعترف بها ولكن لم يفعلها فهذا طعن في الشرع كالعصاة الذين يعلمون أن الجنة أسباب سببها العمل الصالح سبب في دخول الجنة ولكنهم يفعلون المعاصي ولا يفعلون الأسباب هذا نقص في الدين وأهل الحق الذين أثبتوا الأسباب ولم يعتمدوا عليها ولم يركنوا إليها ولم ينكروها وباشروها على أنها أسباب لا على أنها مأثرة على أنها أسباب موصلة للمسببات فهؤلاء هم أهل الحق ومن أنكر الأسباب فهذا قدح في العقل كالجبرية ومن اعتمد عليها وركن إليها هذا شرك بالربوبية ومن اعترف بها ولكن لم يفعل بها فهذا من العصاة ومن أثبتها وفعلها على أنها أسباب لا على أنها مأثرة امتثال لأمر الله فهؤلاء هم أهل الحق .
المتن:
قال كما أن من جعلها هي المبدعة لذلك فقد أشرك بالله وأضاف فعله إلى غيره وذلك أنه ما من سبب من الأسباب إلا وهو مفتقر إلى سبب آخر في حصول مسببه ولا بد له من مانع يمنع مقتضاه إذا لم يدفعه الله عنه فليس في الوجود شيء واحد يستقل بفعل شيء إلا الله وحده .
الشرح:
لأن ليس هناك شيء في الوجود يستقل بفعل شيء وحده إلا الله فإذا أراد شيئا فإنه لا يمتنع عنه شيء قال الله تعالى إِنَّمَاۤ أَمۡرُهُۥۤ إِذَاۤ أَرَادَ شَیۡـًٔا أَن یَقُولَ لَهُۥ كُن فَیَكُونُ ما في شيء يستقيم بوجوده إلا بمشيئة الله إذا أراد الله شيئا أن يقول له كن فيكون أما الأشياء فإن وجود الأشياء لا بد لها من كل شيء لا بد له من أمر آخر يساعده في الأسباب لا بد من أسباب أخرى تساعدها ولا بد من دفع المانع فإذا وجدت الأسباب المعينة واندفعت الموانع حصلت وإلا فلا يحصل فالحبوب التي تخرج في البذر لا بد أولا من اجتماع الأسباب لا بد من البذر ولا بد من سبب آخر لا يكفي البذر لا بد من سقي الماء ولا بد أن تكون التربة صالحة ولا بد من انتفاء الموانع التي تمنع من حصول الزرع فإذا وجدت هذه الأسباب وانتفت الموانع حصل الزرع وإلا فلا يحصل وهكذا كل شيء ما في شيء يستقل بوجوده سبب واحد كل سبب لا بد له من سبب آخر يعينه ولا بد من موانع تمنعه السلاح إذا أراد الإنسان أن يضرب بالسلاح السلاح ما يكفي وحده لا بد أن يكون السلاح حاد ولا بد أن تكون اليد التي تأخذه قوية ولا بد أن يكون الشيء الذي يضرب به صالح للضرب وإلا تكسر السيف إذا كان هناك مانع امتنع فلا يكفي أن يكون مع الإنسان آلة يضرب بها ما تؤثر الآلة وحدها إلا بشروط الآلة لا بد لها من يد تكون قوية والآلة لا بد ان تكون في نفسها صالحة والشيء الذي يؤثر فيه لا بد أن يكون صالح عنده القابلية أما إذا كان حديد فضربه بالحديد يتكسر كما سيذكر المؤلف رحمه الله الشمس الآن ما تؤثر إلا بشيء لا بد أن يكون المحل قابل لانعكاس الشمس فإن كان هناك حاجز فلا يؤثر والنار كذلك ما تكون محرقة إلا إذا وجدت الحرارة و وجد القبول فإذا كان هناك مانع يمنع من الحرارة فلا تحرق لا بد من انتفاء الموانع فإذا طلا نفسه بشيء يمنع من الإحراق لا يحترق وكذلك أيضا إذا كان الشيء الذي أحرق بالنار لا يحترق كما سيذكره المؤلف رحمه الله بعض الطيور التي تعيش في النار وتفرخ ولا يضرها هذا وبعض الأحجار التي تؤثر فيها النار لأنها غير ممتنعة لا بد أن يكون المحل قابل للاحتراق أما شيئا واحد يؤثر ما في إلا الله ولهذا قال سبحانه وَمِن كُلِّ شَیۡءٍ خَلَقۡنَا زَوۡجَیۡنِ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ كما سيبين المؤلف رحمه الله.
المتن:
قال وذلك أنه ما من سبب من الأسباب إلا وهو مفتقر إلى سبب آخر في حصول مسببه ولا بد له من مانع يمنع مقتضاه إذا لم يدفعه الله عنه .
الشرح:
نعم يعني ثلاثة أشياء السبب لا بد له من سبب يعينه ولا بد من مانع المانع يمتنعه إذا وجد ذلك حصل المسبب إذا قدر الله وإلا فلا يحصل .
المتن:
فليس في الوجود شيء واحد يستقل بفعل شيء إلا الله وحده قال تعالى وَمِن كُلِّ شَیۡءٍ خَلَقۡنَا زَوۡجَیۡنِ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ أي فتعلمون أن خالق الأزواج واحد ولهذا من قال إن الله.
الشرح ..
كل شيء الآن فيه زوجين اثنين الآن كل شيء الآن الطيور والحيوانات حتى الجمادات حتى النار إشعال النار لا بد من شيئين، شيئين زوجين صنفين يعني ونباتات لا بد من أمرين ومن كل شيء خلقنا زوجين صنفين لعلكم تذكرون.
المتن:
ولهذا من قال إن الله لا يصدر عنه إلا واحد لأن الواحد لا يصدر عنه إلا واحد كان جاهلا .
الشرح:
هذا قول الفلاسفة من أبطل الباطل من أفسد الفاسد يقولون واحد لا يصدر إلا عنه إلا واحد هذا مخالف ما في شيء واحد يصدر عنه واحد أبدا يبطله ويكذبه قول الله تعالى وَمِن كُلِّ شَیۡءٍ خَلَقۡنَا زَوۡجَیۡنِ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ فمن جهلهم وضلالهم قالوا إن الواحد لا يصدر عنه إلا واحد وقالوا إن الرب لا يصدر عنه إلا واحد هذا من جهل الفلاسفة وكفرهم وضلالهم .
المتن:
ولهذا من قال إن الله لا يصدر عنه إلا واحد لأن الواحد لا يصدر عنه إلا واحد كان جاهلا فأنه ليس في الوجود واحد صدر عنه وحده شيء لا واحد ولا اثنان إلا الله الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون فالنار التي جعل الله فيها حرارة لا يحصل الإحراق إلا بها وبمحل يقبل الاحتراق فإذا وقعت على السمندل والياقوت ونحوهما لم تحرقهما .
الشرح:
إذا لا بد من أمرين يعني النار وحدها ما تكفي لا بد أن تكون النار المحرقة يكون الشيء الذي تحرقه النار قابل للاحتراق فإن لم يكن قابل ما تكفي مثل السمندل والياقوت السمندل يقال إنه دابة وقيل أنها دابة تعيش في النار وأنها ما تتأثر في النار والماء ما تطمئن ولا ترتاح إلا في النار وقيل أنه طائر في الهند يفرخ ويبيض في النار ما تضره النار ما هو قابل للاحتراق فالنار ما تكفي وحدها للاحتراق لا بد شيئين نار ومحل قابل وكذلك الياقوت نوع من الأحجار لا يتأثر بالنار والمقصود من هذا أنه لا بد من أمرين أنه ما في شيء واحد يحصل التأثير منه إلا بمقابل شيئين لا بد من أمرين نار ومحل قابل للاحتراق وهذا دليل على قول الفلاسفة قولهم واحد لا يصدر عنه إلا واحد .
المتن:
وقد يطلا الجسم بما يمنع إحراقه والشمس التي يكون عنها الشعاع لا بدمن جسم يقبل انعكاس الشعاع عليه وإذا حصل حاجز من سحاب أو سقف لم يحصل الشعاع تحته.
الشرح:
هذا المثال الثاني الشمس الآن تأثر بشيئين لا بد أن يكون المحل قابل للانعكاس ولا بد ألا يكون هناك حاجب فإذا حجبت الشمس بالغيم أو بجدار ما حصل تأثير وإذا كان محل غير قابل للانعكاس ما حصلت الحرارة فالمقصود أن الشمس وحدها لا تكفي لا بد من أمرين محل قابل للانعكاس ومن انتفاء المانع والحاجب وقصده من هذا إن ليس هناك شيء سبب يستقل في حصول المسبب ما فيه شيء واحد لا بد من أمور ما يستقل بالحصول عليها إلا الله سبحانه وتعالى.
المتن:
قال السمندل بفتح السين والميم وبعد النون الساكن دال مهملة ولام في آخره ومن عجيب أمر السمندل استمداده بالنار ومكثه فيها وكثيرا ما يوجد بالهند وهي دابة دون الثعلب خلنجية اللون حمراء العين ذات ذنب طويل وزعم آخرون أن السمندل طائر ببلاد الهند يبيض ويفرخ في النار والذي في كتاب الحيوان وفي تعريف الياقوت حجر صلب شديد اليبس رزين شفاف صاف مختلف الألوان وذكر أصله وخواصه ومنها أنه لا تذوبه النار .
الشرح:
المقصود أن النار لا تؤثر إلا بمحل قابل إذا كان محل غير قابل فلا النار وحدها لا تكفي المقصود أنه لا بد من شيئين تحقيقا لقوله تعالى ومن كل شيء خلقنا زوجين صنفين لعلكم تذكرون.
المتن:
وقد وصف هذا في غير هذا الموضع .
الشرح ..
وصفه في كثير من كتبه رحمه الله قد يكون في منهاج السنة تعارض العاقل والناقل وفي غيره من كتبه .
المتن:
والمقصود هنا أنه لا بد من الإيمان بالقدر فإن الإيمان بالقدر من تمام التوحيد كما قال ابن عباس رضي الله عنهما (( هو نظام التوحيد فمن وحد الله وآمن بالقدر تم توحيده ومن وحد الله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيده))
الشرح:
صدق رحمه الله لا بد أن يؤمن بالقدر بمراتبه الأربع يؤمن بالعلم والكتابة والمشيئة والخلق فمن آمن بالله وحد الله وآمن بالقدر تم توحيده ومن وحد الله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيده ما تم له التوحيد .
المتن:
ولا بد من الإيمان بالشرع وهو الإيمان بالأمر والنهي والوعد والوعيد كما بعث الله بذلك رسله وأنزل كتبه.
الشرح:
لا بد من الجمع بين الإيمان بالشرع والقدر يؤمن بالقدر بمراتبه الأربع ويؤمن بالشرع الأوامر والنواهي والوعد والوعيد الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه .
المتن:
والإنسان مضطر إلى شرع في حياته الدنيا فإنه لا بد له من حركة يجلب بها منفعته وحركة يدفع بها مضرته والشرع هو الذي يميز بين الأفعال التي تنفعه والأفعال التي تضره .
الشرح:
يعني لا بد من هذا لا بد من شرع يعمل به الإنسان لأن الإنسان محتاج إلى حركة تنفعه وحركة تضره وهذه الحركة التي تنفعه والتي تضره لا بد أن يعلم حكمه فالشرع جاء ببيان الحكم هذه الحركة التي تنفعك حكمها كذا عند الشرع والتي تضرك حكمها كذا جائز مباح حرام مكروه واجب إذا لا بد للإنسان من شرع حتى ولو كان وحده لا بد أن يعلم حكم تصرفاته ولا يستغن الإنسان عن الشرع ومن حكمته ورحمة الله بعباده أن أرسل الرسل مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه فلا بد من الإيمان بالشرع فمن لم يؤمن يالشرع فليس على جاده .
المتن:
والشرع هو الذي يميز بين الأفعال التي تنفعه والأفعال التي تضره.
المتن:
الشرع هو الذي يميز بين الأفعال التي تنفعه والأفعال التي تضره.
الشرح:
يقول هذا حلال هذا حرام هذا واجب هذا مكروه هذا مستحب الشرع هو الذي يميز هذا وإلا لو ترك الإنسان لا بد يفعل شيء يفعل حركات وأشياء وأفعال لا بد الإنسان متحرك همام طبيعته هكذا ما يسكت ، ما يسكت إلا الميت لا بد أن يتحرك يقول يتكلم يفعل يأكل يشرب فلا بد أن يعلم حكم هذه التصرفات فجاء الشرع فالله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب تبين للناس حكم أفعالهم وتصرفاتهم .
المتن:
والشرع هو الذي يميز بين الأفعال التي تنفعه والأفعال التي تضره وهو عدل الله في خلقه ونوره بين عباده.
الشرح:
يعني الشرع شرع عدل الله في خلقه ونوره بين عباده لا شك إذا فقد الناس الشرع ضاعوا وهلكوا .
المتن:
فلا يمكن الآدميين أن يعيشوا بلا شرع يميزون به بين ما يفعلونه ويتركونه وليس المراد بالشرع مجرد العدل بين الناس في معاملاتهم بل الإنسان المنفرد لا بد له من فعل وترك .
الشرح:
يعني حتى المنفرد وحده لا يعيش وحده لا بد أن يفعل أشياء ويترك أشياء وهذه الأفعال والتروك لا بد لها من حكم فجاء الشرع ببيان الأحكام من الأفعال والتروك.
المتن:
وليس المراد بالشرع مجرد العدل بين الناس في معاملاتهم بل الإنسان المنفرد لا بد له من فعل وترك فإن الإنسان همام حارث كما قال النبي ﷺ أصدق الأسماء حارث وهمام
الشرح:
نعم لأنها موافق لطبع الإنسان ، الإنسان همام وحارث لأنه طبع على هذا همام وحارث فلهذا صار أصدق الأسماء همام وحارث لأنها موافقة لما طبع عليه الإنسان فالحديث لا بأس به رواه أبو داوود وأحمد وغيرهم أصدق الأسماء همام وحارث لأنها موافقة لطبيعة الإنسان فلهذا صارت هي أصدق الأسماء لأنه اسم وافق مسماه ولفظ طابق معناه همام طبيعة الإنسان الهم حارث طبيعة الإنسان الحرث يحرث ما يسكت .
المتن:
وهو معنى قوله متحرك بالإرادة.
الشرح:
هذه همام وحارث متحرك بالإرادة تحرك وفق الإرادة التي يريدها لأنه اختيار .
المتن:
فإذا كان له إرادة هو متحرك بها فلا بد أن يعرف ما يريده هل هو نافع له أو ضار وهل يصلحه أو يفسده .
الشرح:
إذا كان متحرك بالإرادة لا بد أن يعرف ما يريده هل هو نافع هل هو ضار هل هو يصلحه هل هو يفسده ومن الذي يبين هذا الشرع من رحمة الله جاء الشرع بهذا ستتحرك بالإرادة لا بد أن يعرف مايريده هل هو نافع أو ضار وهل هذه الحركة تصلحه أو تفسده فالشرع جاء بهذه الأحكام .
المتن:
وهذا قد يعرفه بعض الناس بفطرتهم كما يعرفون انتفاعهم بالأكل والشرب وكما يعرفون ما يعرفون من العلوم الضرورية بفطرتهم وبعضه يعرفونه بالاستدلال الذي يهتدون به بعقولهم وبعضه لا يعرفونه إلا بتعريف الرسل وبيانهم لهم وهدايتهم إياهم.
الشرح:
يعني هذا يختلف بعضهم يعرف الإنسان بفطرته يدرك النافع من الضار حتى في الأمور العادية يدرك لأنه فطره الله يدرك أن الأكل يحفظ حياته وصحته والشرب يدرك أنه لا بد من النوم وبعضه يعرف بالتجارب مثلا كالطب يعرفونه الناس بالتجارب يجربون أن مثلا الدم إذا قطع السكين اليد خرج الدم يوضع عليه كذا بالتجارب فيقف الدم هذا يعرفونه بالتجارب وأكثر الطب بالتجارب وبعضها لا يستطيعون معرفتها إلا عن طريق الرسل ، الرسل هم الذين يبينوها لهم.
المتن:
قال وهذا قد يعرفه بعض الناس بفطرتهم كما يعرفون انتفاعهم بالأكل والشرب .
الشرح:
هذا مفطورون عليهم حتى الحيوانات تدرك هذا إذا فطر على الأكل والشرب هداه الله لمرعاها تشرب وتطلب الماء ولو من بعيد .
المتن:
وكما يعرفون ما يعرفون من العلوم الضرورية بفطرتهم.
الشرح:
يعني يعرف النور بفطرته أن النور بحاجته ويدركه الحر بفطرته يحاول إزالة الحر ويدرك البرد يستدفئ وهكذا .
المتن:
وبعضه يعرفونه بالاستدلال الذي يهتدون به بعقولهم .
الشرح:
نعم يستدلوا بكذا على كذا بشيء على شيء.
المتن:
وبعضه لا يعرفونه إلا بتعريف الرسل وبيانهم لهم وهدايتهم إياهم.
الشرح:
صحيح بعضها لا يعرف إلا عن طريق الرسل أن نعرف الأعمال التي توصل إلى الجنة والأعمال التي توصل إلى النار وما فيه نفعه في الحال والمال فمن رحمة الله أنه ا{سل الرسل مبشرين ومنذرين .
المتن:
وفي هذا المقام تكلم الناس في الأفعال.... (انتهى)
المتن:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد..
فقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
وفي هذا المقام تكلم الناس في الأفعال هل يعرف حسنها وقبحها بالعقل أم ليس لها حسن وقبح يعرف بالعقل كما قد بسط في غير هذا الموضع وبينا ما وقع في هذا الموضع من الاشتباه فإنهم اتفقوا على أن كون الفعل يلائم الفاعل أو ينافره يعلم بالعقل وهو أن يكون الفعل سببا لما يحبه الفاعل ويرتد به وسببا لما يبغضه ويؤذيه وهذا القدر يعلم بالعقل تارة وبالشرع أخرى وبهما جميعا أخرى لكن معرفة ذلك على وجه التفصيل ومعرفة الغاية التي تكون عاقبة الأفعال من السعادة والشقاوة في الدار الآخرة لا تعلم إلا بالشرع فما أخبرت به الرسل من تفاصيل اليوم الآخر وأمرت به من تفاصيل الشرائع لا يعلمه الناس بعقولهم كما أن ما أخبرت به الرسل من تفصيل أسماء الله وصفاته لا يعلمه الناس بعقولهم وإن كانوا قد يعلمون بعقولهم جمل ذلك .
الشرح:
يبين المؤلف رحمه الله في هذا المقام يعني مقام القدر والأمر والنهي أن الناس اختلفوا في الحسن والقبح على ثلاثة أقسام انقسموا إلى ثلاث طوائف في مقام القدر والأمر والنهي فطائفة أثبتوا الحسن والقبح من جهة العقل وهم المعتزلة وطائفة أثبتوا الحسن والعقل من جهة الشرع وقالوا العقل لا يقبح ولا يحسن فهاتان الطائفتان متقابلتان المعتزلة أثبتوا الحسن والقبح من جهة العقل لا من جهة الشرع وقالوا إن العقل هو الذي يدرك حسن الأشياء وقبحها ثم جاء الشرع كاشفا لما دل عليه العقل وأثبته العقل وقابلهم الأشاعرة فقالوا إن العقل لا يحسن ولا يقبح وإنما جاء التحسين والتقبيح من جهة الشرع فلولا أن الشرع أخبرنا بأن هذا حسن بأن هذا قبيح لما عرفنا الحسن والقبيح وأهل السنة يرون أن الحسن والقبح يعرف بالعقل وبالشرع ولكن تفاصيل الأشياء وغاياتها ونتائجها لا تعرف إلا بالشرع ولهذا يقول العلماء إن الشريعة لم تأت بما ينافي العقول ويناقض العقول وإنما الشرائع توافق العقول فالعقل الصريح يوافق النقل الصحيح العقل الصريح هو الذي سلم من الشبهات والشهوات يوافق النقل الصحيح فلا يختلفان فلا يمكن أن يخالف عقل صريح نقلا صحيحا وإذا وجد ما يدل على المنافاة أوالمناقضة فهذا لأحد أمرين إما لأن العقل غير صريح أو لأن النقل غير صحيح إما لأن العقل غير صريح يعني فيه شبهة أو شهوة أو لأن النقل غير صحيح أما إذا كان النقل صحيحا والعقل صريحا فلا يمكن أن يتنافيان فالعقل الصريح يوافق النقل الصحيح ولهذا ألف الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كتاب عظيم سماه موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول ويسمى كتاب العقل والنقل فالمعتزلة أثبتوا الحسن والعقل الحسن والقبح من جهة العقل ولكن الحسن والقبح يثبتوها إنما أثبتوها للأفعال قالوا هذه صفات للأفعال نفسها أما الفاعل فلا يقوم بوصف لا يقوم به فعل الرب لا يقوم بفعل عندهم كما أنه لا يقوم بوصف ولا نعت الرب لا يقوم به وصف عندهم ولا يقوم به فعل وإنما هذه الصفات الحسن والقبح إنما هي صفات ذاتية للأفعال نفسها ثم جاء الشرع فكشف عن ذلك عن صفات الأفعال عن الحسن والقبح الشرع ما جاء بالحسن والقبح وإنما جاء بكشف ما أدركه العقل وأثبته العقل وأما الأشاعرة فقالوا إن العقل لا يعرف الحسن ولا يعرف القبح ولولا أن الشرع أخبرنا بأن هذا حسن وبهذا قبيح لما عرفنا ذلك ويقول إن الأفعال ليس لها صفات هي أحكام لها أو هي علل لها فليس للأفعال أحكام وليس لها علل ولهذا أنكروا العلل والطبائع والغرائز والأسباب بناء على هذا الاختلاف التقبيح والتحسين العقليين اختلفوا في امتناع الظلم على الرب سبحانه وتعالى وقبل ذلك الأشاعرة لم يثبتوا حكما ولا أفعال ولا طبائع ولا غرائز والمعتزلة لم يثبتوا فعلا يقوم للرب ولا وصف أهل السنة والجماعة وأهل الحق يثبتون الحكمة وأنها تعود إلى حكمة تكون لشيء تعود إلى الرب سبحانه وتعالى فله حكمة في الأشياء والأفعال التي يحبها ويرضاها وله حكمة تعود إلى مكلفين يفرحون بها ويلتذون بها وهذا في المخلوقات وفي المأمورات الحكمة تعود إلى الرب وتعود إلى الأفعال التي يفعلها العباد يلتذون بها ويفرحون بها ثم اختلف هؤلاء الطائفتان القائلتين بالتحسين والتقبيح العقليين أو النفي أو الشرعيين اختلفوا في امتناع الظلم كل منهم قالوا الظلم ممتنع عن الله لكن الأشاعرة قالوا الظلم ممتنع لذاته ولا يتصور وقوع الظلم من الله عز وجل لا يقدر عليه الظلم لا يقدر عليه الظلم غير مقدرو عليه وكل ما يدخل تحت القدرة فهو منه لو فعله سبحانه لكان عدلا فالظلم مستحيل لا وجود له عند الأشاعرة ما في ظلم بالنسبة للرب مستحيل ممتنع لذاته لا يتصور وقوعه ولهذا قالوا إن الرب يجوز أن يأمر بالشرك وينهى عن التوحيد ولا يكون هذا قبحا ويجوز أن يأمر بالظلم والفواحش على الله وينهى عن البر والتقوى لأن العباد ملك لله هو يتصرف فيهم بما يشاء وليس هناك ظلم الظلم مستحيل لا يمكن تصوره وقابلهم المعتزلة والقدرية فقالوا إن الظلم ممتنع لا لذاته بل لأن العقل يقبح الظلم من الله وقالوا كل ما كان ظلما وقبيحا من العبد إذا فعله فإنه يكون ظلم وقبيحا من الله فقاسوا الله بخلقه ومثلوه بخلقه في الأفعال فهم مشبها في الأفعال معطلة في الصفات في الأفعال يشبه وفي الصفات معطلة فالأشاعرة يقولون ما في ظلم لا يمكن أن يقع الظلم ولا يتصور وقوعه لأن الظلم مستحيل على الله كالجمع بين النقيضين ويقولون إنه لو عذب العباد لو أبطل حسنات الأبرار والمتقين والأنبياء وحملهم ذنوب الفجرة والفساق والكفرة لما كان ظالما لأنه يتصرف في ملكه والظلم معناه هو تصرف المالك في غير ملكه أو مخالفة المأمور للآمر والله ليس فوقه آمر حتى يخالفه وكل ما في هذا الوجود هو ملك لله يتصرف فيه كما يشاء ما في ظلم الظلم هو مستحيل الذي لا يدخل تحت القدرة كالجمع بين النقيضين وقابلهم المعتزلة فقالوا الظلم الذي يكون من المخلوق يكون من الخالق كل ما كان ظلما وقبيحا من المخلوق لو فعله فإنه يكون ظلما وقبيحا من الخالق لو فعله شبهوا الله بخلقه وقاسوه على خلقه في الأفعال وأما في صفاته فهم معطلة فهم مشبهة ممثلة في الأفعال معطلة في الصفات وأما أهل السنة والجماعة فقالوا الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه كأن يحمل أحدا أوزار غيره أو يمنعه من ثواب حسناته هذا هو الظلم والظلم مقدور عليه ما هو ممتنع الله تعالى قادر على الظلم لكنه تنزه عنه سبحانه وتعالى حرمه على نفسه لم يحرمه يحرمه عليه أحد بل حرمه على نفسه من نفسه كما ثبت في الحديث القدسي أن الرب سبحانه وتعالى كما في حديث أبي ذر يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا فكيف يحرم على نفسه شيئا لا يقدر عليه لا يمكن هذا كما يقوله الأشاعرة ، الأشاعرة جبرية وقال سبحانه وتعالى لَا ظُلۡمَ ٱلۡیَوۡمَۚ نفى الظلم ولو كان الظلم غير مقدور عليه كيف ينفى وقال سبحانه وَمَن یَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَهُوَ مُؤۡمِنࣱ فَلَا یَخَافُ ظُلۡمࣰا وَلَا هَضۡمࣰا ولو كان الظلم ممتنع ومستحيل ولا يدخل تحت القدرة فكيف يؤمن الإنسان من شيء لا يمكن وجوده فلولا أن الظلم ممكن مقدور عليه لما نفاه عن العباد منه قال فلا يخاف ظلما ولا هضما فالظلم هو وضع الشيء في غير موضعه كأن يمنع أحدا من حق ثواب حسناته أو يحمل أحدا أوزار غيره هذا هو الذي تنزه عنه ونفاه وحرمه على نفسه تكرما منه سبحانه وتعالى ولم يجب عليه أحد شيئا لا يجب عليه أحد شيئا ولا يحرم عليه أحد شيئا ليس فوقه أحد سبحانه وتعالى ولكنه هو الذي حرم عليه الظلم عن نفسه من نفسه وهو الذي أوجب على نفسه من نفسه أوجب أن من وحد الله وأخلص له العبادة أوجب له الجنة كما في الحديث حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئا هذا حق أوجبه على نفسه من نفسه سبحانه وتعالى تكرما منه وبناء على قول الأشاعرة أن الظلم والمستحيل وهو الذي لا يدخل تحت القدرة لم يفرقوا بين الحق وبين الباطل على ذلك ليس هناك تفريق بناء على المذهب ليس هناك تفريق بين الحق وبين الباطل ولا بين المؤمنين والفجار ولا بين أصحاب الجنة وأصحاب النار يقولون الرب ماله حكمة لا يفعل لحكمة بل يفعل لمجرد الإرادة بمجرد المشيئة وبمحض الإرادة فقط والطاعات التي يفعلها العباد ليست سببا في دخولهم الجنة وإنما الله تعالى يدخل هؤلاء الجنة بمجرد مشيئته ومحض إرادته ويدخل هؤلاء النار بمجرد محضه ومشيئته بمجرد مشيئته ومحض إرادته ولا في حكم ولا أسرار ولا أسباب ولا علل ولا غرائز ولا طبائع وليست الأعراف سببا في دخول الجنة وليست الشرك والمعاصي سببا في دخول النار وهذا أمر باطل وناقض لنصوص الكتاب والسنة مخالفا لحكمة الله فالله تعالى يقول ٱدۡخُلُوا۟ ٱلۡجَنَّةَ بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ جَزَاۤءَۢ بِمَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ یُضِلُّ بِهِۦ كَثِیرࣰا وَیَهۡدِی بِهِۦ كَثِیرࣰاۚ فَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰ فَأَسۡقَیۡنَـٰكُمُوهُ وَمَاۤ أَنتُمۡ لَهُۥ بِخَـٰزِنِینَ النصوص من الكتاب والسنة مملوءة ببيان الأسباب والعلل والغرائز ويستدلون بمثل الحديث لو عذب أهل السموات والأرض لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم لكانت رحمته خيرا لهم قالوا هذا دليل على أنه يتصرف بأفعاله ناشئة إنما يفعل الله سبحانه وتعالى بالإرادة ولكن أجاب أهل العلم عن الحديث المعنى أن الله تعالى لو حاسب عباده بنعمه عليهم وأفعالهم وأعمالهم لكانوا مدينين وحينئذ لو عذبهم لعذبهم وهو غير ظالم لهم لو حاسب الله عباده بأعمالهم وبنعمه عليهم كانوا مدينين فالنعم أعظم وحينئذ لو عذبهم لعذبهم وهو غير ظالم لهم لكنه لا يفعل ذلك سبحانه وتعالى ولا يحاسبهم بنعمه عليهم وأعمالهم وإنما يبتدئهم بنعم جديدة .
المتن:
قال وفي هذا المقام تكلم الناس في الأفعال هل يعرف حسنها وقبحها بالعقل أم ليس لها حسن وقبح..
الشرح:
مذهب الأشاعرة ليس خاص بالصفات سبع صفات في الأسباب في الإرادة ما عنهم إلا إرادة واحدة كونية قدرية وفي الأسباب وفي الحكم والغرائز فهو خطير.
المتن:
قال وفي هذا المقام تكلم الناس في الأفعال هل يعرف حسنها وقبحها بالعقل أم ليس لها حسن وقبح يعرف بالعقل كما قد وصف في غير هذا الموضع وبينا ما وقع في هذا الموضع من الاشتباه فإنهم اتفقوا على أن كون الفعل يلائم الفاعل أو ينافره يعلم بالعقل.
الشرح:
نعم هذا اتفق عليه جميع العقلاء كون الفعل يلائم الفاعل أو بنافره فالإنسان يدرك هذا بإحساسه يحس الإنسان بالجوع وإذا حس بالجوع فرق بين الطعام وبين الشراب وفرق بين الماء والسراب هذا يدركه الإنسان بالعقل ويدرك أيضا بالشرع يدرك بهذا تارة وتارة يدركه بالعقل فقول هؤلاء الأشاعرة أن الأشياء ليس فيها حسن ولا قبح والعقل لا يعرف فيها شيء هذا باطل وكذلك أيضا المعتزلة هذا أمر مشترك فمن خالف وقال إن الإنسان لا يدرك ما يلائمه وما ينافره فقد خرج عما دلت عليه العقول .
المتن:
قال وبينا ما وقع في هذا الموضع من الاشتباه فإنهم اتفقوا على أن كون الفعل يلائم الفاعل أو ينافره يعلم بالعقل وهو أن يكون الفعل سببا لما يحبه الفاعل ويلتذ به وسببا لما يبغضه ويؤذيه.
الشرح:
هذا مدرك بالعقل فكون الشاعرة ينفون الأسباب أن يكون الإنسان يفعل يشرب الشراب يعلم أنه سبب في إروائه وإزالة ما يحسبه من العطش ويأكل الطعام ويعلم أنه السبب في إزالة الجوع ويستدفئ الثياب في وقت الشتاء ويعلم أنه سبب في إزالة البرد ويشعل النار وينضج بها ما يريده ويحرق بها ما يريده إحراقه ويعلم أنها سبب الإحراق و(..) السكين الأشياء التي يريد أن يقطعها ويعلم أنها سبب القطع كل هذا يدركه الإنسان بعقله ويعلم الأشياء التي توافقه والتي تنافره تدرك بالعقل وتدرك بالحس وتدرك بالشرع فإذا خالفوا هذا الأمر خالفوا أمرا متفق عليه بين العقلاء .
المتن:
وهذا القدر يعلم بالعقل تارة وبالشرع أخرى وبهما جميعا أخرى لكن معرفة ذلك على وجه التفصيل ومعرفة الغاية التي تكون عاقبة الأفعال من السعادة والشقاوة في الدار الآخرة لا تعلم إلا بالشرع.
الشرح:
يعني معرفة التفاصيل تفاصيلها ومعرفة النتائج مثلا الأعمال الصالحة سبب في السعادة والأعمال السيئة سبب في الشقاوة تفاصيل السعادة وتفاصيل الشقاوة تفاصيل ما في الجنة من نعيم وتفاصيل ما في النار من العذاب هذه النتائج لا يدركها العقل ولا يعلمها إلا الله وكذلك تفاصيل ما يكون في الآخرة من الحوض والصراط والميزان حقائق أسماء الله وصفاته تفاصيلها لا يعلمها إلا الله لكن العقل يدرك هذا جملة يكون هذا إجمالا أما التفاصيل والنتائج فلا تعلم بالعقول وهذا هو معنى قول العلماء إن الشريعة جاءت بمحارات العقول لا بمحالاتها الشريعة ما جاءت لكي تنفي العقول وتنكره وإنما جاءت بما تتحير فيه العقول ولا تركه على استقلالها فهي لا تدركه على استقلالها فالشريعة جاءت بمحارات العقول يعني بما تحير به العقول لا بمحالاتها لا بما تحيره العقول وتنفيه وتنكره .
المتن:
قال فما أخبرت به الرسل من تفاصيل اليوم الآخر وأمرت به من تفاصيل الشرائع لا يعلمه الناس بعقولهم كما أن ما أخبرت به الرسل من تفصيل أسماء الله وصفاته لا يعلمه الناس بعقولهم وإن كانوا قد يعلمون بعقولهم جمل ذلك .
الشرح:
يعني الأمور المجملة لكن لا يعلمون التفاصيل .
المتن:
وهذا التفصيل الذي يحصل به الإيمان وجاء به الكتاب هو مما دل عليه قوله تعالى وَكَذَ ٰلِكَ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡكَ رُوحࣰا مِّنۡ أَمۡرِنَاۚ مَا كُنتَ تَدۡرِی مَا ٱلۡكِتَـٰبُ وَلَا ٱلۡإِیمَـٰنُ وَلَـٰكِن جَعَلۡنَـٰهُ نُورࣰا نَّهۡدِی بِهِۦ مَن نَّشَاۤءُ مِنۡ عِبَادِنَاۚ وَإِنَّكَ لَتَهۡدِیۤ إِلَىٰ صِرَ ٰطࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ
الشرح:
يعني التفاصيل التي يحصل بها الإيمان ما كان يعرفها النبي ﷺ حتى أنزل الله عليه الكتاب والحكمة ولهذا قال الله تعالى وَوَجَدَكَ ضَاۤلࣰّا فَهَدَىٰ قال ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان يعني قبل أن يوحى إليك ووجدك ضالا فهدى ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا هذا القرآن نور يستضاء به وحياة للأرواح سمي نورا لتوقف الهداية الحقيقية عليه وسمي روح لتوقف الحياة الحقيقة عليه ولكنه ليس لكل أحد بل لمن شاء الله هدايته ولهذا قال نهدي به من نشاء من عبادنا فبعض الناس يهتدي بهذا النور وبعضهم لا يهتدي من أراد الله هدايته اهتدى ومن يرد الله فتنته من الله شيء وله حكمة بالغة يهدي من يشاء برحمته وفضله وإحسانه ويضل من يشاء بعدله وحكمته.
المتن:
وقوله تعالى قُلۡ إِن ضَلَلۡتُ فَإِنَّمَاۤ أَضِلُّ عَلَىٰ نَفۡسِیۖ وَإِنِ ٱهۡتَدَیۡتُ فَبِمَا یُوحِیۤ إِلَیَّ رَبِّیۤۚ إِنَّهُۥ سَمِیعࣱ قَرِیبࣱ
الشرح ..
الشاهد قوله وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي فالهداية بالوحي فبسبب ما أوحي إلي تفاصيل الإيمان تفاصيل الهداية يعتبر من الشرع .
المتن:
وقوله تعالى قُلۡ إِنَّمَاۤ أُنذِرُكُم بِٱلۡوَحۡیِۚ
الشرح:
والإنذار الرسول ينذر بالوحي الذي أنزل عليه ما ينذر بالهواء ولا بما دلت عليه العقول بل بالوحي ولهذا لما أنزل الله في أول سنة یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡمُدَّثِّرُ قُمۡ فَأَنذِرۡ أنذر الناس عن الشرك وأمرهم بالتوحيد الذي أنزله الله عليك وأوحاه إليك .
المتن:
ولكن طائفة توهمت أن للحسن والقبح معنى غير هذا وأنه يعلم بالعقل .
الشرح:
وهم المعتزلة توهموا أن الحسن والقبح غير هذا أن الحسن والقبح يكون للأفعال فقط الأفعال نفسها أما الفاعل الشخص ما يعرف لا يقوم به فعلا ولا وصف وإنما هي الأفعال وقابلهم الأشاعرة فقالوا إن الأفعال ليس لها صفات وليس لها علل ليس لها أحكام وليس لها علل.
المتن:
وقابلتهم طائفة أخرى ظنت أن ما جاء به الشرع من الحسن والقبح يخرج عن هذا.
الشرح:
وإنما يكون الأفعال ليس لها أحكام ولا علل أما كون الشيء الفعل يوافق الفاعل أو ينافره فإنهم نفوا هذا وهذا من جهلهم وضلالهم كون الإنسان يفعل الفعل ويرى أنه موافق له ويلتذ به ويرى فائدته أو يترك الفعل ويرى أنه ينافره وأنه يضاده وأنه يضره فهذا معلوم ، فالعقل معلوم بالحس فكيف ينكرون هذا.
المتن:
فتلك الطائفتين التين أثبتتا الحسن والقبح العقليين أو الشرعيين وأخرجتاه عن هذا القسم غلطت .
الشرح:
تلك الطائفتين التين أثبتتا الحسن والقبح العقليين المعتزلة والتي أثبتت الحسن والعقل الشرعيين الأشاعرة وأخرجوه عن هذا القسم جعلوا الشيء الذي يوافق العقل أو ينافره ينافر الإنسان أو يوافقه خارج عن هذا عن الحسن والقبح غلطوا لأن الإنسان يدرك بعقله الشيء الذي يوافقه فيفعله الإنسان يعرف أنه يأكل ويشرب ويلتذ بالأشياء ويستدفئ ويفعل الأشياء التي يرى فيه فائدة له ويترك الأشياء التي تنافره وتضره هذا يدركه بعقله وبحسه فهم أخرجوا الحسن والقبح عن هذا عن هذه الأشياء التي تنافر الإنسان وتوافقه فغلطوا غلط كل من الأشاعرة وكل من المعتزلة .
المتن:
فكلتا الطائفتين التين أثبتتا الحسن والقبح العقليين أو الشرعيين وأخرجتاه عن هذا القسم غلطت ثم إن كلتا الطائفتين لما كانت تنكر أن يوصف الله بالمحبة والرضا والسخط والفرح ونحو ذلك مما جاءت به النصوص الإلهية ودلت عليه الشواهد العقلية تنازعوا بعد اتفاقهم على أن الله لا يفعل ما هو منه قبيح هل ذلك ممتنع لذاته وأنه لا تتصور قدرته على ما هو قبيح أو أنه سبحانه وتعالى منزه عن ذلك لا يفعله لمجرد القبح العقلي .
الشرح:
يعني أن كلا من الطائفتين كل من الطائفتين أنكرت أن يكون للأشياء حسن وقبح خارج عما قرروه كل من الطائفتين أنكرت أن يوصف الله بالرضا والغضب والسخط والفرح أما المعتزلة فلأنهم ينكرون الصفات كلها ولا يذكرون إلا الأسباب وأما الأشاعرة فإنهم لا يثبتون الصفات الفعلية وإنما يثبتون الصفات الذاتية يثبتون سبع صفات وهي المشهورة عندهم الحياة والكلام والبصر والسمع والعلم والقدرة والإرادة وأما الغضب والسخط والرضا والفرح والكره والاستواء والعجب والضحك وغيرها من الصفات الفعلية فإنهم ينكرونها لأنهم يقولون إن هذه حوادث والحوادث لا تقوم بذات الرب الفرح حادث والغضب حادث والسخط حادث فأنكروا الصفات الفعلية ولم يثبتوا إلا الصفات الذاتية فعلى هذا اتفق الأشاعرة والمعتزلة في نفي الصفات الفعلية وأن الرب لا يتصف بالغضب ولا بالسخط ولا بالرضا ولا بالمحبة ولا بالكره ولا بالسخط بعد ذلك اختلفوا في الظلم الذي هو منفي عن الله هل الظلم ممتنع كل من الطائفتين قالوا إن الظلم لا يفعله الرب وهو ممتنع لكن الأشاعرة قالوا ممتنع لذاته وهو مستحيل لا(..) والأشاعرة قالوا ممتنع لأن العقل يمنعه والرب لا يفعل شيئا يمنعه العقل .
المتن ..
قال ثم إن كلتا الطائفتين لما كانت تنكر أن يوصف الله بالمحبة والرضا والسخط والفرح ونحو ذلك مما جاءت به النصوص الإلهية ودلت عليه الشواهد العقلية تنازعوا بعد اتفاقهم على أن الله لا يفعل ما هو منه قبيح.
الشرح:
كل متفق على أن الله لا يفعل القبيح لكن ما هو القبيح ، القبيح عند المعتزلة ما قبحه العقل والقبيح عند الأشاعرة ما لا يدخل تحت القدرة ممتنع عنه مستحيل وهذا باطل وأهل السنة يقولون العقل يدرك القبح والشرع يدرك القبح ولكن التفاصيل تفاصيل الحسن والقبيح تفاصيل الأشياء ونتائجها لا يعلمها إلا الله أما جملها فهي معلومة للعقل وللشرع.
المتن:
تنازعوا بعد اتفاقهم على أن الله لا يفعل ما هو منه قبيح هل ذلك ممتنع لذاته وأنه لا تتصور قدرته على ما هو قبيح أو أنه سبحانه وتعالى منزه عن ذلك لا يفعله لمجرد القبح العقلي الذي أثبتوه على قولين والقولان في الانحراف من جنس القولين المتقدمين .
الشرح:
من جنس القولين المتقدمين في التحسين والتقبيح العقليين هذان القولان في الظلم والقولان السابقين في التحسين والتقبيح العقليين قولان في الظلم وقولان في التحسين والتقبيح العقليين كل من القولين باطل هنا وهناك .
المتن:
قال والقولان في الانحراف من جنس القولين المتقدمين أولئك لم يفرقوا في خلقه وأمره بين الهدى والضلال .
الشرح:
وهم الأشاعرة لم يفرقوا في خلق الله والأمر بين الهدى والضلال ولا بين الحق والباطل ولا بين الكفار والفجار ولا بين الحسن والقبيح ولا بين الإيمان والكفر ولا بين العمل الصالح والعمل السيئ ما في فرق بينهما ولا يثنى على الرب بأنه أمر بالتوحيد والطاعة ونهى عن الشرك والمعصية ما في لأن ما في حكم ولا أسرار ولا طبائع ولا غرائز فالرب يفعل مجرد الإرادة والمشيئة ومحض الإرادة فقط ويقولون أن الرب يدخل هؤلاء الجنة بلا عمل ولا حكمة والأعمال ليست أسباب ويدخل هؤلاء النار بلا عمل وبلا سبب يتصرف في الأمور كيف يشاء ولا يعتبر هذا ظلم ولا يكون هذا ظلم لأن الرب يتصرف في ملكه واستدلوا بحديث هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي وهؤلاء إلى النار ولا أبالي ولا ينظروا إلى بقية النصوص الأخرى فظلوا إذا على قولهم الرب ليس محمود على أفعاله ولا على نعمه ولا على أحكامه .
المتن:
قال والقولان في الانحراف من جنس القولين المتقدمين أولئك لم يفرقوا في خلقه وأمره بين الهدى والضلال والطاعة والمعصية والأبرار والفجار وأهل الجنة وأهل النار ..
الشرح:
وهم الأشاعرة من الجبرية ما عندهم أحكام ولا أسباب ولا أفعال ولا حكم .
المتن:
وأهل الجنة وأهل النار والرحمة والعذاب فلا جعلوه محمودا على ما فعله من العدل أو تركه من الظلم ولا ما فعله ...
الشرح:
لأن ما في ظلم عندهم الظلم مستحيل فلا يجعلوه محمود على ما فعله من الإحسان والرحمة ولا على ما تنزه عنه من الظلم.
المتن:
فلا جعلوه محمودا على ما فعله من العدل أو تركه من الظلم ولا ما فعله من الإحسان والنعمة أو تركه من العذاب والنقمة والآخرون نزهوه بناء على القبح العقلي .
الشرح:
إلي هم المعتزلة نزهوه بناء على أن العقل ينزه فما ينزه العقل عنه ينزه .
المتن:
والآخرون نزهوه بناء على القبح العقلي الذي أثبتوه ولا حقيقة له وسووه بخلقه فيما يحسن ويقبح وشبهوه بعباده فيما يأمر به وينهى عنه .
الشرح:
إذا هم مشبهة ، مشبهة في الأفعال معطلة في الصفات ففي الأفعال شبهوا الله بخلقه وقاسوا الخالق عن المخلوق وفي الصفات عطلوا الرب من صفاته ونفوا الصفات .
المتن:
وسووه بخلقه فيم يحسن ويقبح وشبهوه بعباده فيما يأمر به وينهى عنه فمن نظر إلى القدر فقط وعظم الفناء في توحيد الربوبية ووقف عند الحقيقة الكونية لم يميز بين العلم والجهل والصدق والكذب والبر والفجور والعدل والظلم .
الشرح ..
وهذا هو الجبرية نظروا إلى المشيئة الإلهية المشيئة العامة والقيومية الشاملة وأن مشيئة الله عامة لكل شيء للخير وللشر وكل شيء مقدر والله تعالى يسوق المقادير إلى أوقاتها حينئذ لا يميزون بين الكفار وبين الفجار وبين الحق وبين الباطل يقولون هذا شيء مقدر ما ينظرون إلى الشرع فظلوا ما ينظرون إلا إلى القدر ينظر إلى القدر خاصة وينظر إلى المشيئة الشاملة القيومية الشاملة والربوبية العامة في كل شيء قيومية الله وربوبيته وتقديره بكل شيء بالخير والشر أما الشرع ما ينظرون إليه فلذلك لا يميزون بين الحق والباطل ولا بين الهدى والضلالة ولا بين أهل الجنة وأهل النار ولا بين المؤمنين والكفار والواجب على الإنسان أن ينظر إلى الشرع وإلى القدر ينظر إلى القدر ويؤمن بأن الله قدر الأشياء علم الأشياء وكتبها وشاءها وكل شيء خلقه وكل شيء فالله خلقه وله الحكمة البالغة وينظر إلى الشرع وأن الله خلق عباده لتوحيده وطاعته وأرسل إليهم الرسل وأنزل إليهم الكتب والإنسان مكلف مأمور ومنهي والله تعالى له الحكمة البالغة في شرعه وأمره أما من نظر إلى المشيئة فقط المشيئة والقيومية الشاملة والربوبية العامة ولم ينظر إلى الشرع يهلك يوصله الأمر والعياذ بالله إلى الكفر الصريح فيكون أكفر من اليهود والنصارى نعوذ بالله كما حصل هذا من الصوفية الذين توغلوا في المشيئة الإلهية وفنوا في توحيد الربوبية ولم ينظروا إلى الشرع فوصلوا إلى الكفر الصريح نعوذ بالله حتى وصلوا إلى القول بوحدة الوجود بسبب إعراضهم عن الشرع وعدم نظرهم إلى الأمر والنهي والوعد والوعيد.
المتن:
فمن نظر إلى القدر فقط وعظم الفناء في توحيد الربوبية ووقف عند الحقيقة الكونية لم يميز بين العلم والجهل والصدق والكذب والبر والفجور والعدل والظلم والطاعة والمعصية والهدى والضلال .
الشرح:
هذه الأشياء كلها مقدرة ينظر إلى القدر بس لكن ما ينظر إلى الشرع الذي فرق بين هذا وهذا بين الحسن وبين القبيح وبين البر وبين التقوى وبين العدل وبين الظلم الشرع فرق بينهم أما القدر فكل شيء مقدر وهو ينظر إلى القدر ولا ينظر إلى الشرع ولذلك ولوا نسأل الله السلامة والعافية والفناء كونه يفنى يعني يستغرق النظر فيه وأصل الفناء أن تفني شيء في شيء كأن تفني الدقيق في الماء إذا خلطت الدقيق في الماء فنيت هذا في هذا صار كله ماء إذا كان الماء كثير فنيت شيء في شيء فهم يفنوا في توحيد الربوبية يفنون الأوامر الشرعية كلها يفنونها في الربوبية الشاملة يلغون الأوامر حتى تصل بهم الحال إلى أنهم ينسون كل شيء حتى ينسون أنفسهم ولا يشاهدون إلا الرب بزعمهم حتى تصل بهم الحال أن يجحدوا كل ما سوى الله ويقولوا ليس هناك موجود إلا الله وكل ما تراه هو الله وهذا تعدد وهم وإلا كل شيء تراه هو الله نعوذ بالله من زيغ القلوب .
المتن:
والطاعة والمعصية والهدى والضلال والرشد والغي وأولياء الله وأعدائه وأهل الجنة وأهل النار وهؤلاء مع أنهم مخالفون بالضرورة لكتب الله ودينه وشرائعه فهم مخالفون أيضا لضرورة الحس والذوق.
الشرح:
هؤلاء الجبرية يخالفون للشرع كما أنهم يخلفون للشرع يخالفون للحس والعقل والذوق لأن الإنسان يدرك ويميز بذوقه وحسه وشعوره بين النافع وبين الضار وبين الحق وبين الباطل يميز بين الأشياء حتى الحيوانات عندها تمييز ، تميز إذا جاعت تطلب الأكل وإذا ظمئت تطلب الماء والإبل تمشي ولو لأيام طويلة حتى ترد على الماء فطرت على هذا من الماء تشرب حتى تبقى حياتها يقول هؤلاء كلهم لا يميزون بين الأشياء ويرون أن الأشياء ليس هناك تمييز ولا فرق بينها وليس هناك شيء حسن ولا قبيح ولا شيء يلائم الإنسان ولا شيء ينافره مع أنهم خافوا الشرع خالفوا الحس والعقل والذوق التي فطرت عليه الخلائق حتى البهائم وهؤلاء الصوفية والجبرية يظن بعض الناس بعض الإخوان أنهم موجودون . موجودون الآن لهم من قديم وهم موجودون الآن في كل بلد من بلاد العالم تجد صوفية وتجد طرق وكل طريقة لها شيخ مئات الطرق تجدها إذا خرجت من المملكة تجدها في كل مكان.
الشرح:
إذا خرجت من المملكة تجدها في كل مكان في الشام وفي مصر وفي باكستان وفي ليبيا وفي سوريا وفي كل مكان في العالم طرق ولكل شيء طريقة توصلهم إلى النار نعوذ بالله بعض الطرق كفر وبعضها بدعة القادرية والشاذرية والنقشبندية وغيرها من الطرق وكلها موجودة كل يقررون على هذا هذه الصوفية يقررونه هذا الذي تسمعونه بينه الشرح رحمه الله كله مقرر عندهم لهم مؤلفات حتى وصلوا لوحدة الوجود يسمونها إمام العارفين لهم كتب ولهم مؤلفات ولهم مؤلفات تطبع وأوراق صقيلة وتحقق وهناك من يدافع عنهم ويقول هؤلاء أهل الحق وأهل الحقيقة موجود وهناك كان قبل سنين طويلة في السودان شخص يسمى قتله النظيري ينفض جبته ويقول هو الله نفسه صوفي ادعى القول بوحدة الوجود فقتل وهو موجودون الآن بكثرة في السودان بكثرة وفي مصر بكثرة وفي سوريا وفي ليبيا وفي كل مكان يوجد هنا عندنا هناك الصوفية لكنهم يختفون يوجد في المدينة وفي مكة ويجعل لهم موالد يزعمون أن النبي ﷺ يحضر موالدهم لكن فيما بينهم لهم طقوسهم الخاصة ولا يظهرونها .
المتن:
قال وهؤلاء مع أنهم مخالفون بالضرورة لكتب الله ودينه وشرائعه فهم مخالفون أيضا لضرورة الحس والذوق .
الشرح:
الضرورة هي الشيء التي يضر إليه الإنسان ويدركه ولا يستطيع الفكاك عنه يعني هؤلاء خالفوا لضرورة الشرع وضرورة العقل والحس الضروري كما سبق العلم الذي يضطر الإنسان إلى إدراكه والاعتراف به ولا يمكن أن ينكره مثل كأن تعلم أن النهار تعلم أنك في النهار تعلم أن الشمس طالعة هذا ما أحد ينكره ما تستطيع أن تنكره ضرورة لا بد أن تثبت طلوع الشمس أما العلم النظري هو الذي يحتاج إلى تأمل واستدلال هذا العلم الضروري هذا أمر ضروري يدركه كل أحد الحس والعقل والشرع ومع ذلك خالفوا الضرورات الشيء ضرورات العقول والشرائع والحس خالفوها.
المتن:
قال وهؤلاء مع أنهم مخالفون للضرورة لكتب الله ودينه وشرائعه فهم مخالفون أيضا لضرورة الحس والذوق وضرورة العقل والقياس فإن أحدهم لا بد أن يلتذ بشيء ويتألم بشيء.
الشرح:
يعني بيان لمخافتهم الضرورة هؤلاء الذين أنكروا الواحد يلتذ بشيء ويتألم بشيء فإذا التذ بشيء يطلبه يتلذذ بالأكل بالشرب وإذا تألم من شيء يتركه هم يدركون هذا بأنفسهم يعلمون هذا لكنهم خالفوا ما يعلمونه من أنفسهم.
المتن:
فإن أحدهم لا بد أن يلتذ بشيء ويتألم بشيء فيميز بين ما يأكل ويشرب وما لا يأكل ولا يشرب وبين ما يؤذيه من الحر والبرد وما ليس كذلك وهذا التمييز بين ما ينفعه ويضره هو الحقيقة الشرعية الدينية.
الشرح:
والشرع جاء بما ينفع الناس أمرهم بما ينفعهم ونهاهم عما يضرهم .
المتن:
ومن ظن أن البشر ينتهي إلى حد يستوي عنده الأمران دائما فقد افترى وخالف ضرورة الحس ولكن قد يعرض للإنسان بعض الأوقات عارض كالسكر والإغماء ونحو ذلك مما يشغله عن الإحساس ببعض الأمور .
الشرح:
نعم والنوم يعني من ظن أن هناك الإنسان يصل إلى حالة ما يميز بين النافع وبين الضار فقد غلط لكن قد يعرض عليه بعض الأشياء فيضعف عنده التمييز في بعض الأشياء كالنوم مثل النائم ما يميز بين الأشياء لكنه ليس يعني التميز ليس كاملا بل قد يحصل له بعضا في نومه يحصل له رؤيا يتلذذ بها ويحصل له رؤيا تضره تزعجه فعنده يكون عنده إحساس في بعض الأحيان وكذلك السكران ، السكران ليس عنده تمييز لكن عند تميز ببعض الأشياء ضعف عنده التميز وكذلك المغمى عليه فليس تميزه عدم تميزه تمييز كامل بل ضعف التمييز عنده في بعض الأشياء أما يوجد شخص حي ليس عنده تمييز لجميع الأشياء ولا إحساس لجميع الأشياء هذا لا يمكن.
المتن:
فمن ظن أن البشر ينتهي إلى حد يستوي عنده الأمران دائما فقد افترى وخالف ضرورة الحس ولكن قد يعرض للإنسان بعض الأوقات عارض كالسكر والإغماء ونحو ذلك مما يشغله عن الإحساس ببعض الأمور.
الشرح:
ليس كلها بعض الأمور تغيب عنه ما يميز بسبب سكره أو بسبب إغمائه أو بسبب نومه .
المتن:
فإما أن يسقط إحساسه بالكلية مع وجود الحياة .
الشرح:
فأما أن يسقط يعني أما أن يوجد شخص يسقط إحساسه بجميع في كل الأشياء وهو حي فهذا لا يوجد أبدا إلا الميت.
المتن:
فأما أن يسقط إحساسه بالكلية مع وجود الحياة فيه فهذا ممتنع فإن النائم لم يفقد إحساس نفسه بل يرى في منامه ما يسره تارة وما يسوؤه أخرى فالأحوال التي يعبر عنها بالاصطلام والفناء والسكر ونحو ذلك إنما تتضمن عدم الإحساس ببعض الأشياء دون بعض.
الشرح:
هذه عند الصوفية الاصطلام والفناء والسكر هذه إصطلاحات واردات ترد على القلوب بزعمهم والاصطلام وله يرد على القلب يمنعه من بعض الأشياء والفناء كذلك يكون عنده غيبوبة غيبة بسبب وارد قوي والسكر كذلك هذه واردات ترد على القلوب بزعمهم عند الصوفية تمنعه من بعض الإحساس السكر يسكر بالمحبة حتى لا يكاد يميز بينه وبين محب بسبب السكر من شدة المحبة والفناء كونه يفنى، يفنى في هذا يستغرق في نظره إلى المشيئة القيومية الشاملة والمشيئة الربوبية حتى لا يميز بين الحق وبين الباطل فهذه واردات ترد على قلوبهم بزعمهم أحوال القلوب وأفعال القلوب وواردات ترد على قلوبهم خاصة بالصوفية يزعم أحدهم أنه يسقط عنه التمييز في هذه الحالة .
المتن:
فالأحوال التي يعبر عنها بالاصطلام والفناء والسكر ونحو ذلك .
الشرح:
يعني يعبر عنها الصوفية هذه كلها عند الصوفية الاصطلام والسكر والفناء ، والغيبة غيبة أحدهم عن شهود الكائنات تجريد شهود الحقيقة الكونية والغيبة عن شهود الكائنات هذا يسمونه فناء تجريد شهود الحقيقة الكونية والغيبة عن شهود الكائنات يعني يجرد شهوده لله ومشيئته وإرادته وأنه قدر الأشياء كل شيء في هذا الكون هو الذي شاءه وأراده وقدره وكل شيء ينفذ فيه قدرة الله ومشيئته ولا ينظر إلا إلى الله ويغيب عن شهود الكائنات جميع المخلوقات تغيب عنها ولا يتناسها ولا يشهدها السموات والأرض حتى ينسى نفسه وبزعمه حتى يوحد شهوده لله لأنه هذه الأشياء تشوش عليه فكرة فيريد أن يجمع شهوده على ربه فلا ينظر إلا إلى الله ليس ما سواه يسمونها غيبة تجريد شهود الحقيقة الكونية والغيبة عن شهود الكائنات يسمونه فناء هذا هو الفناء والاصطلام كذلك يرد على القلب حتى يصطلم يعني يكون الشيئان شيء واحد وكذلك السكر والوله كل هذه واردات وأحوال ترد على قلوبهم بزعمهم يزعم أنه يدعي يسقط عنه التميز فالمؤلف يقول هذه أشياء واردة ترد قد تضعف التمييز لكنها لا تقضي على التميز وقد تكون دعوى عندهم .
المتن:
قال فالأحوال التي يعبر عنها بالاصطلام والفناء والسكر ونحو ذلك إنما تتضمن عدم الإحساس ببعض الأشياء دون بعض.
الشرح ..
يعني لا يسقط التميز جميع الأشياء بل يكون لا يحس ببعض الأشياء أما أن لا يكون لا يحس بجميع الأشياء فهذا لا يمكن أبدا إلا الميت.
المتن:
فهي مع نقص صاحبها لضعف تمييزه لا تنتهي إلى حد يسقط فيه التمييز مطلقا.
الشرح:
نعم هي ليست كمال هذه بل هي ضعف نقص في العقل نقص في الشرع ليست كمال هذه وقد تؤدي إلى الكفر مع كونه نقص وضعف لكن لا توصل الإنسان أن يسقط عنه التمييز في جميع الأشياء لأ وإنما هي ضعف في عدم التميز في بعض الأشياء بسبب هذا الوله وهذه الواردات التي ترد على قلوبهم بزعمهم.
المتن:
ومن نفى التميز في هذا المقام مطلقا وعظم هذا المقام فقد غلط في الحقيقة الكونية والدينية قدرا وشرعا .
الشرح:
من زعم أنه يفنى في شهود الحقيقة الكونية ولا يعمل ما جاء به الشرع فقد غلط غلطا في الحقيقة الكونية وفي الحقيقة الشرعية غلط في هذا وهذا وكان متعرضا لغضب الله وسخطه ولزيغ القلوب نعوذ بالله زيغ القلب قال تعالى (( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم)) هم الذين سببوا وفعلوا هذا الأمر وأقحموا أنفسهم بهذه الأمور التي ما أنزل الله بها من سلطان.
المتن:
ومن نفى التميز في هذا المقام مطلقا وعظم هذا المقام فقد غلط في الحقيقة الكونية والدينية قدرا وشرعا غلط في خلق الله وفي أمره .
الشرح:
خلق الله هذا القدر وأمره هذا الشرع غلط في القدر والشرع .
المتن:
غلط في خلق الله وفي أمره حيث ظن وجود هذا ولا وجود له وحيث ظن أنه ممدوح ولا مدح في عدم التمييز والعقل والمعرفة .
الشرح:
يعني ظن أنه لا يميز بين الشرع وبين القدر وقد غلط في هذا وظن أن هذا مدح وقد غلط في هذا ، هذا ما هو مدح كونه ظن أنه لا يميز بين الشرع وبين القدر فهذا باطل بل لا بد من التميز وكونه ظن أن هذا ممدوح أنه لا يميز بين الشرع وبين العقل وأنه إذا وصل إلى حالة فإنه يصنع التكليف إذا وصل إلى مرتبة بزعمهم وتجاوز العامة وألغى صفاته وأفعاله وجعل صفاته لله سقط عنه التكليف هذا أيضا غلط آخر بل هو كفر وظلال نعوذ بالله.
المتن:
وإذا سمعت بعض الشيوخ يقول أريد ألا أريد أو إن العارف لا حظ له أو إنه يصير كالميت بين يدي الغاسل ونحو ذلك فهذا إنما يمدح منه سقوط إرادته التي لم يؤمر بها وعدم حظه الذي لم يؤمر بطلبه وأنه كالميت في طلب ما لم يؤمر بطلبه وترك دفع ما لم يؤمر بدفعه .
الشرح:
إذا سمع بعض الشيوخ هنا الشيوخ الصوفية يقول أريد ألا أريد فهذا يحمل على أنه أريد ألا أريد يعني مما لا يريده الله هذا هو الممدوح إذا أراد أريد ألا أريد مما لم يرده الله شرعا فهذا هو الممدوح أما يكون أريد ألا أريد مطلقا فهذا باطل وقوله يكون الإنسان كالميت بين يدي الغاسل يعني لا يعارض الشرح الصوفية يقول ينبغي أن يكون الإنسان بين يدي شيخه كالميت بين يدي الغاسل كما أن الميت بين يدي الغاسل لا يتحرك فأنت لا تعارض الشرح حتى ولو قال الكفر هذا باطل وإنما يفسر على أنه لا يكون بين يدي الغاسل فيما لم يرد الله أن يعارضه إذا حمل على هذا فهو حق وإلا فهو باطل .
المتن:
وإذا سمعت بعض الشيوخ يقول أريد ألا أريد أو إن العارف لا حظ له.
الشرح:
هذا يزيد من الاصطلام لأنه يقول أريد ألا أريد إيش أريد ألا أريد شيئا مما لم يرده الله هذا حق إذا فسر على هذا أريد ألا أريد شيئا مما لم يرده الله فهذا حق والله تعالى لم يرد شرعا من العبد أن يفعل المعاصي وأن يفعل الكفر وإنما أراد منه أن يفعل الطاعات وأن يوحد الله ويخلص له العبادة فإذا حمل على هذا فهو على حق أما على إطلاقه فهو بالطل المؤلف حمل على هذا ..
المتن:
وإذا سمعت بعض الشيوخ يقول أريد ألا أريد أو إن العارف لا حظ له.
الشرح:
إن العارف لا حظ له يعني فيما لم يرد الله له .
المتن:
أو إنه يصير كالميت بين يدي الغاسل ونحو ذلك.
الشرح:
يعني فيما لم يرد الله له أن يعارضه فيه إذا حمل على هذا فهو على حق أما على إطلاقه باطل يكون لا يعارض الشرح يقول كالميت بين يدي الغاسل ولو أمره بالكفر والمعاصي ولو أمره بالباطل هذا بطل .
المتن:
فهذا إنما يمدح منه سقوط إرادته التي لم يؤمر بها..
الشرح:
هذا الآن المؤلف وجهه وجه هذه الكلمات على المعنى الصحيح يمدح منه سقوط إرادته فيما لم يرد الله أن يريد ذلك فقوله أريد ألا أريد تسقط إرادته في الشيء الذي لم يرد الله له أن يفعله .
المتن:
فهذا إنما يمدح منه سقوط إرادته التي لم يؤمر بها وعدم حظه الذي لم يؤمر بطلبه.
الشرح:
ألا حظ له يعني عدم حظه فيما لم يرد الله له طلبه يحمل على هذا .
المتن:
وأنه كالميت في طلب ما لم يؤمر بطلبه وترك دفع ما لم يؤمر بدفعه .
الشرح:
كالميت بين يدي الغاسل في عدم طلب ما لم يرد منه طلبه وفي دفع ما لم يرد منه أن يدفع بهذا التأويل يكون صحيح أما على إطلاق هذه العبارات فهي باطلة.
المتن:
ومن أراد بذلك أنه تبطل إرادته بالكلية وأنه لا يحس باللذة والألم والنافع والضار فهذا مخالف لضرورة الحس والعقل .
الشرح:
يعني من أراد هذه العبارات على إطلاقها وأنه ليس له إرادة أريد ألا أريد وأن ليس له إرادة في كل شيء فهذا باطل يخالف ضرورة العقل والحس كما أنه مخالف للشرع.
المتن:
ومن مدح هذا فهو مخالف لضرورة الدين والعقل .
الشرح ..
مدح الشخص التي تسقط إرادته وأنه لا يمييز بين الأشياء وأن ليس له إرادة كالميت بين يدي الغاسل وأريد ألا أريد والعارف لا حظ له من مدح هذا وهي على إطلاقها فهو باطل .