شعار الموقع

الأربعون في دلائل التوحيد (3) "باب خلق الله عز و جل الفردوس بيده" – إلى "باب رؤية النبي ربه ليلة المعراج"

00:00
00:00
تحميل
146

الأربعون في دلائل التوحيد للهروي3

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم و بارك على نبينا و إمامنا محمد ﷺ ... أما بعد : يقول الإمام الهروي رحمه تعالى.

( متن )

بَاب خلق الله عز و جل الفردوس بِيَدِهِ

 قال حَدثنَا الإمام عُثْمَان بْنُ إِبْرَاهِيمَ إِمْلَاءً قال أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال حدثَنَا إِسْمَاعِيلُ قال حدثَنَا (أَبُو يَحْيَى الْعَالِي) قال حدثنا أَحْمَدُ بن عَمْرو بن السَّرْج قال و أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُور بن الْحُسَيْن بن العالي قال حدثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ بإسرائيل قال حدثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ بِمِصْرَ قال حدثَنَا أَحْمد بن عَمْرو بن السَّرْج قال حدثَنَا خَالِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمَهْرِيُّ أَبُو الرَّجَاءِ الْمِصْرِيُّ قال حدثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ دَاوُودَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ الْفِرْدَوْسَ وَحَظَرَهَا عَلَى كُلِّ مُشْرِكٍ وَمُدْمِنِ خَمْرٍ سِكِّيرٍ 

( شرح )

بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم و بارك على عبد الله و رسوله نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين أما بعد :

قال المؤلف رحمه الله تعالى و هو أبو إسماعيل عبد الله بن محمد ابن علي الأنصاري الهروي الصوفي الحنبلي في كتابه الأربعون في دلائل التوحيد في الباب الثالث و العشرين من هذه الرسالة , باب خلق الله عز و جل الفردوس بيده , الفردوس هو أعلى منزلة في الجنة أعلى درجة في الجنة هي الفردوس كما ثبت عن النبي ﷺ أنه قال إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة و أعلى الجنة و فوقه عرش الرحمن و في لفظ وفوقُه عرش الرحمن سقفه عرش الرحمن , و هذا الحديث ثابت في الصحيح أو في الصحيحين إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة و أعلى الجنة و فوقه عرش الرحمن و هذا الحديث يدل على أن الجنة مقببة مستديرة و ليست مربعة و لا مسدسة لأن المقبب المستدير هو الذي وسطه  أعلاه فلو كانت الجنة مربعة أو مسدسة لما كان الوسط  الأعلى فالذي يكون وسطه  أعلاه هو المقبب و المدور مثل القبة في المسجد أعلى شيء ما هو! وسطها , دل على أن الجنة المقببة وسطها أعلاها فهي مستديرة بل إن جميع الأفلاك مستديرة في الكتاب و السنة و الإجماع السماوات مستديرة و الأرضيين و الشمس و القمر یُكَوِّرُ ٱلَّیۡلَ عَلَى ٱلنَّهَارِ وَیُكَوِّرُ ٱلنَّهَارَ عَلَى ٱلَّیۡلِۖ التكوير هو التدوير قال ابن عوس : في فلك كفلك المغزل إلا العرش فإنه ثبت أن له قوائم كما ثبت في الحديث الصحيح إن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا موسى آخذ بقائمة من قوائم العرش لا أدري أفاق قبلي أم جزي بصعقة يوم الطور فإذا الجنة مخلوقة , الجنة مخلوقة و الدليل على أنها مخلوقة , أولا النص و هو قوله ﷺ في الحديث الصحيح خلق الله جنة عدن بيده خلق الله جنة عدن بيده ثم قال لها تكلمي فقالت : قد أفلح المؤمنون و ثانيا أن ما كل سوى الله مخلوق و الجنة سوى الله و كل ما سوى الله مخلوق و الفردوس جزء من الجنة وهو أعلاها و أوسطها فهو مخلوق إذا الدليل على أن الفردوس مخلوق دليل أثري و دليل نظري الدليل الأثري و هو الحديث خلق الله جنة عدن بيده و الفردوس جزء من جنة عدن و الدليل النظري و هو أن كل ما سوى الله مخلوق و الجنة مخلوقة لأنه ليس ثم إلا خالق و مخلوق و الجنة ليس هي الخالق فتكون مخلوقة و المؤلف رحمه الله ذكر في الدليل على أن الله خلق الفردوس بيده هذا الحديث الذي ذكره بإسناد طويل و الإسناد طويل , بينه و بين النبي ﷺ كم واحد من رجال الإسناد ( قال حَدثنَا الإمام عُثْمَان بْنُ إِبْرَاهِيمَ إِمْلَاءً قال أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال حدثَنَا إِسْمَاعِيلُ قال حدثَنَا (أَبُو يَحْيَى الْعَالِي) قال حدثنا أَحْمَدُ بن عَمْرو ابْن السَّرْح قال و أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُور بن الْحُسَيْن بن العال قال حدثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ بإسرائل قال حدثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ بِمِصْرَ قال حدثَنَا أَحْمد بن عَمْرو بن السَّرْج قال حدثَنَا خَالِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمَهْرِيُّ أَبُو الرَّجَاءِ الْمِصْرِيُّ قال حدثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ دَاووُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ) ثلاثة عشرة رجلا , إسناد ثلاثة عشر رجل , والغالب أن الأسانيد الطويلة يكون فيها ضعف كل ما قلت الوسائط بين النبي ﷺ و بين المحدث كلما كان أقرب إلى الصحة و لهذا كان العلماء و المحدثون يهتمون بالإسناد إذا كانت الوسائط قليلة و يسمى السند العالي يسمى بالسند العالي , السند العالي هو الذي يقل الوسائط و الرجال بين المحدث و بين رسول الله ﷺ و العلماء المحدثون يشتاقون إلى السند العالي و يتوقون إليه لأنه كلما قلت الوسائط قل إمكان الخطأ و السهو و الغلط و إذا قل إمكان الخطأ و السهو و الغلط فإن المحدث يطمئن إلى صحة الحديث و لهذا قال بعض السلف : ما تشتهي , وهو قول المحدث , المحدث مارس الأحاديث و الرجال قال سند عالي و بيت خالي , يشتهي , ما تشتهي ! , قال سند عالي و بيت خالي , سند عالي يعني ليس بالطويل بينه و بين النبي ﷺ عدد محدود , و بيت خالي يخلوا فيه حتى يشتغل ما يريد أحد يشغله , بيت خالي و سند عالي , هذا الذي يشتهيه المحدثين و تتوق نفوسهم , ما الذي تشتهيه ! قال : سند عالي و بيت خالي و لهذا جمع العلماء الثلاثيات ثلاثيات البخاري و ثلاثيات مسند الإمام أحمد يعني بينه و بين النبي ﷺ ثلاثة أشخاص الصحابي و التابعي و تابعي التابعي أو الصحابي و التابعي يعني بينه و بين المؤلف و النبي ﷺ ثلاثة أشخاص هذا يسمى الثلاثية , ثلاثيات جمعها العلماء ثلاثيات البخاري و جمع العلماء ثلاثيات مسند الإمام أحمد ثلاثيات المسند و شرح السفاريني لكن إذا كثر الرجال و كثرت الوسائط كثر احتمال الخطأ و كل واحد من الرجال تبحث عنه , هذا السند طويل جدا ثلاثة عشر رجل بينه و بين النبي ﷺ , عن أنس أن النبي ﷺ قال إن الله عز و جل خلق الفردوس الفردوس كما سبق أعلى الجنة و حظرها الفردوس لماذا الله أعاد الضمير بصيغة التأنيث لأنها الجنة , الفردوس الجنة خلق الفردوس يعني الجنة , جنة الفردوس و حظرها على كل مشرك و مدمن خامر  سكير حظرها يعني منعها حظرها على كل مشرك , منعها على كل مشرك و مدمن خامر سكير , هذا الحديث ضعيف , مع الأسف أن المؤلف يأتي بأحاديث ضعيفة كثيرة و يعدل عن الأحاديث الصحيحة لو أتى بحديث خلق الله جنة عدن بيده صحيح يكفينا خلق الله جنة عدن بيده و الفردوس جزء من الجنة خلق الله جنة عدن بيده فالجنة مخلوقة لأن كل ما سوى الله مخلوق و الجنة و النار عند أهل السنة و الجماعة مخلوقتان الآن مخلوقتان دائمتان لا تفنيان و لا تبيدان خلافا للمعتزلة الذين يقولون إن الجنة و النار معدومتان الآن و يخلقان يوم القيامة و هذا من جهلهم و ضلالهم , المعتزلة يقولون ما في جنة الآن و لا نار معدومتان الآن و إنما يخلقهما الله يوم القيامة , شبهتهم بأنهم قوم يعتمدون عل العقول و يطرحون النصوص و يضربون بها عرض الحائط يقولون شبهتهم لو كانت الآن مخلوقتان لكان وجودهما عبث ما الفائدة من خلق الجنة و النار و الآن ما في أحد في الجنة و ما في أحد في النار ما في الجنة أحد و لا في النار أحد فلو كانت الجنة و النار مخلوقتان لكان خلقهما عبث و العبث محال على الله إذا ما في لا جنة و لا نار إنما تخلقان يوم القيامة و هذا من جلهم و ضلالهم , أولا النصوص دلت على أن الجنة و النار مخلوقتان , قال الله تعالى عن الجنة أعدت للمتقين  و قال عن النار أعدت للكافرين , أعدت , و من الأدلة أيضا أن النبي ﷺ دخل الجنة في ليلة المعراج و رأى النار أيضا فهما موجدتان الآن , دخل الجنة , و من الأدلة أيضا من قال الآن أن وجودهما عبث و ليس منهما فائدة بل فيهما فائدة , أرواح المؤمنين تنعم في الجنة تنقل إذا مات المؤمن نقلت روحه إلى الجنة و لها صلة بالجسد و الكافر إذا مات نقلت روحه للنار و لها صلة بالجسد فليستا معطلتين و الجنة فيها الحور و الولدان و أيضا الله تعالى توعد الكفار , فإذا توعد الله الكفار و كانت النار موجودة و العصاة يكون أبلغ في الزجر , الله تعالى توعد و قال أعدت و أوصدت و هي مخلوقة موجودة الآن هل الزجر يكون مثل إذا علم العاصي أنها مخلوقة ! أو قيل له ستخلق لك نار يوم القيامة أنت عاصي و كافر سوف تخلق لك نار يوم القيامة ما يكون الزجر , و كذلك المؤمن يقال له ستخلق لك جنة , وهذا من جهلهم و ضلالهم , الجنة و النار مخلوقتان دائمتان لا تفنيان أما شبهة المعتزلة و جودهما الآن وأنه عبث و هو محال على الله فهذا من جلهم و ضلالهم لأنهم يعتمدون على عقولهم و يضربون بالنصوص عرض الحائط فهذا الحديث استدل به المؤلف على أي شيء على أن الله تعالى خلق الفردوس بيده ثم أيضا الحديث لا يدل على الترجمة , الترجمة باب خلق الله عز و جل الفردوس بيده و الحديث إن الله عز و جل خلق الفردوس و حظرها على كل مشرك و مدمن خمر هل في هذا بيده , خلقها ! ما فيه , ما فيه بيده , الله خالق كل شيء و منها الجنة , ما فيه أنه خلقها بيده , فالحديث أولا ضعيف و ثانيا غير مطابق للترجمة لكن حديث خلق الله جنة عدن بيده صحيح و مطابق للترجمة فيه أن الله خلق آدم بيده و خلق الجنة بيده و خط التوراة لموسى بيده أما هذا الحديث قال إن الله عز و جل خلق الفردوس ما فيه أنه خلقها بيده فلا يطابق الترجمة ثم أيضا حديث ضعيف , النسخة المحققة ليس فيها بيده , و الحديث ضعيف و كان الأولى بالمؤلف رحمه الله أن يأتي بالحديث الصحيح و هو خلق الله جنة عدن بيده و أيضا يضيف إلى  هذا أن الله تعالى خالق كل شيء من الأدلة ٱللَّهُ خَـٰلِقُ كُلِّ شَیۡءࣲۖ, عندنا دليلان الدليل الأول من القران ٱللَّهُ خَـٰلِقُ كُلِّ شَیۡءࣲۖ و الجنة شيء فهي مخلوقة , و ثانيا الحديثخلق الله جنة عدن بيده  فيكون عندنا دليلان واضحان للترجمة ٱللَّهُ خَـٰلِقُ كُلِّ شَیۡءࣲۖ فتدخل الجنة في عموم كل شيء و الدليل الثاني خلق الله جنة عدن بيده و هو حديث صحيح و فيه التصريح بأن الله خلقها بيده أما هذا الحديث فهو حديث ضعيف و ليس في الطبعة المحققة ( بيده ) هذا الحديث كما ذكر المؤلف رواه البيهقي في شعب الإيمان و كذلك أيضا أورده السيوطي في الدر المنثور و عزاه الديلمي و ابن عساكر و أورده الديلمي في الفردوس و قال (14:40) اسمه دينار بن علاثر و روى عن أنس خمسة أحادث لم يسمعها منه و كان من خيار البصرة إلا أنه يهم إذا حدث من حفظه فعلا كل حال المؤلف رحمه الله ذكر السند فإذا ذكر السند فهذا عذر له لأن العلماء يذكرون الأحاديث بالسند و لكن نقول ينبغي لو أن المؤلف أضاف إلى هذا الأحاديث الصحيحة و الآية الكريمة و إذا ضاف إلى هذا الحديث و يكون الشاهد لا بأس لكن يذكر الحديث الضعيف و لا يذكر الحديث الصحيح و لا الآية الكريمة المطابقة للترجمة على كل حال الترجمة صحيحة الله خلق الفردوس بيده و خلق الجنة بيده و دليلها و لها دليلان الأول قول الله تعالى ٱللَّهُ خَـٰلِقُ كُلِّ شَیۡءࣲۖ و الثاني الحديث الصحيح خلق الله جنة عدن بيده.

 

( متن )

بَابُ إِثْبَاتِ الْخَطِّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ

قال أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الداري وَأَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ قَالَا حدثَنَا الشَّارِكِيُّ قال حدثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ قال حدثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ قال حدثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بن دِينَار قال حدثَنَا طَاوُوس قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يحدث عن النَّبِيِّ ﷺ أنه قَالَ احْتَجَّ مُوسَى وَآدَمُ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَقَالَ مُوسَى أَنْتَ أَبونَا خيبتنا و ضيعتنا وَأَخْرَجْتَنَا مِنَ الْجَنَّةِ قَالَ فَقَالَ آدَمُ يَا مُوسَى اصْطَفَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِكَلامِهِ وَخَطَّ لَكَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدْ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى ثَلَاثًا

( شرح )

هذا الباب الرابع و العشرين من أبواب الرسالة , باب إثبات الخط لله عز و جل فالخط صفة من صفات الله صفة من الصفات الفعلية و صفة الله نوعان صفات ذاتية لا تنفك عن الباري كالعلم و السمع و البصر و القدرة و العزة و العظمة و الكبرياء و العلو و العظمة هذه صفات ذاتية يسميها العلماء صفات ذاتية لأنها لا تنفك عن الباري بمعنى أن الله متصف بها في كل وقت ما يقال أنه في وقت سميع و في وقت ليس بسميع في وقت بصير و في وقت ليس ببصير في وقت في العلو و في وقت في السفل هذه صفات ذاتية لا تنفك عن الباري و النوع الثاني صفات فعلية تتعلق بالمشيئة و الاختيار و هي قديمة النوع حادثة الآحاد نوعها قديم و آحادها حادثة يفعلها الله تعالى بقدرته و مشيئته تتعلق بالمشيئة و الاختيار يقول العلماء تتعلق بالمشيئة و الاختيار مثل الخلق صفة الخلق و الرزق و الإماتة و الإحياء و النزول و الاستواء و الكتابة و الخط و الضحك و الرضا و الغضب هذه تسمى صفات فعلية تتعلق بالمشيئة يضحك إذا شاء يخلق إذا شاء , و الإرادة يريد إذا شاء يكتب إذا شاء يخط إذا شاء ينزل إذا شاء كما يليق بجلاله و عظمته هذا الباب معقود لإثبات هذه الصفة صفة الخط لله و كذلك الكتابة فالكتابة ثابتة في الحديث كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء أخذ العلماء هذا الحديث في إثبات الكتابة لله عز و جل قال الله تعالى لموسى وَكَتَبۡنَا لَهُۥ فِی ٱلۡأَلۡوَاحِ مِن كُلِّ شَیۡءࣲ إثبات الكتابة لله و كذلك هنا إثبات الخط لله و المؤلف ذكر في هذا الباب الحديث حديث أبي هريرة و هذا الحديث صحيح من أصح الأحاديث رواه البخاري و مسلم و رواه البيهقي في الأسماء و الصفات و الأجري في الشريعة و هو من أصح الأحاديث يقول النبي ﷺ , و الحديث من رواية عمر بن دينار , سفيان بن عيينة عن عمر بن دينار عن طاووس قال سمعت أبا هريرة يحدث عن النبي ﷺ فقال احتج موسى و آدم عليهما الصلاة و السلام فقال موسى أنت أبونا خيبتنا و ضيعتنا و أخرجتنا من الجنة هذه بعض الروايات , الحديث له ألفاظ أنت أبونا خيبتنا و ضيعتنا و أخرجتنا من الجنة موسى يلوم أباه آدم على أي شيء يلومه ! هل يلومه على الذنب و أخرجه الله من الجنة بسبب الذنب , هل يلومه على الذنب أم يلومه على المصيبة التي لحقت الذرية , يلومه على المصيبة , يلومه على المصيبة التي لحقت الذرية بسبب الخروج من الجنة فقال موسى أنت أبونا خيبتنا و ضيعتنا و أخرجتنا من الجنة و في اللفظ الآخر أنت آدم , لما لقيه قال أنت آدم الذي خلقك الله بيده و نفخ فيك من روحه و أسكنك جنته و علمك أسماء كل شيء قال نعم قال فلماذا أخرجتنا و نفسك من الجنة فقال له آدم أنت موسى الذي اصطفاه الله برسالاته و خط لك التوراة بيده قال هنا يا موسى اصطفاك الله عز و جل بكلامه و خط لك التوراة بيده تلومني على أمر قد قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة , قالو في لفظ قال النبي ﷺ فحج آدم موسى فحج آدم موسى فحج آدم موسى حجه يعني غلبه في الحجة , غلبه في الحجة ما هو الشيء الذي لام موسى عليه آدم و ما هو الشيء الذي احتج به آدم حتى غلبه , هل موسى لام آدم على الذنب , لا , الذنب تاب منه و من تاب عن الذنب لا يلام لأن من تاب تاب الله عليه فلا يلام على ذنب تاب منه فموسى لام آدم على أي شيء لامه ! هل يلومه على الذنب الذنب تاب منه و من تاب تاب الله عليه فلا يلام على الذنب إنما لامه على المصيبة التي لحقته , الذي لحقت بالذرية فاحتج آدم بالقدر , احتج آدم , هل آدم احتج بالذنب , احتج بالقدر على الذنب ! لا يمكن أن يكون القدر , ليس القدر حجة على الذنب و لو كان القدر حجة على المعصية لكان حجة لقوم نوح و قوم هود و قوم صالح من الكفار و لكن آدم احتج بالقدر على المصيبة فلذلك غلب موسى في الحجة و الاحتجاج بالقدر على المصائب لا بأس به إذا أصيب الإنسان بمصيبة يحتج بالقدر يقول إنا لله و إنا إليه راجعون قدر الله و ما شاء فعل و هذا هو معناه , ولا يحتج بالقدر على الذنوب و المعاصي و إنما يحتج بالقدر على المصائب , و هذا هو معنى قول أهل العلم يحتج بالقدر على المصائب لا على المعائب , يحتج بالقدر على المصائب لا على المعائب لا على العيب المعائب جمع عيب و هو الذنب , الذنب لا يحتج به , هذا ليس حجة , فإذا قال الإنسان أنا الذنب قدر علي و كتب علي الذنب بقدر نقول له و التوبة بقدر الله ادفع قدر بقدر لا تستسلم فإذا قال المعصية بقدر نقول التوبة بقدر ادفع القدر بقدر هل تستسلم ! إذا وقعت بمعصية تستسلم , لا تب إلى الله ادفع السيئة بالحسنة ادفع قدر بقدر ادفع قدر المعصية بقدر التوبة و المطلوب من الإنسان أن يدافع أن يدفع قدره لا أن يستسلم , كما روي عن بعض صالح من الحنابلة أنه قال ( نازعت أقدار الحق بالحق  للحق ) ( نازعت أقدار الحق ) و هو الله الحق من أسماء الله ( بالحق ) يعني لا بالباطل , لأجل الحق ( نازعت أقدار الحق بالحق للحق ) لا تستسلم وقعت في المعصية صحيح مقدرة لكن أيضا ادفع القدر بقدر تب إلى الله و التوبة مقدرة ادفع قدر بقدر و لهذا لما لام موسى آدم على مصيبة ما لامه على الذنب لامه على المصيبة احتج آدم بأن المصيبة مقدرة و الاحتجاج بالقدر على المصائب جائز قال آدم : المصيبة مكتوبة علي ( قال أتلومني على أمر قد قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة قال النبي ﷺ : فحاج آدم موسى  يعني فخصمه و غلبه بالحجة لأنه احتج بالقدر على المصيبة و كيف يكون هذا الأمر قدر الله قبل أن يخلقه بأربعين سنة أليس المقادير  بأكثر من هذا كتابة المقادير متى , قبل خلق السماوات و الأرض بخمسين ألف سنة كما ثبت في الحديث الصحيح كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات و الأرض بخمسين ألف سنة و كان عرشه على الماء لكن هذا تقدير خاص تفصيل من القدر السابق لأن التقدير أنواع , التقدير العام و فيه التقدير العمري كل إنسان يكتب عليه و هو في بطن أمه بعد أن يمضي عليه أربعة أشهر رزقه و أجله و عمله و شقي أم سعيد و هناك تقدير سنوي , تقدير سنوي في كل سنة في ليلة القدر يقدر الله ما يكون فيها من صحة و مرض و سعادة و شقاوة و فقر و غنى و عز و ذل و هناك تقدير يومي كُلَّ یَوۡمٍ هُوَ فِی شَأۡنࣲ سبحانه و تعالى يعز و يذل و يخفض و يرفع و يغني و يفقر و يسعد و يشقي هذه تقديرات متعددة تقدير يومي و تقدير عمري و تقدير سنوي و هذا تقدير أيضا خاص قبل خلق آدم بأربعين سنة , أما التقدير العام , فهذا متى كتبه الله قبل أن يخلق السماوات و الأرض بخمسين ألف سنة و آدم قال لموسى قال أتلومني على أمر قد قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة هذا تقدير خاص و التقدير العام قبل خلق السماوات و الأرض بخمسين ألف سنة و لذلك آدم غلب موسى بالحجة لأنه احتج بالقدر على المصائب و من ذلك أن عمر لما استشار الناس في طاعون عمواس لما قد بهم إلى الشام في سنة ثمانية عشرة من الهجرة و لما قدم أقبل على الشام فقيل له أنه وقع في الشام الطاعون , طاعون عمواس فماذا نعمل , وقف عمر وقد استشار الناس قال ماذا تعملون ! فقال بعضهم , اختلفوا , أنت قدمت الآن فامض إلى الأمر الذي قدمت له , أدخل , أدخل الشام , وقال آخرون : لا لا نرى أن تدخل بأعين الناس و وجوه الناس إلى هذا الوباء و هذا المرض و اختلفوا , واستشار الأنصار ثم استشار المهاجرين و اختلفوا ثم استشار الأنصار و قالوا (29:19)عني ثم استشار من شهد الفتح فاختلفوا , كلهم اختلفوا ثم استشار من شهد الفتح فأجمعوا على أنه لا يدخل الأرض التي فيها الطاعون و الوباء ثم عزم على أن يرجع فقال أبو عبيدة  أتفر يا أمير المؤمنين من قدر الله أتفر من قدر الله كيف تفر فقال عمر لعبيدة (29:52) لو غيرك قالها يا أبا عبيدة نعم أفر من قدر الله إلى قدر الله, أين ما أذهب أنا لا أخرج عن القدر إن قدمت فأنا في قدر و إن رجعت فأنا في قدر , أفر من قدر الله إلى قدر الله ثم قال له : لو كان هناك عدوتان عدوة مخصبة و عدوة مجذبة , يعني أرض فيها غصب فيها عشب و أرض ما فيها عشب , أترعى بعيرك من العدوة المخصبة ولا المجذبة قال المخصبة , قال أليس إذا رأيتها رأيت هذه بقدر و رأيت هذه بقدر ثم جاء عبد الرحمن بن عوف و كان متخلفا في مهمة في حاجة فلما سمعهم يختلفون قال إن عندي من هذا علما عندي علم عن الرسول ﷺ , سمعت رسول الله ﷺ يقول إذ وقع الطاعون في بلد و أنتم فيها فلا تخرجوا منه و إذا وقع الطاعون في بلد فلا تدخلوها إذا وقع الطاعون في بلد لا تدخلوا إليها و إذا وقع و أنت فيها فلا تخرجوا منها أو كما قال , فحمد الله عمر أن وافق اجتهاده الحديث و رجع بالجيش و الشاهد من هذا أن الإنسان لا يخرج عن القدر في جميع الأحوال فنحن نقول للعاصي الذي وقع في المعصية لا تحتج بالقدر ادفع قدر بقدر ادفع قدر المعصية بقدر الطاعة تب إلى الله أتبع السيئة الحسنة أتبع سيئة الذنب بحسنة التوبة .

( متن )

بَابُ أَخْذِ اللَّهِ صَدَقَةَ الْمُؤْمِنِ بِيَدِهِ

قال أَخْبَرَنَا طَاهِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قال أخبرنا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قال أخبرنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله قال حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال أخبرنا سُفْيَانُ عَن عبد الله قال أخبرنا السَّائِبُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَتَادَةَ الْمُحَارِبِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ إِنَّ الصَّدَقَةَ تَقَعُ فِي يَدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَّلَ قَبْلَ أَنْ تَقَعَ فِي يَدِ السَّائِلِ ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ الجعفي قال أخبرنا صَالِحُ بْنُ وَصِيفٍ الْكِنَانِيُّ قال حدثَنَا أَحْمد بن ملاعب الفاتني قَالَ حَدثنِي عَبْدُ الصَّمَدِ وَهُوَ ابْنُ النُّعْمَانِ قال حدثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحُسَيْنِ عَن عَاصِم بن عبيد الله عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنِ النَّبِي ﷺ مِثْلَهُ .

( شرح )

بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه , أما بعد : فهذا الباب الخامس و العشرون من أبواب هذه الرسالة قال المؤلف رحمه الله باب أخذ الله صدقة المؤمن بيده , ثبت في الحديث الصحيح أن النبي ﷺ قال فيما معناه إن المؤمن إذا تصدق بثمرة أخذها الله بيده فيربيها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل و هذا الحديث ثابت في الصحيح , وفي الصحيح أن الله تعالى يقبل صدقة المؤمن إذا كان بكسب طيب فيأخذها بيده فيربيها , يزيدها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل و الفلو هو ولد الفرس و هذا الحديث صحيح و فيه أن الله تعالى يأخذ الصدقة بيده إذا تصدق , في الحديث إذا تصدق العبد من كسب طيب و لا يقبل الله إلا الكسب الطيب فإن الله تعالى يأخذها بيده فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم فلوه ولد الفرس حتى تكون مثل الجبل و هذا فضل عظيم فيه فضل الصدقة و هذا الحديث ثابت في الصحيح أو في الصحيحين و في ها الحديث فضل الصدقة إذا كانت من كسب طيب و فيه إثبات اليد لله عز و جل و فيه فضل الصدقة من كسب طيب و لا بد أن يكون ذلك عن إخلاص و متابعة النبي ﷺ و هذا مأخوذ من النصوص الأخرى التي تدل على أن العبادة لابد فيها من الإخلاص و المتابعة للنبي ﷺ لابد فيها من الإخلاص لله و المتابعة للنبي ﷺ و في هذا الحديث الحث على الصدقة و فيه إثبات اليد لله عز و جل و الرد على المعتزلة و الأشاعرة و الجهمية الذين أنكروا ثبوت اليدين لله عز و جل و أولها الأشاعرة بالنعمة أو القدرة أما هذا الحديث الذي ذكره المؤلف فهو ضعيف الحديث الذي ذكره المؤلف ضعيف , قال أَخْبَرَنَا طَاهِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أنبأنا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله قال حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ أنبأنا سُفْيَانُ عَن عبد الله أنبأنا السَّائِبُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَتَادَةَ الْمُحَارِبِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ (إِنَّ الصَّدَقَةَ تَقَعُ فِي يَدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَّلَ قَبْلَ أَنْ تَقَعَ فِي يَدِ السَّائِلِ ) هذا الحديث كما ذكر المؤلف ضعيف أورده الغزالي في إحياء علوم الدين و علق عليه العراقي في تخريج ما في الأحياء في قوله : أخرجه الدارقطني في الأفراد من حديث ابن عباس و قال غريب لحديث عكرمة عنه و رواه البيهقي في شعب الإيمان بسند ضعيف , ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ الجعفي قال أنبأنا صَالِحُ بْنُ وَصِيفٍ الْكِنَانِيُّ قال حدثَنَا أَحْمد بن ملاعب  قَالَ حَدثنِي عَبْدُ الصَّمَدِ وَهُوَ ابْنُ النُّعْمَانِ قال حدثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحُسَيْنِ عَن عَاصِم بن عبيد الله عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنِ النَّبِي ﷺ مِثْلَهُ , فهذا الحديث ضعيف و الأولى بالمؤلف أن يأتي بالحديث الصحيح الذي سمعتم إذا تصدق العبد من كسب طيب و لا يقبل الله إلا الكسب الطيب فإن الله تعالى يأخذها الصدقة بيده فيربيها يعني يزيدها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل و الفلو ولد الفرس فيربي الفرس حتى يكبر و هذا فضل عظيم إذا تصدق (37:00) تمرة تزيد و يربيها الله حتى تكون مثل الجبل أجرها و ثوابها و فيه إثبات فضل الصدقة و إثبات اليد لله عز و جل و وجوب الإخلاص و المتابعة للنبي ﷺ , فهذا هو الحديث الذي ينبغي أن يأتي به المؤلف في هذه الترجمة لكنه أتى بحديث ضعيف و يكون هذا الحديث الضعيف شاهد للحديث الصحيح و العمدة على الحديث الصحيح لا على الحديث الضعيف الذي ذكره المؤلف .

 

( متن )

 

بَابُ إِثْبَاتِ الْأَصَابِعِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ

قال أَخْبَرَنَا حَمْدَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَيْنَ قال أخبرنا هَارُونُ بْنُ أَحْمَدَ قال أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قال حدثَنَا مُسَدَّدٌ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ يُونُسَ وَهِشَام والمعلى عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ دَعْوَةٌ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُكْثِرُ أَنْ يَدْعُوَ بِهَا يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْوَة أَرَاك تكْثر أَن تدعو بِهَا قَالَ مَا مِنْ آدَمِيٌّ إِلَّا وَقَلبه بني أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِذَا شَاءَ أَنْ يُقِيمَهُ أَقَامَهُ وَإِذَا شَاءَ أَنْ يُزِيغَهُ أزاغه .

( شرح )

هذا الباب هو الباب السادس و العشرين من أبواب الرسالة قال المؤلف رحمه الله باب إثبات الأصابع لله عز و جل و الأصابع جمع إصبع ثابتة لله عز وجل صفة من صفات الله عز و جل كما يليق بجلال الله و عظمته و ثبت في الحديث الصحيح الذي مرنا في أي باب ! أن الله يوم القيامة يجعل السماوات على إصبع و الأرضيين على إصبع و الماء و الثرى على إصبع و الجبال على إصبع و سائر الخلق على إصبع ثم يهزهن بيده فيقول أنا الملك أين ملوك الأرض و هذا حديث صحيح و فيه إثبات خمس أصابع لله عز و جل كما يليق بجلال الله و عظمته فلله أصابع لا تشبه أصابع المخلوق في أي باب مرنا هذا , في الباب الرابع باب قبول صفات الله من كافة الخلق قال جاء حبر من أهل الكتاب ﷺ فقال يا محمد إن الله يوم القيامة يضع السماوات على إصبع و الأرضيين على إصبع و الجبال على إصبع و الثرى على إصبع ثم يهزهن و يقول أنا الملك هذا في صفحة خمس و عشرين قلت لكم هذه الرواية فيها أربعة أصابع و الرواية الأخرى خمسة أصابع و سائر الخلق على إصبع و الحديث هذا رواه البخاري في صحيحه , هذا الحديث فيه إثبات الأصابع و كان الأولى بالمؤلف أن يأتي بهذا الحديث هذا الحديث صحيح أما الحديث الذي ذكره المؤلف فهو ضعيف فيكون شاهد للحديث الصحيح فهذا الحديث صحيح فيه إثبات خمسة أصابع لله عز و جل كما يليق بجلال الله و عظمته , و فيه أن النبي ﷺ ضحك حتى بدت نواجده تصديقا لكلام الحبر من أحبار اليهود أما هذا الحديث , و هناك أيضا دليل آخر دليل آخر أيضا ثبت في صحيح مسلم فيه إثبات الأصابع و هو قول النبي ﷺ في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ قالت : ( كان رسول الله ﷺ يكثر أن يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالت عائشة رضي الله عنها : قلت يا رسول الله إنك تكثر بأن تقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فهل تخاف فقال ﷺ : و ما يأمنني يا عائشة و قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن إذا شاء أن يقلب قلب عبد قلبه و قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن فيه إثبات الأصابع فهذان حديثان صحيحان فالحديث الأول في صحيح البخاري و الحديث الثاني في صحيح مسلم , ينبغي و كان على المؤلف أن يأتي هاذين الحديثين أما هذا الحديث الذي ذكره فهو ضعيف فيكون شاهد , شاهد للحديثين السابقين عن عائشة رضي الله عنها قالت : دعوة كان رسول الله ﷺ يدعو بها يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالت عائشة رضي الله عنها يا رسول الله دعوة أراك تكثر أن تدعوا بها قال ما من آدمي إلا قلبه بين إصبعين من أصابع الرحمن عز و جل فإن شاء أن يقيمه أقامه و إن شاء أن يزيغه أزاغه هذا الإسناد هذا الحديث رواه أحمد و النسائي في الكبرى و بسند ضعيف لأنه من رواية الحسن و البصري عن عائشة و الحسن البصري لم يسمع من عائشة فيكون الحديث منقطع الحديث فيه انقطاع ضعيف لانقطاعه لأنه من رواية الحسن البصري عن عائشة و لم يسمع من عائشة فهو ضعيف لانقطاعه لكن يكون شاهد , شاهد للحديثين السابقين و العمدة و الأصل الحديثان السابقان حديث البخاري و حديث مسلم و هذا شاهد .

 

( متن )

 

بَابُ إِثْبَاتِ الضَّحِكِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ 

قال أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَعْفَرِيُّ قال حدثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحسن بِدِمَشْق قال أخبرنا أبْو حوض قال جدثنا مثرود قال حدثَنَا ابْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أنه قَالَ ضَحِكَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ رَجُلَيْنِ قَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ ثُمَّ دَخَلَا الْجَنَّةَ قال الزهري بن عيينة فيما معناه ( قتل مشرك مسلما ثم أسلم ثم مات )

( شرح )

هذا الباب السابع و العشرين من أبواب الرسالة قال المؤلف رحمه الله باب إثبات الضحك لله عز و جل و الضحك من الصفات الفعلية التي تتعلق بالمشيئة المشيئة و الاختيار فهو سبحانه يضحك إذا شاء كما أنه ينزل إلى السماء الدنيا إذا شاء و يخلق إذا شاء و يريد إذا شاء و يرضى إذا شاء و يغضب إذا شاء فهذا من الصفات الفعلية و ضابط الصفة الفعلية أنها تتعلق بالمشيئة و الاختيار , تقول إذا شاء ضحك أما الصفات الذاتية فهي التي لا تنفك عن الباري مثل السمع ما نقول في وقت يسمع و في وقت لا يسمع , لا , ملازمة لذات الرب لا تنفك عن الباري السمع و البصر و العلم و القدرة و العزة و العظمة و الكبرياء و العلو كل هذه من الصفات الذاتية التي لا تنفك عن الباري أما الضحك و الخلق و الرزق و الإماتة و الإحياء و النزول و الاستواء و الرضا و الغضب فهي صفات فعلية تتعلق بالمشيئة و الاختيار .

......................................

( الأخ يقول هذا الباب الثلاثون و ليس السابع و العشرون , لا , الباب الثلاثون ارجع إلى الأرقام الأرقام خطأ , فالأرقام على حسب الأحاديث و الأسانيد ارجع إلى أول ما بدأنا به الخامس و العشرين تجد الذي قبله الثاني و العشرين , الأخ يقول هذا الباب الثلاثون و ليس الباب السابع و العشرون ارجع إلى أول الباب إلى أول ما قرأنا أول ما قرأنا في الخامس و العشرون الباب الذي قبله تجده الثاني و العشرين لأن هناك خطأ )

.....................................

فهذا الباب فيه إثبات الضحك لله عز و جل و هذا الحديث ذكر فيه المؤلف حديث أبي هريرة عن النبي ﷺ ضحك الله تعالى من رجلين قتل أحدهما صاحبه ثم دخلا الجنة و في لفظ آخر يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخلان الجنة قال الزهري و ابن عيينة في معناه , فسر معناه قتل مشرك مسلم ثم أسلم ثم مات يعني اقتتل رجلان في الجهاد في سبيل الله رجل يقاتل في سبيل الله يجاهد الكفار فالمسلم حمل عليه كافر فقتله ثم من الله على الكافر بالإسلام فأسلم ثم مات فدخل الجنة الأول دخل الجنة شهيد و الثاني دخل الجنة لأنه مات على الإسلام فكلاهما يدخل الجنة القاتل و المقتول , المقتول شهيد مسلم شهيد قتل في المعركة و القاتل كان كافرا ثم أسلم و دخل الجنة , هذا معنى قول الزهري قتل مشرك مسلما ثم أسلم ثم مات و الحديث فيه إثبات الضحك لله عز و جل و الحديث صحيح رواه البخاري و مسلم و الإمام أحمد بن خزيمة في كتاب التوحيد و هو حديث صحيح لا غبار عليه و فيه إثبات الضحك لله عز و جل كما يليق بجلاله و عظمته لا يشبه المخلوق , الله تعالى لا يشبه المخلوق يوصف بالضحك و العلم و القدرة و السمع و الغضب و الرضا كما يليق بجلاله و عظمته لا يماثل المخلوقين في شيء من صفاتهم قال الله تعالى لَیۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَیۡءࣱۖ وَهُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡبَصِیرُ و في حديث ( أن رجلا سأل النبي ﷺ فقال , سأل النبي : هل يضحك ربنا , قال : لن نعدم من رب يضحك خيرا هذا حديث آخر , أيضا حديث آخر فيه إثبات الضحك لله عز وجل , في عدة أحاديث فيها إثبات الضحك لله عز و جل كما يليق بجلاله و عظمته .

 

( متن )

بَابُ إِثْبَاتِ الْقَدَمِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ

قال أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرفِيُّ قال حدثَنَا الْأَصَمُّ قال حدثَنَا حَمْدَانُ الْوَرَّاقُ قال حدثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قال حدثَنَا أَبَانٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أنه قَالَ : قال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يلقى فِي النَّار فتقول هَل من مزِيد حَتَّى يُنزل رَبُّ الْعَالَمِينَ فِيهَا قَدَمَهُ فَتَقُولُ قَطْ قَطْ .

( شرح )

هذا الباب الثامن و العشرين باب إثبات القدم لله عز و جل , ذكر في حديث أنس وفيه أن النار يلقى في النار يعني من العصاة و الكفرة فلا تزال النار تقول هل من مزيد حتى ينزل رب العالمين فيها قدمه فتقول قط قط و اللفظ المعروف في هذا الحديث لا تزال جهنم يلقى فيها يعني من العصاة و الكفرة و تقول هل من مزيد حتى يضع فيها رب العزة قدمه فيزل بعضها إلى بعض فتقول قط قط و في لفظ تقول حسبي حسبي يكفيني يكفيني امتلأت و هذا الحديث صحيح من أصح الأحاديث رواه البخاري و مسلم , الشيخان البخاري و مسلم و ابن خزيمة من طرق عن قتادة عن أنس فهذا حديث صحيح و فيه إثبات القدم لله عز و جل كما يليق بجلاله و عظمته و في لفظ آخر حتى يضع الله فيها رجله كما سيأتي في الباب الذي بعده , إذا الحديث صحيح و ثابت و فيه إثبات القدم لله عز وجل لا يشبه قدم المخلوق كما يليق بجلاله و عظمته و فيه إثبات النار و أن الله أعدها للعصاة و الكفرة .

 

( متن )

بَابُ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْقَدَمَ هِو الرِّجْل

قال أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَحْبُورِيُّ قال حدثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ قال حدثَنَا حَاتِمٌ قال حدثَنَا سَلَمَةُ قال حدثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قال أخبرنا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَقَالَ فِيهِ حَتَّى يَضَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رِجْلَهُ فِيهَا فَتَقُولُ قَطْ قَطْ

( شرح )

هذا الباب التاسع و العشرين و هو تابع للباب السابق قال باب الدليل على أن القدم هو الرجل و ذكر في الحديث السابق عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن رسول الله ﷺ بهذا الحديث السابق , الحديث السابق و قال فيه حتى يضع الله عز وجل رجله فيها استدل بها المؤلف على أن الرجل هي القدم فتقول قط قط و في لفظ حسبي حسبي يكفيني يكفيني هذا و الحديث السابق رواه البخاري و مسلم و ابن خزيمة في رواية حتى يضع فيها رب العزة قدمه و في رواية حتى يضع فيها رب العزة رجله, فيه إثبات القدم و الرجل لله عز و جل كما يليق بجلاله و عظمته .

 

( متن )

بَابُ الْهَرْوَلَةِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ

قال أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرفِيُّ قال حدثَنَا الْأَصَم قال حدثَنَا هَارُون بن سُلَيْمَانَ قال حدثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أنه قَالَ قَالَ عَزَّ وَجَلَّ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَاني وإن تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا وَإِنْ جَاءَنِي يمشي جئته هَرْوَلَةً .

( شرح )

هذا الباب الثلاثون و هو باب الهرولة لله عز و جل ذكر فيه حديث أبي هريرة و هذا الحديث حديث صحيح رواه الشيخان البخاري و مسلم و هو حديث من أصح الأحاديث و الهرولة هي الإسراع في المشي , الإسراع في المشي يقال له هرولة جاء في حديث أبي هريرة أن النبي ﷺ قال قال الله عز و جل أنا عند ظن عبدي بي و أنا معه إذا دعاني و إن تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا و إن تقرب مني ذراعا هنا في رواية البخاري و إن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا و إن جاءني يمشي جئته هرولة الحديث فيه إثبات الهرولة لله عز و جل كما يليق بجلال الله و عظمته , و هي كسائر الصفات تثبت لله على ما يليق بجلاله و عظمته لا تشبه هرولة المخلوق كسائر الصفات كما أن لله سمع و المخلوق له سمع و الله تعالى لا يشبه المخلوق في السمع و الخالق له بصر و المخلوق له بصر و لا يشابه الخالق المخلوق و المخلوق له علم و الخالق له علم و الخالق له قدرة و المخلوق له قدرة و الخالق يرضى و المخلوق يرضى و الخالق يغضب و المخلوق يغضب كل كما يليق له , الخالق له الكمال بهذه الصفات و المخلوق له ما يناسبه و كذلك الهرولة من أتاني يمشي أتيته هرولة الإسراع في المشي كما يليق بجلال الله و عظمته , الهرولة بالنسبة للمخلوق نعرف ما هي الهرولة , يأتي يركض يسرع لكن الخالق ما ندري كيفيته نثبتها و نعلم معناها لكن لا نكيفها ما ندري كيفيتها كما أنه سبحانه ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة و هو فوق العرش و لا نعلم الكيفية ينزل كما يليق بجلاله و عظمته و كذلك الهرولة لا ندري كيفيتها و إن كنا نعلم معناها فالصفات معناها معلوم لكن الكيفية مجهولة , كما قال الإمام مالك رحمه الله لما سأله السائل قال ٱلرَّحۡمَـٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ كيف استوى ! فقال مالك : الاستواء معلوم يعني معلوم معناه في اللغة العربية استقر و على و صعد , و الكيف مجهول كيفية استواء الله كيفية استواء المخلوق معلوم أنا استويت على الكرسي يعني جالس على الكرسي لكن استواء الرب على العرش لا نعلم كيفيته فالرب استوى على العرش و هو غير محتاج للعرش هو الحامل للعرش سبحانه بقوته و قدرته أنا محتاج للكرسي لو سقط الكرسي سقطت الرب ما يحتاج إلى عرش لهذا قال المشبهة الذين شبهوا الله بخلقه يقولون باستواء الرب على العرش مثل استواء المخلوق على الدابة و على الفلك فلو سقطت الدابة سقط المخلوق سقط الراكب و لو سقطت السفينة سقط الراكب , قالوا فقياس ذلك لو سقط العرش لسقط الرب تعالى الله عما يقولون , هؤلاء المشبهة كفرة , من شبه الله بخلقه كفر لكن أهل السنة و الجماعة يقولون إن الرب استوى على العرش استواء يليق بجلاله و عظمته لا نعلم كيفيته و كذلك الهرولة لا نعلم كيفيتها كما يليق بجلال الله و عظمته , و بعض المؤولين يؤول هذا الحديث كالأشاعرة , النووي رحمه الله في رياض الصالحين يفسر هذا الحديث قال من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا و من تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا و من أتاني يمشي أتيته هرولة قال المعنى أن الله أسرع بالخير من العبد و أن الله لا يقطع الثواب من العبد حتى يقطع العبد العمل هذا تفسير النووي يقول هذا تأويله يقول هذا ليس هو الصفة هذا أثر الصفة نقول نثبت الهرولة لله عز و جل و نثبت التقرب من تقرب مني شبرا تقربت منه و لا نعلم الكيفية لكن نقول من آثار من ثمرة هذه الصفات أن الله أسرع بالخير من العبد و أن الله لا يقطع الثواب من العبد حتى يقطع العبد العمل هذا أثر الصفة و ليس هو الصفة و  النووي رحمه الله عالم و محدث لكنه غلط في بعض الصفات في تأويل بعض الصفات لأنه لا عن عمد و لكنه عمد عن حسن نية لأنه و العلماء الكبار مثل الحافظ بن حجر و النووي و غيره علماء كبار فطاحل نفعوا الأمة و لكن لم يوفقوا في أثناء الطلب لمن ينشئهم على عقيدة أهل السنة و الجماعة فأولوا بعض الصفات ظنا منهم أن هذا هو الحق فالله يعفو عنا و عنهم و لذلك النووي قال أن معنى من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا المعنى أن الله أسرع بالخير من العبد و أن الله لا يقطع الثواب من العبد حتى يقطع العبد العمل نقول هذا أثر الصفة و ليس هو الصفة , مثل الرحمة صفة من صفات الله عز و جل من أثر هذه الصفة ( الرحمة ) أن الله تعالى يرحم عباده و أمر برحمة الفقراء و الضعفاء و المساكين هذا أثر الصفة و الصفة تليق بالله عز و جل فكذلك هنا نقول هذه الصفة تليق بالله الذي تقوم به أو من أثرها أن الله أسرع بالخير من العبد و أن الله لا يقطع الثواب من العبد حتى يقطع العبد العمل و هذا الحديث يسمى عند أهل العلم حديث قدسي من كلام الله عز و جل لفظا و معنى قال الله عز و جل , لأن الرسول صلى الله علي و سلم نسبه إلى الله و أضافه إلى الله عن أبي هريرة عن النبي ﷺ ( قال الله عز و جل ) هذا من كلام الله لفظا و معنى مثل القرآن , القرآن كلام الله لفظا و معنى و الحديث القدسي من كلام الله لفظا و معنى لكن كلام الله يتفاضل فالحديث القدسي يختلف عن القرآن , القرآن لا يمسه إلا المتوضئ و الحديث القدسي يمسه غير المتوضئ , القرآن يتعبد بتلاوته و الحديث القدسي لا يتعبد بتلاوته القرآن يقرأ في الصلاة و الحديث القدسي لا يقرأ في الصلاة القرآن معجزة بألفاظه و معانيه الحديث القدسي ليس معجزة و هكذا , هو من كلام الله لكن له أحكام تختلف عنه هو من كلام الله لفظا و معنى , الأشاعرة يقولون إن الحديث القدسي معناه من الله و هذا مبني على مذهب الأشاعرة أن الكلام إنما هو المعنى و اللفظ و الحروف ليست من الكلام و لهذا قالوا إن القرآن كلام الله قالوا أن القرآن معنى و لم يتكلم الله باللفظ و لا بالحروف يقول الأشاعرة كيف إذا هذا القرآن ! قالوا أن القرآن تكلم به جبريل أو تكلم به محمد , فهم المعنى و أتى بالألفاظ من عنده , كيف قالوا الله اضطر جبريل اضطرار ففهم المعنى القائم بنفسه فعبر به بهذا القرآن جعلوا الرب أبكم لا يتكلم , قالوا لو قلنا أنه يتكلم بالصوت و الحروف صارت حالة في ذاته و من قولهم قالوا الله لا يتكلم , ما هو الكلام ! الكلام معنى قائم بنفسه مثل العلم ليس بحرف و لا صوت , كيف هذا القرآن كلام الله قالوا القرآن عبر به جبريل و قالت طائفة أخرى عبر به محمد و قالت طائفة أخرى من الأشاعرة أخذه جبريل من اللوح المحفوظ و لم يسمع من الله و لا كلمة واحدة و هذا من أبطل الباطل القرآن كلام الله لفظه و معناه حروفه و معانيه سمعه جبرائيل من الله بحرف و صوت ثم نزل به على النبي ﷺ , كما قال الله تعالى نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِینُ ۝ عَلَىٰ قَلۡبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُنذِرِینَ ۝ بِلِسَانٍ عَرَبِیࣲّ مُّبِینࣲ فهذا من أغلاط الأشاعرة و يستدلون بقول الأخطل النصراني :

إن الكلام لفي الفؤاد و إنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا

قالوا الكلام في القلب و أما اللفظ هذا دليل نقول من قال هذا قالوا الأخطل و الأخطل نصراني نستدل بقول النصارى ! و النصارى ضلوا في معنى الكلام فقالوا إن عيسى نفس كلمة الله ثم إن هذا بيت مصنوع و لا يوجد في ديوان الأخطل و لا يعرف أنه من كلامه من قول الأخطل , فنقول نحن الآن نقول إن هذا حديث قدسي و الحديث القدسي من كلام الله لفظا و معنى مثله مثل ذلك حديث أبي ذر قال الله عز و جل يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي و جعلته بينكم محرما حديث قدسي و الحديث القدسي  أن الله أغنى عن الشرك قال الله أنا أغنى عن الشرك من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته و شركه هذا من كلام الله لفظا و معنى و أما غير الحديث القدسي مثل حديث ( إنما الأعمال بالنيات ) فهو من الله معنى و من الرسول لفظا , المعنى من الله و حي قال الله تعالى وَمَا یَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰۤ ۝ إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡیࣱ یُوحَىٰ فهذا من كلام الله يقول الله أنا عند ظن عبدي بي و أنا معه إذا دعاني فيه إثبات المعية لله عز و جل إثبات صفة المعية و المعية نوعان معية عامة للمسلم و الكافر فالله مع الخلق كلهم في قدرته و مشيئته و إحاطته , و معية خاصة بالمؤمن و هي معية التوفيق و التسديد مثل إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِینَ و الأنبياء إِنَّنِی مَعَكُمَاۤ أَسۡمَعُ وَأَرَىٰ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِینَ ٱتَّقَوا۟ وَّٱلَّذِینَ هُم مُّحۡسِنُونَ هذه معية خاصة بالمؤمن معية تقتضي التوفيق و التسديد و النصر و المعونة و الحفظ و الكلام , أما المعية العامة تأتي في سياق المحاسبة و الجزاء وَهُوَ مَعَكُمۡ أَیۡنَ مَا كُنتُمۡۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِیرࣱ مَا یَكُونُ مِن نَّجۡوَىٰ ثَلَـٰثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمۡ وَلَا خَمۡسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمۡ وَلَاۤ أَدۡنَىٰ مِن ذَ ٰ⁠لِكَ وَلَاۤ أَكۡثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمۡ أَیۡنَ مَا كَانُوا۟ۖ ثُمَّ یُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا۟ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمٌ تأتي في سياق المحاسبة و الجزاء و أما المعية الخاصة تأتي في سياق المدح و الثناء , و هذه معية خاصة , معية خاصة مع الداعي و الذاكر أنا عند ظن عبدي بي و أنا معه إذا دعاني و إن تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا و إن تقرب مني ذراعا و إن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا و إن جاءني يمشي أتيته هرولة فيه إثبات المعية لله عز و جل , المعية الخاصة و فيه إثبات التقرب و إثبات الهرولة كما يليق بجلال الله و  عظمته .

 

( متن )

بَابُ إِثْبَاتِ نُزُولِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا

قال أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ قال حدثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الصفار قال حدثَنَا بن أَبِي الدُّنْيَا قال حدثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ هِشَامٍ قال حدثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قال أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَمَّاعَة قال أخبرنا الْأَوْزَاعِيّ قَالَ حَدثنِي يحيى بن أبي كثير حَدثنِي هِلَال بن أبي ميمونة أنه  قَالَ حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ حَدَّثَنِي رِفَاعَةُ بْنُ عَرَابَةَ الْجُهَنِيُّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ أَوْ قَالَ ثُلُثَاهُ يَنْزِلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ لَا أَسْأَلُ عَنْ عِبَادِي غَيْرِي من ذَا الَّذِي يسألني فَأُعْطِيَهُ مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي أَسْتَجِبُ لَهُ مَنْ ذَا الَّذِي يستغفر أَغفر لَهُ حَتَّى ينفتح الصُّبْحُ.

( شرح )

هذا الباب الحادي و الثلاثون باب إثبات نزوله يعني الرب سبحانه و تعالى إلى السماء الدنيا , فيه إثبات نزول الرب إلى السماء الدنيا نزول الرب إلى السماء الدنيا ثابت في الأحاديث الصحيحة ثابت في الأحاديث المتواترة و هو قوله عليه الصلاة و السلام ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له حتى يطلع الفجر هذا الحديث ثابت في الصحاح و السنن و الأسانيد حتى إنه بلغ حد التواتر , حديث عظيم حديث متواتر في الصحاح و السنن و المسانيد ,  أن الله ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حتى يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له حتى يطلع الفجر فيه إثبات النزول لله عز وجل إلى السماء الدنيا كما يليق بجلاله و عظمته كيف ينزل لا نسأل عن الكيف لا نقول كيف , لا تسأل عن الكيف بل هو ينزل و لا يعلم الكيف إلا الله كما قال الإمام مالك الاستواء معلوم و الكيف مجهول و هذا تلقته الأمة بالقبول يقال في جميع الصفات يقال النزول معلوم و الكيف مجهول و الإيمان به واجب و السؤال عنه بدعة , ينزل ما نعلم الكيفية , هو ينزل و هو فوق السماء الدنيا سبحانه و تعالى كما يليق بجلاله و عظمته إذا ثبوت نزول الرب سبحانه و تعالى إلى السماء الدنيا ثابت بالحديث المتواتر بالأحاديث المتواترة بلغت حد التواتر في الصحاح و السنن و المسانيد و هو حديث ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له و هذا الحديث رواه البخاري و مسلم و أبو داوود و الترمذي و النسائي و في الصحاح و السنن و المسانيد , و النزول من الصفات الاختيارية و قلت لكم أن الصفات الاختيارية هي التي يفعلها الله بمشيئته و اختياره , ينزل إذا شاء و أهل البدع أولو هذه الصفات , قال بعضهم : ينزل تنزل رحمته, و قال بعضهم ينزل ينزل ملك فيقول الملك , كيف تنزل رحمته الرحمة ما تنزل إلا آخر الليل , في كل وقت الرحمة , رحمة الله تنزل في كل وقت و الذين يقولون أنه ملك الملك يستطيع أن يقول من يدعوني فأستجيب له هل يستطيع المخلوق أن يقول هذا من يسألني فأعطيه من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له هل الملك يقول هذا هل يستطيع المخلوق أن يقول هذا هذا بل أبطل الباطل تأويل أهل البدع البدع من الأشاعرة ينفون صفة النزول طيب جاءهم الحديث ماذا يعملون به , قال بعضهم ينزل ربنا تنزل رحمة ربنا قالوا فيه تقدير و التقدير تنزل رحمة ربنا قال بعضهم ينزل ملك و هذا باطل , أولا القول تنزل رحمة ربنا معناه ما تنزل إلا في آخر الليل و في أول الليل ما في رحمة ما تنزل رحمة الله , رحمة الله في كل وقت تنزل , و كذلك قولهم ينزل ملك ينزل ملك الملك يقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له هذا لا يكون , الرب , صريح , الرسول ﷺ في الحديث قال ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه أما هذا الحديث بالسند الذي ذكره المؤلف فيه ضعف قال الرسول ﷺ إذا مضى شطر الليل أو قال ثلثاه ينزل الله عز و جل إلا السماء الدنيا فيقول لا أسأل عن عبادي غيري من ذا الذي سألني فأعطيه من ذا الذي يدعوني فأستجيب له من ذا الذي يستغفرني فأغفر له حتى ينفتح الصبح بهذا اللفظ ضعيف هذا رواه أحمد و النسائي في الكبرى و ابن ماجه لكن الحديث ثابت في الصحاح و السنن و المسانيد بهذا اللفظ ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له ولا أدري لماذا المؤلف يختار الأحاديث الضعيفة و الألفاظ الحذرة و الأسانيد الضعيفة هذا المؤلف أتى بهذا السند الضعيف مع أن الحديث ثابت في الصحاح و السنن و المسانيد فهل المؤلف خفي عليه النص أم أنه أراد أن يذكر هذا الحديث شاهد للحديث الصحيح كل هذا محتمل المقصود أن العمدة على الحديث الصحيح و الحديث بلغ حد التواتر .

 

( متن )

بَابُ رُؤْيَةِ النَّبِيِّ ﷺ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ بِعَيْنَيْهِ رُؤْيَةَ يَقِظَةٍ

قال أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَمَّارٍ الْإِمَامُ قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنَ خُزَيْمَةَ أنه قَالَ قال و أخبرنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الشَّيْبَانِيُّ قال و أخبرنا مَنْصُورُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَنَفِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي جَدِّي مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قال حدثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ حَمْدَوَيْهِ قال حدثَنَا مَحْمُودُ بن آدم ح قال و أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ قال حدثَنَا النُّعَيْمِيُّ قال حدثَنَا حَاتِمُ بْنُ مَحْبُوبٍ ح قال و أخبرنا الْإِمَامُ يحيى قال حدثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ قال أخبرنا جَدِّي قَالَ حدثَنَا عبد الْجَبَّار بن الْعلَاء قَالَ بن خُزَيْمَة و أخبرنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ قَالُوا جَمِيعًا حدثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَة عَن عمر بن دِينَار عن عِكْرِمَةَ أنه  قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ  وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً للنَّاس قَالَ هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ هَذَا لَفْظُ عَبْدِ الْجَبَّارِ وَزَادَ عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ لَيْسَ رُؤْيَا مَنَامٍ .

( شرح )

هذا الباب الثاني و الثلاثين عقده المؤلف قال باب رؤية النبي ﷺ ربه ليلة المعراج بعينيه رؤية يقظة , هذا باب معقود لماذا ! لرؤية النبي ﷺ ربه ليلة المعراج يعني رؤيته يقظة , يعني هذا الباب صرح فيه المؤلف بماذا ! بأن النبي ﷺ رأى الله بعينيه في اليقظة لا في المنام ليلة المعراج ما هي ليلة المعراج , هي ليلة الإسراء أسري بالنبي ﷺ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في ليلة واحدة ثم عرج به و ذلك أن النبي ﷺ جاءه ملك وشق صدره و غسله مرتين مرة و هو صغير و مرة قبل المعراج و حشي إيمانا و علما و حكمة و جاءه جبرائيل عليه الصلاة السلام بالبراق جاءه في الليل في ليلة في ليلة واحده و هو في السجد الحرام و أسري به من المسجد الحرام راكبا البراق بصحبة جبريل و البراق دابة فوق الحمار و دون البغل يعني أكبر من الحمار و أصغر من البغل و سمي بالبراق لبريقه و لمعانه و ركبه اثنان جبريل و محمد عليه السلام و هذا البراق سريع المشي خطوه مد البصر يضع حافره نهاية البصر نهاية ما ينتهي بصرك قفزة تصل إلى نهاية البصر ثم القفزة الثانية نهاية البصر فقطع المسافة من مكة إلى الشام يمكن في ساعة أو ساعة و نص قريب من الطائرة قريب من سير الطائرة من الطائرة يحتمل أنه في ساعة أو ساعة ونص أو ساعتين لأنه يضع خطوة مد البصر يرفع حافره ثم إلى نهاية البصر , نهاية بصرك الآن لما تقف في الأمام تنظر إلى أمامك , أمامك الآن صخرة ما فيها لا جبال و لا أرض متى ينتهي البصر إلى ما حتى النهاية و الخطوة الثانية حتى النهاية و لما قطع المسافة و وصل إلى المسجد الأقصى نزل منه و ربط البراق بحلقة الباب التي يربط بها الأنبياء و جيء بالنبيين و تقدم النبي و قدم جبريل النبي ﷺ و صلى بهم و قيل أن هذا قبل العرج ثم أوتي بالمعراج و المعراج كهيئة السلم كهيئة السلم يصعد فيه , صعد فيه النبي ﷺ و جبريل حتى بلغ السماء الدنيا في وقت وجيز طيران فلما وصل إلى باب السماء الدنيا استفتح جبريل السماوات ليس مهملة لها بوابون فقال البواب من ! قال جبريل قيل و من معك ! قال محمد قيل و قد أرسل إليه ! قال نعم قال فنعم المجيء جاء ففتح لهما فوجد فيها آدم عليه الصلاة و السلام و هذه القصة التي أذكرها ثابتة ف الصحيحين البخاري و مسلم فسلم عليه النبي ﷺ فقال آدم : مرحبا بالنبي الصالح و الابن الصالح و وجد عن يمينه أسودة و عن يساره أسودة إذا نظر إلى يمينه ضحك و إذا نظر إلى يساره بكى جاء في القصة أن الأسودة عن يمينه أرواح المؤمنين و التي عن يساره أرواح الكفار فإذا نظر إلى المؤمنين ضحك و إذا نظر إلى الكفار بكى ثم صعد إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل كما استفتح في الأولى قيل من ! قال جبريل قيل و من معك ! قال محمد قيل وقد أرسل إليه ! قال نعم ففتح فوجد فيها ابني الخالة عيسى و يحيى بن زكريا فرحبا بالنبي ﷺ و قالا له مرحبا بالنبي الصالح و الأخ الصالح , آدم قال الابن الصالح لأنه أبوه و أما عيسى و يحيى قالا الأخ الصالح أخ لهم ليس من السلالة الأبوية ثم عرجا إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل كما , فقيل من ! قال جبريل قال و من معك ! قال محمد قيل و قد أرسل إليه ! قال نعم قال نعم المجيء جاء ففتح فوجد فيها إدريس عليه الصلاة و السلام فرحب به و قال مرحبا بالنبي الصالح و الابن الصالح ثم عرج به إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل فقيل  من ! قال جبريل قيل من معك : قال محمد قيل و قد أرسل إليه ! قال نعم فوجد فيها يوسف عليه الصلاة و السلام فرحب به قال مرحبا بالنبي الصالح و الأخ الصالح ثم صعد إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل قيل من ! قال جبريل قيل و من معك ! قال محمد قيل و قد أرسل إليه ! قال نعم فوجد فيها هارون عليه الصلاة و السلام فرحب به قال مرحبا بالنبي الصالح و الأخ الصالح ثم عرج إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل فقيل من ! قال جبريل قيل و من معك ! قال محمد قيل و قد أرسل إليه ! قال نعم قال فنعم المجيء جاء ففتح لهما فوجد فيها موسى عليه الصلاة و السلام فرحب به و قال مرحبا بالنبي الصالح و الأخ الصالح فلما جاوزهما تجاوزاه بكى موسى فقيل له ما يبكيك قال أبكي لأن غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخل من أمتي و بكاء موسى عليه السلام ليس حسدا و لكن تألم , تألما لبني إسرائيل مع أن موسى أتباعه كثيرون كما ثبت في حديث ابن عباس أن (1:18:09) سواد عظيم فظن أنهم أمته فقيل هذا موسى و قومه لكنه طمع في الزيادة فبكاؤه ليس حسدا و لكن تألما على بني إسرائيل فعرج إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل من هذا ! قال محمد قال و من معك ! قال جبريل قيل و من معك ! قال محمد و قيل و قد أرسل إليه ! قال نعم قال نعم المجيء جاء فوجد فيها إبراهيم عليه الصلاة و السلام فرحب بالنبي ﷺ و قال مرحبا بالنبي الصالح و الابن الصالح مثل ما قال آدم لأنه من السلالة الأبوية لأنه جده فكل الأنبياء كلهم السابقون كلهم أخوة و أما آدم فهو أب و كذلك إبراهيم أب لأنه من سلالته و وجد إبراهيم مسندا ظهره إلى البيت المعمور و البيت المعمور كعبة سماوية تحاذي الكعبة الأرضية لو سقط لسقط عليه فوجد فيها الملائكة يدخل البيت المعمور كل يوم سبعون ألف ملك للطواف و العبادة ولا يعودون إليها إلى آخر الدهر ما يصلهم الدور م كثرة الملائكة كل يوم يدخلون سبعون ألفا ثم تجاوز النبي ﷺ حتى وصل إلى سدرة المنتهى و حتى وصل إلى مكان يسمع فيه صريف الأقلام أقلام القدر فكلمه الله عز و جل و أوحى إليه و سمع كلام الله من دون واسطة ففرض عليه رب العزة و الجلال الصلاة خمسين صلاة في اليوم و الليلة فرجع نبينا عليه الصلاة و السلام و نزل إلى السماء السابعة ثم إلى السماء السادسة فوجده موسى فقال موسى تعال ماذا فرض عليك ربك , قال خمسين صلاة في اليوم و الليلة فقال ارجع إلى ربك و سله التخفيف على أمتك فإن أمتك ضعيفة لا تطيق خمسين صلاة في اليوم و الليلة و إني عانيت بني إسرائيل أكثر من ذلك فنظر النبي ﷺ إلى جبريل كأنه يستشيره فأشار إليه أي نعم فعاد به إلى الجبار جل جلاله فسأله ربه التخفيف فوضع الله عشرا و في رواية خمس فصارت أربعين صلاة و قال خمس و أربعين عن جماعة أخرى فنزل فمر بموسى فسأله قال ماذا فرض عليك ربك قال أربعين صلاة في اليوم و الليلة قال ارجع إلى ربك فسأله التخفيف من أمتك فإن أمتك ضعيفة لا تطيق أربعين صلاة في اليوم و الليلة فاستشار جبريل فعلا به إلى الجبار جل جلاله فسأل ربه التخفيف فوضع عنه عشرا و في رواية أخرى خمسا حتى صارت ثلاثين ثم نزل إلى موسى فقال ارجع إلى ربك و سأله التخفيف فإن أمتك ضعيفة لا تطيق ثلاثين صلاة في اليوم و الليلة فعلا به إلى الجبار جل جلاله فسأل ربه التخفيف فوضع عنه عشرا فصارت عشرين فنزل إلى موسى فقال موسى ارجع إلى ربك و سأله التخفيف لأمتك فإن أمتك ضعيفة لا تطيق عشرين صلاة في اليوم و الليلة فعلا به جبرائيل إلى الرب جل جلاله فسأل ربه التخفيف فوضع عنه خمسا فصارت عشر فنزل إلى موسى فقال ارجع إلى ربك و سأله التخفيف فإن أمتك ضعيفة لا تطيق عشر صلوات فوضع عنه خمسا حتى صارت خمس صلوات و في رواية أخرى أنه في كل مرة خمس فنزل إلى موسى فقال ماذا فرض عليك ربك قال خمس صلوات في اليوم و الليلة قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف من أمتك فإن أمتك ضعيفة لا تطيق خمس صلوات في اليوم و الليلة فقال نبينا ﷺ إني سألت ربي حتى استحييت إني سألت ربي حتى استحييت و لكن أرضى و أسلم فنادى مناد من السماء أن أمضيت فريضتي و خففت عن عبادي ما يبدل القول لدي هي خمس في العدد و هي خمسون في الميزان والأجر خمس صلوات و الحسنة بعشر أمثالها هي خمس في العدد و هي خمسون في الأجر و الثواب , هذه الكيفية في فرضية الصلاة تدل على عظم شأن الصلاة و أن أمرها عظيم فهي المفروضة في السماء و أما الزكاة و الصوم , ثم أيضا فرضت بدون واسطة كلم الله النبي ﷺ و فرض عليه الصلاة خمسون صلاة في اليوم و الليلة , أما الصيام و الزكاة  الحج مفروضة في الأرض و بواسطة جبريل أيضا ثم

أيضا الصلاة فرضت خمسين ثم خففت لخمس صلوات كل هذا يدل على عظم شأن الصلاة و أن أمرها عظيم و خطرها جسيم و لذلك صارت هي الفارق بين المسلم و الكافر و هي آخر ما يفقد به الدين و ليس بعد ذهابها إسلام و لا دين و في من الفوائد نسخ الحكم قبل التمكن من الفعل ففرضت خمسين ثم نسخت قبل أن يتمكن العباد من الفعل , طيب هل رأى نبينا ﷺ ربه ليلة المعراج أو سمع كلامه و لم يره ! هذه مسألة خلافية بين أهل العلم المؤلف الآن يقول رأى , انظر الترجمة يقول باب رؤية النبي ﷺ ربه ليلة المعراج بعينيه رؤية يقظة , إذا المؤلف يرى ماذا ! يرى أن الرسول ﷺ رأى الله بعينيه و أنه في اليقظة و هذه المسألة فيها خلاف فيها خلاف قوي فيها قولان مشهوران , القول الأول : كما قال المؤلف رحمه الله أنه رأى ربه بعينيه رؤية يقظة و هذا ذهب إليه الهروي و النووي و القرطبي  و جماعة قالوا إن النبي ﷺ رأى ربه ليلة المعراج بعينيه , القول الثاني و قال به بعض الصحابة : قال به بعض الصحابة أيضا و روي عنه عن ابن عباس وروي عن الإمام أحمد مثل ما ذكر المؤلف قال وَمَا جَعَلۡنَا ٱلرُّءۡیَا ٱلَّتِیۤ أَرَیۡنَـٰكَ إِلَّا فِتۡنَةࣰ لِّلنَّاسِ  قال هي رؤيا عين رآها رسول الله ﷺ ليلة أسري به و كذلك روي عن الإمام أحمد أنه قال إن النبي ﷺ رأى به و روي عنه أنه رآه فقط قال رأى ربه روي عنه أنه رآه بفؤاده و كذلك أيضا عن ابن عباس روي عنه قال رأى محمد ربه و روي عنه قال رآه بفؤاده  فاختلف العلماء في ذلك ذهب بعض العلماء إلى أن النبي ﷺ رأى ربه بعين رأسه و ذهب الجماهير من الصحابة و العلماء و المحققون إلى أن النبي ﷺ لم ير ربه بعين رأسه و إنما رآه بعين قلبه رآه بعين قلبه و معنى رآه بعين قلبه , هل المعنى أن الله جل له عينين في قلبه , لا , المعنى أن الله تعالى جعل في قلبه يعني زيادة علم فهو رأى ربه بعين قلبه و هذا هو الصواب الذي عليه المحققون و الجماهير و هو قول عائشة رضي الله عنها فإن عائشة رضي الله عنها لما قال لها مسروق هل رأى محمد ربه ! قالت ( لقد قف شعري مما قلت ثم قالت : من حدثك أن محمدا رأى ربه فقد كذب ) و يدل على هذا القول و أن النبي لم يره قول الله تعالى وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن یُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلَّا وَحۡیًا أَوۡ مِن وَرَاۤىِٕ حِجَابٍ أَوۡ یُرۡسِلَ رَسُولࣰا فَیُوحِیَ بِإِذۡنِهِۦ مَا یَشَاۤءُۚ إِنَّهُۥ عَلِیٌّ حَكِیمࣱ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ و محمد بشر أَن یُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلَّا وَحۡیًا أَوۡ مِن وَرَاۤىِٕ حِجَابٍ فيكون الرسول ﷺ سمع كلام الله من وراء حجاب و لم يره و يدل على ذلك حديث أبي موسى الذي مر بالأمس حديث أبي موسى الأشعري الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه إن الله لا ينام و لا ينبغي له أن ينام يخفض القسط و يرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار و عمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور و في لفظ النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه و محمد من خلقه فالصواب الذي عليه المحققون أن النبي ﷺ لم ير ربه بعين رأسه و إنما رآه بعين قلبه هذا هو الصواب الذي عليه الجماهير من الصحابة و التابعين و الآثار كثيرة عن الصحابة و غيرهم من الآثار , في آثار فيها أن محمدا رأى ربه و في آثار أنه لم ير ربه , في أحاديث و آثار فيها أن النبي ﷺ رأى ربه و في آثار أنه لم ير ربه و الجمع بينهما أن الآثار التي فيها أنه رأى ربه تحمل على أنه رآه بفؤاده و الآثار التي فيها أنه لم يره تحمل على أنه لم يره بعين رأسه و بذلك تجتمع الأحاديث و لا تختلف فالنصوص التي فيها أن النبي رأى ربه تحمل على أنه رآه بعين قلبه و بفؤاده و النصوص التي فيها أنه لم يره تحمل على أنه لم يره بعينيه و يدل على ذلك الآية صريحة وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن یُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلَّا وَحۡیًا أَوۡ مِن وَرَاۤىِٕ حِجَابٍ إذا سمع كلام الله من وراء حجاب و ما روي عن ابن عباس أنه قال أن محمدا رأى ربه و رواية رآه بفؤاده نقول الرواية التي قال رأى ربه هذه مطلقة و الرواية التي رآه بفؤاده مقيدة فيحمل المطلق على المقيد تحمل رواية رآه على أنه رآه بفؤاده و كذلك الإمام أحمد روي عنه أن النبي رأى ربه و روي عنه أنه رآه بفؤاده فالرواية المطلقة تحمل على الرواية المقيدة رواية أنه رآه تحمل على أنه رآه بفؤاده  و هذا هو الصواب و أما الآية التي استدل بها المؤلف هنا وَمَا جَعَلۡنَا ٱلرُّءۡیَا ٱلَّتِیۤ أَرَیۡنَـٰكَ إِلَّا فِتۡنَةࣰ لِّلنَّاسِ المؤلف استدل على القول الثاني و هو أن النبي رأى ربه بعين رأسه استدل  بماذا ! بقول ابن عباس هل عنده حديث ما عنده حديث عنده قول ابن عباس قال قال ابن عباس  وَمَا جَعَلۡنَا ٱلرُّءۡیَا ٱلَّتِیۤ أَرَیۡنَـٰكَ إِلَّا فِتۡنَةࣰ لِّلنَّاسِ قال هي رؤيا عين رآها رسول الله ﷺ ليلة أسري به نقول هذه التي رآها هي الآيات , الآيات و ليست البرهان أنه رأى به لو كان النبي رأى ربه بعين رأسه لذكرها الله أهم من رؤية الآيات وَمَا جَعَلۡنَا ٱلرُّءۡیَا ٱلَّتِیۤ أَرَیۡنَـٰكَ إِلَّا فِتۡنَةࣰ لِّلنَّاسِ رؤيا الآيات قال هي رؤيا عين رآها رسول الله ﷺ ليلة أسري هذه الرؤيا هي رؤيا الآيات و لم ير النبي ﷺ ربه بعين رأسه هذا هو الصواب الذي عليه المحققون و الصواب أن الإسراء و المعراج في ليلة واحدة أسري به من بيت الحرام إلى المسجد الأقصى ثم عرج به من المسجد الأقصى إلى السماء في ليلة واحدة و الصواب أن الإسراء و المعراج مرة واحدة يقظة لا مناما قال بعض العلماء الإسراء في ليلة و المعراج في ليلة و هذا خلاف الصواب الصواب أنه في ليلة واحدة قال بعض العلماء إن الإسراء و المعراج في النوم في المنام في المنام لا في اليقظة أسري به و هو نائم و قال بعض العلماء أسري به بروحه لا بجسده و قال بعض العلماء إن الإسراء تكرر مرات مرة يقظة و مرة مناما و الصواب أن الإسراء و المعراج في ليلة واحدة يقظة لا مناما مرة واحدة و الخلاصة في هذا :

أن رؤية النبي ﷺ لربه ليلة المعراج أولا اتفق العلماء أو اتفق العلماء على أن الله تعالى لم يره أحد في الأرض , إلا بعض الصوفية بعض الصوفية الملاحدة بعضهم يقولون : إن الله يرى في الأرض و قال بعضهم إذا رأيت خضرة في الأرض فإنها فيها الله هؤلاء ملاحدة أجمع العلماء على أن الله لم يره أحد في الأرض هذا واحد , و أجمع العلماء على أن الله لم يره أحد من الخلق إلا نبينا ﷺ ليلة المعراج و أجمعوا على أن النبي ﷺ لم ير ربه في الأرض هذه إجماعات : أجمعوا على أن الله تعالى ما رآه أحد في الأرض و أجمعوا على أنه ما رآه أحد من الخلق إلا نبينا ﷺ فقط و اختلفوا و خلافهم في رؤيته في السماء ليلة الإسراء و المعراج لا في الأرض على قولين :

قول الجمهور : أنه رآه بقلبه و فؤاده لا بعين رأسه .

و القول الثاني : أنه رآه بعين رأسه و منهم المؤلف الهروي .

 الهروي و النووي و القرطبي قالوا أنه رآه بعين رأسه و هذا قول مرجوح و الصواب أنه رآه بعين فؤاده و النصوص صريحة وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن یُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلَّا وَحۡیًا أَوۡ مِن وَرَاۤىِٕ حِجَابٍ و حديث لو كشفه لأحرقت بحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه و محمد من خلقه هذان دليلان واضحان مِن وَرَاۤىِٕ حِجَابٍ لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه و أيضا و لأن الرؤية رؤيا الله نعيم أعظم نعيم يعطاه أهل الجنة هي الرؤيا ادخره الله لأهل الجنة ادخره الله لنبيه و لأنبيائه و لأوليائه في الجنة نعيم الرؤية رؤيا الله نعيم أعظم نعيم يعطاه أهل الجنة هو رؤية الله عز و جل إذا كشف الحجاب و رأوا ربهم نسوا ما هم فيه من النعيم فادخره الله لأهل الجنة هذه النصوص كلها تدل على أن ما ذهب إليه المؤلف هنا من أن النبي ﷺ رأى ربه بعين رأسه هذا ضعيف مرجوح .

و المؤلف ما هو الدليل الذي استدل به على أن النبي ﷺ رأى ربه بعينه , استدل بقول ابن عباس و في تفسير ابن عباس وَمَا جَعَلۡنَا ٱلرُّءۡیَا ٱلَّتِیۤ أَرَیۡنَـٰكَ إِلَّا فِتۡنَةࣰ لِّلنَّاسِ قال هي رؤيا عين رآها رسول الله ﷺ ليلة أسري به , الجواب أن هذه ليس رؤية الله الآية ما فيها رؤية الله ما قال , لو كان الله سبحانه و تعالى أراه نفسه لذكر في نص صريح لأن رؤية الله أعظم من رؤية الآيات قال وَمَا جَعَلۡنَا ٱلرُّءۡیَا ٱلَّتِیۤ أَرَیۡنَـٰكَ إِلَّا فِتۡنَةࣰ لِّلنَّاسِ رؤيا الآيات هي رؤيا الآيات لا رؤيا الله عز و جل و المحقق أطال في هذا لكن هذه هي الخلاصة التي سمعتم .

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد